شرح العقيدة الطحاوية (30)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين، قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:

والمعراج حق وقد أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وعرج بشخصه في اليقظة إلى السماء ثم إلى حيث شاء الله من العلا وأكرمه الله بما شاء وأوحى إليه ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فصلى الله عليه في الآخرة والأولى.

قال الإمام ابن أبي العز رحمه الله تعالى:

المعراج مفعال من العروج أي الآلة التي يعرج فيها أي يصعد وهو بمنزلة السلَّم لكن لا نعلم كيف هو وحُكْمه كحُكْم غيره من المغيَّبات نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد فيقول المصنف- رحمه الله تعالى- والمعراج حق والشارح يقول: المعراج مفعال من العروج أي الآلة التي يُعرَج فيها، مفعال اسم آلة كالمفتاح الآلة التي يفتح بها، والمعراج الآلة التي يُعرَج فيها لكن هل المقصود بالكلام الآلة أو العروج به -عليه الصلاة والسلام-؟

طالب: .........

نعم، لأنهم فسروا المعراج مفعال من العروج أي الآلة التي يعرج فيها أي يصعد وهو بمنزلة السلم هذا الأصل في بناء الكلمة المفعال اسم آلة مثل المفتاح، لكن المقصود بذلك العروج يعني نؤمن بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- عُرج به إلى السماء ونعتقد أن ذلك حق كما ثبت في الكتاب والسنة، كما نعتقد أنه أسري به -عليه الصلاة والسلام- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بنص القرآن وقطعي السنة.

طالب: .........

قد يُطلق المعراج على العروج، قد يُطلَق، الآن المجلس يطلق على مكان الجلوس ويطلق ويراد به الجالسون، المجلس الأصل فيه مكان الجلوس لكن يطلق ويراد به الجالسون وهذا أمر شائع وكثير استعماله، قرر مجلس كذا، قرر مجلس هيئة كبار العلماء، مجلس الوزراء، مجلس القضاء، مجلس كذا ويراد به مكان الجلوس؟ الجالسون.

قال وهو بمنزلة السلم لكن لا نعلم كيف هو لأنه جاء ذكره ولم يرد وصفه وكيفيته وحكمه كحكم غيره من المغيبات نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.

طالب: .........

هذا البراق الذي أُسري به الذي أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أما المعراج لا.

وقوله وقد أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بشخصه في اليقظة اختلف الناس..

هذا هو الإسراء الصحيح من الأقوال التي من الأقوال الثلاثة التي في الإسراء أنه أسري به { سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ } الإسراء: ١  والعبد عبارة عن الروح والجسد معًا في اليقظة لا في المنام خلافًا لما تدل عليه رواية شريك التي فيها بعض الأوهام، كما نبه على ذلك ابن القيم وابن حجر وغيرهم.

اختلف الناس في الإسراء فقيل كان الإسراء بروحه ولم يُفقَد جسده نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ونُقِل عن الحسن البصري نحوه.

لكن هذا القول يختلف عن قول من يقول أنه بالنوم هذا يُسرى بروحه.

طالب: .............

نقل عنهم، يقول نقل عن عائشة ومعاوية ونقله ابن إسحاق.

طالب: .............

خُرِّج نقله ابن إسحاق ومعروف ابن إسحاق إمام في السير لكن غير مرضي الرواية عند أهل الحديث.

لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال كان الإسراء منامًا وبين أن يقال كان بروحه دون جسده وبينهما فرق عظيم فعائشة ومعاوية رضي الله عنهما لم يقولا كان منامًا وإنما قالا أسري بروحه ولم يُفقد جسده وفرق ما بين الأمرين إذ ما يراه النائم قد يكون أمثالاً مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة فيرى كأنه قد عُرج به إلى السماء وذُهب به إلى مكة وروحه لم تصعد ولم تذهب وإنما ملك الرؤيا ضرب له المثال فما أرادا أن الإسراء كان منامًا وإنما أرادا أن الروح ذاتها أسري بها ففارقت الجسد ثم عادت إليه ويجعلان هذا من خصائصه فإن غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل إلى السماء إلا بعد الموت.

