منهجية تقويم اللسان والسلامة من اللحن عند القراءة والخطابة

السؤال
أنا طالب علم، وقمتُ بدراسة (الأجرومية) وأغلب (الألفية) في علم النحو، لكنني مازلتُ مُكثرًا من اللحن في الحركات عند القراءة والخطابة، فهل تدلونني -مأجورين- على منهجيةٍ لتقويم لساني؟
الجواب

تعلُّم العربية بفروعها الاثني عشر، ومنها النحو، يُفيد أمرين:

- فهم المعاني.

- وتقويم اللسان.

فمجرد التعلم النظري يُفيد في فهم المعاني؛ لأنك تعرف أن هذا فاعل وقع منه الفعل، وهذا مفعول، وهذا كذا، فتعرف بها المعاني، لكن لا يلزم من ذلك أن يتقوَّم لسانك حتى تُكثر من القراءة والمِران، لا سيما القراءة على الضابطين من أهل العلم المتقنين لهذا العلم، الحريصين على تقويم لسان مَن يقرأ عليهم.

فأنت تعلَّمتَ نظريًّا، وحفظتَ (الأجرومية)، وقد تحفظ (القطر) و(شرح القطر) و(الألفية)، وتتدرَّج في هذا العلم وتُتقنه وتضبطه، لكن لسانك لن يتقوَّم إلا بالمران، وبمفردك لا تُدرك ما تُريد، لكن عليك أن تقرأ على عالمٍ ضابطٍ للقواعد النظرية والتطبيق، قد قرأ على شيوخه وتقوَّم لسانه، فبهذا يحصل لك ما تريد.

وكم من شخصٍ متخصِّص في العربية ودرَّس العربية سنين، ودرَسَها كذلك، لكن لسانه لا ينضبط؛ لأنه لم يتعوَّد ويضبط لسانه على عالمٍ يُقوِّم أخطاءه، وفي مقابل ذلك نسمع مَن يقرأ على المشايخ الذين لهم عناية بالردِّ على الطلاب ولا يتركون شيئًا يفوت من دون تقويمٍ وردٍّ، نجد القارئ منضبط اللسان ولو خفي عليه كثيرٌ من أحكام العربية، بل قد سمعنا أشباه عوام يُحسنون القراءة، قرأوا على الشيوخ وتردَّدوا عليهم، وتقوَّمتْ ألسنتهم، وهم لا يُتقنون ولا يُحسنون العلم النظري، بل لا بُد من الأمرين: نظري، وعملي، فلا بُد من الشقين، يعتني الطالب بالنظري ويضبطه ويُتقنه، ثم يُطبِّق عليه، والتطبيق هو الذي يُثبِّت العلم في جميع الأمور؛ ولذلك قلنا: من أَولى ما يعتني به طالب العلم في دراسة علوم العربية والنحو على سبيل الخصوص: التطبيق على القرآن، فيبدأ بإعراب الفاتحة –مثلًا-، ثم يُقارن إعرابه بإعراب أهل العلم؛ لأن هناك كُتبًا لإعراب القرآن، فإذا طابق إعرابُه إعرابَهم عرف أنه مُتقن وضابط، وإذا اختلف ذلك صحَّح، وهكذا، ولذا في (شرح شذور الذهب) إعراب لقصار السور في آخر الكتاب، وهذا من أنفع ما يُدَل عليه طالب العلم ويستفيد فوائد كثيرة، منها:

- فهم القرآن؛ لأن فهم المعاني تابع لمواقع الكلمات من الإعراب وما يترتَّب عليه.

- وأيضًا يتقنون العربية بهذه الطريقة.