شرح كتاب التوحيد - 15

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين قال الإمام المجدد رحمه الله تعالى:

بابٌ من الشرك الاستعاذة بغير الله وقوله تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن:6] وعن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك» رواه مسلم. فيه مسائل، الأولى: تفسير {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ} [سورة الجن:6] الآية. الثانية: كونه من الشرك. الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث؛ لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، قالوا؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك. الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره."

مع اختصار وصل.

أحسن الله إليك.

"الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره الخامسة أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك."

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فيقول الإمام المؤلف- رحمه الله تعالى- "بابٌ من الشرك الاستعاذة بغير الله" مِن هذه يقول العلماء إنها تبعيضية، وغالبا ما تجيء التبعيضية يكون فيها شوب بيان؛ لأنها أحيانا تكون تبعيضية محضة، وأحيانًا تكون بيانية محضة، وأحيانا تكون بيانية فيها شوب تبعيض، وأحيانا يكون تكون تبعيضية في شوب بيان، على كل حال إذا قلت من الشرك لا شك أن الاستعاذة بعض وجزء من الشرك {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ} [سورة الحـج:30] هل فيه أوثان ليست برجس؟ إذًا بيانية محضة، خاتم من حديد تبعيض فيه شوب بيان وإيضاح لنوع هذا الخاتم، بابٌ من الشرك لا شك أن الاستعاذة جزء وبعض من الشرك لكن هل فيها بيان لهذا النوع من الشرك وتوضيح؟ لا شك أنه من الشرك، لكن هل هناك بيان واف واضح أنه من الأكبر أو من الأصغر؟ على كل حال (ال) هذه في الشرك جنسية تشمل النوعين في الأصل، لكن بيانها في الأحاديث فيما ساقه المؤلف من الأدلة يدل على أن الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر- نسأل الله العافية- والاستعاذة يقولون السين والتاء للطلب، فهنا يطلبون العَوْذ، والاستعاذة الالتجاء لدفع مكروه، الالتجاء لمن يُستعاذ به لدفع مكروه بخلاف اللياذ الذي يُستعمل في جلب المحبوب، السين والتاء للطلب مثل ما قالوا الاستشفاء طلب الشفاء، الاستسقاء طلب السقيا، من الشرك الاستعاذة بغير الله، معلوم أن الشخص إذا استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله هذا من الشرك الأكبر- نسأل الله العافية- قد يكون تكون الاستعاذة مباحة إذا استعاذ بشخص يستطيع أن يدفع عنه، بمعنى أنه استعان به وحينئذ تأتي بمعنى الاستعانة وهما متقاربان في المعنى وقوله تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن:6] ويبقى أنه لو كانت الاستعانة والاستعاذة من النوع المباح بمخلوق فيما يقدر عليه، يبقى مسألة القلب وتعلق القلب، ما يتعلق بالقلب إذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه وركنت إليه بقلبك وملت إليه هذا فيه شوب شرك، يعني تستعين بتاجر يقضي عنك دينك لكن لا بد أن تعلم أن المال مال الله {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [سورة النــور:33] وأيضًا كونه يعينك ويقضي دينك هذا أيضًا مظنون، هو مجرد سبب ومظنون أيضًا، قد لا يلبي رغبتك، فالذي يقضي الديون والذي يغيث الملهوف والذي يعين المستعين هو الله- جل وعلا- هذا الأصل، كون المخلوق يكون سببا، يكون على يديه بعض هذه الأمور لا يعني أنه يستقل إنما هو سبب من الأسباب؛ ولذا يأتي المحتاج إلى الغني ويبين له ويشرح حاجته فيعطيه ويأتيه آخر وقد تكون حاجته أشد فلا يعطيه لماذا؟ لأن المعطي والمانع هو الله- جل وعلا- والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول «إنما أنا قاسم والمعطي الله جل وعلا» وعلى هذا ينبغي أن يتعلق قلب المسلم بالله- جل وعلا- وقل مثل هذا في جميع الأسباب، المريض يدخل على الطبيب بعض الناس لا يستحضر إلا هذا السبب، يُصاب الطفل في وسط الليل مثلا فيفزع أبوه وأمه إلى المستشفى ويهرعون إليه ويغفلون عن أن الشافي هو الله- جل وعلا- وأنه هو الذي بيده النفع والضر فيتعلقون بالسبب ويتركون الله- جل وعلا- وهذا من جملة الأسباب التي يختلف فيها الطوائف المنتسبة إلى القبلة، فالأشعرية معروف أن الأسباب لا قيمة لها غير مؤثرة، وإنما يوجَد المسبَّب عندها لا بها، يعني كونك تعالج أو ما تعالج لا فرق، لكن وُجِد الشفاء عند استعمال هذا السبب لا به، كما أنه يوجد الشبع عند الأكل لا به، والشرب والري عند الشرب لا به، يعني في حقيقة الأمر عندهم لا فرق بين أن تشرب أو ما تشرب، تأكل أو ما تأكل السبب ما له قيمة وجوده مثل عدمه، لكن يوجد المسبب عنده، يعني مما ذكروه في كتبهم وليس من طريق الإلزام هذا منصوص عليه بالحرف في كتبهم أنه يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس لماذا؟ الأعمى يشوف البقة صغار البعوض وهو بالصين في أقصى المشرق، يراها وهي في الأندلس في أقصى المغرب لماذا؟ لأن البصر سبب والسبب لا قيمة له، ولا شك أن هذا وإن قاله من قاله وفيهم من فيهم من النوابغ والأذكياء والعباقرة، يعني في الأشاعرة من عرف بالنبوغ لكن الذي لا يقوده الكتاب والسنة إلى مراده لا بد أن يتيه، الذي لا يتمسك بالكتاب والسنة ويعض عليهما بالنواجذ ولا يتساهل ولا يفرِّط ويجعل من الاحتياطات اللازمة للاعتصام بهما لا بد أن يحيد، يقابلهم المعتزلة الذين قالوا أن الأسباب مؤثِّرة بذاتها، ولذلك لو أن شخصًا في أبرد يوم من أيام السنة اغتسل في ثيابه وخرج من دون تنشُّف ومن دون شيء، وآخر لبس الملابس الداخلية والخارجية ولبس عليها ما لبس وخرجا جميعًا، عند الأشعرية ما يرون بينهما فرقا، فليس بينهم فرقا، لو جلس هذا عند النار يصطلي وذاك نام في السطح بهذه الطريقة لا فرق بينهم؛ لأن هذا سبب والسبب غير مؤثِّر وإن حصل المسبَّب عنده، هم يقولون يحصل عنده لا به، والمعتزلة يقولون إنما حماه هذا السبب، أهل السنة والجماعة توسطوا وعملوا بالنصوص كلها، وقالوا: إن السبب له أثر لكن الله- جل وعلا- هو الذي جعل الأثر في هذا السبب ولو شاء لسلبه إياه، ولذلكم لما ألقي إبراهيم في النار النار محرقة وسبب ظاهر للإتلاف الله جل وعلا سلبها هذه الصفة {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة الأنبياء:69] فعلى الإنسان أن يستحضر المسبِّب وهو الله- جل وعلا- ويتعلَّق به، لذلكم جاء في التوكُّل وغايته في حديث السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وأنهم لا يسترقون مع أن الرقية سبب وحصلت منه -عليه الصلاة والسلام- رَقَى ورُقِي، ولا يكتوون مع أنه نص على أن الشفاء قد يكون في كية نار وغير ذلك من الأسباب؛ لئلا يعتمد الإنسان بقلبه إلى هذه الأسباب ويترك المسبِّب، وإلا فالأصل أن الأسباب ما فيها إشكال بل قد تتعيَّن في بعض الأحوال، المقصود أن المدار في ذلك على القلب «إنما أنا قاسم والله المعطي» ثم قال {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ} [سورة الجن:6] لا شك وهذا أمر معروف أن هناك رجال من الإنس ونساء من الإنس، هذا أمر نعرفه؛ لأننا نخالطهم، لكن يعوذون برجال من الجن قالوا الجن أيضا كالإنس فيهم رجال وفيهم نساء، وأنهم يتزاوجون ويتكاثرون كالإنس؛ لأنه قال رجال مما يدل على أن هناك إناث، الإنس يتزاوجون ويتكاثرون الذكر مع الأنثى والجن كذلك، لكن ماذا لو اختلف الجنس هل الرجال من الإنس يمكن أن يحصل بينهم تزاوج مع نساء الجن أو العكس؟

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

 وطء.

