شرح العقيدة السفارينية (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا يقول: في الدرس الماضي الشطر:

حي عليم قادر موجود

 

قامت به الأشياء والوجود

يقول: قلنا في الدرس الماضي: أنه يجوز النصب، فما وجهه؟

ما قلنا هذا، الأصل أنها كلها تابعة لله -جل وعلا-، كلها الأصل أنها مجرورة، لكن يجوز الرفع وهو الذي اعتمده، يعني أنه قطعها وأثبت مبتدأ مقدر هو حي عليم قادر موجود، بدليل أن الوجود في نهاية الشطر الثاني مرفوع، فلا بد أن تكون مرفوعة.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فيقول المؤلف، الناظم السفاريني -رحمه الله- تعالى في البيت الرابع من مقدمة، أو من خطبة المتن يقول:

ثم الصلاة والسلام سرمدا

 

على النبي المصطفى كنز الهدى

ثم الصلاة يعني بعد الحمد، بعد البسملة والحمد يثلث بالصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- امتثالاً لقوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب]، ولذا قال: ثم الصلاة والسلام سرمدا، يعني دائما وأبدا، دائمان لا ينقطعان.

على النبي المصطفى النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(56) سورة الأحزاب] ولا يتم امتثال الأمر في الآية إلا بالجمع بين الصلاة والسلام، ولذا جمع بينهما الناظم ثم قال: قال:

ثم الصلاة والسلام سرمدا

 

على النبي المصطفى كنز الهدى

بهذا يتم الامتثال.

"الصلاة" هي: ذكر الله -جل علا- وثناءه على نبيه في الملأ الأعلى، ذكره وثناءه عليه في الملأ الأعلى كما علقه الإمام البخاري عن أبي العالية.

وجاء عن ابن عباس: إن الله وملائكته يصلون: يبركون، يبركون ولكن ما علقه البخاري عن العالية جازماً به هو المرجح عند أهل العلم، وهو أن الصلاة عليه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى.

صلاة الله على نبيه ذكره له في ملأ، في خير ملأ وهم الملائكة والمقربون منهم، وفي هذا الحديث: ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) فالذكر شأنه عظيم، قد يقول قائل: أذكر الله أكثر من أن أصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، يعني قد يجول في النفس مثل هذا، أذكر الله ليذكرني، أذكر الله في المجالس ليذكرني الله -جل وعلا- في ملأ الأعلى، في ملأ خير من مجالسي فأكون بذلك مثل النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني ألا يجول في النفس هذا؟ يقول: إذا كانت الصلاة التي اختص بها النبي -عليه الصلاة والسلام- وأمرنا بها، إذا ذكرت الله -جل وعلا- في ملأ صرت مثل النبي يذكرنا الله في ملأ، نقول: يا أخي أنت واحد، وكم يصلي على النبي -عليه الصلاة والسلام- من وقته إلى قيام الساعة من أتباعه، كم؟ يعني بعض الناس تحصل عنده موازنات نعم يقول: التبكير إلى الجمعة ((من راح في الساعة الأولى كمن قرب بدنة)) طيب أروح الساعة الأولى، الآن الساعة خمسة ونصف ذهبت إلى صلاة الجمعة بعد ارتفاع الشمس في الساعة الأولى من ارتفاع النهار بدنه، وجلست أنتظر الخطيب سبع ساعات، أو ست ساعات ونصف بدنة، ومن ذهب وتعلم آية من كتاب الله كمن صنع إيش؟ تصدق بناقة كوماء، أو كمن حصل، نعم كمن حصل على ناقة كوماء، وآيتين ناقتين، وهكذا.

يقول: أجلس في المسجد، أو أذهب إلى مسجد أتعلم أو أقرأ بدلا من أن أبكر جزء بربع ساعة، أو نصف ساعة أو أجزاء في ساعة، وكل آية بناقة كوماء بدلا من أن أذهب إلى المسجد لا سيما والناس في الظروف التي نعيشها، التبكير إلى الجمعة من أشق الأمور على النفوس، ليس بالأمر السهل، ولذلك مع هذه الوعود الصحيحة يندر من يطبق، يعني هذا يختلف من مكان إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، أنا صليت الفجر يوم الجمعة في مسجد جامع في بلد من البلدان في الداخل في المملكة، وقبل أن تتم الساعة السادسة فإذا الصف الأول مكتمل، مكتمل فالناس فيهم خير، لكن أيضا وأتحدث عن نفسي وأقراني أقول: هذا الأمر من أشق الأمور على النفس، ومثل وضعنا الآن الواحد يجلس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس بما في ذلك يوم الجمعة، وقد يقرأ خمسة أجزاء ستة أجزاء، وقد ينشط لعشرة مثلا، لكن يصعب عليه أن يذهب مبكراً إلى صلاة الجمعة، أيهما أفضل؟ هذا الذي قرأ، وتعلم، وراجع تفاسير على عشر أو عشرين آية أفضل وإلا الذي بكر إلى الجمعة؟

طالب:.........

لماذا؟

طالب:.........

إيه.

طالب:.........

هاه؟

طالب:........

اللي إيش؟

طالب:.........

