التعليق على شرح حديث (ما ذئبان جائعان) لابن رجب (08)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.
قال الإمام الحافظ ابن رجب -رحمه الله تعالى-:
وقد تبين بما ذكرنا أن حب المال والرياسة والحرص عليهما يفسد دين المرء حتى لا يبقى منه إلا ما شاء الله كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصل محبة المال والشرف من حب الدنيا وأصل حب الدنيا اتباع الهوى.
قال وهب بن منبه -رحمه الله تعالى-: من اتباع الهوى الرغبة في الدنيا ومن الرغبة فيها حب المال والشرف ومن حب المال والشرف استحلال المحارم، وهذا كلام حسن فإنه إنما عتب على صاحب المال والشرف الرغبة في الدنيا وإنما تحصل الرغبة في الدنيا من اتباع الهوى لأن الهوى داع إلى الرغبة في الدنيا وحب المال والشرف فيها والتقوى تمنع من اتباع الهوى وتردع عن حب الدنيا، قال الله تعالى: {فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [سورة النازعات:37-41].
وقد وصف الله تعالى أهل النار بالمال والسلطان في مواضع من كتابه فقال تعالى {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ} [سورة الحاقة:25-29] واعلم أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها ومن هنا نشأ الكبر والحسد ولكن العاقل ينافس في العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه وجواره ويرغب عن العلو الفاني الزائل الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وسفوله وبعده عن الله وطرده عنه فهذا العلو الفاني الذي يُذَم وهو العتو والتكبر في الأرض بغير الحق وأما العلو الأول والحرص عليه فهو محمود قال الله تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [سورة المطففين:26] وقال الحسن -رحمه الله-: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة وقال وهب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك.."
وهيب وهيب..
أحسن الله إليك.
"وقال وهيب بن الورد إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل.
وقال محمد بن يوسف الأصبهاني العابد لو أن رجلاً سمع برجل أو عرف رجلاً أطوع لله منه فانصدع قلبه لم يكن ذلك بعجب، وقال رجل لمالك بن دينار رأيت في المنام مناديًا ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحدًا ارتحل إلا محمد إلا محمد بن واسع فصاح مالك وغشي عليه ففي درجات الآخرة الباقية يشرع التنافس وطلب العلو في منازلها والحرص على ذلك بالسعي في أسبابه وألا يقنع الإنسان منها بالدون مع قدرته على العلو وأما العلو الفاني المنقطع الذي يعقب صاحبه غدًا حسرة وندامة وذلة وذلة وهوانًا وصغارًا فهو الذي يشرع الزهد فيه والإعراض عنه وللزهد فيه أسباب عديدة فمنها نظر العبد إلى سوء عاقبة الشرف في الدنيا بالولاية والإمارة لمن لا يؤدي حقها في الآخرة، ومنها نظر العبد إلى عقوبة الظالمين والمكذبين ومن ينازع الله رداء الكبرياء.."
لحظة لحظة.. ومنها..
"ومنها نظر العبد إلى عقوبة الظالمين والمكذبين ومن ينازع الله رداء الكبرياء."
لأن عندنا فينظر العبد، فينظر العبد إلى عقوبة الظالمين والمكذبين فيكون فرع مما قبله ليس بمستقل.
"وفي السنن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «يُحشَر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بُوْلُس..»."
بُوْلَس أو بَوْلَس بفتح الباء وضمها.
أحسن الله إليك.
"«يقال له بَوْلَس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال» وخرجه الترمذي وغيره من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية لغيره من وجه آخر في هذا الحديث «يطؤهم الناس بأقدامهم» وفي رواية أخرى من وجه آخر «يطؤهم الجن والإنس والدواب بأرجلهم حتى يقضي الله بين عباده».
واستأذن رجل عمر رضي الله عنه في القصص على الناس فقال له إني أخاف أن تقص عليهم فترتفع عليهم في نفسك حتى يضعك الله تحت أرجلهم يوم القيامة ومنها نظر العبد إلى ثواب المتواضعين لله في الدنيا بالرفعة في الآخرة فإنه من تواضع لله رفعه ومنها وليس هو في قدرة العبد ولكنه من فضل الله ورحمته ما يعوض الله عباده العارفين به الزاهدين فيما يفنى من المال والشرف مما يعجله الله لهم في الدنيا من شرف التقوى وهيبة الخلْق لهم في الظاهر ومن حلاوة المعرفة والإيمان والطاعة في الباطن وهي الحياة الطيبة التي وعدها الله لمن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن وهذه الحياة الطيبة لم يذقها الملوك في الدنيا ولا أهل الرئاسات والحرص على الشرف كما قال إبراهيم بن أدهم لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف ومن رزقه الله ذلك اشتغل به عن طلب الشرف الزائل والرئاسة الفانية قال الله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [سورة الأعراف:26] وقال سبحانه {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [سورة فاطر:10].
وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل أنا العزيز فمن أراد العز فليطع العزيز ومن أراد عز الدنيا والآخرة وشرفهما فعليه بالتقوى وكان حجاج بن أرطاة يقول قتلني حب الشرف فقال له سوَّار لو اتقيت الله شرفت وفي هذا المعنى يقول القائل شعرًا:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم |
| وحبك للدنيا هو الذل والسقم |
وليس على عبد تقي نقيصةً |
| إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم |
نقيصةٌ.
وليس على عبد تقي نقيصةٌ |
| إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم |
وقال صالح الباجي الطاعة إمرة والمطيع لله أمير مؤمِّر.."
مؤمَّر.
أحسن الله إليك.
"الطاعة إمرة والمطيع لله أمير مؤمَّر على الأمراء ألا ترى هيبة في صدورهم؟ إن قالوا قُبلوا.."
إن قال إن قال، المطيع إن قال..
"إن قال قَبلوا وإن أمر أطاعوا ثم يقول بحق.."
يحق يحق لمن أحسن خدمتك..
"ثم يقول يحق لمن أحسن خدمتك ومننت عليه بمحبتك أن تذلل له الجبابرة حتى يهابوه لهيبته في صدورهم لهيبته في صدورهم من هيبتك في قلبه وكل الخير من عندك من عندك بأوليائك.
