كتاب بدء الوحي من إرشاد الساري (03)

 

بسم الله الرحمن الرحيم.

 

 قال المصنف –رحمه الله تعالى- : "وهذا الحديث أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام. قال أبو داود".

حديث الأعمال بالنيات.

طالب: "قال أبو داود: يكفي الإنسانُ

الإنسانَ.

 يكفي الإنسانَ لدينه أربعة أحاديث: "«الأعمال بالنيات»، و«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» و«لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه»، و«الحلال بيّن والحرام بيّن». وذكر غيره غيرها. وقال الشافعي وأحمد: إنه يدخل فيه ثلث العلم. قال البيهقي: إذ كسب العبد".

عُــــــمْــدَةُ الـدِّيــنَ عِــنْــدَنَــا كَــلِــمــَـاتٌ      أَرْبَـــعٌ مِـنْ قَــولِ خَــــــيْـــرِ الْـــــبَــــــرِيَّـــــــة

اتَّــقِ اللهَ وَازْهَــدْ وَدَعْ مَـــا      لَــيْــسَ يَـــــــعْــــــنِـــــــيـــــكَ وَاعْـــــمَـــلَــنَّ بِـــــنِـــيَّـــــة

طالب: "وقال الشافعي وأحمد: إنه يدخل فيه ثلث العلم. قال البيهقي: إذ كسب العبد إما بقلبه أو بلسانه أو ببقية جوارحه. وعن الشافعي أيضًا أنه يدخل فيه نصف العلم، ووجه بأن للدين ظاهرًا وباطنًا، والنية متعلقة بالباطن، والعمل هو الظاهر. وأيضًا فالنية عبودية القلب، والعمل عبودية الجوارح. وقد زعم بعضهم أنه متواتر وليس كذلك؛ لأن الصحيح أنه لم يروه عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ".

بل هو فرد مطلق في أوله فرد مطلق من طبقات الإسناد قريب، نعم اشتهر في الطبقة الخامسة حتى قيل: إنه رواه يحيى بن سعيد أكثر من سبع مئة.

طالب: "لأن الصحيح أنه لم يروه عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا عمر، ولم يروه عن عمر إلا علقمة، ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم، ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه انتشر. فقيل: رواه عنه أكثر من مائتي راوٍ، وقيل: سبعمائة، من أعيانهم مالك والثوري".

لكن الحافظ بن حجر يشكك في هذا العدد السبع مئة يقول: إنه من بداية الطلب يجمع طرق الحديث فلم يقدر على تكميل المئة، ابن سعيد الأنصاري الهروي شيخ الإسلام هو الذي قال: روى عن يحيى بن سعيد أكثر من سبع مئة.

طالب: "من أعيانهم مالك والثوري والأوزاعي وابن المبارك والليث بن سعد وحماد بن زيد وسعيد وابن عيينة، وقد ثبت عن أبي إسماعيل الهروي الملقب بشيخ الإسلام أنه كتبه عن سبعمائة رجل أيضًا من أصحاب يحيى بن سعيد، فهو مشهور بالنسبة إلى آخره غريب بالنسبة إلى أوله، نعم المشهور ملحق بالمتواتر عند أهل الحديث، غير أنه يفيد العلم النظري إذا كانت طرقه متباينة سالمة من ضعف الرواة ومن التعليل".

نعم يفيد القطع إذا كان له طرق سالمة متباينة، سالمة من الضعف والعلل، وهذه من القرائن التي تحتف بخبر الواحد.

طالب: "والمتواتر يفيد العلم الضروري، ولا تشترط فيه عدالة ناقليه، وبذلك افترقا. وقد توبع علقمة والتيمي ويحيى بن سعيد على روايتهم. قال ابن مندة: هذا الحديث رواه عن عمر غير علقمة ابنه عبد الله وجابر وأبو جحيفة وعبد الله بن عامر بن ربيعة وذو الكلاع وعطاء بن يسار وناشرة بن سمي وواصل بن عمرو الجذامي ومحمد بن المنكدر، ورواه عن علقمة".

لكنه لا يصح إلا عن علقمة.

طالب: "ورواه عن علقمة غير التيمي سعيد بن المسيب ونافع مولى ابن عمر، وتابع يحيى بن سعيد على روايته عن التيمي محمد بن محمد أبو الحسن الليثي وداود بن أبي الفرات ومحمد بن إسحق بن يسار وحجاج بن أرطأة وعبد ربه بن قيس الأنصاري.

ورواة إسناده هنا ما بين كوفي ومدني، وفيه تابعي عن تابعي يحيى ومحمد التيمي، أو ثلاثة إن قلنا: إن علقمة تابعي، وهو قول الجمهور. وصحابي عن صحابي إن قلنا: إن علقمة صحابي. وفيه الرواية بالتحديث والإخبار والسماع والعنعنة.

وأخرجه المؤلف في الإيمان والعتق والهجرة والنكاح والأيمان والنذور وترك الحيل، ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والدارقطني وابن حبان والبيهقي، ولم يخرجه مالك في موطئه، وبقية مباحثه تأتي -إن شاء الله تعالى- في محالها".

لكن هو مخرج في الموطأ من رواية محمد بن الحسن.

طالب: "وقد رواه من الصحابة غير عمر، قيل: نحو عشرين صحابيًّا، فذكره الحافظ أبو يعلى".

نعم؟

طالب: يا شيخ أحسن الله إليك، الذي يجمع رواية الموطأ محمد بن الحسن ويحيى وأبو مصعب.

ماذا فيهم؟

طالب: تكفيه هذه الروايات.......؟

ست عشر رواية أو أكثر.

طالب: ما تكفيه الثلاثة هذه؟

في كل رواية ما لا يوجد في الأخرى.

طالب: وقد رواه من الصحابة غير عمر، قيل: نحو عشرين صحابيًّا، فذكره الحافظ أبو يعلى القزويني في كتابه الإرشاد من رواية مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الأعمال بالنيات»، ثم قال: هذا حديث غير محفوظ عن زيد بن أسلم بوجه، فهذا ما أخطأ فيه الثقة. ورواه الدارقطني في أحاديث مالك التي ليست في الموطأ وقال: تفرد به عبد المجيد عن مالك، ولا نعلم من حدّث به عن عبد المجيد غير نوح بن حبيب.

رَوْح رَوْح

طالب: "قال: تفرد به عبد المجيد عن مالك، ولا نعلم من حدّث به عن عبد المجيد غير رَوْح بن حبيب وإبراهيم بن محمد العتقي، وقال ابن مندة في جمعه لطرق هذا الحديث: رواه عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غير عمر سعد بن أبي وقاص، وعليّ بن أبي طالب، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن مسعود، وأنس، وابن عباس، ومعاوية، وأبو هريرة، وعبادة بن الصامت، وعتبة بن عبد السلمي، وهلال بن سُوَيد، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، وأبو ذر، وعتبة بن المنذر، وعقبة بن مسلم، وعبد الله بن عمر اهـ.

وقد اتُفِق على أنه لا يصح مسندًا إلا من رواية عمر إشارة إلى أن من أراد الغنيمة صحح العزيمة، ومن أراد المواهب السنيّة أخلص النية، ومن أخلص الهجرة ضاعف الإخلاص أجره، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، إنما تنال المطالب على قدر همة الطالب، إنما تدرك المقاصد على قدر عناء القاصد. على قدر أهل العزم تأتي العزائم".

بركة بركة.