طالب: .............

وش هو؟

طالب: .............

في كتب الفقه يقولون لو أن امرأة جامعها جني وأنزلت لزمها الغسل وأنها تترتب عليها الأحكام كلها، فهذا معروف ومعلوم عند أهل العلم، وكثيرا ما يُسأل عنه، وكثيرا الرقاة يعرفون هذا؛ لأن المرأة إذا ادعت مثلا في الرقية وتكلم الجني وقال إنه يجامعها أو يعني مشكلة وأحيانا قد يكون الزوج حاضر فهل يُقَرّ أو يُؤَكَّد عليه بالقراءة حتى يخرج أو يحترق كما يفعل بعضهم  إذا كان عنده قوة إيمان ويقين، لكن إذا توعَّد الجني المرأة بقتلها إذا رقيت، إن ذهبتِ إلى راق قلتكِ، وهذا حاصل- نسأل الله العافية- يعني كثير في الفتاوى يأتي أن المرأة تقول إنها تجامَع من قبل الجن، الإقرار لا يجوز لأنه زنى؛ لأن الجن مكلَّفون وهي مكلَّفة، لكن يبقى أنه إذا هددها بالقتل إذا رقيت، وهذا يعاني منه الرقاة والنساء المرقيات والأزواج أيضًا، هل تكون مكرهة بهذا أو يؤكَّد عليه مع ما يترتب عليه من الآثار؟ وإذا توكَّل الإنسان على الله كفاه، لكن يعلِّق قلبه بالله ولا يضره أحد.

طالب: .............

يحصل يقتل الجني يقتل إيه.

طالب: .............

لا لا، طريق النجاة أن يوجَد راقي وأن يوجَد الثقة بالله- جل وعلا- من المرقي وجميع الأسباب التي ذُكرت في الرقية.

طالب: .............

هو ما يوجد إكراه مع توافر جميع الشروط لكن حتى الراقي أول المرقي إذا كان عنده شيء من الخلل، على كل حال هذه مسائل معروفة ويعاني منها الرقاة، لكن يبقى أن المسألة الأصل هل هذا واقع، وهل هو جائز شرعًا أن يتزوج الإنسي جنية أو العكس؟ الوقوع الفقهاء يقولون أن المرأة قد تجامَع ويترتب على ذلك الآثار من قبل الجن، وبعض القصص التي يذكرها بعض الناس لاسيما أصحاب الأسفار في القديم يذكرون أنه تزوج جنية لكن الإنجاب هو محل الإشكال وقوله جل وعلا {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} [سورة الرحمن:56] يدل على أن الجني قد يجامع الإنسية هذا فيه دليل على أنه يجامِع الإنسية، ما قيل عن بلقيس ملكة سبأ وأن أمها كانت جنية هذا ذكره المفسرون ولعله متلقى من الإسرائيليات يعني لا يُصدَّق ولا يُكذَّب إذا أمكن ذلك، مع أن الماوردي وفيه شوب عقلانية واعتزال اتُّهِم بذلك ينفي ذلك نفيا قاطعا وأن هذا ضرب من المستحيل، والمفسرون ذكروا ذلك وفي قصة بلقيس في سورة النمل نعم في سور النمل ذكر القرطبي بعض هذا الكلام أو شيء منه.

طالب: .............

إذا بُحِث إذا كان واقعا مثلا، حكمه الشرعي هذا شيء ثاني، يعني هل يجوز أو لا يجوز من الذي يزوج بنته جنيا؟!

طالب: .............

نحن نتكلم الآن على الوقوع في الوطء، هل يحصل التواطؤ وبالنسبة لزواج الإنسي بالجنية هذه قصص ما ورد فيها أخبار أبدًا.

طالب: .............

