شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (161)
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا ومرحبًا بكم في حلقة جديدة ضمن برنامجكم شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد الله الخضير، ونشكر له تفضله بشرح أحاديث هذا الكتاب، أهلًا ومرحبًا بكم شيخ عبد الكريم.
حياكم الله، وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.
المقدم: قال المصنف -رحمه الله- عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل عن اللقطة فقال: «اعرف وكاءها، أو قال: وعاءها وعفاصها، ثم عرِّفها سنة، ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدها إليه» قال: فضالّة الإبل. فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمر وجهه فقال: «مالك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها» قال: فضالة الغنم قال: «لك أو لأخيك أو للذئب».
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، راوي الحديث زيد بن خالد الجهني، يقول ابن عبد البر في "الاستيعاب": اختلف في كنيته، وفي وقت وفاته، وسنه اختلافًا كثيرًا، فقيل: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو زرعة، وكان -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- صاحب لواء جهينة يوم الفتح. توفي بالمدينة سنة ثمانٍ وستين وهو ابن خمسٍ وثمانين وقيل: بل مات بمصر سنة خمسين وهو ابن ثمانٍ وسبعين وقيل: توفي بالكوفة في آخر خلافة معاوية، وقيل غير ذلك أقوال كثيرة.
والحديث عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- ضمن الترجمة السابقة باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره. والمناسبة من الحديث للترجمة في قوله: "فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمر وجهه"، فالمناسبة ظاهرة.
"سأله رجل" قال ابن حجر في "هدي الساري": قيل: هو بلال، وقيل: الجارود، وقيل: عمير والد مالك، وقيل: هو زيد بن خالد نفسه. يعني اختلف فيه، وهذه الأقوال ذكرها ابن حجر في "هدي الساري" في قسم: المبهمات الصحيح. ثم قال في الجزء الخامس في كتاب "اللقطة": ثم ظفرت بتسمية السائل، وذلك فيما أخرجه الحميدي والبغوي وابن السكن والطبراني كلهم من طريق محمد بن معن الغفاري عن ربيعة عن عقبة بن سويد الجهني عن أبيه قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة. عقبة بن سويد الجهني عن أبيه قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة فقال: "عرفها سنة، ثم أوثق وعاءها" فذكر الحديث، وهو أولى ما يُفسر به هذا المبهم؛ لكونه من رهط زيد بن خالد، لكونه من جماعته، كلهم من جهينة.
"عن اللُّقطة": بضم اللام وفتح القاف كهُمزة ولُمزة، الشيء الملقوط، يعني هذه الصيغة فُعلَة تستعمل في اسم الفاعل أو اسم المفعول؟
المقدم: مفعول يا شيخ.
هنا لقطة ملقوط.
المقدم: مفعول، وهُمزة فاعل.
مثله لمزة، طيب.
يقول القاضي: لا يجوز فيه غير ضم اللام وفتح القاف لُقَطة كذا، وقال النووي: هو المشهور، وقال الأزهري: قال الخليل: هو بالإسكان لُقْطة، قال: والذي سُمع من العرب، وأجمع عليه أهل اللغة ورواة الأخبار فتحها، كذا قال الأصمعي والفراء وابن الأعرابي، الخليل يقول بالإسكان.
المقدم: لُقْطة.
نعم، وغيره؟
المقدم: بالفتح.
نعم، ولعل الإسكان للتخفيف، وإن كان الأصل الفتح، يقول النووي: ويقال لها: لُقَطة بالضم، ولَقطة بفتح اللام والقاف لَقَط، بفتح اللام والقاف بغير هاء، كما يقال: لَقِيط، هذا لَقط وذاك لقِيط، اللقيط هو إيش؟
المقدم: الابن الذي ما له أهل.
نعم المنبوذ، وهو في الغالب يكون لغير رشده، وهي من الالتقاط، وهو وجود الشيء من غير طلب، وفي شرح الكرماني: اللقطة باصطلاح الفقهاء من ضاع عن الشيء بسقوطٍ أو غفلة، وهي بفتح القاف على اللغة الفصيحة، وقيل بسكونها، قال الخليل: بالفتح هو اللاقط، وبالسكون هو الملقوط، تقدم نقل الأزهري عن الخليل.
المقدم: التسكين.
التسكين، وهنا يقول: بالسكون هو الملقوط بالتسكين، بالفتح لُقَطة لاقط اسم فاعل، ولُقْطة بالسكون هو الملقوط، إذا قلنا: همزة ولمزة اسم فاعل هامز ولامز جرى على كلام الخليل بالفتح هو اللاقط، واطّردت القاعدة، وإذا قلنا بالسكون فهو الملقوط.