وقال بعض السلف الصالح من أسعد بالطاعة من مطيع ألا وكل الخير في الطاعة ألا وإن المطيع لله ملك في الدنيا والآخرة وقال ذو النون من أكرم وأعز ممن انقطع إلى مَن مَلَك الأشياء بيده.."
مَن مُلْك مَن مُلْك الأشياء بيده من مُلْك الأشياء بيده.
"من أكرم وأعز ممن انقطع إلى مَن.."
أحسن الله إليك.
مُلْك الأشياء بيده.
أحسن الله إليك.
"إلى مَن مُلْك الأشياء بيده دخل محمد بن سليمان أمير البصرة على حماد بن سلمة وقعد بين يديه يسأل فقال له يا أبا سلمة ما لي كلما نظرت إليك ارتعدت فرَقا منك؟ قال لأن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله خافه كل شيء وإن أراد أن يكثر به الكنوز خاف من كل شيء ومن هذا قول بعضهم على قدر هيبتك لله يخافك الخلق وعلى قدر محبتك لله يحبك الخلق وعلى قدر اشتغالك بالله تشتغل الخلق بأشغالك وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا يمشي ووراءه قوم من كبار المهاجرين فالتفت فرآهم فخروا على ركبهم هيبة له فبكى عمر فقال اللهم إنك تعلم أني أخوف لك منهم فاغفر لي وكان العمري الزاهد قد خرج إلى الكوفة إلى الرشيد ليعظه وينهاه فوقع الرعب في عسكر الرشيد لما سمعوا بنزوله حتى لو نزل بهم عدو مائة ألف مائة ألف نفس لما زادوا على ذلك وكان الحسن لا يستطيع أحد أن يسأله هيبة له وكان خواص أصحابه يجتمعون ويطلب بعضهم من بعض أن يسألوه عن المسألة فإذا حضروا مجلسه لم يجسروا على سؤاله حتى ربما مكثوا على ذلك سنة كاملة هيبة له وكذلك كان مالك بن أنس يهاب أن يُسأل حتى قال فيه القائل شعرا:
يدع الجواب ولا يراجَع هيبة |
| والسائلون نواكس الأذقان |
نور الوقار وعز سلطان التقى |
| فهو المهيب وليس ذا سلطان |
وليس ذا السلطان ذا السلطان.
ذا السلطان؟
يعني صاحب السلطان.
أحسن الله إليك.
نور الوقار وعز سلطان التقى |
| فهو المهيب وليس ذا السلطان |
وكان يزيد بن العقيلي يقول من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله عليه بوجهه وأقبل بقلوب العباد عليه ومن عمل لغير الله صرف الله وجهه عنه وصرف قلوب العباد عنه وقال محمد بن واسع إذا أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين.
وقال أبو يزيد البسطامي -رحمه الله- طلقتُ الدنيا ثلاثًا بتاتًا.."
بتًّا.
أحسن الله إليك.
"طلقت الدنيا ثلاثا بتًّا لا رجعة لي فيها وصرت إلى ربي وحدي وناديته بالاستعانة إلهي أدعوك دعاء من لم يبق له غيرك فلما عرف صدق الدعاء من قلبي واليأس من نفسي كان أول ما ورد علي من إجابة هذا الدعاء أن أنساني نفسي بالكلية ونصَب الخلائق بين يدي مع إعراضي عنهم.."
نصَب والا نصَّب أتعبهم؟ نصَّب والا نصَب؟
عندي نصَب.
نصَّب يعني أتعبهم من النصَب والتعب.
"وكان يزار من البلدان فلما فلما رأى ازدحام الناس عليه قال:
وليتني صرت شيئًا |
| من غير شيء أَعُد |
"
أُعَدَّ..
أحسن الله إليك.
"
وليتني صرت شيئًا |
| من غير شيء أُعَدَّ |
أأصبحتُ للكل مولى |
| لأنني لك عبدًا |
وفي الفؤاد أمور |
| ما تستطاع تُعَدَّ |
لكنَّ كتمانُ حالي |
| أحق بي وأشدَّ |
إن قلت لكنَّ فقل كتمانَ لكنَّ كتمانَ.
هي مشكَّلة عندي..
أجل لكنْ لكنْ بالتخفيف.
هي مشكَّلة لكنَّ وبالضم..
غلط لأنها إذا شددت تعمل نصب وإن خففت خففت إنَّ فقل العمل.
لكنَّ كتمانَ حالي |
| أحقَّ بي وأشدَّ |
كتب وهب بن منبه.."
أحقُّ أحقُّ.. يقول وأسدى.. أحقُّ خبر لكن..
طالب: .........
على كل حال أحقُّ مرفوعة على كل حال سواء كانت خبر المخففة والمثقلة أثرها في المبتدأ في اسمها وعندنا وأسدى وش عندك وأشدَّ؟
وأشدَّ نعم.
أحق بي وأسَدَّ أظنها وأسَدَّ لا هي أشدَّ ولا أسدى من السداد.
طالب: .........
خبر إنَّ.. ما تستطاع تعدُّ.. طبعة مَن الذي معك؟
طالب: .........
نشوفها الحين.
طالب: .........
إيه ما هو بـ أسْدى أسَدّ من السداد أو أشَدّ من الشدة.
طالب: .........
وش لون؟
طالب: .........
ما يخالف لكن كاتبينها أسْدى ما هو صحيح.
لكنَّ كتمانَ حالي |
| أحق بي وأسدَّ |
كتب وهب بن منبه.."
معطوفة على أحق هذه ما لها وجه.. يكون كلها مرفوعة مادامها كذا.
