مسائل وإشكالات للشباب

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أيها الإخوة في هذه الليلة المباركة التي نستضيف فيها فضيلة شيخنا الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير والذي نسأل الله عزَّ وجل أن يجزيه عنا خير الجزاء لحضوره في هذه المدينة وأسأل الله عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه وأن يجعلها في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون لا أطيل عليكم أترككم مع فضيلة شيخنا جزاه الله خير الجزاء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فعنوان المحاضرة أو الدرس أو اللقاء أسماه الإخوان مسائل وإشكالات عند الشباب والأصل أن تأتي هذه المسائل من قبلهم وهذه أسئلة وإشكالات دونت من بعض الإخوة فيها إن شاء الله ما ينفع والذي يواجهنا من الأسئلة اليومية من هذا النوع الشيء الكثير وأكثر ما يشكل على الشباب أهل الاستقامة المهتمين بطلب العلم التوفيق بين طلب العلم وبر الوالدين وصلة الأرحام هذه تشكل مشكلة عند كثير من الشباب لأن بعض الأسر لا يهمها أن يكون الولد من طلاب العلم أو يكون شخصًا عاديًا لا يرفع بالعلم رأسًا مع أن هذا الولد وإن كان في طريق الطلب وقد جاء فيه ما جاء من النصوص «من سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» طريقه هذا من أفضل الطرق وأزكاها عند الله جل وعلا ويكفيه أنه يسهل له بذلك طريق إلى الجنة لكن كيف يوفق طالب العلم بين هذا الطريق الذي يحتاج إلى جد وصبر واجتهاد ومعاناة وسهر ليالي وعكوف بين يدي الشيوخ وكثرة مطالعة وبحث في الكتب مع حاجات الأهل إذا أراد أن يخرج إلى الدرس قالت أمه أنا أريد السوق إذا أراد أن يخرج إلى الدرس قالت أخته أريد مكتبة إذا أراد أن يخرج إلى الدرس قال أبوه أريد أن أذهب إلى المحل هذه مشكلة كبيرة عند طلاب العلم ولذا نجد الخلل في التطبيق عند بعض طلاب العلم مع الأسف الشديد تجد طالب العلم يسهل عليه جدًا أن يأتي الزميل فيقول هيا بنا إلى نزهة أو إلى استراحة فيجد الأمر في غاية الخفة على نفسه ويستجيب له مباشرة وإذا قالت له أمه أو أبوه أو خالته أو عمته أريد المشوار وإن كان قريبًا في الحي ثقل ذلك عليه ويتداول في كتب أهل العلم عن الإمام الشافعي رحمه الله أن أهله لو كلفوه بشراء بصلة ما أدرك من العلم ما أدرك فالتوفيق بين هذه الأمور لا شك أنها تثقل كاهل طالب العلم وتعوقه عن التحصيل في بادئ الأمر لكنه إن وُفق للتوفيق بين بر الوالدين وصلة الأرحام والوقت إن وفق إلى الجمع بين هذا كله مع طلب العلم فإنه لا شك أنه يعان يعان إذا علم الله جل وعلا منه صدق النية والحرص على التوفيق بين الأمرين يعان وكم من شكوى جاءت من قبل الوالد أو الوالدة لبعض الطلاب النابهين الذين لديهم اهتمام وحرص على تحصيل العلم يقولون نأمرهم فلا يمتثلون نرسلهم فيستثقلون لا شك أن طالب العلم عليه أن يرتب أموره والأولويات عنده بر الوالدين ما عليه مساومة هو بعد حق الله جل وعلا وهو أفضل من بل أوجب وأولى من جميع النوافل ولذا أم جريج لما نادته وهو يصلي يا جريج يا جريج وهو يقول أمي وصلاتي لا يدري هل يقدم إجابة نداء أمه أو يكمل صلاته التي دخل فيها فما كان من الأم إلا أن دعت عليه فاستجيبت الدعوة ويخشى من إجابة دعوة أم مكلومة وإن كان طريق الطالب طريق الطلب