شرح مقدمة سنن ابن ماجه (15)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والسامعين، قال الحافظ أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني المعروف بابن ماجه -رحمه الله تعالى-: فضل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حدثنا علي بن محمد قال حدثنا وكيع وأبو معاوية وعبد الله بن نمير عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال عهد إلي النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعلي «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أبو الحسين قال أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجته التي حج فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة فأخذ بيد علي -رضي الله عنه- فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فهذا ولي من أنا مولاه اللهم والي من والاه اللهم عادي من عاداه حدثناه عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا ابن أبي ليلى قال حدثنا الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان أبو ليلى يسمر مع علي فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف فقلنا لو سألته فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت يا رسول الله إني أرمد العين فتفل في عيني ثم قال اللهم أذهب عنه الحر والبرد قال فما وجدت حرًا ولا بردًا بعد يومئذ وقال لأبعثن رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار فتشوف له الناس فبعث إلى علي فأعطاها إياه حدثنا محمد بن موسى الواسطي قال حدثنا المعلّى بن عبد الرحمن قال حدثنا بن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى قالوا حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي» حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أنبأنا العلاء بن صالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال قال علي أنا عبد الله وأخو رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب صليت قبل الناس لسبع سنين علي بن محمد قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن المؤلف -رحمه الله تعالى- لما ذكر فضائل الصديق ثم ثنى بعمر -رضي الله عنه- ثم ثلث بعثمان ربع بعلي بن أبي طالب على على طريقة وجادة أهل السنة والجماعة وذكر من فضائل علي كما أن غيره ذكر ما هو أكثر من ذلك جاء في فضائله وحفظ من فضائله أكثر من غيره من الصحابة وإن كان أبو بكر وعمر وعثمان أفضل منه، إلا أن مجيئه في وقت وتأخر وقته حتى وجد من يذمه ويحط من قدره ويضع من شأنه هذا الذي جعل الرواة يظهرون ما عندهم للحاجة الداعية إلى ذلك، وإذا جاء في فضائل أبي بكر ما هو أكثر منه جاء في فضائل عمر ما هو أكثر من فضائل علي وكذلك عثمان، لكنه ما احتيج إلى بيانها أما علي فابتلي بمن يقدح فيه فاحتاج الرواة الحفاظ أن يظهروا ما عندهم من فضائله وجمع في فضائله الأجزاء كما هو معلوم، وافترق الناس في أمره إلى فرق منهم من يعبده من دون الله -جلَّ وعلا- وينصه مع الرب -جلَّ وعلا- إلهًا ثاني، ومنهم بالعكس من يرى أنه خارج مارق من الدين ولا يرتضيه خليفة من النواصب وغيرهم، ومنهم من يتوسط وهم أهل السنة والجماعة يحفظون له قدره ولكنه عبد من عباد الله لا يصرف له شيء من حقوق الرب -جلَّ وعلا- وأن منزلته في الإسلام معروفة إلا أنه لا يقدم على الشيخين ولا على عثمان ولذا يقول القحطاني -رحمه الله-:

............................. 

 

وعليه تصلى النار طائفتان 

إحداهما لا ترتضيه خليفة

 

وتنصه الأخرى إلها ثاني  

يعني كثر فيه الخلاف وطال فيه الخلاف ووفق الله أهل السنة والجماعة وتوسطوا كعادتهم في أمره وأمر غيره -رضي الله عن الجميع-، قال -رحمه الله-: "حدثنا علي بن محمد قال حدثنا وكيع وأبو معاوية وعبد الله بن نمير عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي قال عهد إلي النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق" وهذا الحديث صحيح مخرج في مسلم وغيره، لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق الجملة الأخيرة لا إشكال فيها الذي يبغض علي بن أبي طالب لا شك أنه منافق وينبغي أن يقيد هذا بالبغض الشرعي الذي ينجم عن تمسكه بشريعة الله -جلَّ وعلا- أما البغض من أجل منافسة دنيوية فحصل من بعض الصحابة بعض الكلام ولا يتناولهم مثل هذا اللفظ؛ لأنه إذا كانت الأسباب المؤثرة في الحب والبغض أمور الدنيا هذه لا يلتفت إليها، المراد من أبغضه بتمسكه بدين الله -جلَّ وعلا-، وأما الجملة الأولى "لا يحبني إلا مؤمن" هذا الحصر حقيقي ومسلم لكن ينبغي أن ينظر في الدعوى دعوى الحب هل هي حقيقية والا تستر بمحبته للولوج إلى أمور وأهداف وغايات يدعيها هذا المحب؛ لأن هناك فئام تزعم أنها تحب علي ومن حبهم إياه تقديمه على أبي بكر وعمر والقدح في أبي بكر وعمر والحط من أقدار الصحابة بل سب الصحابة من أجل علي، بل من يصرف شيئًا من حقوق الله -جلَّ وعلا- لعلي بن أبي طالب من غلاة الروافض الذين حرقهم علي -رضي الله تعالى عنه- يزعمون حبه، فهل يدخلون في هذا الحديث؟ أبدًا هذا ليس بحب هذا هذه دعوى بل تستر بحبه -رضي الله عنه وأرضاه- لا يحبني إلا مؤمن هذه لا شك أن هذا الحصر حقيقي وثابت وصحيح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لكن المقصود بالمحبة الحقيقية الموافقة لمراد الله ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام-، قد توجد عاطفة وقد يوجد بكاء بسببه ومن أجله، لكن هذا الكلام ليس بصحيح العبرة بما تؤيده النصوص الشرعية العبرة بالحب الشرعي فلا يحب علي إلا مؤمن -رضي الله عنه وأرضاه-، لكن المقصود بالحب الشرعي الحقيقي النابع من القلب أما الحب الذي يدعى ويتستر فيه للولوج إلى مقاصد ومآرب أخرى هذا ليس بحب ولذلك أول من نقم على هؤلاء الذين غلوا في حبه ونصوه مع الرب -جلَّ وعلا- إلهًا ثاني حرقهم.

