آداب طالب العلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فإن موضوع الدرس في آداب طالب العلم والمراد بالعلم العلم الشرعي الذي هو في الأصل يؤدب الطالب فطالب العلم الشرعي مؤدب أصالة ولا يحتاج إلى أن ينبَّه إلى ما ينفعه من الآداب والأخلاق لكن أهل العلم يذكرون في كتبهم من أدب الطلب ما يذكرون والإخوة المنظمون للدروس والمحاضرات يحرصون على هذا الجانب وهذ الباب من أبواب العلم لما يرى في أوساط طلاب العلم من بعض المخالفات لأنهم ليسوا بمعصومين وإلا فالأصل أن العلم الشرعي يؤدب طالبه ومن أين يؤتى بهذه الآداب إلا من الكتاب والسنة التي هي عمدة ومعوَّل طالب العلم قد يقول قائل أن طلب مثل هذا الموضوع من أجل إفادة طلاب العلم يلزم عليه الدور لماذا؟ لأن المسألة مفترضة في طالب علم وطالب العلم عمدته ومعوله على الكتاب والسنة والكتاب والسنة كفيلان بتأديب طالب العلم لكن من شدة الحرص والاهتمام بهذا الجانب جعل أهل العلم يفردونه في مصنفاتهم ويصنفون فيه المؤلفات المستقلة في جميع العلوم في أدب الطلب يصنفون في أدب الطلب وهناك المؤلفات الكبيرة مثل الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب في مجلدين كبيرين وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر أيضًا فيه شيء كثير من هذا وكثير من الكتب صنفت في الأدب على سبيل الاستقلال وأيضًا ضمنت الجوامع فذكر فيها أبواب مستفيضة لهذا الجانب وكتب الأخلاق والآداب من أهم ما ينبغي أو من أهم ما يعنى به طالب العلم ومع الأسف أن كثير من طلاب العلم حرصهم على الأحكام العملية الظاهرة لكن يغفلون جوانب مهمة من أبواب الدين فكتب الآداب الشرعية نصيبها نزرٌ يسير من الدروس ومن اهتمامات طلاب العلم وظهرت الحاجة ماسة في العصور المتأخرة حينما دخلت النيات وحصل الخلل في الطلب وتأخر العمل عند كثير ممن يطلب العلم قد يقول قائل أن الناس توسعوا في العلم لكن مع كل أسف أن العمل قلّ بين الناس تفقه كثير من الناس لغير الدين لينالوا بذلك ما ينالون من مناصب وجاه وشرف وما أشبه ذلك من متع الدنيا فاحتاج الناس إلى التأكيد في هذا الموضوع الذي يبدأ فيه أولاً بالإخلاص لله جل وعلا وتصحيح النية والقصد الإخلاص لله جل وعلا وتصحيح النية والقصد البينة: ٥  والعلم الشرعي الذي مداره على نصوص الوحيين وما يعين على فهم نصوص الوحيين عبادة محضة لا تقبل التشريك فأول ما يبدأ به طالب العلم أن يعالج النية ويصحح النية ولماذا يطلب العلم؟ لماذا يطلب العلم؟ كان الناس يطلبون العلم وليس أمامهم شهادات ولا وظائف ولا.. فتصحيح النية سهل عندهم يطلبونه لله قد يطلب مثلاً لمنصب قضاء والا إفتاء ويصير له رَزق من بيت المال لكن هذا شيء ليس على المستوى الذي نعيشه الآن وأكثر ما يعاني طلاب العلم في الكليات الشرعية تصحيح النية حتى صرح كثير منهم بأنه أعلن العجز قال لم نستطع تصحيح النية أمامنا شهادة وأمامنا تخرج أمامنا وظيفة أمامنا مستقبل وبناء أسرة كيف يصحح النية؟ كيف نطلب العلم لله جل وعلا؟ نترك لأن هذا العلم دين عبادة محضة لا يقبل التشريك والثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار يوم القيامة منهم من يؤتى به للحساب فيقال له ماذا صنعت يا فلان؟ فيقول: تعلمت العلم وعلمت العلم وعملت بالعلم لله جل وعلا فيقال له كذبت إنما تعلمت ليقال عالم فيؤمر به فيسحب في النار المسألة خطيرة جدًا فنحتاج أول ما نحتاج إلى تصحيح النية لله جل وعلا وأن نطلب العلم لنعبد الله على بصيرة وندعو إلى الله على بصيرة لنحقق الهدف الذي من أجله خلقنا وهو تحقيق العبودية لله جل وعلا كيف تحقق العبودية لله جل وعلا الهدف الذي من أجله خلقت وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون كيف تحقق وأنت ما تعرف كيف تعرف ربك؟ تتعبد على جهل تصلي صلاة قد تكون باطلة تصوم صيام قد يكون باطلاً تتعلم لتعبد الله على بصيرة لتنقذ نفسك أولاً ثم تنقذ من تستطيع الأقرب فالأقرب يستفيد منك أهلك زوجتك أولادك إخوانك جيرانك يستفيدون منك ويتعلمون منك لكن الملاحظ أنه حتى من عرف بالعلم وبذل العلم ونشر العلم أقل الناس منه فائدة الأقربون وأزهد الناس في العالم أهله وجيرانه هذه سنة إلهية هذه قيلت قديمًا ليس بحديث لماذا؟ لأن العالم ليس بأولى من النبي ﮮﮯ آل عمران: ٢٠   ﮔﮕ المائدة: ٩٩  أنت تبلغ وتوضح وتبين لكن هل بيدك هداية الناس؟ يأتي النبي وليس معه أحد بعض الأنبياء زوجته ماتت على الكفر نسأل الله السلامة والعافية امرأة نوح وامرأة لوط ولده ابن نوح ما استفاد منه لماذا ما استفاد؟ لأن الله جل وعلا لم يكتب له السعادة وإلا نوح ما قصّر في بذل السبب حتى آخر لحظة وهو يبذل السبب يقول بعض الكتاب المفتونين يقول إن نوحًا فشل في دعوته فشل في دعوته كيف فشل في دعوته تسعمائة وخمسين سنة يدعو الناس تقول فشل في دعوته؟ قال فشل في دعوته لأنه لم يستفد منه أقرب الناس إليه هذا لو كانت الهادية بيده قلنا نعم لكن عليه هداية الدلالة والإرشاد والبيان ولم يأل جهدًا في ذلك لا هو ولا غيره من الأنبياء ولا الدعاء المصلحون إنما الهداية بيد الله القصص: ٥٦  النبي عليه الصلاة والسلام استطاع أن يهدي عمه الذي بذل ما بذل من أجله ومن أجل دعوته ما استطاع فلا يظن بمن لم يستفد منه الأقربون أنه لم يبذل السبب قد يبذل السبب ويحرص على أن يكون أول من يستفيد منه أقاربه لكن قد لا يريد الله جل وعلا لهم الانتفاع منهم ومثل ما ذكرنا قديما قيل أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه لأمور أولا أنهم يرونه على جميع الأحوال على جميع الأحوال والرؤية على جميع الأحوال في جد وهزل وكذا لا تتيح التعلق بالشخص مثل ما يتيحه الاحتشام كون الإنسان ما يرى إلا محتشم تكون له هيبة ووقع في القلوب وأهله يرونه على أحوال كثيرة الأمر الثاني لئلا يخيل إليه أنه استطاع أن يهدي أولاده فإذا خالفوه ولم ينتفعوا به عرف أن الهداية بيد الله جل وعلا وأمر ثالث وهو الرفق بأهل العلم يعني تصور لو أن الجيران أحرص الناس على العلم من هذا الشخص الجيراني كلهم والأقارب والمعارف كان إذا خرج لأي أمر من الباب وجد الناس كلهم على بابه هذا يبي يسأل وهذا يبي يستوضح وهذا يستفهم وكذا ما تقضى حوائجه لكن من السنن الإلهية أن جعل هؤلاء الأقربين يسوفون يقولون الشيخ ما وجدناه الآن نلقاه بالمسجد إذا ما وجدناه اليوم وجدناه بكرة بينما البعيد هو الذي يحرص ويحضر وهذا مشاهد يعني كثير من طلاب العلم في الحي قد لا يحضرون الدروس في الحي يذهبون إلى أحياء بعيدة كل هذا يجعلنا نهتم بالأقربين ونبذل لهم السبب لأن كون الشيء سنة إلهية وقضاء كوني أنهم الغالب لا يستفيدون لا يمنع بل يحتم علينا أن ننظر إلى القضاء الشرعي وأن نبذل لهم ما نستطيع من جهد سواء كان من ذلك الأقربين أو الجيران أو المعارف أو أو الأحباب يبذل لهم وليحرص أكثر ما يحرص الإنسان عليه والداه الأم والأب لأنهم أشد الناس أو أعظم الناس عليه معروفًا كثير من الناس يحرص على طلب العلم ويتردد على حلقات التعليم ومن حي إلى حي ومن شيخ إلى شيخ لكن أمه وأبوه عوام لا يقرؤون لا يحسنون بعضهم ولا الفاتحة يا أخي لو جلست يوم كامل أو يومين أو أسبوع تعلم أمك الفاتحة ثم بعد ذلك تعلمها قصار السور أو أبوك ومع الأسف أننا في عصر يعني يسمونه عصر العلم الذي انتشر فيه التعليم ووصل إلى كل سقع من أسقاع الأرض تجد بعض الناس يأتي مع الأذان إلى روضة المسجد ثم بعد ذلك يتلفت يمينًا وشمالاً لا يمد يده إلى المصحف لأنه لا يحسن القراءة وبيته مملوء من البنين والبنات كلهم يقرؤون هذا من أعظم أبواب البر أن تعلمه ما ينفعه في دينه ودنياه الزوجة أمانة في عنقك تبقى معك عشرين ثلاثين سنة أربعين سنة وأنت عالم أو طالب علم وتستمر عامية وكذلك أولادك ألا ترغب في أن يكونوا صالحين «أو ولد صالح يدعو له» كلنا نرغب هذا لكن هل بذلنا من الأسباب ما أتيح لنا بذله؟ لا تجد الإنسان حريص أنه يؤدي الدروس الظاهرة التي ترى ويعلن عنها وأما الأمور الخفية ففيها ضعف ضعف نعرف من المشايخ الكبار من له درس أسبوعي في بيته يجتمع فيه الزوجات والأولاد والبنات وبعض المعارف من الأخوات والإخوة هؤلاء بذلوا ويبذلون للقريب والبعيد لكن إذا نظرنا إلى عامة الناس أو عامة طلاب العلم نجد بذلهم للأقارب يسير ويخشى أن يكون في هذا ما يخدش النية والقصد لأن لو كانت النية سليمة من كل وجه صحيحة لحرص على أقرب الناس إليه أكثر مما يحرص على البعيد ﭿ الشعراء: ٢١٤  شخص يحج من بغداد ثلاث مرات ماشيًا يحج ماشيًا من بغداد ثلاث مرات وبعد أن عاد من بغداد.. من مكة إلى بغداد في الحجة الثالثة دخل البيت فإذا بالأم نائمة اضطجع بجوارها فأحست به فقالت يا ولدي أسقني ماءً الرجل مشى آلاف الكيلوات تعبان فتثاقل كأنه لم يسمع ثم قالت يا فلان اسقني ماء الماء بجوار المكان الذي هو فيه قريب جدًا خطوات يا فلان اسقني ماء للمرة الثانية فلما قالت يا فلان اسقني ماء في المرة الثالثة قام وجاء بالماء وسقاها ما نام بقية تلك الليلة تلك الليلة ما نام يتقلب على فراشه يقول ألوف الأميال أمشي ثلاث مرات إلى مكة قل الأولى حج الفريضة والثانية والثالثة نفل والماء الواجب أداء الإتيان به بجواري لا أقدمه لأمي تطلبه ثلاث مرات لا بد أن يكون في النية شيء وهذا هو الظاهر هذا هو الظاهر فلما أصبح سأل من سأل فهيئ له فقيه ممن له عناية بأعمال القلوب لأن بعض الفقهاء يعتنون بأعمال الجوارح وبعضهم عنايته بأعمال القلوب والموفق من يجمع بينهما فقال له أعد حجة الإسلام أعد حجة الإسلام لماذا؟ الأركان والواجبات والشروط والسنن جاء بها على الوجه المطلوب وحج ماشيًا يعيد حجة الإسلام؟ قال نعم لو كان قصدك صحيحًا لما تأخرت في إحضار الماء لأمك تمشي آلاف الأميال ولا تمشي خطوات نيتك غير صحيحة هذا الذي قال له هذا الكلام يعني من حيث الصحة وإسقاط الطلب الحج صحيح مادام أركانه وشروطه وواجباته متوافرة ما يؤمر بإعادته لكن من لحظ هذا الملحظ وأراد منه أن يصحح النية من جديد واستدل على عدم إحضار الماء من خطوات على عدم صحة نيته في الحج الذي من شرطه الإخلاص لله جل وعلا كسائر العبادات من شرطه الإخلاص والمتابعة للنبي عليه الصلاة والسلام قال له من هذه الحيثية أعد حجة الإسلام فنهتم بتصحيح النية ونلاحظ بعض طلاب العلم من هو مستعد إذا صلى العصر أن يركب السيارة مع زميله ولا يرجعون إلا بعد هزيع من الليل إلى أين إلى استراحة قيل وقال وأمه تقول أوصلني إلى أختي في طرف الحي فيقول أنا مشغول أليس هذا موجود يا إخوان والله موجود بكثرة ومع الأسف أننا نحتاج إلى التذكير بمثل هذا دائمًا نعم يوجد الموفقون بكثرة ولله الحمد ويعرفون الأولويات ويقدمون الأهم على المهم موجودون ولله الحمد لكن مع ذلك هذا موجود في صفوف طلاب العلم فأوّل ما يبدأ به طالب العلم تصحيح النية لله جل وعلا ولا يغتر بما يقال أننا طلبنا العلم لغير الله فأبى إلا أن يكون لله من يضمن لك أنك تعيش حتى يكون قصدك لله من يضمن؟ وإلا كان كل واحد من المخالفين يقول أستمتع بهذه الدنيا وأعصي ثم في النهاية أتوب من يضمن لك أنك تمكن وتوفق للتوبة من عظائم الأمور أن يطلب العلم الذي يبتغى به وجه الله لغير الله لم يرح رائحة الجنة كما جاء في الخبر نسأل الله السلامة والعافية طيب طلاب العلم في الكليات الشرعية الذين يعانون معاناة شديدة من تصحيح النية بعضهم يقول أترك أعمل أعمال حرة لا أوآخذ عليها أو أترك الكلية الشرعية إلى كلية أخرى من الكليات التي تؤهلك للعمل الدنيوي ولا تلام إذا لم تقصد به وجه الله نقول الترك ليس بحل عليك أن تجاهد واحمد ربك الذي يسرك لسلوك هذا السبيل عليك أن تجاهد فإذا علم الله جل وعلا منك صدق النية أعانك والترك ليس بحل عليك أن تصحح النية فالله جل وعلا لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه يقول الفضيل بن عياض يقول:   ﭢﭣ الملك: ٢  قال أخلصه وأصوبه قيل يا أبا علي ما أخلصه وما أصوبه؟ قال فإن العمل إذا لم يكن خالصًا لله جل وعلا لم يقبل وإذا لم يكن صوابًا على سنة نبيه عليه الصلاة والسلام لم يقبل فلا بد أن يكون العمل خالصًا صوابًا ولأهمية الإخلاص ينص عليه وإلا قد يقول قائل أنه لماذا لا يكتفى بكون العمل صوابا؟ لأنه إذا كان صوابًا على السنة فلا بد أن يكون خالصًا وإذا لم يكن خالصًا لم يكن صوابًا فلسنا بحاجة إلى تكثير الشروط نكتفي بواحد نقول هذا لأهميته قد ينسى إذا لم ينص عليه قد ينسى إذا لم ينص عليه ولذا ينص عليه أهل العلم ويؤكدون ويشددون فيه على طالب العلم أن يلزم التقوى في السر والعلن ﯹﯺ ﯼﯽ البقرة: ٢٨٢  من أعظم وسائل التحصيل تقوى الله جل وعلا التقوى فعل الأوامر واجتناب النواهي وهي وصية الله جل وعلا للأولين والآخرين فإذا اتقى الله جل وعلا وائتمر بما يستطيع من المأمورات وكفّ عن جميع المحرمات أعانه الله جل وعلا على التحصيل وليست المسألة مسألة مفترضة في معصوم لأنه لا معصوم بعد محمد عليه الصلاة والسلام لكن يحرص أن يعمل بما يبلغه من الأوامر ويجتنب ما يبلغه من النواهي قد تغلبه نفسه وهواه وشيطانه على التراخي في مأمور مثلاً أو ارتكاب محظور عليه أن يبادر بالتوبة عليه أن يبادر بالتوبة و«التائب من الذنب كمن لا ذنب له» فعليه أن يعمل بما بلغه من العلم وزكاة العلم العمل به ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا رحل ونقرأ في سير الصدر الأول نجدهم يهتمون بالعمل يهتمون بالعمل لأن العلم من دون عمل مثل الشجر بلا ثمر ما الفائدة من العلم العمل به وتطبيقه فإذا عمل الإنسان بكل ما يبلغه بالتدريج يعني بلغه هذا الامر يعمل به بلغه أيضًا يعمل به وليحرص على الفضائل ليكون من أهلها لا يقول أنا والله لا أعمل إلا الواجبات ولا أترك إلا المحرمات والباقي نفل لا أوآخذ عليه نعم أنت لا تؤاخذ عليه لكن من يضمن لك أنك أتيت بالواجب على وجهه ولم يحصل فيه خلل وتركت المحرم من غير خدش من يضمن لك ذلك فإذا عملت بالفضائل عملت بالمندوبات وضعت حياطًا احتياطًا وسياجًا لهذه الواجبات والفرائض تكمل من النوافل وأهل العلم يستعينون بالعبادة على تحصيل العلم ﯵﯶ البقرة: ١٥٣  يستعان على تحمل الشدائد بالصبر آل عمران: ٢٠٠  وإن كانت لعل كما يقول أهل العلم من الله واجبة لكن لا بد من الصبر والمصابرة والمثابرة، الصلاة من أعظم ما يعين الإنسان على تحمل الشدائد ومنها شدائد التحصيل لأن العلم ليس بسهل العلم ليس بالسهل ليس بالهين ولو كان سهلاً هيّنا لتطاول إليه الناس كلهم لما يعلمون من شرف أهل العلم في الدنيا والآخرة لو كان يسير لتطاول إليه عامة الناس وأدركوه لأنه يسير لكنه فحل لا يطيقه إلا الفحول ولا يستطاع العلم براحة الجسم ولا يستطاع العلم براحة الجسم كما قال يحيى بن أبي كثير في الصحيح في صحيح مسلم في أحاديث المواقيت قال يحيى بن أبي كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسم. حتى أن الشراح أشكل عليهم إدخال هذا الأثر بين أحاديث مواقيت الصلاة حتى قال بعضهم إنه كان تعليق في حاشية الكتاب وأدخل هذا الكلام ليس بصحيح هذا من  أصل الكتاب وموجود في جميع الأصول لكن هذا مجرد التماس طيب ما علاقة لا يستطاع العلم براحة الجسم الإمام مسلم رحمة الله عليه صاحب ذوق ونفس حديثي لما رأى براعة الرواة في سياق الأسانيد والمتون قال إن هذه البراعة ما جاءت من فراغ هذه البراعة ما جاءت من راحة فأراد أن يحث طلاب العلم على الجد والاجتهاد والحرص على التحصيل لا يستطاع العلم براحة الجسم حنا نمضي الأوقات الطويلة في القيل والقال والرحلات والنزهات والاستراحات ونريد أن نكون علماء ما يجي هذا ما يمكن! كثير من الطلاب من طلاب العلم يقول ارتحنا أنا لا أقتني كتب ولا أحمل كتب أكتفي بهذه الآله أي كتاب أو أي مسألة أطلبها تحصل لكن هل هذه من وسائل التحصيل ابتداءً لا يمكن لا يستطاع العلم براحة الجسم وكلما قرب العلم صعب تعلمون أن النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر نهى عن كتابة الحديث في حديث أبي سعيد عند مسلم «لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن ومن كتب شيئًا غير القرآن فليمحه» كان الناس يحفظون أولاً لئلا يختلط القرآن بغيره وبعضهم يوجه هذا على النهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صفحة واحدة وهذا يخشى منه الاختلاط مع أن القرآن محفوظ ومنهم من يقول أن النهي عن كتابة الحديث لئلا يعتمد الناس على الكتابة فيضعف الحفظ وهذا الذي حصل أذن بالكتابة وأجمع العلماء على جوازها بل جعلوا ضبط الكتاب أحد نوعي الضبط أذن بالكتابة وأجمع العلماء على جوازها فصار الناس يكتبون لكن ما أثر الكتابة على الحفظ لا شك أن الكتابة أثّرت في الحفظ أثرت في الحفظ تأثيرًا بالغًا فصار الإنسان يكتب ويركن حتى صار منهم من لا يحفظ حديثه يكتفي بكتابته ويحدث الناس من كتابه بحيث لو أبعد عن كتابه ما استطاع أن يحدث ومثلوا العلم المحفوظ بالعلم المكتوب بمن زاده التمر أو القمح من زاده التمر هذا مثل الحافظ ما عليك أن تمر يدك إلى الإناء أو الوعاء فتأكل يحتاج إلى طبخ؟ يحتاج إلى طحن؟ يحتاج إلى شي؟ جاهز لكن من زاده القمح يحتاج إلى أن ينظف يحتاج يطحن يحتاج يخبز يحتاج إلى أن يطبخ وبعد خمس أو ست مراحل يكون جاهز وشتان بين أن تمد يدك لتأكل وبين أن تسعى في تجهيزه مدة طويلة تحتاج إلى وقت ولا شك أن العلم مداره على الحفظ والفهم نعم هناك من علمه بالفعل وهناك من يدعى عالم أو فقيه بالقوة القريبة من الفعل لئلا ييئس ضعيف الحافظة لأن بعض الناس جبلة خلقة حافظته ضعيفة هل نقول اترك العلم لأن العلم معوّله على الحفظ؟ سهل يترك العلم يعني ما صار شيء ينتهي لكن نحن نريده أن يدخل في عموم «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» ونحثه على العلم ويمكن أن يكون في يوم من الأيام من العلماء لأنه إذا ضعفت حافظته وعنده ما يعوّض من قوة الفهم يحتاج إلى شيء من المعاناة نعم قد لا يحفظ الناس يتفاوتون منهم من يحفظ بقراءة النص مرة واحدة ومنهم من يحفظ مرتين ومنهم من يحفظ بثلاث ومنهم من يحفظ بعشر ومنهم من لا يحفظ أصلاً هل نقول لمثل هذا اترك العلم؟ لا، مادام تستطيع الفهم فاعمد إلى الكتب العسِرة الصعبة وحاول فهمها ومع تكرار النص ومعاودة فهمه مرة بعد أخرى ونقله من كتاب إلى كتاب والتعليق عليه من كتاب واختصار موضع منه وتوضيحه هكذا يثبت العلم يثبت يعني من المفارقات العجيبة أن مؤلفي تفسير الجلالين المحلي والسيوطي على طرفي نقيض المحلي الذي ألف النصف الأخير وهو الأول الذي بدأ التفسير يعني حافظته تقرب من الصفر تقرب من الصفر يقولون أنه عالج ورقة من المهذب أو من التنبيه فأخذت معه مدة طويلة وارتفعت حرارته وظهر بثور في جسمه ثم ترك لكن كما قالوا ذهنه يثقب الألماس فهمه وصار إمام من أئمة الشافعية ومن مقدميهم هل مثل هذا لا يكون في رأسه شيء من العلم ما يحفظ لكنه عالج العلم شرح المتون اختصر المطوّلات علق على الكتب ونقل منه وراجع وكذا يثبت العلم في ذهنه وهذا يفتح باب أمل كبير في الذين يعانون من ضعف الحافظة بالمقابل شريكه السيوطي يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث ولو وجد أكثر من ذلك لحفظ ومع ذلك يقول لو كلِّفت بمسألة حسابية لكان نقل جبل أهون علي منها أسهل ومع ذلك كلهم حصّلوا وأدركوا دعونا من مسائل التحقيق في مسائل الاعتقاد والملاحظات العقدية عند عند الاثنين مسائل أخرى لكن الكلام وش عليه على أن من أوتي الحفظ يستغل الحفظ ويحفظ كل ما يقع تحت يده بادءًا بالأهم فالأهم والذي أوتي الفهم وضعفت حافظته يعالج الكتب بهذه الطريقة يعني من أعظم وسائل التحصيل المجربة اختصار الكتب بعض الناس يقول أنا قرأت تفسير ابن كثير مرتين ثلاث ما ثبت في ذهني شيء قرأت فتح الباري وخرجت صفر ما استفدت شيء نقول يا أخي خذ قلم وورقة وقيد الفوائد وبالمناسبة أنا التقيت بواحد من المشايخ قبل يومين فقال إننا مجموعة من طلاب العلم نجتمع في الأسبوع ساعة ماذا نصنع نقول نحدد مائة صفحة من تفسير القرطبي وكل واحد يقرأ لنفسه خلال هذا الأسبوع ويدون الفوائد فإذا اجتمعنا في الساعة التي تليها من الأسبوع القادم كل واحد يقرأ هذه الفوائد التي جمع هو قرأ الكتاب لكن قد يغيب عن بعض الفوائد فإذا قرأ كل واحد ما عنده حددوا نصيب الأسبوع القادم هذه طريقة للتحصيل من أعظم الوسائل للانتفاع اختصار الكتب بعض الناس يقول الوقت لا يسعف يا أخي بدلاً من أن تقرأ الكتاب مرتين وثلاث وخمس خل معك قلم ودوّن ما تحتاج من هذا الكتاب وفي النهاية الذي تراجعه يسير قال لماذا لا أعتمد على اختصار الناس؟ نقول اختصار الناس أو اختصار من يختصر الكتب هو من وجهة نظره هو يرى أن ما أثبته أهم مما حذفه وقد يكون عندك أنت أو عند غيرك ما حذفه أهم مما أثبته فإذا اختصرت أنت صار علمك بما حذفت كعلمك بما أثبت لأن الكتابة والمعاناة تثبت العلم العلم يحتاج إلى إلى إلى معاناة من وسائل التحصيل كما يقول أهل العلم معروف طلبه على الجادة بالجد والاجتهاد والحرص على ترتيب أهل العلم لطبقات المتعلمين والكتب المناسبة لهم ثم بعد ذلك إذا تأهل يثبت العلم التأليف والتعليم وكم من طالب علم قد يكون الأول المتميز على دفعته لكنه إذا انتهى من الدراسة عمل بعمل بعيد عن العلم وترك المواصلة خمس سنوات يرجع عامي يرجع عامي لماذا؟ لأن الرافد انقطع كيف يستمر باستمرار القراءة والتحضير والتعليم والتأليف فنصيحتي لكل طالب علم لديه القدرة أنا أقول لا يؤلف للناس ولا يستعجل النتائج لأن من الغرور أيضًا أن طالب مبتدئ أو متوسط يبدأ يؤلف ويطبع للناس ويبيع في السوق هذا كما قيل زبزب قبل يحصرم أنا أريدك أن تختصر لنفسك تنتفع أنت ولا يمنع أن لا نقول اختصر وأتلف لا خله على جنب أعد النظر فيه مرة ثانية يبين لك خلل يبين لك زيادة فائدة عبارة غير واضحة توضح عبارة فيها طول تختصر ثم أعد النظر فيه مرارًا حتى ينضج فإذا نضج تكون أنت على ثلج منه فتنشره ما فيه ما يمنع لينتفع به الناس ويدعون لك والتأليف في حق أهل العلم شأنه عظيم وهو الذي يبقي الذكر والدعاء والثناء الشعراء: ٨٤  يعني ما يكون لك لسان صدق إلا إذا كان لك طلبة يذكرونك في المجالس أو مؤلفات يعني مع الأسف ندخل بعض المعارض الدولية من باب ونخرج من الباب المقابل ما نسمع أحد يذكر بعض العلماء الكبار بشيء لماذا؟ لأنهم لم يؤلفوا ما تركوا التأليف وبعض أصغر طلابهم ما تمر دار نشر إلا ما شاء الله هذا فلان رحمه الله أو حفظه الله ويستفيد الناس من علمه ويكون له أجر كل من استفاد منه يعني من يصدق أن الإمام ابن وارى بعض الطلاب ما مر عليهم اسمه ابن وارى في مصاف البخاري والقطان ويحيى بن معين في علل الحديث لكن من يذكره أو من يعرفه لأن ما له مؤلفات متداولة بين الناس ونقول هذا الكلام ونحن نعتب على هؤلاء الشباب الذين غزوا الأسواق بالمؤلفات نقول لا يستعجل طالب العلم يؤلف لنفسه غزوا الأسواق وتطاول على أهل العلم وتصحيح وتضعيف من غير أهلية وترجيح ولم يتأهلوا هذا قال جماهير أهل العلم والذي أراه غير ذلك شاب في الثانوي أو في أوائل المرحلة الجامعية هذا غرور هذا يحرم بركة العلم والعمل مثل هذا على الإنسان أن يطلب العلم قاصدًا بذلك وجه الله ويجد ويجتهد ويحرص ويصبر ويصابر على الجادة المسلوكة عند أهل العلم المعروفين بالتوثيق والتحقيق وأُلف في هذا مؤلفات ولنا كلام كثير في هذا الباب في تصنيف طبقات المتعلمين وما يناسبهم من كتب ما يناسبهم من كتب تجد طالب العلم المبتدئ يعني يفهم صغار العلم صغار المسائل صغار المؤلفات المتون الصغيرة لكن لا يفهم ما ألف للمتوسطين وطالب العلم المتوسط الذي تجاوز كتب الطبقة الأولى يفهم ما أُهل له من كتب طبقات المتوسطين وكذلك إذا انتهى إلى مرحلة المتقدمين يفهم لكن لو جيء بطالب متوسط وأعطي من الكتب الكبيرة هذا مآله إلى الترك ونحن نضرب مثل بكتابين يسمع طالب العلم الذي يحب الحديث وأهل الحديث ثناء الحافظ ابن كثير على علل الدارقطني ثم فورًا يهرع إلى المكتبات ويشتري ويبدأ يقرأ وهو من طبقة المتوسطين مثلاً هذا يفهم شيء؟ لن يفهم شيء يعني مآله إلى ترك العلم كله أو في العقيدة مثلاً يسمع ثناء ابن القيم على درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام:

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي   .

 

ما في الوجود له نظير ثاني

وكذلك التأسيس أصبح نقضه

 

أعجوبة للعالم الرباني           .

 

يذهب ويأخذ الكتابين ويقول خلاص أنا أبعكف على الكتابين يقرأ صفحة وصفحتين أو ثلاث ثم يرمي بالكتاب ما يفهم كبار شيوخنا الذين عرفوا بالتحقيق وإفناء العمر في دراسة كتب شيخ الإسلام يمرون على مائة صفحة من تعارض العقل والنقل يطوونها لا يَقرؤونها ولا يُقرِؤونها طلاسم ما تفهمها يعني ما يفهمها إلا من عنده المقدمات التي اعتمد عليها شيخ الإسلام.

وكذلك التأسيس أصبح نقضه            أعجوبة للعالم الرباني         

ومن العجيب أنه بسلاحهم            أرداهموا نحو الحضيض الداني         

عندك سلاحهم؟ عشان تعرف ما عندك شيء ثم يأتي هذا الطالب يمل ويترك العلم كله وييئس ويستحسر وفي النهاية لا شيء لا بد أن يمشي على الجادة يعني شخص يبي يطلع على السطح من دون سلم ما يستطيع ما يستطيع فلا بد أن يكون المشي على الجادة طبقة مبتدئين ثم متوسطين ثم متقدمين ثم بعد ذلك يبدأ نفعه يبدأ نفعه ولكل فن كتبه وطريقته في القراءة والإقراء والحفظ والفهم فطالب العلم عليه أن يسلك الجادة ليستفيد ليستفيد يعني لو تأتي بلحم جمل وتفرمه لرضيع مازالت أمه في النفاس تقول هذا ما يحتاج أسنان وما له أسنان سهل يعني مضغه يمشي والا ما يمشي؟ ما يمشي يموت الطفل تعطيه لحم جمل وأمه مازالت في النفاس؟ يقول يا أخي المشكلة مشكلة أسنان؟ ما له أسنان نفرم والوسائل موجودة نقول لا يا أخي ما هو مسألة مشكلة أسنان المسألة مسألة تركيب متكامل طالب العلم يحتاج إلى تركيب متكامل يحتاج إلى العناية بالوحيين وهما رأس المال ثم بعد ذلك ما يعين على فهم الوحيين كم من شخص حفظ القرآن لكن لا يستطيع أن يتعامل مع مع نصوص القرآن نعم يحصل له أجر الحروف يقرأ القرآن لكن هل يستطيع أن يفهم القرآن يستطيع أن يستنبط من القرآن لا بد من معرفة ما يعين على فهم القرآن من علوم القرآن وعلوم الحديث يعينه على فهم الحديث علوم الآلة علوم العربية بفروعها الاثني عشر كل هذه تعين.. أصول الفقه مهم لنصوص الوحيين كيف يتعامل طالب ما يعرف خاص ولا عام ولا ناسخ ولا منسوخ ولا مطلق ولا مقيد تتصادم عنده النصوص تتعارض عنده النصوص وما أوتي من ضل إلا بعدم معرفة الوسائل المعينة على فهم النصوص لأنه يتعامل مع نص يترك النص الثاني أو يقول تعارضت تضاربت هذا الكلام ليس بصحيح أهل العلم ما قصروا في بيان القواعد التي تعينك على فهم الكتاب والسنة لا بد من معرفة ما يعين على نصوص الوحيين وبعض العلماء يقدمها على دراسة الوحيين علوم الآلة تقدم على دراسة الكتاب والسنة لكن لا يمنع أن يطعّم طالب العلم المبتدئ بما يعينه على التدرج في حفظ القرآن فيقرأ في العربية يقرأ في كتب المبتدئين ثلاثة الأصول القواعد الأربع كشف الشبهات ويقرأ معها الأربعين النووية والآجرومية والبيقونية وما أشبه ذلك يستعين بها على فهم ما ما هو بصدده من حفظ الكتاب والسنة إذا شرع في حفظ القرآن الذي هو الأصل أصل الأصول ثم السنة هي المبينة والشارحة للقرآن وقد عرف ما يعينه على فهم الكتاب والسنة وللمشارقة طريقة في حفظ القرآن وللمغاربة طريقة أخرى المغاربة لا يبدؤون بأي علم من العلوم حتى يضمنوا حفظ القرآن كما ذكر ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة إذا ضمنوا حفظ القرآن بدؤوا يدخلون