كتاب الجامع من سبل السلام (25)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

"بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في البلوغ وشرحه:

وعن أبي صِرمة بكسر الصاد المهملة وسكون الراء، اشتهر بكنيته، واختلف في اسمه اختلافًا كثيرًا."

يعني كالمعتاد أن من اشتهر بالكنية يضيع اسمه، كما أن من عرف باسمه ضاعت كنيته، وضاع لقبه.

"وهو من بني مازن بن النجار، شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من ضارَّ مسلما ضارَّه الله، ومن شاقَّ مسلمًا شقَّ الله عليه». أخرجه أبو داود والترمذي، وحسنه.

 أي من أدخل على مسلم مضرة في ماله أو نفسه أو عرضه بغير حق ضاره الله أي جازاه من جنس فعله، وأدخل عليه المضرة والمشاقة والمنازعة."

لأن الجزاء من جنس العمل {جَزَاءً وِفَاقاً} [سورة النبأ:26]، الجزاء من جنس العمل، «اللهم من ولي من أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه».

"أي من نازع مسلمًا ظلمًا وتعديًا أنزل الله عليه المشقة جزاءً وفاقًا، والحديث تحذير من أذى المسلم بأي شيء.

 وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.."

وهذا في المضارَّة التي هي المفاعلة، يعني وقوع الضرر من الطرفين إذا كان هذا في وقوع الضرر من الطرفين، فكيف بما كان فيما إذا كان الضرر من طرف دون الآخر، فالأمر أشد، يعني إذا وجد من يضر ويدافع عن نفسه وعليه هذا الوعيد فكيف إذا وجد من يضر، ولا يدافع عن نفسه؟ نسأل الله العافية.

"قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يبغض الفاحش البذيء». أخرجه الترمذي وصححه.

 البغض ضد المحبة، وبغض الله عبده إنزار العقوبة به وعدم إكرامه إياه، والبذيء فعيل من البذاءة."

هذا التأويل لصفة البغض الثابتة لله- جل وعلا-، ومثلها الكره والمحبة والخُلَّة، وغير ذلك من الصفات الثابتة لله -جل وعلا- مما يثبته أهل الحق من سلف هذه الأمة وأئمتها ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة هذا التأويل لا شك أنه حيد عن الإثبات، وتأويل باللازم، هذه طريقة من ينفي هذه الصفة، وليس على جادة أهل السنة والجماعة.

"والبذيء فعيل من البذاء، وهو الكلام القبيح الذي ليس من صفات المؤمن، كما دل له الحديث الآتي.

 وله من حديث ابن مسعود، وله أي الترمذي من حديث ابن مسعود رفْعه."

رفَعه.

"رفَعه."

يعني إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-.

"من حديث ابن مسعود رفَعه: «ليس المؤمن بالطعان، ولا باللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء». وحسنه، وصححه الحاكم، ورجح الدارقطني وقفه.

 الطعن: السب، يقال: طعن في عرضه أي سبه، واللعان اسم فاعل للمبالغة بزنة فعَّال أي كثير اللعن، ومفهوم الزيادة غير مراد."

يعني مفهوم الزيادة على أصل اللعن، يعني ولو مرة واحدة غير مراد، يعني أنه يدخل في الحديث من لعن مرة واحدة ليس المسلم بالذي يلعن، ليس المؤمن بالذي يلعن ولو مرة واحدة، وأما الصيغة، صيغة المبالغة بحيث لو قال قائل: إنه لا يلعن إلا مرة أو مرتين، فهذا لا يستحق صيغة المبالغة فلا يدخل في الحديث صيغة المبالغة ليست مقصودة، كما في قوله- جل وعلا-: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [سورة فصلت:46] صيغة المبالغة مقصودة؟ هل معناه أنه إذا نفينا الظلام الذي هو المبالغة نثبت له أنه ظالم؟ لا، فصيغة المبالغة ليست مقصودة، فاللعن ولو مرة واحدة محرم، كما جاء في الحديث الصحيح: «لعن المؤمن كقتله».

"فإن اللعن محرم قليله وكثيره، والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب و اللعن إلا أن يستثنى من ذلك لعن الكافر، وشارب الخمر، ومن لعنه الله ورسوله."