لما رأيت الأمر أمرًا منكرًا

أججت ناري ودعوت قنبرًا

فهذا ليس بحب ولا يدخل في هذا هذا الحديث، وأما بغض علي -رضي الله عنه- فلا شك أنه من علامات النفاق، كما أن بغض الأنصار أيضًا من علامات النفاق آية الإيمان حب الأنصار يعني ليس هذا خاص بعلي فالذي يحب ويوالي الأولياء أولياء الله -جلَّ وعلا- لا شك أنه هذه دلالة على إيمانه، والذي يعادي ويبغض أولياء الله -جلَّ وعلا- هذا عدو لله -جلَّ وعلا- قبل هؤلاء ومحارب لله -جلَّ وعلا- ومبارز لله -جلَّ وعلا- وليس هذا خاص بعلي إلا أن التنصيص عليه للاهتمام بشأنه والعناية به مما يدل على أن دخوله في عموم الحب والبغض هذا دخولاً أوليًا، ثم قال بعد ذلك "حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن أبي محمد بن بشار" الملقب بغندر ومحمد بن جعفر الملقب بغندر قال حدثنا شعبة يعني ابن الحجاج "عن سعد بن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص قال سمعت إبراهيم بن سعد" يعني أباه إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص "يحدث عن أبيه" سعد بن أبي وقاص الزهري أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ويأتي شيء من مناقبه -رضي الله عنه وأرضاه- "عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لعلي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" وجاء في بعض الروايات الصحيحة إلا أنه لا نبي بعدي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى هذه هذا الحديث يستدل به من يفضل عليًا على غيره من الصحابة -رضي الله عن الجميع-؛ لأن موسى.. لأن هارون أفضل الموجودين في حياة موسى -عليه السلام- وهذه المقالة أو هذا الكلام ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى قاله النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما استخلف عليًا على المدينة في غزوة تبوك، فكأنه صار في نفس علي -رضي الله تعالى عنه- شيء فقال أتخلفني مع النساء والصبيان فيحتاج علي في مثل هذا الموقف إلى شيء يرفع مما وقع في قلبه ويخفف منه فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين استخلفه عند توجهه إلى الطور، النبي -عليه الصلاة والسلام- استخلف عليا حينما ذهب إلى غزوة تبوك، وموسى استخلف أخاه هارون حينما توجه إلى الطور، فهو من هذه الحيثية تكون المشابهة تكون المشابهة من هذه الحيثية، استخلفه على بني إسرائيل حينما توجه إلى الطور وقال اخلفني في قومي وأصلح وأنت أيضًا اخلفني على قومي ممن بقي منهم وأصلح، وهذا المظنون به -رضي الله عنه- وكان في هذا الاستخلاف كان بمنزلة هارون من موسى وقد استخلف غيره على المدينة في غزواته استخلف ابن أم مكتوم استخلف أبا هريرة استخلف جمع من الصحابة، واستخلافه إياهم من هذه الحيثية بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لم يقل لهم مثل هذا الكلام؛ لأنهم لم يقولوا له استخلفتنا على النساء والصبيان فلما قال علي -رضي الله عنه وأرضاه- هذا الكلام احتيج إلى أن يقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإلا فهارون نبي هل يمكن أن يدعى لعلي -رضي الله عنه- النبوة، لا يمكن إذًا المطابقة مستحيلة فوجه الشبه لا شك أنه من الوجه الذي ذكرناه.

طالب: ......................

كيف؟

طالب: ......................

