شرح المنظومة الميمية في الآداب الشرعية (7)

سم.

أحسن الله إليك.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال العلامة حافظ -رحمه الله تعالى-:

في الفرائض والآلة والتحذير من العلوم المبتدعة:

وبالفرائض نصف العلم فاعن كما
من فضلها أن تولى الله قسمتها
(يوصيكم الله) مع ما بعدها اتصلت
وخذ إذا شئت ما قد تستعين به
كالنحو والصرف والتجويد مع لغة
واحذر قوانين أرباب الكلام فما
قاموس فلسفة مفتاح زندقة
راموا بها عزل حكم الله واقترحوا
يروك إن تزن الوحيين مجترئاً
وأن تحكمها في كل مشتجر
أما الكتاب فحرف عن مواضعه
كذا الأحاديث آحاد وليس بها
وقد أبى الله إلا نصر ما خذلوا
كذا الكهانة والتنجيم إنهما
إسنادها حزب إبليس اللعين كما
ما للتراب وما للغيب يدركه
لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت
أما النجوم فزين للسما ورجو
كما بها يهتدي الساري لوجهته
والنيرين بحسبان وذلك تقـ
فمن تأول فيها غير ذاك قفا
كالمقتفين لعباد الهياكل في
والكاتبين نظاماً في عبادتها
فذا سعود وذا نحس وطلسمه
واحذر مجلات سوء في الملا نشرت

تدعو لنبذ الهدى والدين أجمعه
وللركون إلى الدنيا وزخرفها
وللتهتك جهراً والخلاعة مع
والاعتماد على الأسباب مطلقها
والكفر بالله والأملاك مع رسل
ولاعتناق الطبيعيات ليس لها
قامت لديهم بلا قيوم ابدعها
سموه مدحاً له العلم الجديد بل الـ
تقسموه الملاحيد الطغاة على
وكلما مر قرن أو قرون أتوا
بعض الخبيث على بعض سيركمه
واعجب لعدوان قوم حاولوا سفهاً
كالنار في الماء أو طهر على حدث    
                             

 

أوصى الإله وخير الرسل كلهمِ
ولم يكلها إلى عرب ولا عجم
وفي الكلالة أخرى فادنُ واغتنم
من آلة تلفها حلاً لمنبهم
يُدرى بها حل ما يخفى من الكلم
بها من العلم غير الشك والتهم
كم من ملم به قد باء بالندم
للحق رداً وإنفاذاً لحكمهم
عليهما بعقول المغفل العجم
إذ ليس في الوحي من حكم لمحتكم
إذ ليس يعجزك التحريف للكلم
برهان حق ولا فصل لمختصم
وكسر ما نصروا منهم على رغم
كفران قد عبثا بالناس من قدم
متونها أكذب المنقول من كلم
ما للتصرف والمخلوق من عدم
دهراً تعالج أصنافاً من الألم
ماً للشياطين طرداً لاستماعهم
في البر والبحر حيث السير في الظلم
دير العزيز العليم المسبغ النعم
ما ليس يعلمه فهو الكذوب سم
عزو التصرف والتأثير للنجم
عقداً وكيفاً وتوقيتاً لنسكهم
كذا وناسبه ذا كم بخرصهم
تدعو جهاراً إلى نشر البلا بهم
والعلم بل كل عقل كامل سلم
والرتع كالحيوان السائم البهم
نبذ المروءة والأخلاق والشيم
دون المسبب والأخلاق من عدم
والوحي مع قدر والبعث للرمم
مدبر فاعل ما شاء لم يضم
مسخرات لغايات من الحكم
كفر القديم ومنه القول بالقدم
سهم وأكثر لا أهلاً بذي القسم
به على صورة أخرى لخبثهم
ربي ويجعله في النار للضرم
أن يجمعوه إلى الإسلام في كمم
في وقته أو إخاء الذئب والغنم


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فلما ذكر الناظم -رحمه الله تعالى- الوصية بكتاب الله -جل وعلا- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ذكر ما يعين على فهم الكتاب والسنة من الفرائض والآلة، وحذر بعد ذلك من العلوم المبتدعة، فبدأ بالفرائض التي هي قسمة تركة المواريث وما يتعلق بها.