نعم، يستثنى من ذلك لعن الكافر على خلاف في الكافر المعيَّن هل يُلعَن أم لا؟ لكن الذي عليه أهل التحقيق أنه يلعن من لعنه الله، يلعن إبليس يُلعَن وكل من ظلم الناس من أهل الكفر فإنه لا مانع من لعنه بعينه، والعلماء يجري على ألسنتهم لعن الظلمة من الكفار، وأما أصحاب المعاصي والفساق من المسلمين فإنه لا يُلعَن منهم إلا من جاء النص بلعنه على سبيل العموم، لا على سبيل التخصيص، لعن الله السارق، لعن الله شارب الخمر، لكن ما يقال: فلان شرب الخمر لعنه الله؛ لأن لعن الجنس لا يعني لعن الأفراد، وكذلك المتبرجات، «إذا رأيتموهن فالعنوهن» يعني العموم، «فإنهن ملعونات» أما فلانة متبرجة لعنها الله فهذا ما يصلح.

طالب: ..........

هذا بالنسبة لأشخاص ثبت إسلامهم، أسلموا فيما بعد في قضية عين.

"وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا». أخرجه البخاري. وسب الأموات عام للكافر وغيره، وقد تقدم.."

تقدم هذا الحديث، تقدم في كتاب الجنائز «فإنكم بذلك تؤذوا الأحياء»، «لا تسبوا الأموات فإنكم بذلك تؤذوا الأحياء»، فالنهي عن سب الأموات ممن يستحق السب لما يتعرض له الحي من الأذي، وإلا فالميت إذا كان يستحق السب ففي بعض الروايات التعليل بأنهم كما هنا فإنهم أفضوا إلى ما قدموا، يعني خلاص انتهى ما له داعٍ ولا فائدة من السب، اللهم إلا إذا كان يترتب عليه مصلحة تسبه بما ظهر منه من مضرة على الأمة، فإذا كان مبتدع رأسًا من رؤوس المبتدعة، وتسبه لتنفِّر من بدعته أو راوٍ ضعيفًا أو كذابًا أو وضَّاعًا، أو ما أشبه ذلك فإن مثل هذا يبيِّن واقعه، وإن اقتضى ذلك سبه للمصلحة الراجحة.

"وعلله -صلى الله عليه وسلم- بإفضائهم إلى ما قدموا من أعمالهم، وصار أمرهم إلى مولاهم، وقد مر الحديث بلفظه في آخر الجنائز، والكلام فيه.

 وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنة قتات» بقاف ومثناة فوقية وبعد الألف مثناة أيضًا، وهو التمام.."

النمام.

"وهو النمام."

الذي ينقل حديث الناس؛ للإفساد بينهم.

"وقد روي بلفظه متفق عليه، وقيل: إن بين القتات والنمام فرقًا، فالنمام الذي يُحضِر القصة ليبلغها، والقتات."

يَحضُر يَحضُر.

"الذي يَحضُر القصة ليبلِّغها، والقتات الذي يتسمع من حيث لا يَعلم به.."

يُعلَم.

"الذي يتسمع من حيث لا يُعلَم به، ثم ينقل ما سمعه."

والحقيقة واحدة سواء علم به أو لم يُعلَم، إلا أنه إذا عُلِم به احتيط منه، وإذا لم يُعلَم بحيث يتجسس على الناس، ويسجل كلامهم، وينقله إلى من يوصل الأذى إليهم فهذا أمره أشد، نسأل الله العافية.

"وحقيقة النميمة.."

وإذا اطمأن الناس إلى شخص، ووثقوا به، وأمنوه على كلامهم، ثم نقله من أجل الإفساد فهذا أشد، نسأل الله العافية.

"وحقيقة النميمة.."

ولذلك من يمتهن هذه المهنة ممن ظاهره الصلاح أشد جرمًا ممن ظاهره الفسق.

"وحقيقة النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض؛ للإفساد بينهم."

وقد نهى النبي -عليه الصلاة والسلام- أصحابه أن ينقلوا كلام بعضهم إليه؛ ليسلم صدره عليهم، ليصبح سليم الصدر عليهم؛ لأن نقل الكلام أقل ما فيه أن يوغل الصدور ولو لم يصل أذى، فكيف إذا وصل الأذى؟ فكيف إذا ظلم بسببه أناس؟ وكيف إذا اشتد الظلم وصل إلى حد قتل وإلى حد سجن سنين أو ما أشبه ذلك؟ نسأل الله العافية، جرائم.

"قال الغزالي: إن حدها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول إليه أو المنقول عنه أو ثالث، وسواء كان الكشف بالرمز أو بالكتابة أو بالإيماء قال: فحقيقة النميمة إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه، فلو رآه يخفي مالاً، فلو رآه يخفي مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة، كذا قال."