إيه لكن يدل على أنه ممكن أن الجني يطأ ما يطؤه الإنسي وأخذ العلماء من ذلك أنه ممكن أخذوا الإمكان {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} [سورة الجن:6] نسأل الله العافية، يعوذون ويلوذون ويستعينون برجال من الجن، يعني كان الواحد من أهل الجاهلية إذا نزل واديا استعاذ بسيد الوادي من سفهاء قومه، وقد يستجيب السيد ويعيذه من السفهاء، لكن هل هذا كونه يحصل فيه فائدة يخرجه من دائرة الشرك؟ لا، ولذا قال الإمام- رحمة الله عليه- في الفائدة الأخيرة الخامسة: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك فالعبرة بما جاء عن الله وعن رسوله، ولا عبرة بكونك تنتفع من فلان يعني الذي يمدح خليفة ويبالغ في مدحه إلى أن يخرج إلى حد الغلو والمحرَّم ثم يعطيه ويغدق عليه الأموال نقول هذا حلال لأنه استفاد؟ لا، {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن:6].

طالب: .............

بس أنت الآن تخاطِب مخلوقا مجهولا لا تدري هل يقدر أو لا يقدر هل هو..

طالب: .............

الكلام على أن التعامل مع الجن فيه خطورة على الشرك وينبغي الحذر منها؛ لأنهم قوم مجهولون ولا يُعرَف عدالتهم ولا ثقتهم؛ ولذا يأتي أسئلة عن بعض الناس وأن وأنه يقول نستعين بجن مؤمنين مسلمين ويدلوننا على أماكن خطرة أماكن دعارة أماكن مخدرات أماكن كذا، نقول كل هذا لا يجوز؛ لأن الاستعانة بهم من خصائص سليمان- عليه السلام- ما جاء إلا عنه، حتى النبي -عليه الصلاة والسلام- لما رأى الجني وأراد أن يوثقه حتى يراه صبيان المدينة قال: «تذكرتُ دعوة أخي سليمان» الأمر الثاني: أن هؤلاء مجاهيل، وأخيرا الأمر معهم في غاية الخطورة؛ لأن عندهم مكرا وخداعا واستدراجا؛ لأنهم قد يعينون في أول الأمر شبه تبرُّع، ثم يستدرجون الإنسان حتى إذ تورط طلبوا منه أن يقدم لهم ما يشرك به، شخص يقول إنه أحرق سبعين مملكة جن وأنه يتعامل معهم كأنهم إنس ويستعين ببعضهم على بعض، وأنه مشى على يديه كذا مُقعَد، عدد كبير من المقعَدين، وشُفِي على يديه بسببهم من أمراض كثيرة، والسائل يقول والدليل على سلامة معتقده أنه لا يأخذ أجرة، نقول: هذا ليس بدليل، يكفيه أن يقول مشى على يده مائة مُقعَد، هذه أجرته؛ لأن الإنسان يقدِّم مهجته ويُقتَل ليقال جريء، يكفيه، هذا فلا يعني أن طريقته سليمة؛ لأنه ما يأخذ أجرا، هذا الكلام ليس بصحيح، والتعامل معهم في غاية الخطورة، لأنهم قوم مجاهيل ولا يؤمن مكرهم، ويستدرجون الإنسان؛ لأنهم إذا أعانون بغير سبب، بغير تقديم شيء ولا شرك لا أصغر ولا أكبر وطلب منهم فأعانوه ثم وصل إلى منتصف طريق، ثم طلب منهم فتوقفوا وقد وعد الناس أن يفعل كذا أو يفعل كذا لا بد أن يقدم لهم شيئا ليستمر في عمله، الإنسان ضعيف لا يقوى على مثل هذه الأمور فالبعد هو المتعيِّن {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن:6] زادوهم الفاعل مَن؟ الجن زاد الجنُّ الإنسَ رهقا يعني خوفا وهلعا وضعفا، كما هو شأن المرهق المتعَب، فما استفادوا منهم إلا النقص، وبعضهم يعكس، يقول: زاد الإنسُ الجن عتوًّا وجبروتا وعنادا، ولا شك أنه سوف يدخل هذا الجن المستعاذ به من الغرور ما يدخله، في تفسير القرطبي- رحمه الله تعالى- يقول قال الله تعالى {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ} [سورة الجن:6] فمن فتح يعني همزة أن "وأنه" وجعله من قول الجن ردها إلى قوله أنه استمع، ومن كسر جعلها مبتدأ من قول الله –تعالى- والمراد به كانوا يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد:ٍ أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه فيبيت في جواره حتى يصبح قاله الحسن وابن زيد وغيرهما، قال مقاتل: كان أول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن، ثم من بني حنيفة، ثم فشا ذلك في العرب، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم، وقال كردم بن أبي السائب خرجت مع أبي إلى المدينة أول ما ذُكِر النبي -صلى الله عليه وسلم- فآوانا المبيت إلى راعي غنم فلما انتصف الليل جاء الذئب فحمل حملا من الغنم، فقال الراعي: يا عامر الوادي أنا جارك فنادى مناد يا سرحان أرسله فأتى الحملُ يشتد، وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [سورة الجن:6] أي زاد الجنُّ الإنسَ رهقا أي خطيئة وإثمًا قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة، والرهق الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم، ورجل رهِق إذا كان كذلك ومنه قوله {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [سورة يونس:27] قال الأعشى:

لا شيء ينفعني من دون رؤيتها

 

 

 

 

هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا

 

 

يعني إثما.

............................

 

 

 

 

هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا

 

 

يعني الرؤية ما تكفي عند هؤلاء الفجرة، يقول: لا بد أن يصيب رهق لا بد أن يصيب إثما، لا بد أن ينال منها ما ينال- نسأل الله العافية- وأضيفت الزيادة إلى الجني إذ كانوا سببا لها، وقال مجاهد أيضا: فزادوهم أي إن الإنسَ زادوا الجنَّ طغيانا بهذا التعوُّذ حتى قالت الجنُّ سدنا الإنسَ والجن، وقال قتادة أيضا وأبو العالية والربيع وابن زيد: ازداد الإنس بهذا فرَقا وخوفا من الجن، وقال سعيد بن جبير كفرا، ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [سورة الأعراف:200] {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} [سورة النحل:98] وقيل لا يطلق لفظ الرجال على الجن فالمعنى وأنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس، وكان الرجل من الإنس يقول مثلا أعوذ بحذيفة بن بدر من جن هذا الوادي، قال القشيري: وفي هذا تحكُّم إذ لا يبعد إطلاق لفظ الرجال على الجن {بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} [سورة الجن:6] صريح لا داعي لمثل هذا التكلُّف، ثم أورد الحديث عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول «من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك» من نزل منزلا سواء كان طارئا أو دائما، يعني في مسيره نزل في منزل يبيت فيه ليلة أو يوم وليلة أو ما أشبه ذلك أو جزء من الوقت وينصرف، يقول مثل هذا الذكر وهذه الاستعاذة، ومن سكن مسكنا جديدا يشمله ذلك؛ لأنه نزل منزل سواء كان طارئا أو دائما فقال أعوذ بكلمات الله، أعوذ ألتجئ بالله- جل وعلا- بكلماته التي هي عموم كلامه أو القرآن على وجه الخصوص، وكلام الله صفة من صفاته غير مخلوق، وبهذا استدل أهل السنة والجماعة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق؛ لأنه لو كان مخلوقا لما جازت الاستعاذة به؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك لكنه استعاذة بصفة من صفاته جل وعلا وهي كلامه، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، التامات عندنا التام وعندنا الكامل أيهما أكمل؟ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [سورة المائدة:3] أيهما أكمل؟ أكملت لكم دينكم، الكامل لا يحتاج إلى مزيد، والتام يحتمل المزيد؛ ولذلك الدين غير قابل للزيادة والنعمة قابلة للزيادة، فأيهما أكمل؟ الكامل، هنا قال أعوذ بكلمات الله التامات ما قال الكاملات هل لأنها تقبل الزيادة.

طالب: كلام الله..

