شرح العقيدة الطحاوية (21)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا يقول أحد الأشخاص يريد مني استئجار محل ليزاول الحلاقة فهل يجوز لي أم يلزمني أن أشترط عليه ألا يحلق اللحى؟

لا تؤجر إلا شخصًا تبرأ الذمة بتأجيره، وعليه أن يتقي الله فيما يزاول في محلك الذي أجرته إليه، وإذا شككت في ذلك وخشيت أن يزاول به أمرًا محرمًا وخشيت أن تدخل في لعن من آوى محدِثًا فاشترط عليه وإذا كان ظاهره الصلاح فالأصل أنه لا يزاول ما حرم الله عليه فلا يحتاج إلى شرط.

هذه ما أدري هل هي تريد أن يُقرأ السؤال أو يكون خاصًا، على كل حال من عضل ابنته عن الزواج ورفض الخطّاب الأكفاء فإن لها أن تتقدم إلى المحكمة لتفسخ الولاية ويولى غيره وهو بذلك ظالم آثم إذا لم يكن هناك سبب شرعي للرفض، أما إذا تقدم الكفؤ لاسيما وأن عمرها كما ذكرت أكثر من الثلاثين هذا ظالم وعليها أن تتقدم إلى المحكمة، وعليه أن يتقي الله أولاً ويتقي الله في موليته هذا فعله بأقرب الناس إليه وظلمه لهم ولا يجوز لك تحت أي مبرر، قد نفترض أنه رجل فقير وهي موظفة هذا لا يُعفيه ولا يبرر له أن يرفض الخطاب إذا كانوا ممن تبرأ بهم الذمة، وإذا استمر على ذلك فلها أن تتقدم إلى المحكمة وتفسخ ولايته ويولى غيره ممن يخشى الله ويتقيه.

يقول ما الحكم في العمل بالدروس الخصوصية وهل هذا ممنوع أو لا؟ وإذا كان حرامًا فما حكم المال الذي تم جمعه قبل هذا؟

إذا كنت تعمل مدرسًا في المدارس الحكومية فالذي أعرف أنهم يمنعون وعلى هذا فلا يجوز لك أن تدرس دروسا خصوصية تؤثر على عملك وإنتاجك في وظيفتك الواجبة عليك، وعلى كل حال الذي فات فات، ما عليه شيء- إن شاء الله تعالى- والمستقبل يسأل المرجع إذا كان يجيز له ذلك أو أن الأمر يمكن أن يتسامح فيه من بعض الناس إذا أدوا الواجب وعرفوا بالإخلاص وإتقان العمل؛ لأن المسؤول قد يتجاوب مع أمثال هؤلاء، أما المفرِّط المضيّع فيمكن ألا يسمح له بذلك فعليه بمراجعة المرجع الذي يملك مثل هذا العمل فإن أجاز له ذلك فلا مانع منه.

طالب: ..............

يسأل مدير المدرسة؛ لأن هذا له أثر على الإنتاج، وقد يكون بالنسبة لبعض الأشخاص الذين عندهم حرص وإخلاص على إبراء الذمة قد يكون الأثر ضعيفا، لكن في الجملة يؤتى بالأنظمة العامة الشاملة للجميع لكي تشمل المخلص وغير المخلص لئلا يضيَّع العمل.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين قال الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى:

