كتاب بدء الوحي (030)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حديث أم المؤمنين حبيبة –رضي الله عنها-: «من صلًّى ثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة» هل هذا مختصٌّ بمن حافظ عليها حتى موته أم في كل يومٍ وليلة يبنى له بيت في الجنة؟
في بعض الألفاظ من حافظ عليه، من حافظ على ثنتي عشرة ركعة.

يقول: أقترح أن تضع لك منهجًا ينتفع به طلبة العلم، لعل الله ينفع به.

ليوضح هذا الاقتراح والمطلوب بدقة، لا أدري ماذا يقصد، منهج ينتفع به طلبة العلم، أن تضع لك، من هم طلاب العلم، ما أدري ماذا يريد يعني، ما أدري يعني طريقة للتعليم ، منهج، طريقة منهجية للتعليم ينتفع بها طلاب العلم، على مختلف مستوياتهم، بحيث يقسم الطلاب إلى فئات، ويكون لكل فئة وقت من الأوقات أو درس من الدروس، قد يكون هذا هو المراد، لكن يحتاج إلى تفصيل.

يقول: كيف نجمع بين حديث: «كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح» وبين ما رآه– عليه الصلاة والسلام- صبح الحديبية من دخول المسجد الحرام، مع أن هذه الرؤيا لم تتحقق إلا في العام المقبل؟

المقصود أنها تحققت، المقصود أنها تحققت، ولا يلزم أن يكون بعدها مباشرة.

يقول: كيف نجمع بين قوله –عليه السلام-: «لكل نبي حواري»، وبين قوله: «ويأتي النبي وليس معه أحد»؟

المقصود: أن لكل نبيّ متبوعًا، لكل نبي متبوع، فيخرج من ذلك من لا تبع له، من لا تبع له من الأنبياء؛ لأنه صح أنه يأتي النبي وليس معه أحد، فمن أين يكون له حواري؟ فالحديث خاص بالأنبياء المتبوعين.

يقول: ما رأيكم في كتاب " التوضيح شرح الجامع الصحيح" لابن الملقن، وما يمتاز به؟ وأيهما أفضل، هو أو "فتح الباري"، وما الطبعة المميزة له؟

على كل حال هو من مصادر "فتح الباري"، "فتح الباري" أخذ خلاصة هذا الكتاب وخلاصة غيره من الشروح المتقدمة، "فتح الباري" لا نظير له إلا أنه في بعض المواضع يبدو للباحث أنه اختصر، فإذا رجع إلى الشروح الأخرى وجدها أوفى، "فتح الباري" له طريقة ونفَس في الشرح لا يوجد عند غيره، تجد الشروح منهم "الملقن" مثلاً أو "الكرماني" أو "العيني" أو غيره من الشرَّاح، تجد في الموضع الأول يوفّي، يوفي المقام، ويجلب عليه بكل ما يدل عليه الحديث، لكن ابن حجر لا، يأتي في الموضع الأول بما يناسب الباب، ويترك بقية الكلام على الحديث في الأبواب الأخرى لوجود مناسبة لها.

الطالب:...................
يعني هو ماشي على استنباط البخاري –رحمه الله- فتجد مذهبه في الحديث الأول أو الثاني أو الثالث التي لا لها أطراف وردت في مواضع من الصحيح يوزع الشرح على جميع المواضع، فتجد آخر حديث يشرحه ابن حجر بنفس النَفس الذي شرح به الحديث الأول، بينما لو نظرت للعيني مثلاً وجدتَّ أن نصف الكتاب من حيث الحجم هو في شرح أقل من ربع الكتاب، أقل من ربع الكتاب، ثم بعد ذلك في ثلاثة أرباع الكتاب المشروح، تجده في أقل من النصف من حجم الكتاب، فهذه ميزة لابن حجر، نعم، قد يحتاج الإنسان إلى قراءة جميع المواضع في فتح الباري، إلى قراءة جميع المواضع.

ومن الأمثلة على ذلك مثلاً: المسألة التي نبدأ بها، المسألة المتعلقة بقوله: «ما أنا بقارئ»، و"ما" النافية، أنا لست بقارئ لا أقرأ، وما حصل في صلح الحديبية من أنه أخذ القلم وكتب– عليه الصلاة والسلام- يعني في هذا الباب في شرح هذا الموضع يناسب أن يُشار إلى أنه– عليه الصلاة والسلام- أمِّي وأنه حصل في.. ولو باختصار.

لكن متى كتب ابن حجر بإفاضة هذه المسألة، ونأتي بخلاصة ما كتبه –رحمه الله – يعني في مواضع أخرى.

الطالب:.......................
هو استفاد من جميع الشروح المتقدمة، استفاد من جميع الشروح المتقدمة، لكنه وزَّع المادة على المواضع في الكتاب، فصار نفسه في آخر الكتاب مثل نفسه في أول الكتاب، والإنسان مجبول على الملل والسآمة، يملّ، تجد الإنسان في أول الأمر يأتي بنفسيةٍ وهمةٍ عالية، فيستطرد ويتوسع في أول الأمر، ثم بعد ذلك يعتريه الفتور والكسل، فتجده يختصر جدًّا في أواخر الكتب، سواء أكان بذلك الشروح أو التفاسير أو ... وهذا واضح، هذا واضح من صنيع غالب أهل العلم، ولذلك طالب العلم حينما يقرأ في هذه الكتب في أول الأمر يملّ من القراءة؛ لطول المكتوب.

