تعليق على تفسير سورة البقرة من أضواء البيان (22)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: ﭚﭛ البقرة: ٢٣١  الآية، ظاهر قوله تعالى في هذه الآية الكريمة البقرة: ٢٣١  بانقضاء عدتهن بالفعل ولكنه بين في موضع آخر أنه لا رجعة إلا في زمن العدة خاصة وذلك في قوله تعالى: البقرة: ٢٢٨  لأن الإشارة في قوله ذلك راجعة إلى زمن العدة المعبَّر عنه بثلاثة قروء في قوله تعالى:    البقرة: ٢٢٨  الآية فاتضح من تلك الآية أن معنى البقرة: ٢٣١  أي قاربن انقضاء العدة وأشرفن على بلوغ أجلها".

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف- رحمه الله تعالى- على قوله- جل وعلا- البقرة: ٢٣١  أن الظاهر من اللفظ انقضاء العدة بالفعل؛ لأن الفعل الماضي الأصل فيه أنه حديث عن الحدث بعد الفراغ منه وهذا السبب في كونه ماضيًا، السبب في كونه ماضيًا أن الحدث انتهى وفرض ولكن جاءت الأدلة من نصوص الكتاب والسنة ولغة العرب أن الفعل الماضي يطلق ويراد به الفراغ كما هو الأصل، ويطلق ويراد به الشروع في الفعل، ويطلق ويراد به إرادة الفعل، يطلق ويراد به الفراغ من الفعل وهذا هو الأصل فيه؛ ولذا سمي ماضيًا، ويطلق ويراد به الشروع في الفعل «إذا ركع فاركعوا» هل معناه إذا فرغ من الركوع؟ لا، وهل المراد منه إذا أراد الركوع؟ لا، إذا شرع في الركوع وبدأ فيه، ويطلق ويراد به إرادة الفعل: "إذا دخل أحدكم الخلاء"، "إذا قرأت القرآن" يعني أردت القراءة، وأردت دخول الخلاء، وهنا فبلغن أي قاربن، ويطلق على المقاربة المضي لقربها منه ويطلق على الشيء اسم غيره لمقاربته وقربه منه مثل شهرا عيد لا ينقصان ذي الحجة لا شك أنه شهر عيد؛ لأن العيد في أثنائه لكن رمضان هل شهر عيد؟ لا، لكن لقرب العيد منه أضيف إليه وفي الحديث «وإلا المغرب فإنها وتر النهار» هي تقع في النهار أو في الليل؟

طالب: ..........

لا، في أول الليل لكن لقربها من النهار قيل وتر النهار أضيفت إليه لقربها منه، وهنا عُبِّر بانقضاء العدة عن مقاربة الانقضاء.

"قوله تعالى ﭟﭠ البقرة: ٢٣١  الآية صرّح تعالى في هذه الآية الكريمة.."

طالب: ..........

الشروع فيه «إذا كبر فكبروا».

طالب: ..........

إرادة الفعل.

"صرح تعالى في هذه الآية الكريمة بالنهي عن إمساك المرأة مضارة لها لأجل الاعتداء عليها بأخذه ما أعطاها لأنها إذا طال عليها الإضرار افتدت منه ابتغاء السلامة من ضرره وصرّح في موضع آخر بأنها إذا أتت بفاحشة مبينة جاز له عضلها حتى تفتدي منه وذلك لقوله تعالى               ﯠﯡ النساء: ١٩".

وحينئذٍ يكون السبب في الفراق من قبلها إذا أتت بفاحشة وهذا إما الزنا أو النشوز أو طول اللسان كما قال بعضهم، يكون سبب الفراق من قبلها وإذا كان السبب من قبلها جاز له أن يعضلها حتى تفتدي.

"واختلف العلماء في المراد بالفاحشة المبينة فقال جماعة منهم هي الزنا، وقال قوم هي النشوز والعصيان وبذاءة اللسان، والظاهر شمول الآية للكل كما اختاره ابن جرير وقال ابن كثير.."

لأنه يتضرر بالبقاء معها مع هذه الأمور كما أنه لا يجوز له أن يضارها لا يجوز لها أن تضاره.

"وقال ابن كثير إنه جيد فإذا زنت أو أساءت بلسانها أو نشزت جازت مضارتها لتفتدي منه ما أعطاها على ما ذكرنا في عموم الآية قال تعالى ﯿ البقرة: ٢٣٣".

طالب: ..........

مضاجرة.

طالب: ..........

اللي هو إذا اختلعت؟

طالب: ..........

