الجمع بين ما ثبت من الصلاة بعد الوتر وبين حديث: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا»

السؤال
قال ابن القيم -رحمه الله-: (وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين جالسًا تارة، وتارة يقرأ فيهما جالسًا، فإذا أراد أن يركع؛ قام فركع)، سؤالنا: كيف يكون التوفيق بين هذا القول، وبين الأثر الذي ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا»؟
الجواب

لا شك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلَّى الشفع بعده، فمثل ركعتين خفيفتين لا تؤثِّر في جعل الوتر في آخر الليل، وقل مثل هذا لو أَوتر قبل أن ينام، كما أوصى النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- أبا هريرة -رضي الله عنه-، "أوصاني خليلي –صلى الله عليه وسلم– بثلاث:...وأن أُوتر قبل أن أنام" [البخاري: 1178]، فإذا انتبه من ليله وصلَّى ما كُتب له، فإن هذا وإن كان قد خالف حديث: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا» [البخاري: 998]؛ لأن هذا أمر إرشاد، وليس بأمر وجوب وإلزام، بدليل أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلَّى بعده، فإذا قام من الليل صلَّى ما كُتب له شفعًا، ولا يوتر، وبهذا يكون قد عمل بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وإن لم يكن آخرُ صلاته بالليل وترًا.