المقدم: الهُمزة. ما تجيء هنا أو فقط يريد بها اللقْطة.
اللقْطة، لكن أيضًا مُطّرد عندهم.
المقدم: حتى في الهُمَزة واللُّمَزة تأتي؟
لو ما عدا هذا تأتي استعماله في هاتين الكلمتين، لكن مثلًا رجل ضُحكة، ضُحَكة يعني يضحك على الناس.
المقدم: وضُحْكة.
يعني يضحك عليه، رجل رُحَلة.
المقدم: كثير الترحال.
كثير الرحلة، ورُحْلة يرحل إليه. ولذلك تجد في كثير من تراجم أهل العلم الكبار أنه رُحْلة يعني يرحل إليه، قال الأزهري: هذا هو القياس في كلام العرب؛ لأن فعلة كضُحَكة جاء فاعلًا، وفعلة كالضُحْكة جاء مفعولًا، قلت: الضُحَكة كالهمزة ضحك الناس ضحكة، وضُحْكة كالرُحْلة المضحوك عليه، يقول الكرماني: إلا أن اللُّقَطة على خلاف القياس، كيف جاءت على خلاف القياس؟ لأنهم أجمعوا على أنها بالفتح وهو الملقوط، لما قلنا: اللقَطَة.
المقدم: إذا كانت بالفتح.
لاقط، ولقْطة ملقوط، كضُحَكة وضُحْكة، ورُحَلة ورُحْلة، يقول: إلا أن اللفظة على خلاف القياس، إذ أجمعوا على أنها بالفتح هو الملقوط، وقال ابن مالك: فيها أربع لغات اللقَطة واللقْطة بالفتح والسكون، واللُقاطة بضم اللام، واللَقَطة بفتح اللام والقاف، وفي شرح العيني: فإن قلت: ما هذه الصيغة؟ فُعَلة قال بعض الشارحين: هو اسم الفاعل للمبالغة، وبسكون القاف اسم المفعول كالضُحْكة، كل هذا جارٍ على ما تقدم في كلام العلماء، وهو اسم للمال الملتقط، وسُمي باسم المال مبالغة لزيادة معنى اختص به، سُمي باسم المال، الآن اللقطة الشيء الملقوط أو الالتقاط؟
المقدم: الشيء الملقوط.
نعم، يقول: اسم للمال الملتقط. وسُمي باسم المال مبالغة لزيادة معنى اختص به، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، يقول: سُمي باسم المال مبالغة، هي يمكن أن تكون اللقطة بغير مال؟
المقدم: ما فيه مانع، العين والعين أموال.
مال.
المقدم: كل ما يمكن أن يلتقط في حقيقته مال.
هو كان مما لا يجوز بيعه.
المقدم: المصحف؟
لو وجد كلب أو شيء مما لا يجوز بيعه.
المقدم: كتب العلم تدخل في المال يا شيخ؟
هي مال، لكن إذا كان لا يجوز بيعها باعتبارها وقفًا مثلًا، اسمع ما يقول العيني: وهو اسم للمال الملتقَط. الكلام ماشٍ، وسُمي باسم المال مبالغة لزيادة معنى اختص به، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، فكأنه يأمره بالرفع؛ لأنها حاملة إليه، فأُسند إليها مجازًا، فيه إشكال الآن الحديث؟ من أجل أن يقول هذا الكلام؟
المقدم: أبدًا.
فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها هو يتكلم على إيش؟ على أنها لقطة، لُقطة اسم الفاعل لإيش؟ لاسم الفاعل لُقَطة، بهذا الضبط الذي أجمعوا عليه.
المقدم: يعني الشيء اللاقط يعني اسم فاعل.
اللقطة اللاقط، يعني سُمي هذا المال باسم الفاعل، المال هذا الذي وُجد، والتقط سُمي لُقَطة كأنه هو اللاقط، اسم الفاعل، ولذا يقول: سُمي باسم المال مبالغة معنى اختص به، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، فكأنه يأمره بالرفع؛ لأنها حاملة إليه تحمله على رفعها، فكأنها هي اللاقط باعتبار أنها هي الحاملة عليه، ولذا من يحمل شيئًا على أمر، أو يأمره بشيء كأنه هو الفاعل.
المقدم: صحيح.
يعني مثل ما يقال: الأمير فعل كذا، وقد أمر به ولم يفعله، فباعتبار أنها هي التي حملت اللاقط على التقاطها نُزِّلت منزلة اللاقط، وإلا فالأصل أن الصيغة لُقَطة...
المقدم: اسم فاعل.
