منع الرجل أهلَه من إكمال الدراسة بسبب الفتن

السؤال
مَن لا يدع أهله يكملون الدراسة؛ بسبب ما يوجد في بعض الثانويات والكليات من الفتن، هل في ذلك وجه من الصحة -أحسن الله إليكم-؟
الجواب

العلم الشرعي مطلوب من النساء كما هو مطلوب من الرجال، وأعني بذلك: العلم الشرعي المأمور به في النصوص الشرعية المورث لخشية الله -جل وعلا-، وما لا تقوم الدنيا إلا به من العلوم الأخرى، هذا كله مطلوب، لكن يبقى أن الأصل بالنسبة للمرأة القرار في البيت، يقول الله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33]، فإذا تعارض هذا مع هذا ترجع إلى الأصل، أما إذا أمكن التوفيق بأن أدَّتْ عملها الأصلي في بيتها، وخدمتْ زوجها، وواصلتْ دراستها، ومع ذلك حافظتْ على نفسها؛ لأن كثرة الخروج من البيت لها ضريبة، فإذا حافظتْ على حشمتها، وخرجتْ بزيٍّ لا تَفتن ولا تُفتن بواسطته، واستعملتْ -أيضًا- خروجها في طريقها وفي مدرستها بأن إذا رأت ملاحظة على إحدى زميلاتها أسدتْ إليها نصيحة، وصارتْ داعيةَ خيرٍ في هذا المحفل الذي يجمع جمعًا من الطالبات، فإذا انضم إلى ذلك دعوة إلى الله -جل وعلا-، وتوجيه، وإنكار لمنكر، وأمر بمعروف، هذا لا شك أنه خير، فالمنع منه غير متَّجه. أما إذا خلا من ذلك كله، ورأى النقصَ في حياة هذه الزوجة، سواء كان فيما يتعلَّق في بيتها، أو في دينها، أو في عملها، أو في تربية أولادها، فلا شك أن المنع له وجه.