لو أن طالب علم قال: أنا بأمشي في حفظي للقرآن مع قراءة التفاسير، وبدأ بالفاتحة، وأهل العلم أفاضوا في تفسير الفاتحة، حتى إنه كتب فيها مجلد مستقل، بل أكثر من مجلد مستقل لتفسير الفاتحة، ثم بعد ذلك إذا جاءت البقرة تفسير القرطبي ثلاث مجلدات، تفسير الطبري بتحقيق أحمد شاكر خمسة أو ستة، يملّ طالب العلم من هذه الطريقة، فبعضهم يلجأ إلى طريقةٍ تذهب عنه الملل، فيبدأ من منتصف القرآن مثلًا، يعني هو الذي يكون فيه المؤلف قد رسى على ما يقوله، ليست عنده الهمة العالية التي يجلب فيها ويبحث ويستطرد وكذا، ولم يمل ولم يستطرد كما في آخر الكتاب، ولذا قد تعجبون إذا سمعتم أن تفسير "الجلالين" بدئ به من سورة الكهف؛ لأن الإنسان إذا أراد أن يكتب.

 الآن حديث "الأعمال بالنيات" لو تراجع عليه كل شروح البخاري وشروح ومسلم وشروح بقية الكتب يمكن ما تكمل؛ لأنهم أطالوا فيه، لكن لو بدأت من بعد ذلك، بعدما يفتر المؤلف قليلاً كان أنشط لك، فإذا بدأت بالتفسير مثلاً من أوائل التفسير لا شك أنك سوف تمل؛ لكثرة ما كتب في أوائل التفاسير، ابن حجر طريقته أبدًا، يعني أنت لو نظرت إلى حديث الأعمال بالنيات في عند ابن حجر وعند العيني وجدت ابن حجر ربع ما كتبه العيني، ثم بعد ذلك يندهش طالب العلم يقول: كيف يفضل "فتح الباري" مع أن "عمدة القاري" فيه ثلاثة أمثال أو أربعة أمثال ما كتبه ابن حجر، نقول له: انظر إلى المواضع الأخرى، وقارن بين الشرحين تجد الفرق بين هذه الشروح، ابن الملقن أجلب في أول الكتاب واختصر في آخره، وهو مطبوع في ستة وثلاثين مجلدًا، لكن لو طُبع ابن حجر بنفس الحرف ونفس الصف والطريقة يمكن يجيي في مائة مجلد؛ لأن الصفحة من فتح الباري تعدل ملزمة من مثل ابن الملقن أو الكرماني أو غيره أو النووي على مسلم، ما يقال: فتح الباري ثلاثة عشر مجلدًا، وهذا ست وثلاثون، أكثر من الثلث بقليل، لا. لكن انظر مجلد "فتح الباري" كم تقرأ، الصفحة تحتاج إلى ساعة، بينما من "التوضيح" ما تأخذ ولا خمس دقائق.

الطبعة المميزة له؟ ما طُبع إلا مرة واحدة، طُبع في وزارة الشؤون الإسلامشيَّة بقطر، وهو يوزَّع، وحصل فيه إشكال حول التحقيق وما التحقيق. المقصود: أنه وزِّع منه كميات. وفيه نفع، يعني هو من مصادر "فتح الباري"، من مصادر "فتح الباري"، وإذا قارنا شرح حديثنا الذي معنا بما كتبه ابن حجر وجدنا أن ما كتبه ابن الملقن أكثر، لكن ابن حجر يختصر من هذه الكتب كلها، ويأخذ الزبد التي يحتاجها يوزعها على بقية الكتاب، وإلا فالكلام لن ينتهي، والعلم لا حد له ولا ساح، لا حد له.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد ورسوله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف –رحمه الله تعالى-: فجاءه الملَك فقال: «اقرأ، قال: ما أنا بقارئ»، ما أنا بقارئ، وفي رواية أبي ذر والأصيلي وأبي الوقت: «قلت: ما أنا بقارئ»، قال: ما أنا بقارئ، ما الفرق بينهما؟ أيهما أوضح في الدلالة على أن عائشة أخذت الخبر منه –عليه الصلاة والسلام- قلت: قال.

الطالب:............................
قال، قال أوضح، قال النبي –عليه الصلاة والسلام- وإن لم تكن نصًّا أوضح من "قلت"؛ لأن "قلت" في سياق جميع ما تقدم، لكن أوضح منها بعدها، «فأخذني فغطني»، والخلاف في الأحاديث هل هو من مراسيل الصحابة أو متصل؟ تقدم الكلام فيه.

قال –عليه الصلاة والسلام- في رواية من ذكروا: «قلت ما أنا بقارئ»، وفي رواية: «ما أحسن أن أقرأ»، وتقدم الكلام في "ما" هل هي نافية أو استفهامية، ونقلنا عن الكرمانيّ والنووي والقسطلانيّ وغيرهم لا نحتاج إلى إعادته، لكنا إذا قلنا إنها نافية كما هو الظاهر، إذا قلنا نافية ينفي –عليه الصلاة والسلام- أن يكون قارئًا، فهو –عليه الصلاة والسلام- أمِّي لا يقرأ ولا يكتب، لا يقرأ ولا يكتب، وهذا صريحُ القرآن.

الطالب:........................
سيأتي هذا، سيأتي عند الغط، وأن البشر لا يحتملون غط الملَك في حالتهِ أو هيأتِه التي خُلِق عليها، سيأتي في هذا، مع أنه إذا ثبت الخبر فما لأحدٍ كلام.

في "صحيح البخاري" في كتابِ "الصُّلح" وفي عمرة "القضاء" من كتاب "المغازي" لمَّا كتب علي –رضي الله عنه-: من محمدٍ رسولِ الله، اعترض سهيل بن عمرو، قال: لو نعلم أنك رسول الله ما رددناك ولا قاتلناك ولا عاديناك، فلابد أن تُغِّير، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «اكتب من محمد بن عبد الله». تردد عليّ –رضي الله عنه- قال: فأخذ رسول الله– صلَّى الله عليه وسلَّم- الكتاب، وليس يُحسن يكتب فكتب: «هذا ما قاضى محمد بن عبد الله»، فكتب، مع أنه لا يحسن أن يكتب، وبعض الشُّراح يشكك في لفظ: وليس يحسن يكتب؛ لأنه لم يتفق عليها جميع الرواة، المقصود أن النبي –عليه الصلاة والسلام- كتب، والكتابة نُفيت عنه بنصِّ الكتاب، وصحيح السُّنة، قال ابن حجر: قد تمسَّك بظاهر هذه الرِّواية أبو الوليد الباجي، أبو الوليد الباجي، فادعى أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كتب، كتب بيده، ابن حجر ما تعرَّض لهذه المسألة في هذا الموضع، تعرض لها في كتاب المغازي في الجزء السَّابِع في الصَّفحة الثالثة بعد الخمسمائة، قال: تمسَّك بظاهر هذه الرواية أبو الوليد الباجي فادعى أن النبي –عليه الصلاة والسلام- كتب بيده بعد أن لم يكن يُحسن يكتب.

