أحاديث الافتراق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:  

فنشكر الله -جل وعلا- أن هيأ هذه الفرصة التي نتدارس فيها موضوعًا مهما جدًا وهو موضوع الافتراق في هذه الأمة وما ورد فيه من نصوص هذا الموضوع يحتاج إلى لقاءات عديدة فما ورد في الافتراق بهذا اللفظ افترقت وتفترق دراسته من حيث الثبوت وعدمه يحتاج إلى وقت طويل لأنه ورد من طرق متعددة عن صحابة كثر وهذه الطرق منها هو سالم من النقد ومنها ما فيه بعض الكلام لأهل العلم وعلى كل حال فالحديث بمجموعه صحيح لا إشكال في ثبوته الحديث صحيح وحُكِم على بعض الأحاديث التي هي دونه في كثرة الطرق بالتواتر فلا مجال للأخذ والرد فيه وقد صححه جمع غفير من الأئمة يأتي ذكر بعضهم فأولاً قبل وقبل أن ندخل في الأحاديث بضدها تتبين الأشياء ما الذي يضاد الافتراق يضاده الائتلاف والاتفاق والائتلاف والاتفاق من أعظم الأمور التي أوجبها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: الائتلاف من أعظم الأمور التي أوجبها الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، يقول الله -جل وعلا-: ﭶﭷ آل عمران: ١٠٢ - ١٠٣  إلى قوله: ﮯﮰ آل عمران: ١٠٥  ثم قال:   ﯛﯜ آل عمران: ١٠٦  الارتباط الوثيق بين الآية الأخيرة وما قبلها قال ابن عباس: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة نسأل الله السلامة والعافية وكثير من هؤلاء الذين تسود وجوههم يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التي شرعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته قد يقول قائل إذا كان هدف المسلم ما يرضي الله -جل وعلا- وتحقيق ما خلق من أجله وهو العبودية على مراد الله -جل وعلا- فما الذي يجعله يتنكب هذا الطريق الصراط المستقيم الواضح الذي لا خفاء فيه ولا لبس فيسلك مسالك أهل الأهواء الذين حادوا عن الصراط المستقيم يمينًا وشمالاً فاستحق الوعيد الشديد   ﯛﯜ آل عمران: ١٠٦  والضابط في الدخول والخروج من هذه الدائرة التي ضمن لها النجاة على ما سيأتي فهو الاتباع الاتباع الذي هو شرط لقبول كل عبادة فالعبادات الشرعية التي يتعبد بها ويتقرب بها إلى الله -جل وعلا- لا بد لها من شرطين هما الإخلاص لله -جل وعلا- والاتباع لنبيه -عليه الصلاة والسلام- ومن العلماء من يقول يكفي أن نشترط الاتباع لأن العمل إذا لم يكن صاحبه مخلصًا ولو كان على ضوء ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- في الصورة الظاهرة إلا أنه في الحقيقة ليس باتباع حقيقي ولا ينفع صاحبه لكن التنصيص على الشرط الأول الذي هو الإخلاص للعناية به والاهتمام بشأنه لئلا ينساه المسلم مع أنه شرط لكل عبادة يقول شيخ الإسلام: كثير من هؤلاء يصير من أهل البدعة بخروجه عن السنة التي شرعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته ومن أهل الفرقة المخالفة للجماعة ويصير من أهل الفرقة بالفُرقة المخالفة للجماعة التي أمر الله بها ورسولُه -عليه الصلاة والسلام- كما قال -جل وعلا-: ﭿ   ﮂﮃ الأنعام: ١٥٩  وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق هو من أعظم أصول الإسلام ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه ومما عظم الذم لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم ومما عظمت به وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في مواطن عامة وخاصة مثل قوله -عليه الصلاة والسلام-: «عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة» وقوله: «فإن الشيطان مع الواحد وهو من الا ثنين أبعد» وقوله: «من رأى من أميره شيئًا يكرهه فليصبر فإن من فارق الجماعة قِيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» الاعتصام والاجتماع والائتلاف بهذه المثابة من الدين لماذا؟ لأن الفرقة والاختلاف والنزاع سبب للضعف من أعظم أسباب الضعف ووهن أهله فإذا ضعف أهله ضعف هو لأنه لا بد ممن يقوم به فإذا ضعف القائم ضعف المقوم به ﭶﭷ آل عمران: ١٠٣  والنصوص في هذا كثيرة جدًا وترجم أهل العلم بكتب أسموها من دواوين الإسلام المعتبرة في السنة كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة وفيهما النجاة من كل بلاء ومحنة وفتنة ثم قال رحمه الله: وباب الفساد الذي وقع في هذه الأمة بل وفي غيرها هو التفرق والاختلاف يقول الإمام الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في تفسيره في تفسير قوله -جل وعلا-: ﭶﭷ آل عمران: ١٠٣  أمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا يرضى لكم أن تبعدوه ولا تشركوا به شيئًا وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم ثلاثًا قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال» المقصود أن مما يرضاه الله -جل وعلا- أن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تتفرقوا يقول رحمه الله وقد ضمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ إذا اتفق المسلمون على أمر من الأمور فهو مقطوع بصوابه لأن العصمة ضمنت للأمة عند اتفاقهم ولذا المقرر عند أهل العلم أن الإجماع مما يحتج به في إثبات الأحكام بل قال بعضهم أن الإجماع على حكم من الأحكام بين جميع مجتهدي الأمة أقوى من الدليل من الكتاب والسنة الإجماع لا بد له من مستند من كتاب وسنة لكن إذا عرفنا أن العلماء