شرح سنن أبي داود - كتاب الطهارة (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي الدرس الماضي تم شرح الباب الأول والثاني من كتاب الطهارة وفي درس هذا اليوم نبدأ من الباب الثالث في باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء" قال رحمه الله تعالى "باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء" والخلاء كما تقدم هو المكان الخالي المعدّ لقضاء الحاجة سمي خلاء لخلوه وهو المناسب لقضاء الحاجة إذ لا تقضى الحاجة بحضور أحد وتقدم في في الدرس الماضي أنه -عليه الصلاة والسلام- إذا أراد البَراز انطلق بحيث لا يراه أحد وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا ذهب المذهب أبعد بحيث لا يراه أحد فهذا هو الأصل في قضاء الحاجة أن يكون بعيدًا عن أنظار الناس وهذا بالنسبة لما يخرج من الدبر ظاهر لأن فيه رائحة وفيه صوت وهو مؤذي فلا بد من الإبعاد ومع ذلك لا بد فيه من الاستتار عن أنظار الناس وبالنسبة للبول النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في حديث حذيفة وأشرنا إليه سابقًا أنه انتهى إلى سباطة قوم فبال قائمًا وقالوا إن البول لا يحتاج مثل الغائط إلى البعد عن الناس لأنه يمكن الاستتار معه وليس معه وليس يقارنه رائحة كريهة وأمره أخف مع أنهم أجابوا عن كونه -عليه الصلاة والسلام- بال في سُباطة القوم قريبًا من الناس قالوا إنه كان في مجمع من أصحابه في أمر مهم من أمور الدين فطال به المجلس فاحتاج إلى قضاء الحاجة ولو أبعد لتضرر ببقاء البول وانحصاره فيه -عليه الصلاة والسلام- وعلى كل حال مثل ما تقدم قلنا أن الحديث يدل على أن البول أخف من الغائط وأنه لا يلزم فيه البعد وهنا باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء وعرفنا أنه المكان الخالي المعدّ لقضاء الحاجة قال رحمه الله "حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا حمّاد بن زيد وعبد الوارث" يعني ابن سعيد "عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك" قال "حدثنا مسدد بن مسرهد" بن مسربل بن مغربل على ما ذكروه في ترجمته قالوا في نسبه وسبق أن أشرنا إليه مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن أرندل بن سرندل يقولون العلماء في هذه التركيبة لا يمكن أن تتفق على هذا الوزن وعلى كل حال ذُكر هذا في ترجمته ولا يعنينا منه أكثر من كونه ثقة من رواة الصحيح قال "حدثنا حماد بن زيد" وهو كذلك ثقة "وعبد الوارث" ثقة أيضًا "عن عبد العزيز بن صهيب" فهو يرويه من طريق اثنين "عن أنس بن مالك قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء" إذا دخل الخلاء والمراد بالفعل هنا دخل إذا أراد لأن الماضي يطلق ويراد به الفراغ منه الفراغ من الفعل إذا دخل ولذا يقولون أنه فعل ماضي وهذا هو الأصل فيه وقد يطلق ويراد به إرادة الفعل إرادة الفعل ومنه ما هنا إذا دخل الخلاء يعني أراد دخول الخلاء{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ}[النحل:98] يعني إذا أردت القراءة خلافًا لمن جمد على ظاهر اللفظ فقال إن الاستعاذة بعد الفراغة من القراءة بناء على أن الأصل في الفعل الماضي أنه بعد الفراغ لكن يأتي الفعل الماضي ويراد به إرادة الفعل ويأتي أيضًا ويراد به الشروع في الفعل إرادة الفعل قبل مباشرته والشروع فيه ويأتي الفعل الماضي ويراد به الشروع في الفعل إذا كبّر فكبّروا إذا ركع فاركعوا إذا كبّر فكبروا يعني إذا فرغ من التكبير كبروا وإذا ركع فاركعوا هل المراد منه إذا فرغ من الركوع اركعوا؟ أو إذا أراد الركوع اركعوا؟ لا، إذا شرع في الركوع اركعوا هنا يقول إذا دخل في الخلاء إذا دخل الخلاء.. وأشار البخاري رحمة الله عليه بعد رواية الحديث إلى أنه جاء في بعض ألفاظه إذا أراد.. إذا أراد الخلاء أو إذا أراد الدخول في الخلاء.. "قال عن حماد" لأن البخاري لأن أبا داود يروي الحديث من طرق من طرق عن حماد بن زيد ولفظه قال «اللهم إني أعوذ بك»" ولفظ عبد الوارث "قال «أعوذ بالله من الخبث والخبائث»" قال أبو داود رواه شعبة عن عبد العزيز يعني ابن صهيب «اللهم إني أعوذ بك» وهذا راوي ثالث يرويه عن عبد العزيز بن صهيب يضاف إلى حمّاد وعبد الوارث شعبة عن عبد العزيز «اللهم إني أعوذ بك» يعني مثل حمّاد سواء وقال مرة أعوذ بالله مثل لفظ عبد الوارث سواء وقال وُهَيب وهذا طريق رابع «فليتعوذ بالله» الطابع جعل قال أبو داود إلى فليتعوذ بالله بين معقوفتين للدلالة على أنه في بعض النسخ دون بعض وفيه نوع تكرار مع الذي بعده قال رحمه الله "حدثنا الحسن بن عمرو يعني السدوسي" قال "حدثنا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز" يعني علّق رواية شعبة ثم وصلها ثم وصلها فقال "حدثنا الحسن بن عمرو يعني السدوسي" قال "حدثنا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز هو ابن صهيب عن أنس بهذا الحديث قال «اللهم إني أعوذ بك» وقال شعبة قال مرة «أعوذ بالله»" والحديث في الصحيحين في البخاري ومسلم وغيرهما برواياته الأولى أما الرواية الأخيرة حكموا عليها بالشذوذ حكموا عليها بأنها شاذة والذي يعنينا ما جاء في لفظه يعني المُكلّف أنه إذا أراد الدخول إلى الخلاء أن يقول اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث وفي رواية حماد «اللهم إني أعوذ بك» اللهم أصلها يا الله أصلها يا الله حذفت ياء النداء وعُوِّض عنها الميم وإذا وُجدت (ال) مثل اللهم ويا الله أو غيرها ممن أو غيرهما مما ينادى انه لا تقترن به ياء النداء لا تجتمع ياء النداء مع (ال) لكن سُمع يا اللهم.

