شرح العقيدة الطحاوية (28)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:

قوله ولا يصح الإيمان بالرؤية..

القائل الشارح، قوله القائل الشارح هو الذي يقول قوله..

قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:

ولا يصح الإيمان بالرؤية لأهل دار الإسلام.

دار السلام الجنة.

لأهل دار السلام لمن اعتبرها منهم بوهم أو تأولها بفهم إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية ترك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين المسلمين. ومن لم يتوق النفي التشبيه زل ولم يصب التنزيه، قال الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى يشير الشيخ رحمه الله إلى الرد على المعتزلة ومن يقول بقولهم في نفي الرؤية وعلى من يشبه الله بشيء من مخلوقاته فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر» الحديث أدخل كاف التشبيه على ما المصدرية الموصولة بترون التي تنحلُّ إلى المصدر الذي هو الرؤية فيكون التشبيه في الرؤية لا في المرئي وهذا بيِّن واضح في أن المراد إثبات الرؤية وتحقيقها ودفع الاحتمالات عنها وماذا بعد هذا البيان وهذا الإيضاح فإذا سلِّط التأويل على مثل هذا النص كيف يستدل بنص من النصوص وهل يحتمل هذا النص أن يكون معناه إنكم تعلمون ربكم كما تعلمون القمر ليلة البدر ويُستشهد لهذا التأويل الفاسد بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل}[الفيل:1] ونحو ذلك مما استَعمل فيه.

استُعمل.

مما استُعمل فيه رأي..

رأى.

مما استُعمل فيه رأى التي في أفعال القلوب ولا شك أن رأى تارة تكون بصرية وتارة قلبية وتارة تكون من رؤيا الحلم وغير ذلك ولكن ما يخلو الكلام من قرينة تخلص أحد معانيه من الباقي.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الطحاوي رحمه الله تعالى يقرر في هذا المقطع رأي أهل السنة والجماعة في إثبات الرؤية، رؤية المؤمنين لربهم- جل وعلا- في الجنة التي هي أعظم ما يتلذذ به أهل الجنة ويعتمد في ذلك على النص الصحيح المتواتر عند أهل العلم عن النبي -عليه الصلاة والسلام- «إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر» كما ترون فالتشبيه مسلَّط على الرؤية، كما ترون، فهنا مشبَّه ومشبَّه به، فالتشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي الذي أثبته المبتدعة، قالوا إن التشبيه للمرئي بالمرئي ثم بعد ذلك نفوه زعمًا للتنزيه من هذا التشبيه، فهم شبهوا ثم عطلوا ومعلوم أن التشبيه لا يلزم فيه مطابقة المشبَّه بالمشبَّه به من كل وجه كما جاء «أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة كأنهم القمر ليلة البدر وجوههم كالقمر ليلة البدر» الآن التشبيه مطابق والا غير مطابق؟ مطابق من وجه دون وجه، من يدعي أن القمر له عينان وأنف وفم أو نقول إن أول زمرة يدخلون الجنة ليس لهم عيون ولا أنوف ولا فم ولا غيره هل نقول هذا أو ذاك؟ لا، التشبيه إنما يكون من وجه وهو النور والاستدارة دون بقية الوجوه، فرؤيتنا للباري جل وعلا -نسأل الله ذلك لنا ولكم ولجميع المسلمين- وضوحها كرؤية القمر ليلة البدر يعني هل تضامون في ذلك؟ هي يشك في القمر ليلة البدر؟ لنفي الشك والالتباس في الرؤية، وأما المرئي فقد جاء في وصفه ما جاء عنه في كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ما يجب الإيمان به واعتقاده من غير تكييف لأنها أخبار، والتكييف إنما يبنى على مشاهدة الأخبار، تعطي معنى الاستواء معلوم فنقول حينئذٍ الرؤية معلومة لكن كيفيتها؟ لا يمكن أن نحيط بها من خلال أخبار؛ لأن الأخبار ليست كالمعاينة والمعاينة في الدنيا مستحيلة لكنها في الآخرة قررها النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا الحديث بطرقه وروايته هل تضامون في ذلك أو لا تضامّون في ذلك ولا ينالكم من ذلك أي ضرر ولا زحام ولا مضامة ولا شيء، كل يراه بكل راحة مثل ما يرى القمر وهو مخلوق صغير بالنسبة للخالق- جل وعلا- لا يمكن أن يقال إن القمر على كبر حجمه أنه وهو مخلوق أن يشبه به الخالق أو يشبه بالخالق، قال ويستشهد لهذا التأويل الفاسد بقوله تعالى{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل}[الفيل:1] يريدون أن تكون الرؤية علمية وليست الرؤية علمية وليست بصرية لأن الفعل رأى إما أن يكون متعلَّقه البصر أو العقل وهو الرأي يكون من الرأي أو يكون في النوم فيكون الحلم، فتقول رأى رؤية إذا كان ببصره، والفرق في ذلك في المصادر ورأى رأيًا يعني بعقله، مسألة علميه حررها وتوصّل بهذا الرأي فوصل إليه، ورأى رؤيا إذا كان في منامه، وهذا يختلف عن هذا «إنكم ترون» يعني بأبصاركم كما ترون يعني بالآلة نفسها التي ترون بها القمر ليلة البدر لا بعقولكم ولا في النوم إنما بالبصر {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيل}[الفيل:1]  مثل هذه الرؤية ومثل {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد}[الفجر:6] وغير ذلك مما خوطب به النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذه الصيغة وهو لم ير قالوا إن الخبر المتواتر القطعي لأن أخبار عاد وأخبار أصحاب الفيل وصِلت إليه -عليه الصلاة والسلام- بطرق قطعية بنصوص الكتاب بنصوص القرآن، قالوا أُثِر هذا اللفظ وهو الرؤية ليكون ما يبلغ الإنسان بطريق القطع حكمه كحكم المشاهد في القطعية، ومنكره مثل منكر المشاهد ولهذا أوثر مثل هذا الفعل دون غيره وإلا ما رأى الرسول -عليه الصلاة والسلام- ببصره ما رأى كيف فعل بعاد ولا بأصحاب الفيل، لكن متى نحتاج إذا وجدنا رأى زيدا، هل نستطيع أن نقول أنه رأى ببصره أو بقلبه أو في منامه؟ حتى نسمع المصدر، المصدر هو القرينة التي تدل على المراد بالفعل، لا بد من وجود قرينة إذا قلت بحث زيد في مسألة كذا فرأى كذا عرفنا أنها عقلية يعني ليست بصرية ولا حلمية أو نام نومًا عميقًا فرأى كذا نعرف أن القرينة تدل على أنها رؤيا.

