شرح العقيدة السفارينية (07)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فيقول الناظم -رحمه الله تعالى-:

في الباب الأول: في معرفة الله تعالى وما يتعلق بذلك من تعداد الصفات التي يثبتها المتكلمون كالسلف، ويريد بذلك الأشاعرة، وأسماءه تعالى كلامه وغير ذلك.

هذه الصفات التي يثبتها المتكلمون وهي السبع ذكرها الناظم -رحمه الله- تعالى بقوله:

له الحياة والكلام والبصر

 

 

سمع إرادة وعلم واقتدر

 

"له" يعني يثبت له هذه الصفات التي أولها الحياة، ودليل إثباتها النص، السمع، {اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [(2) سورة آل عمران]، "الحي": حياة كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، "له الحياة" ويثبتها المبتدعة بالعقل، من أثبتها منهم أثبتها بالعقل كما أنه أثبتها أيضاً بالدليل القطعي وهو القرآن، وجاء اسمه الحي الذي منه صفة الحياة، مقروناً بالقيوم، في ثلاثة مواضع، في آية الكرسي، وفي مطلع آل عمران، {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [(111) سورة طـه]، وفي سورة طه، ثلاثة مواضع، وبعضهم يرى أن هذا الاسم المقرون بالقيوم الحي القيوم هو الاسم الأعظم، وقال: إنه في ثلاثة آيات من القرآن.

على كل حال حياة الله -جل وعلا- صفة أزلية ثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع سلف هذه الأمة كما أنها مما يدل لها العقل، مما يدل لها العقل، إذ كيف يتصرف في المخلوقات ويخلق ويرزق ويدبر ويحيي ويميت، وهو غير حي؟ فإثباتها بالنقل بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها إضافة إلى دلالة العقل.

"له الحياة والكلام"، والكلام فالله -سبحانه وتعالى- تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء بحرف وصوت، يسمع، فقد نادى القريب، وناجى، نادى البعيد وناجى القريب على ما يليق بجلاله وعظمته، لا نقول أنه مثل نداء المخلوق يا فلان، {قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ} [(110) سورة المائدة]، أو نقول: إنه يناجي القريب على الصفة التي نعهدها عند المخلوق أبداً، إنما تثبت له الصفة على ما يليق بجلاله وعظمته، والكلام وإن كان قديم النوع، لكنه متجدد الآحاد فهو يتكلم، تكلم في الأزل، ويتكلم متى شاء إذا شاء، ولا نتعرض لهذه الصفة ببيان الكيفية ولا نقول: إنه يلزم من الكلام كذا، يلزم أن يكون هناك شفتان، ولسان وأضراس، تعالى الله، ما نثبت لله إلا ما أثبته لنفسه، ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نتعدى القرآن والحديث.

كلام الله منه ما نزل على الأنبياء ودون في الصحف وفي الألواح، ونقل عن جبريل عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ما يتعلق بنا في المصحف الموجود بين الدفتين كله كلام الله، تكلم به، أوحاه، أو تكلم به إلى جبريل، وجبريل نزل به إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، منجماً في ثلاث وعشرين سنة حسب ما تقتضيه الأحوال، وكونه نزل كاملاً إلى السماء الدنيا كما أثر عن ابن عباس، ثم صار ينزل حسب الأحداث والوقائع من أهل العلم من يقول: إن هذا منكر.

هاه منكر، لماذا؟ لأنه يدل على أنه تكلم به مرة واحدة، وهو موقوف على ابن عباس، ومنهم من يثبته ويقول: لا مانع أن يكون الله -جل وعلا- تكلم به، كما يقدر الأشياء قبل وقوعها، ثم بعد ذلك تقع حسب ما تقتضيه الأحوال.

هاه؟

طالب:........

يأتي.

كونه في لوح محفوظ، في لوح محفوظ في هذه ظرفية واللوح ظرف له، فهل كتب كاملاً في اللوح المحفوظ أو كتب ذكره، ذكره كما كان في زبر الأولين، لا يمكن أن يكون كتب بحروفه في زبر الأولين، وإنما ذكر، كتب ذكره وبيان شرفه، وشرف الداعي إليه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-، منهم من يقول هذا، وأن اللوح المحفوظ ليس فيه من القرآن إلا الذكر، والإشادة به، ومنهم من يقول: ما يمنع أن يكون كتب كاملاً في اللوح المحفوظ، وينزل به جبريل حسب ما تقتضيه الأحوال، فمثلاً يكون الله -جل وعلا- كتب سورة المجادلة كما أنه كتب القرآن دفعة واحدة، وأنزله إلى السماء الدنيا أو البيت المعمور، هاه؟

طالب:........

في حديث ابن عباس، خبر ابن عباس، نعم؟

طالب:........

