شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (160)
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا ومرحبًا بكم إلى حلقة جديدة ضمن برنامجكم (شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح)، مع مطلع حلقتنا يسرنا أن نرحب بصاحب الفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير، ونشكر له تفضله بشرح أحاديث هذا الكتاب، فأهلًا ومرحبًا بكم شيخ عبد الكريم.
حيَّاكم الله، بارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.
المقدم: قال المصنف رحمه الله عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأله رجل عن اللقطة، فقال: «اعرف وكاءها، أو قال: وعاءها وعفاصها، ثم عرفها سنةً ثم استمتع بها، فإن جاء ربها فأدِّها إليه، قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمرَّ وجهُهُ، فقال: ما لك ولها؟ معها سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، فذرها حتى يلقاها ربها، قال: فضآلة الغنم، قال: لك أو لأخيك أو للذئب».
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المقدم: اللهم صلِّ وسلم عليه.
راوي الحديث زيد بن خالد الجهني، يقول ابن عبد البر في الاستيعاب: اختلف في كنيته، وفي وقت وفاته، وسنه اختلافًا كثيرًا، فقيل: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو زرعة، وكان -رضي الله تعالى عنه وأرضاه- صاحب لواء جهينة يوم الفتح، توفي بالمدينة سنة ثمانٍ وستين وهو ابن خمسٍ وثمانين، وقيل: بل مات بمصر سنة خمسين.
المقدم: رضي الله عنه.
وهو ابن ثمانٍ وسبعين، وقيل: توفي بالكوفة في آخر خلافة معاوية، وقيل غير ذلك أقوال كثيرة.
والحديث عند الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- ضمن الترجمة السابقة (باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره)، والمناسبة من الحديث للترجمة في قوله: «فغضب حتى احمرت وجنتاه، أو قال: احمرَّ وجهُهُ» فالمناسبة ظاهرة.
سأله رجل، قال ابن حجر في هدي الساري: قيل: هو بلال، وقيل: الجارود، وقيل: عمير والد مالك، وقيل: هو زيد بن خالد نفسه، يعني اختلف فيه، وهذه الأقوال ذكرها ابن حجر في (هدي الساري) في قسم المبهمات الصحيح، ثم قال في الجزء الخامس في كتاب (اللقطة): ثم ظفرت بتسمية السائل، وذلك فيما أخرجه الحميدي والبغوي وابن السكن والطبراني كلهم من طريق محمد بن معن الغفاري عن ربيعة عن عقبة بن سويدٍ الجهني، عن أبيه قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة، عقبة بن سويد الجهني عن أبيه قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن اللقطة، فقال: عرفها سنَّة، ثم أوثق وعاءها فذكر الحديث، وهو أولى ما يُفسر به هذا المبهم؛ لكونه من رهط زيد بن خالد؛ لكونه من جماعته كلهم من جهينة.
المقدم: نعم.
عن اللقطة بضم اللام وفتح القاف كهُمزة ولُمزة، الشيء الملقوط، الشيء الملقوط، يعني هذه الصيغة (فُعَلَة) تستعمل في اسم الفاعل أو اسم المفعول؟
المقدم: مفعول يا شيخ.
هنا لقطة ملقوط.
المقدم: مفعول.
طيب.
المقدم: وهمزة فاعل.
مثله لمزة، طيب، يقول القاضي: لا يجوز فيه غير ضم اللام وفتح القاف (لُقَطة) كذا، وقال النووي: هو المشهور، وقال الأزهري: قال الخليل هو بالإسكان (لُقْطة)، قال: والذي سُمع من العرب وأجمع عليه أهل اللغة ورواة الأخبار فتحها، كذا قال الأصمعي والفراء وابن الأعرابي، الخليل يقول بالإسكان.
المقدم: لُقْطة.
نعم، وغيره.
المقدم: بالفتح.
نعم، ولعل الإسكان للتخفيف، وإن كان الأصل الفتح، يقول النووي: يقال لها (لُقطة) بالضم واللًّقَطة بفتح اللام والقاف (لَقْط) (لَقْط)؛ بفتح اللام والقاف بغير هاء.
كما يقال: لقيط.
المقدم: نعم.
هذا لقط وذاك لقيط، اللقيط هو إيش؟
المقدم: الابن الذي ما له أب.