لا لا ما يلزم التشبيه لا يلزم أن تكون المطابقة بين المشبه والمشبه به من كل وجه، يعني قد يكون أنت منهم بمنزلة هارونه من موسى في هذا الاستخلاف في الاستخلاف، وأنت أهل للإصلاح للصلاح والإصلاح مثل هارون ولا ينفي أن يكون غيره بهذه المنزلة؛ لأن الاستدلال بمثل هذا على نفي هذه الصفات عن غيره استدلال بمفهوم إيش؟ اللقب، مفهوم لقب وهو باطل عند عامة أهل العلم يعني إذا قلنا أنه وأبو بكر ليس كذلك وعمر ليس كذلك ليس بصحيح ثم قال -رحمه الله تعالى-: "حدثنا علي بن محمد" قال "حدثنا أبو الحسين" قال "أخبرني حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان" وهو ضعيف عند جماهير أهل العلم وإن وثقه الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على الترمذي لكنه ضعيف والحديث يضعف به وله طرق يثبت بها الخبر "عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجته التي حج" يعني حجة الوداع "فنزل في بعض الطريق فأمر الصلاة جامعة" إذا أراد أن يجمع الناس قال الصلاة جامعة الصلاة منصوب بفعل محذوف أو على الإغراء وجامعة حال "فأخذ بيد علي" لما اجتمعوا أخذ بيد علي "فقال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم" هذا جاء به القرآن "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى" والنفي إذا دخل عليه الاستفهام يتعين أن يكون الجواب بلى؛ لأنه لو قالوا نعم لكان نفيًا لما أثبته "قال ألست أولى بكل مؤمن من نفسه"، يعني إذا ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى بالمؤمنين من أنفسهم بالاجتماع يصدق أنه أولى بكل مؤمن من نفسه بالانفراد، "قالوا بلى قال فهذا ولي من أنا مولاه"، هذا ولي من أنا مولاه، النبي -عليه الصلاة والسلام- أولى بالمؤمنين من أنفسهم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ولي لكل من كان لله وليًا، الولاية إذا ثبتت الولاية الحقيقية غير المدعاة الولاية الحقيقية لمن التزم بالشرع ظاهرًا وباطنًا ثبتت ولايته لله -جلَّ وعلا- وأنه ولي من أولياء الله وحينئذٍ تجب موالاته ومحبته ويحرم بغضه ومعاداته كما جاء في حديث الولي من عادى لي وليا إلى آخره، وهذه صفة كل مؤمن محقق صفة كل مؤمن محقق وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان والعشرة والبدريين وغيرهم لكن التنصيص على علي "فهذا ولي من أنا مولاه، اللهم والي من والاه اللهم عادي من عاداه"، التنصيص عليه مثل ما ذكرنا أنه وجد في عصره من يقدح فيه ويذمه ويسبه فاحتيج إلى إظهار مناقبه احتيج إلى إظهار مناقبه كما قال الشاعر:

وإذا أراد الله نشر فضيلة

 

طويت أتاح لها لسان حسود

يعني الآن لو تكلم في شخص من الفضلاء وقبل هذا الكلام لا جرح ولا قدح مسكوت عنه وليس بحاجة إلى هذا ولا هذا، لكن إذا وجد من يقدح فيه ألا ينبري من يعرفه معرفة تامة ممن يعتد بقوله إلى الرفع من شأنه ومدحه لدفع ما قيل فيه، علي -رضي الله عنه وأرضاه- في آخر حياته من هذا النوع كثر الكلام فيه فاحتيج إلى أن يبرز كل واحد من الصحابة ما عنده من الفضائل لعلي -رضي الله عنه-، لدفع ما يقال فيه أبو بكر لم تمس الحاجة إلى إبراز جميع ما ورد في فضله؛ لأنه ما قدح فيه عمر كذلك ما احتيج إلى.. عثمان إنما هو في أواخر أيامه ثار عليه جمع من المنافقين ولا.. وأظهرت فضائله وأظهر هو -رضي الله عنه- بعض فضائله، ألم يقل النبي -عليه الصلاة والسلام- من اشترى بالرومة من جهز جيش العسرة من فعل من فعل هو بين، ولا شك أن مثل هذا البيان في مثل هذا الموضع أمر لا بد منه للدفاع عن النفس لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، فمثل هذا يحتاج إليه فإن بين وإلا بين هو إذا كان يحفظ من النصوص ما يحفظ اللهم والي من والاه اللهم عاد من عاداه، يعني يدخل علي -رضي الله عنه- في هذه النصوص دخولاً قطعيًا أوليًا ومع ذلك لا ينفي أن يكون غيره ممن هو أفضل منه بهذه المثابة، ثم قال "حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا ابن أبي ليلى" محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه المعروف.

طالب: ......................