نعم، ها.

إلى البيت المعمور، دفعة واحدة وجبريل ينزل منه بما تقتضيه الحال، ولا يمنع أن يكون مكتوباً في اللوح المحفوظ، ومنزلاً إلى البيت المعمور ويلقيه الله -جل وعلا- على جبريل، يلقي منه ما تقتضيه الحاجة، واختيار شيخ الإسلام -رحمه الله- أنه مكتوب بحروفه في اللوح المحفوظ، لا أن ذكره في اللوح، وأما بقيته فلم تصدر من الله -جل وعلا- إلا بعد ذلك حسب الوقائع.

هاه.

طالب:.....

إيش فيه؟

طالب:....

هو تلفظ حال النزول، تلفظ حال النزول، يلقيه الله -جل وعلا-، يتكلم به الرب -جل وعلا- بصوت يسمعه جبريل، هذه الحادثة سبب لنزول قوله تعالى، فلما حصلت هذه الحادثة أوحى الله إلى جبريل، تكلم به الرب -جل وعلا-، وسمعه جبريل منه بدون واسطة بصوت يسمع، فنزل به القوي الأمين إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذه القرآن الذي نزل به جبريل مرة يضاف إلى الله؛ لأنه كلامه، وهو الذي قاله ابتداءً، ومرة يضاف إلى جبريل؛ لأنه هو الذي نزل به من عند الله، ومرة يضاف إلى محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(40) سورة الحاقة]، وكونه يضاف إلى أكثر من واحد وهو كلام واحد يدل على أن الإضافة هذه ليست إضافة ابتداء، إذ لو كانت إضافة ابتداء لأضافه إلى محمد أو إلى جبريل فقط، لكن لما أضافه إليهما دل على أنهما وسائط ومبلغين عن الله -جل وعلا-، فجبريل واسطة بين الرب -جل وعلا- ومحمد، ومحمد واسطة بين جبريل وأمته، قد يقول قائل: كيف تمنعون الواسطة وتثبتونها، الله -جل وعلا- ليس بينه وبين خلقه واسطة، نقول: نعم تثبت الواسطة فيما عند، ما ينزل من الله -جل وعلا- إلينا، وتنفى الواسطة فيما يرفع إلى الله -جل وعلا- منا، فلا واسطة بيننا وبين الله في أعمالنا، نعبد الله مباشرة، ندعو الله مباشرة، نتقرب إلى الله -جل وعلا- بدون واسطة، وأما بالنسبة لما ينزل منه، فلا بد من واسطة.

له الحياة والكلام والبصر

 

 

.....................................

له بصر يبصر به جميع المبصرات، له عينان على ما يليق بجلاله وعظمته، وعظمته، مع اعتقاد التنزيه، وعدم مماثلة المخلوقين، فإثباتها ينفي التعطيل، والتنزيه ينفي التمثيل، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، والسميع البصير هذا البصر تدرك به المبصرات، والله -جل وعلا- لا يحول شيء دون بصره، يعني إذا كان المخلوق يبصر بعينين لكن هذا البصر قاصر مسافته محدودة، ويحول دون المبصر ما يحول من الأجسام الكثيفة، بينما الله -جل وعلا- لا يحول دون بصره شيء، وله -سبحانه وتعالى- سمع وإرادة.

له الحياة والكلام والبصر

 

 

سمع إرادة، وعلم واقتدر

 

له أيضاً سمع وهو السميع، يسمع، يسمع السر وأخفى، يسمع دبيب النمل، سبحان من سمع من وسع سمعه الأصوات، تقول عائشة -رضي الله عنها-، قد كانت في الحجرة والمجادلة تشتكي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فلم تسمع، ثم نزل القرآن من السماء.

"سمع إرادة"، له إرادة حقيقية، ثابتة له بالنص والإجماع، {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [(16) سورة البروج]، والإرادة نوعان: إرادة كونية، وإرادة شرعية، فالكونية هي التي ترادف المشيئة، والدينية الشرعية هي التي ترادف المحبة، ترادف المحبة، فالله -جل وعلا- يريد من الخلق أن يعبدوه، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات]، هذه إرادة شرعية، ويحب أن يعبد لكن هل يلزم من هذه الإرادة الوقوع أو لا يلزم؟ لا يلزم؛ لأن هناك إرادة كونية، لأن هناك إرادة كونية، فاستجابة المدعو يجتمع فيها الإرادتان، مثلاً: إيمان أبي بكر أو عمر إيمان من آمن بالنبي -عليه الصلاة والسلام- اجتمعت فيه الإرادتان، وطلب الإيمان ممن لم يؤمن كأبي جهل وأبي لهب، فيه الإرادة الكونية لا الشرعية، فيه الإرادة الكونية التي ترادف المشيئة، فما شاء كان من جميع الحوادث، وما لم يشأ لم يكن، أما ما يحبه الله -جل وعلا- مما يطلق عليه الإرادة الشرعية فلا يلزم من إرادته شرعاً أن يحصل، ولو كان الأمر كذلك لآمن الناس كلهم؛ لأنه يحب أن يعبد، يحب أن يؤمنوا به، فالإرادة ثابتة لله -جل وعلا- بالنص والإجماع.