إني إذا ما حدث ألم

 

أقول يا اللهم يا اللهم

وهذا نادر أما كونها مع الله يا الله هذا كثير شائع.

.......................................

 

إلا مع الله ومحكي الجُمل

«اللهم إني أعوذ بك» ألتجئ إليك وأعتصم بك «من الخبث والخبائث» والخبُث بضم الباء وتسكَّن خلافًا للخطابي الذي قال تسكينها خطأ بيّن ذلك في حاشيته على السنن وبيّنه أيضًا في إصلاح خطأ المحدثين وقال إنه خطأ الخبْث قال هو الخبُث والمحرَّك يُخفف يُخفف بالتسكين مثل ما تقول كتُب كتْب وش المانع؟! الخبُث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة والخبيث إشارة إلى المذكر من الشياطين والخبائث جميع خبيثة إشارة إلى المؤنث منهم فكأنه يستعيذ من ذكران الشياطين وإناثهم يستعيذ بالله إذا أراد دخول الخلاء لأنهم يحضرونها يحضرون هذه الأماكن القذرة كما سيأتي في حديث عن الحشوش «إن هذه الحشوش محتضرة» يعني يحضرها الشياطين وقيل في رواية التسكين أو في ضبط التسكين الخبث قالوا إن المراد به الشر والخبائث الشياطين فكأنه أراد الاستعاذة من الشر وأهله كأنه أراد الاستعاذة من الشر وأهله وقال بعضهم إن المراد بالخبث جمع خبيث وهو الشياطين وهذا أمر تقدم الكلام فيه والخبائث النجاسات من بول وغائط وغيرهما فهو يستعيذ من أن يتلبس بنجاسة يستعيذ من أن يتلبس بنجاسة لكن الأشهر أن الخبُث جميع خبيث والخبائث جمع خبيثة فقد استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم أو الخبُث الشر والخبائث الشياطين فكأنه استعاذ من الشر وأهله والحديث مخرّج في الصحيحين وغيرهما من دواوين الإسلام قال أبو داود رواه شعبة عن عبد العزيز اللهم إني أعوذ بك وقال مرة أعوذ بالله وهي بضم الألفاظ  السابقة "وقال وهيب فليتعوذ بالله" فليتعوذ بالله من الخبث والخبائث والأول من فعله -عليه الصلاة والسلام- ومعلوم أن الفعل لا عموم له ولا ولا يقتضي الوجوب وإن كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو الأسوة وهو القدوة لكن قوله فليتعوذ بالله اللام لام الأمر والأصل في الأمر الوجوب قال حدثنا الحسن بن عمرو يعني السدوسي قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز وهو ابن صهيب عن أنس بهذا الحديث قال اللهم إني أعوذ بك وقال شعبة وقال مرة أعوذ بالله وهذا تكرار مع ما تقدم إلا أنه أفادنا ذكر السند من أبي داود إلى شعبة لأن الكلام الأول معلّق عن شعبة وفي الحديث الذي يليه قال رحمه الله "حدثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرنا شعبة قال "أخبرنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إن هذه الحشوش محتضرة»" الحشوش جمع حش وهو الكنيف الذي كانوا يذهبون إليه كانوا يذهبون إلى الحشوش وهي الكنف قالوا وأصل الحش جماعة النخل أو الشجر التي يستتر بها من أراد قضاء حاجته ثم نقلت إلى الكنف لأنها قامت مقامها «إن هذه الحشوش محتضرة» يعني تحضرها الشياطين "«فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث»" وهذا الحديث عند ابن ماجه في المسند للإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم وهو مصحح قابل للتصحيح «فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث» وهو في معنى ما تقدم مما رواه الشيخان وغيرهما «إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث» فيشرع للمسلم إذا أراد الدخول أن يقول هذا الذكر راأرادوإذا نسيه ودخل هل يقوله؟ واللهم يعني يا الله هل يذكر في محل قضاء الحاجة؟ لا، لا يذكر الله إن ذكره في قلبه لا مانع أما أن يذكره بلسانه فلا. عمرو بن مرزوق هو من رواة البخاري فيه كلام لأهل العلم كلام خفيف لا ينزله لا ينزِّله عن درجة القبول ولذا يقول الحافظ العراقي:

وفي البخاري احتجاجا عكرمة

 

مع ابن مرزوق وغير ترجمة

يعني في البخاري رجال تكلم فيهم بعض أهل العلم لكن طريقة الإمام رحمة الله أولاً أنه ينتقي من أحاديث الرواة الذين الذين ضربوا بشيء أو مسوا بضرب من التجريح الخفيف ينتقي من أحاديثهم ما تُوبعوا عليه فلا تنزل أحاديثهم عن درجة الصحة طيب هذا إذا دخل أو أراد الدخول إذا أراد الدخول قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث وإذا خرج قال غفرانك غفرانك قال رحمه الله "باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة" باب استقبال كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة قال رحمه الله "حدثنا مسدد بن مسرهد" قال "حدثنا أبو معاوية" وهو الضرير محمد بن خازم ثقة من رجال الصحيح "عن الأعمش" سليمان بن مهران "عن إبراهيم" إبراهيم ابن..