لا يلزم ابتداء إمساك ابتداء مع الإضرار أو المراجعة إذا طلقها.

طالب: ..........

الذي هو المراجعة؟

طالب: ..........

المراجعة          ﮎﮏ النساء: ٣٥  إن يريدا إصلاحًا، أما أن يريد إضرار فلا يجوز له ذلك.

طالب: ..........

سيأتي الكلام عليها عند الآية الأخرى- إن شاء الله-.

"قوله تعالى: ﯿ البقرة: ٢٣٣  الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن الرجل إذا أراد أن يطلب لولده مرضعة غير أمه لا جناح عليه في ذلك إذا سلّم الأجرة المعينة في العقد ولم يبين هنا الوجه الموجب لذلك ولكنه بينه في سورة الطلاق بقوله تعالى:   الطلاق: ٦  والمراد بتعاسرهم امتناع الرجل من دفع ما تطلبه المرأة وامتناع المرأة من قبول الإرضاع بما يبذله الرجل ويرضى به، قوله تعالى:   ﭚﭛ البقرة: ٢٣٤  ظاهر هذه الآية الكريمة أن كل متوفى عنها تعتد بأربعة أشهر وعشر ولكنه بين في موضع آخر أن محل ذلك ما لم تكن حاملاً فإن كانت حاملاً كانت عدتها وضع حملها وذلك في قوله ﯯﯰ الطلاق: ٤  ويزيده إيضاحًا ما ثبت في الحديث المتفق عليه من إذن النبي -صلى الله عليه وسلم- لسبيعة الأسلمية في الزواج بوضع حملها بعد وفاة زوجها بأيام وكون عدة الحامل المتوفى عنها بوضع حملها هو الحق فما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- خلافًا لمن قال تعتد بأقصى الأجلين، ويروى عن علي وابن عباس والعلم عند الله تعالى".

يعني حتى قال سعيد بن المسيب أن لها أن تتزوج وهي بدمها يعني لا يلزم أن تنتظر إلى انتهاء النفاس وهذا سواء كانت مطلقة أو متوفى عنها، وأما الاعتداد بأقصى الأجلين فإنه كأن الحامل عليه الاحتياط والعمل بالنصين وأيضًا من باب الاحتياط للنصين؛ لأنه إذا وضعت حملها قبل الأربعة الأشهر والعشر ثم اعتدت بها صارت عملت بالآية بأربعة أشهر وعشرًا وأيضًا ما خالفت الآية الثانية، وكذلك لو وضعت حملها بعد الأربعة الأشهر والعشرة الأيام كأن هذا من باب الاحتياط حتى قال بعضهم إنا لا نترك كتاب الله لقول امرأة صدقت أو كذبت، يعني ما تترك الآية التي هي أربعة أشهر وعشر من أجل حديث سبيعة، وعلى كل حال النص ظاهر والآية الأخرى أيضًا ظاهرة في الباب.

"تنبيهان، الأول: هاتان الآيتان أعني قوله تعالى   ﭚﭛ البقرة: ٢٣٤  وقوله ﯯﯰ الطلاق: ٤  من باب تعارض الأعمين من وجه".

يعني بينهما عموم وخصوص وجهي، في العموم والخصوص المطلق ما فيه إشكال يحمل العام على الخاص، لكن الإشكال فيما إذا كانت إحداهما أعم من وجه وأخص من وجه والثانية كذلك هنا يحتاج إلى مرجح خارجي للتساوي.

"والمقرر في الأصول الترجيح بينهما والراجح منهما يخصص به عموم المرجوح كما عقده في المراقي بقوله:

وإن يكن عموم من وجه ظهر

 

فالحكم بالترجيح حتمًا معتبر

وقد بينت السنة."

ذكرنا على هذه القاعدة من أوضح الأمثلة التعارض بين عموم النهي عن الصلوات في أوقات النهي والإذن بالصلوات الخاصة في هذه الأوقات بينها عموم وخصوص وجهي، فأحاديث النهي عمومها في الصلوات وخصوصها في الأوقات، والعكس في ذوات الأسباب عمومها في الأوقات وخصوصها في الصلوات وتقرير المسألة قُرر مرارًا وبسط فلا نحتاج إلى إعادته.

"وقد بينت السنة الصحيحة أن عموم الطلاق: ٤  مخصص لعموم البقرة: ٢٣٤  الآية مع أن جماعة من الأصوليين ذكروا أن الجموع المنْكرة.."

المنَكَّرة المنَكَّرة.