"كتب وهب من منبه إلى مكحول أما بعد فإنك أصبت بظاهر علمك عند الناس شرفًا عند الناس شرفًا ومنزلة فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع من الأخرى ومعنى هذا أن العلم الظاهر من تعلم الشرائع والأحكام والفتاوى والقصص والوعظ ونحو ذلك مما يظهر للناس يحصل به لصاحبه عندهم منزلة وشرف والعلم الباطن المودع في القلوب من معرفة الله وخشيته ومحبته ومراقبته والأنس به والشوق إلى لقائه والتوكل عليه والرضى بقضائه والإعراض والإعراض عن عرَض الدنيا الفاني والإقبال على جوهر الآخرة الباقي كل هذا يوجِب لصاحبه عند الله منزلة وزلفى وإحدى المنزلتين تمنع من الأخرى فمن وقف مع منزلته عند الخلق وانشغل بما حصل له عندهم بعلم الظاهر من شرف الدنيا وكان همه حفظ هذه المنزلة عند الخلق وملازمتها وتربيتها والخوف من زوالها كان ذلك حظه من الله وانقطع به عنه كان ذلك حظه من الله وانقطع به عنه فهو كما قال بعضهم ويل لمن كان حظه من الله الدنيا وكان السرِّي.."
السَّرِي السَّرِي..
"وكان السَّرِي السقطي يعجب مما يرى من علم الجنيد وحسن خطابه وسرعة جوابه فقال له يومًا وقد سأله عن مسألة فأجاب وأصاب أخشى أن يكون حظك من الدنيا لسانك.."
حظُّك أو حظَّك لسانُك..
أحسن الله إليك.
"أخشى أن يكون حظَّك من الدنيا لسانُك فكان الجنيد يبكي من هذه الكلمة ومن اشتغل بتربية منزلته عند الله بما ذكرنا من العلم الباطن وصل إلى الله فاشتغل به عما سواه وكان له في ذلك شغل عن طلب المنزلة عند الخلْق ومع هذا فإن الله يعطيه المنزلة في قلوب الخلْق والشرف عندهم وإن كان لا يريد ذلك ولا يقف معه بل يهرب منه أشد الهرب ويفر أشد الفرار خشية أن يقطعه الخلْق عن الحق جل جلاله قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [سورة مريم:96] أي في قلوب عباده وفي حديث «إن الله إذا أحب عبدًا نادى يا جبريل إني أحب فلانًا فيحبه جبريل ثم..»."
فأحبَّه.
أحسن الله إليك.
"«إني أحب فلانًا فأحبَّه فيحبه جبريل ثم يحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض» والحديث معروف وهو مخرج في الصحيح وبكل حال فطلب شرف الآخرة يحصل معه شرف الدنيا وإن لم يرده صاحبه ولم يطلبُه."
ولم يطلبْه.
"ولم يطلبْه وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الآخرة ولا يجتمع معه."
يقول لا يجامع شرف الآخرة عندك يمنع؟
يمنع.
نعم.
"وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الآخرة ولا يجتمع معه والسعيد من آثر الباقي على الفاني كما في حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى خرَّجه الإمام أحمد وغيره وما أحسن ما قال أبو الفتح البستي:
أمران مفترقان لست تراهما |
| يتشوقان لخلطة وتلاقي |
طلب المعاد مع الرياسة والعلى |
| فدع الذي يفنى لما هو باقي |
ثم الكلام على شرف.."
تم.. تم..
"تمَّ الكلام على شرح الحديث والحمد له على كل حال وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين."
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "فصل وقد تبين فيما ذكرنا أن حب المال والرياسة" أن حب المال والرياسة اللذَين جاء فيهما الحديث حب الشرف والمال الشرف الرياسة والجاه والمال معروف بأنواعه وأصنافه مما زُيِّن للناس في هذه الدنيا "وقد تبين فيما ذكرنا أن حب المال والرياسة والحرص عليهما يفسد دين المرء" ولذا جاء التمثيل في الحديث المشروح «ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حب المال والشرف لدين المرء» "حتى لا يبقى منه إلا ما شاء الله" ما الذي يبقيه الذئبان الجائعان في هذه الرعية من الغنم التي غاب عنها رعاتها ولا يلزم من ذلك الأكل أن يأكلوا منها ويبقوا ما يبقوا لأنه يكفيهما الشيء اليسير ولازم ذلك أن يتركا الكثير لكنهما يفسدان ما هو القصد الأكل القصد الإفساد ولذا تجدون القط إذا دخل على الحمام وهي محصورة له في مكان ضيق ما يكفيه أن يقتل واحدة ويأكلها، لا، يفسد الجميع ثم يعود عاد لما يأكله والذئب شر وأشد من القط.
"كما أخبر بذلك النبي -عليه الصلاة والسلام-" يعني في الحديث الذي هو محط الكلام "وأصل محبة المال والشرف من حب الدنيا" يعني فرع المال والشرف من فروع حب الدنيا "وأصل حب الدنيا اتباع الهوى" اتباع الهوى لأن الإنسان لو ترك هواه وكان هواه تبعًا لما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- لآثر الآخرة على الدنيا.
"قال وهب بن منبه من اتباع الهوى الرغبة في الدنيا ومن الرغبة فيها حب المال والشرف ومن حب المال والشرف استحلال المحارم" يعني لا بد أنه إذا أشرب قلبه حب المال فإنه سوف يرتكب الوسائل المحرمة لكسب المال وجمعه وكذلك الشرف لأنه سيبذل لنيل هذا الشرف وهذا الجاه من الوسائل المحرمة ومنها ما يكون بذلاً لشيء من دينه وبيعًا لشيء من دينه في مقابل هذا الشرف.
قال: "وهذا كلام حسن فإنه إنما عتب على صاحب المال والشرف الرغبة في الدنيا" الرغبة في الدنيا ولولا الرغبة في الدنيا ما أحب المال ولولا الرغبة في الدنيا ما أحب الشرف قد يقول قائل أنا أحب المال من أجل أن أوسع على الناس ومن أجل أن أبذل في وجوه الخير وأن أصنع بمالي مثل ما صنع فلان المحسن ويكون له مثل أجره هذا يوجد لكن هل هذا هو الكثير الغالب بهذه النية تجمع الدنيا؟ كثير من طلاب العلم يسأل ويقول طلب الإمامة في المسجد والخطابة هل هو من حب المال ومن تقديم الدنيا على الآخرة؟ نقول إذا كنت تقصد بذلك ألا تفوتك الصلاة ولا تكبيرة الإحرام وأن تحافظ على حفظك صار من أمور الدين وإن كان نظرك إلى المكافأة وما يصرف لك من بيت المال فهذا من حب الدنيا.