نعم كهمزة ولمزة على ما تقدم تقريره، فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها، ونظيره قولهم: ناقة حلوب، ودابة ركوب، وهو اسم فاعل سميت بذلك؛ لأن من رآها يرغب في الركوب والحلب، فنزلت كأنها أحلبت نفسها، هذا النقل عمن؟ العيني يقول: قال بعض الشارحين.
يقول العيني: وفيه تعسف. يعني هل في ألفاظ الحديث...
المقدم: ما فيه حاجة لهذا.
ما فيه خفاء، المعاني واضحة، لكن باعتبار أن الصيغة لاسم الفاعل اللُقَطة، والمقصود بها المال واسم الفاعل، المال اسم مفعول ملقوط، فأراد أن يُخرِجها على هذا الأساس، ظاهر؟
المقدم: ظاهر، وهم متفقون على أن اللقطة هي الشيء الملقوط؟
بلا شك.
المقدم: ما فيه أحد سمى اللاقط لقطة أبدًا، وبالتالي..
إلا إذا كثر منه الالتقاط، سُمي لقطة، كلما رأى شيئًا لقطه، مثل همزة ولمزة صيغ مبالغة، يقول: وفيه تعسف وليس كذلك، بل اللقطة سواء كان بفتح القاف أو سكونها اسمٌ موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط، وليس هذا مثل ضُحَكة ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب؛ لأن هذه صفات تدل على الحدوث والتجدد، غير أن الأول في المبالغة في وصف الفاعل أو المفعول، والثاني والثالث بمعنى المفعول للمبالغة، بل اللقطة سواء كان بفتح القاف أو سكونها هو الأصل الفتح فتح القاف، والتسكين تخفيف، فهو فرع عن الفتح، فلا يختلف المعنى، اسم موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط، لكن إذا عرف شخص بكثرة الالتقاط يوصف بالمبالغة أنه لُقطة مثل همزة رحلة لمزة، ضُحكة.
يقول: اللفظة سواء كانت بفتح القاف، أو سكونها اسم موضوع على هذه الصيغة للمال الملتقط، وليس هذا مثل ضحكة، ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب؛ لأن هذه الصفات تدل على الحدوث والتجدد، غير أن الأول في المبالغة في وصف الفاعل أو المفعول، والثاني والثالث بمعنى المفعول للمبالغة، يعني الأول للمبالغة في وصف الفاعل ضُحَكة، أو المفعول ضُحْكة، والثاني والثالث، الثاني: ناقة حلوب بمعنى المفعول للمبالغة، يعني محلوبة، ودابة ركوب كذلك مثل الثاني.
فقال له -عليه الصلاة والسلام-: «اعرف» بكسر الهمزة أمر من المعرفة، لا من الإعراف، كذا في الكرماني والعيني، وفي المفردات للراغب؛ المعرفة والعرفان إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم، ويضاده الإنكار، يضاد المعرفة الإنكار، ولذلك تقول: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المنكر عند المحدثين يضاده..
المقدم: المعروف.
المعروف، ويضاده الإنكار يقال: فلان يعرف الله، ولا يقال: يعلم الله، متعديًا إلى مفعول واحد، يعني جاء في الحديث: «تعرّف على الله» سبق في شرح كلمة العلم في كتاب العلم.
المقدم: في بدايته نعم.
نعم، فذكرنا الفرق بين العلم والمعرفة، وأن العلماء يقولون: العلم لا يستلزم سبق الجهل، بينما المعرفة تستلزم سبق الجهل؛ ولذا الله -جل وعلا- يوصف بالعلم، لكنه لا يوصف بالمعرفة، وما جاء من قوله -عليه الصلاة والسلام-: «تعرف على الله في الرخاء» ماذا؟
المقدم: يعرفك
يعرفك، يرد على هذا الكلام، أو يقال كما قيل في نظائره من باب المقابلة والمشاكلة، هذا إذا سُلِم هذا الفرق، لما كانت معرفة البشر للرب هي بتدبر آثاره دون إدراك ذاته؛ لأنها مسبوقة بإيش؟ بجهل، يعني نشأت بعد أن لم تكن، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل إليه بتفكر، وليس كذلك علم الله-جل وعلا-، وأصله من عرفت الشيء أي أصبت عرفه أي رائحته؛ لأن الرائحة في دلالتها على الشيء كغيرها من أسباب المعرفة، ولذلك الإدراك إدراك المعلوم يكون بالحواس في الأصل، بالحواس الخمس ومنها: الشم. يقول: وأصله من عرفت الشيء أي أصبت عرفه أي رائحته، هذا كله كلام الراغب.