قال:

وبالفرائض نصف العلم فاعنَ كما
 
ج

 

أوصى الإله وخير الرسل كلهمِ

كما أوصى الإله في قوله: {يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [(11) سورة النساء] "نصف العلم" يعني كما جاء عن الترمذي والحاكم وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تعلموا القرآن والفرائض، وعلموها الناس فإني مقبوض)) قال أبو عيسى: هذا حديث فيه اضطراب، ضعفه أحمد بن حنبل وغيره، وضعفه ظاهر؛ لأن في إسناده شهر بن حوشب.

ابن ماجه يروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي)) وهذا الحديث صححه الحاكم، وفيه نظر؛ لأن في إسناده حفص بن عمر، ضعفه ابن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم، المقصود أن الحديث ضعيف، وأهل العلم يذكرون هذا في بيان فضل علم الفرائض، ويوجهون معناه بأن العلم منه ما يتعلق بما قبل الوفاة وبما بعد الوفاة، إما في حال الحياة وما بعد الممات، العلوم كلها علاقتها بما في الحياة، وأما بالنسبة للفرائض فهو متعلق بقسم التركات بعد الوفاة.

من فضلها أن تولى الله قسمتها
 
ج

 

ولم يكلها إلى عرب ولا عجمِ

تولى الله قسمة الحقوق المتعلقة بالتركة لأصحاب الفروض، وللعصبة وغيرهم من الوارثين، بينها بالتفصيل بشروطها، وما جاء في السنة من قدر زائد على ما في القرآن فهو مجرد توضيح، وأحكام قليلة جداً، لكن جملة أحكام المواريث مسطرة في سورة النساء، فهذا العلم علم في غاية الأهمية، ومع ذلك علم حصره ممكن، يعني لو عكف عليه الإنسان أسبوع أتقنه، وهو علم منضبط، ولذلكم هو أول علم دخل في الآلات، يعني في الآلات الحاسبة مثل الكمبيوتر، أول ما دخل فيه الفرائض، يعني من قبل ربع قرن، يعني قبل أن يشيع استعمال العلوم كلها في الآلات؛ لأنه علم منضبط وقليل يعني طالب العلم يدركه بمجرد حفظ الرحبية، وقراءة شروحها، الرحبية مائة وسبعين بيت، فإدراكها سهل، وأيضاً الآيات واضحة، يعني إذا قارن ما جاء في كتب الفرائض، وما جاء في القرآن تيسر له الأمر كثيراً؛ لأنه لا يوجد فيه آيات كثيرة، آيات يسيرة يعني معدودة آيات الفرائض، فبإمكانه أن يتقن هذا العلم من خلال القرآن الكريم، ومن خلال ما كتب في الباب من مؤلفات غالبها مختصر، يعني يوجد المصنف في مجلد مثلاً لكن غالبها مختصرات.

التأليف في الفرائض على نوعين:

إما على الوارثين، وإما على الفروض، إما على الوارثين كما جاء في القرآن، أو على الفروض المقدرة، ثم التعصيب، ثم ذوي الأرحام، على طريقة أهل العلم في الفرائض، وكلها أمرها منضبط وعلى حد سواء، يعني سواءً قرأها الطالب على طريقة القرآن في بيان الوارثين مع شروطهم، أو على طريقة التأليف عند أهل العلم على الفروض وأصحابها، بهذا أو هذا، إما طرد أو عكس، أمرها سهل يعني.

من فضلها أن تولى الله قسمتها
يوصيكم الله مع ما بعدها..........
 
ج

 

ولم يكلها إلى عرب ولا عجمِ
...................................
ج

{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [(11) سورة النساء]... إلى آخر آيات المواريث.

..........مع ما بعدها اتصلت

 

وفي الكلالة أخرى فادنُ واغتنمِ

 

يعني الكلالة فيها آيتان، منها آية متصلة بآيات المواريث، ومنها آية متأخرة، آية الصيف التي هي آخر سورة النساء.

