شرح كتاب التوحيد - 44

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

في الدرس الماضي ذُكر النقل عن الإمام أحمد أن الصبر ذُكِر في القرآن الكريم في تسعين موضعًا، واجتهد الإخوة وجاؤوا لنا من هذه الآلات واختلفت الأرقام، اختلفت كيفية العد، ومنهم من زاد على التسعين، ومنهم من نقص.

ومعنا اليوم كتاب أشرنا إليه في الدرس الماضي، وذكر المسألة في النقل عن الإمام أحمد، وأفاض فيها، فنسمع شيئًا منه وإلا فالكلام طويل جدًّا ابن القيم إذا بحث شيئًا وفَّاه.

طالب: شيخ -أحسن الله إليك- الشيخ هيثم تتبعها بدقة المواضع وبالألفاظ وجد أن الصبر ذُكر في سبعةٍ وسبعين موضعًا.

سبعة وسبعين.

طالب: نعم بدون تكرار الآيات، ومع التكرار أربعة وثمانين.

أربعة وثمانين.

طالب: نعم هذا بدقة وبالألفاظ.

يعني هو مسك المصحف وتتبع الآيات.

طالب:........

ماذا؟

طالب: المعجم الفارس.

المعجم الفارس يعني ما هو محمد فؤاد عبد الباقي الذي جمعه.

طالب: لكن في المعجم الفارس أكثر من مائة.

أيها الإخوان كون الإنسان يستخرج ويصل إلى ما يُريد بنفسه هذا هو أساس ثبات العلم، الإمام الشافعي –رحمه الله- يقرر أن الإجماع حُجة، ويستدل بآية النساء: { }[ النساء:115] يستدل بهذه الآية على أن مخالفة المؤمنين مخالفة جميع المسلمين{ }[ النساء:115] متوعدٌ عليه يعني أن الإجماع حُجَّة، وتبحث في (الرسالة)، وتبحث في (الأم)، وتبحث في كتبه ما تجد شيئًا من هذا، حتى (الرسالة) التي هي المظنة ما فيها شيء، في (أحكام القرآن) للإمام الشافعي الذي جمعه البيهقي قال: جاء أعرابيٌّ، فقال: من أين لك يا محمد بن إدريس أن قول العامة حُجَّة يعني: إجماع؟ ما أجابه الشافعي قال: أعطني فرصة ثلاث ليال، تفرغ في هذه الليالي الثلاث، وفي كل ليلةٍ يستعرض القرآن مرتين، ومن هنا قيل: إن الشافعي يختم في الليلة مرتين، وقد يكون مطردًا أو غير مطرد؛ لأن في هذه القصة مذكور هذا، وقد يكون الختم غير الاستعراض، القراءة والنطق بالحروف المرتب عليه الثواب قد يختلف عن مجرد الاستعراض.

المقصود أنه في آخر الليلة الثالثة وقف على آية النساء، فلمَّا جاءه الأعرابي بعد الموعد المحدد ذكر له ذلك، واستسلم قال: صحيح.

فكون طالب العلم يمسك المصحف ويرى كم ذُكر الصبر، كم ذُكر كذا، كم ذُكر... يريد حتى غير الصبر من الكلمات المرغَّب فيها أو المحذَّر منها أو...مثلاً الترف ما ورد في القرآن عن الترف وهل جميعه ذم أو فيه ما يُشعر بمدح؟ احتاجه طالب العلم، وهنا يأتي ما يُسمى بالتفسير الموضوعي، طالب العلم يضع عنوان الإخلاص مثلاً، وينظر في القرآن في جميع ما ورد في القرآن حول الإخلاص، هذا يسمونه تفسيرًا موضوعيًّا إذا جُمعت الآيات وتُكلِّم عليها، وبُيِّن فوائدها هذا التفسير الموضوعي الذي يسمونه، وقُل مثل هذا في التوبة، في الإنابة، في بقية الخصال التي ينبغي أن...التقوى كم ذُكرت في القرآن؟ وكم في تصاريف الكلمة؟ وغير ذلك من الموضوعات التي تهم طالب العلم.

ابن القيم جمع في (مدارج السالكين) جمعًا كثيرًا، لكن كون الإنسان يصل إلى العلم بنفسه، وهذا ما هو صعب، يعني المصحف بين أيدينا، أنا لا أريد أنا أن يستعين طالب العلم بالمعجم الفارسي ولا غيره إلا في مواضع الضرورة في مثل درس، المدرس يقول لك: امسك المصحف وعد لنا؟! ما يُمكن.

على كل حال كلام ابن القيم –رحمة الله عليه- كلام طيب كعادته.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العلمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام ابن القيم –رحمه الله تعالى- في (عدة الصابرين).