وأما استدلالهم بقوله تعالى: الزخرف: ٣  فما أفسده من استدلال فإن جعل إذا كان بمعنى خلق يتعدى إلى مفعول واحد كقوله تعالى:         ﭙﭚ الأنعام: ١  وقوله تعالى:                ﮜﮝ      ﮣﮤ        الأنبياء: ٣٠ - ٣١  وإذا تعدى إلى مفعولين لم يكن بمعنى خلق قال تعالى: ﮛﮜ النحل: ٩١  وقال تعالى البقرة: ٢٢٤  وقال تعالى الحجر: ٩١  وقال تعالى:   الإسراء: ٢٩  وقال تعالى:    الإسراء: ٣٩  وقال تعالى: ﯖﯗ الزخرف: ١٩  ونظائره كثيرة فكذلك قوله تعالى الزخرف: ٣.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالآية التي ذكرها الشارح- رحمة الله عليه- هي مما استدل به المعتزلة على خلق القرآن الزخرف: ٣ وجعلوها في إفادة الخلق كقوله جل وعلا      ﮣﮤ الأنبياء: ٣٠  والفرق واضح، والتفريق بينهما كما قال الشارح- رحمة الله عليه- أن جعل إنما تتعدى إلى مفعول واحد أو مفعولين، فإن كانت إلى مفعول واحد كانت بمعنى خلق، وإن كانت بمفعولين اختلف معناها، ويذكر عن الزمخشري وهو من أئمة المعتزلة أنه افتتح تفسيره بقوله الحمد لله الذي خلق القرآن فقيل له إن كتابك لن يروج بهذه الافتتاحية بل يُتلف، فبدّل وقال: الحمد لله الذي جعل القرآن عربيًا إلى آخر ما قال، هكذا ذُكر في ترجمته، وراجعت افتتاحية التفسير فما وجدت ما قيل ولا يبعد أن يكون غَيّر فيما بعد، أو غُيِّر من أحد أتباعه ليستفاد من الكتاب أو من غيرهم، حصل التصرف كما حصل التصرف الأول من قبل المؤلف ليروج الكتاب ويستفاد منه، ولا شك أن الكتاب مفيد لاسيما فيما يتعلق ببلاغة القرآن وبيانه، فيه فوائد كبيرة في هذا الباب وإن كان في باب الرواية لا شيء؛ لأنه مشحون بالأحاديث الموضوعة، الأحاديث الموضوعة الكتاب بها طافح، وكذلك الاستنباط الفقهي على مذهب أبي حنيفة فيه شيء من ذلك لكن ميزته في بيان القرآن وبلاغته، مع أنه أجريت دراسة للمقارنة بينه في هذا الباب وبين تفسير الطبري في هذا الباب في بلاغة القرآن وبيانه فوجد أن ما في تفسير الطبري أكثر مما في تفسير الزمخشري، وإذا تحدثنا عن تفسير الطبري وبينا مزاياه ما تعرضنا لمثل هذه الأمور لماذا؟ لأنها مغمورة في العلوم الأخرى التي اشتمل عليها تفسير الطبري وهذا ليس فيه إلا هذه الفوائد، فوائده الأخرى يعني يمكن أن تستدرك من كتب أخرى، المقصود أن الزمخشري لما عدل من قوله الذي خلق القرآن إلى قوله الذي جعل القرآن على حد زعمه أنه ما تغير المعنى، هو ماشي بخدمة مذهبه وهو القول بخلق القرآن لكنه هو من علماء اللغة يفرق بدقة بين.. لكن كيف ضاع عنه هذا؟.. البقرة: ٢٢٤  هل جعل بمعنى خلق في هذا؟! يعني لا تخلقوا الله؟! مستحيل الآيات الأخرى    الإسراء: ٣٩ ولا تجعل مع الله إلها آخر، قد يقول قائل: إنه يستطيع البشر أن يخلق حجرا أو ينصب شيئا أو يصنع شيئا يجعله مع الله إلها آخر، فهذه الآية قد تقول إن الاستدلال فيها لا يتم بمثل تمامه الحجر: ٩١ يعني خلقوا القرآن؟! حتى على قول المعتزلة من الذي خلق؟ هو الله، والتفريق بين جعل في الموضعين ظاهر أو في هذه المواضع على ما قرره المؤلف رحمه الله واضح.

وما أفسد استدلالهم بقوله تعالى:            القصص: ٣٠  على أن الكلام خلقه الله تعالى في الشجرة فسمعه..

وعلى هذا فالشجرة هي التي نادت موسى إذا كان الله خلق الكلام في الشجرة، نودي من الشجرة يعني من قِبَلها، هم استدلوا بهذا لكن هل يتم الاستدلال؟ إذا ناداك شخص من بيت وأنت نوديت من هذا البيت يكون البيت هو الذي ناداك؟ أو المتكلم الذي تكلم في البيت؟! نعوذ بالله من الضلال.

فسمعه موسى منها وعموا عما قبل هذه الكلمة وما بعدها فإن الله تعالى قال:      القصص: ٣٠  والنداء هو الكلام من بعد فسمع موسى عليه السلام النداء من حافّة الوادي.

حافَة من حافَة الوادي.

أحسن الله إليك.

فسمع موسى عليه السلام النداء من حافَة الوادي ثم قال..

الزمر: ٧٥  يعني محيطين حول العرش، يعني حافّين وليست هذه حافّة التي هي طرف الوادي، ومن الطرائف أن بعض المترجمين وهو يترجم الآية، قال: حافّين غير منتعلين ترجمها بهذا المعنى أنهم غير منتعلين.

ثم قال       القصص: ٣٠ أي أن النداء كان في البقعة المباركة من عند الشجرة كما تقول سمعت كلام زيد في البيت..

من البيت.

الأولى في البيت يا شيخ.

لا لا.

خطأ؟

إيه ما الذي بعدها يكون من البيت.

يكون من البيت.

خلاص.

كما تقول سمعت كلام زيد من البيت يكون من البيت لابتداء الغاية لا أن البيت هو المتكلِّم ولو كان الكلام مخلوقًا في الشجرة لكانت الشجرة هي القائلة ﭿ القصص: ٣٠  وهل قال ﭿ القصص: ٣٠  غيرُ رب العالمين ولو كان هذا الكلام..

يعني من القائل ﭿ القصص: ٣٠  إذا كان المتكلم هي الشجرة؟

طالب: ..............

الشجرة.

طالب: ..............

لكنه الهوى، أصحاب أهواء يحرفون الكلم عن مواضعه، يعني مثلهم الذين قالوا كلمه ربه جرّحه بأظافير الحكمة، وهم أهل اللغة لكنه الهوى فهم أصحاب أهواء وعرفوا بذلك، المشكلة إذا كان صاحب لغة أو عموم علم، صاحب علم، مشكلة إذا كان ليس على الطريق المستقيم، العامي أحسن منه وأسرع استجابة؛ لأنه يجد مخارج ويجد أشياء ويجد حيلا ينفذ منها إلى ما يريد.

ولو كان هذا..

لذلك من أضر الناس على الدين المنافق عليم اللسان، ترون الكتبة الآن ماذا يفعلون؟ كيف يضللون الناس، من ليس عنده علم ينكشف من أول مرة ولا يقبل كلامه، لكن المشكلة الذي عنده شيء من العلم المبني على ضلال- نسأل الله العافية-.