...................................
وخذ إذا شئت ما قد تستعين به

 

وفي الكلالة أخرى فادنُ واغتنمِ
من آلة تلفها حلاً لمنبهمِ

 

نصوص الوحيين هناك علوم تعين على فهم هذه النصوص، فعلوم العربية بفروعها الاثني عشر لا شك أن طالب العلم لا يستغني عنها؛ لأن القرآن بلسان عربي مبين، والنبي -عليه الصلاة والسلام- عربي، والحديث بلغة العرب، هذا إنما يفهم من خلال معرفة العربية.

يقول: "من آلة تلفها حلا لمنبهم" كالنحو والصرف والبيان والمعاني والبديع والوضع والاشتقاق وغيرها من فروع العربية "والتجويد" وهذا يعين على أداء القرآن على الوجه المطلوب "مع لغة".

كالنحو والصرف والتجويد مع لغة

ج

 

...................................
ج

يعني هل اللغة غير النحو والصرف؟ النحو والصرف لا شك أنه فرع من فروع اللغة، لكنه إذا عطفت عليه اللغة فالمراد به بقية الفروع مما يشمل متن اللغة، مفردات اللغة، فقه اللغة، وكل ما يتعلق بلغة العرب، والتجويد أيضاً نحتاج إلى علوم الحديث، نحتاج إلى أصول الفقه، نحتاج إلى قواعد التفسير وغيرها من العلوم التي تعيننا على فهم النصوص.

............................مع لغة
 
ج

 

يدرى بها حل ما يخفى من الكلمِ

يعني من كلام الله وكلام نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

واحذر قوانين أرباب الكلام فما
 
ج

 

بها من العلم غير الشك والتهمِ

يعني علم الكلام لا شك أنه يورث الشك؛ لأنه عبارة عن قوانين وقواعد على حد زعم واضعها أنها تعصم رأيه من الخطأ، ولو لم يعتمد على كتاب ولا سنة، فهم يريدون أن يكيفوا العقل البشري على قواعدهم، وكثير من الأمور المتعلقة بالعقل البشري تخفى على جميع الناس، يعني لا يعلمها إلا الله -جل وعلا-، فهم يريدون أن يتكلموا في أمور لا يدركون حقيقتها ولا كنهها، ويسترسلون مع عقولهم المجردة، يضعون قواعد ويرتبون عليها نتائج، هذه القواعد إذا لم تعتمد أو هذه المقدمات إذا لم تعتمد على كلام الله -جل وعلا- فإن النتائج لن تكون سليمة، علم الكلام علم غث كما قيل لا يستفيد منه الغبي ولا يحتاج إليه الذكي، لكن المتمكن في علوم الكتاب والسنة إذا أراد أن يتعلم من علم الكلام ما يفهم به أقوال المخالفين، ويستطيع الرد عليهم من قواعدهم، وينقض قواعدهم بقواعدهم إذا كان متمكناً من نصوص الكتاب والسنة، مستحضراً للعلوم الشرعية، آمناً على نفسه من الزلل والخطل، فإنه حينئذٍ يسوغ له ذلك، ولذا شيخ الإسلام لما رد على الجهمية في نقض التأسيس مدحه ابن القيم بقوله:

وكذلك التأسيس أصبح نقضه
ومن العجيب أنه بسلاحهم
 

 

أعجوبة للعالم الربان
أرادهم نحو الحضيض الداني
ج

بسلاحهم، فالذي لا يعرف سلاحهم ما يستطيع الرد عليهم، ما يعرف كلامهم فضلاً عن أن يرد عليهم، لكن المسلم الذي يريد نجاة نفسه يكفيه أن يقتصر على نصوص الوحيين، وما يعين على نصوص الوحيين، ويبقى أن الرد على المخالفين فرض كفاية، يتولاه من تأهل لذلك، بمعنى أنه لا يلزم كل الناس أن يدرسوا المنطق وعلم الكلام، يعني كما قرر في بعض الكليات الشرعية على عموم الناس هذا ما هو بصحيح، قد يخصص يعني المرحلة الجامعية فيها الطالب الضعيف والجيد والغبي والذكي، والذي يخشى عليه من الانحراف، لكن مرحلة الدراسات مثلاً العالية هذه إذا انتقي لها من ينتقى ممن يتصف بالذكاء ممن يتصف بالدين، وعنده ما يكون سبباً لوقايته وحمايته، هذا لا مانع أن يدرسوا ليطلعوا على مخالفات القوم، ويردوا عليهم بأقوالهم.