طالب: .............

النقل عنهما؟

طالب: .............

مخرَّج؟ الآثار خرجه؟

طالب: .............

يعني إذا لم يصح عنهما ما نحتاج إلى أن نتكلف توجيه القول.

طالب: .............

يعني كيفية الرؤية ما معناها ما يراه النائم في منامه، عبارة عن ماذا؟ عن صور يراها في منامه هو يراها صور وروحه ما انتقلت إلى مكة ولا انتقلت إلى الهند ولا إلى الصين ولا كذا باقية.

وقيل كان الإسراء مرتين مرة يقظة ومرة منامًا وأصحاب هذا القول كأنهم أرادوا الجمع بين حديث شُريك..

شَريك شَريك.

أحسن الله إليك.

بين حديث شَريك وقوله ثم استيقظت وبين سائر الروايات.

لأن مقتضى ثم استيقظت أنه كان نائمًا -عليه الصلاة والسلام- لكن هذه من أوهامه التي بينها العلماء في حديث الإسراء وقد أوصلوها إلى عشرة أوهام، كما في زاد المعاد وفتح الباري ونص مسلم رحمه الله على أن شريكًا زاد ونقص وقدَّم وأخَّر.

وكذلك منهم من قال بل كان مرتين مرة قبل الوحي ومرة بعده ومنهم من قال بل ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده وكلما اشتبه عليهم لفظ زادوا مرة للتوفيق وهذا يفعله ضعفاء أهل الحديث وإلا فالذي عليه أئمة النقل أن الإسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة قبل الهجرة بسنة وقيل بسنة وشهرين ذكره ابن عبد البر.

نعم، أهل الحديث منهم من لديه الجرأة في تضعيف أحاديث الرواة وإن كانوا ثقاة إذا عُورضت برواية من هو أوثق منهم لا يتردد في تضعيفها وردها وإن كانوا ثقات، ومنهم من ليس عنده مثل هذه الجرأة فمادام صح عن فلان وعن فلان وكلهم ثقات ما المانع أن تتعدد القصة وهذا من الأمثلة على ذلك، ومن ذلك صلاة الكسوف المتفق عليه أنها ركعتان كل ركعة بركوعين هذا متفق عليه من حديث ابن عباس وغيره، وجاء في صحيح مسلم أنها كل ركعة بثلاث ركوعات وجاء أربعة ركوعات، فمنهم من قال تعدد الكسوف، وجاء في سنن أبي داود خمس ركوعات، لكن من أهل العلم من ليست لديه الجرأة أن يخطِّئ الثقات من الرواة ويقول ما المانع  أنه مادام ثبت أنه خمس ركوعات لماذا لا نقول أنها صورة من الصور كما تعددت صور صلاة الاستسقاء.

طالب: .............