مجرور.

طالب: في عدةِ؟

نعم.

"في (عدةِ الصابرين)".

بالنسبة للعنوان كثير من النُّسخ تضبطه بالتخفيف (عدة الصابرين) يعني: ما وعدهم الله به، وفي بعضها بالتشديد (عُدَّة) ما يُستعد به ويُتأهب به من أجل تربية النفس على الصبر، وهذا ماشٍ وهذا ماشٍ، معانٍ صحيحة كلها، ونظَّرنا لذلك في درسٍ مضى بإيش؟ (إعلام الموقعين) و(أعلام الموقعين) قلنا: إن هذا صحيح وهذاك صحيح، ولكن الكسر هو الأولى؛ لأن أكثر ما في الكتاب يخدمه ويشهد له، أما أعلام فهو ذكر أعلام المفتيين بدايةً من الرسول –عليه الصلاة والسلام- ثم من تولى وأفتى الناس من الصحابة، ثم التابعين ومن بعدهم، فهم أعلام سواءٌ قلنا بهذا أو ذاك كله له ما يشهد له في الكتاب.

"قال: في (عدةِ الصابرين وذخيرة الشاكرين): الباب الخامس عشر"

مبني على فتح الجزئين.

طالب: نعم.

نعم الخَامس عشر.

"الباب الخامس عشر: في ذكر ما ورد في الصبر من نصوص الكتاب العزيز، قال الإمام أحمد: ذكر الله الصبر في القرآن في تسعين موضعًا. انتهى، ونحن نذكر الأنواع التي سيق فيها الصبر وهي عدة أنواع:

أحدها: الأمر به كقوله: { }[النحل:127]، وقوله: {ﯿ }[الطور:48].

الثاني: النهي عما يضاده كقوله: { ﯳﯴ}[الأحقاف:35]، وقوله: { }[آل عمران:139]".

نسأل أبا عبد الرحمن { ﯳﯴ}[الأحقاف:35] أنت أدختها في العدد أم لا؟

طالب:.......

نعم.

"وقوله: { }[القلم:48] وبالجملة فكل ما نُهي عنه، فإنه يُضاد الصبر المأمور به.

الثالث: تعليق الفلاح به كقوله".

طالب:.......

هو التصحيف وارد، تصحيف تسعين وسبعين وارد.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

لا، وحتى كلام الإمام أحمد يحتمل التصحيف يمكن سبعين ما المانع؟

طالب:.......

السبعون؟

طالب: التسعين.

التسعون موروثة وواردة عن الإمام أحمد، لكن ما الذي يمنع أن تكون مُصحَّفة إذا كان الواقع لا يشهد لها؟ علمًا بأن الأئمة حينما يذكرون في مورد أو في سياق الحث على الشيء أو التحذير منه ويذكرون أرقامًا قد لا تكون دقيقة كعادتهم.

"الثالث: تعليق الفلاح به كقوله: { }[آل عمران:200] فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.

الرابع: الإخبار عن مضاعفة أجر الصابر على غيره كقوله: { }[القصص:54]، وقوله: { }[الزُّمَر:10] قال سليمان بن القاسم: كل عملٍ يعرف ثوابه إلا الصبر، قال الله تعالى: { }[الزُّمَر:10] قال: كالماء المنهمر".

ولذا لمَّا كان الصيام يحتاج إلى صبر وجهاد للنفس جاء قوله في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» نعم.

"الخامس: تعليق الإمامة في الدين به وباليقين، قال الله تعالى: { ﭿ ﮀﮁ }[السجدة:24] فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين.

السادس: ظفرهم بمعية الله سبحانه لهم: قال تعالى: { }[البقرة:153] كما قال أبو علي: فاز الصابرون بعز الدارين؛ لأنهم نالوا من الله معيته.

السابع: أنه جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم وهي الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: { * * ﭾﭿ }[البقرة:155-157] وقال بعض السلف: وقد عُزي على مصيبة نالته، فقال: ما لي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلةٍ منها خيرٌ من الدنيا وما عليها.

الثامن: أنه سبحانه جعل الصبر عنوانًا وعدةً، وأمر بالاستعانة به، فقال: { ﯓﯔ } [البقرة:45]".