واحذر قوانين أرباب الكلام فما
 
ج

 

بها من العلم غير الشك والتهمِ

كل هؤلاء المتكلمين لا سيما من كتب له الندم والتوبة كلهم أفضى أمرهم به إلى الشك الحيرة، ثم ندموا وتابوا بعد ذلك، أما من أراد الله له أو من كتب الله له الاستمرار على ما عنده من شبهات فإنه مات على ذلك، والله يتولى الجميع.

قاموس فلسفة مفتاح زندقة

 

 

...................................

القاموس يعني الكتاب الذي يجمع الاصطلاحات الفلسفية هذا مفتاح الزندقة، إذا اعتمد عليه الإنسان، وأعرض عن الكتاب والسنة لا شك أنه في نهايته يؤول به الأمر إلى الزندقة، ولا يعصمه من الزلل إلا الاعتصام بالكتاب والسنة.

قاموس فلسفة مفتاح زندقة

 

 

كم من ملم به قد باء بالندمِ

نعم كم سمعنا، وكم نقل من توبة لهؤلاء وندم، وتمنوا أنهم من نظروا في الكلام، وكلام أهل العلم في حكمهم على أهل الكلام كقول الشافعي وغيره: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في الأسواق، ويقال: هذا جزاء من يتعاطى الكلام" المقصود أنه علم لا حاجة لطالب العلم إليه، إنما يحتاجه فئة ممن يتصدى للرد عليهم.

يقول:

راموا بها عزل حكم الله واقترحوا

 

 

...................................

"راموا بها" يعني هذه القواعد التي قعدوها في علم الكلام.

راموا بها عزل حكم الله واقترحوا

 

للحق رداً وإنفاذاً لحكمهمِ

لأنه ما دام هيبة الكتاب والسنة في نفوس المسلمين ما تمشي قواعدهم، لكن أرادوا أن يبطلوا نصوص الكتاب والسنة ليجد علمهم محلاً في قلوب المسلمين، كيف أبطلوا نصوص الكتاب؟

أما الكتب فحرف عن مواضعه

 

إذ ليس يعجزك التحريف للكلمِ
ج

ومعولهم على التحريف، وأما بالنسبة للسنة أمرها سهل، يعني القرآن لا يستطيعون أن يقولوا: آحاد، لا يستطيعون أن يقولوا: ظني، لا، لكن بدل من استوى استولى، وبدل من ينزل ربنا ينزل أمره، لا يستطيعون أن يقولون بالنسبة للقرآن: ظني، أما بالنسبة للسنة فقالوا: إنها آحاد، والآحاد لا يفيد إلا الظن.

راموا بها عزل حكم الله واقترحوا
يروك إن تزن الوحيين مجترئاً
 

 

للحق رداً وإنفاذاً لحكمهمِ
عليهما بعقول المغفل العجمِ

يعني أكثر من اعتنى بعلم الكلام من الأعاجم، من الأعاجم وعلم الكلام لم يوجد في صدر هذه الأمة، لا في عصر الصحابة ولا التابعين.

يقول:

يروك إن تزن الوحيين مجترئاً
 

 

عليهما بعقول المغفل العجم

وأن تحكمها يعني هذه القواعد تحكمها في كل مشتجر، بينما المطلوب {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [(65) سورة النساء].

وأن تحكمها في كل مشتجر

 

...................................

يعني كل موضع خلاف ترجع إلى قواعدهم.

