الجمع بين حديث: «فأيُّ المؤمنين لعنتُه» وبين النهي عن اللَّعن

السؤال
في الحديث من قوله -عليه الصلاة والسلام-: «اللهم إني أتَّخذ عندك عهدًا لن تُخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأيُّ المؤمنين آذيتُه، شتمتُه، لعنتُه...» الحديث [مسلم: 2601]، مع نهيه عن اللَّعن، وأن المؤمن ليس بلعَّان.
الجواب

النهي عن اللَّعن بالنسبة لمن لا يستحقُّ اللَّعن، وجاء في الحديث الصحيح: «لَعْن المؤمن كَقَتْله» [البخاري: 6105]، و«ليس المؤمن باللَّعَّان» [الترمذي: 1977]، وهذه صيغة مبالغة، يعني: يَلعن عند كلِّ شيء، فليس بلعَّان، لكن مَن استحقَّ اللَّعن، ودلَّت النصوص على لَعْنه؛ يُلعن، لا سيما الأجناس: جنس الشارب، جنس السارق؛ «لَعَن الله السارق» [البخاري: 6783]، لعن الله الشارب [يُنظر: أبو داود: 3674]، لعن الله المتبرِّجات [يُنظر: السنن الكبرى للنسائي: 9251]، «الْعَنوهنَّ» [المسند: 7083]، هذا أمر، المقصود أن اللَّعن الذي تقتضيه النصوص لا إشكال فيه، ولا يجعل المسلم لعَّانا إذا ائتُمِر بما أُمر به: «الْعَنوهنَّ، فإنَّهنَّ ملعونات»، والنبي -عليه الصلاة والسلام- حينما يَلعن هذا الشخص يراه مستحقًّا لهذا اللَّعن، ثم بعد ذلك طَلَب من الله -جلَّ وعلا- في العهد الذي اتَّخذه معه أن يجعل هذه اللَّعنة، أو هذه الشتمة، أو هذه الأذيَّة، لا سيما إذا حصل شيء بالنسبة لمن لا يستحقُّه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لا يعلم؛ فإنها تُبْدَل برحمة.