وإلا لو أخلا المتكلم كلامه من القرينة المخلصة لأحد المعاني لكان مجملاً ملغزًا لا مبينًا موضحًا وأي بيان وقرينة فوق قوله «ترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب» فهل مثل هذا مما يتعلق برؤية البصر أو برؤية القلب وهل يخفى مثل هذا إلا على من أعمى الله قلبه فإن قالوا ألجأنا إلى هذا التأويل حكم العقل بأن رؤيته تعالى محال لا يتصور إمكانها فالجواب أنها..

يرتِّبون مقدمات لا دليل عليها لا من كتاب ولا من سنة وهذا العلم إنما يُتلقى من السمع، من الكتاب والسنة فقط يرتبون هذه المقدمات ثم يرتبون عليها نتائج ضرورية، إذا كانت المقدمات غير شرعية فلن تكون النتيجة شرعية هذا أمر مقرر عند العقلاء كلهم، إذا كانت المقدمات غير مرتبطة بما يراد تقريره فلن تخرج النتيجة صحيحة، هم قرروا وقعّدوا ووضعوا مقدمات لم يستمدوها من كتاب ولا سنة قالوا إنه إذا قررنا أنه يرى فأنه لا بد أن يكون في جهة وفي حيِّز والجهة والحيِّز منتفيان عنه- جل وعلا- إذًا تنتفي الرؤية تكايس بعض الفرق وقالوا إنه يرى لكن لا في جهة هل هذا ممكن؟ هذا لا يمكن إطلاقًا، على كل حال الحكم في ذلك النص متفق عليه بل متواتر عند أهل العلم ومعناه واضح لو قرأته على من لا يقرأ ولا يكتب فهم معناه، ولا يخفى معناه إلا على أولئك الذين انشغلوا بعلم الكلام ومقدماتهم وفلسفتهم والله المستعان.

فالجواب أن هذه دعوى منكم خالفكم فيها أكثر العقلاء وليس في العقل ما يحيلها بل لو عرض على العقل موجود قائم بنفسه لا يمكن رؤيته لحكم بأن هذا محال وقوله لمن اعتبرها منهم بوهم أي توهّم أن الله تعالى يرى على صفة كذا فيتوهم تشبيهًا ثم بعد هذا التوهم إن أثبت ما توهمه من الوصف فهو مشبه وإن نفى الرؤية من أصلها لأجل ذلك التوهُّم.