طالب: ..............

من؟ النخعي؟

طالب: ..............

"عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان" الفارسي رضي الله عنه "قال قيل له" قال قيل له قال قيل له وش الصيغة هذه وش تكون؟ من القائل قال؟ ومن الذي قيل له؟ عن سلمان الصحابي الجليل المعمَّر الذي جرّب الديانات من اليهودية والنصرانية واستقرّ أمره على الإسلام لما بُعث النبي -عليه الصلاة والسلام- قيل له قال من القائل؟ قال: قيل له.. قال سلمان قيل له أو لا بد أن يكون قال قيل لي.

طالب: ..............

وش هو؟

طالب: ..............

الراوي عنه قال؟ "قال" يعني سلمان الضمير يعود إلى أقرب مذكور قيل له هذا التفات من التكلم إلى الغَيبة ما قال قيل لي وإن شئت فقل تجريد فكأنه جرد من نفسه شخصًا تحدث عنه بقوله قيل له "قيل له لقد علَّمكم نبيكم كل شيء" لقد علمكم نبيكم كل شيء "حتى الخراءة" والقائل له رجل من اليهود هو يريد أن ينتقص أن ينتقص الإسلام ونبي الإسلام يقول أنكم ما تتنزهون عن هذه الأشياء النجسة فنبيكم علمكم حتى هذه الأشياء القذرة يريد أن ينتقص لكن في هذا نقص والا مدح وكمال؟ نعم العلم بالشيء كمال والجهل به نقص لاسيما إذا كان مما تمس إليه الحاجة وهذا مما تعم به البلوى لا يمكن أن يسلم منه أحد فكونه -عليه الصلاة والسلام- علَّم أمته كل شيء حتى هذا الأمر هذا من تبليغه رسالة ربه ومن أدائه الأمانة التي حمّلها وكلّفها -عليه الصلاة والسلام- "لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة" ومكسور الخراء ممدود وبعضهم يفتح الخاء ويقصره حتى الخَرأة والمقصود بذلك الأدب المطلوب من المكلف إذا إذا قضى حاجته أو أراد أن يقضي حاجته "قال أجل" أجل مثل نعم وزنًا ومعنى مثل مثل نعم وزنًا ومعنى ثم بيّن بيّن هذا التعليم منه -عليه الصلاة والسلام- لأمته قال "لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول" نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول "وألا نستنجي باليمين وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار أو نستنجي برجيع أو عظم" أو روث قال لقد نهانا -صلى الله عليه وسلم- والأصل في النهي التحريم أن نستقبل القبلة بغائط أو بول نعم ثبت النهي عنه -عليه الصلاة والسلام- عن استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة وسيأتي ما يبيِّن أن هذا محمول على ما إذا كان في الفضاء دون البنيان والخلاف في المسألة معروف نذكره إن شاء الله تعالى نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول القبلة التي هي جهة الكعبة جهة الكعبة المشرفة المعظّمة أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ونهانا ألا نستنجي باليمين وأن نستنجي لأن العطف على نية تكرار العامل ونهانا.. يعني وألا نستنجي يعني ونهانا ألا نستنجي يعني العبارة نهانا ألا نستنجي أو نهانا أن نستنجي؟ كما في نهانا أن نستقبل يعني (لا) هذه هل وجودها سليم في سياق العبارة ونظم الكلام أو هي زائدة؟ في الجملة الأولى لقد نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلة وفي الثانية وألا نستنجي ومن المعلوم عند أهل العلم والمتقرر لديهم أن العطف على نية تكرار العامل فكأنه قال ونهانا ألا نستنجي.

طالب: ..............

زائدة؟

طالب: ..............

وألا نستنجي باليمين في القرآن {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ}[ص:75] وفيه أيضا {أَلاَّ تَسْجُدَ}[الأعراف:12] اختلف المعنى والا ما اختلف؟

طالب: ..............

الواقع ما اختلف نعم الواقع ما اختلف لكن سياق العبارة (لا) هذه إذا كانت نافية ما تؤثر في الكلام؟ تؤثر في الكلام {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ}[الواقعة:75-76] هل هذا قسم مثبت والا منفي؟ {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ}[الواقعة:76] وفي البداية {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُوم}[الواقعة:75]

طالب: ..............

إيه الزيادة المحضة القرآن منزه عنها ومصون عن الزيادة والنقصان باتفاق من ينتسب إلى دين الإسلام وأن من زعم فيه أن الزيادة أن فيه زيادة ونقصًا كفر نسأل الله العافية لكن هم من حيث المعنى ومن حيث الإعراب الموقع الإعرابي قد لا يكون لها موقع إعرابي أو لا أثر لها من حيث المعنى وهنا يقررون الزيادة وبعضهم يتأدب مع القرآن فيقول صلة بعضهم يقول صِلة مع أنه قيل في الآية قراءة الحسن فلأقسم صارت لام التأكيد فلأقسم بمواقع النجوم ما صارت نافية وتكون حينئذٍ الألف الثانية التي عليها الهمزة تكون هي الزائدة ما هي (لا) تكون المهموزة هي الأولى المقترنة باللام.