المنبوذ المنبوذ، وفي الغالب يكون لغير رشده، وهي من الالتقاط، وهو وجود الشيء من غير طلب، وجود الشيء من غير طلب، وفي شرح الكرماني: اللقطة باصطلاح الفقهاء (ما ضاع عن الشيء بسقوط أو غفلة)، وهي بفتح القاف على اللغة الفصيحة وقيل بسكونها، قال الخليل: بالفتح هو اللاقط، وبالسكون هو الملقوط، تقدم نقل الأزهري عن الخليل.
المقدم: التسكين.
التسكين، وهنا يقول بالسكون هو الملقوط، بالتسكين، بالفتح لقطة لاقط اسم فاعل، ولقْطة بالسكون هو الملقوط، إذا قلنا: هُمزة ولُمزة اسم فاعل، هامز ولامز، جرى على كلام الخليل بالفتح هو اللاقط، واطردت القاعدة، وإذا قلنا بالسكون هو الملقوط.
المقدم: الهُمْزة.
نعم.
المقدم: ما تجيء هنا أو فقط يريد بها اللقْطة.
اللقْطة، لكن أيضًا هو باب مطّرد عندهم.
المقدم: حتى في الهُمزة واللمزة تأتي؟
لو لم يأتِ استعماله في هاتين الكلمتين، لكن مثلًا رجل ضُحَكة، ضُحَكة يعني يضحك على الناس.
المقدم: وضُحْكَة.
يُضحك عليه، رجلٌ رُحَلة.
المقدم: كثير الترحال.
كثير الرحلة.
المقدم: الرحلة.
ورحْلة يرحل إليه، ولذلك تجد في كثيرٍ من تراجم أهل العلم الكبار أنه رُحْلة.
المقدم: يُرحَل إليه.
يعني يُرحل إليه، قال الأزهري: هذا هو القياس في كلام العرب؛ لأن فُعلة كالضُحكة، فُعَلة كالضُحَكة جاء فاعلًا وفُعلة كالضُحكة جاء مفعولًا،. قلت: الضحَكة الهمَزة الضاحك على الناس، والضحْكة كالرُحْلة المضحوك عليه، يقول الكرماني: إلا أن اللقَطَة على خلاف القياس، يقول: إلا أن اللقطة على خلاف القياس، كيف جاءت على خلاف القياس؟ لأنهم أجمعوا على أنها بالفتح وهو الملقوط، لما قلنا: لقطة.
المقدم: إذا كانت بالفتح.
لاقط.
المقدم: نعم.
ولقْطة ملقوط كضُحَكة وضُحْكة ورُحَلة ورُحْلة.
المقدم: صحيح.
يقول: إلا أن اللفظة على خلاف القياس، إذ أجمعوا على أنها بالفتح هو الملقوط، وقال ابن مالك: فيها أربع لغات؛ اللُقَطة واللُقْطة بالفتح والسكون واللقاطة، نعم، بضم اللام واللَقَطة بفتح اللام والقاف، وفي شرح العيني: فإن قلت ما هذه الصيغة؟ فُعَلة، قلت: قال: بعض الشارحين هو اسم الفاعل للمبالغة، وبسكون القاف اسم المفعول كالضحكة، كل هذا جاري على ما تقدم في كلام العلماء، وهو اسم للمال الملتقط، وسمي باسم المال مبالغةً لزيادة معنىً اختص به، سمي باسم المال؛ الآن اللقطة الشيء الملقوط أو الالتقاط؟
المقدم: الشيء الملقوط.
نعم، يقول: اسمٌ للمال الملتقط.
المقدم: طيب.
وسمي باسم المال مبالغةً لزيادة معنىً اختص به وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، نعم، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، يقول: سمي باسم المال مبالغة، هي يمكن أن تكون اللقطة بغير مال؟
المقدم: بمال أو ما في مال، يعني العين، والعين مال؟
مال، نعم.
المقدم: كل ما يعني يمكن أن يلتقط في الحقيقة هو مال.
ولو كان ما لا يجوز بيعه.
المقدم: مصحف.
لو وجدت كلب ولا شيئًا مما لا يجوز بيعه.
المقدم: وكتب العلم تدخل في المال يا شيخ؟
هي مال لكن إذا كان لا يجوز بيعها باعتبارها وقف مثلًا.
المقدم: نعم.
نسمع ما يقول العيني: وهو اسمٌ للمال الملتقط، هذا كلام ماشي، وسمي باسم المال مبالغة لزيادة معنىً اختص به، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، فكأنه يأمره بالرفع؛ لأنها حاملةٌ إليه فأسند إليها مجازًا، نعم، فيه إشكال الآن الحديث، من أجل أن يقول هذا الكلام.