كذا قال، ينقل فعلًا لو رآه يضع ماله يخبئه في المسجد، تحت الفرش، فشافه واحد وقال لثانٍ: فلان وضع دراهم تحت الفرش. الغزالي يقول: يدخل هذا في النميمة؛ لأنه نقل فعل، كنقل الكلام.

"قلت: ويحتمل أن مثل هذا لا يدخل في النميمة، بل يكون من إفشاء السر، وهو محرَّم أيضًا، وورد في النميمة عدة أحاديث، أخرج الطبراني مرفوعًا: «ليس منا ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة، ولا أنا منه». ثم تلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [سورة الأحزاب:58] وأخرج أحمد: «خيار عباد الله الذين إذا رأوا ذكر الله..»."

رؤوا رؤوا..

الذين إذا رؤوا ذِكْرَ الله..»"

ذُكِرَ الله.

خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا ذِكْرَ الله..»"

ذُكِرَ الله.

خيار عباد الله الذين إذا رُؤوا..»"

ذُكِرَ..

إذا رُؤوا ذُكِرَ الله، وشر عباد الله المشَّاؤون بالنميمة، الباغون للبراء بالعيب»."

للبرآء..

الباغون للبرآء بالعيب يحشرهم الله مع الكلاب»، وغير هذا من الأحاديث. وقد تجب النميمة كما إذا سمع شخصًا يتحدث بإرادة إيذاء إنسانا ظلمًا وعدوًا، فيحذره منه، فإن أمكن تحذيره بغير ذكر من سمعه منه، وإلا ذكر له ذلك، والحديث دليل على عظم ذنب النمام."

نعم، قد تجب النميمة، يعني نقل الكلام ما يكره نقله قد يجب إذا خُشِيَ على إنسان ضرر، أو خشي على امرأة من فاجر، أو على صبي، أو ما أشبه ذلك، فضلاً عن كونه يخشى على الأمة من فلان أو من علان، إذا كان عليه ضرر على الناس على أفرادهم، على مجتمعهم، على الأمة بكاملها، على ممتلكاتهم، فإنه يبلغ، مثل هذا يجب البلاغ عنه.

"قال الحافظ المنذري: أجمعت الأمة على أن النميمة محرمة، وأنها من أعظم الذنوب عند الله، وفي كلام للغزالي ما يدل على أنها لا تكون كبيرة إلا مع قصد الإفساد."

وجاء في الحديث الصحيح في البخاري وغيره: مر النبي -عليه الصلاة والسلام- بقبرين وقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، بلى إنه كبير؛ أما أحدهما فكان لا يستبرئ من بوله»، وفي رواية: «يستنزه» وفي رواية «لا يستتر من بوله»، «وأما الثاني فكان يمشي بالنميمة»، عامة عذاب القبر من هذين الأمرين؛ عدم الاستتار والاستنزاه من البول، والمشي بالنميمة، نسأل الله العافية.

طالب: ..........

نعم.

طالب: ......

إنكار، لكنها نقل تدخل في الحد، نقل لكلامه، وهو لا يرضى إلا أننا إذا قلنا: على جهة الإفساد، النميمة على جهة الإفساد، وقلنا: إن هذا على جهة الإصلاح خرجت من كونها نميمة.

"وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من كف غضبه كف الله عنه عذابه». أخرجه الطبراني في الأوسط، وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن أبي الدنيا تقدم الكلام في الغضب مرارًا."

وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لمن استوصاه قال: «لا تغضب». قال: أوصني، قال: «لا تغضب». قال: أوصني. قال. «لا تغضب». معظم الشرور منشؤها من الغضب.

"وهذا الحديث في فضل من كف غضبه، ومنع نفسه من إصدار ما يقتضيه الغضب، ولا يكون ذلك إلا بالحلم والصبر وجهاد النفس، وهو أمر شاق، ولذا جعل الله جزاءه كف عذابه عنه وقد قال تعالى في صفات المؤمنين: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [سورة الشورى:37].

 وعن أبي بكر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنة». من أول الأمر."

لا أنه يخلَّد في النار.

خَب» بالخاء المعجمة مفتوحة وبالموحدة.."

الخَدَّاع..

"الخدَّاع ولا البخيل «ولا بخيل». تقدم الكلام على البخيل، «ولا سيئ المَلِكة»."

المِلْكة المِلْكة.

ولا سيئ المِلْكة»، وهو من يترك ما يجب عليه من حق المماليك.."

يعني يسيئ معاملة المماليك، يسيئ معاملة المماليك وفي حكمهم العمال.

