الأشرطة التي تُحذِّر من الرافضة متضمنةً أصواتهم وهم يَسبُّون عائشة -رضي الله عنها-

السؤال
ما رأيكم في الأشرطة التي تُحذِّر من الرافضة، محتويةً على أصواتهم التي يذكرون بها سبَّ عائشة -رضي الله عنها- في عِرضها كثيرًا، هل تُوزَّع هذه الأشرطة لمصلحة التحذير من هؤلاء القوم، علمًا بأنها ممزوجة بالتحذير من هذا الكلام؟
الجواب

أولًا: ناقل الكفر ليس بكافر، وإذا كان شرُّهم وضررهم لا يتبيَّن إلا بهذا؛ فهذا أمر لا بد منه، والقرآن -أيضًا- نَقَل كلام الكفار، فنقل قول فرعون: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24]، فمثل هذا لا بأس به، وإن كان السَّلف في السابق يُحذِّرون من نقل كلام المبتدعة، ولو كان للردِّ عليه؛ لأن فيه نشرًا له. وعلى سبيل المثال: (منهاج السنة) لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- تضمَّن جميعَ (منهاج الكرامة)، لكنه يذكر السطر والسطرين، ويردُّ عليهم بعشرين، أو ثلاثين، أو خمسين صفحة أحيانًا، فهذا شيء مغمور في جانب الردِّ، لكن لو نُشر (منهاج الكرامة) في جزء، وعُلِّق عليه تعليقات خفيفة؛ لقلنا: هذا نشر للكتاب، ولو كان فيه ردٌّ؛ لأن هذا الردَّ لا يكفي؛ ولذا أخطأ مَن نَشَر (منهاج السنة) في طبعته الأولى المصرية -ليست القديمة البولاقية، فهذه ما فيها شيء، وإنما الطبعة الثانية المُحقَّقة بتحقيق رشاد سالم رحمه الله، في طبعته الأولى-؛ حقَّق (منهاج الكرامة) كاملًا، وطَبَعه في صدر الكتاب، وأخطأ في هذا، ثم بعد ذلك حَذَفه من الطبعات التي تليها.