لا أنا أقول: هذا جلس بعد صلاة الصبح يوم الجمعة في مسجده، وهو ما هو بجامع، يبي يجلس له ساعتين ويروح ينام إلى إحدى عشر، يبي يمكن يطلع من المسجد الساعة ست وينام إلى إحدى عشر، أفضل وإلا الذي يذهب لينام ساعتين بعد الصلاة ويذهب مبكرا إلى صلاة الجمعة، أنا أجيب هذا من أجل المقارنات، بعضهم يقول: أتعلم عشر آيات عشرين آية، وكل آية بناقة كوماء أفضل من أن أقدم بدنة واحدة،.

طالب:.....

لا ما هو باختلاف الأشخاص، باختلاف النوق، الآن هذا الذي تعلم الآيات كأنما كسب من حطام الدنيا ناقة كوماء، وهذا كمن أهدى مريدا بذلك تصدق بناقة، ببدنة، فرق بين من يكسب، الدنيا كلها لا تعدل شيئا، يعني الذي تعلم آية ينظر بأنه كأنه كسب من أمور الدنيا ناقة كوماء، وفرق بين أن تكسب وبين أن تنفق، هذا فرق فالمقارنات هنا ليست واردة، نعود إلى أصل المسألة وهي يحتاجها كثير من طلاب العلم، بعضهم ييسر له الجلوس وهو في المسجد يعني يملك نفسه أن يجلس ساعتين، لكن ما يملك ما يستطيع أن يقوم قبل صلاة الجمعة بساعتين، يصعب عليه هذا، ومع ذلك نقول: جاهد واحرص على أن تبكر للجمعة، فإذا لم تستطع فنقول: مثل الوتر، إذا لم تستطع القيام في آخر الليل فأوتر أول الليل، هذا الذي لا يستطيع؛ أنه يوجد ناس ما يستطيعون البتة، إذا نام ما أستطاع أن يقوم لا سيما مع قصر الليل، والمعوقات، المعوقات بعض الناس لا يعاني، يتمنى ويحترق في جوفه، لوعة وحرقة على أن يقوم الليل، أو يبكر لصلاة الجمعة ما يستطيع، نقول: عود، أوتر أول الليل واشتغل أول النهار ولما أنك عجزت تكون أديت شيئا مما عليك، لكن هناك معوقات، وموانع تمنع الشخص من القيام، وتمنعه من التبكير، فعليه أن يسعى في تحصيل الأسباب وانتفاء الموانع.

ثم الصلاة والسلام سرمداً

 

على النبي المصطفى.............

على محمد -عليه الصلاة والسلام-.

"كنز الهدى"، كنز، كنز الهدى هو مصدر هداية -عليه الصلاة والسلام-، وهداية دلالة وإرشاد، {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} [(52) سورة الشورى]، لكنه ليس بدلالة توفيق ولا قبول{إنك لا تهدي من أحببت} [(56) سورة القصص] فالنبي -عليه الصلاة والسلام- بالمعنى الأول كنز من كنوز الهداية، وبإرساله حصل لأمته هذا الكنز العظيم، وتشبيه ما حصل على يديه من الهدى بالكنز، هذا من باب التقريب: ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة، كنز من كنوز الجنة، ولا يقابله أي كنز ولو كنزت الدنيا بحذافيرها وحصل عليها شخص ما قابل ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الهدى ولا قابل قول: لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن كنز الجنة يختلف عن كنز الآخرة، يعني كنز الجنة إذا كان ترابها المسك فما كنزها؟ يعني شيء لا يخطر على البال، ولا خطر على قلب بشر.

وآله وصحبه الأبرار

 

معادن التقوى مع الأسرار

"وآله"، آل الرجل أهله، وذووه، وقرابته، وأتباعه، أتباعه، وبالمعنى الأعم يشمل جميع من تبع النبي -عليه الصلاة والسلام- وتبعه على دينه، فهو من آله، ويكون عطف الصحب من باب عطف الخاص على العام، وإذا قلنا: إن الآل خاص بقرابته من أزواجه وذريته قلنا: إن العطف، كعطف الصحب عطف مغاير نعم، وإذا ذكرنا الآل فلنذكر الصحب، ولو كان الآل بالمعنى الأعم يشمل الصحب وغير الصحب؛ لأن التنصيص على الصحب أمر لا بد منه، لما لهم من المنة على جميع من تبع هذه الملة إلى قيام الساعة؛ لأنهم هم الذين حملوا لنا الدين، وبهم حفظ الله الدين.

"وآله وصحبه" صحب جمع صاحب كركب جمع راكب، والمراد به من لقي النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنا به، ومات على ذلك، يقول أهل العلم: ولو تخلل ذلك ردة، ولو تخلله ردة.

"وصحبه الأبرار"، الأبرار، عندنا أبرار، وعندنا مقربون أيهم أفضل؟

طالب:...........

المقربون أفضل من الأبرار ولذا يقول أهل العلم: حسنات الأبرار سيئات المقربين، المقربون أفضل من الأبرار، فكيف يقول: الأبرار؟ الأبرار منهم من اقتصر على فعل الواجبات وترك المحرمات، لكن المقربون من تقرب إلى الله -جل وعلا- بقدر زائد على ذلك، وابن القيم -رحمه الله- تعالى شرح وبين المنهج الذي يسير عليه هؤلاء، والمنهج الذي يسير عليه هؤلاء في طريق الهجرتين، ووضح وبين بالأدلة أن الأبرار أفضل، وطبقة عليا تقصر دونها منزلة الأبرار، منزلة المقربين منزلة عليا، وهنا قال: وآله وصحبه الأبرار، إذا كان هؤلاء هم الأبرار فلمن تدخر منزلة المقربين؟

طالب:..........