"ذكروا أن الجموع المنَكَّرة لا عموم لها وعليه فلا عموم في آية البقرة لأن قوله البقرة: ٢٣٤  جمع منَكَّر فلا يعم بخلاف قوله الطلاق: ٤ فإنه مضاف إلى معرف بـ(ال) والمضاف إلى المعرف بها من صيغ العموم كما عقده في مراقي السعود بقوله.."

يعني كالمقترن بها لأن المضاف إلى ما فيه (ال) في كل ما فيه (ال) يفيد العموم ولذلك يقول ابن مالك:

ووصل (ال) بذا المضاف مغتفر

 

إن وصلت بالثاني كالجعد الشعر

أو بالذي له أضيف الثاني

 

كزيد الضارب رأس الثاني

لأن رأس الجاني الرأس ما فيه (ال) لكنه مضاف لما فيه (ال) فأخذ حكمه.

"كما عقده في مراقي السعود بقوله عاطفًا على صيغ العموم:

...............................

 

وما معرفا بـ(ال) قد وجدا

أو بإضافة إلى معرفْ

 

.............................."

معرَّفِ.

"أو بإضافة إلى معرَّفِ

 

إذا تحقق الخصوص قد نفي

الثاني: الضمير الرابط للجملة بالموصول محذوف لدلالة المقام عليه أي   ﭚﭛ البقرة: ٢٣٤  كقول العرب: السمن منوان بدرهم أي منوان منه بدرهم، قوله تعالى: ﮋﮌ البقرة: ٢٤١  ظاهر هذه الآية".

وقوله البقرة: ٢٣٤  خبر لكن المراد به الأمر على سبيل الوجوب، أمر هذا حكمًا وإن كان لفظه خبر والأمر إذا جاء أو النهي بصيغة الخبر كان أبلغ منه بصيغة الأمر الصريح أو النهي الصريح لأنه يتحدث عمن أنزل عليهم القرآن أنهم امتثلوا وفعلوا وانتهى.

"قوله تعالى: ﮋﮌ البقرة: ٢٤١  ظاهر هذه الآية الكريمة أن المتعة حق لكل مطلقة على مطلقها المتقي سواء أطلقت قبل الدخول أم لا، فرض لها صداق أم لا، ويدل لهذا العموم قوله تعالى:           الأحزاب: ٢٨  مع قوله       الأحزاب: ٢١  وقد تقرر في الأصول أن الخطاب الخاص به -صلى الله عليه وسلم- يعم حكمه جميع الأمة إلا بدليل على الخصوص كما عقده في مراقي السعود بقوله:

وما به قد خوطب النبيُّ

 

تعميمه في المذهب السنيِّ

وهو مذهب الأئمة الثلاثة".

السنيْ هنا يحتاج إلى أنك تسكن لأنه يختلف الأول عن الثاني..

"وما به قد خوطب النبيْ

 

تعميمه في المذهب السنيْ

وهو مذهب الأئمة الثلاثة خلافًا للشافعي القائل بخصوصه به -صلى الله عليه وسلم-إلا بدليل على العموم كما بيناه في غير هذا الموضع".

كأن الشافعي استروح إلى مثل هذا لاسيما في باب النكاح لكثرة خصائصه -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..........

 ما هو؟

طالب: ..........

لا لا، على المختار.

"وإذا عرفت ذلك فاعلم أن أزواج النبي مفروض لهن ومدخول بهن وقد يفهم من موضع آخر أن المتعة بخصوص المطلقة قبل الدخول وفرضُ الصداق معا."

قبل الدخول وفرضِ الصداق.

"وفرضِ الصداق معا؛ لأن المطلقة بعد الدخول تستحق الصداق، والمطلقة قبل الدخول وبعد فرض الصداق تستحق نصف الصداق، والمطلقة قبلهما لا تستحق شيئا فالمتعة لها خاصة لجبر كسرها وذلك في قوله تعالى:       ﮭﮮ البقرة: ٢٣٦  ثم قال البقرة: ٢٣٧  فهذه الآية ظاهرة في هذا التفصيل ووجهه ظاهر معقول وقد ذكر تعالى في موضع آخر ما يدل على الأمر بالمتعة للمطلقة قبل الدخول وإن كان مفروضًا لها وذلك في قوله تعالى:           الأحزاب: ٢٨.."

لا لا، كيف؟ الأحزاب: ٤٩  وقد ذكر تعالى..

"وقد ذكر تعالى في موضع آخر ما يدل على الأمر بالمتعة للمطلقة قبل الدخول وإن كان مفروضًا لها وذلك في قوله تعالى يا أيها النبي."

لا، "وذلك في قوله تعالى:     ﮒﮓ الأحزاب: ٤٩".

