صيام ستة أيام بنية ستِّ شوال، ثم تحويل النية إلى القضاء

السؤال
صمتُ ستة أيام من شوال بنية أيام شوال، ولكن أولادي قالوا لي: (يا أمي، ما يجوز تصومين الست وعليك ثمانية أيام قضاء من رمضان)، فقلتُ لهم: (خلاص أنا نويتُها الآن قضاء ستة أيام من رمضان)، ثم صمتُ يومين بنية القضاء، ثم بعد ذلك صمتُ ستًّا من شوال، فهل كلام أولادي صحيح؟
الجواب

في الحديث الصحيح في (صحيح مسلم): «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال» [مسلم: 1164]، مقتضى الإتباع أن يأتي التابع بعد نهاية المُتبَع، فلا يكون الصيام من شوال تابعًا أو مُتبعًا لصيام رمضان حتى يُفرَغ من صيام رمضان، «مَن صام رمضان ثم أتبعه» يعني: بعد أن فرغ منه، وحينئذٍ كلام أولادها لها صحيح، لا يجوز أن تصوم الست قبل أن تقضي ما عليها من رمضان؛ ليصح أنها أتبعتْ الست رمضان.

لكن الإشكال أنها صامتْها بنية الست، ثم قالت: (خلاص أنا نويتُها الآن قضاء ستة أيام من رمضان)، فهي لا تُجزئ عن رمضان؛ لأن صوم رمضان واجب، وقضاؤه واجب لا يصح إلا بنية من الليل، أما إذا طلع الفجر ولم تنوِ الصيام فإنه لا يُجزئها في صيام الفرض، وفي صيام النفل تنعطف النية، ويصحُّ نيته من النهار؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- ثبت عنه أنه يسأل أهل بيته فيقول: «هل عندكم من طعام؟» فإذا قالوا: لا، قال: «فإني إذن صائم» [مسلم: 1154]، أما الفرض فلا يجوز صيامه إلا بنية من الليل، وهذه نوتْها من رمضان بعد أن فرغتْ من صيامها، فلا تُجزئ عن رمضان، ولا تصح أيضًا من الست؛ لأنها لم تفرغ من صيام رمضان، فعليها أن تصوم ما عليها من رمضان، ثم تُتبعها -إن كان بقي في الشهر بقية- الست من شوال، والله أعلم.