الطعن في الناس والكلام في أعراضهم

السؤال
هناك مَن ديدنهم الطعن في الناس، وما مِن مناسبة إلا ويتكلَّمون على الناس، وهذه مصيبة عظيمة، فكيف نواجههم؟
الجواب

أولًا: على المسلم -ولا سيما طالب العلم- أن يحرص على نفسه، وإنقاذ نفسه، ونجاة نفسه، قبل أن يحرص على نجاة غيره؛ لأن هؤلاء الذين يطعنون يريدون -على حدِّ زعمهم- نجاة الناس وتخليصهم ممن يطعنون فيه. وأنا أقول: على الإنسان أن يسعى في خلاص نفسه قبل كل شيء، وليعلم أن الغيبة في حق المسلم -ولو وُجدتْ عنده مخالفات- محرَّمة بالنصِّ القطعي من الكتاب والسنة، وأعراض المسلمين -كما قال ابن دقيق العيد- حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها العلماء والحُكَّام. فالأعراض شأنها عظيم، وليحذر الشخص مع حرصه على طلب العلم، وحرصه على تطبيق العلم والعمل به، وتعبه وراء ذلك، أن يأتي يوم القيامة مفلسًا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: "المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع"، وهذه هي الحقيقة العُرفية التي يعرفونها، وهي موجودة إلى الآن، والحجر والتفليس من هذا الباب، لكن قال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحتْ عليه، ثم طُرح في النار» [مسلم: 2581]، وإذا كان الإنسان يتعب على جمع الأموال، ويفرِّط في حفظها، ويصرفها فيما ينفع وما لا ينفع، فلا شك أنه يُلام، فكيف بالأعمال التي هي الوسائل التي توصلك إلى مرضاة الله وجناته، فتتعب عليها، ثم تفرِّط فيها؟! هذا الفلس الحقيقي.