سيأتي في كلام المصنف- رحمه الله تعالى- عن الله- جل وعلا- أنه لا تبلغه الأفهام ولا تدركه الأوهام إنما ندرك بقدر ما نفهم من النصوص معانيها الظاهرة أما ما وراء ذلك من الكيفيات إذا سرّح الإنسان فكره في النصوص وبحث عما وراءها لا بد أن يضل لأنها لا تدرك بالأفهام ولا بالأوهام.

وإن نفى الرؤية من أصلها لأجل ذلك التوهُّمِ فهو جاحد معطل بل الواجب دفع ذلك.

أولاً شبه أهل التعطيل ما وصلوا إلى تعطيلهم إلا بعد أن شبهوا الله بالخلق ثم لزم من ذلك أن ينفوا التشبيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11] يستدلون بهذا لكنهم لا يمكن أن يبقوا شطر الآية ويتركوا الشطر الآخر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير}[الشورى:11] إثبات السمع والبصر رد عليهم في نفيهم المطلق.

بل الواجب دفع ذلك الوهم وحده ولا يعم بنفيه الحق والباطل فينفيه فينفيهما ردًا على من أثبت الباطل بل الواجب رد الباطل وإثبات الحق وإلى هذا المعنى أشار الشيخ رحمه الله تعالى بقوله ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه فإن هؤلاء المعتزلة يزعمون أنهم ينزهون الله بهذا النفي وهل يكون التنزيه بنفي صفة الكمال؟! فإن نفي الرؤية ليس بصفة كمال إذ المعدوم لا يرى وإنما الكمال..

يعني وصل الأمر عندهم إلى أن حكموا عليه- جل وعلا- تعالى الله عما يقولون- بأنه عدم، إذا كان بدون صفات ولا داخل العالم ولا خارجه ولا يمين ولا شمال ولا فوق ولا تحت وش يصير؟! نسأل الله العافية، وأخوف ما يخاف على نفاة الصفات أن الله- جل وعلا-إذا أتى يوم القيامة وعرفه الموحدون بصفاته التي آمنوا بها وسجدوا له كيف يعرفه النفاة ليسجدوا له وهم ما يثبتون صفة؟! يعرفه الموحدون بما عرفوه من صفاته في كتابه وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-فالأمر جد خطير ليس بالسهل، يعني اللوازم التي ترتبت على أقوال هؤلاء المبتدعة خطيرة جدًا، الجهمية كفرهم خمسمائة عالم وليس من فراغ وليس غلو تكفيرهم هذا لأنهم نفوا النصوص القطعية من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ولزم من قولهم أنه لا خالق ولا إله لأن العدم ليس بشيء، العدم كيف يخلق كيف يرزق كيف.. معناه أنه ليس بموجود أصلاً نسأل الله العافية.

طالب: .............

 لا، التفويض شر، نعم قد يأتي إليهم اللبس من كلام بعض السلف أنها تمر كما جاءت ولا نتعرض لتأويلها ولا كذا ولا كذا قالوا نؤمن باللفظ لا نعرف معنى شيء نمرها كما جاءت،

ما الفرق بين التفويض وبين الإثبات ومعرفة المعنى دون معرفة الكيفية؟ ما الفرق بينهما؟ نأتي بمثال بالنسبة للمخلوق عندك زيد علم على شخص من الرجال في الجملة أوصافه معروفة لكن كيفيات هذه الأوصاف تُعرف أو لا؟ ما تعرف إلا بالمشاهدة أو بوصف دقيق لكن عكس الكلمة ديز لها معنى؟ المفوضة يريدون أسماء الله وصفاته التي جاءت في الكتاب مثل ديز ما لها أي معنى، لن نستطيع معرفة وفهم أي معنى لهذه الكلمة، زيد شخص بالهند أو بالمغرب أو بالمشرق تعرف عنه ما تعرف في الجملة عن عموم الرجال أنه مركّب من كذا وكذا وكذا من أوصاف، لكن كيفيات هذه الأوصاف ومركب من أعضاء وكيف لونه وطوله وعرضه، الأشياء الدقيقة فيه الكيفيات هذه لا يمكن أن تصل إليها إلا بالمشاهدة أو بوصف دقيق، قيل لك أنه طويل أو أسمر أو أبيض تعرف بقدر ما وصف لك، وما عدا ذلك يتوقف على المشاهدة، هذا في المحاط به وهو المخلوق، المخلوق تستطيع أن تحيط به فكيف بالخالق- جل وعلا- ففرق بين التفويض لأن بعض الناس يتساهل في هذا الأمر وأثيرت المسألة قبل سنتين أو ثلاث في الإنترنت وحصل لها رواج وأن مذهب السلف التفويض لأنهم يقولون أمروها كما جاءت، الاستواء معلوم والكيف مجهول ما ندري عن شيء ليس بصحيح، الاستواء معلوم لكن كيفيته التي لا يمكن أن نطلع عليها بعقولنا مجهولة.