لأن ظاهر عمومها يشمل المفروض لها الصداق وغيرها.

"لأن ظاهر عمومها يشمل."

المفروض لها الصداق وغيرها.

"يشمل المفروض لها الصداق وغيرها".

كلهم، وبكل واحدة من الآية الثلاث ليس عندك؟

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: مقدم آية..

"لأن ظاهر عمومها يشمل المفروض لها الصداق وغيرها ولكل واحدة من."

وبكل.

"وبكل واحدة من الآيات الثلاث أخذ جماعة من العلماء والأحوط الأخذ بالعموم وقد تقرر."

قد يقال أن هذه الآية عامة بالمفروض لها وغير المفروض لها والآية التي قبلها خاصة بمن لم يفرض لها صداق والخاص مقدم على العام، لكن عمومات أخرى في الأمر بالمتعة للمطلقة يشمل المطلق قبل الدخول وبعدها والمفروض لها وغيرها.

"وقد تقرر في الأصول أن النص الدال على الأمر مقدم على الدال للإباحة وعقده في مراقي السعود بقوله.."

لأن الأمر أقوى من الإباحة لكن لو تعارض الأمر والنهي قُدم ما يدل على الحظر.

"وناقل ومثبت والآمر

 

بعد النواهي ثم هذا الآخر

على إباحة............

 

.......................

إلى آخره. وقوله: ثم هذا الآخر على إباحة يعني أن النص الدال على أمر مقدم على النص الدال على إباحة للاحتياط في الخروج من عهدة الطلب والتحقيق أن قدر المتعة لا تحديد فيه شرعا لقوله تعالى:           البقرة: ٢٣٦  فإن توافقا على قدر معيَّن فالأمر واضح، وإن اختلفا فالحاكم يجتهد في تحقيق المناط فيعين القدر على ضوء قوله تعالى         البقرة: ٢٣٦  الآية هذا هو الظاهر وظاهر قوله:  "فمتعوهن" وقوله "وللمطلقات متاع" يقتضي وجوب المتعة في الجملة خلافا لمالك ومن وافقه في عدم وجوب المتعة أصلا، واستدل بعض المالكية على عدم وجوب المتعة؛ لأن الله تعالى قال         البقرة: ٢٣٦  وقال البقرة: ٢٤١  قالوا فلو كانت واجبة لكانت حقًا، على كل حال ولو كانت واجبة لعين فيها القدر الواجب، قال مقيده- عفا الله عنه- هذا الاستدلال على عدم وجوبها لا ينهض فيما يظهر؛ لأن قوله: "على المحسنين" "على المتقين" تأكيد للوجوب وليس لأحد أن يقول لست متقيًا مثلاً لوجوب التقوى على جميع الناس، قال القرطبي في تفسير قوله تعالى "ومتعوهن" الآية ما نصه: وقوله "على المتقين" تأكيد لإيجابها لأن كل واحد يجب عليه أن يتقي الله في الإشراك به ومعاصيه، وقد قال تعالى في القرآن البقرة: ٢  وقولهم لو كانت واجبة لعين القدر الواجب فيها ظاهر السقوط فنفقة الأزواج والأقارب واجبة ولم يعين فيها القدر اللازم وذلك النوع من تحقيق المناط مجمع عليه في جميع الشرائع كما هو معلوم".

قال بعضهم إن أعلاها عبد وأقلها سترة تجزئ في الصلاة، وذكر عن الحسن بن علي- رضي الله تعالى عنه- أنه طلق امرأتين في آن واحد وأرسل بالمتعة لكل واحدة عشرة آلاف، وقال للرسول اسمع ما يقول إذا سلمت المتعة اسمع الرد ما هو، إحداهما أخذت العشرة آلاف وسكتت، والثانية قالت مال كثير من حبيب مفارق قال ردوها فراجعها يعني في قلبها له محبة ومودة بخلاف التي أخذت المال يمكن فرحت به والله المستعان.

"قوله تعالى     ﮪﮫ البقرة: ٢٤٣  المقصود من هذه الآية الكريمة تشجيع المؤمنين على القتال بإعلامهم بأن الفرار من الموت لا ينجي، فإذا علِم الإنسان أن فراره من الموت أو القتل لا ينجيه هانت عليه مبارزة الأقران والتقدم في الميدان، وقد أشار تعالى أن هذا هو مراده بالآية حيث أتبعها بقوله البقرة: ٢٤٤  الآية وصرح بما أشار إليه هنا في قوله     الأحزاب: ١٦  وهذه أعظم آية في التشجيع على القتال لأنها تبين أن الفرار من القتل لا ينجي منه".