لكن هنا شيء ينبغي أن نتنبه له هذا الذي أُصيب وصبر ونظر إلى الأمور الثلاثة المذكورة في آية البقرة، هل تستقيم حاله هذه مع تفريطه في الواجبات وارتكاب المنكرات؟ لا، إنه إذا أُصيب بولده مثلاً وصبر لينال هذه الأمور الثلاثة، ثم ارتكب من المعاصي والجرائم ما ينقض هذه الأمور، ما فائدة الصبر؟ قلت لواحد من باب المداعبة: تعرف ثواب الصبر، وثواب فقد الولد وكذا وكذا من باب المداعبة والمسألة كلها يعني –الله يعفو ويسامح- ما ودك تؤجر أجرًا عظيمًا بفقد واحدٍ من أولادك؟ قال لي: كل شيء إلا الأولاد أبواب الأجر كثيرة، والأولاد يبقون، المسألة مسألة تربية نفس، يعني أطر النفس على فعل الخيرات، وترك المنكرات، ثم الواحد يتطاول إلى هذه المنازل التي ليست لكل أحد، يقول: أصبر وأحتسب وخلاص أنسى الولد وأنا ما... هذا لا يُعان على الصبر أصلاً الذي يرتكب المحرمات ويترك الواجبات.

طالب:.......

لابد لأن المسألة ما تأتي بيوم وليلة وكذا في كل الأبواب، نعم.

"الثامن: أنه سبحانه جعل الصبر عنوانًا وعدةً، وأمر بالاستعانة به، فقال: { ﯓﯔ } [البقرة:45] فمن لا صبر له لا عون له.

التاسع: أنه سبحانه علق النصر بالصبر والتقوى، فقال تعالى: { ﭹﭺ ﭿ } [آل عمران:125] ولهذا قال النبي– صلى الله عليه وسلم-: «واعلم أن النصر مع الصبر».

العاشر: أنه سبحانه جعل الصبر والتقوى جُنةً عظيمةً من كيد العدو ومكره، فما استجن العبد من ذلك بجُنةٍ أعظم منها، فقال تعالى: { ﯯﯰ } [آل عمران:120].

الحادي عشر: أنه سبحانه أخبر أن ملائكته تُسلم عليهم في الجنة بصبرهم، كما قال تعالى: { * ﮡﮢ } [الرعد:23-24].

الثاني عشر: أنه سبحانه أباح لهم أن يعاقبوا بمثل ما عوقبوا به، ثم أقسم قسمًا مؤكدًا غاية التوكيد أن صبرهم خيرٌ لهم، فقال: { ﯧﯨ } [النحل:126] فتأمل هذا التأكيد بالقسم المدلول عليه بالواو، ثم باللام بعده، ثم باللام التي في الجواب.

الثالث عشر: أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح، فقال: { } [هود:11] وهؤلاء ثنية الله من نوع الإنسان المذموم الموصوف باليأس والكفر عند المصيبة، والفرح والفخر عند النعمة، ولا خلاص من هذا الذم الا بالصبر والعمل الصالح، كما لا تُنال المغفرة والأجر الكبير إلا بهما.

الرابع عشر: أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور أي: مما يُعزم عليه من الأمور التي إنما يُعزم على أَجلِها وأشرفها، فقال { ﯺ ﯻ ﯿ } [الشورى:43]، وقال لقمان لابنه: { ﯯ ﯰ } [لقمان:17].

الخامس عشر: أنه سبحانه وعد المؤمنين بالنصر والظفر، وهي كلمته التي سبقت لهم وهي الكلمة الحسنى، وأخبر أنه إنما نالهم بالصبر، فقال تعالى: { }[الأعراف:137].

السادس عشر: أنه سبحانه علق محبته بالصبر وجعلها لأهله، فقال تعالى: { ﯟﯠ } [آل عمران:146].

السابع عشر: أنه أخبر عن خصال الخير أنه لا يُلقاها إلا الصابرون في موضعين من كتابه: في سورة القصص في قصة قارون، وأن الذين أوتوا العلم قالوا: للذين تمنوا مثل ما أوتى { } [القصص:80]، وفي سورة حم السجدة، حيث أمر العبد أن يدفع بالتي هي أحسن، فإذا فعل ذلك صار الذى بينه وبينه عداوةٌ كأنه حبيب قريب، ثم قال: { } [فُصِّلَت:35].

الثامن عشر: أنه سبحانه أخبر أنه إنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصابر الشكور، فقال تعالى: { ﯚﯛ } [إبراهيم:5].

وقال تعالى في لقمان: { ﭿ ﮇﮈ } [لقمان:31]".

طويل كثير؟

طالب: لا.

"وقال تعالى في قصة سبأ: { ﮢﮣ } [سبأ:19]، وقال تعالى: { * ﭟ ﭠ } [الشورى:32-33] فهذه أربع مواضع في القرآن تدل على أن آيات الرب إنما ينتفع بها أهل الصبر والشكر.

التاسع عشر: أنه أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره".