يعني الطالب يريد يريد أن يخرج لطلب علم وجاء في فضله ما جاء من نصوص الكتاب والسنة لكن يبقى أن الواجبات أهم من المندوبات فعليه أن يلبي حاجة الوالد وحاجة الأم وعليهما أيضًا لأن كل مكلف له ما يخصه من خطابات الشرع فالولد عليه أن يستجيب لمطالب الوالدين وعليه أن يبر بوالديه وعليه أيضًا أن يتابع ما ما هو بصدده من طلب العلم وبالمقابل أيضًا على الوالد أن ينظر في أمر ولده وأن يسهل له الطريق وهو في ذلك شريك له في الأجر إذا أعانه على الطلب فإذا أعانه على الطلب وحصّل ما حصل من العلم ونفع الله به للوالد شريك..، الوالد شريك له نصيب من من الأجر وكذلك الوالدة التي يسرت له هذا الطلب فعلى الولد أن يبر بوالديه ويصل أرحامه وعلى الأسرة أيضًا أن ييسروا على ولدهم ويخففوا عنه بقدر الإمكان ويتركوا الأمور التي لا داعي لها وإذا كان عندهم من الأولاد غير هذه الولد يفرغوه لطلب العلم لأن فضل العلم وما جاء فيه من النصوص أمر مستفيض   ﰐﰑ المجادلة: ١١  لا نظن الدرجات عشرة سانتي أو عشرين سانتي كما هي الدرج عندنا في المصاعد والسلالم لا درجات يعني في درج الجنة يعني بين كل درجة والأخرى مسافات بعيدة جدًا فإذا رفع في درجات الجنة كان للوالد نصيب من ذلك الذي أعان فعلى الوالدين أن ييسروا طريق الطلب لولدهم وعلى الولد أيضًا أن يبر بوالديه ويصل أرحامه هذه كثير ما يسأل عنها ويتصل كثير من النساء يسألن مقرونا سؤالهم بالبكاء نريد أن أن نذهب إلى إخواننا وأخواتنا ونصل أرحامنا لكن الولد ما يستجيب والولد بصدد طلب علم نقول هذا خلل في التصور يعني يقدم الطلب على بر الوالدين هذا ما في شك أنه لديه خلل في النظرة إلى الأمور الشرعية والموازنة والمفاضلة بينها الأمر الثاني مما يشكل على كثير من طلاب العلم مسألة الزواج وهل يعوق الزواج عن التحصيل أو لا يعوق؟ ثم التبعات المترتبة على الزواج وهل هي عائق في طريق الطلب أو لا؟ بالإمكان أن يوفق طالب العلم بين طلب العلم والزواج والزواج سنة النبي عليه الصلاة والسلام وقال لمن قال لا أتزوج النساء «من ترك سنتي فليس مني» فالزواج أمر مطلوب ولا يعتذر ولا يتذرع بطلب علم ولا غيره فتحصين النفس أمر مهم لا سيما في مثل هذه الأوقات التي كثرت فيها الفتن وبالتجربة وُجد أن الزواج خير معين على طلب العلم إذا ارتاح طالب العلم نفسيًا وانقطعت عنه الهواجس والخواطر فإنه يقبل على طلب العلم والزوجة الصالحة تعينه على أمور دينه ودنياه فليست عائق عن طلب العلم وهذا أمر مجرب ومشاهد ثم بعد ذلك التبعات تبعات الزواج من النفقة على الزوجة والأولاد الله جل وعلا قد يرزق هذا الطالب الفقير بسبب هذه الزوجة الصالحة وقد يرزقه بسبب الأولاد فالغيب لا يعلم ما فيه إلا الله جل وعلا وكم من شخص أقدم على الزواج وهو في مرحلة الطلب وأعين على ذلك ﭟﭠ النور: ٣٢  قد يقول قائل الله جل وعلا أيضًا يقول: النور: ٣٣  العفة مطلوبة الذي لا يستطيع أن يتزوج لا بد أن يتعفف لكن هذا مع الاستطاعة ولو باقتراض أو استدانة أو ما أشبه ذلك لكن على طالب العلم أن يسدد ويقارب هذه من من الإشكالات والمشاكل التي تعترض طلاب العلم في طريق الطلب، من المشاكل التي تعتريهم في طريقهم كثرة العلوم وتزاحمها وكثرة المؤلفات والمصنفات في الفن الواحد فضلاً عن العلوم المتعددة طالب العلم عليه أن يبدأ بالمهم فالمهم.

