أدب طالب العلم مع مشايخه

السؤال
لا شك في أهمية الجانب التربوي لطالب العلم، وأدبه مع مشايخه، فلعل شيخنا الفاضل يتطرَّق لهذه النقطة، ولو على وجه الإيجاز.
الجواب

أقول: على طالب العلم أن يحترم الشيخ، وينزله منزلته، فبقدر ما يستفيد منه يحترمه، ولا يصل به إلى حدِّ أن يغلو فيه؛ لأن الغلو والإطراء أمر ممنوع في الشرع، وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن إطرائه، فكيف بمَن هو دونه؟ والشيخ بحاجة إلى دعاء أكثر من حاجته إلى الثناء؛ لأن أهل العلم ينصُّون على أن على طالب العلم أن يُثني على شيخه ويمدحه، لكن أنا أقول: هو بحاجة إلى دعاء أكثر من حاجته إلى الثناء. وعليه أن يحترم شيخه، وأن يتلمَّس الوقت والظرف المناسب للإفادة والسؤال، ولا يُحرج الشيخ ولا يُضجره، فأحيانًا يكون الشيخ ما عنده استعداد لأن يُجيب على سؤاله، ولا أن يوضِّح له مسألته؛ لأنه بشر يعتريه ما يعتري الناس، من مشاكل، ومن ضيق في البال، وفي الأفق، وأحيانًا يكون لديه مشكلة، فما يستطيع أن يستوعب الكلام فضلًا عن كونه يُقدِم على جواب، أو على حل مسألة، فإذا لَحظ الطالب من حال شيخه ما يصل به إلى هذا الحدِّ، فيتركه إلى أن يجده في وقت هو فيه مرتاح، والله المستعان.