 الباجي الآن في تقريره: أن النبي –عليه الصلاة والسلام- يكتب، أو كتب، اعتمد على الرِّواية، لكن مع اعتماده عليها شنَّع عليه العلماء، لماذا؟ لأنه أمِّيّ لا يقرأ ولا يكتب، هذا أمر مقطوع به، فشنَّع عليه علماء الأندلس في زمانه ورموه بالزندقة، وأن الذي قاله مخالف للقرآن، وأن الذي قاله مخالف للقرآن، حتى قال قائلهم:

برئت ممن شرى دنيا بآخرةٍ

 

وقال إنَّ رسول الله قد كتبا

فجمعهم الأمير فاستظهر الباجي عليهم بما لديه من المعرفة، الباجي عالم مطلع واسع الاطلاع فبهرهم، بهر الأمير ومن حضر بما عنده من معارف، فاستظهر الباجي عليهم بما لديه من المعرفة وقال للأمير: هذا لا يُنافي القرآن، بل يؤخذ من مفهوم القرآن. لماذا؟ قال: لأنه قيد النفي بما قبل ورود القرآن، النفي قُيِّد بما قبل ورورد القرآن، فقال: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} [العنكبوت:48]، من قبله: لكن بعده؟ لا، مفهوم أنه بعد ما فيه مانع من أنه يكتب ويقرأ، يتلو ويكتب من بعده، لكن الإشكال أنه لو حصل وصار هذا المفهوم مرادًا لما تمَّت الحجَّة على من زعم أن النبي –عليه الصلاة ولسلام- يتلقى القرآن من غيره من غير الله، فيبقى الإشكال.

قال: وبعد أن تحققت أميَّتُه تقررت بذلك معجزته، وأمن الارتياب في ذلك، لا مانع من أن يعرف الكتابة بعد ذلك من غير تعليم، فتكون معجزة أخرى، فتكون معجزة أخرى.
وذكر ابن دحية: أن جماعة من العلما وافقوا الباجي في ذلك، منهم شيخه أبو ذر الهَروي، وأبو الفتح النيسابوري، وآخرون من علماء إفريقية وغيرهم.

الآن النبي –عليه الصلاة والسلام- كتب خطابًا كاملًا، أم كتب اسمه؟ كتب اسمه، وكثير من الأمِّيين الذين لا يقرأون ولا يكتبون يكتبون أسماءهم؛ لكثرة ما يرون مما يُكتب، والذي يرفع عنهم الأمِّية؟ يرفع عنهم أنهم كتاب؟

 لما كتب إلى الملوك هل كتب بيده –عليه الصلاة والسلام- الخطابات الكاملة؛ لأنه صار يكتب على حد زعم الباجي، وبعدها لم يكن يكتب؟ هذا لا يخرجه عن كونه أمِّيًّا، إذا كتب كلمة أو كلمتين، لا سيَّما في أمرٍ يتعلق به؛ لكثرة ما يراه.

من الطرائف: رجل يعمل في دكان، هذا الرجل الأجير أمِّي لا يكتب شيئًا، فقيل له: لو توظفت عند الحكومة حارس مستودع أو شيئًا ما يحتاج إلى علم ولا قراءة ولا كتاب، تقدم إلى الوظيفة، فقيل له: تكتب؟ كأنه رأى أنهم يرون أن الكتابة شرط، قال: نعم، أكتب، قالوا: اكتب ما شئت، هو يجلس في مكان في هذا المحل بجواره بضاعة عليها اسم متكرر في البضاعة كلِّها، وهو يجلس عندها كل يوم، فرسمت ونقِشت هذه الحروف في ذهنه، وصار إذا جلس يكتبها، حفظ، ويتصورها فيصورها، لا أكثر ولا أقل، فكتب ما شاء الله، مورد هذه البضاعة اسمه رباعي يكتبه كاملًا، هل يخرج بذلك عن كونه أمِّيًّا لا يقرأ ولا يكتب، هذه واقعة وحاصلة، لكن يكتي اسم مورد هذه البضاعة؛ لأنه يراه، لكن ما يكتب اسمه، مثل هذا الحرف أو الحرفين أو الكلمة أو الكلمتين لا تخرج الأمِّيّ عن كونه أمِّيَّا.

فأخذ كتب بيده بعد أن لم يكن يُحسن، فأخذ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الكتاب، وليس يُحسن أن يكتب، فكتب: «هذا ما قاضى محمد بن عبد الله»، هذا بالنسبة لما يتعلق به –عليه الصلاة والسلام-.