في في بعض الطريق هو قد يكون في الغدير لأنه لما قفل من حجته، قال "حدثنا ابن أبي ليلى" هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عبد الرحمن بن أبي ليلى له عدة أولاد منهم محمد هذا الفقيه الذي يدور اسمه كثيرًا في كتب الفقه قال ابن أبي ليلى قال ابن أبي ليلى وهو ضعيف سيء الحفظ لانشغاله عن الرواية بالتفقه لانشغاله عن الرواية بالتفقه، وجرت العادة والسنة الإلهية أن من انشغل عن شيء بشيء أتقن ما اشتغل به وضعف من الجانب الآخر أبو حنيفة إمام لا يماري في إمامته أحد لكنه في باب الرواية أقل، باعتبار أنه انشغل بالتفقه وهذا موجود يعني التوازن لا بد منه، وقد يصعب الجمع بين أن يكون الشخص محدثًا فقيها يصعب؛ لأنه إن اتجه إلى المتون والاستنباط بطرائقها ووسائلها لا بد أن يضعف في الحفظ والرواية والعكس لو اشتغل بالحفظ والرواية والتخريج والأسانيد وكذا ضعف في الاستنباط؛ لأن العمر لا يستوعب كل هذا وهناك أمثلة ونماذج كثيرة لأهل العلم من المتقدمين والمتأخرين يعني عاصم بن أبي النجود لما انصرفت همته إلى العناية بالقرآن قلت درجته ومنزلته في الرواية، ابن إسحاق لما اتجه إلى المغازي ضعف جدًا في الرواية، وغيره وغيره أمثلة كثيرة جدًا ترون الآن في اللي يسمونه عصر التخصص الآن اللي يتخصص في الفقه تجد فيه ضعف من جهة الحديث من جهة القرآن علوم أخرى فيها ضعف، اللي يتخصص في الحديث تجد عليه أيضًا ما يلاحظ في أبواب أخرى الذي يتخصص في القرآن أيضًا على حساب علوم أخرى فابن أبي ليلى إمام في الفقه وأقواله تدور كثيرًا في كتب الفقه بهذا بهذا بهذا اللفظ قال ابن أبي ليلى ذهب ابن أبي ليلى بكثرة يعني ما تجد صفحة أو صفحتين تمر بدون ذكر ابن أبي ليلى من كتب الفقه التي تذكر فيها المذاهب إمام إمام كبير في هذ الباب، لكنه في هذه الرواية ضعيف وفقهه مسجل في رسالة دكتوراه من أزمان متطاولة مناشقة لكنه عند تحديده صعب الوقوف على حقيقته الباحث جمع جميع الأقوال من كتب الفقه لكن من ابن أبي ليلى إذا رأى في ترجمته أنه ضعيف قال ما يمكن أن يعتنى بأقواله وهو ضعيف فيغلب على الظن أنه الأب ثقة الأب عبد الرحمن بن أبي ليلى من رجال الصحيح، فحصل التردد والسؤال وكثير ما فيه نتيجة ترى، ما فيه نتيجة إلا أن النووي نص في شرحه على صحيح مسلم لما ترجم لعبد الرحمن بن أبي ليلى قال إنه ثقة حافظ ضابط من رجال الصحيح إلا أن الذي يدور اسمه كثيرًا في كتب الفقه هو ابنه محمد الفقيه القاضي، انحل الإشكال ولو هذه الكلمة ما انحل الإشكال، وهذه فائدة جرد الكتب جرد المطوّلات تفيد مثل هذه الفوائد والا وين بيلقى شرح مسلم ما يمكن ما الذي يدريه أنه تكلم عليه في شرح مسلم، أو في فتح الباري أو في غيره من الكتب، طالب العلم لا بد أن يكون له نصيب يجرد فيه الكتب قراءة سريعة ويدون فوائدها إضافة إلى أنه يقف على بعض المسائل التي يحتاجها قال حدثنا ابن أبي ليلى قال "حدثنا الحكم" بن عتيبة "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال كان أبو ليلى يسمر مع علي فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء" كان يلبس ثياب الصيف في الشتاء "وثياب الشتاء في الصيف" لماذا؟ لأنه لا يشعر ببرد ولا حر سواء لبس الثوب الغليظ أو الثوب الخفيف وثياب الشتاء في الصيف "قلنا لو سألته" يا أبا ليلى اسأل علي ليش يخالف الناس، الآن لو يأتي شخص وعليه من الثياب المتينة وعلى الثياب هذه تحتها بجامة وفوقها كوت وبالطو وفروة وبشت وش يقولون الناس يقولون مجنون هذا، أو العكس لو جاء بثياب رقيقة في الشتاء قيل هذا عقليته فيها خلل معرض نفسه للمرض، فقلنا يعني قالوا لأبي ليلى الذي يسمر مع علي "لو سألته فقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث إلي وأنا أرمد العينين" عينه فيها رمد والرمد معروف داء يصيب العين، "يوم خيبر قلت يا رسول الله إني أرمد العين فتفل في عيني ثم قال اللهم أذهب عنه الحر والبرد"، وهذا هو السبب في كونه لا يحس بحر ولا برد إن صح الخبر، وإلا فالخبر بهذا الإسناد ضعيف "قال فما وجدت حرًا ولا بردًا بعد يومئذٍ"، أما كونه أرمد وكونه تفل بعينه فبرئ هذا ثابت محفوظ هذا ما فيه إشكال وقال لأبعثن.. وهذا أيضًا محفوظ، النكارة في كونه دعا له أن يذهب عنه الحر والبرد هذه النكارة في هذا اللفظ، والإسناد الذي وردت به ضعيف لا يثبت بمثله خبر إلا أن كونه أرمد العين وتفل في عينه فبرئ هذا محفوظ، وأيضًا قوله "لأبعثن رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، "ليس بفرار فتشوف" يعني استشرف تطاول الناس على مثل هذا وودوا مثل هذه الولاية للوصف بحب الله ورسوله، حتى عمر تطاول على هذا، وتشرف أو تشوف "تشوف له الناس فبعث إلى علي فأعطاه إياها" فبعث إلى علي فأعطاه إياها وفي هذا من فضيلة علي ومناقب علي أنه يحب الله ورسوله حب صحيح ليس بدعوى بشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأيضًا الشأن في كونه يحبه الله ورسوله؛ لأن أهل العلم يقولون ليس الشأن أن تحب الشأن أن تحَب، وكونه يحب الله ورسوله كل يدعي ذلك، لكن ثبتت محبته لله ورسوله بقول النبي -عليه الصلاة والسلام- وإلا فالمحبة أمر قلبي، ولها آثار تظهر عليها يعني يمكن أن يشهد لفلان ولا يزكى على الله فيما يحسب الإنسان أنه يحب الله ورسوله للآثار التي تظهر عليه، لكنه لا يجزم بذلك أما حب علي لله ورسوله فهو مجزوم به لأنه ذكره الذي لا ينطق عن الهوى، وأيضًا يحبه الله ورسوله هذه من أعظم مناقب عليه -رضي الله عنه- ليس بفرار يعني يثبت إذا لاقى إذا لاقى يثبت إذا لاقى، لا يفر من وجه العدو فلا شك أن هذا من مناقبه -رضي الله عنه وأرضاه- وكونه تذكر هذه المناقب لا يعني أنه أفضل من غيره في كل باب لأن التفضيل التفصيلي الجزئي لا يعني التفضيل الإجمالي مثل ما ذكرنا أن أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم ولا يعني هذا أنه أفضل من محمد -عليه الصلاة والسلام- وإن كسي قبل محمد والنبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح يقول أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أول من تنشق عنه الأرض أول من يبعث يقول فإذا قمت فإذا موسى آخذ بقائمة العرش لا أدري أبعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور على كل حال هذه مزية لموسى لكن لا يعني أنه أفضل من محمد يعني التفضيل الجزئي لا يعني التفضيل الإجمالي الجملي.

