تعليق على تفسير سورة آل عمران (34)

طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الإمام ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 159 - 164].

يقول تعالى مخاطبًا رسوله، ممتنًّا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته، المتبعين لأمره، التاركين لزجره، وأطاب لهم لفظه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] أي: أيُّ شيء جعلك لهم لينًا لولا رحمة الله بك وبهم. وقال قتادة: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] يقول: فبرحمة من الله لنت لهم. و"ما" صلة، والعرب تصلها بالمعرفة كقوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} [النساء: 155]، وبالنكرة كقوله: {عَمَّا قَلِيلٍ} [المؤمنون: 40]، وهكذا هاهنا قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: 159] أي: برحمة من الله".

التعبير بالصلة هذا من باب التأدُّب مع القرآن؛ لأن القرآن مصون من الزيادة والنقصان، وإلا فالعلماء في العربية يقولون: زائدة؛ لأنك لو حذفتها ما تأثَّر الأسلوب، ولذلك التقدير بعد حذفها {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] فبرحمة، {فَبِمَا نَقْضِهِمْ} [النساء: 155] فبنقضهم، وهكذا. فالقرآن مصون من الزيادة والنقصان، وليس معنى الزيادة هنا الزيادة التي لا فائدة لها من كل وجه، أنت لو حذفتها استقام الكلام، لكن لا تكون قوته مثل قوته بوجوده، فلها معنى تأكيدي قد يستغنى عن هذا المعنى، ويستقيم الكلام بدونه، لكن يبقى أنه يعطي الكلام قوة، وتعبيرهم بأنها زائدة، بعض التفاسير يقول: زائدة ما يتحاشى اتباعًا لكلام النحاة، ونظرًا لأثرها الظاهر لو حذفت، {فَبِمَا رَحْمَةٍ} [آل عمران: 159] فبرحمة؛ لأنَّه رأيه أنّه لا يتأثر الكلام، مع أنَّه من حيث القوة لا شك أنَّه يتأثر، فصلة لتأكيد الكلام وتقويته، وهذه فائدتها، وحينئذٍ يكون الكلام كلام الله -جل وعلا- مصونًا من الزيادة التي لا فائدة لها ألبتة.

طالب: "وقال الحسن البصري: هذا خُلق محمد -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله به. وهذه الآية الكريمة شبيهة بقوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]. وقال الإمام أحمد: حدثنا حيوة، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثني أبو راشد الحبراني، قال: أخد بيدي أبو أمامة الباهلي وقال: أخذ بيدي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أبا أمامة، إن من المؤمنين من يَلين لي قلبه». تفرَّد به أحمد".

الحديث فيه بقية بن الوليد، وقد صرَّح بالتحديث هنا، ولذا صحَّحه بعضهم، ومعناه فيه شيء مما يُستنكَر من أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- يعامل بعض الصحابة بمعاملة تختلف عن غيره. على كل حال الحديث في المسند والإسناد المذكور فيه قوة، وأعلّ.. يقول: وأعلَّ الألباني هذا اللفظ لضعف أحمد بن الفرج، لفظ آخر يعني ما هو بالذي معنا، ومتابَع عليه كما رأيت، وأخرجه ابن عساكر أيضًا. التخريج الذي عندكم ماذا يقول؟

طالب: يقول: أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وسنده حسن، وبقيَّة هو ابن الوليد صرَّح بالسماع، وقال الهيثميّ: رجاله رجال الصحيح.

نعم، قد يكون الظاهر من الإسناد الصحة، وفيه علة، قد يكون الإسناد مثل الشمس، وفيه علة لا يطلع عليها إلا الأئمة، وهذه العلة تُعرَف بطرق عند أهل العلم تُعرف بالخلاف والتفرّد وبقرائن تُضمّ يهتدي جهبذها، ما يعرفها إلا الكبار.

على كل حال العلل حديثيّة موجودة عند أهل العلم، ولا يعرفها إلا الأفذاذ من الأئمة، وبعض الرواة يكون قد خرج له الأئمة كلهم ويخطئ في حديث يعبَّر عنه عند أهل العلم بطريقة لا يفهمها آحاد المتعلمين. قال الشافعي في شخص خرج له السبعة: وهذا الحديث سلك فيه فلان طريق المجرة! يمدحه أو يذمّه الآن؟

طالب: .......