ولو كان هذا الكلام بدا من غير الله لكان قول فرعون أنا ربكم الأعلى صدقًا إذ كل من الكلامين عندهم مخلوق قد قاله غير الله.

هذا مخلوق في الشجرة، وهذا مخلوق في فرعون، فقالت الشجرة يا موسى إني أنا الله، وقال فرعون أنا ربكم الأعلى يوجد فرق؟! لا فرق، وحينئذٍ يكون عندهم فرعون معذورا، ومعروف عند غلاة المتصوفة أهل الاتحاد والحلولية يرون أن فرعون مؤمن كامل الإيمان، وهذا قول غلاة الجهمية بل قالوا بإيمان إبليس لأنه عرف والإيمان المعرفة عندهم.

وقد فرقوا بين الكلامين على أصلهم الفاسد أن ذاك كلام خلقه الله في الشجرة وهذا كلام خلقه فرعون..

لأن عندهم العبد يخلق فعله، وكلامه من فعله، فالذي خلقه فرعون، وذاك الكلام أضيف إلى من لا يجوز وصفه بصفة الخلق فخلق فيه، يفرقون من هذه الحيثية وهم يرون أفعال العباد خلق لهم.

طالب: ..............

خلق الله جل وعلا.

طالب: ..............

هذه أصل المشكلة.

فحرّفوا وبدلوا واعتقدوا خالقًا غير الله وسيأتي الكلام على مسألة أفعال العباد إن شاء الله تعالى فإن قيل فقد قال تعالى               الحاقة: ٤٠  وهذا يدل على أن الرسول أحدثه إما جبريل أو محمد -صلى الله عليه وسلم- قيل ذكر الرسول معرّف أنه مبلّغ عن مرسله.

              الحاقة: ٤٠  جاءت في موضعين من القرآن أحدهما يراد به جبريل والثاني يراد به محمد -عليه الصلاة والسلام- والتعبير برسول كما سيأتي في كلام الشارح- رحمه الله- أنه مرسل من غيره ليؤدي هذه الرسالة التي هي كلام الله، فكيف يكون الكلام صادرًا منه؟

 لو أرسلت خطابا مع شخص يوصله لشخص، وهذا الخطاب فيه كلامك، هل يقول: الكلام هو رسول ليرسل؟ أرسل معه هذا الكلام ليؤديه ويبلغه هل يكون صدر منه؟ والمؤلف سيشرح هذا الكلام.

قيل ذكر الرسول معرّف أنه مبلّغ عن مرسله لأنه لم يقل إنه قول ملك أو نبي فعُلم أنه بلّغه عمن أرسله به لا أنه أنشأه من جهة نفسه وأيضًا فالرسول في إحدى الآيتين جبريل وفي الأخرى محمد فإضافته إلى كل منهما تبيِّن أن الإضافة للتبليغ إذ لو أحدثه أحدهما امتنع أن يحدثه الآخر.

مادام هو منسوب، هو قول جبريل مثلاً إنه لقول رسول هذا الذي ثبت في القرآن، ما قيل قول جبريل ولا قول محمد، قول رسول فإذا أضيف إلى محمد بجملته كيف يضاف إلى جبريل أو العكس؟!

وأيضًا فقوله رسول..

هل يمكن أن يتصور أن يقول هذا الكلام الكثير أكثر من واحد؟ يعني بنفسه يكون كله من واحد وكله من من ثاني يمكن أن يأتي؟ لا يمكن ولا يمكن أن يتفق اثنان على بيت واحد من الشعر بحروفه، وجد في بعض الاتفاقات شطر بيت أو أو جزء أو جملة من كلام أو شيء يسير منه

 لا يمكن أن ينشئه واحد ويتفق معه في كلام، في مقامة، في قصيدة، في مقالة، لا يمكن مستحيل، إلا أن يكون أحدهما أخذ من الآخر أو يكون الاثنان مصدرهما واحد، يعني نقله من مصدر واحد. يوجد كلام في تفسير القرطبي فيه إشكال فنقلت بيانه وإيضاحه من لسان العرب هذا في الطبعة الأولى، هذا الكلام قبل ثلاثين سنة، ثم ملكت الطبعة الثانية فوجدت الكلام بحروفه وأنا نقلته قبل أن أطلع على الطبعة الثانية لماذا المصدر واحد كلنا ناقلين من لسان العرب، الذين علقوا على الكتاب أثناء طباعته نقلوا من لسان العرب وأنا فإذا بسطرين بحروفها يقولون قد يقع الحافر على الحافر قد يقع لكن في كلام كم مداه؟ قالوا قد.. بعضهم نفى أن يوجد بيت كامل مع أن بيتا واحدا ليس مستحيلا إذا وقع الاتفاق في شطر يمكن يقع الاتفاق في الشطر الثاني.

طالب: ..............

لا، أنا لا أقصد المعنى الكلام على اللفظ، المعاني موجودة.

طالب: ..............

بحروفه؟

طالب: ..............

ما ينفع ما اتفق المعاني موجودة والاقتباس موجود والسرقات الأدبية كثيرة فكيف نقول أن القرآن كله من قوله محمد وكله من قول جبريل هذا مستحيل.