طالب: .........
قد يصل به الأمر إلى الاستحلال لأنه في الأول يتأول يتأول ثم ينظر في الأقوال ثم يستدرج إلى ما هو أشد من ذلك.
قال: "وإنما تحصل الرغبة في الدنيا من اتباع الهوى لأن الهوى داعٍ إلى الرغبة في الدنيا وحب المال والشرف فيها والتقوى تمنع من اتباع الهوى" التقوى التي هي في الأصل وقاية من عذاب الله وما يقرب إليه وما يدعو إليه تمنعك من هذا كله "وتردع عن حب الدنيا قال الله تعالى {فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [سورة النازعات:37-39]" واقع الناس لا يحتاج إلى إلى شرح لتطبيقه على الآية "{فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [سورة النازعات:37-38]" لكن الطغيان زاد ووصل إلى حد ما كان المؤلف يعرفه ومن قبله.
قال بعض السلف من وضع على مائدته ثلاثة ألوان من الطعام فقد طغى، هذا الطغيان عندهم لكن اليوم اليوم يقتصر الناس على ذلك؟ أقل الناس عيشة يضع أكثر من هذا والآن الموائد عند الكبار تجبى إليها الأطعمة من ست القارات وتنقل بالطائرات وينه عن ثلاثة ألوان من الطعام تمر ولبن وقرص من البر هذه ثلاثة ألوان والله المستعان.
"{فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [سورة النازعات:37-39]" لكن الطغيان أعم من ذلك وهو درجات "{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} [سورة النازعات:40]" خاف مقام ربه في السر والعلن "{وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [سورة النازعات:40]" يعني كف نفسه عن اتباع الهوى وارتكاب المحرمات "{فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [سورة النازعات:41]" هي المأوى والمصير أولئك يصيرون إلى النار وهؤلاء يصيرون إلى مأواهم الجنة.
"وقد وصف الله تعالى أهل النار بالمال والسلطان" بالمال والسلطان "في مواضع من كتابه فقال تعالى {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ} [سورة الحاقة:25]" هؤلاء هم أهل النار "{فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ} [سورة الحاقة:25]" أعطي الكتاب بالشمال يقول ليتني لم أوت كتابيه يعني من أبسط الأمثلة في حياتنا الطالب إذا كان رديء في دراسته وشهادته ضعيفة أو فيه رسوب أو شيء من هذا يذهب بها إلى أهله والا يمزقها؟ يمزقها ويقول لأهله الشهادات ما طلعت "{فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} [سورة الحاقة:25-27]" يود ألا يكون هناك بعث فيحاسب "{يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ} [سورة الحاقة:27-28]" هو صاحب مال صاحب أموال "{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ} [سورة الحاقة:29]" هذا المال والسلطان هل نفع؟ هو ينفع إذا استعمل فيما يرضي الله -جل وعلا- وابتغي به وجه الله لكن في الغالب كما جاء في الحديث المال والسلطان المال والشرف والمال والجاه في الغالب أنه مفسد لدين المرء.
قال: "واعلم أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها" هذه جبلة في قلوب الناس ما لم يروِّض الإنسان نفسه ولذلك لا يتصور كثير بل السواد الأعظم من الناس لا يتصورون معنى قوله -عليه الصلاة والسلام- «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» ما يتصورون هذا لأنه مجبول على أن يترفع على غيره فكيف يحب لهم ما يحب لنفسه؟!
الكثير صرح بأنه هذا غير صحيح قلنا في الحديث الصحيح قال لأنه يونس من نفسه ويعرف من نفسه أنه ما يمكن مستحيل، مع ما ورد في القرآن والسنة من طلب المنافسة والمسارعة والمسابقة ما معنى هذا؟ أنك تنافس لتسبق وتسارع لتتقدم على غيرك فهل هذا يجامع حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه؟ كلها نصوص قطعية هذه ما أحد يبي يتشكك في ثبوت هذه النصوص.
طالب: .........
من الذي يقول لا، تو؟!
تصور الأمر فيه صعوبة جدًا لكن العلماء يقولون صاحب القلب السليم صاحب القلب السليم الذي قلبه ما هو سليم ما يتصور هذا، لكن يقولون صاحب القلب السليم يسهل عليه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه "ومن هذا نشأ الكبر والحسد ولكن العاقل ينافس في العلو الدائم والباقي الذي فيه رضوان الله وقربه" رضوان الله وقربه وجواره.
طالب: .........
أنت تنظر إلى موارد النصوص والا إلى أصل المحبة؟
طالب: .........
في عالم الناس كلهم أو في غالب الناس يود أن يأكل ولده أكثر مما يأكله ويحب أن تأكل زوجته أكثر مما تأكل ويؤثرها عليه ما هو هذا المقصود ليس هذا هو المقصود.
"ولكن العاقل ينافس في العلو الدائم الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه وجواره ويرغب عن العلو الفاني الزائل الذي يعقبه غضب الله وسخطه وانحطاط العبد وسفوله وبعده عن الله وطرده عنه فهذا العلو الفاني الذي يذم وهو العتو والتكبر في الأرض بغير الحق" يعني الفاني الذي مدته تنتهي بزوال دنياه كم يبي يعيش هو؟ لو عاش من أول حياته إلى آخره في هذا الشرف وهذا المال وهذا العلو وهذا التكبر نهايته قريبة حتى ولو كان من الأمم السابقة الذين يعيشون مئات السنين له نهاية قريبة لأن مدة الدنيا بالنسبة لمدة الآخرة كلا شيء كلا شيء ولذلك جاء في الحديث «من نفَّس» «من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة ومن نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» ما قال من كرب الدنيا والآخرة مثل ستر الله عليه في الدنيا والآخرة لأن كرب الدنيا لو صارت في حياة المرء من يولد إلى أن يموت كلا شيء بالنسبة لكربة من كرب يوم القيامة.
"وأما العلو الأول والحرص عليه فهو محمود" العلو الأول أن يرغب في أن يعلو على غيره في أمور الدنيا.
طالب: .........