الخيرات كلها خيرات الدنيا والآخرة إنما تُنال وتحصل بالصبر، الآن طالب العلم الذي لا يصبر، ولديه عجلة، وإذا أراد أن يبحث مسألة ما صبر على المراجع وسلق المسألة سلقًا على ما يقولون، ما يستفيد ولا يُفيد، لكن إن صبر وراجع وتأكد وتحقق وحقق يستفيد ويُفيد؛ لأن بعض الناس ما له ظهر ولا جَلد على مزاولة ومُعاناة الكتب، وبحث المسائل، وسهر الليل إذا لم يكن مثل هذا فلن يحصل على علم، وقُل مثل هذا في جميع الأمور، صاحب المحل التجاري إذا جاء المحل، ثم ما صبر وأغلق الدكان ومشى ما حصَّل شيئًا.

"التاسع عشر: أنه أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره، فقال: { ﭦﭧ ﭩﭪ } [ص:44] فأطلق عليه قوله: { ﭩﭪ } [ص:44] بكونه وجده صابرًا، وهذا يدل على أن من لم يصبر فإنه بئس العبد".

لكن هل يلزم من انتفاء النقيض انتفاء ما يتعلق به؟ «مَن يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدِّين» الذي لا يتفقه أراد الله به شرًّا؟

نعم.

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

مَن لم يتفقه في الدين، مَن لم يُفقهه الله في الدين هل أراد الله به شرًّا؛ لأن مَن يُفقهه في الدين أراد الله به خيرًا؟

نعم.

طالب: لا يلزم.

لو قلنا: شخص عامي لا يقرأ ولا يكتب آتاه الله مالاً ولم يؤته شيئًا من العلم، وهذا موجود، فأنفق من أمواله في جميع وجوه الخير مخلصًا لله -جلَّ وعلا- هل نقول: هذا أراد الله به شرًّا؟

طالب:.......

نعم.

إذا انتفى قوله: { ﭩﭪ } [ص:44] هل نقول: إنه يلزم أن يكون بئس العبد؟ يعني إذا الوصف على درجة من درجات الصبر استحقها أيوب، فقيل له: { ﭩﭪ } [ص:44] طيب الذي ما يصل إلى هذه الدرجة؟

طالب: يكون أقل.

لكن ما يُقال: بئس.

طالب:.......

لكن العامي الذي لا يقرأ ولا يكتب عنده أدنى قدر من العلم؟

طالب:.......

ما تعلم.

طالب:.......

يجهل هذا، يجهلها إلا بفعله لها، يفعلها تقليدًا، لكن لا يعرف أن يفرق بين واجب، وبين شرط، وبين سُنَّة، وبين ما يبطل الصلاة وما لا يُبطلها.

طالب:.......

لكن هل أراد به شرًّا؟

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

أنا أريد أن أقرر أنه إذا انتفت نعم، فهل تحل محلها بئس؟ لأن كلام ابن القيم أشار إلى هذا، فدل على...

"وهذا يدل على أن من لم يصبر فإنه بئس العبد".

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

تقدم هذا.

طالب: إذا ابتُلي فلم يصبر.

إذا ابتُلي فلم يصبر، فرق بين أن يصبر الدرجة التي وصلها أيوب وبين أن يجزع، ويضرب الخد، ويشق الجيب، ويدعو بدعوى الجاهلية هذا لا شك بئس، لكن من لم يصبر ولم يصل إلى هذا الحد؟

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

لا، هو السياق { ﭩﭪ } [ص:44] في درجةٍ عُليا من الصبر التي هي درجة أيوب –عليه السلام- نعم، من نزل عنها فيحل محلها بئس؟

طالب: السياق.

السياق، وابن القيم جاء بضدها، نعم كمِّل.

"العشرون أنه سبحانه حكم بالخسران حكمًا عامًّا على كل من لم يكن من أهل الحق والصبر، وهذا يدل على أنه لا رابح سواهم، فقال تعالى: { * * } [العصر:1-3] قال الشافعي: لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم، وذلك أن العبد كماله في تكميل قوتيه: قوة العلم وقوة العمل، وهما الإيمان والعمل الصالح".

ما نقله الإمام المجدد في الأصول الثلاثة عن الشافعي هل يُطابق ما ذُكر هنا؟

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

ماذا يقول؟

طالب:.......

لكفته.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

بالمعنى هو جاء بالمعنى؛ لأنه يسوق من حفظه.

طالب:.......

ماذا فيه؟

طالب:.......

لا..لا فكرتهم هم، بدليل الإجماع ما وجِد مُخرَّج من كلام الشافعي إلا في هذه القصة.

"وكما هو محتاجٌ إلى تكميل نفسه، فهو محتاجٌ إلى تكميل غيره، وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وأخية ذلك وقاعدته وساقه الذى يقوم عليه إنما هو الصبر.