وقد يوقع في القتل إذا فرّ وصار منفردًا عن غيره جرأ عليه عدوه لا ينفعه الفرار ولا يغني حذر من قدر.

"ولو فُرض نجاته منها فهو ميت عن قريب كما قال قُعنب بن أم صاحب".

قَعنب.

"كما قال قَعنب بن أم صاحب".

إذا أنت لاقيت في نجدة

 

فلا تتهيب كأن تُقْدما"

تَقَدَّما..

".........................

 

فلا تهيب كأن تَقَدَّما"

أو أن تُقْدِما ماشي.

"فإن المنية من يخشها

 

فسوف تصادفه أينما

وإن تتخطى كأسبابها

 

وإن قصاراك أن تهرما

وقال زهير:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب

 

تمته ومن تخطئ يعمر فيهرم

وقال أبو الطيب:

وإذا لم يكن من الموت بد

 

فمن العجز أن تكون جبانا

ولقد أجاد من قال:

في الجبن عار وفي الإقدام مركمة

 

والمرء في الجبن لا ينجو من القدر

وهذا هو المراد بالآيات المذكورة، ويؤخذ من هذه الآية عدم جواز الفرار من الطاعون إذا وقع في أرض وأنت فيها، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- النهي عن الفرار من الطاعون وعن القدوم على الأرض التي هو فيها إذا كنت خارجًا عنها، تنبيه: لم تأت لفظة ألم تر ونحوها في القرآن مما تقدم لفظ ألم معداةً إلا بالحرف الذي هو إلى وقد ظن بعض العلماء أن ذلك لازم والتحقيق عدم لزومه وجواز تعديته بنفسه دون حرف الجر كما يشهد له قول امرئ القيس:

ألم ترياني كلما جئت طارقًا

 

وجدت بها طيبًا وإن لم تطيب"

 

ألم تر أن الله أعطاك سورة

 

ترى كل ملك دونها يتعدد

بدون إلى بدون تعدية.

طالب: ..........

نعم هو كافر.

طالب: ..........

كافر هو ما يتدين.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

من ماذا؟

طالب: ..........

يعني ما عبد غيره لكن لا يعرف هذه التفاصيل يمكن.

"قوله تعالى: ﯭﯮ البقرة: ٢٤٥  لم يبين هنا قدر هذه الأضعاف الكثيرة ولكنه بين في موضع آخر أنها تبلغ سبعمائة ضعف وتزيد عن ذلك وذلك في قوله تعالى ﭿ        ﮍﮎ    ﮒﮓ البقرة: ٢٦١".

يعني جاء في المسند بسند ضعيف مضعف عند أهل العلم «إن الله يضاعف لبعض عباده الحسنة إلى ألفي ألف حسنة» ولا شك أن فضل الله لا يُحد.

سم.

"قوله تعالى: ﮮﮯ البقرة: ٢٥١  لم يبين هنا شيئًا مما علمه وقد بينه في مواضع أخر أن مما علمه صنعة الدروع كقوله ﯟﯠ الأنبياء: ٨٠  الآية وقوله   ﮘﮙ سبأ: ١٠ - ١١  قوله تعالى   البقرة: ٢٥٢  يفهم من تأكيده هنا بأن واللام أن الكفار ينكرون رسالته كما تقرر في فن المعاني وقد صرح بهذا المفهوم في قوله    ﭕﭖ الرعد: ٤٣".

نعم لأن الخالي الذهن عن الخبر لا يؤكد له الخبر حتى يوجد ما يستدعي التأكيد أين؟ في سورة يس في قصة.

طالب: ..........

يعني في الموضع الأول قالوا         يس: ١٤  في الموضع الثاني          يس: ١٦  لما كذبوهم أُكد لهم الخبر.

"قوله تعالى: ﭗﭘ      ﭜﭝ ﭠﭡ البقرة: ٢٥٣  لم يبين هنا هذا الذي كلمه الله منهم وقد بين أن منهم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بقوله النساء: ١٦٤  وقوله الأعراف: ١٤٤ قال ابن كثير      ﭜﭝ البقرة: ٢٥٣  يعني موسى ومحمدًا -صلى الله عليه وسلم- وكذلك آدم كما ورد في الحديث المروي في صحيح ابن حبان عن أبي ذر رضي الله عنه قال مقيده- عفا الله عنه- تكليم آدم الوارد في صحيح ابن حبان بينه قوله تعالى: البقرة: ٣٥  وأمثالها من الآيات فإنه ظاهر في أنه بغير واسطة الملك، ويظهر من هذه الآية نهي حواء عن الشجرة على لسانه فهو رسول إليها بذلك قال القرطبي في تفسير قوله تعالى:      ﭜﭝ البقرة: ٢٥٣  ما نصه: "وقد سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن آدم أنبي مرسل هو؟ فقال «نعم، نبي مكلَّم» قال ابن عطية وقد تأول بعض الناس أن تكليم."