طالب: ................

أي نعم القسم للتأكيد لتأكيد القسم {أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ}[النمل:21]  في القرآن {أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ}[النمل:21]  ما فيه ألف زائدة بين الهمزة والذال؟

طالب: ................

في الرسم في رسم المصحف فيه وهي مطابقة حينئذٍ لقراءة الحسن فلأقسم فتكون هذه الألف المهموزة الأولى والثانية غير مهموزة وتكون حينئذٍ زائدة مثل {أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ}[النمل:21] على كل حال قراءة الحسن حُكم عليها بالشذوذ يعني ما هي متواترة من القراءات الشاذة ونعود إلى اللفظ المتواتر{فَلاَ أُقْسِمُ}[الواقعة:75] ومثل ما قلنا {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ}[ص:75] أو {أَلاَّ تَسْجُدَ}[الأعراف:12] ولا شك أن الأصل في لا أنها للنفي وفرق بين النفي والإثبات إذا في الجملة الأولى قال لقد نهانا -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلة ونهانا ألا نستنجي باليمين الأصل أن يقول ونهانا أن نستنجي باليمين يعني نهانا عن الاستنجاء باليمين وإذا قلنا أن لا نستنجي ترجمة لقوله نهانا نهاكم عن إيش؟ قال لا تستنجوا باليمين وحينئذٍ يستقيم اللفظ وألا نستنجي ألا نستنجي باليمين لأن اليمين مكرمة عن مزاولة ما يستقذر محترمة للأمور المحترمة بخلاف الشمال التي هي لما خلا ذلك وما عدا ذلك من الأمور التي تكرّم عنها اليمين فاليمين هي في النسبة للأكل والشرب والأخذ والإعطاء ولما يُحترم وهي مصونة عن مباشرة القاذورات بخلاف الشمال ولولا أن هذه ضرورة ولولا أن الاستنجاء ضرورة لما ساغ ولا بالشمال لأن ملابسة النجاسات ممنوعة ملابسة النجاسة لكنه كيف يزيلها إلا بهذه الطريقة وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار يعني لا يجزئ في الاستنجاء والمراد به هنا من حيث المعنى الذي تم الاصطلاح عليه بأن قطع النجاسة بالماء يسمى استنجاء وقطع النجاسة بالأحجار يسمى استجمار فالمراد بالاستنجاء هنا هو الاستجمار بدليل أنه قال بأقل من ثلاثة أحجار وعلى هذا فلا يجزئ إذا استنجى بحجرين وقد جاء ابن مسعود بحجرين وروثة وألقى الروثة وقال إنها ركس ثم قال ابغني ثالثًا فلا بد من ثلاثة أحجار أهل العلم يقولون إنه إذا كان الحجر كبير وله شعب ثلاث يمكن أن يستنجى بكل شعبة منها قام مقام ثلاثة الأحجار ويقوم مقام الأحجار المزيلات الخشنة من المناديل الخشنة أو الخشب أو ما أشبه ذلك بخلاف الناعمة اللزجة التي لا تزيل هذا الخارج وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار هذا بالنسبة للاستنجاء معروف وأنه لا يجزئ أقل من ذلك لكن لو احتجت لتنشيف يديك أو مسح شيء مما يستقذر من أنفك أو من فمك فأخذت منديل واحد وما كفى ثم أخذت الثاني وكفاك نقول خذ ثالث هذا ما فيه إزالة نجاسة إزالة قذر إزالة ما يستقذر فهل نقول من السنة تأخذ الثالث؟ مثل ما هنا وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار وتقطع الأمر على وتر والا يكفيك الاثنين؟ الاثنين لاسيما وأن الثالث قدر زائد على الحاجة فيدخل في حد التبذير والإسراف وألا يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار الحديث فيه دليل على أن الاستجمار يجزي عن استعمال الماء إزالة الخارج أو أثر الخارج بالحجارة يجزئ عن الماء وقال بعضهم لا بد من الماء لأنه مهما بالغ في إزالة الخارج بالأحجار أنه لا بد أن يبقى شيء من الأثر والرائحة تدل على الوجود لكن ثبتت به السنة الصحيحية الصريحة فلا مجال للقول بعدم إجزائه بل الحجارة تكفي ولو مع وجوده الماء ولو مع وجود الماء أو أن نستنجي شف في الموضع الأول أن نستقبل والثاني ألا نستنجي والثالث ألا يستنجي أحدنا والرابع أو نستنجي ما يدل على أن (لا) زائدة لا أثر لها في المعنى وأن نستنجي برجيع برجيع أو عظم برجيع دابة أو غيرها الرجيع هو الروث والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما جاء له ابن مسعود بروث قال «إنها رِكس» لأنه في بعض الروايات إنها روثة حمار وروثة الحمار نجسة والروث لا يخلو إما أن يكون طاهرًا أو نجِسًا فإن كان مما يؤكل لحمه فهو طاهر وإن كان مما لا يؤكل فهو نجس النجس معلوم أنه لا يمكن أن يستنجى به لأنه لا يقطع النجاسة بل قد يزيدها قد يزيد النجاسة طيب ماذا عن الروث الطاهر وهو كالحجارة في الإزالة وخشن يزيل هو زاد أو علف دواب إخواننا من الجن علف دواب إخواننا من الجن كما جاء في الحديث أو عظم العظم صقيل لا يزيل النجاسة كالزجاج الشيء الصقيل لا يزيل النجاسة مع أنه زاد إخواننا الجن يعود أوفر ما كان ولذا نهينا عن إفساده عليهم نهينا عن إفساده عليهم وفي حديث رويفع قال «لعل الحياة تطول بك يا رويفع فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدًا بريء منه» والسبب أن الرجيع إن كان نجسًا فلا يزل النجاسة بل يزيدها وإن كان طاهرًا فهو علف دواب إخواننا من الجن وأما العظم فالسبب فيه أنه من حيث المعنى لا يزيل النجاسة لأنه صقيل أملس ومن حيث ما جاء فيه من أنه طعام إخواننا من الجن فيعود أوفر ما كان لحمًا فلا يجوز إفساده عليهم.