نعم، نعم إذا ذكر الأبرار والمقربون افترقا، إذا اجتمعا افترقا، مثل الفقير والمسكين، وإذا أفرد فيه أحدهما دخل فيه الآخر، دخل فيه الآخر.

وآله وصحبه الأبرار

 

معادن التقوى مع الأسرار

 "معادن"، المعدن هو المكان الذي يستخرج منه المعدن، المعدن هو المكان، الموضع الذي يستخرج منه المعدن، والمعادن معروفة، نعم معادن التقوى، يعني هم مستودع التقوى، قلوبهم محتوية ومشتملة على التقوى، مع الأسرار، الأسرار.

طالب:.....

تجي معدن ومعدن، نعم.

طالب:.......

ويش هو؟

طالب:.......

يقول: الأبرار جمع البر أي البار وهو الصادق، وكثير البر، والصدق في اليمين، وفي أسماءه الحسنى البر دون البار، وقال العلامة أبو بكر بن أبي داود في كتابه "تحفة العباد": البر هو العطوف على عباده المحسن عليهم، يعني باعتباره من أسماء الله، عم ببره جميع خلقه، فلم يبخل عليهم برزقه، وهو البر بأوليائه إذا خصهم بولايته واصطفاهم لعبادته، وهو البر للمحسن بمضاعفة الثواب له، وللمسيء بالصفح والتجاوز عنه.

والأبرار كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد، والعباد، والصحابة الكرام أفضل أولياء الأنام، وفي الآية الكريمة: {وتوفنا مع الأبرار} [(193) سورة آل عمران]، {وتوفنا مع الأبرار}.

هذا إذا أطلق بمفرده، أما إذا جمع مع منزلة المقربين فلا شك أن المقربين أفضل من الأبرار.

طالب:....

"معادن التقوى" يعني أن قلوبهم مستودعات للتقوى، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((التقوى هاهنا)) ويشير إلى قلبه، فهؤلاء صحابته وآله هم معادن التقوى، وإذا لم يكن كهم الأولياء وهم الأبرار، وهم المقربون، وهم الأتقياء، فمن القوم سواهم؟

"معادن التقوى مع الأسرار"، الأسرار: جمع سر، والمراد به الخوض أو الغوص على المعاني الدقيقة، معاني الكتاب والسنة، يعني هم أصحابها، وفي كل واحد منهم في قلبه سر يتعامل به مع ربه يخفيه عن غيره مما يقربه إلى الإخلاص.

"وبعد"، وبعد يقولون: الواو هذا قائمة مقام أما، يعني الزرقاني في شرح المواهب قال: إن الواو هذه تقوم مقام أما، والأصل أما بعد، والإتيان بها سنة، وثبتت في أكثر من ثلاثين حديثا النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستعملها في خطبه ورسائله، فالإتيان بها سنة للانتقال من موضوع إلى آخر، من موضوع إلى آخر، لكن هل تتأدى السنة بقولنا: وبعد؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((أما بعد)) الظاهر أن السنة لا تتأتى، وإن قامت الواو مقام أما، فلا بد أن نقول: أما بعد، وبعد كقبل، والجهات الست كلها إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه، ونوي لفظه أو نوي فإنه حينئذ يبنى على الضم، حذف المضاف إليه مع نيته، يقتضي البناء على الضم، وبعد، أما بعد، {لله الأمر من قبل ومن بعد} [(4) سورة الروم]، لكن إذا ذكر المضاف إليه، أعرب، {قد خلت من قبلكم} [(137) سورة آل عمران] وإذا حذف المضاف إليه مع عدم نيته فإنه يعرب وينون،

فساغ لي الشراب وكنت قبلا

 

أكاد أغص بالماء الفرات

 طالب:........

ما تجي أما قبل.

طالب:.....

لا، لا قل: البعض يقول: ثم أما بعد، هذه نسمعها كثيرا، ثم أما بعد، هذه ثم لا داعي لها، إلا إذا احتيج لأما بعد مرة ثانية، أما في الموضع الأول تقول: أما بعد، في الموضع الثاني تقول: ثم أما بعد، إذا أردت أن تنتقل إلى موضوع آخر، وأظن في سلم الوصول احتاج الشيخ إلى أن يقول أما بعد ثانية:

وبعد إني باليقين أشهد

 

.....................................

 

، ثم قال بعد ذلك:

...................................

 

وبعد هذا..........................

، لا، لا ما هو بهذا المقصود، وبعد.

طالب:.......

لا لا، في كتاب آخر، إلا وبعد في نفس الكتاب وبعد هذا النظم في الأصول، يعني قال قبل ذلك: وبعد إني باليقين أشهد، ثم قال بعد أربعة أبيات: وبعد هذا النظم في الأصول، المفترض أن يقول: ثم، في الموضع الأول، أما بعد، وفي الموضع الثاني ثم أما بعد؛ لأنه احتاج إليها، أما في الموضع الأول يقول: أما بعد، بدون ثم.

وبعد فاعلم أن كل العلم

 

....................................