المقدم: أبدًا.
فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها، نعم، هو يتكلم على إيش؟ على أنها لقطة.
المقدم: للمال.
لقطة اسم الفاعل لإيش؟ اسم الفاعل لقَطَة، بهذا الضبط الذي أجمعوا عليه.
المقدم: يعني الشيء اللاقط يعني.
نعم.
المقدم: اسم فاعل.
اللقطة أي اللاقط، نعم. يعني سمي هذا المال باسم الفاعل، المال هذا الذي وجد والتقط سمي لقطة كأنه هو اللاقط، اسم الفاعل، ولذلك يقول: سمي باسم المال مبالغة لزيادة معنى اختص به، وهو أن كل من رآها يميل إلى رفعها، فكأنه يأمره بالرفع، نعم؛ لأنها حاملةٌ إليه تحمله على..
المقدم: الرفع.
رفعها، فكأنها هي اللاقط، باعتبار أنها هي الحاملة عليه، ولذا مَن يحمل شيئًا على أمر أو يأمره بشيء كأنه هو الفاعل.
المقدم: صحيح.
يعني مثل ما يقال: الأمير فعل كذا، وقد أمر به ولم يفعله، فباعتبار أنها هي التي حملت اللاقط على التقاطها نُزِّلت منزلة اللاقط، وإلا فالأصل أن الصيغة لُقَطة،
المقدم: اسم فاعل.
نعم، كهُمَزَة ولمزة على ما تقدم تقريره،
المقدم: نعم.
فجعلت كأنها هي التي رفعت نفسها ونظيره قولهم: ناقةٌ حلوب ودابةٌ ركوب، وهو اسم فاعل سميت بذلك؛ لأن من رآها يرغب في الركوب والحلْب فنزِّلت كأنها أحلبت نفسها.
المقدم: تمام.
هذا النقل عمن؟ العيني.
المقدم: العيني.
يقول: قال بعض الشارحين.
المقدم: طيب.
يقول العيني: وفيه تعسف، يعني هل في ألفاظ.
المقدم: ما في حاجة لهذا ..
يعني ما فيه خفاء، المعاني واضحة،
المقدم: نعم.
لكن باعتبار أن الصيغة لاسم الفاعل (اللُقَطة) والمقصود بها المال، واسم الفاعل المال اسم مفعول ملقوط، نعم.
المقدم: صحيح.
فأراد أن نخرِّجها على هذا الأساس، ظاهر؟
المقدم: ظاهر، وهم متفقون على أن اللقطة هي الشيء الملقوط.
بلا شك.
المقدم: ما فيه أحد سمَّى اللاقط لُقَطة أبدًا، وبالتالي.
إلا إذا كثر منه الالتقاط،
المقدم: إيه إيه.
إذا كثر منه الالتقاط يسمى لُقَطة، كل ما رأى شيئًا لقطه.
المقدم: التقطه.
نعم، مثل همزة ولمزة صيغ مبالغة.
المقدم: نعم، نعم.
نعم.
المقدم: جيد.
يقول: وفيه تعسف وليس كذلك بل اللقطة سواءً كان بفتح القاف أو سكونها، اسمٌ موضوعٌ على هذه الصيغة للمال الملتقط، وليس هذا مثل ضُحَكه، ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب؛ لأن هذه صفات تدل على الحدوث والتجدد، غير أن الأول في المبالغة في وصف الفاعل، أو المفعول، والثاني، والثالث بمعنى المفعول للمبالغة، بل اللقطة بل اللقطة سواء كانت بفتح القاف أو سكونها، هو الأصل الفتح، فتح القاف والتسكين تخفيف، نعم. فهو فرعٌ عن الفتح فلا يختلف المعنى، نعم،
المقدم: جيد.
اسمٌ موضوعٌ على هذه الصيغة للمال الملتقط لكن إذا عُرف شخص بكثرة الالتقاط، نعم، يوصف بالمبالغة أنه لُقَطة..
المقدم: لقطة.
مثل: همزة رحلة لمزة، نعم، ضحكة، يقول: وليس كذلك بل اللفظ سواء كانت بفتح القاف، أو سكون اسم موضوعٌ على هذه الصيغة للمال الملتقط، وليس هذا مثل ضُحكة ولا مثل ناقة حلوب ودابة ركوب؛ لأن هذه الصفات تدل على الحدوث والتجدد، غير أن الأول في المبالغة في وصف الفاعل، أو المفعول، والثاني، والثالث بمعنى المفعول للمبالغة، يعني الثاني.. الأول للمبالغة في وصف الفاعل ضُحَكة، أو المفعول ضُحْكة، والثاني والثالث؛ الثاني ناقةٌ حلوب بمعنى المفعول للمبالغة، يعني محلوبةٌ، نعم. ودابة ركوب كذلك مثل الثاني.