وهي نوعان: إرادة كونية، وهي التي ترادف المشيئة، ولا بد من تحقق ما أريد بها، لا بد من التحقق، لكن الإرادة الشرعية الدينية قد يحصل المراد وقد لا يحصل، كما ذكرنا من أن الله -جل وعلا- أراد من العباد من الجن والإنس أن يعبدوه، فمنهم من استجاب ومنهم من لم يستجب، فالذي استجاب اجتمعت فيه الإرادتان، والذي لم يستجب تحققت فيه الإرادة الكونية، وتخلفت الإرادة الشرعية لكن هل هناك شيء، بالعكس تحقق إرادة شرعية دون إرادة كونية؟ يتصور وإلا ما يتصور؟ ما يتصور، يعني بعض المبتدعة يقولون: كيف يريد شيئاً ولا يقع في ملكه؟ كيف يريد شيئاً ولا يتحقق؟ والملك إذا طلب من رعيته شيئاً ولم يحققوا مطلوبه صار هذا نقص في ملكه، والله -جل وعلا- يطلب من الجن والإنس أن يعبدوه، ويخالف أكثر الناس فهل يلزم من ذلك نقص في الملك؟ ما يلزم، لا يلزم، نعم، نعم طيب ما الحكمة في كونه يطلب شرعاً، ولا يريد ذلك كوناً وقدراً، ولا يشاءه، الحكمة الإلهية من افتراق الخلق إلى شقي وسعيد، لا شك أنها حكمة بالغة؛ ليختبر الناس ويجازون على أعمالهم، ولذلك خلقت الجنة والنار، إيه لو شاء الله -جل وعلا- شرعاً وأحب أن يؤمن الناس كلهم آمنوا ولتعطلت كما يقول ابن القيم: دار الجزاء الثاني، يعني النار، تتعطل، والإرادة الكونية على ما حصل وما وقع لا شك أنها حكم ومصالح عظيمة، فالله يريد من فلان أن يؤمن، يحب من فلان أن يؤمن، ويريد كوناً أنه لا يؤمن، هل هذا تناقض بين الإرادتين؟ لا، يعني متى يكون تناقض؟ لو جبر الناس أمرهم بالإيمان، وألزمهم وجبرهم على الكفر، هل يقال كيف يأمرهم ويجبرهم؟ لكنه ترك لهم حرية اختيار، وللمخلوق مشيئة وإرادة لكنها تابعة لإرادة الله -سبحانه وتعالى-، فالشخص الذي يؤمر بالصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح، ثم يجلس في بيته إلى أن تصلى وينتهون الناس من الصلاة، هل هذا مجبور على البقاء في بيته؟ لا يستطيع القيام؟ في أحد يمنعه؟ نعم أراد الله -جل وعلا- كوناً أنه لا يستجيب وأنه لا يصلي، لكنه أراد شرعاً أن يستجيب وركب فيه من الحرية والإرادة والقدرة ما يجعله يستطيع أن يصلي، وبطوعه واختياره ومن غير إجبار ترك الصلاة.

"إرادة وعلم، وعلم واقتدر"، وعلم {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [(29) سورة البقرة]، {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [(29) سورة البقرة]، وله أيضاً قدرة على فعل ما يشاء، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(284) سورة البقرة]، فلا يعجزه شيء، وإذا أراد للشيء أن يكون قال له: كن فيكون، هذه الصفات لها متعلقات فالقدرة تعلقت بالممكن، ومثلها الإرادة.

قدرته تعلقت بممكن

 

 

كذا إرادة فعِ واستبن

 

"تعلقت بممكن"، هل القدرة تتعلق بمستحيل؟ لأنه لأن وجود إله ثاني مستحيل فهل يمكن أن يقال: إن الله قادر على أن يخلق مثله؟ لماذا؟ لأنه مستحيل، والمستحيل عند أهل العلم ليس بشيء، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(284) سورة البقرة]، هذا ليس بشيء، يعني أورد بعض المبتدعة قوله في مجال القدرة هل الله -جل وعلا- قادر على أن يخلق صخرة لا يستطيع تفتيتها؟ نقول: هذا جمع بين النقيضين، جمع بين النقيضين، كونه يقدر على خلق هذه الصخرة يناقضه ويعارضه عدم القدرة على تفتيتها، فهو قادر غير قادر، هذا محال، والقدرة لا تتعلق بمستحيل، وتجدون في التفاسير {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(20) سورة البقرة]، يقول بعضهم: يدخل المشيئة، إن الله على ما يشاء قدير، على ما يشاء قدير، والتعليق بالمشيئة مخالف لإطلاق الآية، {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، مخالف على سبيل المثال من المختصرات تفسير الجلالين إن الله على كل شيء يشاءه قدير، نعم وهذا القيد صحيح وإلا غير صحيح؟

طالب:.....