وأيضًا فقوله رسول أمين دليل على أنه لا يزيد في الكلام الذي أرسل بتبليغه.

ووصف بالأمانة التكوير: ٢١  ما فيه في القرآن رسول أمين وللشيخ أحمد شاكر تعليقة وأيضًا فقوله رسول أمين يقول الشيخ كذا في الأربعة الأصول يقول المعلق كذا في الأربعة الأصول، قال  العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذا الشرح يعني شرح الطحاوية لأن الطحاوية أوّل ما طبعت أين؟ أين طبعت أول ما..؟

طالب: ..............

لا، بمكة أول ما طبعت بمكة بأمر من الملك عبد العزيز رحمه الله للشيخ عبد الله بن حسن، قابلها مع عشرة من المشايخ، وإن كان أصلها الذي طبعت عنه فيها أخطاء كثيرة فجهدوا في تصحيحها وبقي فيها أشياء، أيضًا الشيخ أحمد شاكر اطلع على طبعة مكة ورأى فيها أخطاء وصححها من غير أصل، نظر فيها وصحح وأدرك بعض الأخطاء- رحمه الله- فجاءت أمثل من طبعة مكة من حيث الصحة، الشيخ أحمد شاكر علّق على هذا الموضع قال في تعليقه على هذا الشرح صفحة مائة واثنا عشر التي ذكرها الشارح               الحاقة: ٤٠  جاءت مرتين في سورة الحاقة وليس فيها بعد الوصف بلفظ أمين والأخرى في سورة التكوير ثم بعدها التكوير: ٢٠ - ٢١  فتعبير الشارح بقوله: وأيضًا فقول رسول أمين فيه شيء من التساهل يعني الوصف بالرسالة موجود والوصف بالأمانة موجود لكن بغير هذا السياق فيه شيء من التساهل لم يرد به حكاية التلاوة وإنما أراد المعنى فقط ولو قال وأيضًا فوصف الرسول بأنه أمين كان أدق وأجود.

وأيضًا فقوله رسول أمين دليل على أنه لا يزيد في الكلام الذي أرسل بتبليغه.

يعني لو قال فوصف الرسول بأنه أمين دليل على أنه لا يزيد يعني مثل ما قال الشيخ.

ولا ينقص منه بل هو أمين على ما أرسل به يبلغه عن مرسله وأيضًا فإن الله قد كفّر من جعله قول البشر ومحمد -صلى الله عليه وسلم- بشر فمن جعله قول محمد بمعنى أنه أنشأه فقد كفر ولا فرق بين أن يقول إنه قول بشر أو جني أو ملك والكلام كلام من قاله مبتدئًا لا من قاله مبلغًا ومن سمع قائلاً يقول:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

 

...........................

قال هذا شعر امرئ القيس..

إلا إذا كان لا يدري، إذا كان لا يعرف أنه من شعر امرئ القيس يسأل القائل هل أنت قلت هذا الكلام أو من قاله؟ أما إذا كان يعرف أنه مطلع المعلّقة معلقة امرئ القيس حتى لو ادعاه مدع وقال أنا قلته يقال له كذبت هذا كلام امرئ القيس.

ومن سمعه يقول «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» قال هذا كلام الرسول وإن سمعه يقول   الفاتحة: ٢ - ٥  قال هذا كلام الله إن كان عنده خبر ذلك وإلا قال لا أدري من كلام من هذا ولو أنكر عليه أحد ذلك لكذّبه ولهذا من سمع من غيره نظما ونثرا يقول له هذا كلام من؟ أهذا كلامك أو كلام غيرك؟ وبالجملة..

على رأي المعتزلة ما يحتاج تسأل هذا الكلام كلام المتكلم ولا فرق بين من ابتدأ أو نقل، وعلى هذا المعتزلي إذا قرأ في كلام الله- جل وعلا- قول فرعون أنا ربكم الأعلى قلنا أنه هو الذي نطق به، والله خلقه فيه يكون مثل فرعون نطقه فيه في آخر الزمان مثل ما نطق فرعون وتبعته عليه مثل تبعته على فرعون.

وبالجملة فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن القرآن كلام الله غير مخلوق ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات؟ أو أنه حروف وأصوات تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلمًا؟ أو أنه لم يزل متكلمًا إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وأن نوع الكلام قديم..

أو  هنا للتقسيم والحق هو القسم الأخير أنه لم يزل متكلمًا إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء، وأن نوع الكلام قديم أما أنه معنى واحد قائم بالذات الكلام النفسي كما تقوله الأشاعرة والماتريدية أو أنه حروف وأصوات تكلم بها بعد أن لم يزل متكلمًا وهو فرع عن كلامهم السابق، هذا كله باطل ولا يلتفت إليه.

وقد يطلق بعض المعتزلة على القرآن أنه غير مخلوق ومرادهم أنه غير مختلق مفترى مكذوب.

