الوقوف على مداخل شوارع المعارض؛ لتلقي بائعي السيارات

السؤال
ما حكم الوقوف على مداخل شوارع المعارض وقبل الوصول إلى ساحة الحراج؛ لتلقي بائعي السيارات؟
الجواب

ثبت في (صحيح البخاري) أنه ترجم: "باب منتهى التلقي"، وقال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية -وهو رجل اسمه جويرية، وأبوه اسمه أسماء، واسمه واسم أبيه من الأسماء المشتركة بين الرجال والنساء، فهو جويرية بن أسماء- عن نافع -مولى ابن عمر- عن عبد الله -مولاه ابن عمر- قال: «كنا نتلقَّى الركبان فنشتري منهم الطعام، فنهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نبيعه حتى يُبلغ به سوق الطعام»، قال أبو عبد الله -يعني: البخاري-: "هذا في أعلى السوق، يُبيِّنه حديث عبيد الله" [2166]، التلقي سببه أن لا يُتلقى صاحب السلعة حتى يبلغ بها السوق ويبيع سلعته على بيِّنة، فلا يُخدع قبل أن يصل إلى السوق وهو لا يعرف قيمة سلعته، فإذا وصل السوق فليبع بما شاء، لكن قبل الوصول إلى السوق لا يجوز أن يتلقَّاه أحد فيخدعه ويأخذ سلعته بثمن بخس.

قال ابن حجر: (قوله: "باب منتهى التلقي" أي وابتدائه، وقد ذكرنا أن الظاهر أنه لا حدَّ لانتهائه من جهة الجالب، وأما من جهة المتلقي فقد أشار المصنف بهذه الترجمة -يعني: البخاري- إلى أن ابتداءه الخروج من السوق؛ أخذًا من قول الصحابي: إنهم كانوا يتبايعون بالطعام في أعلى السوق فيبيعونه في مكانه، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبيعوه في مكانه حتى ينقلوه، ولم ينههم عن التبايع في أعلى السوق، فدل على أن التلقي إلى أعلى السوق جائز... قوله: "قال أبو عبد الله": هو المصنف -البخاري-، قوله: "هذا في أعلى السوق" أي: حديث جويرية عن نافع بلفظ: «كنا نتلقى الركبان فنشتري منهم الطعام» الحديث، قال البخاري -كما تقدَّم-: "ويُبيِّنه حديث عبيد الله بن عمر" يعني: عن نافع، أي: حيث قال: «كانوا يتبايعون الطعام في أعلى السوق» الحديث مثله، وأراد البخاري بذلك الرد على من استدل به على جواز تلقي الركبان؛ لإطلاق قول ابن عمر: «كنا نتلقى الركبان»، ولا دلالة فيه؛ لأن معناه أنهم كانوا يتلقونه في أعلى السوق كما في رواية عبيد الله بن عمر عن نافع، وقد صرَّح مالك في روايته عن نافع بقوله: «ولا تلقوا السلع حتى يُهبط بها السوق»، فدلَّ على أن التلقي الذي لم يُنهَ عنه إنما هو ما بلغ السوق، والحديث يُفسِّر بعضه بعضًا)، والله أعلم.