المراد كل العلوم العلم هذه أل جنسية تشمل العلوم كلها، وبعد فاعلم أن كل العلم يعني جميع العلوم

...................................

 

كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي

علم التوحيد يقال له: علم الأصول أو الأصل، وتقرءون في تراجم أهل العلم وقرأ في الأصلين في الأصلين المراد: أصول الدين، وأصول الفقه، أصول الدين العقائد، وأصول الفقه أصول الفقه المعروفة العلم الخاص، لكن أصول الدين هي الأصل، وكونه أصلا بالمعنى الأعم وأصليته مطلقة بينما أصيلة علم أصول الفقه نسبية بالنسبة إلى علم الفقه، أعني ليس علم أصول الفقه، أصل بالنسبة لعلم الحديث، وليس أصلا بالنسبة لعلم لسائر العلوم، إنما هو بالنسبة لأصول الفقه، أصول الحديث أصل بالنسبة نعم، أصول الدين أصل بالنسبة للدين كله، بجميع أبوابه، وبجميع فروعه.

"كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي"، فاسمع نظمي، يعني انتبه لما أقول؛ لأن هذه المنظومة في الأصل.

"لأنه العلم الذي لا ينبغي"، ليش، لماذا كان علم التوحيد أصل بالنسبة لجميع العلوم؟

لأنه العلم الذي لا ينبغي

 

لعاقل لفهمه لم يبتغ

لأنه العلم الذي لا ينبغي

 

لعاقل.............................

هذه علة في كونه أصل العلوم كلها، أنه هو الذي لا ينبغي لعاقل لم يبتغ؟

طالب...........

هو اسمع نظمي، هو يقول الناظم: اسمع نظمي.

طالب:..........

لا لا، التعليل؛ لأنه العلم، كالفرع، أن كل العلم كالفرع للتوحيد، لماذا صار أصل وغيره فرع؟ لأنه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لم يبتغ، يعني لم يبتغ فهمه، لا ينبغي له أن يترك فهم هذا العلم؛ لأهميته ولأنه الأصل، لكن أيهما السبب الحقيقي كونه أصل هو السبب على الحث على فهمه، أو كونه العلم الذي لا ينبغي تركه هو الذي جعله أصلا؟ إذا لأنه اللام هذه

وبعد فاعلم أن كل العلم
لأنه العلم الذي لا ينبغي


 

كالفرع للتوحيد فاسمع نظمي
لعاقل لفهمه لم يبتغ

 يعني لم يبتغ لفهمه، والأصل أنه يتعدى بنفسه بدون لام، لكن النظم له ظروفه.

فهل هذه علة لمعلول سابق؟ يعني صار أصول، أصل بالنسبة لسائر العلوم؛ لأنه لا ينبغي لأحد يستطيع فهمه ألا يتعرض لفهمه، ويسعى في تحصيله، يلزم عليه الدور، يعني أهميته من كونه أصل، أصل العلوم كلها، من هنا جاءت أهميته، وهل كونه أصل لهذه العلوم لأنه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لفهمه لم يبتغ؟ يلزم عليه دور، أو أحدهما علة للآخر دون دور؟ وإذا قلنا هذا قلنا: إن كونه أصل السبب في ذلك؛ لأنه العلم، أو كونه العلم الذي لا ينبغي لعاقل لفهمه؛ لأنه أصل العلوم، كأنه الثاني، لكن اقتران لام التعليل بما ذكره آخراً نعم كأن فيه ما فيه.

لأنه العلم الذي لا ينبغي

 

لعاقل لفهمه لم يبتغ

يعني الذي لا يستطيع أن يفهمه ويقصر في تحصيله، هذا لا شك أنه مفرط.

طالب:......

فإنه ما في إشكال، ما في إشكال نعم.

طالب:......

فاعلم أن كل العلم.

طالب:........

يعني تفسيره التوحيد؟

طالب:........

هذا غلط، تفسير الناظم تفسير الناظم للتوحيد، لا شك أنه متأثر بدراسته لعلم الكلام، متأثر بدراسته لعلم الكلام، النظم ما فيه إشكال، ما تدري ويش يقصد بالتوحيد، لكن في شرحه فسر التوحيد في شرحه الكبير قال في القاموس: التوحيد إيمان بالله وحده، التصديق بما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- من الخبر الدال على أن الله تعالى واحد في ألوهيته لا شريك له، والتصديق بذلك قضى أن ينسبه إلى الصدق، ومطابقة الواقع بالقلب واللسان معا؛ لأننا نعني بالتوحيد هنا الشرعي، وهو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتاً وصفاتٍ وأفعالاً فلا تقبل ذاته الانقسام بوجه ولا تشبه صفاته الصفات ولا تنفك عن الذات، ولا يدخل أفعال الاشتراك، فهو الخالق دون من سواه.

طالب:..........

إيه لا أنا شايفه هذا.

طالب:.........

نعم ومعرفة الخالق إلى آخره، صرح المصنف -عفا الله عنه- في شرحه بأن مراده بعلم التوحيد هنا التمييز بين الجواهر والأجسام والأعراض والممكن إلى آخره، وليس هذا من التوحيد في شيء، ولا مذهباً لأهل السنة.

يعني الشيخ -رحمة الله عليه- أتي من كونه أخذ تعريف المضاف دون تعريف المضاف إليه.