يعني من باب التقية والمجاملة قد يقول معتزلي القرآن غير مخلوق ويريد بذلك أنه غير مختلق غير مكذوب على الله- جل وعلا- مخلوق ومختلق مثل ما قال بعض الجهمية والمرجئة حينما قال بعضهم الإيمان قول وعمل، قال الإمام أحمد هذا أخبث قول، قول وعمل هذا أخبث قول لماذا؟ لأنهم أرادوا بذلك تمشية كلامهم وعدم مؤاخذتهم لاسيما إذا ضعفوا في وقت من الأوقات يحتاجون إلى مثل هذا، كالرافضة يحتاجون إلى التقية إذا وجدوا في مكان أو ظرف أو زمان أهل السنة لهم شوكة وقوة ومنعة ويمنعون مثل هذه الأمور المبتدعة، قال الإيمان قول وعمل، ويقصد بذلك عمل اللسان ولا يقصد بذلك عمل الجوارح؛ ولذلك قال الإمام أحمد هذا أخبث قول، قد يقول قائل نحن ما لنا إلا الظاهر واعترف بما هو مطابق لمذهب أهل السنة لماذا نحملهم ولا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب؟ نقول نعرف هم صرحوا وما رجعوا عن كلامهم أن العمل لا يدخل في مسمى الإيمان.

ومرادهم أنه غير أنه غير مختلق مفترى مكذوب، بل هو حق وصدق ولا ريب أن هذا المعنى منتفٍ باتفاق المسلمين، والنزاع بين أهل القبلة إنما هو في كونه مخلوقًا خلقه الله أو هو كلامه الذي تكلم به وقام بذاته، وأهل السنة إنما سئلوا عن هذا وإلا فكونه مكذوبًا مفترى مما لا ينازع مسلم في بطلانه ولا شك أن مشايخ المعتزلة وغيرِهم من أهل..

وغيرَهم.

أحسن الله إليك.

ولا شك أن مشايخ المعتزلة وغيرَهم من أهل البدع معترفون بأن اعتقادهم في التوحيد والصفات والقدَر لم يتلقوه لا عن كتاب ولا سنة.

ولو تلقوه عن الكتاب والسنة واكتفوا بهما لما اختلفوا مع أهل السنة، وإنما يتلقونه من قواعد قعّدوها وأصول أصلوها كلها عقلية ومنقولة من الكتب القديمة الموروثة عن اليونان الذين يسمونهم الحكماء والفلاسفة، قواعد ترجمت في عهد المأمون كتب ترجمت وفيها ما يدل على شيء من هذا واعتنوا بها ونكّبوا عن القرآن والسنة.

لم يتلقوه لا عن كتاب ولا سنة ولا عن أئمة الصحابة والتابعين لهم بإحسان وإنما يزعمون أن العقل دلهم عليه وإنما يزعمون أنهم تلقّوا من الأئمة الشرائع.

الشرائع العملية يتلقونها عن الأئمة ويستدلون فيها بالكتاب والسنة، أما العقائد التي هي الأصل وما يتعلق بالله- جل وعلا- تلقوه من غير الكتاب والسنة، ولو أنهم عكسوا لكان الأمر أسهل الأمر أسهل يعني من هذا وإن كان الكل مصدره لا بد أن يكون الكتاب والسنة.

ولو تُرك الناس على فطرهم السليمة وعقولهم المستقيمة لم يكن بينهم نزاع ولكن ألقى الشيطان إلى بعض الناس أغلوطة من أغاليطه فرّق بها بينهم ﯿ   البقرة: ١٧٦  والذي يدل عليه كلام الطحاوي رحمه الله أنه تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاء كيف شاء وأن نوع كلامه قديم وكذلك ظاهر كلام الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه في الفقه الأكبر فإنه قال والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ وعلى الألسن مقروء وعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منزّل ولفظنا بالقرآن مخلوق..

لأن لأن لفظ القارئ من عمله وعمله مخلوق لله جل وعلا الصافات: ٩٦.

ولفظنا بالقرآن مخلوق وكتابتنا له مخلوقة.

لأنها من عملنا كتابتنا من عملنا.

وقراءتنا له مخلوقة والقرآن غير مخلوق وما ذكره الله في القرآن حكاية عن موسى وغيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وعن فرعون وإبليس فإن ذلك كلّه كلام الله إخبار عنهم كلام الله غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق والقرآن كلام الله لا كلامهم وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى فلما كلّم موسى كلّمه بكلامه الذي هو من صفاته لم يزل وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى لا كرؤيتنا ويتكلم لا ككلامنا انتهى.

كما قال أهل العلم الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، وكما أن له- جل وعلا- ذات لا تشبه ذوات المخلوقين فكذلك له صفات لا تشبه صفات المخلوقين، وإذا كانت المخلوقات وهي تشترك في هذا القدر الذي هو الخلق كلها مخلوقة لله- جل وعلا- تتباين صفاتها ويكون بينها من التفاوت الشيء الكبير وهي مخلوقات فكيف بما بين الخالق والمخلوق؟! والله المستعان هل يقول عاقل أو حتى مجنون أننا إذا قلنا للجمل وجه وللجرادة وجه والنملة لها وجه وهكذا هل هي متشابهة؟ كلها مخلوقات، وأين رجل العنكبوت من رجل الفيل؟ هذه رجل، وهذه رجل هل يمكن أن يقارن هذا بهذا؟! وهي كلها مخلوقات تندرج في كونها تشترك في القاسم المشترك وهو الخلق.

فقوله ولما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو له من صفاته يُعلم منه أنه حين جاء كلّمه لا أنه لم يزل ولا يزال أزلاً وأبدًا يقول يا موسى كما يُفهم ذلك من قوله تعالى الأعراف: ١٤٣.