وبالمهم المهم ابدأ لتدركه.

 

وقدم النص والآراء فاتّهم .

طالب العلم عليه أن يرتب وقته وينظم جدول يمشي عليه يعني مثل ما يمشي على جدول في المدرسة الساعة الأولى للتفسير الثانية للحديث وهكذا يجعل عنده جدول وبرنامج يومي يسير عليه لا يخل به فإذا رتب جدوله ومشى على الجادة التي رسمها أهل العلم فإن الطريق يكون سهلاً ميسرًا بإذن الله جل وعلا فبإمكانه إذا صلى الصبح وجلس في مصلاه يحفظ القرآن ويراجع عليه بعض المراجع المختصرة فيما يشكل عليه إلى أن تطلع الشمس هذا وقت القرآن ثم بعد ذلك إذا طلعت الشمس إن كان طالبًا في الدراسة النظامية وإن كان بعضهم ينتقد كلمة نظامية لأنه يفهم أننا إذا قلنا دراسة نظامية يعني الدراسة المرتبة من قبل الدولة يفهم من ذلك أن الدراسة في المساجد دراسة فوضوية إذا قلنا هذه نظامية فالدراسة فأي دراسات كلها غير الدراسة هذه تكون فوضوية هذا الكلام ليس بصحيح ليس بصحيح هي المراد بالدراسة النظامية التي تنظمها الجهات المسؤولة لعموم الناس إذا طلعت الشمس ذهب إلى عمله إن كان موظفًا أو إلى دراسته إن كان طالبًا أو معلمًا وإذا انتهى مما أنيط به وكلف به فإنه يعود بعد ذلك ليرتاح يتناول الغداء ويرتاح إلى العصر فإذا صلى العصر قسمه قسمين قسم الذي هو بعد الصلاة مباشرة للحديث والقسم الثاني لكتب العقيدة الصحيحة وبعد المغرب ينظر في كتب الأحكام الفقه من الحلال والحرام وبعد العشاء يكمل تحصيله العلمي في الكتب المعينة على فهم النصوص التي يسميها أهل العلم كتب الآلة هذا من أراد أن ينظر يكمل ما تعلمه على الشيوخ أما في وقت الطلب عند الشيوخ فإنه يتتبع الإعلانات وجداول المشايخ ويلتحق بالدروس التي تناسب مستواه وقد يعترضه مشكلة وهي في عصرنا ظاهرة بل هي معظلة طالب علم حريص جاء إلى الرياض مثلاً ليطلب العلم في كلية الشريعة وعنده آمال وتخطيط ليكون عالم أمة ثم يفاجأ أنه لا يجد درس يناسبه في مستواه فيه متون تشرح من عدد كافي من أهل العلم لكن مع ذلك إذا جاء إلى كتاب التوحيد إذا بالكتاب يقارب النهاية ثم جاء إلى عمدة الأحكام إذا هم في منتصفه إذا جاء إلى شيخ عنده زاد المستقنع إذا هو قطع منه مرحلة كبيرة مثل هذا لا شك أنه يحبط وينصدم ويريد أن يبدأ بالكتب الكتب التي تناسبه من البداية ثم يبحث فلا يجد الشيوخ ما عندهم استعداد أنه كل ما جاء طالب يبدؤون معه من البداية وهذه مشكلة لا بد لها من حل فمثل هذه يكملها ويبدأ بالكتاب المناسب له عند هذا الشيخ ويأخذ النصف الأول الذي فرغ منه بواسطة الأشرطة يكون معه المتن ويسمع الشريط ويكرر ويردد ويفرغ من هذا الشريط ما يحتاجه من شرح وبيان لجمل الكتاب ويدون ما يشكل عليه على طريقة السؤال ثم يلقيه على الشيخ يسأله وبهذا يكمل ما فاته وإلا فكثير من طلاب العلم يصاب بصدمة حينما يأتي يريد أن يلتحق بدروس الشيوخ ثم يفاجأ أنه ما فيه ولا كتاب من البداية ومن المشاكل التي يعاني منها الشباب في حضور الدروس هذه مشكلة كبيرة ومدته أو مدة إقامته في بلد الدراسة أربع سنوات تجد بعض الكتب تحتاج إلى اثنا عشر سنة ماذا يصنع طالب العلم؟ إذا حضر أربع سنوات ماذا عن البقية نقول يكمل أيضًا بواسطة الأشرطة على ما تقدم لأن ما لا يدرك كله لا يترك جله لأن الترك ليس بحل الترك ليس بحل إنما عليه أن يصبر ويصابر ويثابر ويستكمل ما فاته بالطرق المناسبة وهذا الموضوع الذي أعلن عنه لا يكاد يستوعبه لقاء أو لقاءات يحتاج إلى وقت طويل فإن مشاكل الشباب ومشاكل طلاب العلم في السنوات الأخيرة تزداد والملهيات والمشغلات والصوارف تكثر العوائق تزيد مع أن وسائل التحصيل أيضًا تيسرت ولله الحمد في السابق كان البلد كله يكون فيه نسخة واحدة من هذا الكتاب ماذا عن بقية طلاب العلم كيف يصنعون إما أن يجتمعوا في بيت واحد منهم فيقرؤون في هذا الكتاب ويراجعون ويطالعون أو يستعيره كل واحد من الثاني فيقرؤه في وقت من الأوقات وقد يستعار وقد يستأجر الكتاب لينسخ ومع ذلك تجد الحرص والإنتاج أكثر وما كانت الوسائل وسائل الإنارة ووسائل التكييف وسائل الراحة موجودة كان الناس يكتبون العلم على ضوء القمر ومع ذلك هنا الحرص والجد والاجتهاد ثم بعد ذلك تيسرت الأمور وكثرت الصوارف يعني وجدت الأسباب تهيأت ولله الحمد لكن وجدت الموانع والصوارف ولا شك أن مثل هذا يقلق طالب العلم فعليه أن يلتفت إلى طلب العلم وينكب جانبًا عن هذه الصوارف ولا يلتفت إليها وإلا إذا أراد أن يرضي رغباته وشهواته لن يطلب العلم إذا كان له ارتباط باستراحة مثلاً مع الزملاء والأقران وما أدراك ما يدور في هذه الاستراحات من الكلام والقيل والقال الذي هو على حساب حفظ القلب فالقلب إذا لم يحفظ من الفضول فضول الكلام فضول السماع فضول النظر فضول الأكل فضول النوم يشوش وحينئذٍ يتأثر في تحصيل العلم فعلى الإنسان أن يجمع نفسه ويلتفت إلى ما هو بصدده من طلب العلم ولا يلتفت إلى ما سواه لا يقال أنه ينعزل وينقطع عن أهله وينقطع عن مجتمعه لا ينتفع ولا ينفع لا عليه أن يسدد ويقارب والوقت يستوعب يعني نعرف من طلاب العلم من عنده ورد يومي من القرآن يقرأ القرآن في سبع وعنده دوام إما طالب أو موظف عنده دوام يأخذ بالنسبة له سنام الوقت وعنده أيضًا بعد ذلك حضور دروس في آخر النهار وعنده حاجات الأهل وعنده زوجة وأسرة ويزور المستشفيات ويزور القبور ويصلي على الجنائز في المساجد التي تصلى عليها فيها ويصل الأرحام والوقت يستوعب ولله الحمد الوقت مازالت البركة موجودة لكن على الإنسان أن يحفظ وقته من الضياع.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.