ماذا يدريك؟

طالب: .......

ما معنى إذا سلك الجادة؟ يذم؟

طالب: ....... سلك المجرة.

نعم، طريق الجادة.

طالب: يذمه يا شيخ.

ماذا؟

طالب: يذمه يعني تعود على هذا ومشى عليه.

يعني إذا قال شخص روى حديثًا قال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر، ورواه ثقة آخر فقال: حدثنا مالك عن نافع عن ابن عباس، أيهما أرجح؟

طالب: ابن عباس.

لماذا؟

طالب: خلاف الجادة.

خلاف الجادة؛ لأنَّ الجادّة يجري عليها اللسان وأنت لا تشعر، فيخشى من هذا الحديث لا سيما وأن اللفظ: «يلين قلبي لبعض المؤمنين».

طالب: ....... «يلين لي قلبه».

نعم.

طالب: ....... قلب النبي الذي يلين له؛ لأنّك علّقت -أحسن الله إليك- قلت معناه فيه ما يستنكر أنّه -عليه الصلاة والسلام- يعامل بعض الصحابة بمعاملة عن غيرهم.

ماذا يقول؟

طالب: هذا كلامك أحسن الله إليك ....... قلت معناه فيه ما يستنكر أنّه -عليه الصلاة والسلام- يعامل بعض الصحابة بمعاملة عن غيرهم.

«إن من المؤمنين من يلين لي قلبه»، وبعض المؤمنين يقسو قلبه على النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ هذه نكارة أخرى.

طالب: قد لا يُفهم، يعني يكون مفهوم بالمنطوق هذا، لكن «من يلين لي قلبه» قد أحسن الله إليك يكون سريع الامتثال للنبي -عليه الصلاة والسلام- كأبي بكر -رضي الله عنه-.

....... «يا أبا أمامة إن من المؤمنين من يلين لي قلبه».

طالب: ....... اللفظ «من يلين له قلبي».

«له قلبي» لا، هذه مسألة ثانية، لكن حتى بهذا التعبير .......

طالب: ما يدل فعل بعض الصحابة- أحسن الله إليك- في صلح الحديبية، أبو بكر كان من أسرع الممتثلين للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

هذا يحتاج إلى تنبيه، وهذا معروف بما عُرف من حال الصحابة وتفاوتهم في الإيمان، هذا معروف، أبو بكر ما هو مثل غيره، والأعراب ليسوا مثل الصحابة الذين وقر الإيمان في قلوبهم، لكن المسألة فيها شيء.

طالب: "ثم قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] والفظ: الغليظ، والمراد به هاهنا غليظ الكلام؛ لقوله بعد ذلك: {غَلِيظَ الْقَلْبِ} [آل عمران: 159] أي: لو كنت سيئ الكلام قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك".

قال: سيئ الخُلق، أي لو كنت سيئ الخلق قاسي القلب عليهم...

طالب: عندي .......

لانفضوا عنك وتركوك، والكلام من الخُلق.

طالب: "أي لو كنت سيئ الخلق قاسي القلب عليهم لانفضوا عنك وتركوك".

وكذلك قسوة القلب من سوء الخلق.

طالب: "ولكن الله جمعهم عليك، وألان جانبك لهم تأليفًا لقلوبهم، كما قال عبد الله بن عمرو أنه رأى صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكتب المتقدمة: إنه ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح".

عليه الصلاة والسلام.

طالب: "وروى أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، قال: أنبأنا بشر بن عبيد الدارمي، قال: حدثنا عمار بن عبد الرحمن، عن المسعودي، عن ابن أبي مُليكة، عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله أمرني بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض» حديث غريب".

هذا لا شك أنه حديث ضعيف، ضعْفه ظاهر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- عُرف عنه المداراة بخلاف المداهنة، لما طُرق الباب قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «بئس أخو العشيرة»، فلما دخل ألان له الكلام، فقالت عائشة: قلت ما قلت وتقول حينئذٍ ما تقول؟! قال: «إن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره»، هذه مداراة، لكن المداهنة {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9] لا تجوز بحال، فمعاملة الناس بما يجلب قلوبهم، ويميلهم إليك؛ ليقبلوا كلامك، هذا مطلوب ولو كان عليهم ما عليهم.