لا أنه لم يزل ولا يزال أزلاً وأبدًا يقول يا موسى يعني تكلم مرة واحدة في الأزل وكل ما كرره المخلوق يا موسى الله يتكلم بهذا الكلام على مر العصور يا موسى يا موسى بكلام لم يتغير لفظه هل هذا يمكن أن يتصوره عاقل؟! والله لا يمكن ولو رجعوا إلى عقولهم مع ما حُكم عليهم من الخذلان وتنصلوا عنه واعتمصوا بكتاب الله وسنة نبيه لرجعوا إلى القول الحق.

ففهم منه الرد على من يقول من الصحابة.

من أصحابه.

أحسن الله إليك.

ففهم منه الرد على من يقول من أصحابه أنه معنى واحد قائم بالنفس لا يتصور أن يُسمع وإنما يخلق الله الصوت في الهواء.

من أصحابه من أصحاب من؟

أبي حنيفة.

من أصحاب أبي حنيفة لأن في الحنفية الماتريدية كثرة والمعتزلة بكثرة، الزمخشري حنفي المذهب فيهم كثير من المبتدعة لاسيما الماتريدية والمعتزلة.

كما قال أبو منصور الماتريدي وغيره، وقوله الذي هو من صفاته لم يزل ردٌّ على من يقول إنه حدث له وصف الكلام بعد أن لم يكن متكلمًا، وبالجملة فكل ما تحتج به المعتزلة.

هذا يسأل يقول قوله لفظي بالقرآن مخلوق نقل عن الإمام أحمد وغيره أن كلام المبتدعة.

يعني الاسترسال في هذا وأنه قد يسمع شخص لا يفهم ويرى أن اللفظ هذا المصدر بمعنى الملفوظ الذي هو القرآن هذا احتمال أراد الإمام أحمد وغيره حسم المادة بالكلية، فأطلقوا عليه البدعة والاختلاف في اللفظ معروف عند أهل العلم في مسألة مشهورة ومناظرة كبيرة بين الإمام البخاري ومن.؟ شيخه؟

طالب: ..............

نعم هو الذهلي في مسألة معروفة ومشهورة، ومنهم من يرجئ وفاة الإمام البخاري في هذه المسألة في قصة معروفة.

وبالجملة فكل ما تحتج به المعتزلة مما يدل على أنه كلام متعلق بمشيئته.. وقدرته وأنه يتكلم إذا شاء وأنه يتكلم شيئًا بعد شيء فهو حق يجب قبوله وما يقول به من يقول إن كلام الله قائم بذاته وإنه صفة له والصفة لا تقوم إلا بالموصوف.

لأن المعاني لا تقوم بنفسها المعاني لا تقوم بنفسها وإنما تقوم بغيرها.

طالب: ..............

وما يقول به من يقول إن كلام الله قائم بذاته وأنه صفة له والصفة لا تقوم إلا بالموصوف وهو حق يجب قبوله والقول به، نعم هذا الكلام الحق قول أهل السنة.

وما يقول به من يقول إن كلام الله قائم بذاته وإنه صفة له والصفة لا تقوم إلا بالموصوف فهو حق يجب قبوله والقول به فيجب الأخذ بما في قول كل من الطائفتين من الصواب والعدول عما عما يرده الشرع والعقل من قول كل منهما.

نعم، لأن كلام المبتدعة قد يشتمل على جمل فيها حق، يعني حينما يقول المبتدعة يقول أهل السنة الإيمان قول واعتقاد وعمل يقول غيرهم قول واعتقاد هذا حق، لكن يضاف إليه العمل، نحن ما نقول أن كلامهم باطل ليس بقول ولا عمل وليس بقول ولا اعتقاد هذا ليس بصحيح إنما نوافقهم على ما معهم من حق وننكر عليهم ما قصروا فيه أو بنوا عليه من باطل.

فإذا قالوا لنا فهذا يلزم أن تكون الحوادث قامت به قلنا هذا القول مجمل ومن أنكر قبلكم قيام الحوادث بهذا المعنى به تعالى من الأئمة ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك ونصوص الأئمة أيضًا مع صريح العقل ولا شك أن الرسل الذين خاطبوا الناس وأخبروهم أن الله قال ونادى وناجى ويقول لم يفهموهم أن هذه مخلوقات منفصلة عنه بل الذي أفهموهم إياه أن الله نفسه هو الذي تكلم والكلام قائم به لا بغيره وأنه هو الذي تكلم به وقاله كما قالت عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في..

فيَّ بوحي يتلى.

أحسن الله إليك.

من أن يتكلم الله فيَّ بوحي يتلى.

توقعت أن يرى النبي -عليه الصلاة والسلام- رؤيا أو يقال له من غير القرآن أنها بريئة، لكن نزلت براءتها من فوق سبع سموات في عشر آيات تتلى إلى يوم القيامة، ومع ذلك لايزال أهل الضلال يرمونها بما برأها الله منه نسأل الله العافية.

ولو كان المراد من ذلك كله خلاف مفهومه لوجب بيانه إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، ولا يُعرف في لغة ولا عقل قائل متكلم لا يقوم به القول والكلام وإنما قام الكلام بغيره وإن زعموا أنهم فروا من ذلك حذرًا من التشبيه فلا يثبتوا صفة غيره فإنهم إذا قالوا يعلم لا كعلمنا قلنا ويتكلم لا كتكلمنا وكذلك سائر الصفات.