طالب: ..............

الجمع بين الماء والحجارة هذا أكمل هذا أكمل والمعنى يؤيده أن الحجارة تخفف ولا يبقى إلا شيء يسير فإذا جاء الماء أنهى هذا الشيء اليسير فيكون أكمل.

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

لا، أنا أقول من حيث المعنى وإلا في الحديث في حديث أهل قباء لما نزل {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ}[التوبة:108] قال قالت ذهب النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى إليهم فسألهم عن السبب فقالوا إنهم يجمعون بين الحجارة والماء الحديث ضعيف لا يثبت المقصود أنه من حيث المعنى صحيح أكثر إزالة وما كان أكثر في النظافة فإن الشرع يطلبه الحديث مخرّج عند الإمام مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه يعني عند الجماعة ما عدا البخاري قال رحمه الله "حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي" قال "حدثنا ابن المبارك عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم»" هذا من باب التلطف مع الأتباع والأصحاب كما إذا رأيت صغير قلت يا ولدي هذا لا شك أن فيه حسن في المعاملة والتلطف في الخطاب "«إنما أنا لكم بمنزلة الوالد»" بمنزلة الوالد ما قال أنا والد {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[الأحزاب:40] طيب أزواجه أمهات المؤمنين الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما قال أنا لكم والد والقرآن ينص على أنه {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[الأحزاب:40] {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}[الأحزاب:6]  بالاتفاق يقال لزوجات النبي -عليه الصلاة والسلام- ورضي الله عنهن وأرضاهن يقال أمهات المؤمنين عن عائشة أم المؤمنين عن خديجة أم المؤمنين إلى آخره كل أزواج أزواجه أمهات المؤمنين لكن إذا كان أزواجه أمهات المؤمنين ألا يكون أبو المؤمنين أو والد المؤمنين؟

طالب: ................

هو -عليه الصلاة والسلام- قال "«إنما أنا لكم بمنزلة الوالد»" ما قال أنا والد ولذا لا يقال أبو المؤمنين ولا والد المؤمنين وإن قيل لنسائه وزوجاته أمهات المؤمنين وأما بالنسبة لما جاء في سورة الأحزاب {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[الأحزاب:40]  الأحزاب والا في النور؟

طالب: ................

{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[الأحزاب:40] في سورة النور.

طالب: ................