علو الدين إيه في أمور الدين والحرص عليه فهو محمود "قال الله تعالى {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [سورة المطففين:26]" والمنافسات في أمور الدنيا وفي علوم الدنيا تُجعَل عليها الجوائز والصلات من أجل تحصيل هذه الأمور الفانية وفي ذلك {فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [سورة المطففين:26].
"وقال الحسن -رحمه الله-: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة". إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة، في سوق من أسواق المسلمين قبل أربعين سنة فيه منافسة شديدة على البيع والشراء والحركة فيما يناسب ذلك الوقت واحد منهم.. هم يحرصون على بدء العمل في التجارة من طلوع الشمس إلى غروبها بدون استثناء ولهث وتعب شديد واحد منهم أعرفه اختل حفظه للقرآن فأغلق الدكان سنة ليضبط حفظ القرآن هؤلاء ينافسون في الدنيا وهو نافسهم في الآخرة هذا مثال.
"وقال وهيب بن الورد إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد" فافعل إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل لكن هذا من أرخص الأمور على الناس مع الأسف والسبب الركون إلى الدنيا واتباع الهوى وإلا فالأصل أن طالب العلم أول من يبادر إلى فعل الخيرات.
"وقال محمد بن يوسف الأصبهاني العابد -رحمه الله- لو أن رجلاً سمع برجل أو عرف عنه أطوع منه فانصدع قلبه لم يكن ذلك بعجب" لماذا؟ لأن حصل على ما عند الله من ثواب أكثر منه فينبغي أن ينافسه ليكون أكثر منه.. هذا هذا الوجل الذي حصل في قلبه والخلل الذي انصدع من أجله قلبه إذا لم يحمله هذا إلى العمل ليكون مثله أو أفضل منه لا يفيده مثل الخوف والرجاء الخوف الذي لا يبعث على التقوى ما فيه فائدة وكذلك الرجاء.
"وقال رجل لمالك بن دينار -رحمه الله- رأيت في المنام مناديا ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحدًا.."
طالب: .........
ينفع إذا بعثه على العمل يخاف وهو مصر على أعماله؟!
طالب: .........
هو أصل الخوف من أنواع العبادة لكن في حياة المسلم إذا خاف وهو مصر على ذنوبه ما ينفع.
طالب: .........
وش هو؟
طالب: .........
وش فيه؟
طالب: .........
هو خطأ وظن أن الله لا يقدر عليه وهذه موبقة وعظيمة من العظائم لكن قالوا إنه وضعه في هذه الحال غطى على عقله فزال عنه التكليف.
طالب: .........
على كل حال طاعة الله -جل وعلا- سبب لكل خير وجالبة لكل نافع.
نشوف محمد مالك..
"قال رجل لمالك بن دينار -رحمه الله- رأيت في المنام مناديًا ينادي أيها الناس الرحيل الرحيل فما رأيت أحدًا ارتحل إلا محمد بن واسع -رحمه الله- فصاح مالك -رحمه الله- وغشي عليه" مالك بن دينار ما هو مالك بن أنس، مالك بن دينار صاحب القصة.
يقول: "ففي درجات الآخرة الباقية يشرع التنافس وطلب العلو في منازلها والحرص على ذلك والسعي في أسبابه وألا يقنع الإنسان منها بالدون مع قدرته على العلو" لأن الإنسان إذا كان في أمر من أمور الدنيا طلب لنفسه أفضل شيء وإذا كان مما يتقرب به إلى الله -جل وعلا- طلب الأقل لو أن شخصًا حل به ضيف يرجو من ورائه دنيا يرجو من ورائه دنيا وذهب إلى السوق فاشترى كبشًا ليكرمه به كيف يتخير يتخير أطيب الموجود لكن في حال التقرب إلى الله -جل وعلا- بأضحية أو عقيقة تجد مثل هذا أقل والله المستعان، ما ودنا نسترسل في بعض..؛ لأن الباقي طويل.
"وأما العلو الفاني المنقطع الذي يعقب الذي يُعقِب صاحبه غدًا حسرة وندامة وذلة وهوانًا وصغارًا فهو الذي يُشرع الزهد فيه" يُشرع الزهد في هذا العلو الذي عاقبته هذه العاقبة الوخيمة "والإعراض عنه وللزهد فيه أسباب عديدة فمنها نظر العبد إلى سوء عاقبة الشرف بالدنيا بالولاية والإمارة لمن لا يؤدي حقها في الآخرة" وهذا كثير غالب ولذلك الزهد فيها جملة وتفصيلاً إلا لمن تعيَّنت عليه هو الأصل أما من تعينت عليه فلا مندوحة في قبوله لهذا العمل.
تفضَّل.
طالب: .........
نبي نسرده سرد.
قال -رحمه الله-: "وللزهد فيه أسباب عديدة فمنها نظر العبد إلى سوء عاقبة الشرف في الدنيا بالولاية والإمارة لمن لا يؤدي حقها في الآخرة ومنها نظر العبد إلى عقوبة الظالمين والمكذبين ومن ينازع الله رداء الكبرياء" الكبرياء ردائي والعظمة إزاري من نازعني فيهما عذبته "وفي السنن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر»" الذر صغار النمل "«في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يقال له بُوْلَس أو بَوْلَس»" ضبط بفتح الباء وضمها مع إسكان الواو وفتح اللام "«يعلوهم نار الأنيار»" يعني أشد النيران لهبا وإحراقًا "«يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال»" قد جاء تفسيرها في الحديث الصحيح "وخرجه الترمذي وغيره من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-" والحديث لا يقل عن درجة الحسن كما هو معروف في الكلام على عمرو بن شعيب.
"وفي رواية لغيره من وجه آخر في هذا الحديث «يطؤهم الناس بأقدامهم يطؤهم الناس بأقدامهم» وفي رواية أخرى".. هم لما تعاظموا وتكبروا وتجبروا على الناس وانتفخوا في ظاهرهم أمام الناس عوقبوا بنقيض ما قصدوا فحشروا على النقيض أمثال الذر "وفي رواية أخرى من وجه آخر «يطؤهم الجن والإنس والدواب بأرجلهم حتى يقضي الله بين عباده» واستأذن رجل عمر في القصص في الوعظ في القصص" ليعظ الناس والقُصّاص هم الوعاظ "في القصص على الناس فقال إني أخاف أن تقص عليهم فترتفع" يعني في نفسك وعندهم "فترتفع عليهم في نفسك حتى يضعك الله تحت أرجلهم يوم القيامة".