معناه الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، الأمر الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، فمعنى هذا أنه ترك ما ترك عجز، تعالى الله عما يقولون، والإطلاق إن الله على كل شيء قدير، جاء التقييد بالمشيئة؛ ليخرج بذلك عن الإشكال في إيراد المستحيلات؛ لأنه لا يشاءه، فإذا قيل: إن الله على كل شيء قدير، دخل فيه ما يستحيل عليه -سبحانه وتعالى-، لكن إذا قلنا، وهو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن المستحيل ليس بشيء، يعني هل يمكن أن يقال: هذا موجود معدوم؟ هذا لا يمكن، وإذا لم يمكن انتفى تصوره، هذا بالنسبة للنقيضين، طيب إذا قيل: عندنا ليل، وعندنا نهار، عندنا ليل، وعندنا نهار، هل القدرة متعلقة بإحداث قسيم ثالث؟ ممكن؛ لأن هذا ليس بمستحيل.

يقول: "قدرته تعلقت بممكن"، يعني أنها لا تتعلق بالواجب، ولا تتعلق بالمستحيل، لا تتعلق بالواجب، بواجب الوجود، الذي هو الله -جل وعلا-، ولا تتعلق بمستحيل الوقوع، فالله -جل علا- على كل شيء قدير، وكل متعلق بكل شيء، أما الذي ليس بشيء لا تتعلق به القدرة؛ لأنه مما يستحيل وقوعه.

قدرته تعلقت بممكن

 

 

كذا إرادة فعِ واستبن

 

كذلك الإرادة تتعلق بالممكن، تعلقت بالممكن.

هاه؟

طالب:......

تبارك، يقولون: هذا خاص بالله -جل وعلا- بهذه الصيغة، وإلا لفظ مبارك وبركة ممكن، هو الأصل أنه بهذه الصيغة خاص بالله -جل وعلا-، ولا يجوز إطلاق غيره عليه، إطلاقه على غيره.

طالب:.....

تبارك فعل مضارع، فعل ماض، تبارك فعل ماض.

طالب:.....

لا. قد يأتي بصيغة الأمر تبارك علينا، تبارك علينا، يأمر من يريد أن يكرمه بأن تحصل البركة بحضوره، ولا شك أن البركة خاصة بمن جعل الله تعالى فيه البركة، ليست في كل أحد، قد يكون عمله مبارك، وجهوده مباركة، لكن شخصه وذاته خاص، البركة خاصة بمن جعل الله فيه البركة وهو النبي -عليه الصلاة والسلام-.

جاء في كلام بعض العلماء ممن يحسب على التحقيق قوله: إن الله على ما يشاء قدير، إن الله على ما يشاء قدير، ومفهوم إدخال هذا القيد أن الذي لا يشاءه الله ولا يريده لا يقدر عليه، وهذا كلام ليس بصحيح، وإن قاله الطبري في بعض المواضع وهو من أهل السنة، وأما بالنسبة لغيره فلا يسلم مثل الجلالين قالوا: إن الله على ما يشاء قدير في الموضع الأول، التعليق بالمشيئة مفهومه يلزم عليه أن الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، وجاء في حديث صحيح مسلم في آخر من يخرج من النار إذا تمنى قال -جل وعلا-: ((فإني على ما أشاء قادر، فإني على ما أشاء قادر)).

وجاء أيضاً {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [(49) سورة الشورى]، تكميل {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ} [(50) سورة الشورى].

طالب:..........