الأحزاب الأحزاب نعم هذا في قصة زيد بن حارثة وزوجته زينب كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يسمع الناس يقولون زيد بن محمد بالتبني وأراد الله جل وعلا أن يحل له زوجة زيد فنفى هذه البنوة لئلا يقال أن محمدًا تزوج زوجة ابنه وزوجة الابن حرام فكيف يتزوج زوجة الابن وزوجة الابن حرام؟ جاء النفي {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}[الأحزاب:40]  يعني بالتبني ولذلك قال في زوجة الابن في سورة النساء {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ}[النساء:23]  فدل على أن زوجة الابن بالتبني ما تدخل في المحرمات ولذا تزوج النبي -عليه الصلاة والسلام- زينب {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}[الأحزاب:37] لأنه ابنه بالتبني لا من الصلب يبقى الابن من الرضاعة هل يلحق بولد الصلب أو بولد التبني؟ «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» وقوله {مِنْ أَصْلاَبِكُمْ}[النساء:23] يخرج ما كان بالتبني فقط فيكون ولد الرضاعة مثل ولد الصلب لأنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب "«إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم»" أعلمكم فوظيفة الوالد تعليم أولاده وتربيتهم وتنشئتهم على ما يرضي الله جل وعلا ومنعهم وكفهم عما يؤذيهم في أبدانهم وما يخل بأديانهم وأموالهم هذه وظيفة الوالد وظيفة الوالد التربية على مراد الله ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام- ولذا جاء في قول الله جل وعلا: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء:24] مفهوم الآية أنه إذا لم يرب ولده تربية صالحة فإن إجابة الدعوة هذه فيها نظر مفهوم اللفظ أنها لا تجاب لأن الكاف للتعليل كما {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء:24] هذا للتعليل العلة في دعائه هذا لأنه رباه صغيرًا وفي الحديث الصحيح «أو ولد صالح يدعو له» فأنا لكم «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم» ومع الأسف أن اهتمام كثير من الآباء وأولياء الأمور بأمر الدنيا لا بأمر الدين الذي هو رأس المال تجده لا يوقظ الولد للصلاة مسكين ما ما أخذ كفايته من النوم إن كان في الصيف قال الليل قصير ويتركه حتى يبدأ دوام المدرسة وإن كان في الشتاء قال برد شديد إذا طلعت الشمس ودفينا هذا غش غش للرعية التربية بهذه الطريقة غش للرعية يهتم بدينه هل يظن بهذا الأب حينما ألحق ابنه بالمدرسة أنه يريده يتخرج طالب علم ينفع الأمة وينفع نفسه؟! لو أراده كذلك أول ما يبدأ بالصلاة لأنها غاية والتعليم وسيلة فيبدأ بالغاية قبل ينشئه تنشئة صالحة إذا أراد أن ينتفع به إذا كبر وينفع به وينتفع به وتنتفع به أمته أما أن يتركه حتى تطلع الشمس وتبدأ الدراسة ويقول مسكين هذا ما أخذ كفايته من النوم أو الجو بارد أو الليل قصير أو شيء من هذا أو من هذه الأعذار الواهية ثم يحرص على على دراسته هذه ليست تنشئة مبرئة للذمة وقد أُمر بأمره بالصلاة لسبع وضربه عليها لعشر ويبحث أهل العلم مسألة ما إذا أوقظ الطفل لسبع سنين أو ثمان أو تسع أو عشر لصلاة الصبح وخرج فجُنّ بسبب الظلام لأنه يخافون خوف شديد من الظلام بعض الكبار يخاف هل يقال إنه يخاف عليه من هذا؟ ما يخاف عليه أنت ابذل السبب الذي أمرت به وكُلِّفت به واترك ما وراء ذلك لله جل وعلا وإذا علم الله جل وعلا صدق النية منك أعانك يعينك على التربية ويعينك على صلاح ذريتك أما أن تترك إيقاظه للصلاة وتوقظه وتحرص هناك يحصل القتال والجهاد بين الولد وأبيه وأمه من أجل المدرسة وإذا جاءت الصلاة لا يُحرَّك ساكن هذا هذا هو الغش والنصوص تدل على أن الأثر في إجابة الدعوة وفي النفع في الدنيا والآخرة إنما هو ناشئ عن التربية الصالحة أما إذا ما رباه تربية صالحة فلا يدخل في قوله {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء:24] ولا يدخل في «أو ولد صالح يدعو له» يكون هذا وبال على والديه قد يقول قائل أن كثير من الناس نراهم مضيعين أولادهم مضيعين أولادهم ومع ذلك ما شاء الله شب الأولاد وترعرعوا وصاروا طلاب علم وبعضهم علماء وأباؤهم مضيعين وبالعكس تجد عالم حريص على أولاده يتتبعهم من الصغر ويأمرهم بالصلاة ويأطرهم على الآداب الشرعية ومع ذلك تجد العكس النتائج! المسلم مُكلف ببذل السبب وما عدا ذلك إلى الله جل وعلا النتائج بيد الله والنبي يأتي وليس معه أحد نقول قصّر النبي في دعوة قومه؟! ما قصّر والأب قد يدعو أولاده سنين ومع ذلك ما يفلح في دعوته هو ما عليه إلا بذل السبب النتيجة بيد الله جل وعلا ولا أدل على ذلك من قوله -عليه الصلاة والسلام- «النبي يأتي ومعه الرجل والرجلان والنبي يأتي وليس معه أحد» «إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم».

إيه تفضل.

المؤذن يؤذن.

قال "«فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها»" يعني بغائط ولا بول "«ولا يستطب بيمينه»" يعني لا يستنجي بيمينه لا يستطب يعني لا يستنجي بيمينه وسمي الاستنجاء استطابة لما فيه من إزالة للنجاسة وتطييب للمحل لأن المحل إذا كانت فيه نجاسة لا يطيب إلا بعد إزالة النجاسة "وكان يأمر بثلاثة أحجار" كما تقدم وأن ما ما كان أقل من ثلاثة فإنه لا يجزئ ومع ذلك إذا احتاج إلى رابع ما كفت الثلاثة قال أهل العلم إذا كفت الأربعة يزيد خامس ليقطعه ليقطعه على وتر وفي الحديث الصحيح «من استجمر فليوتر ومن استجمر فليوتر» يعني الثلاث أقل شيء إن احتاج إلى رابع يزيد خامس ليقطعه احتاج إلى سادس يزيد سابع ليقطع على وتر «من استجمر فليوتر» والاستجمار المراد به قطع النجاسة بالأحجار وإن قال بعض الشراح وهو بعيد قال أن المراد بالاستجمار هنا استعمال المجمرة في الطيب البخور يعني إذا تبخر مرة مرتين يزيد ثالثة إذا دارت المبخرة مرة رابعة لا بد يزيد خامسة ليقطعه على وتر لكن وإن كان هذا محتمِل اللفظ يحتمله لكن المقصود الأول "وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروث" الروث هو الرجيح الذي تقدم "والرِّمة" العظم الرِّمة وقد يراد به البالي {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم}[يس:78]  وفي الحديث أتسمع سلامنا وقد أرمت؟ فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- «إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» وهذا عند مسلم والنسائي وابن ماجه قال رحمه الله "حدثنا مسدد بن مسرهد" قال "حدثنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي أيوب رواية" عن أبي أيوب رواية إذا قال الصحابي رواية أو يرويه أو ينْمِيه أو يبلغ به فالمراد بذلك الرفع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- يعني رواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو يرويه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أو يبلغ به النبيَّ -عليه الصلاة والسلام- هذه من صيغ الرفع عند أهل العلم إذا قال الصحابي رواية أو يرويه أو يبلغ به أو ينميه كله يكون من قبيل المرفوع عن أبي أيوب الأنصاري وهو صحابي جليل معروف رواية "قال «إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط»" المراد بالغائط المكان المطمئن المنخفض الذي تقضى فيه الحاجة لكونه أستر فلا تستقبلوا القبلة بغائط والذي جعلنا نفسر الموضع الأول بالمكان بالمحل لأنه تكرر اللفظ فيراد به الحال "«إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط»" فليس الغائط في في الموضع الأول هو الغائط في الموضع الثاني {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}[الروم:55] الساعة الثانية هي الساعة الأولى؟ لا، وهذا يسمونه الجناس الجناس التام.