الحادي والعشرون: أنه سبحانه خصَّ أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والرحمة الذين قامت بهم هاتان الخصلتان ووصوا بهما غيرهم، فقال تعالى: { * } [البلد:17-18] وهذا حصرٌ لأصحاب الميمنة، فمن قام به هذان الوصفان، والناس بالنسبة إليهما أربعة أقسام هؤلاء خير الأقسام وشرهم من لا صبر له ولا رحمة، ويليه من له صبرٌ ولا رحمة عنده، ويليه القسم الرابع: وهو من له رحمةٌ ورقة، ولكن لا صبر له.

الثاني والعشرون: أنه قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان كلها، فقرنه بالصلاة كقوله: { ﯓﯔ} [البقرة:45]، وقرنه بالأعمال الصالحة عمومًا كقوله تعالى: { } [هود:11]، وجعله قرين التقوى كقوله تعالى: { } [يوسف:90]، وجعله قرين الشكر كقوله: { } [إبراهيم:5]، وجعله قرين الحق كقوله: { } [العصر:3]، وجعله قرين الرحمة كقوله تعالى: { } [البلد:17]، وجعله قرين اليقين كقوله: { ﭿ ﮀﮁ } [السجدة:24]، وجعله قرين الصدق { } [الأحزاب:35]، وجعله سبب محبته ومعيته وعونه ونصره وحسن جزائه، ويكفيه بعض ذلك شرفًا وفضلاً، والله أعلم".

 

هذا يقول: أشكلت علي المسألة التي ذُكرت آنفًا من كون فاعل المعصية لا يُتصوَّر منه الصبر، وأنه لا يتم له الأجر على ذلك الصبر مع أن الجهة مُنفكة، وهذه عبادةٌ قلبية قد تقوم بقلب العبد ولو كان عاصيًا، وشارب الخمر الذي جُلد على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وقال عنه –عليه الصلاة والسلام-: «لا أعلمه إلا أنه يحب الله ورسوله»، قد يكون عاصيًا في وجوهٍ أخرى متورعًا عنها كمن شهوته للمال وهو أورع الناس في باب النساء ونحو ذلك.

يعني هو العكس كثير، والمؤمن قد يُوصف بوصف من أوصاف المنافقين، وأهل السُّنَّة يقررون أنه يجوز اجتماع ذلك في قلب المؤمن.

 لا شك أن الجهة في الحال في الظرف منفكة، قد يدخل المسجد ويُصلي ويسقط عنه الطلب للصلاة، ثم قد يخرج ويزني، ما نقول: بطلت صلاته أو صلاته ما هي صحيحة ورياء وما أشبه ذلك، نقول: له أجر صلاته وعليه وزر زناه.

لكن هل أثر الصلاة بان عليه وقد زنا بعدها، هل أثرت فيه الصلاة التي من أجلها شُرعت { ﯨﯩ } [العنكبوت:45] لا نبطل صلاته، ما أحد يقول: إن عبادة الفاسق باطلة، لكن المقصود أن هناك دلالات وعلامات على القبول من الأعمال الصالحة أو عدمه من الأعمال الفاسدة؛ ولذلك يقولون في علامة قبول الصيام: يُنظر في حاله بعده، ما الدليل على قبول الصيام بعد رمضان؟ استمرار العبد على الخير وفعل الخير وابتعاده عن المنكرات والمحرمات، أما أن مجرد ما يُفطر يرجع إلى حالته الأولى قبل رمضان من أنواع الفواحش والمنكرات، ونقول: إن الصيام أدى التي من أجلها شُرِع { } [البقرة:183] أين التقوى؟ { ﯨﯩ } [العنكبوت:45].

فكونه يصبر في هذه اللحظة ما فيه إشكال، ولا أحد يمنع أنه يصبر ويُوفق للصبر، وقد يكون هناك عمل صالح سابق يُوفق للصبر من أجله، وحياة المسلم ما هي على وتيرةٍ واحدة؛ ولذلك الحديث العظيم «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، فيسبق عليه الكتاب، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» هل نقول: إن أعماله عمل أهل الجنة هناك ما هي صحيحة؟ صحيحة، لكن جاء بما ينقضها، كما أن أعماله الباطلة «وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، لكن الحسنة تقول: أختي أختي، والسيئة كذلك، فمن علامة قبول العمل الصالح قبول هذا الصبر الذي تُرتب الآثار الثلاثة المذكورة في آية البقرة علامته أن يُوفق للأعمال الصالحة، وليس معنى أنه يصبر في أحلك المواقف مات ولده فجأة بين يديه، وافترض أن هذا الولد من كملة الرجال في دينه، وفي خُلقه، وفي بِره وفي كذا وكذا وكذا، ثم يصبر ويتجلد ويروح يزني، فما أحد يحاسب الناس، ما يحاسب لكن هناك قرائن ودلائل، والله يتولى السرائر، نقول: هناك علامات يُستدل بها مثل ما ذكر أهل العلم، ما علامة قبول الصيام في رمضان؟ استمرار العبد على العمل الصالح.