فقال له -عليه الصلاة والسلام-: «اعرف» بكسر الهمزة أمرٌ من المعرفة لا من الإعراف، كذا في (الكرماني) والعيني وفي (المفردات) للراغب: المعرفة والعرفان إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، إدراك الشيء بتفكر وتدبر لأثره، وهو أخص من العلم ويضاده الإنكار، نعم، يضاد المعرفة..
المقدم: الإنكار.
الإنكار، ولذلك تقول: الأمر بالمعروف والنهي عن..
المقدم: المنكر.
نعم. المنكر عند المحدثين يضاده
المقدم: المعروف.
المعروف، ويضاده الإنكار يقال: فلان يعرف الله ولا يقال: يعلم الله، متعديًا إلى مفعولٍ واحد، وجاء في الحديث: «تعرَّف على الله».
المقدم: صح.
سبق في شرح كلمة (العلم) في كتاب (العلم).
...............
المقدم: في بدايته نعم.
نعم، ذكرنا الفرق بين العلم والمعرفة، وأن العلماء يقولون: العلم لا يستلزم سبق الجهل، بينما المعرفة المقدم: تستلزم سبق الجهل.
تستلزم سبق الجهل، ولذا الله جل وعلا...
المقدم: يوصف بالعلم ولا يوصف بالمعرفة.
يوصف بالعلم لكنه لا يوصف بالمعرفة.
المقدم: صحيح.
وما جاء من قوله -عليه الصلاة والسلام- «تعرف على الله في الرخاء» إيش؟
المقدم: يعرفك.
(يعرفك)، يرد على هذا الكلام، أو يقال كما قيل في نظائره من باب المقابلة والمشاكلة، نعم، هذا إذًا سلم هذا الفرق، لما كانت معرفة البشر لله هي بتدبر آثاره دون إدراك ذاته، يعني لنا مسبوقة بإيش؟ بجهل يعني نشأت بعد أن لم تكن، ويقال: الله يعلم كذا، ولا يقال: يعرف كذا، لما كانت المعرفة تستعمل في العلم القاصر المتوصل إليه بتفكر، وليس كذلك علم الله -جل وعلا- نعم.
المقدم: نعم.
وأصله من (عرفت الشيء) أي أصبت عرفه، أي رائحته؛ لأن الرائحة في دلالتها على الشيء..
المقدم: صحيح.
كغيرها من أسباب المعرفة، ولذلك الإدراك إدراك المعلوم يكون بالحواس في الأصل..
المقدم: صحيح.
بالحواس الخمس ومنها:
المقدم: الشم.
الشم، يكون أصله من عرفت الشيء أي أصبت عرفه أي رائحته، هذا كله كلام الراغب، (وكاءها) الوكاء بكسر الواو وبالمد، هو الذي يشد به رأس السرة والكيس ونحوهما، قاله الكرماني، وفي المصباح (الوكاء) مثل كتاب حبلٌ يشد به رأس القربة، وقوله: العينان وكاء السَّهم، فيه استعارة لطيفة؛ لأنه جُعل لأنه جَعل يقظة العينين بمنزلة الحبل؛ لأنه يضبطها، فزوال اليقظة كزوال الحبل؛ لأنه يحصل به الانحلال، والجمع (أوكية) مثل سلاح وأسلحة، و(أوكية السقاء) بالألف شددت فمه بالوكاء، و(وكيته) من باب وعد لغةٌ قليلة، أو قال في الحديث.
المقدم: «اعرف وكاءها» أو قال «وعاءها».
أو قال وعاءها، شكٌّ من زيد، زيد بن خالد راوي الحديث جزم به الكرماني، نعم. وقال العيني: يجوز أن يكون ممن دونه من الرواة، وفي بعض طرقه عند البخاري: «اعرف عفاصها ووكاءها» من غير شد من غير شك نعم، اعرف عفاصها ووكائها من غير شك، وعاءها الوعاء هو الظرف بكسر الواو ويجوز ضمها وهو قراءة الحسن، نعم، {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ قبل وِعَاءِ أَخِيهِ} [يوسف: 76].