قبورنا تبنى ونحن ما تبنا

 

فليتنا تبنا من قبل أن تبنى

"«إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غرِّبوا ولكن شرقوا أو غربوا»" والحديث متفق عليه «ولكن شرقوا أو غربوا» هل يمكن أن يكون الخطاب لأهل مصر أو لأهل نجد؟ يمكن؟

طالب: ................

نعم الخطاب موجه لأهل المدينة ومن كان على سمتها ممن إذا شرق أو غرب لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها وقل مثل هذا في اليمن مثلاً اليمن يشرق ويغرب لأنهم على سمت المدينة إلا أنهم إذا شرقوا جعلوا المدينة أهل المدينة إذا شرقوا جعلوا القبلة باليمين وإذا غربوا جعلوها باليسار وأهل اليمن بالعكس لكن أهل نجد وأهل مصر أهل نجد إذا غربوا استقبلوا القبلة وإذا شرقوا استدبروها وأهل مصر العكس فهذا خطاب خاص لأهل المدينة ومن كان بسمتها "فقدمنا الشام" يقول أبو أيوب "فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض" مراحيض أعدت لقضاء الحاجة "قد بنيت قِبَل القبلة" قد بنيت قِبَل القِبلة يعني جهة القبلة الآن إذا دخلت الدورة دورة المياه ووجدت المرحاض محل قضاء الحاجة متجه إلى القبلة مع أن المسلم ينبغي أن يحترم هذه الجهة فعند البناء والتخطيط يكون جهة هذا المرحاض إلى غير جهة القبلة والأمر سهل ممكن يعني ما هو بصعب لكن بعض الناس ما يفكر ولا يهتم لهذه الأمور نعم قد يقول المسألة في في البنيان ما ما فيها إشكال لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قبل أن.. على ما سيأتي.. لكن وش.. لماذا لا تخرج من الخلاف كله فتوجِّه الكرسي إلى غير جهة القبلة لا استقبالاً ولا استدبارًا ولو ترجح الفرق بين البنيان والفضاء لأن فيه قول آخر وفيه عمومات فتخرج من الخلاف بيقين يقول فوجدنا مراحيض "قد بنيت قبل القبلة فكنا ننحرف عنها ونستغفر الله" ننحرف عن القبلة ونستغفر الله نستغفر لأنه انحرافهم قد لا يكون انحراف كلي بحيث يجتنبون الجهة اجتنابًا تامًا قد لا يطاوعهم الموقع ومع ذلك يستغفرون عن عما فعله غيرهم وهذا من تمام النصح إذا كان الذي بنى هذه المراحيض أناس مسلمون فأنت استغفر لهؤلاء الذين وقعوا في هذا الخطأ وتنحرف عن جهة القبلة قال "حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب قال حدثنا عمرو بن يحيى عن أبي زيد عن معقل بن أبي معقل الأسدي قال نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلتين" أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط المراد بالقبلتين الكعبة المشرفة وبيت المقدس لأنه كانت قبلة للمسلمين وصلى النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى بيت المقدس بعد هجرته مدة سبعة عشر شهرًا أو ثمانية عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة فهي قبلة "نستقبل القبلتين ببول أو غائط" والحديث لا يصح قال أبو داود "وأبو زيد هو مولى بني ثعلبة" أبو زيد وهو مولى بني ثعلبة قيل اسمه الوليد قيل اسمه الوليد مجهول مجهول والحديث في الأصل ضعيف قال رحمه الله "حدثنا محمد بن يحيى بن فارس.." محمد بن يحيى بن فارس الذهْلي إمام من أئمة المسلمين قال "حدثنا صفوان بن عيسى عن الحسن بن ذكوان عن مروان الأصفر قال رأيت ابن عمر" يعني من صنيعه موقوف على "ابن عمر أناخ راحلته" دابته التي كان راكبًا عليها أناخها لما احتاج لقضاء الحاجة "أناخ راحلته مستقبلاً القبلة ثم جلس يبول إليها فقلت يا أبا عبد الرحمن" وهي كنية ابن عمر "أليس قد نُهي عن هذا؟ قال بلى إنما نهي عن ذلك في الفضاء" إنما نهي عن ذلك في الفضاء يعني لا في البنيان "فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس" طيب ما دليل ابن عمر على التفريق بين الفضاء والبنيان الحديث الذي يليه قال رحمه الله "باب الرخصة في ذلك حدثنا عبد الله بن مسلمة وهو القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن عبد الله بن عمر قال لقد ارتقيت على ظهر البيت" وفي رواية قال بيتنا وهو بيت حفصة أم المؤمنين أخته لقد ارتقيت على ظهر البيت "فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على لَبِنتين.." على لَبِنتين "مستقبل بيت المقدس لحاجته" مستقبل بيت المقدس لحاجته ومن لازِم ذلك مستدبرًا للكعبة وهو دليل ابن عمر في التفريق بين الفضاء والبنيان والحديث في الصحيحين الحديث في الصحيحين قال رحمه الله "حدثنا محمد بن بشار قال وحدثنا وهب بن جرير" بن حازم وهو ثقة وأبوه قال "حدثنا أبي" جرير بن حازم أيضًا ثقة "قال سمعت محمد بن إسحاق" إمام المغازي وفيه كلام كثير لأهل العلم من حيث الرواية وأما التدليس فهو متفق عليه أنه مدلِّس ولا يقبل من حديثه إلا ما صرح به وكلام أهل العلم ورميه بالكذب من جهة مالك وغيره وأنه دجال من الدجاجلة لكن الجمهور على أنه مقبول الرواية إذا صرّح بالتحديث يعني مع الخلاف الطويل فيه وأن ترجمته وأقوال أهل العلم فيه كثير جدًا وهو إمام أهل المغازي إمام أهل المغازي وبالنسبة للرواية فيه كلام كثير لأهل العلم والتوسط في أمره أن يقال إذا صرّح بالتحديث ولم يقع في روايته مخالفة لمن هو أوثق منه فحديثه مقبول يعني من درجة الحسن "سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان" سكّن تسلم ابن صالح ليش تسكّن؟ لماذا؟