لمَّا يأتي من الحج وقد غُفِرت ذنوبه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ثم يرجع إلى أن يكون مُرابيًا { ﭦﭧ} [البقرة:203] المغفرة لمن بالنسبة للحاج؟ لمن اتقى سواءً تعجل أو تأخر { } [البقرة:203] ارتفع عنه الإثم، { ﭣ ﭤ ﭦﭧ } [البقرة:203] ما هو لمن حج { ﭦﭧ} [البقرة:203]، والله المستعان.

الآن في مثل هذا التصرف الذي فعناه، وأحيانًا نجيء بكتاب ويقضى نصف الدرس، وأحيانًا ينتهي الدرس كله، ويتسبب في تأخير الفراغ من الكتاب، بعض الإخوان أن أعرف أن هدفهم أن ينتهي الكتاب، والكتاب كتاب متن يعني ما هو (فتح الباري) ..... بمائة سنة أو سبعين سنة ثمانين سنة، فهل الاستمرار على هذه الطريقة إذا وجدنا مسألة أُوفيت بحثًا في موضعٍ آخر أن نقرأها، ونستفيد منها مثل ما استفدنا الآن، فائدة عظيمة من كلام ابن القيم، أو أننا نغمض عيوننا ونمشي على كتابنا ونشرح مثل ما يفعل غيرنا وينتهي الكتاب، ونبدأ بكتابٍ ثانٍ، وكل طريقة لها ضريبة.

طالب العلم كم هو بحاجة إلى مثل كلام ابن القيم الذي قُرئ الآن، نعم كثير من طلاب العلم قرأوا الكتاب، وبعضهم قرأه أكثر من مرة وقيد فوائده، وبعضهم اختصره، وبعضهم...نعرف هذا من كثير من طلاب العلم، لكن في الجملة عموم طلاب العلم.

جاءت مناسبة الصبر وجاء كلام الإمام أحمد، وفي كلام ابن القيم ما يُفيد، فهل قِراءتُه على حساب أبواب أخرى أنفع، أم ننكب جانبًا عن كل ما يتعلق بالموضوعات التي هي خارج الكتاب، وإن كانت مسيسة وموضحة ومفيدة بالنسبة للكتاب، ما رأيكم؟

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

الفائدة مطلوبة، لكن بعض الناس يتضايق، جاء ليُنهي بابًا من كتاب التوحيد ويرجع بلا شيء، يظن أنه تضييع وقت لاسيما الذي...بعض من لا يحضر الدرس يقول: والله الدرس في قراءة من كتاب (عدة الصابرين) أو في القرطبي أو في كذا أو في كذا، هناك فوائد في الكتب الأخرى المساعدة قد لا يتعرض لها الشُّراح أصلاً، تعلم ابن القيم وكتب القيم الشُّراح كلهم أهل عناية وحفاوة بكتب ابن القيم، لكن مَن يراجع القرطبي في مسألةٍ بكتاب مثلاً التفسير أو الحديث أو الفقه أو غيرها من الكتب؟ الله يعينكم على الصبر، تحتاجون إلى صبر.

طالب:.......

طالب: بلا شك صحيح.

طالب:.......

طالب: العبرة بما يُنقل يا شيخ ليست العبرة بإنهاء الكتاب.

لا، ولاسيما المتون التي تنتهي بسنة أو سنتين أو ثلاث.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

لا ما هو متتابع، التوحيد دورات، دورات التوحيد.

طالب:.......

لا، قد تكون القراءة لها مساس بالباب ببابٍ مضى، ثم نؤخرها تفوت الفائدة، تكون مرتبطة بالباب الماضي، حتى في التسجيل يكون تسجيلها مع الباب الماضي.

على كل حال كله خير، والأمر إليكم.

طالب:.......

لأنه لمَّا يقول الإمام أحمد –رحمه الله- ذُكر الصبر في تسعين موضعًا، طالب العلم قد لا ينشط إلى مراجعة القرآن وتطبيق هذه المواضع، هو قد لا ينتبه للتنبيهات التي ذكرها ابن القيم مرتبطةً بهذه المواضع.