اتفقوا على هذا الحكم يرى بعضهم أن هذا الاجتماع والاتفاق وعدم الاختلاف في هذا الحكم من قبل المجتهدين أقوى من مجرد دليل نجده من الكتاب والسنة يقول لأن الإجماع لا يحتمل نسخ ولا تأويل بينما النص يحتمل النسخ أو التأويل لكن هذا الكلام فيه ما فيه من عدم التأدب مع نصوص الكتاب والسنة وإلا ما ذكر من أن النص يحتمل التأويل يحتمل أن يكون منسوخ هذا صحيح وإذا اتفق المجتهدون هذا لا يحتمل شيئًا من ذلك لكن التأدب في الأسلوب والعبارة السليمة مثل هذه الجرأة على نصوص الكتاب والسنة هي مما ينبغي أن يكون ديدن طالب العلم يقول: وقد ضُمنت لهم العصمة عند اتفاقهم من الخطأ كما وردت بذلك الأحاديث المتعددة أيضًا وخيف عليهم الافتراق والاختلاف فقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية إلى الجنة وسالمة من عذاب النار وهم الذين ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قولهم فقد وقع في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة يعني هل افترقوا فيما تقدم وقته رحمه الله أو من هذه الفرق الثلاث والسبعين مما سيأتي بعده بل إلى آخر زمن هذه الأمة بل زمن الدنيا إلى قيام الساعة لأن المسألة تأتي الإشارة إليها أن من أهل العلم من يقول خلاص وجدت الثلاث والسبعين الفرقة وصنفوا في ذلك الكتب كتب الفرق وجمعوا من أنواع فرق المبتدعة حتى بلغوا بها إلى ثلاث وسبعين وهذا سيأتي الكلام فيه وكلام الحافظ ابن كثير: فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة هل مراده بذلك أنهم افترقوا في الماضي وانتهت هذه الفرق الثلاث والسبعين؟ أو أنه مادام ثبت بقول المعصوم -عليه الصلاة والسلام- فما لم يقع في حكم الواقع؟ كما قال -جل وعلا-: ﮌﮍ النحل: ١  لا بد من إتيانه ولذا عبر عنه بالماضي المقصود أن مثل هذه المسألة يأتي الكلام فيها، وقال رحمه الله في قوله تعالى: ﮯﮰ آل عمران: ١٠٥  الآية ينهى تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضين في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم ينهى الله تبارك وتعالى هذه الأمة أن يكونوا كالأمم الماضية في افتراقهم واختلافهم وتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع قيام الحجة عليهم يعني التنصيص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا المقام لماذا؟ لأنه خصيصة هذه الأمة وهو سبب خيرية هذه الأمة فإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صاروا كغيرهم لأن الوصف الذي فضلوا به وخيروا به على الناس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر     ﭩﭪ آل عمران: ١١٠  فَقُدِّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان وهل يمكن أن يقول قائل أن هناك أمر بمعروف ونهي عن منكر من غير إيمان؟ لا يمكن أن يقال لا يمكن أن يقال أن الإيمان شرط لصحة كل عمل لكن لماذا قدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن الإيمان؟ لأنه هو السبب في تفضيل هذه الأمة على غيرها فإذا تركت هذا السبب صارت كغيرها ولذا نص عليه الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- مما جاء في الباب ما رواه الإمام أحمد قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثنا صفوان قال حدثني أزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبيد الله بن يحيى قال حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مَفصِل إلا دخله» يعني شأن مفارقة الجماعة والابتداع والإحداث في الدين شأنه عظيم ولذا قد يستغرب بعض الناس صدور بعض المقالات عن أناس أذكياء لكن لنعلم أن ما يذكر عنهم من المقالات البالغة في الضلال ليست هي أول مقاله بل هي عقوبات لمقالات قبلها فالضلال يبدأ بشيء يسير ثم يأتي عقوبة لهذه المقالة التي أحدثها هذا الإنسان أعظم منها ثم بعد ذلك يأتي بثالثة هي أعظم منها ثم يأتي برابعة هي أعظم منها إلى أن يصل إلى أن يقول كلام لا يقوله عاقل وهو في الأصل من من من من أذكياء الدنيا يعني هل يتصور مسلم أنه وُجد من يقول سبحان ربي الأسفل لا أبدًا هذا ما يقوله عاقل فضلاً عن متدين لأن الوصف بالسفل من الأصل عباد الأصنام ما يمكن يقولون سبحان ربي الأسفل لأن الوصف بالسفل ذم فمتى قال هذا القائل هذه المقالة هذه المقالة لما قال خالف الكتاب والسنة لهوى في نفسه عوقب بأشد من ذلك ثم عوقب ثم عوقب إلى ثم بعد ذلك أخذته العزة بالإثم وأصر على قوله ونوقش وأصر ثم ألزم بلوازم فالتزمها ثم وصل إلى هذا الحد يعني في كتب المقالات أشياء مضحكة يعني عند هؤلاء الضُلّال الذين خالفوا نصوص الكتاب والسنة ما يضحك منه السفهاء والأطفال يعني طوائف الصوفية مثلاً من العبادات ما يناقض العبادة منهم من يتعبد بالرقص رقص الذي هو من شأن السفهاء والنساء يتعبدون به ويتقربون به لله -جل وعلا- وهذا مع الأسف الشديد موجود إلى الآن سببه أنهم خالفوا في أول الأمر ثم ألزموا بعض اللوازم ثم استدرجوا ودرجوا في كتب في طبقات الصوفية للشعراني وغيرها يذكر عن بعض الناس عن بعض من يُدّعى فيه الولاية هلوسة جنون منهم من يمكث أربعين يومًا لا يأكل ثم بعد ذلك يخطر له أشياء ويتصرف تصرفات هم يظنونها كرامات وهي في الحقيقة هلوسة هي في حقيقتها هلوسة سببها الجوع يعني الإنسان لو ما ياكل ثلاثة أيام صار يرى أشباح ويرى أشياء هذا إن صدقوا أنهم يصبرون أربعين يوم وذكر هذا الحافظ الذهبي في أعلام النبلاء ذُكر في ترجمة بعض المتصوفة يقول المترجم وكان رضي الله عنه ما ترك منكر إلا ارتكبه ولا صام لله يومًا ولا سجد سجدة ولا ركع وجاء واحد ملك النسخة سابقًا وكتب قال إذا كان هذا رضي الله عنه فلعنة الله على من؟ الآن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قام حتى تفطرت قدماه وكان يصوم حتى يقال أنه لا يفطر -عليه الصلاة والسلام- المقصود أن كل إنسان مطالب بالعبودية ومن أجلها خُلق الذاريات: ٥٦   الحجر: ٩٩  تجد منهم من يأكل الحشرات ومنهم من يأكل المسامير والأشياء الضارة من الزجاج وكسر وكسر يظنها كرامات وهذا لا شك أنه تلبيس ودجل وتخييل مشوب بنوع من السحر الأمر الثاني أن هذا جنون وذكر عن بعضهم أنه يمشي على النار هذا بين أمرين إما أن يكون ساحر أو وصل إلى مرتبة إبراهيم -عليه السلام- والثانية مستحيلة ما بقي إلا الأولى يا إخوان لو قرأتم في كتب الفرق يعني هل يتصور أن يوجد عاقل يعني قد الدنيا عند نفسه وعند أتباعه من يقول يجوز لأعمى الصين أن يرى بقة الأندلس يمكن أن يقول هذا عاقل؟ اللي بينك وبينه ورقة ما تشوفه ما هو جدار وجدران وآلاف الأميال بل عشرات الألوف من الأميال فعلى الإنسان أن يحرص ولا يتساهل بالمخالفة لأن هذه المخالفة لها عقوبة يعاقب عليها بما هو أعظم منها فإذا حصلت منه هفوة أو زلة عليه أن يبادر بالتوبة والتخلص منها وأن يحرص ألا يعمل عمل يتدين به إلا ودليله حاضر عنده ولذا يقول جمع من السلف إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل فالاتباع أمر لا بد منه «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب في صاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» يعني إذا أشرب القلب حب هذه البدعة صارت ديدنه صار يوالي ويعادي عليها ويصل ويقطع بسببها بل يتعدى ضرره إلى من يخالفه فيها نسأل الله السلامة والعافية «إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم -صلى الله عليه وسلم- فغيركم من الناس أحرى ألا ألا يقوم به» ونعود على معنى هاتين الجملتين في آخر الحديث وهذا الحديث رواه أبو داود أيضًا عن الإمام أحمد ومحمد بن يحيى كلاهما عن أبي المغيرة واسمه عبد القدوس بن الحجاج الشامي وقد ورد هذا الحديث من طرق ورواه الدارمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال أبو داود حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» هكذا رواه أبو داود وأحمد والترمذي وقال حسن صحيح ورواه ابن ماجه مختصرا ورواه أيضًا ابن حبان والحاكم وقال حديث حسن صحيح على شرط مسلم وقال الترمذي حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة» قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي» يعني على من كان ما أنا عليه وأصحابي قال أبو عيسى هذا حديث مفسر غريب لا نعرف مثل هذا إلا من هذا الوجه على كل حال المقصود منه له ما يشهد له مما تقدم وما سيأتي وقال ابن ماجه حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي قال حدثنا عباد بن يوسف قال حدثنا صفوان عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار» قيل يا رسول من هم؟ قال: «الجماعة» وقال ابن ماجه حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا أبو عمر قال حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة» وأخرجه أحمد أيضًا فهذه خمسة أحاديث حديث معاوية وحديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمرو وحديث أنس وحديث عمرو بن عوف هذه الأحاديث مروية من طرق كثيرة متباينة سالمة في كثير منها من القوادح والعلل وقد حكم على بعض الأحاديث التي هي دون هذا الحديث بالتواتر فالحديث لا إشكال فيه هذه الأحاديث تتفق  على افتراق الأمة إلا ثلاث وسبعين فرقة وإن كان في الخبر الأخير ثنتين وسبعين المقصود أنها القدر المشترك بينها لو قيل بتواتره لما بعد، في بعضها زيادة على بعض في بعضها زيادة على بعض منها في حديث معاوية «وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب لصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» قال الخطابي الكَلَب: داء يعرض للإنسان من عضة الكَلْب الكَلِب وهو داء يصيب الكلب كالجنون وعلامة ذلك أن تحمرّ عيناه وألا يزال يدخل ذنبه بين رجليه وإذا رأى إنسان ساوره فإذا عقر هذا الكلب إنسانًا عرض له من ذلك أعراض رديئة، فالكَلَب داء عظيم إذا تجارى بالإنسان تمادى به وهلك وقوله: «والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم -صلى الله عليه وسلم- فغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به»