وصلاة الخوف نعم وهي أوضح، صلاة الاستسقاء استسقى النبي -عليه الصلاة والسلام- عدة استسقاءات متنوعة لكن صلاة الخوف متعددة بصور وأشكال كلها صحيحة لماذا لا تكون صلاة الكسوف مثلها؟ من أهل العلم من يقول خلاص تعددت بعدد الصور التي صح بها الروايات ولا شك أن هذا هيبة لرواية الثقات واحتياط لجانب الصحيح، ومنهم من يقول أبدًا تثبت الأصح وينفى ما عداها ويحكم عليها بالشذوذ وتترك، وشيخ الإسلام ممن يقول بهذا القول، يؤيد قوله بأن إبراهيم عليم السلام ما مات إلا مرة واحدة؛ لأن الشمس كسفت عند موت إبراهيم ابن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول ما مات إلا مرة واحدة وهذا من شدة جزمه بعدم وقوع صلاة الكسوف إلا مرة واحدة ،نعم إذا ثبتت الرواية مقرونة بالحدث أنه كسفت الشمس على عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما مات إبراهيم فصلاها بركوعين، ورواية أخرى عندما مات إبراهيم صلاها بثلاثة وعندما مات إبراهيم صلاها بأربعة، نقول ما مات إلا مرة واحدة لكن إذا لم تقرن الصلاة بهذه الحادثة حينما لا تقرن ما المانع من أن تتعدد القصة وتكون الشمس قد كسفت أكثر من مرة؟ لاسيما أن الرواة ثقاة وفي صحيح مسلم فهناك جرأة وهناك جبن من بعض أهل العلم وكلاهما محمود في موضعه، يعني الجرأة ليست محمودة مطلقًا والجبن أيضًا في الموضع الذي ينبغي أن يحسم فيه الأمر مذموم، وعلى كل حال الأئمة الكبار لهم ما يأوون له من العلم في التصحيح والتضعيف بمثل هذه الاعتبارات، لكن يأتي طالب علم متعلم متمرن في أثناء التمرين لو تسأله عن الرواية الأخرى في أي كتاب ما درى ولا عرف فكيف يستطيع أن يجرؤ على نسف الروايات كما يفعلهم بعضهم الآن فيما نقرؤه من تحقيقات بعض الكتب؟ على كل حال مثل هذه الأمور ليست للمتعلمين وإنما هي للأئمة وما نسبه هذا يفعله ضعفاء أهل الحديث أنهم يقولون بتعدد القصة بمجرد ما يحصل أدنى اختلاف بين الروايات، لا شك أن هذا ليس بمرضي على إطلاقه، والرد جملة بأدنى اختلاف أيضًا المسألة تحتاج إلى تروِّي، ولذلك تجدون منهج أبي حاتم والدارقطني يختلف عن منهج أحمد وابن معين فيه نوع اختلاف تجدون هؤلاء أرفق ولا يجرؤون على الرد إلا بعد أن تضيق بهم المسالك.

قال الشيخ شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى يا عجبًا لهؤلاء الذين زعموا أنه كان مرارًا وكيف ساغ لهم أن يظنوا أنه في كل مرة تفرض عليه الصلوات خمسين ثم يتردد بين ربه وبين موسى حتى تصير خمسًا فيقول أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ثم يعيدها في المرة الثانية إلى خمسين ثم يحطها إلى خمس.

نعم هذه أمور يجزم من خلاله الناظر أنها قصة واحدة يستحيل أن يتعدد المعراج أو الإسراء.. المعراج بهذه الطريقة ويتردد محمد -عليه الصلاة والسلام- بين موسى وربه في كل قصة تفرض عليه الصلاة خمسين ثم تستقر على خمس، ثم يعرج به إلى السماء ثانية ثم تفرض خمسين ثم تعود إلى خمس هذا لا يقول به أحد.

وقد غلط..

غلّط.

وقد غلّط الحفاظ شريكًا في ألفاظ من حديث الإسراء ومسلم أورد المسند منه ثم قال فقدّم وأخّر وزاد ونقص ولم يسرد الحديث فأجاد رحمه الله انتهى كلام الشيخ شمس الدين رحمه الله وكان من حديث.. وكان من حديث الإسراء أنه -صلى الله عليه وسلم-..

طالب: .............

ولم يسرد الحديث، مسلم ما سرد اقتصر على المسند المرفوع منه.

وكان من حديث الإسراء أنه -صلى الله عليه وسلم- أُسري بجسده في اليقظة على الصحيح من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى راكبًا..

يراد بالمسجد الحرام مسجد الكعبة، خلافًا لمن قال وقد جاءت به روايات أنه أسري به -عليه الصلاة والسلام- من بيت أم هانئ، ويستدلون بذلك على أن المسجد يشمل الحرم كله لكن الخبر ضعيف، وأصل المسألة مُرجّح يعني أن المسجد يعني التضعيف في جميع الحرم عند جماهير أهل العلم.