لا، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} [(29) سورة الشورى]، هذا المطلوب، {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} والمراد بإذا متى، متى شاء يقدر على جمعهم، هذه لا أشكال فيها، لكن فإني على ما أشاء قادر، فإما أن يقال: إن مفهومه، إن مفهومه ملغى؛ لأنه معارض، ومنطوقه صحيح، إذا كان يقدر على ما شاءه ويقدر على ما لم يشأ، فالقدرة متعلقة بما يشاء وما لا يشاء، لا يعجزه شيء، قد يقول قائل: إن الذي لا يشاءه الله -جل وعلا- ليس بشيء، نعم فيكون مما لا تتعلق به القدرة، "قدرته تعلقت بممكن"، هل نقول: إن الذي لا يشاءه مستحيل، هل يكون مستحيلاً؟ لا، ليس بمستحيل، الذي لا يشاءه استحالته؛ لأن الله -جل وعلا- لم يشاءه، وإلا فهو في الأصل ممكن، الله -جل وعلا- لم يشأ أن يؤمن أبو جهل، لكن هل هذا لعدم قدرته؟ لا، ليس بصحيح، وإنما لحكمة بالغة، خلقه وسواه وهداه النجدين، وترك له من الحرية والاختيار ما يختار أحد الطريقين، فاختار سبيل الضلال بطوعه واختياره، لا مكره له على ذلك، فالحكمة الإلهية اقتضت أن يموت على الكفر، وهكذا جميع أضرابه ونظرائه ممن مات على الكفر.

قدرته تعلقت بممكن

 

 

كذا إرادة فعِ واستبن

منهم من يقول بالنسبة للحديث: فإني على ما أشاء قادر، هذا يمكن أن يقال فيما وجد بالفعل؛ لأن المشيئة ارتباطها بالمستقبل، يعني إذا كان الفعل حاصلاً فتعليقه بالمشيئة لا أثر له؛ لأنه لا يمكن أن يفهم منه أنه لا يقدر عليه لوقوعه، فانتفى المحظور، وهنا واقن؛ لأن الله أعطاه ما تمنى، هذا قول بعضهم، وعلى كل حال الحديث صحيح، ولا مفهوم له، يعني لا يفهم منه أن الذي لا يشاءه لا يقدر عليه، فإما أن يقال: إن المفهوم ملغى، أو أنه في مثل هذا الموضع وقد وقع وانتهى، المحظور منتفي، واضح؟

طالب:........

هو النصوص فيها الإطلاق، {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(20) سورة البقرة]، كل شيء، وهل هذا مخصوص أو أريد به الخصوص؟ هو باق على عمومه.

نعم.

طالب:.......

كيف؟

طالب:.......

لا، بس يلزم عليه، يلزم عليه أنه لا يقدر على ما لا يشاءه، وما ترك ما ترك إلا عجز، ترك مشيئة أو خلق أشياء المفهوم ما هو، لا يستقيم، فإما أن يلغى المفهوم، وكم من مفهوم ملغى لوجود منطوق معارض؟ كم من المفاهيم ملغاة لوجود ما يعارضها من المنطوقات؟ أو يقال: إن القيد في الحديث قيد لأمر حاصل، وحينئذ المحظور من هذا المفهوم منتفي.

......................تعلقت بممكن

 

 

إرادة فعِ واستبن

 

عِ: فعل أمر من الوعي، هاه.

طالب:.......

ويش هي؟ كذا إرادة يعني تعلق بممكن.

طالب:.....

عِ: فعل أمر، والأصل أنه بدون ياء؛ لأن هناك أفعال جاءت على حرف واحد، قِ من الوقاية، حرف واحد، فعِ واستبن، من وعاه يعيه إذا حفظه وجمعه {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [(12) سورة الحاقة]، منهم من يقول: إن أسلوب، الأسلوب الذي يطلق على الوعظ والإرشاد والتوجيه يسمونه توعية، يسمونه توعية، وهو بهذا التعبير لا يوجد في كلام السلف، إنما هو حادث، تسمية حادثة، واشتقاقها ما فيه إشكال، إذا قيل: عِ من الوعي وتعيها، لكن كل ما كان الإنسان في تعبيراته ألزم لاصطلاحات سلف هذه الأمة كان أقرب إلى الصواب، يعني تجد على كرسي مدرس مكتوب التوعية الإسلامية، التوعية الإسلامية وفيها دروس، وفيها علم، يعني ما هي من الأساليب المطروقة عند سلف هذه الأمة، عرفت حادثاً، تطلق يعني على التعليم وعلى التوجيه وعلى الإرشاد وكذا.

أقول: كل ما كان الاستعمال والاصطلاح موافق لاستعمال السلف واصطلاحهم، كان أدق وأبعد عن دخول غير المراد به، وعلى كل حال الخطب سهل.

"فع واستبن"، السين والتاء للطلب أي أطلب البيان من مظانه، يعني ابحث في هذه المسألة، بما تتعلق القدرة والإرادة؟ وأعطاك إشارة مختصرة، لكن إذا أردت التوسع فعِ واستبن، اجمع من الكتب واستبن اطلب البيان من أهل العلم سواءً كانوا أمواتاً أو أحياء.