"ومنها نظر العبد إلى ثواب المتواضعين لله في الدنيا بالرفعة في الآخرة فإنه من تواضع لله رفعه" وهذا في الصحيح.
طالب: .........
غالب القصاص يكون ما عندهم علم لكن عندهم أساليب ويحفظون من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولذا جاء منع القصاص عن علي وغيرهم منعوهم.
"ومنها وليس هو في قدرة العبد ولكنه من فضل الله ورحمته ما يعوِّض الله عباده العارفين فيه الزاهدين فيما يفنى من المال والشرف مما يعجِّله الله لهم في الدنيا من شرف التقوى وهيبة الخلق لهم في الظاهر ومن حلاوة المعرفة والإيمان والطاعة في الباطن وهي الحياة الطيبة {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [سورة النحل:97] وهي الحياة الطيبة التي وعدها الله لمن عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن وهذه الحياة الطيبة لم يذقها الملوك في الدنيا ولا أهل الرياسات" نعم جعل الله لمن هذه صفاته من أهل العلم والعمل من الهيبة في قلوب الناس حتى في قلوب الملوك والأمراء والسلاطين ورأينا من يدخل على أهل العلم في الليالي الشاتية من أهل العلم والعمل في الليالي الشاتية من أهل السلطان ومن أهل.. من الأمراء وغيرهم فتجده يتصبب عرقًا وفي وفي نفسه سؤال وينصرف ولم يسأل ومن ورث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من العلم والعمل فيُعطى من "نصرت بالرعب" بقدر ما ورث والله المستعان. والحرص..
طالب: .........
تجرؤوا عليه لكن هذه فائدتها أن يسأل.
طالب: .........
تجرأ عليهم بعض الجهال الذي لا يقدرهم قدرهم ومع ذلك لحكمة ولولا هذه الجرأة لما.. بعض الأسئلة يمكن ما تظهر إلا بهذه الطريقة ولذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام- ينسى ليسن ومع ذلك نام عن صلاة الفجر والأصل أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه من أجل إيش؟ أن يشرع في هذه القضية فكونه يحصل خلاف الأصل لحكمة.
والحرص على الشرف كما قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-..
"وهذه الحياة الطيبة لم يذقها الملوك في الدنيا ولا أهل الرياسات والحرص على الشرف كما قال إبراهيم بن أدهم لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" الآن لو أن طالب علم منهوم بعلمه وبقي في مكتبته بين كتبه من كتاب إلى كتاب يراجع هذه المسألة ويرجع نسي نفسه وهو في جنة ما يعرفها أحد، أعرف واحد يسمي مكتبته خريم إذا نزل المكتبة كأنه بروضة خريم وواحد من شيوخ شيوخنا في ليلة زواجه لما دخل على المرأة تذكر آية يريد مراجعتها مرت عليه في الدرس ونزل المكتبة ومن تفسير إلى تفسير حتى أذن الفجر ليلة الزواج وواحد من طلابنا موجود الآن حاضر الدرس ليلة زواجه حتى طرده الشيخ لما عرف موجود الآن ولا هو بكبير يعني بالأربعينات.
طالب: .........
على كل حال الأمور تقدر بقدرها ما يقال ليلة زواجك رح احضر درس والا كذا لكن من اللذة التي يجدها هذه من اللذة التي يجدها وهذا من الجنة التي يذكرها إبراهيم بن أدهم وغيره.
"ومن رزقه الله ذلك اشتغل به عن طلب الشرف الزائل والرياسة الفانية قال الله تعالى {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [سورة الأعراف:26] وقال {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [سورة فاطر:10] وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل أنا العزيز فمن أراد العزة فليطع العزيز ومن أراد عز الدنيا والآخرة وشرفهما فعليه بالتقوى وكان حجاج بن أرطاة يقول قتلني حب الشرف" وقد ضعُّف بسبب ذلك في روايته للحديث ومما يذكر عنه أنه يأنف من مجاورة الحمال والزبال في الصلاة وضعف بسبب ذلك "فقال له سَوَّار لو اتقيت الله شرفت وفي هذا المعنى شعر:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم |
| وحبك للدنيا هو الذل والسقم |
وليس على عبد تقي نقيصة |
| إذا حقق التقوى وإن حاك أوحجم" |
وإن حاك أو حجم يعني وإن زاول المهن التي في عرف الناس وضيعة والحجامة جاء فيها «كسب الحجام خبيث» كما في الحديث الصحيح وقد رثي أحد العلماء الذين ليسوا من أهل الأنساب العريقة المعروفة فقال فيه الراثي:
لكنه العلم يسمو من يسود به |
| على الجهول ولو من أصله مضر |
الكلام على العلم والعمل أما الأمور الزائلة التي قد تضر وقد تنفع المقصود العلم والعمل هو الأصل ولباس التقوى ذلك خير.
"وقال صالح الباجي -رحمه الله- الطاعة إمرة والمطيع لله أمير مؤمَّر على الأمراء ألا ترى هيبته في صدورهم إن قال قبلوا وإن أمر أطاعوا ثم يقول يحق لمن أحسن خدمتك ومننت عليه بمحبتك أن تذل له الجبابرة حتى يهابوه لهيبته في صدورهم من هيبتك في قلبه وكل الخير من عندك بأوليائك وقال بعض السلف الصالح من أسعد بالطاعة من مطيع ألا وكل خير في الطاعة ألا وإن المطيع لله ملك في الدنيا والآخرة وقال ذو النون -رحمه الله- من أكرم وأعز ممن انقطع إلى من ملكه الأشياء بيده" من أكرم وأعز ممن انقطع إلى من ملك الأشياء بيده؟! نكرر ما قلناه في أول درس أن المؤلف ينقل عن بعض الصوفية ما يخدم ما هو بصدده وكذلك شيخ الإسلام ينقل عن ذي النون وعن الجنيد وعن أبي يزيد البسطامي وأبو سليمان الداراني وغيرهم وحامد الفقي لم ير ذلك بل شدد على ابن القيم في نقله عن هؤلاء بل وصف بعضهم من أنه من أهل وحدة الوجود كما في تقدمته لمدارج السالكين.