 لكن الأمة بكاملها وصفت بأنها أمِّية، نحن أمَّة أمِّية لا نقرأ ولا نحسب، الأمَّة أمِّية كما جاء بذلك الحديث الصحيح، ولذا رُتِّبت الأحكام على رؤية الهلال، نحن أمة أميَّة، كونه –عليه الصلاة والسلام- أمِّيًّا، الأمِّية وصف مدح بالنسبة له، وصف مُدِح به، ومعجزة ودلالة على صدقه في تلقي الوحي عن الله –جل وعلا-، أما الأمة فهل مثله بهذه المثابة؟ لا، يعني الأمِّية ليست بوصف مدح لهم، لكنه خبر عن هذه الأمَّة، وصف غالب، ومع ذلك، تعلمت الأمَّة القراءة والكتابة، وبرعوا في القراءة والكتابة، هل نقول: إن الأمة خرجت عن وصف الأمِّية؟ لأنه يدار الآن ويُكتب من قِبل أناس ينتسبون إلى العلم أن وصف الأمَّة، الأمِّية بالنسبة للأمَّة قد ارتفع، وكانوا يعلقون الأحكام بالرؤية كما علقت في الحديث، لما كانوا أمِّيين، لكن لما ارتفع الوصف لا مانع من أن يقرأوا ويكتبوا، ويحسبوا أيضًا، فيثبتون الشهور بالحساب، هذا كلام صحيح أم باطل؟

الطالب:..........................
يعني، هل يوجد –ولو عدد قليل جدًّا- من يحسب الحساب الفلكي في عهده –عليه الصلاة والسلام-؟
نعم..
الحكم ارتبط برؤية الهلال، وجودًا وعدمًا، وهكذا جميع الأحكام الشرعيَّة العامَّة، تُربط بما يدركه جميع النَّاس، ولو اعتمد بعضهم على بعض، ولذا طالب بعضهم بالمستحدثات التي تُعين على رؤية الهلال، لكن هل تدخل في الحكم الشرعي أم ما تدخل؟

لا تدخل؛ لأن الأصل عدمها، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها، لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها، هم أوتوا البصر، كونه يوجد عندهم في بعض الأوقات أو في بعض الأماكن ما يعينهم على الرؤية هذا لا يعني أن الحكم تعلق به؛ لأنه إن وجد في بلد ما وجد في بلد ثانٍ، وإن وجد في زمن ما وجد في الزمن الثاني، فلا تكلف الأمة بمثل هذا، الأمة مكلفة بالصيام، مكلفة بالحج، مكلفة بما يتعلق بالعبادات على سبيل العموم، لا يعني أن هذا الأمر تيسر في هذا البلد أو في هذا الزمان أن الحكم يُناط به، فهم يكلَّفون ما يوجد عندهم في كل زمان ومكان، توجد عندهم الرؤية، لا تطلب من الجميع؛ لأن الناس يتفاوتون في الأبصار، لكنه لا بد أن يوجد من يرى الهلال، فتقوم لله به الحجَّة على النَّاس، أو لا يُرى فلا يصومون.

 المقصود أنه لا يمكن أن يُربط الأمر بحساب ولا بآلات تعين على الرؤية، لكن إن وجدت هذه الآلات واستعين بها، واستفيد منها لا على سبيل الإلزام، فلا مانع من أن تثبت الرؤية بها.
الطالب:........

لا هو من أجل تقرير الحكم الشرعي، أمِّية الرسول –عليه الصلاة والسلام- هذا فيما يخصه؛ لأنه لو اتصف بالقراءة والكتابة اتُّهم بأنه يتلقى كما اتُّهم.

الطالب:.....................
يعني وصف قد يكون مدحًا في شخص وليس بمدح، بل ذم في شخص.

الطالب:.........
حسب ما يتعلق بهذا الوصف من أحكام، فالنبي –عليه الصلاة والسلام- كون الأمِّية في حقه– عليه الصلاة والسلام- مدحًا؛ لأن الوحي، واتهم بأنه يتلقى هذا الوحي من فلان النصراني.
الطالب:............
نعم، أنه يعلمه بشر.

المقصود أنه –عليه الصلاة والسلام- لا يقرأ ولا يكتب، إنما يتلو ما يُوحى إليه.
الأمة هل تظن أن من يكتب من الصحابة الذي لا يكتب أفضل من هذه الحيثية ممن يكتب؟
ومنزلة كتاب الوحي؟

الطالب:.................
الآن تستطيع أن تقول زال، لكن كونه يكتب واحد أو اثنان أو أفراد لا يعني أنه زال، ومع ذلك: العلة ظاهرة، العلة ظاهرة في ترتيب حكم دخول الأشهر بالرؤية، فليست مرتبطة بكونها أمِّية، يعني: ليست العلة في الاعتماد على الرؤية كون الأمة أميَّة.

الطالب:............
ليست وصفًا مؤثرًا، لكن وصف كاشف، يبين حقيقة الأمة.

وقال للأمير: هذا لا ينافي القرآن، بل يؤخذ من مفهوم القرآن؛ لأنه قُيد النفي بما قبل ورود القرآن، فقال: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} [العنكبوت:48] وبعد أن تحقق أمِّيته وتقررت بذلك معجزته وأمن الارتياب في ذلك لا مانع من أن يعرف الكتابة بعد ذلك من غير تعليم فتكون معجزة أخرى.

وذكر ابن دحية: أن جماعة من العلماء وافقوا الباجي في ذلك منهم شيخه، أبو ذر الهروي، وأبو الفتح النيسابوري وآخرون من علماء إفريقية وغيرهم.

واحتج بعضهم لذلك بما أخرجه ابن أبي شيبه وعمر بن شبَّة من طريق مجاهد عن عون بن عبد الله قال: ما مات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى كتب وقرأ، قال: ما مات، عن عون بن عبد الله: قال: ما مات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حتى كتب وقرأ، قال مجاهد: ذكرته للشعبي، قال: صدق، قد سمعت من يذكر ذلك، ومن طريق يونس بين ميسرة عن أبي كبشة السلولي عن سهل بن الحنظلية أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أمر معاوية أن يكتب للأقرع وعيينة فقال عيينة: أتراني أذهب بصحيفة المتلمس؟ فأخذ رسول الله الصحيفة فنظر فيها، فقال: «قد كتب لك بما أُمر لك»، قد كتب لك بما أمر لك، قال يونس: فنُرى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كتب بما أُنزل عليه، قال عياض: آثار تدل على معرفة حروف الخط وحسن تصويرها كقوله لكاتبه: «ضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك». ضع القلم على أذنك فإنه أذكر لك، يعني: مثل هذا يحتاج أن يكون ممن يكتب؟ لو أن الأب أمِّي لا يقرأ ولا يكتب، ورأى الولد وهو يكتب الواجبات، دائمًا يبحث عنه، قال: أين القلم، أين القلم؟ قال: ضعه على أذنك، هل يلزم منه أن الأب يكتب؟ ما يلزم أنه يكتب.