طالب: "ولهذا قال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وكذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

ولذلك، ولذلك.

طالب: وكذلك عندنا.

عندي: ولذلك كان.

طالب: "ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث، تطييبًا لقلوبهم؛ ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه كما شاورهم يوم بدر في الذهاب إلى العير فقالوا: يا رسول الله، لو استعرضت بنا عرض البحر لقطعناه معك، ولو سرت بنا إلى بِرك الغماد لسِرنا معك، ولا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن نقول: اذهب، فنحن معك وبين يديك وعن يمينك وعن شمالك مقاتلون. وشاورهم أيضًا أين يكون المنزل؟ حتى أشار المنذر بن عمرو المُعَنَّق ليموت، بالتقدم إلى أمام القوم".

ماذا؟

طالب: المُعَنَّق، أو المُعْنَق، حتى أشار المنذر بن عمرو.

طالب: .......

طالب: ليس بالحباب اللي أشار حفظك الله.

وشاورهم أيضًا أين يكون المنزل، المنذر بن عمرو، كأنها المُعْنِق الذي يسير العَنَق، المسرع، مسرع إلى الموت بالتقدم أمام القوم، يقول: أَعْنَق إلى كذا قد قال فيه رسول الله لما بلغه ....... أَعْنَق لِيَمُوت، أي إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه، فيكون المُعْنِق.

طالب: المُعْنِق لِيَموت؟

نعم، المُعْنِق الذي سار العَنَق، والعَنَق السَّير بقوة.

طالب: أليس الذي أشار الحباب بن المنذر؟

ماذا؟

طالب: في السيرة ما قالوا إن الذي أشار إليه الحباب بن المنذر؟

طالب: العَنَق جاء في صفة .......

نعم، سير العَنَق، حتى أشار إليه المنذر بن عمرو المُعْنِق ليموت بالتقدم أمام القوم.

طالب: "حتى أشار المنذر بن عمرو المُعْنِق ليموت بالتقدم إلى أمام القوم، وشاورهم في أحد في أن يقعد في المدينة أو يخرج إلى العدو، فأشار جمهورهم بالخروج إليهم، فخرج إليهم. وشاورهم يوم الخندق في مصالحة الأحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذٍ، فأبى عليه ذلك السعدان: سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فترك ذلك. وشاورهم يوم الحديبية في أن يميل على ذراري المشركين، فقال له الصديق: إنا لم نجئ لقتال أحد، وإنما جئنا معتمرين، فأجابه إلى ما قال. وقال -صلى الله عليه وسلم- في قصة الإفك: «أشيروا علي معشر المسلمين في قوم أبَّنُوا أهلي ورموهم، والله ما علمت عليه إلا خيرًا». واستشار عليًّا وأسامة في فراق عائشة -رضي الله عنها-. فكان -صلى الله عليه وسلم- يشاورهم في الحروب ونحوها. وقد اختلف الفقهاء: هل كان ذلك واجبًا عليه أو من باب الندب تطييبًا لقلوبهم؟ على قولين. وقد قال الحاكم في مستدركه: أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف بمصر، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] قال: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-. ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

عندك في الأول: وقد قال الحاكم في مستدركه؟

طالب: أنبأنا أبو جعفر.

عندك؟

طالب: نعم.

قد قال الحاكم في مستدركه؟

طالب: نعم نعم.

نعم.

طالب: "أنبأنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا يحيى بن أيوب العلاف بمصر، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] قال: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما-. ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وكذا رواه الكلبي، عن أبي صالح".

وقالوا في السير: إن أبا بكر وعمر مستشاراه في الأمور العامة، وعلي وزيد مستشاراه في الأمور الخاصة.

طالب: "وكذا رواه الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: نزلت في أبي بكر وعمر، وكانا حواريي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووزيريه وأبوي المسلمين. وقد روى الإمام أحمد: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غُنْم".