...................................
أما الكتاب فحرف عن مواضعه

 

إذ ليس في الوحي من حكم لمحتكمِ

إذ ليس يعجزك التحريف للكلمِ

 

{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى} [(164) سورة النساء] من معاني الكلم والكلام الجرح، يقولون: كلمه يعني جرحه بأظافير الحكمة، هذا تحريف.

أما الكتاب فحرف عن مواضعه
كذا الأحاديث آحاد وليس بها
وقد أبى الله إلا نصر ما خذلوا

 

 

إذ ليس يعجزك التحريف للكلمِ
برهان حق ولا فصل لمختصمِ
...................................

 

وقيض الله للعلم الصحيح المورث للخشية الموصل إلى جنات الله -جل وعلا- ومرضاته، الموصل إلى النعيم المقيم قيض الله علماء يرفعون به رؤوسهم، يرتفعون به، ويرفعون شأنه بعنايتهم به، وتعلمه وتعليمه وبثه ونشره.

وقد أبى الله إلا نصر ما خذلوا
 

 

وكسر ما نصروا منهم على رغمِ

رغم أنوف من حاول التقليل من شأن العلم الشرعي.

كذا الكهانة والتنجيم إنهما
 
ج

 

كفران.............................

الكاهن الذي يدعي علم الغيب، والمنجم لا شك أنهما كافران.

...................................

 

كفران قد عبثا بالناس من قدمِ

 

من الأزمان الأولى والسحر موجود، السحر متقدم، من عهد سليمان -عليه السلام-.

...................................
إسنادها حزب إبليس اللعين........

 

 

كفران قد عبثا بالناس من قدمِ
..................................

"حزب إبليس اللعين" يعني هذا تعلم من هذا وهذا تعلم من هذا، وذاك تعلم من ذاك، إلى آخره إلى أن يصلوا إلى إبليس اللعين.

................................كما

 

متونها أكذب المنقول من كلمِ

 

متونها يعني ما يتكلم به هؤلاء السحرة هي متون السحر، وهي أكذب المنقول من كلم، وفيه المصنفات، هذه المصنفات هي أكذب المنقول من كلم، يعني عندك مثل شمس المعارف، وبعض المغفلين يقتنيه ما يدري عنه، وهو كتاب سحر، مجربات الديروبي، أو ما أدري..، هذا يباع في أقطار المسلمين بالجملة، ومع ذلك هو كتاب سحر، أيضاً الطلاسم الموجودة في بعض الكتب، طلاسم موجودة في بعض كتب الطب، موجودة أيضاً في كتاب حياة الحيوان، وبعضها موجود في بعض كتب العلم، لكنها لا شك أنها وإن كانت موجودة في الكتب إلا أنها كما يقول أهل العلم: إنها رموز لشياطين يستعان بها.

ما للتراب وما للغيب يدركه

 

 

...................................

يعني الذي يضرب بالتراب ويضرب بالحصى ويش عرف التراب للغيب، ويش عرف الحصى للغيب.

ما للتراب وما للغيب يدركه
لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت
 
ج

 