لأنه العلم الذي لا ينبغي
­­­­­­­­­­­

 

لعاقل في فهمه لم يبتغ

يعني إذا كانت هذه العلة فهذه العلة موجودة في العلوم الأخرى، يعني الذي يستطيع أن يتعلم القرآن، وما يتعلق بالقرآن، وما يخدم فهم القرآن، وقل مثل هذا في السنة ينبغي له أن يترك ويخصص فهمه لعلم الاعتقاد، نعم علم العقيدة هو الأصل، لكن كل العلوم التي حث الشرع عليها، كلها لا ينبغي لعاقل لفهما لم يبتغ.

فيعلم الواجب والمحال

 

كجائز في حقه تعالى

فيعلم الواجب والمحال

 

كجائز في حقه تعالى

الواجب يقابله المحال، مقابلة الضدين أو النقيضين؟ لأنه قابل واجب محال ، جائز، والممكن، نعم، يكون ضده، فيكونان ضدين فيعلم الواجب والمحال هناك أيضا ممكن، ما المراد بالواجب، وما المراد بالمحال؟

هذا ما لا يتصور الانفكاك عنه واجب، وما لا يتصور اتصافه به محال، وما يجوز هذا وهذا، يعني من الصفات الفعلية جائز.

فيعلم الواجب والمحال
ج

 

كجائز في حقه تعالى

فالأقسام ثلاثة، والجائز الذي يتصور وجوده ويتصور تركه.

"في حقه تعالى".

وصار من عادة أهل العلم

 

أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم

النظم الذي هو الشعر الأصل فيه أنه كلام كالنثر حسنه حسن، وقبيحه قبيح، هذا الأصل، وأنشد الشعر بين يديه -عليه الصلاة والسلام-، أنشد بين يديه، كان حسان ينشد، وكعب بن زهير أنشد وغيره أنشد، ونفي عنه {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ} [(69) سورة يــس]، نفي عنه -عليه الصلاة والسلام- الشعر، ولذا نجد من الخطأ أن ينظم كلامه -عليه الصلاة والسلام-، يعني وجد نظم لبلوغ المرام، يعني تحويل كلام الرسول إلى شعر، الله -جل وعلا- ينفي عنه الشعر {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} ومع ذلك نرد كلامه إلى شعر، هذا لا ينبغي، حقيقة أنا غير مرتاح ولا مطمئن لهذه الطريقة، ووجد نظم البلوغ من أكثر من شخص.

على كل حال الشعر نفي عنه -عليه الصلاة والسلام-، وأنشد بين يديه، وقال فيه: ((لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا حتى يَرِيَه)) هذا في الحديث الصحيح في الصحيحين ((خير له من أن يمتلأ شعرا)) والله -جل وعلا- يقول عن الشعراء: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [(224) سورة الشعراء]، يعني الشعر جاء ما يدل على إباحته، وجاء ما يدل على ذمه ((لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا خيراً من أن يمتلأ حتى يريه خير من أن يمتلأ شعراً)) وهنا يقول:

وصار من عادة أهل العلم

 

أن يعتنوا بسبر ذا بالنظم

يعني هذا العلم وغيره من العلوم نظم فيها المنظومات الطويلة والقصيرة على البحور كلها، بحور الشعر، يعني هناك منظومات في ألوف المؤلفة من الأبيات، ومن نظم العلوم ما يسمى بالألفيات، ألف بيت في كثير من العلوم، ومنها ما يصل إلى عشرة آلاف وأكثر مثل نظم المقنع لابن عبد القوي أربعة عشر ألف بيت، وهناك منظومات كالنونية لابن القيم في خمسة آلاف وثمانمائة وستين بيت، المقصود أن هناك نظم، وعناية بالنظم، وسوف تذكر العلة -إن شاء الله تعالى- في كون العلماء يعنون بنظم العلوم.

لكن جاء ذم النظم، يعني افترض أن شخص حفظ نظم المقنع وحفظ النونية وحفظ معها منظومات أخرى، نقول: امتلأ جوفه شعراً، يدخل في الذم وإلا ما يدخل؟ إذا ترك ما هو أهم من ذلك، وعلى رأس المهمات كتاب الله -جل وعلا-، ولذلك قال: ((حتى يريه)) يعني حتى يمتلأ، فإذا امتلأ شعراً لم يكن هناك في القلب محل لكلام الله ولا كلام رسوله، وهذا هو المذموم، لكن إذا امتلأ من القرآن ومن السنة، ومن ما يعين على فهم الكتاب والسنة من كتب متون سواء كانت نظم أو نثر، هذا كله خير على خير.

"أن يعتنوا في سبر هذا"، في سبر ذا، يعني في سبر وتتبع واستقراء هذه العلة بمسائلها وتفاريعها بالنظم؛ لأنه يسهل للحفظ، نعم حفظ النظم أيسر من حفظ النثر، حفظ النظم أيسر من حفظ النثر، لماذا؟ لأنك إذا نسيت كلمة من الشطر الأول أو الثاني، لا بد أن وزن البيت يضطرك إلى تحديد الكلمة في الجملة والروي والقافية تحدد لك كلمات معينة تسد بها هذا النقص، ما تأتي أي كلمة، نسيت الوارث مثلا

دلت على وجوده الحوادث

 

وهو سبحانه الحكيم الوارث

نسيت الوارث، يمكن تجيب الباقي مكانها؟ ما يمكن تجيبها، هذا اللي يجعل النظم أثبت في النفس وأسهل في الحفظ؛ لأنه بطريقته وانتظامه نعم يذكرك بما نسيت، وأنت تلقائيا مثل حفظت منظومة من سنين تلقائيا إذا مسكت أولها تمشي، ولو غفلت عن ألفاظها، لكن النثر لا بد أن تحدد، وتنتبه له.