غَنْم غَنْم.

طالب: "عن عبد الرحمن بن غَنْم، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر وعمر: «لو اجتمعنا في مشورة ما خالفتكما»".

اجتمعتما، لو اجتمعتما.

طالب: "«لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما». وروى ابن مردويه، عن علي بن أبي طالب قال: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العَزْم؟ قال: «مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم». وقد قال ابن ماجه: قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المستشار مؤتمَن». ورواه أبو داود والترمذي، وحسنه النسائي، من حديث عبد الملك بن عمير بأبسط منه. ثم قال ابن ماجه".

عندك يحيى بن بكير؟

طالب: نعم.

نعم؟

طالب: نعم، عن شيبان.

طالب: ....... عبد الله بن أبي بكير.

نعم؛ لأن عندي: يحيى بن أبي بكير.

طالب: يحيى بن أبي بكير المخزومي، لكنه متقدّم.

ستة، في خاء: يحيى بن بكير، والأزهري: يحيى بن أبي بكير.

طالب: ....... يحيى بن بكير هو عبد الله بن بكير، طبقته متأخِّرة، لكن المخزومي الكرماني متقدم ....... يحيى بن أبي بكير ....... شيخ البخاري.

ماذا؟

طالب: يحيى بن بكير شيخ البخاري.

نعم، معروف.

طالب: طبقته متأخرة، لكن يحيى بن أبي بكير متقدم عليهم.

نعم.

طالب: "ثم قال ابن ماجه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أسود بن عامر، عن شَريك، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «المستشار مؤتمَن». تفرد به. وقال أيضًا: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وعلي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه». تفرد به أيضًا".

وهذا مضعَّف.

طالب: أخوه، إذا استشار أحدكم أخوه.

ماذا؟

تقدم المفعول أو تأخر، هذا عندنا: أخاه.

طالب: نعم، كيف يشير عليه؟ يستشيره ويشير عليه.

«فليشر عليه».

طالب: إذا استشار أحدكم أخوه.

لا، إذا استشار أحدكم أخاه، هو تقدم المفعول أو تأخر، أحدهما المستشير، وأحدهما الثاني المستشار.

طالب: «فليشر» الكلام «فليشر».

طالب: الثابت في الحديث النصب «إذا استشار أحدكم أخاه».

نعم، معروف.

طالب: فليأخذ ....... «فليشر عليه».

طالب: ما فيه إشكال في التقديم والتأخير، لكن النصّ الوارد «أخاه»، «إذا استشار أحدكم أخاه».

طالب: «فليشر عليه» .......

طالب: «فليشر عليه» كيف يستشيره ويشير عليه؟ ما يمكن.

طالب: ....... يشير على الثاني، استشار طلب .......

طالب: أخوه يشير، يشير أخوه، ليس أخاه.

على كل حال المعنى واضح على الاحتمالين، فيه مستشار ومستشير، والمستشار يجب أن ينصح لأخيه فيشير عليه بما يراه هو الصواب، والحديث ضعيف، ويقول: فيه علتان؛ الأولى عنعنة أبي الزبير وهو مدلس، والثاني: ابن أبي ليلى، عن ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه، وهو مضعَّف بسوء الحفظ، الفقيه الذي يدور اسمه كثيرًا في كتب الفقه، قال بهذا فلان وفلان وابن أبي ليلى، هو محمد بن عبد الرحمن، وأبوه عبد الرحمن محدّث، ومن رجال الصحيح، لكنه ليس بفقيه.

طالب: فقهاء الأحناف؟

ماذا؟

طالب: من الأحناف؟

ما هو؟

طالب: من فقهاء الأحناف؟

لا لا، مستقل.

طالب: ابن أبي ليلى؟

ابن أبي ليلى مستقل، مثل ابن شبرمة وابن ثور.

طالب: عنعنة أبي الزبير عن جابر في الصحيح تحمل على الاتصال؟

نعم، ليست في الصحيح.

طالب: لا أقصد خارج الصحيح.

هنا خارج الصحيح.

طالب: ما تحمل على الاتصال؟

لا لا.

طالب: "وقوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159] أي: إذا شاورتهم في الأمر وعزمت عليه فتوكل على الله فيه".

