تخطئة من قسَّم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة

من أهلِ العلمِ من قسَّم البدعة إلى بدعةٍ حسنةٍ، وبدعةٍ سيئةٍ.

ومنهم من قسَّمها على الأحكامِ التكليفيةِ الخمسةِ: الواجبِ، والمندوبِ، والمباحِ، والمكروهِ، والمحظورِ، فقالوا تبعًا لذلك: هناك بدع واجبةٌ، وبدع مستحبةٌ، وبدع مباحةٌ، وبدع مكروهةٌ، وبدع محرمةٌ.

لكن هل نستطيع أن نقول: إن هناك بدعًا واجبةً، أو مستحبَّةً، أو مباحةً، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النَّار» [مسلم (867)، والنسائي (1578) واللفظ له]؟

الجواب: لا نستطيع؛ فهذا جمع للنَّقيضين.

وقد ردَّ الشاطبيُّ في «الاعتصام» هذا التَّقسيم وأبطله، وقوَّض دعائمه، وذكر أنه أمرٌ مخترعٌ مبتدَعٌ [الاعتصام 1/191، 192].