كلام الله لا شك أنه قديم النوع متجدد الآحاد، يتكلم متى شاء وإذا شاء، فالله- جل وعلا- لايزال يتكلم، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وقد يقول قائل: إن الكامل والتام إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا فتكون التامات والكاملات بمعنى واحد، وهذا لا يبعد مثل الإيمان والإسلام، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، ما موصولة أو مصدرية من شر خلقه، أو من شر الذي خلق، وهذا وإن كان لفظه لفظ عموم إلا أنه من العموم الذي أريد به الخصوص، يعني من شر ما جبل على الشر أو ما فيه شر من خلقه، وإلا فهناك أشياء من مخلوقاته هي شر محض وفيها ما هو خير محض، وفيها ما فيه شر وفيه خير، المقصود أن الخير المحض لا يدخل في النص، فالأنبياء والرسل والجنة كلها خير محض ما فيها شر لا يشوبها شر فلا تدخل في هذا الحديث «لم يضرَّه شيء حتى يرحل» الراء في يضر ضُبطت بماذا؟ وش عندك؟

طالب: .............

غير مشكولة طيب.. طيب غيره.

طالب: .............

عندك مضمومة؟

طالب: .............

وش هي؟

طالب: .............

هي شدة ما فيها سواء كانت مضمومة أو مفتوحة من معه مثل نسختي هذه لا يتكلم أعرف ما فيها فمن معهم نسخ ثانية يخبرونا.

طالب: .............

مضمومة.. وش نسختك؟

طالب: .............

مضمومة.. أي طبعة ذي؟

طالب: .............

أيهما أصح؟ لم حرف جزم ومعروف أن الحرف المضعَّف عبارة عن حرفين أولهما ساكن والثاني متحرِّك بحسب العوامل، لو سكَّنَّا الثاني اجتمع ساكنان لا بد أن نتصرَّف، لا يجتمع ساكنان {يَرْفَعِ اللَّهُ} [سورة المجادلة:11] هو ساكن لو سكنَّاه اجتمع ساكنان، متى أضعِ العمامة مع أن الفعل ما يدخله كسر لكن تخلصا من التقاء الساكنين، لكن تتخلص بماذا؟ الآية فيها تخلص من التقاء الساكنين بالكسر والبيت.

.........................

 

 

 

 

متى أضع العمامة تعرفوني

 

 

أو يعرفوني هذا تخلص من التقاء الساكنين بالكسر مع أن الفعل لا يدخله الجر؛ لأنه من علامات الاسم لكنه اضطر إليه من أجل التخلص، الآن كيف نتخلص من التقاء الساكنين بالفتح أو بالضم؟

طالب: .............

هم يقولون مضمومة الإخوان.

طالب: .............

في صحيح مسلم في كتاب الحج إنا لم نردُّه إليك إلا أنَّا حُرُم، النووي يقول: الضم متعيِّن، لم نردُّه الضم متعيِّن، ويتعيَّن الفتح لو كان الضمير ضمير إناث لم نردَّها، يعني من باب المجاورة، هذا كلام النووي، وهنا لم يضرُّه على مقتضى كلام النووي المتعيِّن الضم، والفتح الذي عندنا وفي كثير من النسخ وفي كثير من نسخ صحيح مسلم إنا لم نردَّه جاء من فراغ ؟ ما جاء من فراغ، بل هو الراجح الفتح لماذا؟ لأنه لا بد من التصرف، العامل يقتضي جزما، والجزم متعذِّر وإذا ضممنا كما قال النووي ألغينا العامل تماما كأنه غير موجود، ألغيناه من عمله كأن العامل غير موجود مثل ما لو قلنا لا يضرُّه فألغينا العامل المؤثِّر، الجزم متعذر لوجود التقاء الساكنين فلا بد أن نتصرف بإحدى الحركات المناسبة فالضم الذي يرى النووي أنه متعذر يلزم منه إلغاء العامل وهذا لا يجوز بحال، لا بد أن العامل يؤثِّر فيما دخل عليه ولذلك في الآية {يَرْفَعِ اللَّهُ} [سورة المجادلة:11] العلماء مجمعون على أن الكسر لا يدخل الفعل لماذا عدلنا إلى الكسر؟ لالتقاء الساكنين، ولينظر القارئ الآن أثر العامل، الجزم لماذا عدلنا عنه إلى الكسر في أمر لا يمكن في الأفعال؛ لأننا لا بد أن نجعل هذا العامل مؤثِّرا، فنبحث عن العلة التي عدلنا فيها عن أثر هذا المؤثِّر إلى ما صرنا إليه من الكسر في الفعل، والفتح هنا في الفعل في الآية ما تفتح، لكن لو قلنا بالضم ترتب على ذلك إلغاء عمل العامل وهذا لا يجوز باتفاق، لكن إذا عدلنا عنه إلى أثر غير مطابق عرفنا أن العامل عمل لكن منع من عمله الأصلي التقاء الساكنين، فنصل إلى المقصود وبهذا قال أكثر أهل العلم، ولذلك تجدون عندكم في النسخ تفاوتا لم يضرُّه لم يضرَّه.