وصار من عادة أهل العلم
 لأنه يسهل للحفظ كما

 

أن يعتنوا في سبر ذا بالنظم
يروق للسمع......................

 لا شك أن سماع النظم ألذ وأمتنع من سماع النثر،

..................................

 

يروق للسمع ويشفي من ظمأ

يشفي من ظمأ؛

لأنه يسهل الحفظ كما

 

يروق للسمع ويشفي من ظمأ

 أو من ظمأ؟ هاه؟

طالب:.........

هاه؟

طالب:.........

من وإلا من؟ ما الذي يريد الشفاء؟

طالب:.........

هاه
طالب:.........

أولا: عندنا ظمأ يحتاج إلى يشفي وإلا يحتاج يسقي؟ يعني مثل ما نقول في العليل والغليل، شفاء العليل وإرواء الغليل، وعندنا يشفي من ظمأ، إذا قلنا أن يشفي معناها أعم من البراءة من السقم بمعنى يكفي، يكفي من ظمأ، أو من ظمأ، من موصولة يعني الذي أصيب بالظمأ وهو العطش.

طالب:..........

من؟

طالب:.....

طيب ويش نضمن الفعل شفا معنى فعل يتعدى بمن، يعني شفا من الداء، شفاه من داءه، وشفا العطشان من ظمأه، هكذا؟

طالب:........

إيش يقول؟

طالب:........

لا أنا يهمنا من وإلا من، يشفي الذي ظمأ، أو يشفي بمعنى أنه يروي ويسقي من ظمئ، على كل حال الوجهين جائز، صالح لهذا وهذا.

طالب:.........

هاه؟

طالب:..........

لا هو الظمأ لا بد أن نأتي نضمن الشفاء فعل يناسب الظمأ، ليكون معناه أعم، أو نقول: إن الظمأ كما يطلق على الحاجة الشديدة إلى الماء يطلق على الحاجة الشديدة إلى العلم، نعم، {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [(14) سورة التوبة]، فالشفاء أعم من أن يكون بمعناه الاصطلاحي.

يقول:

فمن هنا نظمت لي عقيده

 

..................................

"من هنا" يعني من هذا المنطلق

.................نظمت لي عقيدة

 

أرجوزة وجيزة مفيده

"فمن هنا نظمت" وشبه هذه الكلمات المتسقة المنتظمة في هذه الأبيات أبيات هذه العقيدة بالخرز، خرز العقد الذي ينظم في سلك واحد، لينتظم أمره ويتم.

"فمن هنا نظمت لي عقيدة"، فعيلة من العقد، والأصل فيه عقد الحبل وإبرامه؛ لئلا إذا عقد الحبل نعم؛ ليحكم ما عقد له نعم وهنا العقيدة هي المراد بها الاعتقاد الجازم الذي لا يساوره شك ولا تردد، بمعنى العلم الذي لا يحتمل النقيض، ولا يلزم أن يكون مطابقاً للواقع، المقصود أنه يكون اعتقاده مع الجزم بدون أدنى تردد يسمى عقيدة، فإن كانت موافقة للواقع كانت عقيدة صحيحة وإلا ففاسدة.

"أرجوزة"، نظمت لي، فمن هنا نظمت لي، يعني الأصل أن المؤلف يستحضر أن أول من يستفيد من مؤلفَه هو، ولذلك قال الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة الصحيح: "فإذا عزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا، وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يزاول التأليف، في مرحلة الطلب؛ ليستفيد هو، والتأليف من أعظم وسائل التحصيل، لا يؤلف بنية أنه ينفع الناس، لا، لينتفع، ثم بعد ذلك إذا تأهل، وأعاد النظر مرارا في هذا المؤلف إذا أراد ينتفع به الناس فله ذلك ولذلك قال:

فمن هنا نظمت لي عقيدة

 

....................................

"أرجوزة" يعني من بحر الرجز مستفعلن مستفعلن مستفعلن إلى آخره، "وجيزة" مختصرة من الإيجاز الذي يقابل الإطناب والمساواة، الإيجاز أن يكون الكلام قليلاً والمعاني كثيرة، يقابله العكس وهو الإطناب، وأن تكون الألفاظ كثيرة والمعاني قليلة، وبينهما المساواة، تكون المعاني مستوية مع الألفاظ مفيدة، مفيدة يعني من الذي شهد لها بأنها مفيدة؟

طالب:..........

هو، هو اللي شهد لها، هو الذي شهد لها......

طالب:.........

إيش هو؟

طالب:.........

أذان...........

يقول -رحمه الله- تعالى:

فمن هنا نظمت لي عقيدة

 

أرجوزة وجيزة مفيدة

يعني كون الإنسان يمدح كلامه بأنه مفيد، سائغ وإلا غير سائغ؟ لأنه هو الذي يمدح منظومته يقول: مفيدة.