طالب: .............

إيه كلام الشيخ شديد في التفويض، لكن الفرق بينهما في المثال الذي ذكرته وهو في المخلوق مع القدرة على معرفته ومع القدرة على الإحاطة به إذا قيل لك زيد أو ديز التفويض ديز ما تدري ما معناه لازم تفوض، تكلم بها شخص ما ندري ماذا يريد لا بد أن تفوض في مثل هذه الحالة لكن كلمة عربية مستعملة بأصلها ومشتقاتها ولها معاني في اللغة نعرف معناها.

وإنما الكمال في إثبات الرؤية ونفي إدراك الرائي له إدراك إحاطة كما في العلم فإن نفي العلم به ليس بكمال وإنما الكمال في إثبات العلم ونفي الإحاطة به علمًا فهو سبحانه لا يحاط به رؤية كما لا يحاط به علمًا وقوله أو تأولها بفهم أي ادعى أنه فهم لها تأويلاً يخالف ظاهرها وما يفهمه كل عربي من معناها فإنه قد صار اصطلاح..

يعني في المناظرات بين أهل السنة والمبتدعة قالوا ناظروهم في العلم إن أثبتوه خصموا وإن نفوه كفروا من ينفي العلم ما الذي ضد العلم الجهل، هل يمكن أن يوصف أقبح مبتدع هل يمكن أن يقول الله جاهل؟! ما يمكن إذا أثبته خُصم لأن بقية الصفات طريقها واحد، أثبتها كما أثبت العلم، وإن نفوه كفروا ولذلك عند المناظرة لما ألزموا بهذا قالوا تثبتون العلم؟ قالوا لا نثبت العلم قالوا لا يجهل، نستطيع أن نقول لا يجهل هذا مبلغهم من العلم أن الله لا يجهل، الاسطوانة هذه ما تجهل لكن هل أن يثبت لها علم؟ ما يثبت لها علم والله المستعان.

طالب: .............

الإحاطة المنفية من جهة المخلوق.

فإنه قد صار اصطلاح...

طالب: ....................

والكمال في إثبات العلم يعني صفة العلم لله- جل وعلا- الكمال في إثبات صفات الكمال.

فإنه قد صار اصطلاح المتأخرين في معنى التأويل أنه صرف اللفظ عن ظاهره وبهذا تسلط المحرِّفون على النصوص وقالوا نحن نأول ما يخالف قولنا فسموا التحريف تأويلاً تزيينًا له وزخرفة ليقبل وقد ذم الله الذين زخرفوا الباطل قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام:112] والعبرة للمعاني لا للألفاظ فكم من باطل قد أُقيم عليه دليل مزخرف عورض به دليل الحق وكلامه هنا نظير قوله فيما تقدم لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ثم أكد هذا المعنى بقوله إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنىً يضاف إلى الربوبية ترَك التأويل ولزم التسلم وعليه..

ترْك.

أحسن الله إليك.

ترْك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين المسلمين.

ما معنى الجملة؟ إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية إلى الله- جل وعلا- ترْك التأويل.

طالب: ....................

معنى الكلام هذا.

طالب: يعني يقول إذا كان هذا معنى التأويل نتركه.

إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية.

طالب: ....................

لا، أنا أناقش كلام الشيخ عبارة الشيخ.

طالب: ....................

الأول تفسير الرؤية، إذا كان تفسير الرؤية الآن خبر كان ترْك واسمها تأويل رؤية؟

طالب: ....................

إذ كان تأويل الرؤية لأن عندي إذ..

طالب: ....................

إذ كان وفي نسخة تأوُّل بدل تأويل.

طالب: ....................

زين بترك التأويل تأويل الرؤية، وتأويل كل معنى بترك التأويل، تأويل بمعنى تصحيح، التفسير الصحيح يكون بترك التأويل الباطل.

إذ كان تأويل الرؤية وتأويل كل معنى يضاف إلى الربوبية ترك التأويل ولزوم التسليم وعليه دين المسلمين ومراده ترك التأويل الذي يسمونه تأويلاً وهو تحريف ولكن الشيخ رحمه الله تعالى تأدّب وجادل بالتي هي أحسن.

يعني على سبيل التنزل إن كان صنيعكم في النصوص هذا تأويلا وهو في الحقيقة تحريف لكن من باب التنزل في الخطاب سماه تأويلا ولكنه تأويل باطل.