"دخل محمد بن سليمان أمير البصرة على حماد بن سلمة -رحمه الله- وقعد بين يديه يسأله فقال له يا أبا سلمة ما لي كلما نظرت إليك ارتعدت فرَقًا" يعني خوفًا منك "قال لأن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله خافه كل شيء خافه كل شيء وإن أراد أن يكثر به الكنوز خاف من كل شيء" لأن كل شيء يخاف أنه يكون سببًا في نقص هذه الكنوز.
"ومن هنا قول بعضهم على قدر هيبتك لله يخافك الخلق وعلى قدر محبتك لله يحبك الخلق وعلى قدر اشتغالك بالله تشتغل الخلق بأشغالك" ومن هنا يقول العامة خادم الله مخدوم العامة يقولون هذا خادم الله مخدوم.
"وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي يوما يوما يمشي ووراءه قوم من كبار المهاجرين فالتفت فرآهم فخروا على ركبهم هيبة له فبكى عمر رضي الله عنه فقال اللهم إنك تعلم أني أخوف لك منهم فاغفر لي" يعني إذا كان خوفهم من الخليفة سبَّب لهم ما حصل فأنا خوفي منك أعظم ومقام عمر رضي الله عنه لا يخفى على أحد يردد الآية في قيام الليل حتى يمرض ويزار من الغد بكاء صحيح ما هو بكاء الذي إذا تجاوز الآية قرأ التي بعدها ما كأن شيء حصل لأن بعض القراء تسمعه يبكي إذا قرأ آية إذا انتهى من الآية قرأ التي بعده كأنه ما صار شيء البكاء المؤثر الذي يبقى أثره الذي يبقى أثره في القلب وتظهر آثاره على الجوارح وعلى الأفعال.
"وكان العمري الزاهد قد خرج إلى الكوفة إلى الرشيد ليعظه وينهاه فوقع الرعب في عسكر الرشيد لما سمعوا بنزوله حتى لو نزل بهم عدو مائة ألف نفس لما زادوا على ذلك وكان الحسن -رحمه الله- لا يستطيع أحد أن يسأل هيبة له وكان خواص أصحابه يجتمعون ويطلب بعضهم من بعض أن يسألوه عن المسألة فإذا حضروا مجلسه لم يجسروا أو لم يجرؤوا على سؤاله حتى ربما مكثوا على ذلك سنة كاملة هيبة له" ابن عباس يبي يسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا سنة كاملة ما سأله وجد فرصة بالحج فسأله عنهما.
طالب: .........
الذي يظهر أنه عبد الله بن عمر المكبَّر الذي يظهر أنه عبد الله المكبَّر المضعَّف عند أهل الحديث الذي يقول مالك لو رأيت لحيته وهيبته لقبلت حديثه فاغتر مالك بمظهره لأنه صاحب عبادة هو بخلاف أخيه عبيد الله ثقة في الحديث لكنه دونه في هذا الشأن.
"وكذلك كان مالك بن أنس -رحمه الله- يهاب أن يسأل حتى قال فيه القائل:
الجواب ولا يرجع هيبة |
| والسائلون نواكس الأذقان |
نور الوقار وعز سلطان التقى |
| فهو المهيب وليس ذا السلطان |
وكان يزيد العقيلي -رحمه الله- يقول من أراد بعلمه وجه الله تعالى أقبل الله عليه بوجهه وأقبل بقلوب العباد عليه ومن عمل لغير الله صرف الله وجهه عنه وصرف قلوب العباد عنه" يعني من طلب العلم لغير الله مكر به كما جاء في الآثار.
"وقال محمد بن واسع -رحمه الله- إذا أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين" من أرضى الله -جل وعلا- بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس بخلاف من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس.
"وقال أبو يزيد البسطامي طلقت الدنيا ثلاثًا بتًا لا رجعة لي فيها وصرت إلى ربي وحدي" عاد هذه كلمة سرت أو صرت المقصود أن هذا ما.. كونه وحده ما هو بصحيح كونه وحده ما هو بصحيح، معه فئام من خيار النار وعبادهم وعلمائهم "وناديته بالاستعانة إلهي أدعوك دعاء من لم يبق له غيرك فلما عرف صدق الدعاء من قلبي واليأس من نفسي كان أول ما ورد على قلبي من إجابة الدعاء أن أنساني نفسي بالكلية" يعني نسيان النفس بالكلية يحتاج إلى إعادة نظر أبو يزيد البسطامي سئل أي لحيتك هذا سؤال عاد طريف وذنب الكلب أشرف؟ يذكر في كتب المواعظ والرقائق التي تعتني بأقواله وأقوال نظرائه أي لحيتك وذنب الكلب أشرف؟ أيهما أشرف؟ قال إن كنت في الجنة فلحيتي أشرف وإن كنت في النار فذنب الكلب أشرف لأنهم يعتنون بأمور قد لا يسندها شيء من النص.
طالب: .........
الفناء الفناء.
يقول "أن أنساني نفسي بالكلية ونصَّب الخلائق بين يدي" يعني أتعبهم أو نصَبهم يعني بمعنى أقامهم أمامي بين عيني يعني "بين يدي مع إعراضي عنهم وكان يزار"..
طالب: .........
إذا صرت وحدي والا سرت وحدي كلها في تزكية "وكان يزار من البلدان فلما رأى ازدحام الناس عليه قال:
وليتني صرت شيئًا |
| من غير شيء أعدُّ |
أصبحت للكل مولى |
| لأنني لك عبدُ |
وفي الفؤاد أمور |
| ما تستطاع تعدُّ |
لكنَّ كتمانَ حالي |
| أحق ما بي وأشَدُّ" |
أو وأسَدُّ.