طالب:.........

أما إذا كان على سبيل العجب والتعالي والتعالم هذا مذموم بلا شك، لكن إذا كان على سبيل الإغراء بقراءة هذا العلم؛ ليفاد منه ويحصل منه الأجر، يعني كثيراً ما نسمع ابن القيم يقول: وهذا الكلام، احرص على هذا الكلام علك ألا تجده في منصف آخر البتة، هذا إغراء بأن تحرص على قراءته، هو لا يريد من ذلك مدحه الذي من خلاله يمدح نفسه، فكونه يقول: مفيدة، يدل على إغراءه بها ليستفاد منها، فيعظم أجره.

نظمتها في سلكها مقدمه

 

...................................

"أو مقدمة".

"نظمتها" قلنا: أنه شبه هذه العقيدة في هذه الأبيات بخرز العقد، خرز العقد إذا لم تنظم في سلك واحد فإنها تتفرق وتتشتت، كما هو الشأن في كلمات هذه العقيدة.

"في سلكها": السلك هو الذي يجمع هذه الحبات من الخرز.

"مقدمه، أو مقدمة"؟ يجوز الوجهان فبالفتح على أنها قدمت يعني قدمها مؤلفها للقراء، وقدمها بين يدي مقاصد الكتاب، "ومقدمة" باعتبار أنها تقدمت مقاصد الكتاب، يعني المقدمة أو المقدمة التي تجعل في أول الكتاب قبل الدخول في أبوابه ومقاصده، يجوز فيها ما ذكرنا من الفتح للدال وكسرها.

"وست أبواب"، أبواب جمع باب، الباب مذكر وإلا مؤنث؟ مذكر، إذن نقول: ست أبواب، وإلا ستة أبواب؟ هاه؟

طالب:........

ست وإلا ستة؟

طالب:......

نعم وستة أبواب، إلا لو قال: وستا، بدون أبواب، إذا لم يذكر تمييز جاز التذكير والتأنيث ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال)) وإلا الأصل ستة أيام، وهنا ستة أبواب،

.................................

 

وست أبواب كذاك خاتمه

يعني من حيث قواعد العربية خطأ؛ لأنه ذكر التمييز، والتمييز مذكر، وإذا كان التمييز مذكراً خالف العدد، وستة أبواب كذاك خاتمة هذا الأصل، لكن ينكسر البيت وإلا ما ينكسر؟

طالب:.........

هاه؟

طالب:.........

بأي شيء، ستة أبواب وستة أبواب كذاك خاتمة، يعني ما فيه ولا نسخة ستة؟

طالب:.........

في ستة، في شيء من النسخ؟

شرح المؤلف في شيء؟ ما في شرح المؤلف.

طالب:.........

كان مع سليمان وراح، طيب المختصرات، مختصر ابن سلوم، وإلا الشطي، موجود؟

طالب:.........

هذا وش يقول؟

طالب:..........

ست أبواب، إيه لا أنا أريد كلام المؤلف، وما تفرع عنه من مختصراته.

يعني هذه خطة البحث، البحث أو المنظومة تشتمل على مقدمة وستة أبواب وخاتمة.

طالب:...........

كيف مصورة؟ إيش يقول؟ ست، لا الطبعة الهندية هذه فيها أغلاط كثيرة ما يعول عليها.

طالب:...........

يعني كأنه عدل من التأنيث إلى التذكير لضرورة الشعر.

أقول: المنظومة والأرجوزة هذه مكونة من خطة بينها الناظم في هذه المقدمة، من مقدمة وستة أبواب وخاتمة، طيب ما قال فهارس على طريقة الباحثين المحدثين، ما قال مقدمة وستة أبواب وخاتمة وفهارس، ما كانت الفهارس معروفة عند أهل العلم.

هاه.

طالب:..........

من أجل أن يعتنى بالكتاب كله، لو توجد فهارس اعتمد طالب العلم عليها، وأخذ ما يحتاج وترك الباقي، علما أن طالب العلم الذي له يد ومعاناة لكتب العلم لا يشكل عليه شيء، ولا يحتاج إلى فهارس.

وسمتها بالدرة المضيه

 

..................................

بعض النسخ سميتها، ولا فرق، الخلاف بين البصريين والكوفيين في الاسم هل هو من السمة أو من السمو؟ على كل حال يقول: سميتها، أو وسمتها، الوسم يجعل علامة، بالدرة المضية الأصلة المضيئة، والدرر الدرة واحدة الدرر وهي أنفس ما يستخرج من قاع البحر.