لكن الجواب بنعم هل يقتضي أنه مرسل أو لا؟ أنبي مرسل هو؟ فقال «نعم، نبي مكلَّم» أو فيه نوع إضراب عن الرسالة إلى التكليم؟

طالب: ..........

إضراب عن الرسالة إلى التكليم؛ ولذلك جاء في حديث الشفاعة أنهم قالوا لنوح عليه السلام أنت أول الرسل فمن قبله كلهم أنبياء ليسوا برسل.

"قال ابن عطية: وقد تأول بعض الناس أن تكليم آدم كان في الجنة فعلى هذا تبقى خاصية موسى انتهى، وقال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: البقرة: ٣٨  في سورة البقرة ما نصه: "لأن آدم كان هو النبي أيام حياته."

تبقى الخاصية لموسى وماذا عن محمد في تكليمه إياه ليلة الإسراء إذا أجاب عن آدم أو يقال مثله في السماء ما كُلم وهو في الأرض مثل موسى؟

طالب: ..........

لا، هو ثبت قليله ثبت كثيره ما فيه شك، لكن بما أجيب به عن آدم كان في الجنة وهذا في الإسراء في السماء والكلام مع موسى وهو في الأرض.

"وقال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: البقرة: ٣٨  في سورة البقرة ما نصه: "لأن آدم كان هو النبي أيام حياته بعد أن أهبط إلى الأرض والرسول من الله جل ثناؤه إلى ولده فغير جائز أن يكون معنيًّا وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله البقرة: ٣٨  أي رسل انتهى محل الحجة منه بلفظه وفيه وفي كلام ابن كثير".

يعني هل يدخل الرسول بالخطاب الذي يحمله هو يعني هو المتكلم هل يدخل في خطابه لأنه هنا قال فغير جائز أن يكون معنيًّا وهو الرسول بقوله البقرة: ٣٨  يعني هذا الخطاب هو الذي يحمله هل يدخل أو ما يدخل؟ دخول المتكلم في خطابه المسألة خلافية بين أهل العلم، وعلى كل حال هو مرسل لأن كان هو النبي أيام حياته والرسول من الله تعالى إلى ولده، وهذا يشكل على أن نوحا أول الرسل كما قرره جمع من أهل العلم واحتجوا بحديث الشفاعة.

طالب: ..........

رسول إلى جميع من في الأرض أو إلى قومه؟

طالب: ..........

لم يبعث إلى العالمين إلا محمد -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..........

لا لا، رسول إلى ولده من جنس من يرسل إليهم.

طالب: ..........

بعد عشرة قرون حديث ابن عباس.

طالب: ..........

ولا عكس.

طالب: ..........

هذا تفريق شيخ الإسلام في كتاب النبوات.

طالب: ..........

وبهذا يفرّق بين النبي والرسول على كلام شيخ الإسلام، يعني الرسول يأتي بشريعة جديدة قاله شيخ الإسلام والنبي يكون مؤكِّد لرسالة سابقة، يرد على هذا أن آدم لم يكن مؤكدا لشريعة سابقة فهو على الحد رسول وعيسى مؤكد لرسالة موسى وعلى هذا هو نبي وليس برسول لكنه من أولي العزم من الرسل.

طالب: ..........

نعم معروف كلام الشيخ.

طالب: ..........

ولا يؤمر بالتبليغ هذا ليس بصحيح وإن كان كلام الأكثر ما الفائدة إذا لم يؤمر بتبليغه.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

كانوا على التوحيد.

طالب: ..........

قبل إسماعيل.

طالب: ..........

ومن بعده من الأنبياء قبل نوح.

"وفيه وفي كلام ابن كثير المتقدم عن صحيح ابن حبان التصريح بأن آدم رسول وهو مشكِل مع ما ثبت في حديث الشفاعة المتفق عليه من أن نوحًا وعلى نبينا الصلاة والسلام أولُ الرسل ويشهد له قوله تعالى:           ﭛﭜ النساء: ١٦٣  الآية، والظاهر أنه لا طريق للجمع إلا من وجهين، الأول: أن آدم أرسل لزوجته وذريته في الجنة، ونوح أول رسول أرسل في الأرض ويدل لهذا الجمع ما ثبت في الصحيحين وغيرهما «ويقول ولكن ائتوا نوحا فهو أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض» الحديث فقوله «إلى أهل الأرض» لو لم يرد به الاحتراز عن رسول بُعث لغير أهل الأرض لكان ذلك الكلام حشوًا بل يُفهم من مفهوم مخالفته ما ذكرنا ويستأنس له بكلام ابن عطية الذي قدمنا نقل القرطبي له".