والعلم والكلام قد تعلقا

 

 

بكل شيء يا خليلي مطلقا

 

"والعلم والكلام قد تعلقا"، علم الله -جل وعلا- تعلق بكل شيء، بالواجب، والممكن، والمستحيل، والجائز، يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون؟ الله -جل وعلا- يقول عن أهل النار: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ} [(28) سورة الأنعام]، هذا ما كان ولا يكون، لا في الحال ولا في الاستقبال، عودهم وإلا ردهم لا يمكن أن يقع، ومع ذلك أخبر الله عن هذا الأمر الذي لن يقع أنهم لو ردوا لعادوا، مما يدل على أنه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون؟.

"والعلم والكلام قد تعلقا"، فالله بكل شيء عليم، بكل شيء عليم فيتعلق بالواجب وبالممكن قالوا: وبالمستحيل، كيف يعلم المستحيل؟ يعلم المستحيل لغيره {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ}، المستحيل لذاته.

هاه.

طالب:.....

هم قالوا: حتى المستحيل يعلمه، هو يعلم الاستحالة، وأنه لو قدر وجوده هذا المستحيل وأمكن وجوده أنه يعلمه.

والعلم والكلام قد تعلقا

 

 

بكل شيء يا خليلي مطلقا

 

العلم ما فيه إشكال، متعلق بكل شيء، لكن الكلام؟ الكلام كالإرادة، هل يريد كل شيء؟ وهل يتكلم بكل شيء؟ لا يتكلم إلا بما شاء، وقوله: "والعلم والكلام قد تعلقا" العلم متعلق بكل شيء، يعلم ما في السر وأخفى لكن الكلام هل يتكلم بكل شيء؟

طالب:......

لكن واقع الكلام هل هو بكل شيء، يعني ما فرطنا في الكتاب من شيء هل معناه أنه تكلم بكل شيء؟ يقول -جل وعلا-: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(38) سورة الأنعام]، لكن هل من لازم عدم التفريط أن يكون تكلم بكل شيء أو تكلم بشيء، ثم بعد ذلك بقية الأشياء من الأشباه والنظائر تقاس عليه؟ تقاس عليه، فالله -جل وعلا- لم يتكلم بكل شيء، نعم.

طالب:.........

لتعلقه بكن؟

طالب:........

إيه لكن هل قال لكل شيء: كن؟ أنت لا تنظر إلى الموجودات؛ لأن مقتضى قوله بكل شيء، أن العلم هذا ما فيه إشكال يتعلق بكل شيء، علم الله -جل وعلا- محيط بكل شيء، لكن الكلام هل تكلم بكل شيء؟ يعني مثلاً ما يستنبط منه الوجوب من القرآن، وجوب شيء لعلة، شارك هذا الشيء أشياء كثيرة بعللها، ونقول: هذا واجب للاشتراك مع الواجب في العلة، ويكون الدليل حينئذ القياس، هل نقول إن الله تكلم بهذه الأشياء التي قسناها على ما تكلم به الرب -جل وعلا-؟ لا، ولذا يقولون: الإرادة والكلام لا عموم لهما فإن الله سبحانه لا يتكلم بكل شيء، ولا يريد إلا ما سبق علمه به، لا يريد كل شيء بخلاف العلم والقدرة، فإنه بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير.

"يا خليليي" يعني يا صديقي.

"مطلقاً"

طالب:.........

قدرته، لا، لا القدرة غير، لا لا، القدرة غير ال.....

طالب:......

إيش هو؟

طالب:........

لا، تصير تبع القدرة، صفة القدرة، لا، هو يتكلم عن صفة الكلام، يعني هل كل شيء مرتبط بكلام الله؟

طالب:....

تكلم بأنواع منها وإلا بجميعها؟

طالب:.....

إيه، لكن هذه الثلاثة لها أفراد كثيرة ما يخرج عنها شيء مما وجد، ويوجد مستقبلاً، هل أنت تريد أن تكلم في أجناس هذه الأنواع أو في أفراد هذه الأنواع؟ الأجناس ما فيها إشكال، لكن مقتضى الإطلاق بكل شيء يشمل الأفراد، ولذلك قلنا: إنه قوله جل علا: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [(38) سورة الأنعام]، مقتضاه أنه تكلم بكل شيء مما يحتاجه الناس، لكن حتى شيء يدخل فيها ما لا يحتاج إليه، وهل تكلم فيما لا يحتاج إليه، وهل تكلم بجميع ما يحتاج إليه بالحرف؟ لا ما يلزم هذا.

طالب:......

الله -جل وعلا- تكلم، ويتكلم {قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [(109) سورة الكهف]، لكن هل مقتضى هذا أنه تكلم بكل شيء؛ لأن المؤلف يقول:

والعلم والكلام قد تعلقا

 

 

بكل شيء يا خليلي مطلقا

 

يعني إذا أردت دليلاً لمسألة من المسائل هل تجد، كل مسألة من المسائل أن الله تكلم بما يدل عليها؟ لا.