الأمر الثاني: ما ذكرته آنفًا من التفسير الموضوعي المهم بالنسبة لطالب العلم هذا مثالٌ من أمثلته يُحتذى حذوه في جميع المفردات التي يحتاجها طالب العلم في حياته، ولو مشى على (مدارج السالكين) طالب علم وأخذ العناوين فقط، العناوين وترك (مدارج السالكين) كاملًا يعني في ورقة يُسجل العناوين، ثم يأتي إلى كل عنوان مثلاً التوبة، التقوى، الإنابة كذا كذا، ثم يذكر جميع ما جاء فيها من القرآن، ويتكلم على الآيات بمراجعة كتب الغريب، كتب التفسير بكلامٍ مختصر، وإذا انتهى من الكتاب رتبه إما على الحروف أو على أي وضعٍ يُريده يستفيد ويُفيد.

بهذا يثبت العلم متعب يحتاج إلى وقت، لكن هو العلم معاناة لا يُنال العلم براحة الجسم، نحتاج إلى التعب، ونحتاج إلى من يُمهد لنا الطريق يدلنا على ما ينفعنا ونحن نسير وراءه، ونحن نمشي وراءه، فأخذ العلم على طريقة واحدة قد لا يُثمر الثمرة المرجوة والمطلوبة على سننٍ واحد ماشٍ لا، العلم تتعلم طردًا وعكسًا.

 ما معنى هذا تتعلم طردًا وعكسًا؟ هات قواعد العربية مثلاً تتعلمها على المؤلفات، الطريقة المعروفة أجرومية، قطر، الألفية، تتعلمها على هذه الطريقة، ثم إذا خرجت، إذا انتهيت تتعلم العلم عكسًا، أنت طردًا انتهيت منه، لكن عكسًا ماذا تفعل؟ كتب الشواهد، وتقرأ كتب الشواهد، وما كُتب في كتب الشواهد من الشاهد، ولمن، وترجمة القائل، وتكملة القصيدة، وبيان غريب ما جاء فيها، والشاهد موضع الاستشهاد، ومحل الشاهد، ووجه الاستشهاد. أنت لمَّا قرأت النحو وتعلمت النحو طردًا وأنهيته ورجعت عليه عكسًا تكمُل الفائدة، وكم في هذه الشواهد من فوائد وعلوم وأشياء لا تخص علم العربية، وقُل مثل هذا في جميع العلوم.

تقرأ التفسير على طريقة أهل العلم مرتبًا على الآيات وتفسير ابن كثير وغيره من التفاسير، ثم تأتي إلى الموضوعات، وهنا تكمُن الفائدة أيضًا، الفائدة هذه مُكملة، أنت مرت عليك الألفاظ، لكنها مُفرَّقة.

الآن اجمع هذه الألفاظ وانظر فيها إذا ما كنت تُريد أن تكتب ويصعب عليك أن تكتب وتُؤلِّف اقرأ مثلاً (المفردات في غريب القرآن) يجيء لك بالمفردة ومواضعها في القرآن ويفسرها لك، وهذا طريق مختصر جدًّا في مجلد واحد بإمكانك أن تقرأه في شهر، تأتي مثلاً إلى كتب السُّنَّة وتضيف بعضها إلى بعض كما شرحنا في مواطن كثيرة جدًّا، تأتي إلى كتب الرجال، فتأتي إلى الأصل في كل باب، الأصل في الثقات، الأصل في الضعفاء، الكتب المؤلفة الأصلية في هذا الباب، ثم تضيف إليها ممن جاء بعده، ثم تأتي إلى الكتب المؤلَّفة لخدمة كتاب أو كتب معينة من كتب السُّنَّة تأتي إلى (الكمال) فتوازن بين ما قاله عبد الغني مع ما قاله في تهذيبه المزي وماذا أضاف، وماذا ترك، ثم (تهذيب التهذيب) له إضافات على (تهذيب الكمال) انظر قيمة هذه الإضافات، الطريق طويل وشاق، لكن يحتاج إلى عزيمة.

كثير من طلاب العلم يتخرجون من كليات يسمعون العلم، أو يحضرون الحلقات، يمسكون علومًا كثيرة، لكنها ما هي مُرتبة، قد يتخرج طالب العلم ويصير الأول على الدفعة، ثم خمس سنوات يرجع عاميًّا، لماذا؟ لأنه ما توصل إلى العلم بنفسه، أما إذا توصل إلى المعلومة بنفسه وتعب عليها، فإنه سيبقى هذا العلم في مخزونه، «ومن يُرد الله به خيرًا -نرجع إلى ذلك- يُفقهه في الدين».

طالب:.......

ماذا؟

طالب:.......

