تحديث النفس بالإفطار أثناء صيام يومٍ من أيام ستِّ شوال

السؤال
إذا كنتُ صائمًا في أحد أيام الستِّ من شوال، وحدَّثتُ نفسي أني يمكن أن أُفطر، ثم رجعتُ عن عزمي ولم أتناول شيئًا من المفطرات، فهل ينتقض صيام ذلك اليوم وآتي بيوم آخر محله، أو أن صيامي صحيح؟
الجواب

الظاهر من المذهب عند الحنابلة إطلاق جملة: (مَن نوى الإفطار أفطر)، فعلى هذا إذا حدثتْه نفسه أنه يُفطر فإنه حينئذٍ يُفطر، وإذا حدثتْه نفسه أنه يمكن أن يُفطر فهذا حديث نفس وضعيف أيضًا، وحديث النفس في الأصل معفوٌّ عنه، ولا يترتَّب عليه حكم، لكن إذا نوى مع العزم أنه يُفطر ينطبق عليه قولهم: (مَن نوى الإفطار أفطر).

ويستشكل بعضهم أنه مَن نوى الإفطار أفطر، ولكن مَن نوى نقض الوضوء لا ينتقض وضوؤه إلا بناقض، وأقول: الفرق بينهما أن العبادة في الصيام ما تمَّتْ، فهو نوى نقضها في أثنائها، كما لو نوى نقض الوضوء في أثنائه، أما بعد تمامها كما لو نوى الإفطار بعد أن أفطر بغروب الشمس فما يضره، وهذا نوى نقض الوضوء بعد تمامه فلا يضره، فلذا يقول أهل العلم: لا يشترط في الوضوء استصحاب الذِّكر -ذكر النية-، ويشترط استصحاب الحكم، بأن لا ينوي نقض الطهارة قبل تمامها، فلو نوى نقضها قبل تمامها وبقي عليه مسح الرأس، أو غسل الرجلين، أو حتى لو بقي عليه رجل واحدة فإنه ينتقض وضوؤه، لكن إذا تمَّ الوضوء فلا ينتقض إلا بناقض، كما لو تمَّ الصيام ونوى بعد غروب الشمس نقْض الصيام فإنه لا يؤثِّر، والله أعلم.