وقوله لمعاوية: «ألقى الدواة، وحرف القلم، وأقم الباء، وفرق السين، لا تعور الميم».
وقوله:
«لا تمد باسم الله».

قال: وهذا إن لم يثبت أنه كتب لا يبعد أن يرزق علم مواضع الكتابة فإنه أوتي علم كل شيء، هذا الكلام صحيح؟ ليس بصحيح.

أجاب الجمهور عن هذه الأحاديث بأنها كلها ضعيفة، لا يثبت منها شيء، الأحاديث المذكورة كلها ضعيفة لا يثبت منها شيء، وعن قصة الحديبية وهي التي في "صحيح البخاري" أخذ القلم فكتب: «هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله»، هذا الذي يحتاج إلى جواب، أما ما جاء في هذه الأخبار فلا يثبت منها شيء.

وعن قصة الحديبية بأن القصة واحدة، والكاتب فيها عليٌّ، وقد صرِّح بحديث المسوَر بأن عليًّا هو الذي كتب، فيُحمل على أن النكتة في قوله: فأخذ الكتاب وليس يحسن يكتب؛ لبيان أن قوله: «أرني إياها»، أنه ما احتاج أن يُريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه كان لا يحسن الكتابة، أنه ما احتاج أن يُريه موضع الكلمة التي امتنع علي من محوها إلا لكونه كان لا يحسن الكتابة، وعلى أن قوله بعد ذلك: فكتب، فيه حذف تقديره: فمحاها فأعادها لعلي فكتب، فمحاها فأعادها لعلي فكتب، وبهذا جزم ابن التين وأطلق "كتب" بمعنى: أمر بالكتابة، وهو كثير، كقوله: كتب إلى كسرى وقيصر، يعني: أمر من يكتب، هذا ما فيه إشكال، أنه أمر، كتب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الرسائل إلى الملوك قيصر وكسرى وغيرهما من ملوك الأرض، كتب: يعني أمر بالكتابة، وكثيرُا ما يُنسب إلى الكبير أنه فعل؛ لأنه تم الفعل بأمره.

 قال: وعلى تقدير حمله على ظاهره، القرآن بلسانٍ عربي مبين، كما نطق به القرآن، لكن لا يخرجه عن كونه عربيًّا أن توجد فيه الكلمة أو الكلمتان أو الكلمات بغير العربية عند من يثبت وجود بعض الكلمات الأعجمية في القرآن، لا يخرجه عن كونه عربيًّا كلمة أو كلمتان أو ثلاثة أو عشرة من عشرات الألوف من الكلمات.

يعني: من سبعين ألف كلمة يوجد خمس أو ست أو عشر كلمات، هل يخرجه عن كونه عربيًّا؟ لا يخرجه، كون النبي –عليه الصلاة والسلام- يحسن أن يكتب كلمة أو كلمتين يخرجه عن كونه أمِّيًّا؟ أبدًا، قال: وعلى تقدير حمله على ظاهره فلا يلزم من كتابة اسمه الشريف ذلك اليوم -ولا يحسن الكتابة- أن يصير عالمًا بالكتابة، ويخرج عن كونه أمِّيًّا، فإن كثيرًا ممن لا يحسن الكتابة يعرف تصوُّر بعض الكلمات، ويحسن وضعها بيده، خصوصًا الأسماء، ولا يخرج بذلك عن كونه أمِّيا ككثير من الملوك.

هذا كلام أهل العلم وهو منقول من "فتح الباري".

الإنسان، الكلام الذي يراه باستمرار يصوره، حتى موجود عند كبار السن الذين يحسنون القراءة والكتابة، يراه بكثرة، يتصوَّره، وينتقش في ذهنه فيستطيع تصويره، الآن لو جئت إلى رجل أمي لا يقرأ ولا يكتب، وقلت له: ارسم سيارة، يستطيع أم ما يستطيع؟ لأنه يراها بكثرة، يرى هذه الكلمة بكثرة مكتوبة في كل مكان، يرسمها كما يرسم السيارة، لا لأنه يكتب، لكن من باب الرَّسم لا من باب الكتابة.

الطالب:...............
المقصود أن الإنسان إذا اهتم لشيء، ورآه بكثرة سَهُلَ عليه، على أقل الأحوال اسمه.
الطالب:...........
على أقل الأحوال اسمه، يراه في خاتمه ليل نهار، فيكون كتابة الأمِّي لبعض الكلمات التي انتقشت في ذهنه صورتها يكون من باب الرسم، لا من باب الكتابة، كما لو قيل له: ارسم سيارة لما تردد، وإذا رسم سيارة قلنا يكتب؟ لا، ما يكتب.

الطالب:...............
نعم.
الطالب:...............
مثله، مثل ما قال إنه نفي عنه الشعر، وثبت عنه أنه قال:

أنــــــا الـــنـــبـــي لا كــذب

 

أنــا بــن عــــبـــد الــمــطــلــب

الطالب:..............
لا، هم من باب دفع الإشكال قالوا: فكتب، أي: فأمر بالكاتبة، ومع ذلك لو حملنا اللفظ على حقيقته وأنه هو الذي كتب، قلنا: إن كتابة كلمة أو كلمتين أو كلمات تتردد عليه، ما تخرجه عن كونه أميًّا لا يقرأ ولا يكتب، مثل هذا: كون القرآن بلسان عربي مبين لا يخرجه عن ذلك أن يوجد فيه كلمات يسيرة غير عربية.