ما للتصرف والمخلوق من عدمِ
دهراً تعالج أصنافاً من الألمِ

الآن هذا الساحر وهذا الكاهن الذي يدعي علم الغيب هو كاذب على كل حال، نعم، لو جئته وقال: أمك فلانة من غير أن تخبره بها، وأبوك فلان، وزوجتك اسمها فلانة، والثوب الذي تلبسه الآن لونه كذا، وأخبرك بتفاصيل مطابقة للواقع، فهل نقول: إنه صادق أو كاذب؟ كاذب، ولا يجوز بحال أن نقول: صادق، ولو طابق كلامه الواقع، هذا حكم شرعي ما للعقل فيه مجال، ولا تطبيق قواعد اللغة ولا غيرها ما فيها مجال هنا، هو كاذب على أي حال، نظيره يعني أمر واضح، يعني لو أن ثلاثة رأوا بأم أعينهم شخصاً يزني فذهبوا إلى الجهات للحاكم وقالوا: رأينا، ما أخبرنا ولا سمعنا رأينا فلان يزني بفلانة، رأينا الميل في المكحلة، الحاكم يقول: صادقين وإلا كاذبين؟ إذا لم يأتوا بأربعة شهداء فأولئك هم الكاذبون، هم كاذبون ولو صدقوا، ولو طابق قولهم الواقع؛ لأن المسألة مسألة شرع، يعني لو أخبرك بجميع التفاصيل فهو كاذب، ولذا جاء الوعيد على من صدقه؛ لأنه قد يبهر الإنسان فيجد نفسه ملزم بتصديقه، نقول: كذب، ولا أدل من ذلك على أنه يأتي الشهود الثلاثة الثقات الأخيار يقولون: رأينا فلان يزني، فأولئك هم الكاذبون، ويجلدون على ثمانين جلدة؛ لأن هذه أحكام شرعية منضبطة، يقول لك: ((من ذهب إلى عراف أو كاهن فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) يعني ولو قال له، يعني لأنه احتمال يقول لك: أمك فلان، يعني ذهب شخص مع الأسف حافظ للقرآن وإمام جامع، ودخل على زوجته فحصل له ما حصل من سحر، فذهب إلى ساحر -خارج هذه البلاد- فقال له: أنت دخلت على فلانة في بلد كذا في يوم كذا، وكان عليها من الملابس كذا، فدخلت عليكم امرأة هذه صفتها فرشتكم بطيب، هذه العلبة هذا باقي الطيب، ويش قال هذا الحافظ؟ قال: صدقت صدقت، هل يخفى عليه النص؟ والله ما يخفى عليه؛ لماذا؟ لأن هذا كلامه طابق الواقع، لكننا شرعاً ملزمون بأن نكذبه ولو طابق كلامه الواقع، ونظير ذلك القذفة، يعني أنت أحياناً كلامك ما فيه أدنى إشكال، رأيت الرجل يجامع المرأة مثل ما يجامع الزوج زوجته، ما عندك أدنى ريب، تروح تشهد كاذب أنت ولو رأيت؛ لأن هذه أحكام شرعية، يعني ما فيها المسألة مسألة كفر، تصدق كافر ما يمكن أن يأتي شرع بهذا.

لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت
 

 

دهراً تعالج أصنافاً من الألمِ

في قصة سليمان، مات سليمان، وكان متكئاً على عصاه على منسأته مدة طويلة حتى قال بعضهم: مائة سنة، واقف والجن يشتغلون في العذاب الأليم، مدة مائة سنة، هل نقول: إن هؤلاء يعلمون الغيب والرجل قد مات إلا أنه معتمد على عصاه؟ {فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [(14) سورة سبأ].

أما النجوم فزين للسما ورجو
كما بها يهتدي الساري لوجهته

 

 

 

ماً للشياطين طرداً لاستماعهمِ
...................................

يعني الحكمة من خلق النجوم ثلاث: زين للسماء، ورجوماً للشياطين، وهداية للسراة، يهتدي بها السراة، بعض العلماء المعاصرين يرثي شيخاً من الشيوخ رحمة الله عليه يقول:

فيا خيبة الساري إذا غاب نجمه
 

 

ويا لوعة الصادي إذا قل ماطرُ

أو "إذا جف ماطرُ" هذه مرثية لواحد من العلماء الكبار، ولا شك أنه خسارة، ومثل الغيب بالنسبة للناس.

فيا خيبة الساري إذا غاب نجمه
 

 

ويا لوعة الصادي إذا قل ماطرُ

 

كما بها يهتدي الساري لوجهته
والنيرين بحسبان وذلك تقـ
 
ج

 

في البر والبحر حيث السير في الظلمِ
دير العزيز العليم المسبغ النعمِ

{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} [(38) سورة يــس].

فمن تأول فيها غير ذاك............
ج

 

...................................

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [(39) سورة يــس].

فمن تأول فيها غير ذاك قفا
ج

 

ما ليس يعلمه فهو الكذوب سمِ

يعني سمي الكذوب.

كالمقتفين لعباد الهياكل في
 
جج

 

عزو التصرف.....................
ج

طالب:.......

هاه؟

طالب:.......