يعني إذا ترجَّح لديك ما كنت مترددًا فيه بعد المشاورة فتوكَّل على الله وامضِ؛ لأنَّه تعزّز الرأي بعد أنْ كان الرأيُ واحدًا صار رأي مجموعة.

طالب: "فتوكل على الله فيه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، وقوله تعالى".

من القراءات في الآية: {فَإِذَا عَزَمْتُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [آل عمران: 159] هذه ذكرها شيخ الإسلام، وجعلها من أدلَّة إثبات صفة العزم لله -جل وعلا-، صفة العزم لله -جلّ وعلا- هل تُثبت لهذه القراءة، ولقول أمّ سلمة: فعزم الله لي فقلتها كلمة، في كتاب الجنائز من صحيح مسلم، ولقول الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه: فإذا عُزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا. جاءت صفة العزم في هذه النصوص من هذه القراءة، وشيخ الإسلام اعتمد عليها، وكلام أمّ سلمة وهو وإنْ كان موقوفًا إلا أنّه ممّا لا يقال بالرأي فله حكم الرفع، فذكر شيخ الإسلام: واختلف السلف في صفة العزم: الأول: أنّها لا تُثبت لله -جل وعلا-؛ لأنه ليس فيها نصٌّ ملزم، يعني قراءة صحيحة من كتاب الله أو حديث مرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، والثاني: وهو الأصحّ، أنها تُثبَت لله -جل وعلا-، هذا كلام شيخ الإسلام في الفتاوى. فاعتمد على هذه الآية على هذه القراءة، ولا أدري ما قيمتها الإسنادية بالنسبة لعلم القراءات.

طالب: "وقوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]، وهذا كما تقدّم من قوله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126]. ثم أمرهم بالتوكّل عليه فقال: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160]. وقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161]، قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وغير واحد: ما ينبغي لنبي أن يخون. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، قال: حدثنا المسيب بن واضح، قال: حدّثنا".

لأن الأنبياء معصومون من الخيانة، نسأل الله العافية، وقد يقول قائل: هذا من الوضوح بحيث لا يُحتاج إلى أن ينبِّه عليه، ففُقد شيء من الغنيمة إما قطيفة حمراء أو كذا فقال بعضهم: لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذها، فنزلت الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161]، وهذا غلول، الأخذ من الغنيمة قبل قسمها غلول، وهو معصوم من مثل هذا؛ لأن الغلول من كبائر الذنوب.

طالب: ....... شطر ماله عزمة من عزمات ربنا .......

لكن ما هي من نصوص الصفات.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ....... الرخصة.

نعم، ليست من نصوص الصفات التي يوصف بها الله، وعلى كلِّ حال إثبات شيخ الإسلام لهذه ....... والثاني وهو الأصحّ، يعني لو نوزع في هذا فما فيه إشكال.

طالب: "قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان عن خُصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: فقدوا قطيفةً يوم بدر، فقالوا: لعلّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذها. فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] أي: يخون. وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا خُصيف، قال: حدثنا مِقسم، قال: حدثني ابن عباس أن هذه الآية: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] نزلت في قطيفة حمراء فُقدت يوم بدر، فقال بعض الناس: لعل رسول الله أخذها، فأكثروا في ذلك، فأنزل الله: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]. وكذا رواه أبو داود والترمذي جميعًا، عن قتيبة، عن عبد الواحد بن زياد، به. وقال الترمذي: حسن غريب. ورواه بعضهم عن خُصيف، عن مِقسم -يعني مرسلًا. وروى ابن مردويه من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: اتهم المنافقون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء فُقد، فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161]. وروي من غير وجه عن ابن عباس نحو ما تقدم. وهذا تبرئة له -صلوات الله وسلامه عليه".

وهذا تنزيه وتبرئة له -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: "وهذا تنزيه وتبرئة له -صلوات الله وسلامه عليه- من جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وقَسْم الغنيمة وغير ذلك. وقال العوفي عن ابن عباس: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] أي: بأن يَقسم لبعض السرايا ويترك بعضًا، وكذا قال الضحاك. وقال محمد بن إسحاق: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] بأن يترك بعض ما أُنزل إليه فلا يُبلغه أمته".