كما أمر الله تعالى بقوله {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل:125] وليس مراده ترك كل ما يسمى تأويلا ولا ترك شيء من الظواهر لبعض الناس لدليل راجح من الكتاب والسنة وإنما مراده ترك التأويلات الفاسدة المبتدعة المخالفة لمذهب السلف التي يدل الكتاب والسنة على فسادها وترك القول على الله بلا علم فمن التأويلات الفاسدة تأويل أدلة الرؤية وأدلة.. وأدلة العلو وأنه لم يكلِّم موسى تكليمًا ولم يتخذ إبراهيم خليلاً ثم قد صار قد صار لفظ التأويل..

يعني تأويل عموم ما يدل على إثبات الصفات من النصوص.

ثم قد صار لفظ التأويل مستعملاً في غير معناه الأصلي، فالتأويل في كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- هو الحقيقة التي يؤول إليها الكلام، فتأويل الخبر هو عين المخبَر به وتأويل الأمر نفس الفعل المأمور به، كما قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي» يتأول القرآن.

يعني على ما جاء في سور ة النصر.

وقال تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ}[الأعراف:53].

يعني وقوع حقيقته إلا تأويله يعني وقوعه، وقوع الشيء.

{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}[الأعراف:53].

لذلك لما وقع تأويل الرؤيا التي رآها يوسف عليه السلام قال {هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ}[يوسف:100] تأويلها وقوعها ووجودها في الخارج في الأعيان.

{يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}[الأعراف:53]  ومنه تأويل الرؤيا.

لما كان خبرا كذبوا به لما وقع ورأوه بأعينهم لا يستطيعون التكذيب لأن المرئي لا يمكن تكذيبه.

طالب: ....................

وين؟

طالب: ....................

لا لا، تأويله وقوع ما أخبر به.

ومنه تأويل الرؤيا وتأويل العمل كقوله {هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ}[يوسف:100] وقوله {وَيُعَلِّمُكَ}[يوسف:6].

يعني سجدوا بالفعل، في الأول رؤيا لكن سجدوا بالفعل أمامه هذا تأويل الرؤيا بمعنى وقوعها في الخارج وما آلت إليه في الآخير.

وقوله {وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}[يوسف:6]  وقوله {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}[النساء:59] وقوله {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}[الكهف:78] إلى قوله {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}[الكهف:82] فمن ينكر وقوع مثل هذا التأويل والعلم بما تعلق بالأمر والنهي منه وأما ما كان خبرا كالإخبار عن الله واليوم الآخر فهذا قد لا يعلم تأويله الذي هو حقيقته إذ كانت لا تُعلم بمجرد الإخبار فإن المخبَر إن لم يكن قد تصور المخبِر به.

المخبَر.

فإن المخبَر إذا لم يكن قد تصور المخبَر به أو ما يعرفه قبل ذلك لم يعرف حقيقته التي هي تأويله بمجرد الإخبار وهذا هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، لكن لا يلزم من نفي العلم بالتأويل نفي العلم بالمعنى الذي قصد المخاطِب إفهام المخاطَب إياه.

مثل ما قلنا في زيد يتحدث عن رجل موجود في الواقع لكنه بعيد عندك ما رأيته قط.

طالب: ....................

لا، وين؟

طالب: ....................

لا، المخبَر.

طالب: ....................

المخبَر به.

طالب: ....................

نعم، قيل لك أنت، أُخبرت بأن شخصا يقال له زيد في المغرب أو ابن أبي زيد مثلاً القيرواني أنت في الجملة تتصور تصورا إجماليا، لكن حقائق الأمور لا تدري ما لونه ما طوله ما عرضه ما كيفية كلامه، كيفية مشيته، ما تدري عن شيء، تعرف أشياء إجمالية هو معنى راسخ في الذهن، وفي الغالب أنك إذا تخيلته في الغالب أنه يخرج على خلاف تخيلك، بعض الناس من خلال الكلام ومن خلال ما يسمع صوتا يتخيل أنه مثلاً طويل أو عريض أو أبيض أو أسود يخرج في الغالب عكس ما يتصور، سبحان الله العظيم! للدلالة على أن العقول لا تدرك إلا ما أداها إليه وأوصلها إليها الحواس المعروفة.

فما في القرآن آية إلا وقد أمر الله بتدبرها وما أنزل آية إلا وهو يحب أن يعلم ما عنى بها وإن كان من تأويله ما لا يعلمه إلا الله.

يعني الأوامر التي جاءت بالتدبر تتناول القرآن كله {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}[النساء:82] {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ}[المؤمنون:68] المقصود أن المأمور بتدبره هو القرآن كله ولولا أن معانيه تدرك ما أمرنا بذلك، نعم منه متشابه ومتشابه نسبي يكون بالنسبة لبعض الناس أكثر من بعض لاسيما الراسخين من أهل العلم يعرفون ما لا يعرفه غيرهم كما في آية آل عمران.