راكبًا البُراق صحبة جبريل عليه السلام فنزل هناك وصلى بالأنبياء إمامًا وربط البراق بحلْقة باب المسجد وقد قيل إنه نزل ببيت لحم وصلى فيه ولا يصح عنه ذلك البتة، ثم عُرج به من بيت المقدس تلك الليلة إلى السماء الدنيا فاستفتح له جبريل ففتح له فرأى هناك آدم أبا البشر فسلّم عليه.

يعني في السماء الدنيا.

فسلّم عليه فرحّب به وردّ عليه السلام وأقر بنبوته ثم عُرج به إلى السماء الثانية فاستُفتح له فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم فلقيهما فسلم عليهما.

ابني الخالة يحيى وعيسى ابني خالة.

فردا عليه السلام ورحبا به وأقرَّا بنبوته ثم عُرج به إلى السماء الثالثة فرأى فيها يوسف فسلم عليه فرد عليه السلام ورحّب به وأقر بنبوته ثم عُرج به إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس فسلم عليه ورحّب به وأقرّ بنبوته ثم عرج به إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران فسلّم عليه ورحب به وأقر بنبوته ثم عُرِج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى فسلّم عليه ورحّب به وأقر بنبوته فلما جاوزه بكى موسى فقيل له ما يبكيك قال أبكي لأن غلامًا بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي ثم عرج به إلى السماء السابعة فلقي فيها إبراهيم فسلّم عليه ورحب به وأقر بنبوته ثم رفع إلى سِدرة المنتهى ثم رفع له البيت المعمور ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة فرجع حتى مر على موسى فقال..

الجملة الأخيرة فدنا منه يعني من الجبار الضمير يعود إليه حتى كان قاب قوسين أو أدنى هذه اللفظة أو هذه الجملة من رواية شريك التي أنكرت عليه وأن المراد بها كما في سورة النجم الذي دنا فتدلى جبريل عليه السلام.

طالب: .............

هذا ليس حزنا، هذا لما رأى من أنه يفضَّل عليه هذا الغلام لكن وقد يكون هذا قبل دخول الجنة.

طالب: .............

إيه نعم إيه وش هو؟

طالب: .............

إيه هذا المتفق عليه.

طالب: .............

فيه نوع تفضيل فإبراهيم أفضل وموسى أفضل من هارون وإدريس رفعناه مكانًا عليًّا يعني في السماء الرابعة فوق يوسف وفوق من دونه لكن قد تكون فضيلة من وجه وهناك فضائل أخرى تقتضي التفضيل من جهة أخرى يعني ما نجزم بأن هؤلاء على هذا الترتيب في فضلهم.

طالب: .............

هم أحياء.

طالب: .............

إيه هذا الأصل.

طالب: .............

هؤلاء من مر بهم عليه السلام.

طالب: .............

كل واحد يقرر إقرار واحدا لا يعني إقرار الثاني والثالث والرابع.

فأوحى إلى عبده ما أوحى وفرض عليه خمسين صلاة فرجع حتى مر على موسى فقال بم أمرت؟ قال بخمسين صلاة فقال إن أمتك لا تطيق ذلك ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك فأشار أن نعم إن شئت فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى وهو في مكانه هذا لفظ البخاري في صحيحه وفي بعض الطرق فوضع عنه عشرا ثم نزل حتى مر بموسى فأخبره فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله تبارك وتعالى حتى جعلها خمسًا فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف فقال قد استحييت من ربي ولكن أرضى وأسلِّم فلمَّا نفّذ.

نفَذ.

فلما نفَد نادى مناد.

يعني جاوز.

قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي.

يعني في المقدار وإلا في الفضل والأجر أجر خمسين.

طالب: .............

 فدنا يرد القول بأنه هو الذي دنا.

طالب: .............

إيه هذا الظاهر.

طالب: .............

المقصود أنه في مكان العلو في علوه على عرشه بائن من خلقه على عرشه تجوز في هذا.