طالب: ......................

هو إذا كان هذا النوع من الثياب لا يلبسه غيره الناس عندهم ثياب صيف مثلها.

طالب: ......................

هذا لو صح الخبر، يعني هو لا يتكلم فيه باعتباره ضعيف لكن لو صح الخبر ما هو بشهرة؛ لأن الناس عندهم مثل هذا الثوب ويريد أن يبين إجابة دعوة النبي -عليه الصلاة والسلام- لتكون علما من علامات نبوته -عليه الصلاة والسلام- حيث خرقت هذه السنة لعلي مع أن الخبر معروف أنه ضعيف، قال -رحمه الله-: "حدثنا محمد بن موسى الواسطي قال حدثنا المعلى بن عبد الرحمن" هذا كذاب رافضي خبيث، قال "حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وهذا الخبر محفوظ وأبوهما خير منهما" هذا من حيث الرواية لا يثبت لكنه من حيث المعنى صحيح لا شك أن علي -رضي الله عنه- أفضل من ولدي،ه وهما سيدا شباب أهل الجنة وعرفنا سابقًا أن أن أهل الجنة أعمارهم واحدة.

هذا وسنه ثلاث مع ثلاثين

 

التي هي قوة الشبان     .

ثلاثة وثلاثين سنة كلهم يبعثون على الثلاثين، فكونهم شباب الثلاثة والثلاثين يعني هي منتهى الشباب فهم شباب لكن هو باعتبار مقالته -عليه الصلاة والسلام- لهذا الخبر، كما أن من قيل في حقه الكهل أو الكهول يعني باعتبار مقالة الخبر على ما تقدم، "حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى قالوا حدثنا شريك" بن عبد الله بن أبي نمر القاضي "عن أبي إسحاق" متكلم فيه في حفظه شريك وعن أبي إسحاق السبيعي "عن حوشي بن جنادة قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي" باعتبار القرابة، باعتبار القرابة كما بعث النبي -عليه الصلاة والسلام- سنة تسع أبا بكر ثم أردفه بعلي؛ لأن المسألة مسألة عهود ومواثيق وجرت عادة العرب ألا ينبذ العهد والميثاق إلا أحد من الأقارب من الأقربين وعلي منهم، شريك بن عبد الله القاضي أخرج له مسلم مقرونًا على كل حال حفظه متكلم فيه، حفظه متكلم فيه ولما خرج عنه مسلم حديث الإسراء قال قدم وأخر وزاد ونقص وأوهام شريك في حديث الإسراء في عشرة مواضع بينها ابن القيم في زاد المعاد والحافظ ابن حجر في فتح الباري على كل حال هو متكلم فيه من جهة حفظه، فالحديث أقل أحواله الحسن، يعني حسن إن شاء الله علي مني وأنا منه وقال أيضًا في سلمان سلمان منا آل البيت، فكون هذا يذكر في فضل علي لا شك أنه يذكر لكن أيضًا هذا ليس مختصًا به -رضي الله عنه وأرضاه- ولا يؤدي عني إلا علي، وهو معروف أنه لمنزلته منه وقربه منه نسبًا ومصاهرة، قال "حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال أنبأنا العلاء بن صالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله" وهذا ضعيف ضعفًا شديدًا عند أهل العلم "عباد بن عبد الله قال قال علي أنا عبد الله وأخو رسول الله" قال علي أنا عبد الله قد تلتبس على من يقرأ ولا ينتبه فيظنها قال علي أخبرنا عبد الله؛ لأنه يرمز لأخبرنا أنا المقصود علي -رضي الله عنه- يقول: الخبر باطل ليس بصحيح لكن يوضح معناه "أنا عبد الله وأخو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" عبد الله هذا فيه رد على من ادعوا له شيء من خصائص الرب -جلَّ وعلا- بل هو عبد لله كما أن محمدًا -عليه الصلاة والسلام- عبد الله، سبحان الذي أسرى بعبده، وأنه لما قام عبد الله، المقصود أن علي عبد من عبيد الله ليس له شيء من حقوق الله -جلَّ وعلا- "وأخو رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأنا الصديق الأكبر" الصديق الأكبر معروف أبو بكر -رضي الله عنه وأرضاه- هذا الصديق الأكبر وهو الصديق الأول ولم يدعى لعلي هذه المنزلة ولا لفظ الصديق بدون أكبر ولا أول ولا شيء ما ذكرت له وإن كان صادقًا ملازمًا للصدق فهو عند الله صديق؛ لأنه صادق ويتحرى الصدق، لكن ما جاء بهذا نص كما أنه لم يأت في عمر لقبه بالصديق، وإن كانوا في الحقيقة من خلال الحديث ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا ومن دونهم يمكن أن يوصف بأنه صديق، لكن النص ثبت في حق أبي بكر والذي جاء بالصدق وصدق به، وأهل العلم يقولون في الإمام أحمد بن حنبل، أنه الصديق الثاني الصديق الثاني العالم الرباني والصديق الثاني لماذا؟ لأنه ثبت في المحنة كثبوت أبي بكر في الردة في حرب الردة "وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب صليت قبل الناس بسبع" سنين صليت قبل الناس لا يقولها بعدي إلا كذاب هذا مما يدل على أن اللفظ لا يثبت، وأنه باطل صليت قبل الناس لسبع سنين يعني هل صلى وعمره سبع سنين أو صلى قبل الناس بسبع سنين؟  خديجة آمنت قبله أبو بكر أيضًا أول من آمن من الرجال، على أن من أهل العلم من يقول أن أول من آمن علي -رضي الله عنه- بعد خديجة، أما خديجة ما أحد يشك في أنها الأولى لأن خبر بدء الوحي؛ إنما ألقي عليها قبل غيرها وهي التي ثبتت النبي -عليه الصلاة والسلام- المقصود أنه أول من آمن من الصبيان ومنهم من يقول أول من آمن من الذكور لكونه صلى لسبع سنين كم عمره حينما أسلم؟

طالب: ......................

كم؟

طالب: ......................

الآن عاش بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- يعني من سنة عشر إلى أربعين عاش ثلاثين سنة، عاش ثلاثين سنة، فإذا جمعنا ثلاثين مع الثلاث والعشرين كم؟

طالب: ......................

ثلاث وخمسين ومات عن ثلاث وستين، عمره كم؟ عشر يكون عمره عشر، يعني هل يحتمل غير هذا عمره ثلاث وستين احسم منها الثلاثين التي عاشها بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- يبقى ثلاث وثلاثين احذف منها مدة النبوة ثلاث وعشرين يبقى عشر، كيف صلى قبل الناس لسبع سنين، وأيضًا الصلاة في أول الأمر ما شرعت الصلاة في أول الأمر فلا يثبت مثل هذا، لا يصح أنه تقدم أو صلى قبل الناس بهذه المدة، يعني ما أسلم بعده على مدى سبع سنين أيضًا الصلاة شرعت بعد ذلك شرعت ليلة الإسراء، المقصود أن هذا الخبر باطل ومتنه لا يقبل إطلاقًا قال بعد ذلك "حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليًا" معاوية معروف موقفه من علي وموقف عليه من معاوية، حصلت بينهم الحروب حصلت بينهم العداواة الظاهرة لأمر يتعلق بأمر الدنيا ولا يتناول هذا أمر الدين، وكلهم مجتهد وكلهم مأجور إلا أن الإصابة في جانب علي، ومعاوية ومن معه مجتهدون لكنهم أخطؤوا، فلهم أجر الاجتهاد وإن فاتهم أجر الإصابة، ومن العلامات على ذلك عمار تقتله الفئة الباغية عمار تقتله الفئة الباغية، فكان مع علي -رضي الله عنه- وقته من كان مع معاوية فدل على أن معاوية ومن معه هم الفئة الباغية وعلي ومن معه هم الفئة المحقة، ولما قال معاوية -رضي الله عنه وأرضاه- قتله من أخرجه قال عمرو بن العاص إذًا النبي -عليه الصلاة والسلام- قتل عمه حمزة لما أخرجه إلى أحد هو الذي قتله، فلا شك أن الإصابة في جانب علي أظهر، وهي الأمر المحقق عند أهل السنة والجماعة لكن لا يعني أن الطائفة الأخرى خوارج أو ما أشبه ذلك، لا هي طائفة باغية مأجورة على الاجتهاد وإن فاتها أجر الإصابة، يقول "عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليًا فنال منه" يعني نال منه معاوية، ولا شك أن النفس لها حظ حظوظ النفس تدعو إلى مثل هذا تدعو إلى مثل هذا؛ لأن المسألة مسألة قتال ومواجهة فنال منه معاوية ولا يعني أنه محق بالنيل منه لا، لا يعني هذا لكنه هذا متصور ومتوقع "فنال منه فغضب سعد" غيرة لله ولأولياء الله وعلي واحد منهم، اللهم والي من والاه وعادي من عاداه "فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهذا تقدم، "وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"، وهذا أيضًا تقدم "وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله ورسوله" وهذا أيضًا تقدم، فهذه مجموعة أحاديث ثبتت في هذا الخبر.