طالب: .............

{مَن يَرْتَدِ} [سورة البقرة:217] لما فُكَّ الإدغام بان الجزم من يرتدد.

طالب: .............

إيه أذِّن..

المؤذن يؤذن.

قال في الحديث «لم يضرَّه شيء حتى يرحل» في بعض نسخ مسلم حتى يرتحل من منزله ذلك رواه مسلم، يعني هذا سبب والسبب يترتب عليه أثره إذا وجد السبب وانتفى المانع، لكن قد يوجد مانع مِن ترتُّب الأثر فلا يترتب عليه فيجد ما يضره ولو قال هذا السبب لوجود المانع، والدعاء سبب، كثير من الناس يدعو ولا يُستجاب له كما جاء في الحديث، وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، كلها من الأسباب، كل الأسباب التي ذكرت من أسباب إجابة الدعاء، ثم قال: ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له الأصل {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60] طيب دعوناك فلم تجبنا؛ لأن المانع موجود عندنا فلوجود المانع لا يترتب الأثر على السبب، وهنا قد يوجد موانع، وكثير من الأدعية والأذكار التي تقال ورُتِّب عليها منافع دنيوية ودينية قد لا يترتب عليها أثر لوجود المانع «لم يضره شيء حتى يرحل» القرطبي وليس المفسِّر- ما ذكر شيئا في تفسيره- وإنما هو شيخه أبو العباس صاحب المفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، يقول: إنه جرَّب هذا ما نزل منزلا إلا يقول هذا الذكر والاستعاذة فما أصيب بشيء إلا مرة واحدة، يقول: لُدِغْت بالمهدية فتذكرت أني لم أقله، ما قلت هذه الاستعاذة، وإذا أراد الله شيئا يسر أسبابه، إذا أراد لك شيئا أنساك أو نسيت

طالب: .............