"أو تجاوز الحد في عقوبتهم ومثله تركه لتأديبهم بالآداب الشرعية من تعليم فرائض الله وغيرها."

ويدخل فيه أيضًا من يسيئ إلى من تحت يده من زوجته وأولاده وخدمه وكل من تحت يده، وأيضًا مرؤوسيه بعض الرؤساء يتسلط على من تحت يده من العاملين من الموظفين، نسأل الله العافية.

"وكذلك البهائم سوء المِلْكة يكون بإهمالها عن الإطعام وتحميلها ما لا تطيقه من الأحمال والمشقة عليها بالسير والضرب العنيف وغير ذلك. أخرجه الترمذي، وفرْقه حديثين.."

وفرَّقه، فرَّقه حديثين.

"وفرَّقه حديثين، وفي إسناده ضعف، ولكن له شواهد كثيرة وقد مضى كثير منها."

طالب: ..........

خَب خداع نعم.

طالب: ..........

خداع خداع يخدع الناس بأقواله وأفعاله والاحتيال عليهم.

"وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تسمع حديث قوم وهو له كارهون صب في أذنيه الآنِك»."

الآنُك.

"«الآنُك» بفتح الهمزة والمد وضم النون، «يوم القيامة»، يعني الرصاص."

الرصاص المذاب، نسأل الله العافية.

"هو مدرج في الحديث تفسيرًا لما قبله أخرجه البخاري، هكذا في نسخ بلوغ المرام تُسْمع.."

تَسَمَّع تَسَمَّع..

"«تَسَمَّعُ» بالمثناة.."

تَسَمَّعَ..

"«تَسَمَّعَ» بالمثناة الفوقية وتشديد الميم ولفظ البخاري: «من استمع»، والحديث دليل على تحريم استماع حديث من يكره سماع حديثه، ويُعرَف بالقرائن أو بالتصريح، وروى البخاري في الأدب المفرد من رواية.."

ومثله من اطلع على عوراتهم من فوق الجدران والسطوح أو من خلل الشقوق في الجدران والأبواب، ومثل هذا إذا فقئت عينه هدر.

"وروى البخاري في الأدب المفرد من رواية سعيد المقبري قال: مررت على ابن عمر ومعه رجل يتحدث فقمت إليهما، فلطم صدري وقال: إذا وجدت اثنين يتحدثان فلا تقم معهما حتى تستأذنهما، قال ابن عبد البر: لا يجوز لأحد أن يدخل على المتناجين في حال تناجيهما."

المتناجيين.

"المتناجيَيْن في حال تناجيَيْهما قال المصنف.."

المصنف يعني ابن حجر مصنف المتن البلوغ.

"ولا ينبغي للداخل عليهما القعود عندهما ولو تباعد عندهما إلا بإذنهما؛ لأن افتتاحهما الكلام سرًّا، وليس عندهما أحد دل على أنهما لا يريدان الاطلاع عليه وقد يكون لبعض الناس قوة فهم إذا سمع بعض الكلام استَدل.."

استَدل به على باقيه.

"استَدل به على باقيه، فلا بد له من معرفة الرضا، فإنه قد يكون في الإذن حياء وفي الباطن الكراهة ويلحق.."

بعض الناس يجامل يقول: تسمح نجلس عندكم؟ قال: نعم، مجاملة، وهو في الحقيقة لا يأذن، لكن يجامل، وإذا جامل فلا يلام الشخص الذي أُذِن له؛ لأنه ليس له إلا الظاهر، لكن إذا دلت قرائن على أنه يكره البقاء فليس من المروءة أن تجلس في مكان يكرهه الجليس الذي تجلس عنده.

طالب: ..........

إذا جلست قبله فما له حق.

طالب: ..........

جالس وهو جلس بجنبك.. ما عليك منه إذا تضايق يقوم أنت أحق منه.

"ويلحق باستماع الحديث استنشاق الرائحة ومس الثوب واستخبار صغار أهل الدار ما يقول الأهل والجيران من كلام أو ما يعملون من الأعمال."

استخبار صغار أهل الدار ما يقوله الأهل والجيران من كلام أو ما يعملون.. نعم بعض الناس يصير عنده نهم في حب الاستطلاع وأخبار الناس، يسأل البزران وبعض المدرسين يجيء مبكرًا وما يجد إلا طفلًا واحدًا بالفصل، ماذا يفعل أهلك؟ والأطفال ما عندهم شيء، ولا يعرفون العواقب، والعامة يقولون: خذ علوم القوم من سفهائهم.