قالوا: ويحتمل أن تكون جرت يده بالكتابة حينئذ، وهو لا يحسنها، فخرج المكتوب على وفق المراد، فيكون معجزة أخرى في ذلك الوقت خاصة، ولا يخرج بذلك عن كونه أميًّا.
جرت الكتابة: جرت الكتابة، معجزة للنبي –عليه الصلاة والسلام- وبذلك لا يخرج عن كونه أمِّيَّا.
وبهذا أجاب أبو جعفر السمناني أحد أئمة الأصول من الأشاعرة، وتبعه ابن الجوزي.

وتعقّب ذلك السهيلي وغيره: بأن هذا وإن كان ممكنًا، ويكون آية أخرى، لكنه يناقض كونه أميًّا لا يكتب؛ لأنه يكون كتب حقيقة، وقصد الكتابة وهو يعرف ماذا يكتب، يخرج عن كونه أميًّا ولو في هذه اللحظة خاصة، مع أن الأمِّيَّ وصف لازم ليس بعرض طارئ، يناقض كونه أميًّا لا يكتب.

"وهي الآية التي قامت بها الحجة، وهي الآية التي قامت بها الحجة، وأفحم الجاحد، وانحسمت الشبهة، فلو جاز أن يصير يكتب بعد ذلك لعادت الشبهة، وقال المعاند: كان يحسن يكتب، لكنه كان يكتب ذلك".

يعني: من يريد أن يحتج على أن النبي –عليه الصلاة والسلام- تلقاه عن غيره، وكتبه عن غيره، يقول: مادام كتب، ثبت أنه كتب في هذه اللحظة يدل على أنه كان يكتب، لكن كان يكتم، لو أن شخصًا يتظاهر للناس بأنه أعمى، ثم فجأة أخبر عن شيء في الحاضرين لا يدركه إلا المبصِر، ثم عاد إلى التظاهر بالعمى، يصدق أو لا يصدق؟ ما يُصدَّق ولو لحظة، يذكر عن رجل أعمى، أعمى في الأوراق الرَّسمية، وعنده نظر، لكنه ضعيف جدًّا، فالأعمى متاح له أن يدرِّس في مدارس البنات –كما هو معلوم- مأذون له أن يدرس في مدارس البنات، وفجأة: تكلَّم على بنت، ووصفها بعيبٍ فيها، في وجهها، اكتشف أنه ليس بأعمى، ومُنِع من تدريس البنات، لكن لو رجع وقال: لا، أنا أعمى، يُصدَّق؟ هنا لو أحسن الكتابة في وقت من الأوقات –على هذا القول- كان للمدَّعي –الذي يدعي أنه تلقّاه عن غيره- لا يقول هذا مسلم، لكن فيه حجة للمعاند، حجة للجاحد.

الطالب:.................
جرت يده بالكتابة، حينئذ، لكن الجاحد الذي يقول إنه يكتب، يصدق؟

الطالب:...........
هو لا يقرّ بمعجزة أصلاً، يعني في الجواب الثاني أو الثالث.

 قال: "يحتمل أن يكون جرت يده بالكتابة حينئذ وهو لا يحسنها، فخرج المكتوب على وفق المراد، فيكون معجزة أخرى، في ذلك الوقت خاصة، ولا يخرج بذلك عن كونه أميًّا، وبهذا أجاب أبو جعفر السماني أحد أئمة الأصول من الأشاعرة وتبعه ابن الجوزي.

وتعقب ذلك السهيلي وغيره: بأن هذا وإن كان ممكنًا، ويكون آية أخرى، لكنه يناقض كونه أميًّا لا يكتب، وهي الآية التي قامت بها الحجة، وأفحم الجاحد، وانحسمت الشبهة، فلو جاز أن يصير يكتب بعد ذلك لعادت الشبهة، وقال المعاند: كان يحسن يكتب لكنه كان يكتم ذلك"
يعني مثل ما قلنا في مسألة الأعمى.

"قال السهيلي: والمعجزات يستحيل أن يدفع بعضها بعضًا، والحق: أن معنى قوله: "فكتب" أمر عليًّا أن يكتب. انتهى." هذا كلام السهيلي.

قال ابن حجر: "وفي دعوى أن كتابة اسمه الشريف فقط على هذه الصورة تستلزم مناقضة المعجزة، وتثبت كونه غير أمي- نظر كبير، والله أعلم".

يعني مثل ما قلنا: كتابة كلمة أو كلمتين أو كلمات  رآها كثيرًا لا يعني أنه يحسن الكتاب، إنما لو قيل: أن يحسن الرسم، ممكن، أما يحسن الكتابة، فلا.

"وقال السهيلي: في قوله «ما أنا بقارئ» أي: أنا أمِّي فلا أقرأ الكُتُب، وقالها ثلاثًا، فقيل له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1]، أي: إنك لا تقرأه بحولك ولا بصفة نفسك ولا بمعرفتك، ولكن اقرأه مفتتحًا باسم ربك، مستعينًا به، فهو يعلمك كما خلقك، وكما نزع عنك علق الدم، ومغمز الشيطان، بعدما خلقه فيك، كما خلقه في كل إنسان.

فالآيتان متقدمتان، والأخريان لأمته، وهما قوله: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:4-5]؛ لأنها كانت أمَّة أمية لا تكتب، فصاروا أهل كتاب وأصحاب قلم، فصاروا أهل كتاب وأصحاب قلم، فتعلموا القرآن بالقلم، وتعلمه نبيهم، فتعلموا القرآن بالقلم، الأمة تعلمت القرآن بالقلم، صاروا يقرأون ويكتبون بالقلم، ونبيهم تعلمه تلقيًا من جبريل –عليه السلام- نزل على قلبه بإذن الله ليكون من المرسلين.

قال رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فأخذني» يعني: جبريل –عليه السلام- «فغطَّنِي» بالغين المعجمة والطاء المهملة الشديدة، أي: ضغطني وعصرني، قاله الكرماني. وعند الطبري «فغتَّنِي» بالتاء، والغتُّ: حبس النفس، يعني كأنه غمَّه، ضيّق عليه التنفس، ويكون هذا بوضع اليد على الفم كما أنه يكون بالضغط على الحلق.

