الاستفتاح في الصلاة جاء على صيغٍ عنه صلى الله عليه وسلم؛ ففي الصحيحين، من حديث أبي هُرَيرة رضي الله عنه: «اللهم باعِدْ بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا، كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيض من الدَّنَس، اللهم اغسلْ خطاياي بالماء والثلج والبرد» [البخاري (744) واللفظ له، ومسلم (598)]؛ وهذا مِن أصحِّ ما يدعى به في هذا الموضع؛ لأنه في الصحيحين، فهو متَّفَق عليه، وجاء مرفوعًا عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قوله: «سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرُك» [أبو داود (776)، والترمذي (243)، والنسائي (1131)، وابن ماجه (806)]، وهذا الاستفتاحُ ثابتٌ عن عمر رضي الله عنه، موقوفًا عليه [ينظر: صحيح مسلم (1/299)].
وهناك استفتاحاتٌ خاصَّةٌ بقيام الليل، منها: «اللهمَّ ربَّ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السَّموات والأَرْض، عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ، أنْت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اِهدني لِما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» [مسلم (770)].
فالاستفتاحات عنه صلى الله عليه وسلم متنوِّعة، والاختلاف بينها اختلاف تنوُّع، وليس اختلافَ تضادِّ، فينبغي للمسلم أن يَحْفَظَ جميعَ هذه الأنواع، ويراوح بينها؛ فتارةً يأتي بصيغة، وتارةً يأتي بصيغة أخرى؛ ليعملَ بجميع ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.