"أو ما يعملون من الأعمال، وأما لو أخبره عدل عن منكر جاز له أن يهجم ويستمع الحديث؛ لإزالة المنكر."

نعم، ولا يقال: إن هذا تعدٍّ إذا عرف أن هذا المنكر لاسيما المنكر الذي يفوت مثل هذا فلا بد من مباغتته والهجوم عليه ولو قال: إن هذا تعدٍّ على حقوق الناس وعلى.. لا، هذا إنكار منكر وأشياء تفوت، لو خلا رجل بامرأة فهذا ليس له حرمة ما يحتاج أن تقول: أنتظر إلى أن أستأذن أو آخذ إذنًا. لا، هذا شيء يفوت لو تستأذن وإلا فكل شيء انتهى.

"وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس». وأخرجه البزار بإسناد حسن. «طوبى» مصدر من الطيب أو اسم شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، والمراد أنها لمن شغله النظر في عيوبه وطلب إزالتها أو الستر عليها عن الاشتغال بذكر عيوب غيره والتعرف بما يصدر منهم من العيوب، وذلك بأن يقدم النظر في عيب نفسه إذا أراد أن يعيب غيره فإنه يجد من نفسه ما يردعه عن ذكر غيره."

نعم إذا اشتغل بعيب نفسها اشتغل بعلاجها، وإذا اشتغل عن عيب نفسه بعيوب الناس عمي عن عيوبه، وطال لسانه وأفعاله إلى غيره، فيتعدى ضرره وهو غافل عن نفسه، نسأل الله العافية.

"وعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من تعاظم في نفسه واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان». أخرجه الحاكم ورجاله ثقات. تفاعل يأتي بمعنى فعل مثل توانيت بمعنى ونيت، وفيه مبالغة، وهو المراد هنا."

المقصود أن المفاعلة تأتي من واحد الأصل أن المفاعلة تأتي من طرفين تأتي من طرفين، لكن قد تأتي سافر، سافر زيد، سافر مسافرة من واحد يقول: طارقت النعل، طارقت النعل من واحد، ليس كل واحد يطرق الثاني هو يطرق النعل، والنعل يطرقه من واحد، فالمفاعلة تأتي من طرف واحد، ومنها ما هنا تعاظَم، يعني تعاظم على شخص، وآخر تعاظم عليه، لا، هو تعاظم في نفسه.

"وهو المراد هنا أي من عظَّم نفسه إما باعتقاد باعتقاد أنه يستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيره ممن لا يعلم استحقاقه الإهانة، ويحتمل هنا أن تعاظم.."

أنَّ تعاظم.

"أنَّ تعاظم بمعنى تعظَّم مشددة أي اعتقد في نفسه أنه عظيم كتكبُّر.."

كتكبَّر.

"كتكبَّر اعتقد أنه كبير أو يكون تفاعل بمعنى استفعل.."

ومثل هذا الذي يتعاظم يرى في نفسه ما ليس فيها أو حتى لو كان فيها إذا تعاظم أتعب نفسه وأتعب غيره، لكن إذا عرف حقيقة نفسه وتواضع مهما بلغ من العلم والذكاء والمال والجاه فلن يخرج عن كونه مخلوقًا حقيرًا ضعيفًا ظلومًا جهولًا فلن يخرج عن هذا أبدًا، فمثل هذا يريح نفسه ويريح غيره، أما إذا رأى نفسه وتعاظم وتكبَّر تعب إذا جلس إذا دخل في مجلس لو واحد فقط واحد ما يقوم تكدرت حياته؛ لأنه يرى أنه أهل بأن يعظم ويبجل ويقدم ولو واحد أخره درجة عما ما يستحقه، أو رأى في ملامح وجوه بعض الحاضرين يمكن ما ينام تلك الليلة، لكن لو عرف حقيقة نفسه، ثم ماذا وصلت إلى ما وصلت من رتب الدنيا وزخرفها حتى من العلم إذا تعاظم وتفاخر وتكبر على الناس فهذا جاهل حتى لو علم من العلوم ما علم ولو خزن من المعلومات ما خزن فهذا جاهل، ومتى يطغى الإنسان {كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى 6  أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى } [سورة العلق:6-7]، لكن لو صار غنيًّا فقد لا يتكبر وهو غني، ولا يذم بكونه غنيًّا، لكن إذا رأى نفسه أنه استغنى، أو رأى نفسه أنه صار عالمًا أو رأى نفسه أن له حقًّا على الناس فهنا الذم والعيب والنقص.