وإن كان من تأويله ما لا يعلمه إلا الله فهذا معنى التأويل معنى التأويل في الكتاب والسنة وكلام السلف وسواء كان هذا التأويل موافقا للظاهر أو مخالفا له والتأويل في كلام كثير من المفسرين كابن جرير ونحوه يريدون به تفسير الكلام وبيان معناه سواء ظاهره أو خالف وهذا اصطلاح معروف وهذا التأويل كالتفسير يحمد حقه ويرد باطله.

يعني في كل آية من آيات القرآن يقول ابن جرير رحمه الله في تفسيره القول في تأويل قوله تعالى فهو يستعمل الكلمة بمعنى التفسير.

وقوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}[آل عمران:7]

على الخلاف في الوقف على لفظ الجلالة أو العطف.

الآية فيها قراءتان قراءة من يقف على قوله {إِلاَّ اللّهُ}[آل عمران:7] وقراءة من لا يقف عندها وكلتا القراءتين حق ويراد بالأولى المتشابه في نفسه الذي استأثر الله بعلم تأويله، ويراد بالثانية: المتشابه الإضافي الذي يعرف الراسخون تفسيره وهو تأويله ولا يريد من وقف على قوله {إِلاَّ اللّهُ}[آل عمران:7]  أن يكون التأويل بمعنى التفسير للمعنى فإن لازم هذا أن يكون الله أن يكون الله أنزل على رسوله كلامًا لا يعلم معناه جميع الأمة ولا الرسول ويكون الراسخون في العلم لا حظ لهم في معرفة معناها سوى قولهم {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}[آل عمران:7].

ما صار في استثنائهم ميزة العامي يستطيع أن يقول آمنا به بل هذا فرضه.

وهذا القدر يقوله غير الراسخ في العلم من المؤمنين والراسخون في العلم يجب امتيازهم عن عوام المؤمنين في ذلك وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ولقد صدق رضي الله عنه فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا له وقال «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» رواه البخاري وغيره ودعاؤه -صلى الله عليه وسلم-

لا يُرَد قال مجاهد..

لا يرد بإطلاق؟ يعني ما دعا النبي -عليه الصلاة والسلام- دعوة إلا أجيب فيها؟ أو أجيب في بعض ومنع من بعض؟

طالب: ....................

في صحيح مسلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل ربه ثلاثًا فأجابه في اثنتين ومنعه الثالثة في قوله -عليه الصلاة والسلام- «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد» الذين يقولون مثل هذا الكلام أن دعاءه لا يرد وابن القيم قرر هذا في نونيته:

ولقد أجاب رب العالمين دعاءه

 

فأحاطه بثلاثة الجدران

لكن من رأى في الواقع وأن الناس وإن كانوا قلة ويمنعون من ذلك وجد من يسجد تجاه قبره مستدبر الكعبة، هل نستطيع أن نقول دعوته أجيبت مثل ما قال ابن القيم، أو نقول أن هذه الدعوة مثل ما رُد ووجد الشرك في الأمة ووجد فيه، غلت النصارى في المسيح وغلا بعض المسلمين به -عليه الصلاة والسلام- يعني مقتضى كونه أحاطه بالجدران الثلاثة يمنع من السجود إليه؟ ما يمنع من السجود إليه بل وجد من يسجد إلى الحجرة أو المبنى الذي يسمى المولد ويستدبرون الكعبة- والله المستعان-.

على كل حال دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس أجيب والواقع يشهد به كما أن دعوته لأبي هريرة أجيبت والواقع يشهد بذلك.

قال مجاهد عرضت المصحف على ابن عباس من أوله إلى آخره أقفه عند كل آية وأسأله عنها وقد تواترت النقول عنه أنه تكلم في جميع معاني القرآن ولم يقل عن آية إنها من المتشابه الذي لا يعلم أحد تأويله الذي لا يعلم أحد تأويله إلا الله وقول الأصحاب رحمهم الله في الأصول إن المتشابه.

من الأصحاب؟

طالب: ....................

الحنفية لأن الشارح حنفي.

إن المتشابه الحروف المقطعة في أوائل السور ويروى هذا عن ابن عباس مع أن هذه الحروف قد تكلم في معناها أكثر الناس فإن كان معناها معروفًا فقد عرف معنى المتشابه وإن لم يكن معروفًا وهي المتشابه كان ما سواها معلوم المعنى وهذا المطلوب وأيضًا فإن الله قال {مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران:7] وهذه الحروف ليست آيات عند جمهور العادّين.

بعض العادين أثبتها وأثبت لها أرقاما.