وقد تقدم ذكر اختلاف الصحابة في رؤيته -صلى الله عليه وسلم- ربه عز وجل بعين رأسه وأن الصحيح أنه رآه بقلبه ولم يره بعين رأسه.

«نور أنَّى أراه» «حجابه النور» «نور أنى أراه» استبعاد أن يُرى في هذه الحياة الدنيا.

وقوله { مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ } النجم: ١١  وقوله { وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ } النجم: ١٣  صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا المرئي جبريل رآه مرتين على صورته التي خُلِق عليها وأما قوله تعالى في سورة النجم { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ } النجم: ٨  فهو غير الدنو والتدلي المذكورين في قصة الإسراء فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فإنه قال { عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ٥ ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ ٦ وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ٧ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ٨} النجم: ٥ - ٨  فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلِّم الشديد القوي وأما..

الشديد..

أحسن الله إليك..

الشديد القوى.

أحسن الله إليك.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

{ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ } النجم: ١٠  أوحى الله- جل وعلا- بواسطة هذا الملك الأصل أن الكلام لله- جل وعلا- لكنه بواسطة جبريل عليه السلام.

طالب: .............

العبد لله- جل وعلا- بلا شك فأوحى الله إلى عبده بواسطة هذا الملك.

طالب: .............

كلمه ثبت التكليم لكن سياق الضمائر هنا وقد يكون تكليم لكن الرؤية ما حصلت.

طالب: .............

أي نعم، الذي هو حجاب الله، حجابه النور وفي رواية النار.

فالضمائر كلها راجعة إلى هذا المعلم الشديد القوى وأما الدنو والتدلي الذي في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تعالى وتدليه.

على أنه من رواية شَريك التي انتقدت عليه.

وأما الذي في سورة النجم أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى فهذا هو جبريل رآه مرتين مرة في الأرض ومرة عند سدرة المنتهى ومما يدل على أن الإسراء بجسده في اليقظة قوله تعالى { سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا } الإسراء: ١  والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح هذا هو المعروف عند الإطلاق وهو الصحيح فيكون الإسراء بهذا المجموع ولا يمتنع ذلك عقلاً ولو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة وذلك يؤدي إلى إنكار النبوة وهو كفر فإن قيل..

إذا أُنكر نزول الواسطة بين الله وبين عباده وبين أنبيائه من الملائكة معناه أننا ننكر النبوة.

فإن قيل فما الحكمة في الإسراء إلى بيت المقدس أولاً فالجواب والله أعلم أنه كان ذلك إظهارًا لصدق دعوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المعراج.

لأن بيت المقدس معروف عند المشركين رأوه وترددوا عليه وعرفوا صفاته، فإذا وصفه لهم قامت عليهم الحجة، لو كان معراجا من البداية هم لا يعرفون عن السموات شيئا فلو وصف ما وصف ما قامت عليهم الحجة.

أنه كان ذلك إظهارًا لصدق دعوى الرسول -صلى الله عليه وسلم- المعراج حيث سألته قريش عن نعت بيت المقدس فنعته لهم وأخبرهم عن عيرهم التي مر عليها في طريقه ولو كان عروجه إلى السماء من مكة لما حصل ذلك إذ لا يمكن إطْلاعهم على ما في السماء لو أخبرهم عنه.

اطِّلاع.

إذ لا يمكن اطِّلاعهم على ما في السماء لو أخبرهم عنه وقد اطلعوا على بيت المقدس فأخبرهم بنعته وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى من وجوه لمن تدبره وبالله التوفيق.

طالب: .............

دخل الجنة ورأى القصر وسمع خشخشة بلال -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

صورة البيت؟ أخبرهم بالوصف، أخبرهم بوصفه وأخبرهم عن عيرهم هذا الذي أثبت.

طالب: .............

والله حكموا عليه بالضلال، حكم عليه بعضهم بالضلال.

طالب: .............

هذا مقتضى الآية.

طالب: .............

ضعيف نعم.