وسمعه سبحانه كالبصر

 

 

بكل مسموع وكل مبصر

 

يعني سمعه تعلق بكل مسموع سبحان من وسع سمعه الأصوات، وبصره كذلك بكل مبصر، لكن هل عن كون المتعلق سمعه بالمسموعات وبالبصر بالمبصرات أنه تعلق بكل شيء؟

طالب:.....

 نعم.

طالب:.....

غير المعدوم، يعني ما لا ينطق به.

طالب:.....

نعم، يعني إذا كان مرئي يمكن تعلقه البصر، طيب الكلام متعلقه البصر المسموع الأصوات، الأصوات متعلقها السمع، والمبصرات متعلقها البصر، فكل مسموع متعلق بالبصر، بالسمع، وكل مبصر متعلق بالبصر، فالسمع متعلقه المسموعات، والبصر متعلقه المبصرات، نقف على الفصل.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

يقول: لقد فهمت في الدرس الماضي أن صفات الله الفعلية كالكلام والنزول والخلق قديمة متجددة، فمثلاً صفة الكلام قديمة، ولكن كلامه سبحانه موسى وقع في زمان موسى -عليه السلام-، فهل على هذا من الممكن أن نقول:

إن كلامه سبحانه لموسى حادث، وهل ممكن أن نقول وبالتالي أن القرآن وكلام الله ممكن أن يكون سبحانه قاله في وقت معين حادث وليس قديماً؟
مثل الكلام صفة الكلام يقرر أهل العلم أنها قديمة النوع، فالله -جل وعلا- تكلم في القدم، في الأزل، ويتكلم، في المناسبات التي ينزل على إثرها كلام الله -جل وعلا-، سواءً كان على نبينا -عليه الصلاة والسلام- أو على من قبله، الكتب السابقة نزلت جملة، وكتابنا نزل منجماً في ثلاث وعشرين سنة، حسب ما تقتضيه الحوادث فهو ينزل تبعاً لذلك، هذا بالنسبة، فهو قديم النوع متجدد الآحاد.
النزول إلى السماء الدنيا أما بالنسبة للقدم الأزلي قبل خلق السماوات والأرض، هذا لا يتصور نزول إلى السماء الدنيا وهي لم تخلق.
هاه، كيف؟
طالب:........
تبي تأتي القدرة وما تتعلق به، هذا الكلام على النزول، نعم، الخلق، نعم، قبل أن يوجد المخلوق لا يقال إن الله -جل وعلا- قادر على كل شيء، يخلق ما يشاء متى شاء، هذا لا ينكره أحد، لكن القدرة تعلقها بالمخلوق، يعني الاتصاف بالصفة موجود، لكن أثر هذه الصفة ووجود المخلوقات لا شك أنه حادث ومازال يحدث كن فيكون.

يقول: يمكن أن يكون سبحانه قوله، يقول: قال: وفي وقت معين حادث؟

نعم آحاده متجددة وحادثه، وأما نوعه فقديم يعني الكلام، والقول بإطلاق القدم هذا قول من يقول: إن الله -جل وعلا- تكلم في الأزل، ولا يتكلم بعد ذلك، وهم الذين يجعلون كلام الله واحداً، وإنما تختلف فيه اللغات.

يقول: هذا اقتراح ألا ترون أن الأفضل أن تكون مدة الدورة متناسبة مع حجم المتن، بحيث يمكن بإذن الله ختم المتن في الدورة، وهذا بدوره يعطي دافعاً قوياً معنوياً لطالب العلم، حيث أنه يكون قد انتهى من أحد المتون العلمية؟

هو بالإمكان أن تكون الدورة شهر، هذا ما فيه إشكال، يعني الدورة إذا انتهت من الرياض تبدأ في بلد ثاني، يعني ما بتنتهي إلى لا شيء، وبإمكاننا أن نجعل دورة الرياض شهراً، لكن الملل، الطلاب لا شك أنهم يملون، والنقص يبدو ظاهر في الأيام الأخيرة، وأما كون الدورة تربط بإنهاء المتون فما أدري لعل، هل المقصود الكم، وأن هذه الكتب تنتهي على أي وجه، هذا شيء ومطلب أيضاً لبعض الإخوان، أنه تقسم الأبيات على الأيام، وفي كل يوم نشرح قدر معين، وإذا قلنا مائتين وعشرة أبيات السفارينية وقسمناها على إحدى عشر يوماً أو عشرة أيام يعني في كل يوم عشرين بيت، يعني ممكن هذا، ليست بالصعبة، لكن مع ذلك، ما أدري، أنا طريقتي تختلف، يعني معنا حزم يجعلنا إذا قررنا شيئاً أنجزناه؛ لأنه تعرض لنا عوارض ويعترضنا أمور يحتاج إلى الاستفهام عنها ونحتاج إلى تثبيتها، ونحتاج إلى تكرارها، فأحياناً نشرح ثلاثة أبيات، وأحياناً نشرح أربعة، وأحياناً بيتين، وأحياناً سبعة، على حسب ما يتيسر.