هذه مسألة ثانية؛ لأن منهم من قال: إنه قد يقول الذكر فيصاب لكن لا يحصل من هذه الإصابة ضرر، «لم يضره» هذا النص «شيء حتى يرتحل أو يرحل من مكانه ذلك» طيب مسألة، وهي لو أن شخصا سمع مثل هذا الحديث، فقال هذا الذكر؛ لئلا يتضرر، يعني ما استحضر غير هذا فقط من أجل ألاَّ يتضرر، وبعض الناس يحرص على صلاة الصبح إذا أراد أن يسافر ليكون في ذمة الله غير مستحضر لنصوص أخرى وأجور أخرى وأن هذه الصلاة «من صلى البردين دخل الجنة» غير مستحضر هذه النصوص كلها، هو يصلي لكن يحرص على صلاة الصبح مع الجماعة أكثر إذا أراد أن يسافر ليكون في ذمة الله حتى يمسي، وبعض النصوص التي يرتب عليها أجور في الآخرة مع الانتفاع في الدنيا ملاحظة هذا الانتفاع هل يؤثِّر في أجره أو لا يؤثِّر؟ هذا الذي لا يحرص على الصلاة إلا من أجل الانتفاع في الدنيا هذا أمره معروف لكن شخص يقول أنا أصلي «وأثقل الصلاة على المنافقين العشاء والصبح» «ومن صلى البردين دخل الجنة» وأنا أتقرب بذلك إلى الله- جل وعلا- وألحظ أيضا أني أحفظ في سفري وأكون في ذمة الله هل هذا فيه تشريك أو لا يؤثر؟ ما يؤثر لماذا؟ لأنه لو كان مؤثرا لما نُصَّ عليه في الخبر حتى يرحل من منزله ذلك رواه مسلم. قال رحمه الله فيه مسائل، الأولى: تفسير {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ} [سورة الجن:6] وسبق الكلام فيها ونقل كلام المفسر القرطبي- رحمه الله الثانية: كونه من الشرك ونص أهل العلم على أن الاستعاذة بغير الله- جل وعلا- شرك، وقال لا إشكال أو لا خفاء، القرطبي يقول لا خفاء في كون الاستعاذة بغير الله.. نعم.. هنا.. نعم.. يقول القرطبي ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك. الثالثة: الاستدلال على ذلك بالحديث، ووجه الاستدلال: "أعوذ بكلمات الله" وكلماته صفة من صفاته يجوز الاستعاذة بها ويجوز الحلف بها، مع أن الحلف بغير الله شرك قال؛ لأن العلماء استدلوا به على أن كلمات الله غير مخلوقة، يعني في ردهم على الجهمية أوردوا هذا الحديث، المعتزلة الذين يقولون أن القرآن مخلوق وفي الفتنة والمحنة التي حصلت في عهد المأمون ومن بعده، من ضمن الأدلة التي استدلوا بها على أن القرآن كلام الله غير مخلوق هذا الحديث ولو كان مخلوقا لما جازت الاستعاذة به، قالوا؛ لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك. الرابعة: فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. نعم مختصر جدًّا، وهناك أذكار رُتِّب عليها منافع دينية ودنيوية وهي يسيرة جدًّا ومع ذلكم هي ثقيلة على كثير من الناس وإلا كما جاء في الحديث: "من قال في يوم سبحان الله وبحمده مائة مرة" في دقيقتين ما تزيد أو أقل، دقيقة ونصف أحيانا، "حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" ومع الأسف أن يوجد من يسخر بمثل هذا الحديث، ويكتب في مواقع التواصل قبل شهر أو أقل من شهر أنه كيف تكفَّر ذنوب وكبائر ومعاصي وخطايا وما أدري إيش؟ ويتحمل من الأوزار، وفي دقيقتين تمسح عنه هذه الأمور- نسأل الله العافية- ومعروف الكلام في الكبائر لا بد فيها من التوبة، وما جاء في هذا الخبر محمول على الصغائر، المقصود أن مثل هذه الأمور فضل الله لا يُحَدّ.

ولو سئل الناس الترابا لأوشكوا

 

 

 

إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا

 

والله- جل وعلا- منذ خلق الخلق وهو ينعم عليهم ويرزقهم، يده سحّاء لا تغيضها نفقة، يعني لا تنقصها النفقة، فيقيس المسكين فضل الله- جل وعلا- وسعة جوده وكرمه على ما عند المخلوق -نسأل الله العافية- العلماء جعلوا من علامات الوضع في الحديث أن تُرتب الأجور العظيمة على الأعمال اليسيرة، نقول أُخرج من هذا الضابط ما صح به الخبر، هذا الحديث في الصحيحين، نخضع لضوابط جعلها أهل العلم فيما لا أصل له من الأحاديث أو فيما لا يوجد في دواوين الإسلام.

طالب: يا شيخ الدعاء يقال مرة أو ثلاث مرات؟  

وش فيه؟

طالب: مرة أو ثلاث مرات.

النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا دعا دعا ثلاثا وإذا تكلم تكلم ثلاثا.

فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره. الخامسة: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس بشرك، مثل ما جاء في حديث الذباب الذي قدمه للصنم، فدخل حصل له منفعة نعم تركوه ما قتلوه قتلوا الثاني هذه منفعة، لكن لا يخرجه عن كونه شركا، ومثل ما قلنا لو أن شخصا سجد لملك من الملوك أو ثري من الأثرياء وأغرقه بالأموال لا يعني أنه ليس بشرك، كما قال الشيخ- رحمه الله- أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع لا يدل على أنه ليس من الشرك.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.