قوله والحوض الذي أكرمه الله تعالى به غياثًا لأمته حق، الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر رواها من الصحابة بضع وثلاثون صحابيًا رضي الله عنهم ولقد استقصى طرقها شيخنا الشيخ عماد الدين ابن كثير تغمده الله برحمته في آخر تاريخه الكبير المسمى بالبداية والنهاية.

لأن النهاية التي هي آخر الكتاب فيها ذكر ما يحدث في آخر الزمان وأشراط الساعة وفيها ذكر المغيبات مثل المعراج وما أشبه ذلك فيها ذكر الإسراء والمعراج مع أنه ذكر ذلك في البداية في سيرته -عليه الصلاة والسلام- وأعادها في النهاية.

فمنها ما رواه البخاري رحمه الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن قدر حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» وعنه أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال..

ليَرِدَنّ.

أحسن الله إليك.

«ليردَنّ علي ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك» ورواه مسلم.

في آخر الحديث في بعض الروايات فأقول سحقًا سحقًا يعني بعدًا بعدًا لمن بدّل وغيّر وابتدع والله المستعان.

طالب: .............

وين؟

طالب: .............

لعله إما ملك يصير قريب منه أو الله جل وعلا الله أعلم.

طالب: .............

إذا حصل هذا من أصحابه فأمته من باب أولى ممن جاء بعدهم، إذا كان يذاد من أصحابه ممن ارتد بعده فيذاد ممن جاء بعده ما هو أكثر.

وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أغفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إغفاءة فرفع رأسه متبسمًا إما قال لهم وإما قالوا له لم ضحكت؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنه نزلت عليَّ آنفًا سورة» فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم { إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ } الكوثر: ١  حتى ختمها ثم قال «هل تدرون ما الكوثر؟» قالوا الله ورسوله أعلم قال هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيُقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

وهذا أعم، ذاك في الصحابة وهذا في الأمة.

طالب: .............

وين؟

طالب: .............

بما فيه الصحابة من ارتد منهم.

ورواه مسلم ولفظه هو نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة والباقي مثله، ومعنى ذلك أنه يشخب فيه ميزابان من ذلك الكوثر إلى الحوض والحوض في العرصات..

يعني هل الحوض هو الكوثر؟ أو أن الكوثر هو المصدر والحوض المتلقى الذي يجتمع فيه الماء ويشخب فيه الميزابان من الكوثر؟ وهو باعتبار أوله ونهايته كله أعطي الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

أنه يشخب فيه ميزابان من ذلك الكوثر إلى الحوض والحوض في العرصات قبل الصراط لأنه يختلج عنه ويمنع منه أقوام قد ارتدوا على أعقابهم ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط.

ولو كان بعد الصراط فمن جاوز الصراط نجا لا يُذاد عن الحوض.

وروى البخاري ومسلم عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «أنا فرَطكم على الحوض» والفرَط الذي يسبق إلى الماء وروى البخاري عن سهل بن سعد الأنصاري..

والفرَط الطفل الذي سبق والديه إلى الآخرة، إذا مات وهو صغير يقال له فرَط.

وروى البخاري..

طالب: .............

جندب بن عبد الله البَجَلِيّ، أو جرير بن عبد الله وش عندكم؟

طالب: .............

هو الظاهر إيه هو موجود.

وروى البخاري عن سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إني فرَطكم على الحوض من مر عليَّ شرب ومن شرب لم يظمأ أبدًا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم» قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عيَّاش وأنا أحدثهم هذا فقال هكذا سمعت من سهل؟ فقلت نعم فقال اشهد على..

أَشهدُ.

فقال أَشهدُ على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول إنهم من أمتي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول «سحقًا سحقًا لمن غير بعدي» سحقًا أي بُعدًا والذي يتلخص من الأحاديث الواردة في صفة الحوض أنه حوض عظيم ومورد كريم يمد من شراب الجنة من نهر الكوثر الذي هو أشد بياضًا من اللبن وأبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحًا من المسك وهو في غاية الاتساع عرضه وطوله سواء كل زاوية من زواياه مسيرة شهر وفي بعض الأحاديث أنه كلما شُرب منه وهو في زيادة واتساع وأنه ينبت في حال من المسك والرضراض من اللؤلؤ قضبان الذهب ويثمر ألوان الجواهر فسبحان الخالق الذي لا يُعجِزه شيء.