يجوز ضمها قراءة الحسن وعاء،
المقدم: نعم.
نعم، وعاء، وهو لغة وقرأ سعيد بن الجبير: إيعاء، إيعاء أخيه، يعني بقلب الواو همزة، وهذا ذكره الزمخشري في تفسيره، ويقول الجوهري: الوعاء واحد الأوعية، الوعاء واحد الأوعية، يقال: أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلته، أوعيت الزاد والمتاع إذا.
المقدم: جعلته.
جعلته في الوعاء، قال عبيد بن الأبرص:
الخير أبقى وإن طال الزمان به |
والشر أخبس ما أوعيت من ذاتي |
والإناء والوعاء مترادفان لغةً وشرعًا وعرفًا، يعني الآنية،
المقدم: الإناء.
نعم
المقدم: نعم، نعم..
الآنية هي الأوعية، والأوعية.
المقدم: هي الأواني.
هي الأواني لغةً وشرعًا وعرفًا، وهذا مما.
المقدم: تتطابق فيه.
نعم. اتفقت عليه الحقائق الثلاث
المقدم: نعم.
وهذا مما اتفقت عليه تتطابقت عليه الحقائق الثلاث.
المقدم: الحقائق اللغوية والشرعية والعرفية.
والشرعية والعرفية، لكن إذا قيل فلان وعاء علم، نعم (فلان من أوعية العلم) هل معناه إنه إناء للعلم؟ أم ما يمنع لكنه إناء معنوي ولا حسي؟
المقدم: لا هنا معنوي.
معنوي، لكن باعتبار أن العلم في القلب، والقلب يحويه البدن لا يمنع أن يكون أيضًا وعاء حقيقي، نعم. لكن هل العلم مادة محسوسة توضع في الإناء كما توضع المواد المحسوسة بالأوعية؟ لا ليس كذلك، نعم. فاختلف من هذه الحيثية، نعم يرد الوصف لبعض العلماء بأن فلان من أوعية العلم، يعني يحوي علمًا.
المقدم: كثيرًا.
كثيرًا، لكن هل يكون من أوعية العلم، بمعنى أنه يحوي علم كثير محفوظ من غير فهم؟ نعم. أو يمكن، باعتبار أن هذه المادة وجدت في هذا الوعاء بغض النظر هل من ابتكاره ومن استنباطه أو هي مجرد محفوظات، نعم.
المقدم: قد يكون هذا؟
باعتبار أن الكتاب وعاء لهذه المعلومات التي فيه، وهو لا يستطيع أن يتصرف، وليكن هذا الحافظ هو مجرد وعاء، لكنهم هم يقولونها في مقام المدح.
المقدم: نعم.
يقولونها في مقام المدح، ولا يمكن أن يُمدح لمجرد الحفظ لا بُدَّ أن يكون هناك فهم.
المقدم: في نسختنا -أحسن الله إليك– في الكتاب قال المحقق: قال وكاءها أوائل عفاصها، ثم أدرجها بكلمة الرفع وحذاؤها وسقاؤها، فهل هذا بمستقيم.
الوكاء، نعم.
المقدم: إي نعم، في الهامش، قال: وكاءها أوائل عفاصها وحذاؤها وسقاؤها، هكذا، فهل يمكن هذا خطأ من؟
أولا ما نعرف لها معنى.
المقدم: إي نعم.
أما هو جاء بالألفاظ الثلاثة على ما في الحديث، يعني حكاية على ما في الحديث، فوكاءها في الحديث منصوبة.
المقدم: صحيح.
وحذاؤها وسقاؤها، نعم. في الحديث.
المقدم: مرفوعة.
مرفوعة، جاء بها، لكن لا أعرف معنىً لأوائل، أوائل عفاصها.
المقدم: نعم.
ما معناها؟
المقدم: ما أدري، طيب أحسن الله إليكم.
على كل حال هذه المعاني سترد إن شاء الله في الشرح.
المقدم: أحسن الله إليكم، ونفع بعلمك نستكمل بإذن الله ما تبقى من ألفاظ هذا الحديث، حديث زيد ابن خالد الجهني بإذن الله في حلقةٍ قادمة، وأنتم على خير.
أيها الإخوة والأخوات بهذا نصل وياكم إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم (شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح)، لقاؤنا بكم يتجدد بإذن الله تعالى في حلقة قادمة وأنتم على خير، نسأل الله تعالى يوفقنا وإياكم لكل خير، إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
"