فيه أجنبي في مصر قبل ستين أو سبعين سنة عنده درة نفيسة جدا، فدار بها إلى محلات الذهب والأحجار الكريمة وغيرها يعني اللي يعتنون بهذه الأمور، وأطلعهم عليها فقال: أنا أريد مثل هذه، ومستعد أن أدفع مبلغ ذكره، كبير جداً؛ لأنظمها مع هذه في سلك، أنا مضطر إلى عقد بهذه الكيفية، قال، دفع مبلغ كبير، ثم راح إلى سكنه أرسل هذه الدرة مع شخص وقال: بعها عليهم، كأنه رصد مبلغ مائة ألف مثلا فباعها على المحلات، على محل من المحلات بثمانين ألف، رجاء أن يبيعوها على صاحبها على هذا الشخص بمائة ألف، لما استلم الثمانين ألف حاجج ومنتهي سافر إلى بلده، هذه من الحيل التي تستعمل، مع الأسف أنها سلكت في بعض الأمور المتصلة بالعلم، شخص جاء إلى مكتبة وقال: أنا أريد نسخة من تفسير القرطبي ومستعد أدفع ثلاثة آلاف يحتاج له نسخة نظيفة، أرسل نسخته بالفعل نظيفة واشتروها بألفين وخمسمائة على أساس أنه يكسبهم خمسمائة فبحثوا عنه قال: أنا خلاص استغنيت اشتريت نسخة، اضطروا أن يبيعوها بخسارة، هذه من الحيل التي يلقيها الشيطان على بعض الناس والذي جرنا إلى ذكر الدرة، الدرة الشيء الثمين بخلاف الدرة، بالكسرة التي كان يصحبها عمر يؤدب بها الرعية فهي درة.

وسمتها بالدرة المضية، أصلها المضيئة التي يشع منها الأنوار، هناك كتاب اسمه: "الدراري المضيئة"، الدراري المضيئة لمن؟ للشوكاني، وهنا الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية، في عقد أهل الفرقة المرضية، هو في عقد أهل وإلا في عقد الفرقة؟

هاه. يعني "الفرقة" هي المراد بها الأفكار المرضية وإلا يراد بها من يعتنق هذه الأفكار؟ يعني الفرقة المرضية الفرقة المرضية هل هذه هي الفرقة المرضية، هي المسائل المعتقدة على مذهب أهل السنة والجماعة، أو من يعتقد هذه المسائل؟ الفرقة؟

طالب:........

المسائل هي الفرقة؟

طالب:........

هاه؟

طالب:........

إيش هو؟

طالب:.........

من يعتقد؟ هم الفرقة، هم الفرقة المرضية، وسبب الرضا عنهم صحة اعتقادهم، فالفرقة هم من يعتقد إذن يحتاج أن نقول: أهل الفرقة؟ أو في عقد الفرقة المرضية؟ فئة، الطائفة، الجماعة، هاه.

طالب:.........

الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة، هذا بلا شك، فإذا قلنا: الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة قلنا: أهل الفرقة المرضية، قلنا: أهل أهل السنة والجماعة، صح وإلا لا؟ إذن له داعي هنا أهل وإلا لا؟

طالب:.........

ويش هو؟

طالب:.........

إيه لكن نحتاج إلى كلمة ما تخل بالمعنى، هاه؟

طالب:......

أقول: نحتاج إلى شيء لا يخل بالمعنى، في عقد أهل الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة في عقد أو في عقيدة، العقد والعقيدة بمعنى واحد، أهل الفرقة المرضية هم أهل السنة والجماعة.

على اعتقاد ذي السداد الحنبلي

 

..................................

"على اعتقاد ذي السداد"، السداد: هو امتثال الأمر، لقوله: -صلى الله عليه وسلم-: ((سددوا وقاربوا)) والسداد: هو الاعتدال في الأمور، هو الاعتدال في الأمور، فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو، ولا جفا، فالرجل المسدد هو الذي يوفق الانتهاج النهج السليم المعتدل.

على اعتقاد ذي السداد الحنبلي

 

...................................

الحنبلي نسبة إلى جده.

....................................

 

إمام أهل الحق ذي القدر العلي

أحمد بن محمد بن حنبل فهو منسوب إلى جده

..................................

 

إمام أهل الحق ذي القدر العلي

على اعتقاد ذي السداد الحنبلي

 

إما أهل الحق ..................

إمام أهل السنة والجماعة، واستحق هذه الإمامة بصبره وثباته على العقيدة المأثورة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحابته الكرام.

"إمام أهل الحق" ذي بمعنى صاحب القدر، والمكانة، والجاه العلي الرفيع، يعني ما الذي ميزه عن غيره من أقرانه؟ من الأئمة المتبوعين، الذي ميزه هو صبره وثباته في المحنة، يعني لو أن قدر أن الإمام أحمد أجاب تحت الضغوط، وتحت الأذى، وتحت التهديد والحبس والجلد، خفي الحق على عموم الناس، ولا بد من قائم لله بالحجة، لا بد من أن يوجد قائم لله بالحجة، لو، لولا أن الله -جل وعلا- قيض للحق من ينصره كالإمام أحمد لكان، لكانت فتنة المأمون والعلم عند الله -جل وعلا- موجودة إلى قيام الساعة، ولولا أن الله -جل وعلا- قيض شيخ الإسلام ابن تيمية يعني إذا قالوا عن الإمام أحمد العالم الرباني والصديق الثاني، نقول: بالنسبة لشيخ الإسلام لصبره على المحن والفتن، ووقوفه في جميع طوائف البدع، نستطيع أن نقول: إنه الإمام الوارث والصديق الثالث، كلها تشبيهاً بالصديق الأول الذي هو أبو بكر الصديق الذي وقف أيام الردة.

على اعتقاد ذي السداد الحنبلي

 

إمام أهل الحق ذي القدر العلي

صاحب القدر الرفيع العلي.

حبر الملا فرد العلى، حبر.

نقف على هذا.

اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.