لكن يرد عليه أنه أرسل لأولاده بعد ما اقتصر الأمر على زوجته لأولاده وأولاده في الأرض ليس في الجنة.

"الوجه الثاني: أن آدم أرسل إلى ذريته وهم على الفطرة لم يصدر منهم كفر فأطاعوه ونوح هو أول رسول أرسل لقوم كافرين ينهاهم عن الإشراك بالله تعالى ويأمرهم بإخلاص العبادة له وحده ويدل لهذا الوجه قوله تعالى:            يونس: ١٩  أي على الدين الحنيف أي حتى كفر قوم نوح، وقوله ﭿ البقرة: ٢١٣  الآية والله تعالى أعلم، قوله تعالى ﭠﭡ البقرة: ٢٥٣  أشار في موضع آخر إلى أن منهم محمدا -صلى الله عليه وسلم- كقوله الإسراء: ٧٩  أو قوله             سبأ: ٢٨  الآية وقوله الأعراف: ١٥٨  وقوله الفرقان: ١  وأشار في مواضع أخر إلى أن منهم إبراهيم كقوله         النساء: ١٢٥  وقوله   ﮰﮱ البقرة: ١٢٤  إلى غير ذلك من الآيات، وأشار في موضع آخر إلى أن منهم داود وهو قوله ﮰﮱ الإسراء: ٥٥  وأشار في موضع آخر إلى أن منهم إدريس وهو قوله مريم: ٥٧  وأشار هنا إلى أن منهم عيسى بقوله     البقرة: ٢٥٣  الآية".

والسنة أيضًا تدل على أنواع من التفضيل فأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وأول من يبعث كما جاء في الحديث الصحيح موسى عليه السلام حتى قال الرسول «لا أدري أبعث قبل أم جوزي بصعقة الطور» يعني ينفخ في الصور فيصعق الناس فيكون محمد -عليه الصلاة والسلام- أول من تنشق عنه الأرض «فإذا موسى آخذ أو باطش بقائمة العرش فلا أدري أبعث قبلي أم جوزي بصعقة الطور» وهذه الفضائل في أنواع مخصوصة لا تعني التفضيل المطلق الذي هو محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي هو أفضل الخلق وسيد ولد آدم ولا فخر.

"تنبيه: في هذه الآية الكريمة أعني قوله تعالى: ﭗﭘ البقرة: ٢٥٣  الآية إشكال قوي معروف، ووجهه: أنه ثبت في حديث أبي هريرة المتفق عليه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال «لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أفاق قبل أم كان ممن استثنى الله» وثبت أيضًا من حديث أبي سعيد المتفق عليه «لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة» الحديث وفي رواية «لا تفضلوا بين أنبياء الله» وفي رواية «لا تخيروني من بين الأنبياء» وقال القرطبي في تفسير هذه الآية ما نصه: "وهذه الآية مشكلة والأحاديث ثابتة بأنه النبي -صلى الله عليه وسلم-".

بأن.

"بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «لا تخيروا بين الأنبياء ولا تفضلوا بين أنبياء الله» رواها الأئمة الثقات، لا تقولوا فلان خير من فلان، ولا فلان أفضل من فلان انتهى. قال ابن كثير في الجواب عن هذا الإشكال ما نصه: "والجواب من وجوه، أحدها: أن هذا كان قبل أن يعلم بالتفضيل وفي هذا نظر، الثاني: أن هذا قاله من باب الهضم والتواضع، الثالث: أن هذا نهي عن التفضيل في مثل هذه الحال التي تحاكموا فيها عند التخاصم والتشاجر".