الطالب:............
يحصل ضيق النفس، والفم والأنف كلها منفتحة.

الطالب:..............
يعني إذا كان شديدًا، يعني: غطًّا شديدًا، يعني..

الطالب:...........
ماذا ؟

الطالب:...........
وين؟ القفص الصدري أم ما فوقه، يعني: أعلى البطن؟

على كل حال تجيء كلها إن شاء الله.

الطالب:................
غتَّني وغطَّني وضغطني وعصرني، في روايات، روايات كثيرة ستأتي، العت: حبس النفس، وفي التوضيح.... هي كلمة واحدة ما قيلت إلا مرة واحدة، لكن سواء قيلت هذه أو هذه، يعني: ما قال النبي –عليه الصلاة والسلام- جميع الكلمات.

الطالب:.............
الرواية بالمعنى،
نعم.

وفي التوضيح: يقال: غطني وغتني وضغطني وعصرني وغمرني وخنقني، كله بمعنى.
قال الخطابي: ومنه الغط في الماء، وغطيط النائم، وهو: ترديد النفس إذ لم يجد مساغًا عند انضمام الشفتين، عند انضمام الشفتين.

وقيل: الغتُّ: حبس النفس مرةً، وإمساك اليد أو الثوب على الفم والأنف، والغط: الخنق، وتغييب  الرأس في الماء، قال: والغط في الحديث: الخنق، قال الخطابي: وفي غير هذه الرواية فسأبني؛ لأنه قد يقرأه أحد: فسابيب، أي: تركني بعد ذلك، فيه: فأرسلني، وهم يقولون: سأبني، بالهمز، وسابني بالعربية أم ...؟

الطالب:....................
نعم.
الطالب:.................
سيب يعني: تركوها، سيب السوائب .... من السوائب.

الطالب:................
وقال السهيلي...

الطالب:..................
نعم.
الطالب:........... قوله: "اقرأ" فلا يقال هذا لمن كانت في يده صحيفة أو كتاب يقرأه، ما الذي ......

هذا سيأتي لكن الفرق، قال له "اقرأ" يقول: إن الذي يقال له اقرأ، إذا كان بيده صحيفة، يقال: اقرأ منها، والذي ليس بيده صحيفة لا يقال له اقرأ، وإنما يقال له: قل أو تكلم، ولكن إذا كان عنده محفوظ يقرأ من حفظه.

يقولون في "اقرأ" أو أقرِئ فلانًا السلام" بعضهم قال: إنه لا يقال: أقرئه السلام، إلا إذا كان مكتوبًا ليقرأه عليه، لكن هل هذا الكلام صحيح؟ يعني لما جاء جبريل وقال للنبي –عليه الصلاة والسلام-: «أقرئ أمتك مني السلام»، معه كتابة؟ لا. ما يلزم، واضح؟

"وقال السهيلي: ويروى أيضًا: فسأتني" فهذه روايات "قال: وأحسبه يروى أيضًا فذعتني" سأبني، سأتني، فذعتني، وكلها بمعنى واحد، وهو الخنق والغمّ.

ومن الذعتِ: حديث أن الشيطان عرض للنبي –عليه الصلاة والسلام- وهو يصلي، قال «فذَعتُّه، حتى وجدت برد لسانه، ثم ذكرت قول سليمان أخي: {رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي}» الحديث.

قال: وكان في ذلك إظهار للشدة، والجد في الأمر، وأن يأخذا الكتاب بقوة، ويترك الأناة، فإنه أمر ليس بالهين، أمر عظيم لا بد أن يكون له مقدمات شديدة، تجعل من أُلقي إليه هذا الأمر الشديد يهتمُّ به، إذا كانت المقدمات شديدة، فلا بد أن يهتم، وهذا شواهده في الواقع كثيرة.
يعني: إذا أردت من إنسان أن ينتبه إلى أمر عظيم، تأتي له من القول والفعل ما يدل على عظمة هذا الأمر، وإذا كان الأمر سهلًا، كالآن وأنت تتكلم بين أناس في مجلس، ما هو بمجلس علم، مجلس عادي، هذا يتكلم مع جاره، وهذا يتكلم مع جليسه، وهذا...، متفرقين، الكلام العادي ما هو مشكلة أنك تتكلم وهؤلاء يتكلمون، لكن إذا جاء أمر مهم جدًّا، حدث، تستنصت الناس، يعني: لابد أن ينتبه الناس لهذا الأمر، لا سيما إذا كان أمرًا له أثر على الجميع، فكونه يُضغط –عليه الصلاة والسلام- ثم يُرسل، يُضغط ثم يُرسل، ليُلفت نظره –عليه الصلاة والسلام- إلى أن الذي يلقى إليه شيء ثقيل، ليس بالأمر العادي.

وفي "فتح الباري" قال: ولأبي داود الطيالسي مسنده بسند حسن «فأخذ بحلقي»، قال ابن الملقن: فيه المبالغة في التنبيه والحفظ على التنبيه ثلاثًا، قد كان –صلى الله عليه وسلم- إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا لتُفهم عنه، أعادها ثلاثًا لتفهم عنه، وانتزع بعض التابعين، وانتزع بعض التابعين وشريح القاضي من هذا الحديث أن لا يُضرب الصبي إلا ثلاثًا على تعلم القرآن، يعني: في تأديب الصبي في التعليم، لا يزاد على ثلاث ضربات، يعني: في الحديث في التعزير لا يزاد على عشر جلدات إلا في حدِّ من حدود الله، قالوا: هذا محمول على الأدب، إذا أراد الرجل أن يؤدب ابنه أو ولده أو بنته أو زوجته فلا يزيد على عشر، إلا في حد من حدود الله، على خلافٍ بين العلماء في التعزير، المعلِّم إذا أراد أن يؤدب الطالب، يدخل في الحديث: لا يزاد على عشر، لكن هل يسري عليه كلام شريح، ويتجه؟ قال: لا يُضرب الصبي إلا ثلاثًا على القرآن، كما غط جبريل –عليه السلام- محمدًا –عليه الصلاة والسلام- ثلاثًا، الاستدلال ظاهر أم ليس بظاهر.