فضل الزبير -رضي الله عنه- حدثنا علي بن محمد قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم قريضة من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثلاثا فقال من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثلاثًا فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل نبي حواري وإن حواريي الزبير حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن الزبير عن الزبير قال لقد جمع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أحد، حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة يا عروة كان أبوك من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح أبو بكر والزبير.

لما انتهت مناقب الأربعة الخلفاء وهم أفضل الصحابة أردفهم ببقية العشرة أردفهم ببقية العشرة المبشرين بالجنة أردفهم بما يجمعهم قول ابن أبي داود في حائيته سعيد وسعد:

ورابعهم خير البرية بعدهم 

 

علي حليف الخير بالخير يمدح

سعيد وسعد وابن عوف وطلحة

 

وعامر فهر والزبير الممدح 

"فضل الزبير -رضي الله عنه-" وأرضاه يعني من فضل الزبير على طلحة أو العكس أو على سعد أو كذا أمره سهل يعني، أمره سهل؛ لأن المسألة مسألة نظر في مناقب فمن ترجح إليه شيء له شيء وهذا لا لا يؤثر هذا لا يؤثر في معتقد الإنسان إلا أن ما جاء في أبي عبيدة أكثر ولذا قال عمر -رضي الله عنه- لو أن أبا عبيدة حي لاستخلفته قال "حدثنا علي بن محمد" قال حدثنا "وكيع" قال "حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم قريضة: من يأتينا بخبر القوم" يراد أن يرسل عينا يتجسس ويتحسس أخبار القوم ليؤخذوا على أهبة واستعداد "فقال الزبير أنا"، من يستطيع أن يقول مثل هذا الكلام أن يأتي إلى قوم علموا بالمحاربة ويدخل بينهم ويأتي بأخبارهم "فقال الزبير أنا" لا يقول مثل هذا إلا من كمل إيمانه فقال من يأتينا بخبر القوم "فقال الزبير أنا ثلاثًا" يعني لو قال مرة ثالثة "من يأتينا بخبر القوم قال الزبير أنا" ما يحتاج إلى أن يقول "ثلاثًا" لأنها كررت، ولو قالها مرة واحدة "من يأتينا بخبر القوم فقال الزبير أنا ثلاثًا" اكتفى بها عن التكرار، لكنه كررها مرتين ثم قال ثلاثًا يعني هل قالها ست مرات يعني ليس من مقتضى تكرار الجملة مرتين ثلاثًا أن يكون العدد ست لكن المطَّرد من عادته -عليه الصلاة والسلام- أنه يكرر ثلاث ما يكرر ست إذا تكلم تكلم ثلاثًا كما في الحديث الصحيح.

طالب: ...................

