التبرُّع بالأعضاء

السؤال
ما حكم التبرُّع بالأعضاء؟
الجواب

التبرُّع بالأعضاء وهو ما إذا حكم الأطباء بموت الشخص حُكمًا، ولم تُفارِق روحه بدنه، فيوصون أهلَه بأن يتبرَّعوا بأعضائه، وقد عُرض الموضوع على بعض الجهات العلميَّة، وأفتوا بجوازه، لكن إذا كان الإنسان لا يملك من نفسه شيئًا يتبرَّع به إلَّا ما استُثني كالدَّم؛ لأنه متجدِّد، والتبرُّع به نافع للبدن، وإلا فالأصل أن المرء لا يملك من نفسه شيئًا، على أن الحكم بموته قبل مفارقة روحه بدنَه حكم أغلبيٌّ، وليس بكليٍّ، ولا حتميٍّ؛ إذ وُجد من عاش بعد أن قرَّرت اللجنة المكوَّنة من ثلاثة أطباء وفاته، وهذه قصة واقعة، وسَمع المداولات وهو محكوم بموته، حيث جيء بإخوته الأربعة، وطُلب منهم أن يتبرَّعوا بأعضائه، فثلاثة منهم وافقوا، والرابع عارَض، وقال: (لا نملك، ولم يوصِنا بذلك، والأمر إليه)، واللجنة موقِّعة أنه ميت دماغيًّا، ثم تبيَّن أنه ما مات، وكان يسمع محاورتهم، وصارت عداوة بينه وبين الثلاثة الذين وافقوا، وصلة قوية بينه وبين الرابع، فالمسألة مسألة تشليح، وهو يسمع! فحكمهم حكم أغلبيٌّ. إضافة إلى أنه لو كان كليًّا مجزومًا به مقطوعًا به، ولو كان التبرُّع بعد مفارقة الروح للبدن، فالمؤمن حرمته ميتًا كحرمته حيًّا، لا يجوز التبرُّع بشيء من أعضائه ألبتة.

وقد وُجد مَن يفتي بجواز ذلك؛ نظرًا لأن الميت انتهتْ منفعته من هذه الأعضاء، والحي قد تتوقَّف حياته على بعض هذه الأعضاء، فوجد مَن يفتيهم، والله المستعان.