يعني غلول في الوحي لا في الأموال.

طالب: "وقرأ الحسن البصري وطاوس، ومجاهد، والضحاك: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ} [آل عمران: 161] بضم الياء أي: يُخان. وقال قتادة والربيع بن أنس: نزلت هذه الآية يوم بدر، وقد غل بعض أصحابه. رواه ابن جرير عنهما، ثم حكى عن بعضهم أنه فسر هذه القراءة بمعنى يُتهم بالخيانة. ثم قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران: 161] وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد. وقد وردت السنة بالنهي عن ذلك أيضًا في أحاديث متعددة. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الملك".

وجاء في السنة ما يدلّ على تحريق رحل الغالّ، وإن كان فيه كلام، لكن عمل به كثير من أهل العلم، منهم الحنابلة وغيرهم.

طالب: "قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الملك، قال: حدثنا زهير -يعني ابن محمد-عن عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي مالك الأشجعي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض: تجدون الرجلين جارين في الأرض -أو في الدار- فيقطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعًا، فإذا اقتطعه طُوِّقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة». وفي الصحيحين عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".

الحديث في سنده عبد الله بن محمد بن عَقيل، وهو في حفظه شيء، ولكن حديثه من قبيل الحسن، وله شواهد في الصحيح: «من اقتطع شبرًا من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين» في الصحيح.

طالب: "وفي الصحيحين عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ظلم قيد شبر من الأرض طَوَّقه الله يوم القيامة من سبع أرضين». حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن ابن هريرة والحارث بن يزيد".

لَهِيعة لَهِيعة، أين حديث الصحيحين؟

طالب: قال رسول الله، في الصحيحين سعيد بن زيد.

طالب: .......

موجود.

طالب: .......

ما هو عندنا.

طالب: نعم.

المفترض أن يكون المعول عليه.

طالب: لعل أخره أو .......

يمكن تأخر أو تقدم.

طالب: فيه أحاديث كثيرة لعلّ أخرها.

نعم.

طالب: "قال الإمام أحمد: حدثنا موسى بن داود، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن ابن هريرة والحارث بن يزيد".

هبيرة، عن ابن؟

طالب: "عن ابن هبيرة".

نعم.

طالب: "والحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، قال: سمعت المستورد بن شداد يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من ولي لنا عملًا وليس له منزل فليتخذ منزلًا، أو ليست له زوجة فليتزوج، أو ليس له خادم فليتخذ خادمًا، أو ليست له دابة فليتخذ دابةً، ومن أصاب شيئًا سوى ذلك فهو غال». هكذا رواه الإمام أحمد، وقد رواه أبو داود بسند آخر وسياق آخر فقال: حدثنا موسى بن مروان الرِّقِّي".

الرَّقي الرَّقي من الرَّقة.

طالب: "الرَّقي، قال: حدثنا المعافى، قال: حدثنا الأوزاعي".

المعافى ابن؟

ابن عمران، المعافى بن عمران الذي يقولون له الياقوتة، ياقوتة العلماء، وهناك معافى آخر متأخّر له كتاب اسمه الجليس الصالح طُبع أكثر من مرة، طُبع في ثلاثة مجلدات، وطبع في أربعة بالهند، وفيه آثار وأخبار وعلوم كثيرة، خرَّج عن الحسن البصري في هذا الكتاب قال: عن الحسن البصري بسند صحيح، قال: استنجى قوم بالخبز، فلما لبثوا إلا يسيرًا حتى أكلوا العذرة! شأن الله عظيم، الله يتوب علينا.

طالب: "حدثنا المعافى، قال: حدثنا الأوزاعي، عن الحارث بن يزيد، عن جبير بن نفير، عن المستورد بن شداد، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من كان لنا عاملًا فليكتسب زوجةً، فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادمًا، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنًا». قال: قال أبو بكر: أُخبرت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق». قال شيخنا الحافظ المزي -رحمه الله-: رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان، فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بدل جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب".

فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب.

طالب: بدل جبير عندنا.