ينبت منه قضبان الذهب والجواهر من أرض هي المسك الأذفر والرضراض، الرضراض ما هو؟

طالب: .............

الحصى الصغيرة، الرضراض الحصى الصغيرة لا الكبار.

طالب: .............

لا، هذا من الأصل، عبد الله بن أبي ما أسلم من الأصل لكن الردة حروب الردة معروفة، وارتد كثير من العرب بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- منهم من رجع ومنهم من لم يرجع.

طالب: .............

معروف المرتدون بعضهم..

وقد ورد في أحاديث إن لكل نبي حوضًا وإن حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم-  أعظمها وأجلها وأكثرها واردا جعلنا الله منهم بفضله وكرمه.

والحديث ضعفه كثير من أهل العلم، وأن الحوض خاص به -عليه الصلاة والسلام-{ إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ } الكوثر: ١  مما يدل على الخصوصية.

طالب: .............

الشيخ؟

طالب: .............

بالطرق وإلا طرقه ما تسلم كلها.

طالب: .............

هذا من خصائصه -عليه الصلاة والسلام- { إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ } الكوثر: ١  لو كان لكل نبي حوض ما صارت من خصائصه ولا امتن الله عليه بهذه السورة، وعلى كل حال الحديث له طرق.

طالب: .............

أو يكون حوضا يعني صغيرا بقدر أمته أو ما أشبه ذلك كل على قدره.

قال العلامة أبو عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى في التذكرة.

المفسِّر صاحب التفسير.

واختُلِف في الميزان والحوض أيهما يكون قبل الآخر فقيل الميزان قبل وقيل الحوض.

يعني مثل ما قيل في الصراط مع الحوض أن الصراط بعد لأنه لا يمكن أن يجاوزه من يُرَد عن الحوض وكذا الميزان ما يمكن أن تثقل موازين شخص ثم يذاد عن الحوض.

طالب: .............

لماذا؟

طالب: .............

وين؟

طالب: .............

الكوثر؟

طالب: .............

لا، لكن حجة من يقوله ظاهرة كيف يتجاوز الصراط ثم يذاد عن الحوض، ويقال أنه ارتد ما يمكن يتجاوز الصراط ولا يمكن أن يثقل ميزانه ثم يذاد عن الحوض.

طالب: .............

يعني النسبة بين الكوثر والصراط والحوض يعني بعضهم يرى أن هذا هو هذا ليس بينهم فرق، ومنهم من يقول كما مر بنا في الشرح أن الكوثر هو المنبع والحوض متلقى هذا الماء يصب فيه يشخب فيه.

قال أبو الحسن القابسي والصحيح أن الحوض قبل، قال القرطبي والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عِطاشًا من قبورهم كما تقدم فيقدَّم قبل الميزان والصراط قال أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب كشف علم الآخرة حكى بعض السلف من أهل التصنيف أن الحوض يورد بعد الصراط وهو غلط من قائله، قال القرطبي: هو كما قال ثم قال القرطبي ولا يخطر ببالك أنه في هذه الأرض بل في الأرض المبدلة أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم ولم يظلم على ظهرها أحد قط، تظهر لنزول الجبار جل جلاله لفصل القضاء انتهى فقاتَل الله المنكرين لوجود الحوض وأخْلِق بهم أن يُحال بينهم وبين وروده يوم العطش الأكبر.

المعتزلة ينكرون هذه الأمور من الصراط والحوض والميزان وينكرونها ويحيلونها إلى أشياء معنوية لا حسية.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

الذي يشرب؟

طالب: .............

نعم، يجتاز الصراط.

طالب: .............

 

أحدثوا...

"