"أو يكون تفاعل بمعنى استفعل أي طلب أن يكون عظيمًا، وهذا يلاقي معنى تكبَّر، والكبر كما قال المهدي.."

والكبرُ.. معنى تكبَّر وقف، والكبرُ كلام جديد.

"والكبرُ كما قال المهدي في كتاب تكملة الأحكام: هو اعتقاد أنه يستحق من التعظيم فوق ما يستحقه غيره ممن لا يُعلَم استحقاقه الإهانة. وقد أخرج مسلم والحاكم والترمذي من حديث ابن مسعود أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر» قال رجل: يا رسول الله، إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنًا، قال- صلى الله عليه وسلم-: «إن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس». قيل: هو أن يتكبر عن الحق، فلا يراه حقًّا، وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله، وقال النووي: معناه الارتفاع عن الناس، واحتقارهم، ودفع الحق وإنكاره ترفُّعًا وتجبرًا، وجاء في رواية الحاكم: «ولكن الكبر من بطر الحق وازدرى الناس»، فبطر الحق دفعه ورده، وغمط الناس بفتح المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة هو احتقارهم وازدراؤهم، هكذا جاء مفسرًا عند الحاكم، قال المنذري: ولفظة مِن.."

مَن.. مِن ومَن..

"ولفظة مَن روية بالكسر لميمها على أنها حرف جر، وبفتحها على أنها موصولة، وبالتفسير النبوي دل على أنه ليس من قبيل الاعتقاد، وإنما هو بمعنى عدم الامتثال تعززًا وترفعًا واحتقارًا للناس، وقال ابن حجر في الزواجر: الكبر إما باطن، وهو خلق في النفس، واسم الكبر بهذا أحق، وإما ظاهر، وهو أعمال تصدر من الجوارح، وهي ثمرات ذلك الخلق، وعند.."

إذا صدرت هذه الأعمال من الجوارح، وظهرت عليها دل على أن الكبر كامن في القلب وإلا فهو عمل قلبي في الأصل.

"وعند ظهورها يقال: تكبر، وعند عدمها يقال: كبر، فالأصل هو خلْق.."

خلُق..

"هو خلُق النفس الذي هو الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبِّر عليه."

المتكبَّر.

"فوق المتكبَّر عليه فهو يستدعي متكبَّرًا عليه ومتكبَّرًا به، وبه فارِق."

فارَق.

"وبه فارَق العجب فإنه لا يستدعي غير المعجب به حتى لو فرض انفراده دائمًا، لما أمكن أن يقع منه العجب دون الكبر، فالعجب مجرد استعظام الشيء، فإن صحْبه."

فإن صحِبَه.

"فإن صحِبَه من يرى أنه فوقه كان تكبرًا."

يعني العجب والكبر في الأصل واحد، لكن إن تعدى إلى غيره، ورأى أنه فوق هذا الشخص وفوق هذه المجموعة صار كبر، وإن لزم نفسه ورأى أن له فضلًا عامًّا من غير تخصيص بشيء فهذا عجب معجب بنفسه معجب بعمله، نسأل الله العافية.

والعجب فاحذره إن العجب مجترف

 

 

 

 

أعمال صاحبه في سيله العرم

 

 

نسأل الله العافية، إذا أعجب الإنسان بنفسه، ورأى أن له فضلًا على غيره، أو لأنه كأنه يرى له فضلًا على خالقه يعجب بعمله فيرى أن له فضلًا على من أمره بهذا العمل، نسأل الله العافية.

"والاختيال في المشية هو من التكبر وعطفه عليه من عطف أحد نوعي الكبر على الآخر كأنه يقول: من جمع بين نوعين من أنواع هذا الكبر يستحق الوعيد، ولا يلزم منه أن أحدهما لا يكون بهذه المثابة؛ لأنه قد ثبتت أحاديث في ذم الكبر مطلقًا، والحديث وغيره دال على تحريم الكبر، وإيجابه لغضب الله تعالى.

 وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «العجلة من الشيطان». أخرجه الترمذي، وقال: حسن. العجلة هي السرعة في الشيء، وهي مذمومة فيما كان المطلوب فيه الأناة، محمودة فيما يُطلَب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات ، ونحوها."