والتأويل في كلام المتأخرين من الفقهاء والمتكلمين هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدلالة توجب ذلك وهذا هو التأويل الذي يتنازع الناس فيه في كثير من الأمور الخبرية والطلبية فالتأويل الصحيح منه الذي يوافق ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وما خالف ذلك فهو التأويل الفاسد وهذا مبسوط في موضعه وذكر في التبصرة أن نصير بن يحيى البلخي روى عن عمر بن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن محمد بن الحسن رحمهم الله أنه سئل عن الآيات والأخبار التي فيها من صفات الله تعالى ما يؤدي ظاهره إلى التشبيه فقال نمرها كما جاءت ونؤمن بها ولا نقول كيف وكيف.

هذا هو الواجب لأن استرسال الذهن في النظر فيها وفي معانيها وما إلى ذلك يجر إلى البحث عن الكيفية.

ويجب أن يَعلم أن..

يُعلَم.

أحسن الله إليك.

ويجب أن يُعلَم أن المعنى الفاسد الكفري ليس هو ظاهر النص ولا مقتضاه وأن من فهم ذلك منه فهو لقصور فهمه ونقص علمه وإذا كان قد قيل في قول بعض الناس وكم من عجائب..

عائب عائب.

أحسن الله إليك.

وكم من عائب قولاً صحيحًا

 

وآفته من الفهم السقيم

وقيل:

علي نحت القوافي من أماكنها

 

وما علي إذا لم تفهم البقر

فكيف يقال في قول الله الذي هو أصدق الكلام وأحسن الحديث وهو الكتاب الذي {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير}[هود:1] إن حقيقة قولهم إن ظاهر القرآن والحديث هو الكفر والضلال وإنه ليس فيه بيان لما يصلح من الاعتقاد ولا فيه بيان التوحيد والتنزيه هذا حقيقة قول المتأولين.

لأن المعنى المتبادر من كلام الله وكلام نبيه -عليه الصلاة والسلام- ما أقروه ولا اعترفوا به ولا أثبتوا ما تضمنه وإذا قيل هذا في الأصول في العقائد مع هؤلاء المبتدعة فإن بعض غلاة المقلدة ينظر إلى نصوص آيات الأحكام وأحاديث ونصوص من السنة التي تحتاج إلى الأحكام العملية الظاهرة التي لا تحتاج إلى تأويل، ينظرون إليها بهذا المنظار حتى قال قائلهم ولا يجوز يعني.. كلام أئمتهم هو الحكم والنص إما أن يؤول أو يترك، العمل به إنما يقرأ للبركة ولا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابة؛ لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر -نسأل الله العافية- قيل هذا الكلام في الفروع العملية التي ترى بالعيان صلاها النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاة وحج وقال «صلوا كما رأيتموني أصلي» يعني ورويت من كلامه -عليه الصلاة والسلام- بالتفصيل ثم قالوا ترك كل هذا ماذا قال الإمام؟ لأن الأخذ بظواهر النصوص من أصول الكفر الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «صلوا كما رأيتموني أصلي» «خذوا عني مناسككم» تقول لا، خذ من الإمام واترك ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام-؟!

والحق أن ما دل عليه القرآن فهو حق وما كان باطلاً ولم يدل عليه.

لم يدل، وما كان باطلاً لم يدل عليه.

وما كان باطلاً لم يدل عليه والمنازعون يدعون دلالته على الباطل الذي يتعين صرفه فيقال لهم هذا الباب الذي فتحتموه وإن كنتم تزعمون أنكم تنتصرون به على إخوانكم المؤمنين في مواضع قليلة حقيقة.

وإن كان أحيانًا هذا الانتصار من قبل هؤلاء على أهل الحق قد يكون علته من المُناظِر، تقصر حجته فينتصر المخالف، ولذلكم في المناظرات التي ابتلي بها الناس اليوم ودخلت في بيوت عوام المسلمين ترى فيها ضرر كبير عليهم، قد تُلقى الشبهة ويضعف صاحب المذهب الحق عن ردها فيفتن بها بعض العامة، الانتصار الذي ذكره على أهل الحق من إخوانهم على إخوانكم المؤمنين كما قال وإن كنتم تزعمون أنكم تنتصرون على إخوانكم المؤمنين في مواضع قليلة حقيقة ليس سببه أن الحق ضعيف وإنما سببه ضعف حامل الحق، أحيانًا المدافع عن الحق قد تضعف حجته قد تغيب عنه الحجة ولذلك للمناظرة شروط وآداب، آداب البحث والمناظرة عند أهل العلم لا يجوز أن يتصدى لهذه المناظرات إلا شخص متمكن وحاضر البديهة ويحفظ من النصوص ما يستطيع أن يدفع به الشبه ويستحضر كلام أهل العلم.