كتب وهب بن منبه.. حنا نستعجل علشان نكمل الكتاب لأنه ما فيه دس غير هذا..
"كتب وهب بن منبه -رحمه الله- إلى مكحول" مكحول بن عبد الله الشامي سيد من سادات التابعين وكان مولى وفيه كثير من العاهات التي ذكرها العلماء كالذهبي وغيره ومع ذلك إذا رآه الملوك الملوك والأمراء حصل لهم من الرعب والخوف والذعر شيء لا يخطر على البال فيه عاهات يقال إنه يشال بطست من كثرة عاهاته لكنه العلم كما قال الشاعر:
........ يسمو من يسود به |
| على الجهول ولو من أصله مضر |
أما بعد فإنك أصبحت بظاهر علمك عند الناس..
طالب: أصبت..
أصبت؟ إيه عندنا أصبحت وهو خطأ..
"فإنك أصبت بظاهر علمك عند الناس شرفا ومنزلة فاطلب بباطن علمك عند الله منزلة وزلفى واعلم أن إحدى المنزلتين تمنع الأخرى" يعني الشرف في الدنيا الذي يقصد ويحب يَمنع شرف الآخرة لكن الشرف في الدنيا الذي يأتي تبعًا للعلم والعمل هذا لا يمانع ولا يمنع شرف الآخرة "ومعنى هذا أن العلم الظاهر من تعلم الشرائع والأحكام والفتاى والقصص والوعظ ونحو ذلك مما يظهر للناس يحصل به لصاحبه عندهم منزلة منزلة وشرف والعلم الباطن المودع في القلوب من معرفة الله وخشيته ومحبته ومراقبته والأنس به والشوق إلى لقائه والتوكل عليه والرضا بقضائه والإعراض عن عرض الدنيا الفاني والإقبال على جوهر الآخرة الباقي كل هذا يوجب لصاحبه عند الله منزلة وزلفى وإحدى المنزلتين تمنع من الأخرى" مثل ما قلنا إذا كان شرف الدنيا مقصودًا لذاته ومحبوبًا ويسعى إليه الإنسان من أجله هذا يمنع من الآخرة لكن قد يأتي تبع شرف الدنيا من أشرف من من الصحابة ومن الأئمة في التابعين ومن جاء بعدهم وقد جمعوا بين العلم والعمل.
"فمن وقف مع منزلته عند الخلق واشتغل ما حصل له عندهم بالعلم الظاهر من شرف الدنيا كان همه حفظ هذه المنزلة عند الخلق" لا يتأثر فيحافظ عليها بما يرضيهم وإن أغضب اللهَ -جل وعلا- "كان همه حفظ هذه المنزلة عندنا الخلق وملازمتها وملازمتها وتربيتها والخوف من زوالها وكان ذلك حظه من الله تعالى وانقطع به عنه فهو كما قال بعضهم ويل لمن كان حظه من الله الدنيا".
وكان السري السقطي" -رحمه الله- وهو من جنس من تقدم من الجنيد وأبو يزيد وأبو سليمان وغيرهم وكان السري السقطي..
طالب: .........
وش فيه؟
طالب: .........
لا، هناد محدث محدث كبير من أئمة الحديث هو له كتاب في الزهد لكن غير هذا..
"وكان السري السقطي يعجيبه ما يرى من علم الجنيد" والجنيد أيضًا منهم من علم الجنيد وحسن خطابه وسرعة جوابه فقال له يومًا وقد سأله عن مسألة فأجاب وأصاب أخشى أن يكون حظُّك من الدنيا لسانَك" أو أن يكون حظَّك من الدنيا لسانُك.
"وكان الجنيد -رحمه الله- لايزال يبكي من هذه الكلمة" يعني أثرت فيه أن يكون حظه من تعبه في الوعظ والا ليس من أهل الحديث والا من أهل التفسير والا من الفقهاء لا، هو واعظ من العباد من الصوفية.
"ومن اشتغل بتربية منزلته عند الله تعالى بما ذكرنا أو بتربيته منزلته عند الله بما ذكرنا أو بتربيته منزلته عند الله تعالى بما ذكرنا من العلم الباطن وصل إلى الله فاشتغل به عما سواه وكان له في ذلك شغل عن طلب المنزلة عند الخلق ومع هذا فإن الله يعطيه يعطيه المنزلة في قلوب الخلق" وهذا ظاهر والأمثلة على كثيرة في القديم والحديث.
"يعطيه المنزلة في قلوب الخلق والشرف عندهم وإن كان لا يريد ذلك ولا يقف معه بل يهرب منه أشد الهرب ويفر أشد الفرار خشية أن يقطعه الخلق عن الحق" يعوقه مزاولة الخلْق ومخالطتهم عما يرضي الحق وهو الله -جل وعلا-.
"عن الحق جل جلاله قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [سورة مريم:96] يعني مودة أي في قلوب عباده وفي الحديث «إن الله إذا أحب عبدًا نادى يا جبريل إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل عليه السلام ثم يحبه أهل السماء ينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض»" والحديث معروف ومخرج في الصحيح في البخاري وغيره.
"وبكل حال فطلب شرف الآخرة يحصل معه شرف الدنيا وإن لم يرده صاحبه ولم يطلبه وطلب شرف الدنيا يمنع شرف الآخرة ولا يجتمع معه والسعيد من آثر الباقي على الفاني كما في حديث أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «من أحب دنياه أضر بآخرته»" لأنه كما يقال الدنيا والآخرة ضرتان يعني من رجحت عنده إحداهما خفت وطاشت عنده الأخرى "«من أحب دنياه أضر بآخرته ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى» خرجه الإمام أحمد وغيره وما أحسن ما قال أبو الفتح البستي -رحمه الله-:
أمران مفترقان لست تراهما |
| يتشوقان لخلطة وتلاقي |
طلب المعاد مع الرياسة والعلى |
| فدع الذي يفنى لما هو باقي" |
وبهذا يتم الكلام للإمام الحافظ ابن رجب على حديث «ما ذئبان جائعان» إلى آخره..
يقول: تم الكلام على شرح الحديث والحمد لله على كل حال وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين سبحان ربك رب العزة على ما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
"