الذي يتضمن التنقص للطرف الثاني؛ لأنه معلوم عند المفاضلة فلان أفضل من فلان ثم يقول الثاني لا، فلان أفضل من فلان أنه يحصل شيء من التنقص للمفضول مثل هذا يوجد كثيرًا في المفاضلة في غير الأنبياء أيضًا في المذاهب إذا قيل مالك أفضل من أبي حنيفة أو العكس ما مقصود القائل؟ المقصود التنقص من الطرف الثاني لاسيما فيما إذا لم يترتب عليه مصلحة علمية شرعية بأن الأقوال أحيانًا ترجَّح باعتبار القائلين، وهذا يلزم منه التفضيل ومعرفة الفضل لأهله لكن المحظور التنقص، ولكن متعصِبة المذاهب صرحوا بالتنقص والازدراء والحط من أقدار الرجال وهذا موجود إلى الآن، إذا مدح شيخه ثم قيل له لا، فلان ثم قال لا، فلان ثم إلى آخره. بيان المحاسن والمساوئ.

طالب: ..........

ووضعوا الأحاديث نعم.

طالب: ..........

كونه أفضل الخلق -عليه الصلاة والسلام- هذا محل إجماع، لكن قوله -عليه الصلاة والسلام- لا تفضلوني أو لا تفضلون هذا من باب هضم النفس والتواضع وعدم تنقص الآخرين «نحن أحق بالشك من إبراهيم» يقول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث المتفق عليه «نحن أحق بالشك من إبراهيم» لأن إبراهيم عليه السلام لما قال ﭘﭙ   ﭜﭝ البقرة: ٢٦٠  قد يتطاول عليه من يتطاول أنه شك عليه السلام في كيفية إحياء الموتى قال النبي -عليه الصلاة والسلام- يريد أن يرفع هذا الشك أو هذا الاتهام بقوله «نحن أحق بالشك من إبراهيم».

"الرابع: لا تفضلوا بمجرد الآراء والعصبية، الخامس: ليس مقام التفضيل إليكم وإنما هو إلى الله- عز وجل- وعليكم الانقياد والتسليم له والإيمان به انتهى منه بلفظه. وذكر القرطبي في تفسيره أجوبة كثيرة عن هذا الإشكال واختار أن منع التفضيل في خصوص النبوة وجوازه في غيره من زيادة الأحوال والخصوص والكرامات، فقد قال ما نصه: "قلت وأحسن من هذا قول من قال إن المنع من التفضيل إنما هو من جهة النبوة التي هي خصلة واحدة لا تفاضل فيها وإنما التفضيل في زيادة الأحوال والخصوص والكرامات والألطاف والمعجزات المتباينات وأما النبوة في نفسها فلا تتفاضل وإنما تتفاضل بأمور أخر زائدة عليها ولذلك منهم رسل وألو عزم ومنهم من اتخذ خليلا ومنهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات قال الله تعالى ﮰﮱ الإسراء: ٥٥".

وأحاديث الخصائص ظاهرة في تفضيله -عليه الصلاة والسلام- إضافة إلى ما جاء في نفس موضوع التفضيل.

"قلت وهذا قول حسن فإنه جمع بين الآي والأحاديث من غير نسخ، والقول بتفضيل بعضهم على بعض إنما هو بما منح من الفضائل وأعطي من الوسائل، وقد أشار ابن عباس إلى هذا فقال: إن الله فضل محمدا -صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء وعلى أهل السماء فقالوا لم يا ابن عباس فضله على أهل السماء فقال إن الله تعالى قال:   ﮍﮎ          الأنبياء: ٢٩  وقال لمحمد -صلى الله عليه وسلم-     الفتح: ١ - ٢  قالوا فما فضله على الأنبياء؟ قال قال الله تعالى: ﮞﮟ إبراهيم: ٤  وقال الله عز وجل لمحمد -صلى الله عليه وسلم-             سبأ: ٢٨  فأرسله إلى الجن والإنس ذكره أبو محمد الدارمي في مسنده وقال أبو هريرة خُيّر.."

خَيْر.

"خَيْر بني آدم نوح وإبراهيم وموسى ومحمد -صلى الله عليه وسلم- وهم أولوا العزم من الرسل وهذا نص من ابن عباس وأبي هريرة في التعيين ومعلوم أن من أرسل أفضل ممن لم يرسل فإن من أرسل فضل على غيره بالرسالة واستووا في النبوة إلى ما يلقاه الرسل من تكذيب أممهم وقتلهم إياهم وهذا مما لا خفاء به انتهى محل الغرض منه بلفظه".

كما هو مقرر من النفع المتعدي أفضل من اللازم والرسل نفعهم متعدٍّ.

 

"واختار ابن عطية كما نقله عنه القرطبي أن وجه الجمع جواز التفضيل إجمالاً كقوله -صلى الله عليه وسلم- «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» ولم يعين، ومنع التفضيل على طريق الخصوص كقوله «لا تفضلوني على موسى» وقوله: «لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى» ونحو ذلك والعلم عند الله تعالى".

"