سمِ، يعني سمي، سمي الكذوب، نعم؟

طالب:.......

لا لا، ينكسر البيت.

كالمقتفين لعباد الهياكل في
 
ج

 

عزو التصرف والتأثير للنجمِ
ج

كالمتعبين لعباد الهياكل الذين يرون أن الهياكل هي التي تتصرف في العالم.

والكاتبين نظاماً في عبادتها
 
ج

 

عقداً وكيفاً وتوقيتاً لنسكهمِ

هذا فيه مؤلفات، التنجيم والأنواء فيها مؤلفات.

فذا سعود وذا نحس وطلسمه
ج

 

كذا وناسبه ذا كم بخرصهمِ
ج

يعني حذر الناظم -رحمه الله تعالى- من الكهانة والتنجيم والسحر، والتعلق بالنجوم والهياكل، وذكر أن فيها مؤلفات، وهي موجودة بالفعل، ثم بعد ذلك حذر مما يضر ولا ينفع، مما تعلق به الناس، واشرأبت نفوسهم إليه، وأُشربت قلوبهم حبها.

يقول:

واحذر مجلات سوء في الملا نشرت
 

 

تدعو جهاراً إلى نشر البلا بهمِ
ج

يعني المجلات والجرائد المشتملة على الشبهات، وعلى الصور، وعلى القدح في الدين وأهله، يقول: احذرها.

واحذر مجلات سوء في الملا نشرت
تدعو لنبذ الهدى....................

ج

 

تدعو جهاراً إلى نشر البلا بهمِ
...................................
ج

تزهد الناس في دينهم، وترفع شأن من ليس له شأن، وتسعى جاهدة إلى إسقاط من له شأن في الدين.

تدعو لنبذ الهدى والدين أجمعه
ج

 

والعلم بل كل عقل كامل سلمِ
ج

يعني أصحاب العقول السليمة يعني هل ينفق الشخص وقته من صلاة العصر وبعد نهاية الدوام إلى قدوم النوم في قراءة جرائد ومجلات حرفاً حرفاً، مع أنه قد يأثم بقراءتها، ويترك ما يؤجر على قراءته؟! هل هذا من العقل؟! نعم قد يوجد اتفاق بين مجموعة من طلاب العلم يخصص لكل واحد صحيفة أو جزء من صحيفة لتتبع هؤلاء المفسدين للرد عليهم وبإبلاغ المسئولين عن خططهم هذا جيد، هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا لا شك أنه من حماية جناب الدين.

تدعو لنبذ الهدى والدين أجمعه
وللركون إلى الدنيا وزخرفها

 

والعلم بل كل عقل كامل سلمِ
...................................

 

ما في عندهم إلا أمور الدنيا، ما تجد إلا إعلانات عن بيع وشراء، وإعلانات عن أمور لا ينبغي لمسلم أن يعتني بها، وتجدها في دعاياتها التي تجري منها الأموال، تُعلن الصور للنساء الخليعات، والأصل في الصور كلها أنها محرمة، ولو لم يكن فيها إلا التصوير لكان الأحرى والأجدر بطالب العلم أن يجتنبها.

وللركون إلى الدنيا وزخرفها

 

والرتع كالحيوان السائم البهمِ
ج

يعني وقتك كله مطالعة لهذه الجرائد، واستغناء بها عما ينفعك في دينك ودنياك.

وللتهتك جهراً والخلاعة مع
 

 

نبذ المروءة والأخلاق والشيمِ
ج

تجد فيها الصور العارية للنساء، وأيضاً للرجال، تجد ما يفتن النساء بالرجال، وما يفتن الرجال بالنساء.

والاعتماد على الأسباب مطلقها
 
ج

 

دون المسبب والأخلاق من عدمِ

أما أن يكون هذا متعلق بما في الجرائد، بما ينشر في الجرائد والمجلات أنها تدعو للاعتماد على الأسباب دون المسبب، أو يكون الكلام مستأنف.