هل يجوز أن أسافر بزوجتي وأمها وأختها، أم لا بد من محرم لأخت زوجتي؟

لا بد من محرم.
وهل من يسافر بأسرته ومن معهم الخادمة يأثم؟
الأصل أنه يأثم إذا كانت بدون محرم، لكن بعض أهل العلم يقول: إذا لم يكن لها في البلد أحد تأوي إليه، فإن تضييعها الآثار المترتبة عليه اشد من السفر مع الأسرة بدون محرم، وعلى كل حال أصل الاستقدام بدون محرم لا يجوز.

يقول: ما القول الراجح في صيام يوم الخميس؟

صيام يوم الخميس سنة؛ لأنه يوم ترفع فيه الأعمال، وجاء الحث عليه، لكن ليس بالقوة بمثابة يوم الاثنين، لكن الخميس جاء ما يدل على استحباب صيامه.
وفي سؤال طرح العصر وما قرئ وأكد صاحبه أنه يجاب عليه.

يقول: بعض الناس يفاضل بين شيخ الإسلام ابن تيمية والأئمة الأربعة؟

يفاضل بينهم أيهما أفضل؟ منهم من يقول: شيخ الإسلام، ومنهم من يقول: الأئمة الأربعة، على كل حال هذا السؤال سئل عنه الشيخ محمد رشيد رضا، هل شيخ الإسلام ابن تيمية أفضل أم الأئمة الأربعة هاه؟ نعم أجاب بما مراده، أو مفاده، أو ملخصه أن شيخ الإسلام إنما تخرج على كتب الأئمة الأربعة وكتب أتباعهم، فلهم الفضل عليه من هذه الحيثية، وباعتباره -رحمه الله- أحاط بكتبهم وكتب أتباعهم امتاز عليهم من هذه الجهة، يعني بالشمول، وعلى كل حال هو إمام، وهم أئمة وأئمة هدى، ولهم أجور من تبعهم ممن دلوه على الهدى، وشيخ الإسلام لا شك أن الله أحيا به سنناً، لا سيما عقيدة السلف الصالحة الصافية التي كان عليها الصحابة والتابعين بعد أن طبقت مذاهب المبتدعة الأرض، بحيث لا يكاد يذكر إلا النادر القليل ممن يعتقد مذهب السلف الصالح، الأشعرية عمت الآفاق كذلك الاعتزال، وغيرها والرفض وغيرها من المذاهب، فجاء -رحمه الله- وبين للناس الحق، وكشف وقد تكون الاستجابة في زمنه ليست على المستوى الذي أمله -رحمه الله-، قد تكون أقل، ثم بعد ذلك حوربت كتبه، وأوذي أتباعه، ثم لما قيض الله لهذه الأمة هذه الدولة التي تبنت منهج السلف الصالح نصرت كتب شيخ الإسلام، وأقوال شيخ الإسلام، فانتشرت أقواله ورجع الناس إلى السنة ولله الحمد والمنة.
طالب:......
بيجي -إن شاء الله-.

هذا يقول: ما حكم قول الأم لبعض أبنائها إذا فعل أمراً خاطئاً يعني خطأ، إذا كان فيه مخالفة شرعية لا سيما إذا كان مكلفاً، قالت: الله يزعل منك، أو الله ما يدخلك الجنة، أو الله ما يحبك، بهدف التربية؟

ينبغي أن تكون الألفاظ مدروسة، الله يزعل منك يعني يغضب منك، يؤتى بالألفاظ الشرعية الواردة في النصوص، ويغضب من يفعل هذا الفعل إذا كان محرماً، لكن الغالب أن مثل هذا غير مكلف، فلا يؤاخذ بفعله من جهة الشرع، وإن كانت التربية وأطره على الحق، وتركه للمحرمات والمخالفات على ولي الأمر أن يأطره على هذا، لكن ما يقال له: الله يغضب منك وهو ما هو مكلف، ينبغي أن تدرس الألفاظ قبل إلقائها، أو الله ما يدخلك الجنة، هذا فيه جزم، الذي فعل المعصية إذا كان مكلفاً فهو تحت المشيئة ما لم تكن شركاً.

قال: وهل أسماء الله الحسنى تسع وتسعون الموجودة في نهاية المصاحف القديمة كلها ثابتة؟

لا؛ لأنها معتمدة على رواية الترمذي التي فيها تفصيل بذكر التسعة والتسعين، وهذه الرواية لا يثبتها أهل العلم.