انظر هذه التنظير لها في هل الأمر بالشيء نهيٌ عن ضده أم لا؟ أنت انظر إن كان له ضد واحد ماشٍ، إن كان له أضداد ماذا يصير؟ لا، فالخير ضده الشر معروف وبينهما واسطة، وبينهما -مثل ما ذكرنا- العامي الذي لا يُجيد قراءة ولا كتابة، وفُتح عليه أبواب، فُتح عليه في الجهاد مثلاً، فُتح عليه في بذل الم،ال في وجوه الخير، نقول: هذا ما أراد الله به خيرًا؟ أو نقول: لم يُرد الله به خيرًا في هذا الباب باب العلم ما أراد الله به خيرًا، وأراد الله به خيرًا في أبواب أخرى؟

أما إذا أطلقنا شئنا بالعبد "بئس العبد" قد يكون لم يصبر في هذه المصيبة، وبعض أهل العلم يُرتب تكفير الذنوب على مجرد المصيبة دون الصبر، وهذا ما يُرجحه ابن حجر دون الصبر الأجر ثابت، تكفير الذنب انتهى، نعم والمصيبة قد حصلت لم يصبر وعنده من الأعمال ما يفوق هذا الصابر الذي قيل له: نِعم، لا أقصد أيوب من يستحق الوصف بنِعم عنده من أبواب الخير الشيء الكثير، وننتهي عند "بئس العبد" وينتهي الإشكال؟ لا.

طالب:.......

يُفرِّط فيها؟

طالب:.......

لا، أحيانًا يُذم لِما عنده من...قالوا: المصيبة مُكفِّرة للذنب، لكن الكلام على ما يترتب عليها إن صبر واحتسب حمد الله واسترجع هذا أجر الصبر، يبقى أنه إذا لم يصبر جزع وفعل.

طالب:.......

يستحق عقوبة نعم، يستحق ذم.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

هو الكلام على الفقه؛ لأنه الفقه بمعناه الأعم، وهو الفهم، نعم قد يكون عاميًّا وعنده فهم، وعنده فهم لبعض البواطن الدقيقة، ونسمع من عامة الناس من شيبانٍ عندنا نسمع عنه حِكم في هذا الباب، فهو متفقه في هذه الجزئيات التي يُدركها، يأتيك واحد ونحن خارجون من مسجد الراجحي بعد صلاة العصر قبل شهر عامي، واضح عليه أنه ما يعرف من العلم شيئًا، لكن يسألك أسئلة اكتسبها من مُجالسة، من مدرسة الحياة –كما يقولون- أو أشياء، ولها نفس علم، ونفس في الدين في الصلاة في كذا.

واحد لا يقرأ ولا يكتب سُئل عن مسألة فأفتى وكلامه صحيح، قيل له: اتق الله لا تُفتِ أنت عامي «أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار» قال للقائل له: كم عدد ركعات صلاة الظهر؟ قال: أربعة، قال: أنت أفتيت، قال: هذه ما تخفى على أحد، قال: أنا الذي عندي الذي أفتيته ما يخفى علي «وبلغوا عني ولو آية».

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

لا، العامة عندهم نوع إدراك، وبعضهم عنده عقل ويسمع من أهل العلم ويُوازن بين الأمور، وقد تحصل له ظروف وأشياء يتصرف فيها تصرفًا حسنًا.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

أقسم ألا تُكسر ثنيتها نعم.

طالب:.......

لا، أنا أقول: على كلام ابن القيم أنه قابل هذا بهذا.

طالب:.......

نعم.

طالب:.......

هذا كلامهم، ومثل ما قلنا في: «من يُرد الله به خيرًا» مع أننا نشهد بأن كثيرًا من عامة الناس أراد الله بهم خيرًا ولا تفقهوا، يعني شخص عمره كله قبل الأذان يأتي للمسجد وما عنده فقه، ويسبح ويذكر الله ويهلل، هذا خير عظيم، يذكر الله، افترض أنه ما يعرف يقرأ القرآن، يعني عامية مُطبقة، ثم بعد ذلك نقول: بئس، أراد الله به شرًّا هذا؟ ممكن أن نقول: في هذه الجزئية في هذا الباب ما أراد الله به خيرًا، لكن هل يلزم من كونه لم يُرد الله به خيرًا أراد الله به شرًّا؟ ما يلزم.

طالب:.......

والله ما أدري ماذا تقول، هونًا هونًا أنت مسرِّع، هات.

طالب:....... 

أنا أعرف أنه يرفق في جميع أبواب الدين وهذا كررناه، وقلنا: إن المراد بالفقه في العرف الشرعي يشمل جميع أبواب الدين؛ ولذلك لمَّا جاء جبريل يسأل النبي –عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، الإيمان والإحسان هي من الفقه الفرعي الذي يتداوله الاصطلاحي الآن؟ لا، قال: «هذا جبريل آتاكم يُعلمكم دينكم» فالدين أعم من أن يكون الأبواب المعروفة، وإن كان الفقهاء يستفتحون كتبهم لاسيما الشروح بالحديث.

"