لغتان في حديث: «إذا لم تستحي»

في صحيح البخاري في الأصل الترجمة: "باب إذا لم تستح فاصنع ما شئت" بدون ياء وفي الحديث الذي ذكره تحت هذه الترجمة ((إذا لم تستحي)) بالياء، لماذا؟ لأن هذا الفعل يختلف عند قريش عن تميم، فهو عند قريش بياءين، كما في الآية: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي} [(26) سورة البقرة] بياءين، وعند تميم بياء واحدة {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِ} وعلى هذا إذا دخل عليه الجازم فعلى لغة تميم تكون كسرة "إذا لم تستحِ" بدون ياء، وعلى لغة قريش يكون بياء واحدة، وتكون الياء الثانية هي التي حذفت للجازم.

ولذلك قد يقول قائل وهو يقرأ في الصحيح: لماذا الترجمة حذفت الياء وفي الحديث أثبتت الياء؟ البخاري -رحمه الله- حينما ترجم استعمل لغة تميم، وفي الحديث استعمل لغة قريش؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- منهم.

على كل حال: ((إذا لم تستحي)) الرواية جاءت بالياء على لغة قريش، فالصواب أن تثبت الياء، كون ترجمة البخاري على لغة تميم هذا لا يضر؛ لأنه يوردها من كلامه -رحمه الله-.