لا، ما فيه بدل، فقال: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وهو أشبه بالصواب.

طالب: ....... عبد الرحمن بن جبير لم يسمع المستورد بن شداد.

عن عبد الرحمن بن جبير يقول: سمعت المستورد.

طالب: ابن جبير بن نفير لم يسمع من المستورد بن شداد ....... عبد الرحمن سمع.

نعم، يقول: سمعت ....... عبد الرحمن بن جبير قال: سمعت المستورد بن شداد.

طالب: نعم، فيكون عبد الرحمن بدلًا من جبير.

نعم، هو جبير بن نفير هذا ولد عبد الرحمن بن جبير بن نفير.

طالب: "حديث آخر: قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا حفص بن بشر، قال: حدثنا يعقوب القُمِّي، قال: حدثنا حفص بن حُميد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله- صلى لله عليه وسلم-: «لا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يوم القيامة يحمل شاةً لها ثُغاء، فينادي: يا محمد، يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد بلَّغتك. ولا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يوم القيامة يحمل جملًا له رُغاء، فيقول: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد بلَّغتك. ولا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسًا له حَمْحَمة، ينادي: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد بلَّغتك. ولا أعرفنَّ أحدَكم يأتي يوم القيامة يحمل قَشعًا من أَدَم، ينادي: يا محمد، يا محمد»".

قَشعًا؟

طالب: قَشعًا عندنا.

قَشعًا ....... قربة بالية.

طالب: "«ينادي: يا محمد، يا محمد. فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد بلَّغتك». لم يروه أحد من أهل الكتب الستة. حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان، عن الزهري، سمع عروة يقول: حدثنا أبو حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا من الأزد يقال له: ابن اللُّتْبِيَّة على الصدقة، فجاء فقال: هذا لكم وهذا أُهدي إلي. فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فقال: «ما بال العامل نبعثه فيجيء فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي إلي. أفلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيُهدى إليه أم لا؟ والذي نفس محمد بيده لا يأتي أحد منكم منها بشيء إلا جاء به يوم القيامة على رقبته إن كان بعيرًا له رُغاء، أو بقرةً لها خُوار، أو شاةً تَيْعَر» ثم رفع يديه حتى رأينا عَفْرة إبطيه".

البياض، بياض إبطيه.

طالب: "ثم قال: «اللهم هل بلغت» ثلاثًا. وزاد هشام بن عروة: فقال أبو حميد: بصرتُه بعيني، وسمعته بأذني، واسألوا زيد بن ثابت. أخرجاه من حديث سفيان بن عيينة وعند البخاري: واسألوا زيد بن ثابت. ومن غير وجه عن الزهري، ومن طريقٍ عن هشام بن عروة".

ومن طرق، ومن طرق.

طالب: طرق؟

ومن طرق عن هشام بن عروة.

طالب: "ومن طرق عن هشام بن عروة، كلاهما عن عروة، به. حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حُميد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «هدايا العمال غلول». وهذا الحديث من أفراد أحمد وهو ضعيف الإسناد، وكأنه مختصر من الذي قبله، والله أعلم. حديث آخر: قال أبو عيسى الترمذي في كتاب الأحكام: حدثنا أبو كريب".

يعني من سننه، في كتاب الأحكام من سننه.

طالب: "حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن داود بن يزيد الأودي، عن المغيرة بن شِبل، عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ بن جبل قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، فلما سِرت أرسَلَ في أثري فرُدِدت، فقال: «أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبنَّ شيئًا بغير إذني فإنه غلول، {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161] لهذا دعوتك، فامضِ لعملك». هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي الباب عن عدي بن عميرة".

والغالب أن الترمذي -رحمه الله- وهو متساهل في التصحيح والتحسين، لكن إذا اقتصر على التحسين أحيانًا يكون له وجه، لكن إذا أضاف إليه الغرابة فالجادة تدل على أنه ضعيف.

طالب: "وفي الباب عن عدي بن عميرة، وبريدة، والمستورد بن شداد، وأبي حميد، وابن عمر. حديث آخر".

قف عليه، قف عليه، طويل الكلام.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك محمد.