فقد فتحتم عليكم بابًا لأنواع المشركين والمبتدعين لا تقدرون على سده فإنكم إذا سويتم صرف القرآن عن دلالته المفهومة بغير دليل شرعي فما الضابط فيما يسوغ تأويله وما لا يسوغ فإن قلتم ما دل القاطع العقلي على استحالته تأولناه وإلا أقررناه.

القاطع عندهم هو العقل.

قيل لكم وبأي عقل نزن القاطع العقلي فإن القرمطي الباطني يزعم قيام القواطع على بطلان ظواهر الشرع ويزعم الفيلسوف قيام القواطع على بطلان حشر الأجساد.

إذا كان مردهم إلى العقل وطوائف البدع كلها تحتكم إلى العقل إذا اختلف هذا مع هذا من طوائف البدع أي عقل يحتكم إليه؟! وإذا اختلف الاثنان من طائفة واحدة في تقرير مسألة بالعقل على حد زعمه من يُحتكم إليه.

ويزعم الفيلسوف قيام القواطع على بطلان حشر الأجساد، ويزعم المعتزلي قيام القواطع على امتناع رؤية الله تعالى، وعلى امتناع قيام علم أو كلام أو رحمة به تعالى، وباب التأويلات التي يدعي أصحابها وجوبها بالمعقولات أعظم من أن تنحصر في هذا المقام ويلزم حينئذٍ محذوران عظيمان أحدهما ألا نقر بشيء من معاني الكتاب والسنة حتى نبحث قبل ذلك بحوثًا طويلة عريضة في إمكان ذلك بالعقل، وكل طائفة من المختلفين في الكتاب يدعون أن العقل يدل على ما ذهبوا إليه فيؤول الأمر إلى الحيرة المحذور الثاني أن القبول تنحل.

القلوب.

أحسن الله إليك.

أن القُبول.

القلوب.

أحسن الله إليك.

أن القلوب تنحل عن الجزم بشيء تعتقده مما أخبر به الرسول إذ لا يوثق بأن الظاهر..

الآن كل واحد يعرف هذا من نفسه، أنت الآن درست هذه المسألة وتأملتها ووصلت إلى نتيجة قد تحلف عليها ثم بعد أيام يتبين لك من أبعادها ومن أدلتها ما لا يخطر على بالك ثم تقول بعكس القول الذي كنت تحلف عليه فضلاً عن أن يبحث المسألة غيرك ويتوصل إلى قول ثالث، فالعقول مهما كانت ومهما أوتي الإنسان من الذكاء والحفظ والفهم والإحاطة والاطلاع هو في دائرة {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء:85]

طالب: ....................

وش فيهم؟

طالب: ....................

تحصَّن بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- واحرص على فهمهما بمنظار السلف.

طالب: ....................

المبتدع يقول آيات الصفات متشابه، يقولون متشابه ونُسب هذا إلى الإمام مالك ولا يصح.

طالب: ....................

لا، ليست من المتشابه من المحكم الذي له دلالته ويستنبط منه ويستنتج به ويثبت به أعظم أبواب الدين، وهو ما يتعلق بالله- جل وعلا- والمعاني معروفة كيف تكون متشابهة ومعانيها معروفة ودلالتها على ما يليق بالله- جل وعل-ا معروفة المتشابه قالوا الحروف المقطعة في أوائل السور وأشياء عجز عن فهمها أهل العلم.

طالب: ....................

ابحث قد تعجز أنت عن شيء أنا أعجز عن شيء يعرفه فلان.. تشابه نسبي.

إذ لا يُوثق بأن الظاهر هو المراد والتأويلات مضطربة فيلزم عزل الكتاب والسنة عن الدلالة والإرشاد إلى ما أنبع الله به العباد وخاصة النبي هي الإنباء والقرآن هو النبأ العظيم ولهذا نجد أهل التأويل إنما يذكرون نصوص الكتاب والسنة للاعتضاد لا للاعتماد إن وافق..

كما يقرأ كثير من متعصبة المذاهب تجدهم يقرؤون القرآن لتحصيل الحسنات المرتبة على الحروف، ويقرؤون الحديث ويرددون كتب السنة للبركة لا للاستنباط لأنهم لا يجوز لهم الخروج عن مذهب إمامهم على حد زعمهم.

إن وافقت ما ادعوا أن العقل دل عليه وإن خالفته أوَّلوه وهذا فتح باب الزندقة والانحلال نسأل الله العافية.

نسأ الله العافية..

 

اللهم صل على محمد...

"