يعني قولهم تفريقهم بين الصفات في إثبات بعضها ونفي بعضها كما هو عند الأشاعرة من إثبات السبع ونفي الباقي هذه أمور متماثلة جاءت بها النصوص على حد سواء ونسبت إلى الله جل وعلا فنسبتها واحدة وثبوتها واحد فالتفريق بينها تفريق بين المتماثلات بدون إحالة عقلية ولا نصوص معارضة وكذلك من أثبت الأسماء ونفى الصفات كالمعتزلة فيقال فيما نفوه مثل ما قالوا فيما أثبتوه.

وهل يُعقل قادر لا تقوم به القدرة أو حي لا تقوم به الحياة وقد قال -صلى الله عليه وسلم-.

يعني تناقض، كيف تثبت أنه قادر ولا تقوم به قدرة كأنك قلت قادر غير قادر، حي غير حي، لأن مؤدى العجز عجز الكلام النفي أوله إثبات وآخره نفي، فهذا عين التناقض.

وقد قال -صلى الله عليه وسلم- «أعوذ بكلمات الله التامات التي يجاوزهن بر ولا فاجر» فهل يقول عاقل إنه -صلى الله عليه وسلم- عاذ بمخلوق بل هذا كقوله «أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك» وكقوله..

فالكلام صفة والرضى صفة هل ينكرون أو يؤولون «أعوذ برضاك من سخطك»؟ مع أنهم لا يثبتون صفة الرضى ولا الغضب ولا السخط ولا المقت، الصفات الفعلية لكنهم لا يقولون هي مخلوقة إنما يرجعونها إلى الإرادة التي يثبتونها، فالغضب إرادة الانتقام والرضى إرادة الإنعام لكن لا يزعمون أنها مخلوقة فإذا قال أعوذ بكلمات الله التامات عاذ بمخلوق وهنا عاذ بصفة وإن لم يثبتوا عينها فكلامهم متناقض.

وكقوله «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» وكقوله «وأعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا» كل هذه من صفات الله تعالى وهذه المعاني مبسوطة في مواضعها وإنما أشير إليها هنا إشارة، وكثير من متأخري الحنفية على أنه معنى واحد والتعدد والتكثّر والتجزي والتبعض في الحاصل في الدلالات لا في المدلول وهذه العبارات مخلوقة.

عندنا دليل ومدلول، الدليل الذي هو النص من الكتاب والسنة أو ما تفرع عنهما، والمدلول الحكم المستنبط من هذا الدليل، التبعض والتجزئ في الدلالات يعني الدليل له دلالة ينتج عنها مدلول، الدلالة التي هي الواسطة بين الدليل والمدلول وهي الاستنباط هذه يقولون فيها تعدد وتكثّر وتجزؤ وهذا وجه الدلالة عنده كذا، وهذا وجه الدلالة عنده كذا، ووجه الدلالة عنده كذا، وأما الدليل ثابت عندهم أنه مخلوق ومفروغ منه عن المعتزلة، والمدلول قد يتفقون فيه مع أهل السنة، هذه الآية تدل على وجوب كذا يتفق فيها معتزلي أو سني فهم لا يختلفون في المدلول.

وهذه العبارات مخلوقة وسميت كلام الله لدلالتها عليه وتأديه بها فإن عُبر بالعربية فهو قرآن وإن عبر بالعبرية فهو توراة.

هذا الذين يقولون كلام الله قديم واحد، تكلم في الأزل ولا يتكلم متى شاء إذا شاء وذكرنا هذا مرارًا، وعرفنا وجه الرد عليه لأنه من لازمه أن تكون سورة المجادلة: ١  نزلت على جميع من نزل عليهم كتاب، في كتبهم كلها في الكتب الإلهية كلها موجودة المسد: ١  موجودة في الكتب إلا أن اللغات تختلف، الآن التراجم لمعاني القرآن الكريم هل تتفق مع الإنجيل المكتوب في اللغة الإنجليزية وفي غيرها من اللغات أو في التوراة؟! ورأينا منها نسخا مطبوعة باللغة العربية ونسخ مطبوعة بلغات أخرى، هم يقولون الاختلاف في اللغات فقط، إذا ترجم بالعربية صار قرآنا وبالعبرية يصير توراة وبالسريانية يصير إنجيلا.

فاختلفت العبارات..

يعني عائشة لما سمعت المجادلة تتكلم مع النبي -عليه الصلاة والسلام- تجادله في أمر زوجها الذي ظاهر منها وحصل كلام وأخذ ورد وبين لها النبي -عليه الصلاة والسلام- وتكلمت بكلام آخر وعائشة في الحجرة وما سمعت كل الكلام، فقط تسمع أن امرأة تجادل فنزل القرآن، قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، عائشة موجودة في القصة التي نزلت على موسى ونزلت على عيسى ونزلت على من قبلهم من الأنبياء وقالت ما قالت سبحان من وسع سمعه الأصوات؟! هذيان هذا والله ما يمشي ولا على أطفال!! والله المستعان وقلنا مرارًا أن ورقة بن نوفل كان يكتب الإنجيل بالعربية ولو كان الأمر كما قالوا لقال هذا قرآن محمد لأني كتبت الإنجيل بالعربية ونقلته من السريانية إلى العربية فصار هذا هو القرآن، وعندي نسخة من السريانية، إنجيل هذا الكلام صحيح؟! سبحان الله!