 معناه أن العرب الذين هم معشر النبي -صلى الله عليه وسلم- وقومه إذا زهدوا بالدين صاروا سببًا في تزهيد الناس فيه صاروا سببًا في تزهيد الناس فيه لأن الناس إذا رأوهم أعرضوا عن الدين قالوا: لو كان فيه خير ما زهد فيه أهله وعلى هذا فيجب على المسلم أن يلتزم بالإسلام ظاهرًا وباطنًا ليكون من الدعاة إلى الله -جل وعلا- بقوله وفعله ليكون قدوة للناس كما كان الصحابة رضوان الله عليهم سببًا في دخول كثير من الشعوب في الإسلام بدون قتال بالقدوة ولا يكون سببًا في صد الناس عن الدين بأفعاله القبيحة فيبوء بآثامهم لا شك أن الناس إذا رأوا الرجل الصالح اقتدوا به وتأثروا وإذا توجه هذا الكلام لعموم المسلمين فالعلماء وطلاب العلم أولى وأحرى ألا يكونوا سبب في صرف الناس عن دينهم يعني إذا رأى العامي طالب العلم أو العالم يتساهل في أمر من الأمور قال لو كان فيه أجر عظيم ولا شيء يسوى التعب ما تهاون فيه العالم وتركه هذا شيء مشاهد وما تخلف العلم تخلف العمل وإن كثر العلم في هذه العصور تجدون العلم وسعة الاطلاع عند كثير من الناس حتى من طلاب العلم فضلاً عن العلماء هناك سعة في التحصيل لكن العمل قليل وجاء في وصف آخر الزمان أنه يكثر العلم وينتشر لكن يقل العمل والسبب في هذا القدوات طالب العلم يرى شيخه آخر من يحضر إلى المسجد فيقول إن التأخر لا سيما للعالم وطالب العلم الذي هو مشغول بعلمه ودروسه قد يكون أفضل ثم يراه العامي فيصنع مثله وإلا لو كان العلماء وطلاب العلم قدوات يحضرون إلى المساجد إذا نودوا على أقل الأحوال وإن كان من السلف من يقول: بئس الرجل الذي لا يأتي إلى المسجد حتى يدعى يعني على أقل الأحوال أنه إذا قيل حي على الصلاة قيل سمعًا وطاعة وحضر المسجد لكان الناس يتسارعون ويبادرون لأنه وجد في عوام المسلمين قبل زمان يسير قبل عشرين وخمس وعشرين سنة يعمرون المساجد لماذا؟ لأنهم يرون العلماء والمشايخ بهذه المثابة فالعلماء وطلاب العلم قدوات ينبغي أن يكونوا دعاة بأفعالهم قبل أقوالهم كان الناس بعد صلاة الصبح لا ينصرف أكثرهم حتى ترتفع الشمس حتى عوامهم لا يقرؤون القرآن يجلسون مجرد جلوس في المسجد يذكرون الله -جل وعلا- حتى تنتشر الشمس لماذا؟ لأنهم يرون العلماء القدوات أمامهم لكن هل تصدقون أنه في كثير من مساجد المسلمين تغلق بعد الصلاة مباشرة ما يجلس أحد وإذا جلس واحد استنكر وضيق عليه اخرج لتطفأ الأنوار ويغلق المسجد لماذا؟ لأن هذه السنة هجرت هذه السنة هجرت يعني لو كانت سنة ما تركها المشايخ والعلماء هذا على حد تصور بعض الناس فعلى الإنسان أن يكون داعية بفعله وتصرفاته وهديه وسمته قبل أن يكون داعية بقوله ولذا قال: «والذي نفسي بيده والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم -صلى الله عليه وسلم- فغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به» لكن الإسلام مضمون له الانتشار والبقاء إلى قيام الساعة وأنه يصل ما بين المشرق والمغرب وأنه باق إلى قيام الساعة إلى آخر الزمان وعلى هذا يقوم به من يقوم لكن تجدون المسألة يحصل نشاط في وقت من الأوقات ويحصل فتور في وقت آخر ويحصل نشاط في قطر من الأقطار ويحصل فتور في قطر آخر وإلا فالأصل أن المسلم يلتزم بما أوجب الله عليه ومنها في حديث عبد الله بن عمرو «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل» قال ابن الأثير: أي مثل النعل لأن إحدى النعلين يقطع ويقدر على قدر النعل الأخرى على قدر النعل الأخرى يعني فيه رجل سوي يلبس نعل كبيرة ونعل صغيرة فيه أحد سوي دعونا من من أصحاب العاهات الذين فيهم في إحدى رجليه ضمور والا شيء هذا تقدر له نعل تناسبه لكن رجل سوي يلبس نعل أكبر من نعل ما يوجد أي مثل النعل لأن إحدى النعلين يقطع ويقدر على قدر النعل الأخرى والحذو التقدير وكل من عمل عملاً مثل عمل رجل آخر من غير زيادة ولا نقصان قيل عمل فلان حذو النعل بالنعل ثم ذكر مثلاً لذلك وهو مثل شديد ومثل عظيم من أبشع الأمثلة التي تقع ما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- مثلاً لذلك فقال: «حتى من كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك» مصداق هذا الكلام وشواهد الأحوال عليه أظهر من أن يذكر أمثلة تجد كثير من المسلمين يقلد الكفار يقلد اليهود يقلد النصارى يعني تقليدهم فيما ينفع ولو على أقل الأحوال في الظاهر له وجه لكن أحيانًا يكون التقليد فيما يضر ولا نفع فيه ألبتة وهذا من علامات نبوته -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الآخر: «حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» وفي حديث عوف بن مالك وأنس «كلها في النار إلا واحدة» وفسرت هذه الواحدة هذه الفرقة الواحدة بالجماعة وهذه الجملة طعن فيها بعضهم طعن فيها بعضهم لماذا طعنوا فيها؟ لأنهم أو لأن منهم على أقل الأحوال من تلبس بشيء من المخالفة ففيها حكم عليه بأنه في النار وحاول بعضهم جاهدًا تضعيف هذه الجملة لكن أهل العلم حكموا بصحتها يقول الألباني -رحمه الله تعالى-: لا أعلم أحدًا من المحدثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة بل إن الجماعة قد صححوها وعلى كل مثل ما ذكرنا الحديث صحيح ثابت ثبوتًا لا إشكال فيه ولا مرية يعني إن وجد الكلام في بعض الطرق لبعض الأحاديث فمجموع هذه الأحاديث ثابت يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الحديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد كسنن أبي داود والترمذي وغيرهما ولفظه «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» وفي لفظ: «على ثلاث وسبعين ملة» وفي رواية: قالوا يا رسول الله من الفرقة الناجية قال: «من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» هذا الضابط هذا الضابط ما كان عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه طيب مثل هذا الكلام يجعل كل من يريد النجاة ويبحث عنها أن يعرف ما كان عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه فيعنى بسنته -عليه الصلاة والسلام- ليعرف ما الذي كان عليه -عليه الصلاة والسلام- ليكون عليه أما أن يعرض عن الدين وعن تعلم الدين ولا يرفع بالسنة رأسًا ثم يقول يزعم أنه حريص على نجاة نفسه هذا الكلام تناقض يعني كيف تصل إلى معرفة ما كان عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام-؟ إلا أن تعنى بسنته وسيرته -عليه الصلاة والسلام- لتعرف ما كان عليه فتعمل فتكون ناجيًا مضمونة لك النجاة بهذا الخبر وفي رواية قال: «هي الجماعة يد الله على الجماعة» وأما الفرق الباقية فهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء والشاطبي -رحمه الله تعالى- قال: صح من حديث أبي هريرة فذكره حديث أبي هريرة الذي ذكرناه وصح من حديث فلان وصح من حديث فلان فصحح هذه الأحاديث الشاطبي وأطال جدًا أفاض في تقرير هذه المسألة وتكلم على الأحاديث بكلام لا يوجد عند غيره بأكثر من مائة وخمسين صفحة وشيخ الإسلام رحمه الله له كلام مجتمع وكلام متفرق حول الأحاديث وحول الافتراق والآثار المترتبة عليه ووجوب الاجتماع والائتلاف ذكرنا بعضه وعنده كلام كثير في المسألة وذكرنا أن هذا الباب لا يكفيه لقاء واحد ولا اثنان ولا ثلاثة هذه الفرق الثلاث والسبعين يعني العناية بالفرق الإحدى والسبعين من فرق اليهود أو الاهتمام بشأن الفرق الثنتين والسبعين من فرق النصارى هل يوجد من يعتني بها؟ أو الاعتناء بها وتتبعها من ضياع الوقت وجدت العناية من قبل جمع من أهل العلم بالفرق الثلاث والسبعين لماذا؟ لأن الديانات السابقة منسوخة فالعناية بها من تضييع الوقت بل قد يأثم عليه الإنسان لأنه صرف وقته وجهده فيما لا ينفع بل قد يضر كالنظر في كتبهم كالنظر في كتبهم يحرم أهل العلم النظر في التوراة والإنجيل خلاص كتب نسخت وانتهت وجاء وعندنا الكتاب المحفوظ الذي فيه كل شيء ﮅﮆ الأنعام: ٣٨  فلا يوجد من اعتنى بفرق اليهود والنصارى من المسلمين نعم وجد من ذكر فرقهم الكبرى التي افترقت عليها النصارى مثلاً إلى فرق كبرى وذكروا عقائد هذه الفرق من أجل التنفير منها والرد عليها أما أن تتبع حتى تبلغ هذه العدة فهذه لا أعرف أحدًا اعتنى بها تحديد الفرق الثنتين والسبعين الفرقة الناجية معروفة بالوصف لكن الفرق الثنتين والسبعين اختلف العلماء في تحديدها وهل دخولها في النار مؤبد أو مؤقت أو فيهم وفيهم بمعنى أن هل هذه الفرق الثنتين والسبعين خارجة عن دائرة الإسلام ارتكبت من البدع ما يخرجها عن الملة أو هي ممن ممن هي في دائرة الإسلام وبدعها لا تخرجها عن الدين وإن استحقوا العذاب يقول الخطابي قوله: «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجة من الدين إذ قد جعلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم من أمته يقول: وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله فعلى رأي الخطابي أن الفرق الثنتين والسبعين كلها من المسلمين وفي دائرة الإسلام ومآلهم إلى الجنة وإن دخلوا النار لكن ماذا عن تكفير أئمة الإسلام وسلف هذه الأمة لبعض المبتدعة الذين بدعتهم كبرى مثل الجهمية مثلاً؟ كفرهم أكثر من خمسمائة عالم هل يدخلون في كتب الفرق أدخلوهم في كتب الفرق؟ وبدعتهم بهذه المثابة المقصود أن السعي في جمع هذه الفرق وإيصالها إلى العدد المذكور فيه ما فيه أما بالنسبة للفرقة الناجية فليست محل خلاف بين أهل العلم يعني ممن يعتد بقوله من أهل العلم وإلا فالاختلاف موجود بين سائر الفرق لأن كل فرقة تزعم أنها هي الناجية لكن الكلام فيه أهل التحقيق من أهل العلم الذين يعتد بقولهم لماذا؟ لأن تعيينها بالوصف في أصل الحديث بأنها ما كان عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه وإن ادعت كل فرقة أنها هي الفرقة الناجية فالدعوى إن لم يصدقها العمل فلا قيمة لها اجتهد بعض العلماء في تعيين أصول الفرق المذكورة وتقسيمها حتى وصل العدد إلى ما جاء في الخبر ثنتين وسعبين علمًا بأنهم لم يدخلوا فيها هذه يعني هذه الفرق الثنتين والسبعين المذمومة لم يدخلوا فيها المختلفين في فروع الفقه هم يتفقون على أن الخلاف في فروع الفقه لا يدخل في الحديث لم يدخلوا فيها المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام وإنما ذكروا من خالف أهل الحق في أصول التوحيد في أصول التوحيد لأن المختلفين فيها قد كفر بعضهم بعضًا بخلاف النوع الأول فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالفين لأن  الخلاف في الحلال والحرام وجد بين الصحابة بين كبار الصحابة بل وجد ممن شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام- بالجنة وجد الخلاف في الحلال والحرام لكن وجد بينهم خلاف في العقائد؟ ما وجد يعني بعض مسائل الاعتقاد التي لم يكن الدليل فيها ظاهرًا بل قد تفهم من بعض النصوص وحصل الاختلاف في ثبوتها وعدمه كالساق مثلاً أو الهرولة أو بعض الصفات التي جاءت في المكر والخداع والاستهزاء مما اختلف فيه سلف هذه الأمة هذا يسوغ فيه الاختلاف لكن ما اتفقوا عليه لا يسوغ فيه الاختلاف فمن خالفهم فيه فهو مبتدع فهو مبتدع يقول ابن طاهر في الفرْق بين الفرَق وقد علم كل ذي عقل من أصحاب المقالات المنسوبة إلى الإسلام أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يرد بالفرق المذمومة التي هي من أهل النار فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على أصول الدين لأن المسلمين فيما اختلفوا فيه من فروع الحلال والحرام على قولين أحدهما قول من يرى تصويب المجتهدين كلهم في فروع الفقه وفرق الفقه كلهم عندهم مصيبون فعلى هذا القول كلهم مصيبون إذًا ما فيه مخطئ ما فيه مخالف والقول الثاني قول من يرى في كل فرع تصويب تصويب واحدة من المختلفين فيه وتخطئة الباقين وتخطئة الباقين من غير تضليل منه للمخطئ فهما قولان في المسألة يعني من أهل العلم من يرى أن كل من اجتهد مصيب والقول الثاني أن المصيب واحد والثاني مخطئ وهذا هو الذي يؤيده الحديث: «إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد» فدل على أن ممن يجتهد قد لا يصيب فهو حينئذٍ مخطئ وهذا القول الذي لا يسوغ غيره وإنما ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- الفرق المذمومة فرق أصحاب الأهواء يعني قصد بذكر الفرق المذمومة فرق أصحاب الأهواء الضالة الذين خالفوا الفرقة الناجية في أبواب التوحيد والعدل أو في الوعد والوعيد أو في بابي القدر والاستطاعة أو في تقدير الخير والشر أو في باب الهداية والضلالة أو في باب الإرادة والمشيئة أو في باب الرؤية والإدراك أو في باب صفات الله -عز وجل- وأسمائه وأوصافه أو في باب من أبواب التعديل والتجوير أو في باب من أبواب النبوة وشروطها ونحوها من الأبواب التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة من فريقي الرأي والحديث على أصل واحد خالفهم فيها أهل الأهواء من القدرية والخوارج والروافض والنجارية والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى مجراهم من فرق الضلال فإن المختلفين في العدل والتوحيد والقدر والاستطاعة وفي الرؤية والصفات والتعديل والتجوير وفي شروط النبوة والإمامة يقول يكفر بعضهم بعضًا فصح تأويل الحديث المروي في افتراق الأمة ثلاثًا وسبعين وفرقة إلى هذا النوع من الاختلاف دون الأنواع التي اختلفت فيها أئمة الفقه من فروع الأحكام في أبواب الحلال والحرام وليس فما بينهم تكفير ولا تضليل فيما اختلفوا فيه من أحكام الفروع قد يقول قائل كثير من أهل العلم يرى الفرق بين مسائل أصول الدين وفروعه فالاختلاف في أصول الدين غير سائغ والاختلاف في فروع الدين سائغ وفي بعض كلام شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- يرى أن الباب واحد لأن المسألة معوَّلُها على الكتاب والسنة فمن خالف الكتاب والسنة فهو ضال مخالف ومن وافق الكتاب والسنة فهو هو الذي على الجادة أقول اجتهد بعض أهل العم ومع الأسف أن جلهم أعني من كتب في الفرق لا يسلم من شوب بدعة لا يسلم من شوب بدعة فإذا قرأ فيها طالب العلم فليكن على حذر فليكن على حذر اجتهدوا في تحديد هذه الفرق فبلغوا بها أصولاً وفروعًا أصول هذه الفرق وفروعها وما تشعبت عنه إلى العدد المذكور في الحديث لكن هل هذا الكلام سليم؟ يعني لو استحدث بدعة أشد مما ذكر في هذه الكتب هل نقول أن العدة تمت؟ فهذه ليست ببدعة أم ماذا نقول؟ أقول إذا ساغ اجتهاد العلماء في تعيين الأسماء الحسنى وجمعها من نصوص الكتاب والسنة الذي جاء في الأسماء والحسنى «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة» حرص العلماء جاء في تعيينها خبر لكنه ضعيف عند الترمذي وابن حبان لكن ضعيف العلماء اجتهدوا فجمعوا من الأسماء الحسنى تسعة وتسعين وقد يكون فيما تركوه أولى بالذكر مما أثبتوه علمًا بأن الأسماء الحسنى لا تنحصر في هذه العدة لكن التسعة والتسعين هذا العدد يترتب عليه الثواب الموعود وإلا فالأسماء الحسنى لا تنحصر في هذا العدد لأنه جاء في الحديث الصحيح: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك» فالأسماء الحسنى جاءت إجمالاً وجاءت تفصيلاً من غير حصر ما الفائدة من هذا الأسلوب؟ يعني جاءت لإجمال تسعة وتسعين ورتب عليها الثواب يعني ولم تحدد بإسناد صحيح لماذا؟ ليجتهد المسلم أن يدعو الله -جل وعلا- بكل ما ثبت عنده من الأسماء الحسنى فيحرص على الأسماء الحسنى على جمعها وعلى فهم معانيها وعلى دعاء الله -جل وعلا- بها وقل مثل هذا في تعيين شعب الإيمان شعب الإيمان بضع وسبعين أو بضع وستين شعبة في الأحاديث الصحيحة لكن هل جاء تحديدها؟ ما جاء تحديدها بحث العلماء واجتهدوا في نصوص الكتاب والسنة فجمعوا من الشعب ما يزيد على العدة المذكورة وصنفوا في ذلك المصنفات شعب الإيمان للبيهقي في عشرين مجلد والمنهاج في شعب الإيمان للحليمي عبد الله الحليمي في ثلاثة مجلدات المقصود أنهم اجتهدوا ومع ذلك يختلفون يعني من صنف في الأسماء الحسنى تجدهم عنده من الأسماء ما لم يذكره غيره وعند غيره ما لم يذكره هو فلا نستطيع أن نجزم بأن هذه الأسماء الحسنى التي أشير إليها في الخبر المجمل ما في هذا الكتاب أو في هذا الكتاب وهذا في حكمة عظيمة وقل مثل هذا في شعب الإيمان إذ لأن لو حصرت ما اكترث الناس لغيرها ففي تركها مجملة ليعمل الإنسان في كل باب من أبواب الخير يبلغه وقل مثل هذا في ليلة القدر في ليلة القدر في ساعة الجمعة يعني جاء فضل ليلة القدر وأنها تعدل ألف شهر وبعدين أي ليلة هذه؟ هل هذا من أجل إرباك المسلم وتشكيكه وتضييعه؟ لا من أجل أن يجتهد في جميع الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر ليكثر عمله ومن ثم يكثر ثوابه وقل مثل هذا في ساعة الجمة أقول إذا ساغ مثل هذا النوع وحرص العلماء وذكروا وتتبعوا لأن عملهم مبني على نصوص لكن إدخالك هذه الفرقة في الثنتين والسبعين مبني على نص والا لا؟ ليس مبنيًا على نص إخراجك هذه الفرقة من الثنتين والسبعة لست فيه على ثقة ولا ثلج اختلفوا في تعيين الأسماء الحسنى وشعب الإيمان وساعة الجمعة وليلة القدر إلى أكثر من خمسين قول في ليلة القدر ذكرها ابن حجر في فتح الباري وبعض الناس يرى رؤيا فتؤول له أن هذه الليلة ليلة القدر وقد قصد المؤيد بالوحي إخفاءها وتجد الناس يتداولونها في الجوالات بل بعضهم فعل ما هو أشد من ذلك فكتب كتابًا يبين فيه ليلة القدر إلى قيام الساعة يعني من اختار من أهل العلم أنها في ليلة معينة ليلة سبع وعشرين مثلاً أو ليلة خمس وعشرين أو أربع وعشرين كما يقول أهل البصرة أو غيرهم هذا اجتهاد يخطئ ويصيب لكن من بنى اجتهاده على رؤيا مثلاً أو على حسابات عمل هو بطريقته فخرج له ليلة القدر إلى قيام الساعة سنة ثلاثة وعشرين سنة سبع وعشرين سنة واحد وعشرين سنة كذا ووضع جدول ثابت إلى إلى ما لا نهاية يعني هل من مقاصد الشرع إبراز مثل هذه الأمور؟ يعني المؤيد بالوحي يعني الأحاديث الثابتة عنه تدل على أنه قصد إخفاءها خرج النبي -عليه الصلاة والسلام- ليخبرهم بليلة القدر فتلاحى رجلان فرفعت ومرة يقول: «من كان متحريًا فليتحرى في السبع الأواخر» «رأيت في هذه الليلة أنني أسجد في ماء وطين وهي ليلة واحد وعشرين» «في سابعة تبقى في خامسة تبقى» هل الشهر كامل والا ناقص تصير في الأشفاع أو في الأوتار جاء في النصوص ما يدل على جميع ذلك فيجعل المسلم يتحراها في جميع الليالي فلا ينقطع عمله ولذلك تجدون أثر ما جاء في أن الأوتار أرجى من الأشفاع تجدون أثره واضح في المساجد لاسيما في الحرمين ليلة واحد وعشرين أكثر من ليلة اثنين وعشرين ليلة ثلاث وعشرين أكثر من ليلة أربع وعشرين يعني بالنسبة للمصلين فتجد الناس يتراخون فكيف إذا حدد لهم ليلة معينة خلاص ضمن ألف شهر وش يدور فمثل هذه ليست من مقاصد الشرع بل من مقاصد الشرع إخفاء مثل هذه الأمور طيب إذا كان العلماء اجتهدوا وحددوا فيما ذكرنا تعيين الفرق الهالكة من خلال تتبع ما وجد من بدع والجزم بأنها هي المرادة من الأحاديث هذا ليس بسائغ هذا ليس بسائغ ألبتة لأنه قد يوجد من البدع ما هو شر منها لكن لمّا أخفيت وأبرزت ووضحت بل ذكر الضابط للفرقة الناجية على المسلم أن يتعرف على صفات الفرقة الناجية وذلك من خلال العناية بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- وسيرته فيسعى في تطبيقها ويجتهد في ذلك ليكون من الفرقة الناجية وليحذر كل الحذر عما يخالف ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- لئلا يكون من الفرق الهالكة يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى وأما تعيين هذه الفرق فقد صنف الناس فيهم مصنفات وذكروهم في كتب المقالات لكن الجزم بأن هذه الفرق الموصوفة هي إحدى الثنتين والسبعين لا بد له من دليل لا بد له من دليل فإن الله حرم القول بلا علم عموما وحرم القول عليه بلا علم خصوصًا فقال تعالى:                    الأعراف: ٣٣  يعني من عظائم الأمور أن يقول على الله ما لا يعلم وقال -جل وعلا-: ﯲﯳ       ﯿ     البقرة: ١٦٨ - ١٦٩  وقال -جل وعلا-: ﯵﯶ الإسراء: ٣٦  وأيضًا فكثير من الناس يخبر عن هذه الفرق بحكم الظن والهوى بحكم الظن والهوى فيجعل طائفته المنتسبة إلى متبوعه الموالية له هم أهل السنة والجماعة يعني إذا صنف في الفرق معتزلي جعل المعتزلة هم أهل السنة إذا صنف أشعري جعل الأشاعرة هم أهل السنة إذا صنف ما تريدي جعل الماتريدية هم أهل السنة وليتهم اقتصروا على هذا بل رموا أهل السنة أهل الحق والاتباع بأنهم مجسمة وأنهم مشبهة وأنهم وأنهم فأخرجهم من الدائرة فيجعل طائفته المنتسبة إلى متبوعه الموالي له هم أهل السنة والجماعة ويجعل من خالفها أهل البدع وهذا ضلال مبين فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر تجب طاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويلاحظ في كثير من الأتباع أنهم جعلوا متبوعهم بهذه المثابة لا يجوز الخروج عما يقوله ألبتة حتى قال من قال ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولا خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي وبعض المذاهب من قواعدهم وأصولهم أن كل نص يخالف قول الإمام يجب تأويله فصار الأصل الإمام ما صار الدليل هو الأصل ولا شك أن هذا ضلال وسواء كان القائل من المقلدين في الأصول أو في الفروع يقول بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمن جعل شخصًا من الأشخاص غير الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة كما يوجد ذلك في الطوائف من أتباع أئمة الكلام في الدين وغير ذلك من أهل كان من أهل البدع والضلال والتفرقة يقول فمن جعل شخصًا من الأشخاص غير الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة يعني وجد في كلام الأئمة والعلماء أن الذي لا يحب فلان يتهمه وعلامة التزام الإنسان بالسنة محبة فلان هل هذا من هذا الباب أو لما عرف من شدة التزام هذا الإمام بالسنة بحيث كان من من اهتمامه بها وعنايته بها بحيث لا يحيد عنها قيد أنملة صار علما عليها أو صارت علما عليه كان يمثل السنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي هو القدوة خلقه القرآن فينبغي أن يكون خلق أتباعه القرآن وما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من ترجمة لهذا القرآن ترجمة عملية فجعلوا الذي يبغض هذا الإمام كالإمام أحمد مثلاً يتهم في دينه لماذا؟ لأنه رافع راية السنة لماذا أبغض هذا الإمام هل أبغضه لأن بينه وبينه معاملة ومشاحنة؟ أو أبغضه لما اتصف به من علم ودين واهتداء واقتداء؟ لأن عندنا من يقدح في أهل الحسبة مثلاً لا يخلو إما أن يقدح بهم في الجملة فهذا لا شك أنه صاحب هوى وضلال وما قدح فيهم إلا لأنهم ضد أغراضه وتحقيق أهدافه هذا الذي يقدح في الجملة لكن الذي يقدح في الشخص من أهل الحسبة مثلاً ننظر إذا كان بينه وبينه معاملة ومشاحنة وهذا أخطأ عليه هذا المسألة فيها سعة هم كغيرهم في هذا الباب لكن إذا كان يقدح فيه لأنه من أهل الحسبة ولأنه يأمر وينهى ويقوم بهذه الشعيرة التي هي خصيصة هذه الأمة وسبب أفضليتها وخيريتها نقول هذا يتهم ثم قال شيخ الإسلام وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرق الناجية أهل الحديث والسنة أهل الحديث والسنة إذ ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني أهل السنة والفرقة الناجية الطائفة المنصورة لا شك أنهم كما قال الإمام أحمد هم أهل الحديث وإن لم يكونوا أهل الحديث فمن هم قد يقول قائل طيب أهل التفسير ما هم نقول من أهل السنة لكن من أهل التفسير هل هم أهل التفسير بالرأي الذين أخضعوا آيات الكتاب لأهوائهم أو هم الذين فسروا كلام الله -جل وعلا- بكلام المبلغ عنه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- فتعود المسألة إلى الحديث والسنة فهم أهل الحديث قد يقول قائل لماذا يكون الجماعة الجماعة المذكورين هم أهل الفقه أهل الحلال والحرام؟ نقول نعم أهل الفقه إذا كانت عمدتهم الكتاب والسنة فهم أهل السنة لكن إذا كان عمدتهم آراء تخالف الكتاب والسنة ليسوا هم أهل الجماعة على ما جاء والمقصود بذلك من خالف النصوص هوى في نفسه لا خطأ في اجتهاده من أهل هذه العلوم يقول وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة إذ ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله وهم أعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها وأئمتهم فقهاء أئمتهم يعني علماء الحديث الذين هم هم أئمة السنة هم الفقهاء الحقيقيون لأن معولهم على السنة لا على الآراء يقول وأئمتهم فقهاء فيها يعني في السنة وأهل معرفة بمعانيها واتباع لها تصديقًا وعملاً وحبًا وموالاةً لمن والاها ومعاداةً لمن عاداها الذين يردون المقالات المجملة الذين يردون المقالات المجملة في مجموع الفتاوى المطبوع يروون وصوابها يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة فيجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- بل يجعلون ما بعث به الرسول صلوات الله وسلامه عليه من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه فتجد العالم المعوِّل على الكتاب والسنة إذا سمع لفظ مجمل يقول لصاحبه ما مرادك بهذا اللفظ فإن وجد فيما لديه من الأدلة ما يؤيده قبله وإلا رده يقول وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك يردونه إلى الله ورسوله ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف فما كان من معانيها موافقًا للكتاب والسنة أثبتوه وما كان منها مخالفا للكتاب والسنة أبطلوه وما يتبعون الظن وما تهوى الأنفس فإن اتباع الظن جهل واتباع هوى النفس بغير هدى من الله ظلم وجماع الشر في الجهل والظلم جماع الشر في الجهل والظلم كما قال -جل وعلا-: ﯬﯭ        الأحزاب: ٧٢  إلى آخر السورة الظلم والجهل جماع الشر جماع الشر يكمن في الظلم مثلاً والظلم يبدأ من ظلم الظلم الأكبر الذي هو الشرك الظلم العظيم كما قال -جل وعلا-:   لقمان: ١٣     الأنعام: ٨٢  هذا المراد به الشرك كما فسره النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم بعد ذلك ما دونه من ظلم الإنسان نفسه بارتكاب المحرمات ارتكاب المحرمات وترك الواجبات مثلاً ظلم الإنسان لغيره من اقتطع شبرًا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أراضين» «من اغتصب» في بعض الروايات «شبرا من أرض طوقه من سبع أراضين» هل للإنسان قدرة أن يتحمل مثل هذا العذاب؟ نسأل الله السلامة والعافية هذا ظلم والشر يكمن في هذا الظلم جنى على نفسه من الشرور بسبب ظلمه لنفسه ظلمه لغيره ظلمه لأولاده ظلمه لزوجته ظلمه لأقاربه ظلمه لجيرانه صور متعددة من الظلم وأيضًا الجهل الجهل كل مخالفة مردها إلى الجهل ولو عرف الإنسان الحكم فهو جاهل إذا ارتكب مخالفة ﭿ          النساء: ١٧  ولو عرف الحكم لكن إذا لم يتب وهو عارف بالحكم فهو جاهل قد يفعل المنكر وهو جاهل بالفعل لا يعرف حكمها قد يعتدي على غيره يظلم غيره سبب ذلك الجهل ولو كان الجهل الإجمالي بمقدار عقوبة الله -جل وعلا- أو فيما جاء عنه في تحريم هذا العمل المقصود أن كما قال الشيخ رحمه الله جماع الشر الجهل والظلم الموضوع يحتاج إلى شيء من البسط والمزيد في التوضيح وذكرنا سابقًا أن الشاطبي ذكر فيه ما يزيد على مائة وخمسين صفحة فهو بحاجة إلى مزيد من البحث والعناية والدرس لكن الوقت ضايقنا فننظر في بعض الأسئلة.

 

نكتفي بهذا من الأسئلة والأسئلة كثيرة جدًا والله أعلم.