طالب: ................

عن أبان هو مصروف والا غير مصروف؟

طالب: ................

مصروف والا غير مصروف؟ إن كان من الإباء أو من الإبانة إن كانت النون أصلية فهو مصروف مثل حسّان وحبّان إن كانت النون أصلية فهو مصروف وإن كانت غير أصلية كـ(من الإبانة) فهو مصروف وإن كان من الإباء والنون زائدة فيكون حينئذٍ ممنوع من الصرف ابن مالك صاحب الألفية الإمام من أئمة النحاة يمنعه من الصرف وقال غيره: من منع أبان فهو أتان هذا اللي يخلينا نسكن لنسلم "عن أبان بن صالح" بن عمير بن عبيد القرشي مولاهم وثّقه الأئمة ووهم ابن حزم نقول جهّله أو جهِله؟ جهِله والا جهَّله؟ يعني ما قال جاهل هو ابن حزم ما قال جاهل يعني شهادة حق ما قال هو جاهل قال مجهول.

طالب: ................

جهَّله والا جهِله؟ هذا يرجع إلى ما ذكرناه في دروس مضت عندكم وعند غيركم أن الجهالة هل هي طعن في الراوي أو عدم علم بحال الراوي إذا قلنا عدم علم بحال الراوي قلنا جهله ابن حزم وإذا قلنا طعن في الراوي قلنا جهّله ابن حزم يعني وصفه بأنه مجهول ولا غرابة أن يصف هذا بأنه مجهول لأنه قال عن الترمذي ومن محمد بن عيسى بن سَورة.. وثّقه الأئمة ووهم ابن حزم وجهّله أو جهِله قلنا في بالنسبة للمجهول أن أبا حاتم يطلق الجهالة ويريد بها إما عدم علمه به وكثيرًا ما يقول مجهول لا أعرفه أو أنه مقل في الرواية مقل من الرواية ولذلك وصف بعض الصحابة مع علمه بأنهم صحابة قال مجهول بل قال من المهاجرين مجهول وهم ابن حزم فجهّله وابن عبد البر فضعّفه وإلا الأئمة على توثيقه "عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال نهى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها" الحديث محكوم عليه من قِبَل أهل العلم بأنه حسن لماذا حكموا عليه بأنه حسن لأن محمد بن إسحاق التوسط في أمره أن يقال حسن الحديث فلأجله قيل حسن لا لأجل أبان بن صالح وعرفنا أنه وثقه الأئمة وأخطأ ووهم ابن حزم وابن عبد البر أيضًا نهى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها وهذا الحديث مخرّج عند الترمذي وابن ماجه ودرجته حسن الحديث دلالته على تفيد مثل ما أفاده الأحاديث السابقة من النهي عن استقبال القبلة بالبول والغائط والاستدبار جاءت به أدلة أخرى وبقي فرأيت قبل أن يقبض بعام الحديث الذي قبله خالف الأحاديث السابقة لكن حمل على البنيان دون الفضاء وحملت الأحاديث المعارضة على الفضاء وهذا الحديث قال بعضهم أنه ناسخ أنه ناسخ للنهي ناسخ للنهي طيب لماذا لا يقال أنه في البنيان؟ لماذا لا يقال إنه في البنيان؟

طالب: ................

نعم وهذا جابر ما هو ابن عمر ابن عمر ارتقى على السطح في بيت أخته حفصة ورآه لكن جابر كيف يراه؟ هل نستطيع أن نقول في البنيان؟ ما نستطيع.

طالب: ................

فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها فكيف نوفِّق بينه وبين الأحاديث السابقة من قال بأن الحديث ناسخ للأحاديث السابق انتهى عنده الإشكال انتهى عنده الإشكال ومن أراد الترجيح فلا شك أن الأحاديث السابقة ومنها ما في الصحيحين أرجح من هذا الحديث لاسيما وأن الكلام في ابن إسحاق قوي وعلى هذا فالمرجح في هذه المسألة الذي تجتمع به النصوص أنه يُمنع في الفضاء ويرخّص في البنيان يرخّص في البنيان كما في حديث ابن عمر.

طالب: ...............

الإقامة؟ وبهذا نكتفي والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"