«وكاءها»: الوكاء بكسر الواو وبالمد: هو الذي يشد به رأس السرة والكيس ونحوهما، قاله الكرماني، وفي المصباح: الوكاء مثل كتاب حبل يشد به رأس القربة، وقوله: «العينان وكاء السه» فيه استعارة لطيفة؛ لأنه جعل يقظة العينين بمنزلة الحبل؛ لأنه يربطها، فزوال اليقظة كزوال الحبل؛ لأنه يحصل به الانحلال، والجمع أوكية مثل: سلاح وأسلحة، وأوكيت السقا بالألف شددت فمه بالوكاء، ووكيته من باب وعد لغة قليلة، أو قال في الحديث.
المقدم: اعرف وكاءها أو قال: وعاءها؟
أو قال وعاءها، شك من زيد بن خالد راوي الحديث، جزم به الكرماني، وقال العيني: يجوز أن يكون ممن دونه من الرواة، وفي بعض طرقه عند البخاري: «اعرف عفاصها ووكاها» من غير شك، وعاءها الوعاء هو الظرف بكسر الواو ويجوز ضمها، وهو قراءة الحسن: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ}[يوسف:76]. يجوز ضمها قراءة الحسن وُعاء، وهو لغة، وقرأ سعيد بن جبير إعاء، {إعاء أخيه} يعني بقلب الواو همزة، وهذا ذكره الزمخشري في تفسيره، ويقول الجوهري: الوعاء واحد الأوعية، يقال : أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلته في الوعاء. قال عبيد بن الأبرص:
الخير أبقى وإن طال الزمان به |
والشـر أخبث ما أوعيت من زادِ |
والإناء والوعاء مترادفان لغة وشرعًا وعرفًا يعني الآنية هي الأوعية، والأوعية هي الأواني لغة وشرعًا وعرفًا، وهذا مما..
المقدم: تتطابق..
نعم اتفقت عليه الحقائق الثلاث، وهذا مما اتفقت عليه الحقائق الثلاث.
المقدم: الحقيقية اللغوية...
اللغوية والشرعية والعرفية، لكن إذا قيل: فلان وعاء علم، نعم فلان من أوعية العلم، هل يعني أنه إناء من العلم ما يمنع، لكنه إناء معنوي أم حسي؟
المقدم: لا هنا معنوي.
لكن باعتبار أن العلم في القلب، والقلب يحويه البدن فلا يمنع أن يكون أيضًا وعاءً حقيقيًّا، لكن هل العلم مادة محسوسة توضع في الإناء كما توضع المواد المحسوسة في الأوعية؟ لا، ليس كذلك، فاختلف من هذه الحيثية، نعم يرد الوصف لبعض العلماء بأن فلانًا من أوعية العلم، يعني يحوي علمًا كثيرًا، لكن هل يكون من أوعية العلم بمعنى أنه يحوي علمًا كثيرًا محفوظًا من غير فهم؟ أو يمكن باعتبار أن هذه المادة وجدت في هذا الوعاء بغض النظر هل هي من ابتكاره ومن استنباطه أو هي مجرد محفوظات.
المقدم: قد يكون هذا.
باعتبار أن الكتاب وعاء لهذه المعلومات التي فيه، وهو لا يستطيع أن يتسرب، وليكن هذا الحافظ هو مجرد وعاء، لكنهم يقولونها في مقام المدح، يقولونها في مقام المدح، ولا يمكن أن يمدح لمجرد الحفظ ما لم يكن هناك فائدة.
المقدم: في نسختنا -أحسن الله إليك- في الكتاب قال المحقق: قال: وكاؤها أوائل عفاصها، ثم أدرجها بكلمة بالرفع وحذاؤها وسقاؤها.
الوكاء.
المقدم: نعم في الهامش قال: وكاؤها أوائل عفاصها وحذائها وسقاؤها هكذا، فهل يمكن أن هذا خطأ؟
أوائل ما أعرف لها معنى، أما جاء بالألفاظ الثلاثة على ما في الحديث يعني حكاية على ما في الحديث، فوكاؤها في الحديث منصوبة، وحذاؤها وسقاؤها في الحديث..
المقدم: مرفوعة.
مرفوعة جاء بها، لكن لا أعرف معنى لأوائل عفاصها ما معناه؟
المقدم: ما أدري. طيب أحسن الله إليكم.
هذه المعاني سترد إن شاء الله في الشرح.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بعلمكم، نستكمل إن شاء الله ما تبقى من ألفاظ هذا الحديث، حديث زيد بن خالد الجهني بإذن الله في حلقة قادمة، وأنتم على خير.
أيها الإخوة والأخوات، بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، لقاؤنا بكم يتجدد بإذن الله تعالى في حلقة قادمة، وأنتم على خير، نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير، إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.