العلوم الأخرى بدؤوا بالعلوم الأخرى والمشارقة طريقتهم تختلف يحفظون من القرآن ما يناسب السن يبدؤون بجزء من القرآن أو بقصار المفصل ثم أوساط المفصل ثم طوال المفصل ومع العلوم الأخرى يعني مع ثلاثة الأصول والأربعين النووية والبيقونية مثلاً وتحفة الأطفال والكتب المختصرة يحفظون قصار المفصل أو جزء عمّ الجزء الأخير ثم بعد ذلك ينتقلون مع مراحل وطبقات المتعلمين في حفظ القرآن يضيفون إليه مثلاً في الطبقة الثانية ربع يس والثالثة النصف الثاني كاملاً ثم بعد ذلك يكمّلون لكن من يضمن أن طالب العلم يستمر في الحفظ ولذلك نجد الحفاظ في المغاربة كثير لهذا السبب لهذا السبب يعتنون بالقرآن كنا نقرأ في الكتب التي تأتي من مصر وهي مقررات تأتي تباع عندنا في المكتبات شرح الكفراوي على الآجرومية مقرر على السنة الأولى الابتدائية بالأزهر مقرر الكفراوي كامل وهو كتاب ممل متعب أي مثال يورده يعربه أورد في موضع واحد ثمانية عشر مثالاً وأعرب وأعرب ستة عشر منها قال والباقي كما مر هذه يمله طالب العلم ومع ذلك مقرر السنة الأولى الابتدائي في الأزهر كيف يتأهل طالب أولى ابتدائي لقراءة الكفراوي حفظ المتن وفهم أولاً الكفراوي هو شرح الآجرومية التي هي اللبنة الأولى في علم العربية والكفراوي يولّد ملكة إعرابية عند طالب العلم لا توجد عند غيره فهو مقرر السنة الأولى شرح القطر قطر الندى مقرر السنة الثانية الابتدائية في الأزهر شرح شذور الذهب وهو أطول مقرر السنة الثالثة الابتدائية في الأزهر شرح ابن عقيل كاملاً الذي كان يدرس في ثلاث سنوات في المعاهد العلمية ثلاث السنوات الأخيرة في المعاهد يقرأ شرح ابن عقيل ثم هُذِّب ورتب ثم حذف ثلاثة أرباعه الآن ويقرأ في ثلاث سنوات في السنة الرابعة الابتدائية في الأزهر كيف؟ سألت الشيخ عبد الرزاق رحمة الله عليه العفيفي قلت هناك جامعة قبل الابتدائي هذا تصورنا أن الطالب ذا يالله يستوعب بعد الجامعة يا إخوان شرح المفصل لابن يعيش عشرة مجلدات عشرة أجزاء والصفحة الواحدة مثل الصك ذراع طولها وبخط صغير جدًا مقرر على القسم العالي في الأزهر يعني والله يعني الطالب بمفرده ما يستطيع أن يقرؤه بسنين ومع ذلك هو مقرر قلت للشيخ عبد الرزاق وش الجامعة التي قبل الابتدائي قال لا ما قبله شيء يأتي من بيت أهله لكن شرط أن يكون حافظ للقرآن ما يدخل إلا حافظ القرآن هذا خلاص انتهى الإشكال لأن حفظ القرآن يعين طالب العلم ويفتح أمامه جميع الأبواب حافظ قرآن مؤهل لأن يقرأ الكفراوي فعندنا بدأ الضعف حتى في مصر وفي الأزهر صاروا مثل غيرهم الآن يأتينا أساتذة ضعاف نتيجة اللي يسمونه تعميم التعليم وعدم اشتراط حفظ القرآن وصار الابتدائي مثل الابتدائي والإعدادي مثل غيره وهكذا صاروا يمشون مثل غيرهم وضاع التحصيل المتين سابقًا صاروا لا يتميزون عن غيرهم والله المستعان نحتاج إلى ترتيب دقيق يعني من الجناية على طلاب العلم أن يحشر أذكى الناس مع أغبى الناس تأتي عمره ست سنوات تعال للابتدائي فيحشر هذا الطالب العبقري مع هذا الطالب الفدم الغبي وبعد ستة عشر سنة يتخرجون جميع ما أثر هذا على الطالب الذكي وما أثره على الطالب الغبي؟ الغبي بما ركب فيه وما أعطاه الله جل وعلا من استعداد تصعب عليه هذه العلوم وتكون حسرة عليه وشقاء عليه وعلى والديه لكن لو مد في المدة بدلا من أن يتخرج في ست عشرة سنة يتخرج في ثلاثين سنة وش المانع؟ أو لا يتخرج أبد يأخذ من التعليم ما يكفيه ويمشيه في أمور دنياه لكن الذكي الذي يمكن أن يتخرج بسنتين أو ثلاث أو خمس من الجامعة ليش يحشر ولا يخرج إلا مع ست عشر سنة يعني نضرب مثال بالشيخ حافظ الحكمي رحمة الله عليه جاهم الشيخ عبد الله القرعاوي رحمة الله عليه سنة ألف وثلاثمائة وثمان وخمسين أعجبه حافظ بذكائه وحفظه وفهمه فطلب من والده أن يلتحق بحلقة الدرس قال أبوه لا أستطيع أن أفرط فيه قال أستطيع أن أفرط فيه من يرعى لي الغنم أمن لك واحد قال لا ما فيه واحد مثل ولدي مات أبو سنة ستين بعد سنتين فالتحق بحلقة الشيخ عبد الله القرعاوي كم احتاج من سنة ليتخرج ألف معارج القبول سنة اثنين وستين يعني بعد سنتين شف التعليم حينما يترك للعبقري مجاله شيخ الإسلام يكتب الرسالة وصاحبها مستوفز يريدها يعني ما جلس ولا على الأرض صاحبها وندرسها في سنة أو سنتين يعني بعض الرسائل قال شيخ الإسلام ميتين وثلاثين صفحة يقول وصاحبها مستوفز يريدها نقض التأسيس ألفه شيخ الإسلام في مدة لا تزيد أقطع بأنها لا تزيد على شهر ويحقق في رسائل دكتوراه في أربعين سنة كيف أربعين سنة ثمان رسائل كل واحد خمس سنين مع أن الأصل قائم هي مسألة تعليق وتصحيح أربعين سنة هذا آثار خلط الناس ومعاملة الناس معاملة واحدة افسح المجال لهؤلاء الأذكياء الموهوبين نعم هناك عناية بالموهوبين لكن نتمنى أن تكون من أولى ابتدائي ويخصص لهم مدارس يخرج فيها هذا العبقري بخمس سنين وش المانع الابتدائية يمكن ياخذها بسنة والمتوسطة بسنة والثانوي بسنة وخل الجامعة وما بعدها بسنتين لأن عندهم قدرة يحفظون يعني رأيت شابين واحد في العاشرة والثاني في الحادية عشرة هما أخوان شقيقان ومعهما أبوهما قال اختبرهم قلت في إيش قرأ والا يحفظون القرآن والبخاري بأسانيده ومسلم بأسانيده والآن يقرؤونه في كل يوم يحفظون من سنن أبي داود خمسين حديث بأسانيدها ومن سنن الترمذي خمسين حديث بأسانيدها بعض الناس يفني عمره ما ما حفظ بدون أسانيد ما حفظ مختصرات بعضهم يعالج الأربعين النووية سنين وعجز فلماذا هذا يحشر مع هذا؟ فهذه حقيقة يعني كلام موجه واقتراح موجه إلى المسؤولين عن التعليم الموهوب إذا حشر مع هذا الغبي ترك ما نقول يترك الدراسة يترك التحصيل يروح يرجع للمدرسة من دون ما يفتح كتاب ولا شيء ويمل وتجده يلعب ويؤذي وكله لأنه كلام ممجوج مردد مكرر وينتهي الفصل بحروف الهجاء والثاني اللي معه الغبي هذا إذا منه وصل أولى ثانوي أولى متوسط تعب وأتعب وفي النهاية لا شيء والله المستعان يضاف إلى ما تقدم وإن كان الموضوع يعني يحتاج إلى وقت طويل لكن مما ينبغي العناية به والاهتمام وشيء ملموس عند بعض الطلاب يحتاج إلى تنبيه وهو أن بعض الطلاب لا يتأدب مع الشيخ قد يكون الباعث على ذلك حرصه على التحصيل واستغلال الوقت لكن عليه أن يلاحظ أن الشيخ بشر ظروفه كظروف غيره والطالب وراءه ومما ينص عليه عند أهل العلم عدم إضجار الشيخ أنت لك أسئلة غيرك له أسئلة يعني مطلوب من المعلم أن يعلم مطلوب من العالم أن يبذل لكن أيضًا مطلوب من المتعلم أن يرفق يعني يوجد بعض الطلاب يخرج مع الشيخ بعد الدرس ويوقفه عند بابه مدة الشيخ قد يكون محتاج إلى الدورة محتاج عنده موعد عنده يعني يحتاج إلى راحة ويصر بعض الطلاب إلى أن يلحقه إلى الباب ويقف معه عند الباب طيب أنت معك خمسة عشرة من زملائك افسح المجال لغيرك ويصر إلا أن يكون الإفادة كلها له هذا لا شك أنه من إساءة الأدب من الطالب للشيخ وهو ملاحظ وموجود لجميع المشايخ يعانون من مثل هذا وبعضهم يسأل للإعنات وبعضهم يسأل أثناء الدرس لإظهار ما عنده من علم كل هذا من الأخلاق السيئة التي على طالب العلم أن يجتنبها على طالب العلم أن يتواضع لشيخه ولزملائه ولا يتكبر عليهم فلا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر بعض الطلاب يمير بعض الجمل أو بعض المسائل التي تحتاج إلى إيضاح فلا يسأل لا يسأل ليش؟ يتكبر ويأنف أن يسأل لئلا يقال إن هذا كل يشكل عليه أو كيف تشكل عليه هذه المسألة فلا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر فلا يمنع الحياء ولا الكبر من السؤال لا بد أن يسأل عما يشكل عليه ومع ذلك يلاحظ ألا يضجر الشيخ إذا رأى أن الوقت غير مناسب يترك السؤال إلى وقت مناسب فلا بد من الموازنة بين الأمرين لا يترك السؤال حياء ولا كبرًا كما أنه لا يكثر من الأسئلة لا سيما إذا رأى من الأمارات والقرائن ما يدل على أن الشيخ لا يريد السؤال حتى أنه في القديم وضع بعض العلماء إشارات إلى إنه إذا انتهى ولا يقبل شيء لا سؤال ولا غير شيء قال سبحان الله وبحمده يعرف الطلاب كلهم أنه لا يقبل خلاص ولا سؤال وبعضهم يمس طرف أنفه هذا موجود في كتب الأدب كتب آداب الطلب يعني للإشارة يشير إلى طلاب العلم خلاص انتهيت انتهى ما عندي وبعضهم يصر يسأل فيجيبه الشيخ ثم يستوضح ثم يجيبه ثم يقول لا شيخ لعله كذا وبعضهم يسيء الأدب فيقول الشيخ فلان يقول كذا فيثيره أكثر على كل حال كل مخاطب بما يخصه العالم مخاطب بالبذل عليه أن يبذل وعليه أن يزكي العلم لكن أيضًا المتعلم عليه أن يرفق وأيضًا عليه أن يسأل فيما يشكل عليه لكن مع التوازن بعض الطلاب تجد عنده شيء من التحصيل وشيء من القدرة على البيان ثم بعد ذلك يعجب بنفسه وهذه آفة عظيمة تحرم بركة العلم والعمل.

والعجب فاحذره إن العجب مجترف            أعمال صاحبه في سيله العرم          

في سيله العرم، الطالب عليه أن يبذل النصيحة لزملائه يبذل النصيحة لزملائه بعض الزملاء عنده شح وعنده بخل يسأله ما حكم كذا الذي مر علينا في الدرس وش خلاصة ما قال الشيخ يقول الله أعلم اسأل الشيخ وهذا موجود أيضًا في الدراسات النظامية على وجه أظهر تجد بعض الطلاب يعلق مع الشيخ أو يكتب مذكرة ثم لا يعطيها زملاءه وإخوانه يبخل عليهم بها خشية أن يحصلوا ما حصل فطالب العلم عليه أن يكون باذلاً للنصيحة والدين النصيحة والدين النصيحة عليه أيضًا أن يلهج بالدعاء أن يدعو الله جل وعلا في كل أحواله أن يعينه على التحصيل أن يعينه على العلم والعمل أن يعينه على العلم والعمل لا يمكن أن يستغني عن الله جل وعلا الأمر كله بيده أزمة الأمور كلها بيد الله جل وعلا فممن تطلبها أنت تطلب من وسائل تطلب من علماء وسائل هؤلاء «إنما أنا قاسم والله المعطي» في حديث معاوية «إنما أنا قاسم والله المعطي» «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» المعطي هو الله جل وعلا فأنت تطلب من الله جل وعلا بواسطة هذا العالم الذي يعطيك ما عنده من علم لكن الأمر كله أولاً وآخرًا بيد الله جل وعلا فعليك أن تلهج بالدعاء في سرك وعلانيتك تدعو الله جل وعلا أن يعينك على التحصيل يعنيك على سلوك الطريق أولاً لتدخل في زمرة «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلا الجنة» ثم بعد ذلك تكون من أهل العلم الذين جاء مدحهم وجاء بيان منازلهم في الدنيا والآخرة ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات))، درجات، يعني درجاتنا حنا عندنا خمس وعشرين سانتي عشرين درجاتنا إذا أردنا أن نصعد مع السلم لو زادت على ربع متر يمكن يُخشى أن يسقط لكن ماذا عن درجات الجنة؟ كم بين الدرجة والدرجة من درج الجنة؟ كم بين الدرجتين والعالم يُرفع درجات أمر لا يعرف قدره ولا يقدر قدره إلا الله جل وعلا الذي أعطاه لهذا الإنسان فعليه أن يحرص أن يسلك الطريق ثم يحرص ويبذل الأسباب ليحقق ما هو بصدده مستعينًا بالله جل وعلا داعيًا الله جل وعلا أن يحقق له ما يريد ثم بعد ذلك إذا حصّل شيئًا من العلم عمل به على ما تقدم ثم علّمه الناس ودعا إليه والرباني هو الذي يتعلم ويعمل ويعلّم هذا هو الرباني هذا هو الرباني الذي يتعلم ثم يعمل ثم يعلّم جاء عن ابن عباس أن الرباني الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره ومع ذلك حتى لو صار عالم يقرأ عليه يشار إليه بالبنان يفتي الناس يقضي بين الناس لا يتوقف تعلموا قبل أن تسودوا أو تسوّدوا قال البخاري وبعد أن تسودوا من هو في غنية عن العلم والتحصيل الكبار كبار الأئمة يعني أدركناهم شيوخنا الكبار الذين أمضوا العقود في التعلم والتعليم بعضهم لا لا يوافق على درس إذا لم يتمكن من تحضيره وبهذا ظهر أثرهم في الناس وظهر بروزهم وتحصيلهم العلمي بعض الناس خلاص سموه الناس شيخ وأخذ شهادات وصار يجلس على هل الكراسي ويعلم وعلمه ينقص لكن لو كان يحضر علمه يزيد ويفتح له أبواب والعلم لا شك أنه يرسخ بالتعليم ويتحرر بالتعليم كم من مسألة حضّرناها وبحثناها ثم بعد ذلك ألقيناها على الطلاب فبان لنا من خلال الإلقاء فهم آخر وقد يحضّر الإنسان للدرس تحضير كامل ثم إذا جلس على الكرسي تكلم بغير ما حضّر فتح الله عليه بأمور أخرى وقد يكون بعض الطلاب مفتاح لهذا الفتح فبم تميّز من تميز في التعليم مثلاً إلا بمتابعة التحصيل بالمراجعة الشيخ ابن باز رحمة الله عليه مات وهو يحضر للدروس وبعضهم يستنكف أن يسمع أنه يحضِّر أو يرى أنه يحضر خلاص بلغت مبلغ الآن أستاذ ودكتور وما أدري إيش ثم بعد ذلك يجي صفر يأتي إلى الطلاب وهو لا شيء دكتور في إيش في جزئية بحثها وهو جاهل فيما عداها ولا يقال أن كل من حمل الشهادات على هذا المستوى لا هناك طلاب علم وهناك أخيار هناك متفننون في جميع أبواب العلم يثرون الدروس لكن الغالب أو كثير ممن حمل الشهادات تجده في إطار تخصصه وما بحثه في رسائله والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

إنما الكتب هي التي تخرج واستكمالاً لما أشرنا إليه سابقًا من النهي عن الكتابة ثم الإذن فيها لماذا نُهي على الكتابة؟ لأنها أثرت على الحفظ استمر الناس يكتبون وفيهم حفاظ وكثير ممن يكتب يقول الكتاب عندي مكتوب ما له داعي أحفظ استمر الناس على هذه الطريقة حفظ وكتابة إلى أن جاءت المطابع المطابع يسرت الكتب ووفرت الكتب لكن ما أثرها على التحصيل قبل المطابع إذا احتجت إلى كتاب كيف تصنع؟ لا بد أن تكتب الكتاب أو تستعير الكتاب أو تستأجر من ينسخ لك الكتاب كتاب متعوب عليه لازم يقرأ كتابة النص مرة واحدة عن قراءتها عشر مرات لكن لما جاءت المطابع تذهب إلى المكتبة وتشتري الكتاب عشرة مجلدات عشرين مجلد وترص تشتري ثاني وثالث وعاشر وأنت ما قرأت من الأول شيء يعني بعض الطلاب عنده طريقة إذا اشترى كتاب سهر عليه تلك الليلة يعرف طريقة الكتاب ومنهج الكتاب ويأخذ تصور عن الكتاب لكي يستطيع الاستفادة منه إذا أراد الرجوع إليه وبعضهم لا ما يدري وش الموضوع يرص كتب مكتبة عشرة آلاف مجلد عشرين ألف مجلد ما يدري واقع هذه الكتب أثرت المطابع على التحصيل والا ما أثّرت؟ أثرت تأثير بالغ يعني يسرت الكتب وفرت الكتب لكن ماذا عن التحصيل؟ شيوخ الأزهر أفتوا بتحريم طباعة الكتب الشرعية في أول الأمر كله غيرة على العلم وقال اطبعوا كتب التاريخ كتب الأدب كتب اللغة أي شيء لكن الكتب الشرعية لا بد أن تكتب ثم بعد ذلك فرضت نفسها المطابع فصار الناس أجمع الناس على جواز الطباعة وعدوها من القرب ومن المعينة على تحصيل العلم لكن لا شك أن في هذه صوارف عن التحصيل صار الناس يعانون الكتب وإذا أرادوا مسألة رجعوا إلى الكتب لكن ليس مثل كتابة الكتب وليست الكتابة مثل حفظ الكتب جاءت الآلات ما له داعي أقتني كتاب لماذا؟ أضغط زر يخرج لي على الشاشة كل ما أريد أثرت على التحصيل والا ما أثرت طيب يطفى الكهرب تعود عامي ما في رأسك شيء يقول أنا قدامي شاشة مثل ما قدامي ورقة الكتاب قدامة شاشة لكن ورقة الكتاب عالجت الكتاب وراجعت الكتاب وبحثت عن المسألة في الكتاب ومر عليك أثناء بحثك في الكتاب عشرات المسائل كثير منها أهم من المسألة التي تبحث عنها وأما بالنسبة للزر هذا الذي ضغطه يخرج لك ما تريد فقط فلن تستفيد إلا هذه المسألة وبأمر سهل لا تستقر في ذهنك يعني نظير من يخترق شارع من أكبر الشوارع في عاصمة من العواصم العالمية عليه المحلات المزدحمة المتنوعة تمشي على سيارة السرعة مائة من أوله إلى آخره كم تحفظ من محل من هذه المحلات لا شيء أو شيء يسير يعني شيء يلفت نظرك أو شيء تحتاجه أنت حطيته في بالك وحفظته لكن إذا صرت تمشي على رجليك تمشي على رجليك تعاني وتناظر وتتأمل وتشوف تحفظ كثير أكثر وهذا مثل الذي يفتح الكتاب ويبحث عن المسألة التي يريد ولا يصل إليها بسهولة يفتش حتى يجد يمر بمسائل كثيرة وتقر في ذهنه وبعضها يقيدها ليرجع إليها وبعضها يقول ما له داعي أواصل هذه المسألة أهم من مسألتي بينما الذي يفتح يضغط الزر ويخرج له ما يريد هذا لا يستفيد لأن ما يؤخذ بسهولة يفقد بسرعة وسهولة لكن قد يقول قائل أنا طالب علم وأخرج من الكتب ألا أستفيد من الكمبيوتر؟ نقول تستفيد خرجت الحديث من عشرين طريق لا مانع من أن تختبر عملك بالكمبيوتر علك أن تجد طريق ما وقفت عليه تستفيد من الكمبيوتر إذا كنت خطيب وداهمك الوقت ما وجدت هذا الحديث الذي تريد أن تلقيه على العامة ما تعرف صحته من ضعفه مر عليك أحاديث في خطبتك تحتاج إلى تخريجها اسهر الليل وخرجها من الكتب ثم بعد ذلك اختبر عملك في الكمبيوتر ما فيه مانع وبهذا يقر العلم في ذهنك أما أن تعتمد من أول وهلة على الكمبيوتر هذا ما ينفع هذا ضياع هذا يضيع طالب العلم.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.