الطالب:.....
كيف؟
الطالب:.............
لا، هو لفت نظر، ليس بتأديب، لكن الطالب حينما يؤدَّب يراد منه أن ينتبه، إنما يراد له أن ينتبه ويهتم، فالمعلوم موجود في الطالب، فأيهما أولى أن يضرب عشرًا أم ثلاثًا؟ وهل يحسن أن يصنع بالصبي الذي تعلم القرآن كما صنع جبريل بالنبي –عليه الصلاة والسلام-؟

الطالب:.................
أنا أقول: انتزاع شريح، شريح ما هو برجل عادي ، لكنه بشر، هل يحسن أن يعامل الصبي في الكتَّاب أو المتعلم عمومًا يُتعامل معه مثل ما صنع جبريل بالنبي –عليه الصلاة والسلام- يضمه إليه ويخنقه ويغطه ويخنقه، كيف؟

الطالب:...........
يعني قال: إن الصبي لا يحتمل، لكن في حلقات تعليم الكبار...؟

الطالب:.............
أقول: التعامل مع الناس بمثل هذا الأسلوب ليس بمناسب أصلاً، يعني عموم الناس يُتعامل بهذا الأسلوب؟ غير مناسب، يعني يأتي المعلم ويحضن الطالب ويعصره ويخنقه، لا لا أبدًا ما يمكن، لكن بالنسبة إلى العدد، غطني ثلاثًا، كونه يُضرب ثلاثا، يعني ممكن أن يكون له وجه.
الطالب:........
لا ما يلزم، ما يلزم أن تستوعب العشر، كل بحسب جرمه، كلٌّ بحسب إهماله وتفريطه.
الطالب:...............
لا، كلام شريح يعني مجرد استرواح، وانتزاع من ..

هذا يسأل..

يقول: جاءني اتصال من غزة في فلسطين، وهم يسألون: هل لهم جمع الصلاة بسبب عدة أمور؟ من أهمها الخوف، وانقطاع الكهرباء، وقلة الماء بسبب انقطاع الكهرباء لا تصل، وبعض المناطق فيها قلة ماء، وهل للنساء الجمع خاصة مع ما ذكرنا، وأيضًا بسبب البرد الشديد، حيث تقول المرأة: الماء بارد جدًّا، ولا نستطيع تدفئته بسبب انقطاع الكهرباء وقلة الغاز؟
هم يريدون الجواب على هذا السؤال خاصة أنهم اختلفوا فيما بينهم.

إذا كان السبب البرد الشديد الذي لا يحتمله الإنسان العادي، متوسط الناس، فإنه يسوغ لهم الجمع، ولا شك أن الماء القاتل وجوده مثل عدمه، الماء القاتل؛ لشدة برودته وجوده مثل عدمه، فيتيمم الإنسان مع وجوده، يتيمم الإنسان مع وجوده إذا غلب على ظنه أنه لا تزول شدة البرودة، فحينئذ يتيمم، مع الخلاف بين أهل العلم في الأهم، هل الأهم الطهارة، أو الأهم الوقت؟ فهل يجمعون بطهارة كاملة وهي الوضوء –يجمعون بين الصلاتين- أو يتيممون مع وجود الماء ويصلون كل صلاة في وقتها؟ لا شك أن جمهور أهل العلم يلاحظون الطهارة أكثر من الوقت، يلاحظون الطهارة ولو خرج الوقت، والإمام مالك وظاهر من تقديمه وقوت الصلاة على "كتاب الطهارة" التي يقدمها عامة أهل العلم، يرى أن الاهتمام بالوقت أشد من الاهتمام بالطهارة، فيحرصون على الصلاة بالأوقات ولو تيمموا، وهذا كأن شيخ الإسلام يميل إليه.
المقصود: أن المسألة اجتهادية، فعليهم أن يفعلوا في مثل هذه الحال الأرفق بهم، عليهم أن يفعلوا في مثل هذا الحال الأرفق بهم؛ لأن الصلاة في حال الخوف لها وضع غير الصلاة في حال الأمن، الرسول –عليه الصلاة والسلام- أخَّر الصلوات في الخندق، صلى الظهر والعصر والمغرب بعد غروب الشمس، ثم صلى العشاء؛ لأنهم حالوا بينه وبين الصلاة –عليه الصلاة والسلام- وفي ذات الرقاع، وفي غيرها من المواطن صلى في الوقت –عليه الصلاة والسلام-، لكنه على صفةٍ مخلِّة بالصلاة، لو كان الظرف ظرف أمن، يعني: صلاة الخوف على ما جاء في ذات الرقاع تصح في حال الأمن؟ لا، لا تصح.

فإذا كان الخلل يصل بسبب الخوف إلى هذا الحد، فلهم –الذين يسألون وهم أهل غزة عن ظرفهم وعن خوفهم وشدة البرد عندهم- أن يفعلوا الأرفق بهم، فإن كان استعمال الماء لا يضرهم، يستعملونه، وإن كان يضرهم يتيممون، وإن كانوا يتمكنون من الصلاة بوقتها، فهذا هو الأصل، وإذا جمعوا جمعًا صوريًّا بين الصلوات فهذا لا شك أنه سائغ.

الجمع الصوري: أن تؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها، ثم تصلي الصلاة الثانية في أول وقتها، وإن اقتضى الأمر شق عليهم ذلك، وأرادوا أن يجمعوا؛ فالرسول –عليه الصلاة والسلام- كما جاء في الحديث الصحيح أراد أن لا يحرج أمته، وإلزامهم الصلاة في كل وقتها مع الظرف الذي يعيشونه لا شك أنه حرج شديد.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"