فاختلفت العبارات لا الكلام قالوا وتسمى هذه العبارات كلام الله مجازًا.

مجازًا.

وهذا كلام فاسد فإن من لازمه أن معنى قوله ﮌﮍ الإسراء: ٣٢  وهو معنى قولُه.

قولِه مضاف إليه.

هو معنى قولِه البقرة: ٤٣  ومعنى آية الكرسي هو معنى.

آيةِ كلها مضاف إليه.

أحسن الله إليك.

ومعنى آيةِ الكرسي هو معنى آيةِ الدين ومعنى سورة الإخلاص هو معنى المسد: ١ وكلما تأمل الإنسان هذا القول تبين له فساده وعلم أنه مخالف لكلام السلف والحق أن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن من كلام الله حقيقة، وكلام الله تعالى لا يتناهى فإنه لم يزل يتكلم بما شاء إذا شاء كيف شاء ولايزال كذلك قال تعالى:                                   ﯿ           الكهف: ١٠٩.

يقول والحق أن التوراة والإنجيل والزبور والقرآن من كلام الله حقيقة لكن التوراة كلام لله جل وعلا يختلف عن كلامه في الإنجيل، وعن كلامه في الزبور، وكلامه في القرآن، ابن حجر ذكر من الأدلة على جواز قراءة السرد والهذ للقرآن بما جاء عن داود عليه السلام أنه كان يقرأ القرآن وفرسه تُسرَج، دوابّه تسرج يعني تُجهَّز، طيّب الذي استدل به ابن حجر الذي يقرؤه داود ما هو؟ قرآننا أو زبورهم؟ وهل الحجم واحد؟ وهل..؟ يعني المسألة ما أدري كيف يستدل ابن حجر بمثل هذا الكلام إلا أنه فرع عن مذهبهم لأن ابن حجر تأثر بمذهب الأشاعرة، وهو كلام- سبحان الله- إذا أخذ الله العقول والألباب هذت الألسنة بما لا يستوعبه إنسان، ولو فكّر هذا القائل بعين البصيرة ما مشى عليه مثل هذا الكلام، لكنهم يأخذون القواعد مسلمة في الصغر ويحفظونها ويرددونها وينشؤون عليها ثم يتركونها، خلاص ضبط الاعتقاد في أول الأمر وخلاص انشغل بالحديث أو بالتفسير أو كذا أو كذا وهذا الكلام موجود في كثير من المفسرين وشراح الحديث وغيره من التخصصات، ضمنوا الاعتقاد على هذه الكيفية وما صاروا يدرسونه مرة أخرى حتى يأتي من ينبههم ويغير عندهم، يعني استقرت عقائدهم على هذا الأمر قرونا، حتى جاء شيخ الإسلام وأعاد عقيدة السلف وأثار في نفوس الناس أن هذه الأمور التي توارثوها يجب أن تبحث من جديد على ضوء الكتاب والسنة، وعلى ضوء ما جاء عن سلف هذه الأمة وأئمتها فتغير كثير من التصورات عند كثير من أهل العلم- رحمه الله- فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة رحمه الله.

وقال تعالى:     ﯿ      ﰃﰄ لقمان: ٢٧  ولو كان ما في المصحف عبارة من كلام الله وليس هو كلام الله.

منهم من قال هو عبارة ومنهم من قال حكاية.

وليس هو كلام الله لما حرُم على الجنب والمحدث مسه ولو كان ما يقرؤه القارئ ليس كلام الله لما حرم على الجنب قراءة القرآن بل كلام الله محفوظ في الصدور مقروء بالألسنة مكتوب في المصاحف كما قاله أبو حنيفة رحمه الله في الفقه الأكبر وهو في هذه المواضع كلها حقيقة وإذا قيل المكتوب في المصحف كلام الله فُهم منه معنى صحيح حقيقي فُهمى منه معنى صحيح حقيقي.

صحيحٌ.

أحسن الله إليك.

فُهم منه معنى صحيحٌ حقيقي وإذا قيل فيه خط فلان وكتابته فُهم منه معنى معنى صحيحٌ حقيقي وإذا قيل فيه مداد قد كُتب به فهم منه معنى صحيح حقيقي وإذا قيل المداد في المصحف كانت الظرفية فيه غير الظرفية المفهومة من قول القائل فيه السموات والأرض وفيه محمد وعيسى ونحو ذلك.

المداد في المصحف هذه ظرفية لأن المداد الذي هو الحبر موجود في المصحف في داخله والمصحف ظرف له هذه ظرفية ما فيها إشكال، لكن فيه السموات والأرض هل هو ظرف للسموات والأرض أو فيه ذكر السموات والأرض؟ ذكر السموات والأرض.

وهذان المعنيان مغايران لمعنى قول القائل فيه خط فلان الكاتب وهذه المعاني الثلاثة مغايرة لمعنى قول القائل فيه كلام الله ومن لم يتنبه للفروق بين هذه المعاني ضل ولم يهتدِ للصواب.

 

بركة بركة.

"