لا المقصود أنها ثلاثًا كررها ثلاثًا، وش معنى كررها ثلاثًا؟ يعني كرر الجملتين ثلاثًا تكون ست أو كرر الجملة الواحدة ثلاثًا لتكون بالفعل ثلاثًا؟ يعني لما ذكر مرتين أو ذكر ثالثة انتهى الإشكال ولا يحتاج إلى أن يقول ثلاثًا لئلا يفهم أنها تسع ولو اقتصر على مرة واحدة وقال ثلاثًا كفى قد يقتصر على بعض الشيء ثم يقال كسابقه أو بالعدد كما هنا الكفراوي أورد ثمانية عشر مثالاً في بعض الأبواب وأعرب منها ستة عشر ثم قال والباقي كسابقه مل، لكن مادامت متطابقة لو أعرب واحد اكتفى به أو كمل الاثنين يعني؛ لأنه من عادته أن يعرب كل شيء لا يمل ولا يكل القارئ يمل وصاحب الكتاب ما مل، لكن لما أعرب ستة عشر مثال قال والباقي كسابقه فإما أن يعرب واحد ويقول البقية كالسابق أو يعرب الجميع هنا أورد جملتين فقال ثلاثًا فإما أن وهذا لا شك أنه من تصرف الرواة من تصرف الرواة النبي -عليه الصلاة والسلام- كرر ثلاثًا، وهل يتصور أنه باللفظ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال "من يأتينا بخبر القوم ثلاثًا" أو قال من يأتينا بخبر القوم من يأتينا بخبر القوم من يأتينا بخبر القوم، وفي كل ذلك يقول الزبير أنا هذا هو الظاهر بل المتعين "فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: لكل نبي حواري وإن حواريي الزبير" وإن حواريي الزبير، الأصل حوارييي لكن استثقل جمع ثلاث ياءات جمع ثلاث ياءات الحواري وياء النسب التي مشددة التي هي عبارة عن حرفين استثقلت فحذف، بعضهم يقول الياء الأولى هي التي حذفت اللي هي لام الكلمة، ومنهم من يقول إحدى الياءين التين تضمنهما الحرف المشدد وعلى كل حال الأمر سهل الحذف حاصل وإن حواريي الزبير والحواري هو الناصر والمساعد المساعد والناصر هو الحواري، واشتهر الحواريون من أتباع عيسى -عليه السلام- قال بعد ذلك حدثنا علي بن موسى قال "حدثنا أبو معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير" يعني عن أبيه "قال: لقد جمع لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أحد" يعني بالتفدية وهذا في الصحيحين قال له فداك أبي وأمي فجمع له أبويه وهذا من مناقبه ولا يختص به وسيأتي في مناقب سعد أنه جمع له أبويه أيضًا لكنه من مناقبه، قال "حدثنا هشام بن عمار وهدية بن عبد الوهاب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة يا عروة" يعني يا عروة بن الزبير "كان أبواك من الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح" الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم أبواك منهم، وتعني بذلك "أبا بكر والزبير" وإلا إذا أطلق الأبوان على سبيل التغليب فيراد به الأم والأب يعني قد يتبادر للذهن أن المراد بالأبوين أبوه الزبير وأمه أسماء بنت أبي بكر، لكن الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما  أصابهم القرح هذا في غزو هما أبو بكر والزبير.

فضل طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبدالله الأودي قالا حدثنا وكيع قال حدثنا الصلت الأزدي قال حدثنا أبو نضرة عن جابر أن طلحة مر على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال شهيد يمشي على وجه الأرض حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان قال نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى طلحة فقال هذا ممن قضى نحبه، حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسحاق عن موسى بن طلحة قال كنا عند معاوية فقال أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: طلحة ممن قضى نحبه حدثنا علي بن محمد قال حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد.

 

يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب فضل طلحة" أو فضل طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- وهو من العشرة المشهود لهم بالجنة كما هو معلوم ومتواتر، يقول "حدثنا علي بن محمد وعمرو بن عبد الله الأودي قالا حدثنا وكيع قال حدثنا الصلت الأزدي" وهو متروك قال "حدثنا أبو نظرة عن جابر أن طلحة مر على النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال شهيد يمشي على وجه الأرض" شهيد يمشي على وجه الأرض ومعروف أنه خرج لوقعة طلحة الجمل أو صفين؟ وقتل في خروجه هذا ويسمع قبل أيام أن قبره فجِّر هذا الحاصل، المقصود أن الخبر ضعيف لا يلتفت إليه وأما قوله شهيد يمشي على وجه الأرض فقتلته خرج ناصرًا مناصرًا لما يراه الحق وقتل بسبب ذلك فترجى له الشهادة، قال "حدثنا أحمد بن الأزهر" وعلى كل حال هو أعظم من الشهداء يعني دخوله الجنة قطعي مشهود له بالخبر القطعي قال "حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة" وهذا أيضًا متروك، "عن موسى بن طلحة عن معاوية بن أبي سفيان قال نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى طلحة فقال هذا ممن قضى نحبه" هذا ممن قضى نحبه فيدخل في قوله –تعالى- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وهذه من مناقبه لكن الخبر ضعيف جدًا، ومثله الخبر الذي يليه فإنه بإسناده قال "حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسحاق" هو السابق بن يحيى بن طلحة متروك "عن موسى بن طلحة قال كنا عند معاوية فقال أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول طلحة ممن قضى نحبه" وهذا كسابقه ضعيف جدًا ثم بعد هذا حديث.. قال "حدثنا علي بن محمد" قال "حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال رأيت يد طلحة شلاء" وهذا مخرج في البخاري رأيت يد طلحة شلاء يعني مشلولة "وقى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد" جعلها بل جعل نفسه درعًا للنبي -عليه الصلاة والسلام- يقيه به ولا شك أن.. أن هذا من تقديم النفس دون الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو من أعظم المناقب، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"