يقول: احذر

......الاعتماد على الأسباب مطلقها
والكفر بالله والأملاك مع رسل
ج

 

دون المسبب والأخلاق من عدمِ
والوحي مع قدر والبعث للرممِ
ج

وهذا موجود في كثير من المجلات، في كثير من الجرائد، لا سيما مجلات وجدت في مصر والشام قبل مائة سنة، وفيها هذه الأمور واضحة، وهي موجودة الآن، تدعو إلى الإلحاد -نسأل الله العافية-، تشكك في حقائق الدين، تشكك فيما اشتمل عليه القرآن والسنة، موجودة ويكتب فيها فجرة، يكتب فيها كفار من نصارى وغيرهم وملاحدة، فعلى طالب العلم أن يحذرها.

والكفر بالله والأملاك مع رسل
 

 

والوحي مع قدر والبعث للرممِ

يعني يتكلمون في أركان الإيمان.

ولاعتناق الطبيعيات ليس لها
قامت لديهم بلا قيوم ابدعها
 

 

مدبر فاعل ما شاء لم يضمِ
مسخرات لغايات من الحكمِ

يعني أن الطبيعة هي التي أوجدت هذه المخلوقات، وليس الله -جل وعلا- هو الذي أوجدها.

قامت لديهم بلا قيوم ابدعها
سموه مدحاً له العلم الجديد بل الـ
 

 

مسخرات لغايات من الحكمِ
كفر القديم ومنه القول بالقدمِ

سموا علم الفلك الهيئة الجديدة، وفيها مؤلفات للمتقدمين وللمعاصرين، وفيه أيضاً ردود على أصحاب الهيئة الجديدة، التويجري له رد وله ذيل (الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة) وذيل الصواعق أكبر منه.

تقسموه الملاحيد الطغاة على
ج

 

سهم وأكثر لا أهلاً بذي القسمِ
ج

تقسموه، تقسموا هذه الأعمال في هذه الجرائد، وصار كل واحد له عمود ثابت يكتب في هذا التخصص الذي انبرى له.

تقسموه الملاحيد الطغاة على
وكلما مر قرن أو قرون أتوا به

 

سهم وأكثر لا أهلاً بذي القسمِ
على صورة أخرى لخبثهمِ
ج

الشر أصله واحد، ولكل قوم وارث، لكن الآليات التي يحقق بها هذا الشر لكل عصر ما يناسبه.

بعض الخبيث على بعض سيركمه
 

 

ربي ويجعله في النار للضرمِ

هذه الأمور كلها، هذا الخبث كله بعضه على بعض، ظلمات بعضها فوق بعض تركم وتلقى في جهنم.

واعجب لعدوان قوم حاولوا سفهاً
ج

 

أن يجمعوه إلى الإسلام في كممِ

مثلاً يقال: علم الفلك الإسلامي، علم كذا الإسلامي، كل شيء يلصقونه بالإسلام، والطبيب الروحاني، ويش معنى طبيب روحاني؟ الآن في القنوات يعلن عن نفسه، وعنوانه وكيفية الاتصال به، طبيب روحاني هذا يساعد على فك السحر؛ لأنه ساحر هو، يعني كما جاء في الخمرة يشربونها ويسمونها بغير اسمها، ويسمونه أيضاً مشروب روحي الآن.

واعجب لعدوان قوم حاولوا سفهاً
ج

 

أن يجمعوه إلى الإسلام في كممِ

وتجد الآن تمشية بعض الأمور بنسبتها إلى الإسلام، تجد هذا على الطريقة الإسلامية، وهذا كذا الإسلامي، حتى قالوا: غناء إسلامي.

كالنار في الماء أو طهر على حدث
ج

 

 

...................................
ج

كالماء في النار لا يمكن أن يجتمعان.

"أو طهر على حدث * في وقته" ما يجتمعان، طهر وحدث ما يجتمعان، فإذا وجد أحدهما ارتفع الثاني؛ لأنهما نقيضان، وكذلك الماء والنار.

...................................
ج

 

في وقته أو إخاء الذئب والغنمِ

لا يمكن أن يُجمع بين الذئب والغنم، كما أنه لا يُجمع بين الضب والحوت، والله أعلم.

 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"