أفضل طبعات (شرح الكرماني على البخاري)

السؤال
ما أفضل طبعات (شرح الكرماني على البخاري)؟
الجواب

(الكرماني) أول ما طُبِع في المطبعة البهيَّة المصرية، في طبعةٍ فاخرة، بحروف جميلة وكبيرة وواضحة، وهذه الطبعة عندي نفيسة جدًّا، ويعتني بها طالب العلم، وفيها أخطاء يسيرة ليست كثيرة، يُدركها القارئ، وعنايتي بها لا بغيرها.

وطُبِع أكثر من مرة طبعاتٍ بعضها فيه نوع عناية وتحقيق، وبعضها لا يُوجد فيه أي مظهر للعناية والتحقيق، ومع ذلك أنا مازلتُ متمسِّكًا بالطبعة الأولى، وعنايتي بها، ومراجعتي لها، وقد قرأتُها وعلَّقتُ عليها وصححتُها قديمًا.

فالكتاب في الجملة نفيس ونافع، وإن كان مَن أتى بعده ينقلون عنه وينتقدونه؛ لأن فيه ملاحظات، ويقول العلماء عنه: إنه أخذ الشرح من الصُّحف وكثُرتْ فيه الأوهام، وحصل منه في بعض الأحيان ما يُعد من سوء الأدب مع البخاري، وذكر ابن حجر –رحمه الله- أنه في بعض المواضع يشرح بعيدًا عن مراد المؤلف، حتى قال ابن حجر: (وهذا جهلٌ بالكتاب الذي يشرحه)، ومع ذلك هذه أشياء يسيرة بالنسبة لحجم الكتاب وفائدتِه وسبقِه، فكل مَن أتى بعده استفادوا منه، ففيه فوائد، وهو مفيدٌ لطالب العلم في أبواب الزُّهد، وفي تراجم الرواة يُعنى –كالنووي- بما حصل منهم من عبادةٍ والتفاتٍ للآخرة، ويَذكر طرائفهم في هذا، ولا يهمه كثيرًا أن ينظر إلى عدالتهم من ضدها، وهذا مقبول بالنسبة لـ(صحيح البخاري)؛ لأن رواة (البخاري) جازوا القنطرة، فعنايته بطرائف الرواة التي تشدُّ القارئ، وهذه مهمة كفعل النووي –رحمه الله- في (شرح مسلم) حينما يُترجم للرواة يُعنى بعباداتهم، ويُعنى بما يُرقِّق القلوب من أفعالهم، بخلاف ابن حجر الذي لا يهتم بهذا كثيرًا، وعنايته بما هو أهم من ذلك مما يترتَّب عليه التصحيح والتضعيف، والله أعلم.