العجلة السرعة وهي مذمومة فيما كان المطلوب فيه الأناة، محمودة فيما يطلب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات، الله- جل وعلا- يقول: {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ} [سورة آل عمران:133] {سَابِقُوا} [سورة الحديد:21]، والمنافسة في الخيرات كل هذه مطلوبة أن تسبق غيرك، وليست من العجلة المذمومة، وفي المسارعة وفي هذه المسابقة تسابق إلى أمر مطلوب شرعًا ما تسابق إلى شيء ما تدري ما عاقبته، فالمسارعة والمسابقة مطلوبة، وإذا طلبت الأناة في شيء فإن العجلة مذمومة، والعجلة من الشيطان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو يبعث عليًّا إلى خيبر في حرب يقول: «انفذ على رسلك، انفذ على رسلك»، يعني بهدوء ولين ورفق، لا تشق على نفسك، ولا تشق على من معك، واللين تستطيع أن تتصرف فوق الحكمة بخلاف العجلة إذا استعجلت، ولم تتمكن من النظر بروية، وكثير من الأمور قد تغطي على عقل الإنسان، ولاسيما في أيام الفتن والمحن تجعله لا يتريث.. لكن الأناة مطلوبة حتى في هذه الظروف، حتى في الحروب من أجل إيش؟ أن تنظر إلى أمورك بحكمة وروية، ولا تضع التصرف إلا في مكانه المناسب له.

"محمودة فيما يطلب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات ونحوها، وقد يقال: لا منافاة بين الأناة والمسارعة، فإن سارع بتؤدة وتأنٍ فيتم له الأمران، والضابط أن خيار الأمور أوسطها.

 وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الشؤم سوء الخلق». أخرجه أحمد، وفي إسناده ضعف.

 الشؤم ضد اليمين."

اليمن اليُمْن.

"الشؤم ضد اليُمْن، وقد تقدم الكلام على حقيقة سوء الخلق، وأنه الشؤم، وأن كل ما يلحق من الشرور فسببه سوء الخلق، وفيه إشعار بأن سوء الخلق وحسنه اختيار مكتسب للعبد، وتقدم تحقيقه."

قد يكون أصله غريزيًّا، لكنه يكتسب بالإمكان أن سيئ الخلق يمرن نفسه على حسن الخلق، وإذا صاحب من حسنت أخلاقهم تأثر بهم، وحسن الخلق إذا صاحب من ساءت أخلاقهم تأثر بهم، فعلى الإنسان أن يصاحب الأخيار، وأن يصاحب من عرف بحسن الخلق، ولذا جاء كراهية رضاع المرأة سيئة الخلق، وأن لبنها يؤثر، وأن يختار للمرتضع الظئر ذات الخلق الحسن.

"وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن اللاعنَين..»."

اللعَّانِين.

إن اللعَّانِين لا يكون شفعاءً..»."

شهداء ولا شفعاء يوم القيامة.. شهداء ولا شفعاء أو تقديم وتأخير ما فيه إشكال، لكن ماذا عندك؟

عندي موجودة في الأصل: لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة..

ما يضر، إن شاء الله.

إن اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة» أخرجه مسلم. تقدم الكلام في اللعن قريبًا، والحديث.."

وأن صيغة المبالغة ليست مقصودة إلا من ندم إلا من ندم، وصدر منه لفظة في وقت غضب ندم عليها ولم يعد عليها، وعزم على عدم العود هذا هذه شروط التوبة؛ لأنها معصية.

طالب: ..........

ما هو؟

طالب: ..........

من لعنهم الله تلعنهم ألم يتقدم؟

طالب: ..........

زجرها؛ لئلا تعود لسانها فتلعن من لا يستحق وإلا من لعنه الله ورسوله يلعن.

"الحديث إخبار بأن كثيري اللعن ليس لهم عند الله.."

الإمام أحمد سئل عن شخص هل يستحق اللعن قال: نعم، قيل له: أفلا تلعنه؟ قال لابنه عبد الله السائل: وهل عهدت أباك لعانًا؟! حتى لو يستحق اللعن ما لك مصلحة..

"والحديث إخبار بأن كثيري اللعن ليس لهم عند الله قبول شفاعة يوم القيامة أي لا يشفعون حتى يشفع.."

حين حين..

"أي لا يشفعون حين يشفع المؤمنون في إخوانهم، ومعنى: ولا شهداء قيل: لا يكون يوم القيامة شهداء على تبليغ الأمم رسلهم إليهم الرسالات، وقيل: لا يكونون شهداء في الدنيا، ولا تُقبَل شهادتهم لفسقهم؛ لأن إكثار اللعن من أدلة التساهل في الدين، وقيل: لا يرزقون الشهادة، وهي القتل في سبيل الله، فيوم القيامة متعلق بشفعاء وحده على هذين الأخيرين، ويحتمل عليهما أن يتعلق بهما، ويراد أن شهادته لما لم تقبل في الدنيا لم يكتب له في الآخرة ثواب من شهد بالحق، وكذلك لا يكون له في الآخر ثواب الشهداء."

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [سورة البقرة:143]، هذه الأمة تشهد بمجموعها وبأفرادها، لكن مثل هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا شهداء.

"وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من عيَّر أخاه بذنب من عابه به لم يمت حتى يعملْه»."

يعملَه.

حتى يعملَه»، أخرجه الترمذي وحسنه، وسنده منقطع، كأنه حسنه الترمذي لشواهده، فلا يضره انقطاعه، وكأن.."

والترمذي في حد الحسن ما في حده ما يخرج المنقطع.

وقال الترمذي ما سلم

 

 

 

 

من الشذوذ مع راو ما اتهم

 

 

بكذب ولم يكن فردا ورد

 

 

 

..........................

 

 

ما في الحد ما يخرج المنقطع من حد الحسن، ولذلك كثير من الأحاديث التي حكم عليها بالحسن فقط كثير منها ضعيف، وبعضهم يطرد ذلك.

"وكأن من عيَّر أخاه أي عابه من العار، وهو كل شيء لزم به عيب كما في القاموس يجازى بسلب التوفيق حتى يرتكب ما عيَّر أخاه به".

الجزاء من جنس العمل.

"وذاك إذا.."

لأن الذي جعل هذا الأخ يرتكب هذا العيب هو الله -جل وعلا- وهو قادر لاسيما إذا كان عيبه تنقص له أو ترفع عليه فإنه في الغالب يبتلى، يبتلى بمثل هذا العيب، أما إذا كان عيبه من  أجل التنفير منه إذا اقتضت المصلحة ذلك أو المشورة عندما يستشار فيه يقال: إن فيه هذا العيب، هذا لا شك أنه من النصيحة.

"وذاك إذا صحبه إعجابه بنفسه بسلامته مما عير به أخاه، وفيه أن ذكر الذنب لمجرد التعبير قبيح يوجِب العقوبة، وأنه لا يذكر.."

لمجرد..

"لمجرد.."

التعيير.

"وفيه أن ذكر الذنب لمجرد التعيير قبيح يوجب العقوبة، وأنه لا يذكر عيب الغير إلا للأمور الستة التي سلفت مع حسن القصد فيها."

يعني في باب الغيبة.

"وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن.. معاوية بن حيدة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له». أخرجه الثلاثة، وإسناده قوي، وحسنه الترمذي، وأخرجه البيهقي.

 والويل الهلاك، ورفعه على أنه مبتدأ خبره الجار الجار والمجرور وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنه من باب.."

سلام عليكم.

"لأنه من باب سلام عليكم، وفي معناه الأحاديث الواردة في تحريم الكذب على الإطلاق."

المقصود أنه يجوز الابتداء بالنكرة إذا وصفت أو تقدم عليها الخبر بالمسوغات المعروفة في كتب العربية.

"معناه الأحاديث الواردة وفي معناه الأحاديث الواردة في تحريم الكذب على الإطلاق مثل حديث: «إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار». سيأتي، وأخرج ابن حبان في صحيحه: «إياكم والكذب فإنهما مع الفجور وهما في النور» فإنه عند الطبرني وأخرج أحمد من حديث ابن لُهَيْعَة.."

لَهِيْعَة.. لَهِيْعَة..

"من حديث ابن لَهِيْعَة: ما عمِل أهل النار، ما عمِل أهل النار؟ قال: «الكذب».."

ما عمَل أهل النار؟ قال: «الكذب».

"ما عمَل أهل النار؟ قال: «الكذب، فإن العبد إذا كذب فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار». وأخرج البخاري أنه قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الطويل ومن جملته قولِه.."

ومن جملته قولُه.

"ومن جملته قولُه: «رأيت الليلة رجلين أتياني قالا لي الذي رأيته يَشُق شدقه..»."

يُشَق يُشَق شدقُه.

"الذي رأيته يُشَق شدقه فكذاب يكذب الكذبة تحمل عنه حتى تبلغ الآفاق في حديث رؤياه -صلى الله عليه وسلم-، والأحاديث في الباب كثيرة، والحديث دليل على تحريم الكذب؛ لإضحاك القوم، وهذا تحريم خاص، ويحرم على السامعين سماعه إذا علموه كذبًا؛ لأنه إقرار على المنكر، بل يجب عليهم النكير أو القيام من الموقف، وقد عُد الكذب من الكبائر، قال الروايين."

الروياني.