معالم منهجية في طلب العلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:

فالمحاضرة التي أعلن عن عنوانها كررت مرارًا وقلبت من وجه إلى وجه وألقيت المنهجية على وجوه مختلفة في كيفية الطلب في كيفية الحفظ في ممارسة المتون في معالجة الشروح في جرد الكتب المطوّلة في كل هذا محاضرات ومجموعها مجموع هذه المحاضرات يمكن خلاصتها أن تكون في هذه المحاضرة على وجه مختصر موجز وإلا ففي كل جزء وفي كل فرع من فروع المنهجية اللازمة لطلب العلم في كل واحد منها محاضرة مستقلة وهي موجودة ومتداولة وأخشى أن يكون الكلام مكرر مع ما سبق لكن طلب لا بد من إجابته فأقول العلم الذي جاء مدحه في الكتاب والسنة ورفعة شأنه وشأن أهله هو علم الكتاب والسنة العلم قال الله قال رسوله والعلم الذي دلت عليه الآيات وحثت عليه دلت عليه نصوص الكتاب والسنة هو العلم الذي يورث خشية الله تعالى الذي يورث الخشية ﯣﯤ فاطر: ٢٨  والمراد بهم علماء الكتاب والسنة علماء الوحيين الذين لهم عناية واهتمام بالوحيين وما يعين على فهم الوحيين في وقت التنزيل وفي عصر النبي عليه الصلاة والسلام كانت الطريقة للتلقي والمنهجية في طلب العلم من الصحابة رضوان الله عليهم عن نبيهم عليه الصلاة والسلام هي سماع كلامه ينزل عليه القرآن منجما فيقرؤه عليهم وهم يسمعون ويحفظون ويفهمون ويبين لهم ما يحتاجون إلى بيانه ويسألون عما يشكل عليهم ويحدثهم عليه الصلاة والسلام وهم يستمعون فالطريقة للتلقي هي السماع من النبي عليه الصلاة والسلام ولذا جعل أهل العلم السماع من لفظ الشيخ أولى طرق التحمل وأصح طرق التلقي السماع من لفظ الشيخ لأنها هي الأصل فالأصل أن النبي عليه الصلاة والسلام يحدث والصحابة يستمعون كان الصحابة رضوان الله عليهم من منهجهم أنهم يسمعون ويحفظون يستمعون إلى ما يلقيه عليهم من نصوص الكتاب ومن حديثه عليه الصلاة والسلام المبين الموضح الشارح للكتاب وهم يحفظون ويتفهمون ويتفقهون من نصوص الوحيين مباشرة بدون واسطة بدون واسطة علوم أخرى تعينهم على فهم الكتاب والسنة لماذا؟ لأنهم عرب والقرآن نزل بلسان عربي والرسول عليه الصلاة والسلام حدثهم بلسانهم ولم يختلطوا بغيرهم بحيث تتأثر لغاتهم ومفاهيمهم في أول الأمر يتلقون من الكتاب والسنة مباشرة ويتفقهون وليس لديهم من العجلة كما هو موجود عند كثير ممن يحاول أن يحوي العلم الكثير في الوقت القصير يعني جاء عن عمر رضي الله عنه وابنه عبد الله بن عمر أنهم عالجوا سورة البقرة ثماني سنين أو اثنتي عشرة سنة هذا هو العلم الذي من أجله أنزل القرآن القرآن أنزل للعمل والعمل لا يمكن إلا بعد الفهم والفهم مبني على التدبر كثير من طلاب العلم يستعجل النتيجة فيحرم تجده يقول أنا أريد أن أقرأ القرآن وأحفظ القرآن في مدة يسيرة في شهرين هذا موجود هناك برامج تمني طلاب العلم أن يحفظوا القرآن في شهرين لكن هذه ليست طريقة لأن الذي يحفظ بهذه الطريقة لا يلبث أن ينسى وتصعب مراجعته لكن لو أخذ بالتدريج كما أثر عن عمر وعن ابنه لا نقول أن الإنسان يمكث هذه المدة لأن الأعمار قصيرة لكن ينبغي أن يتريث الإنسان في أخذه العلم وليس معنى أن يتراخى يعني بدلاً من أن يقرأ عشر آيات في اليوم في تفسيرها ومحاولة فهمها واستنباط الأحكام والآداب منها يقول لا أنا مادام يقولون بعدم العجلة والتريث أنا بدال ما أقرأ عشر آيات أقرأ آية وبدلاً من أن أنتهي من القرآن في سنتين مثلاً أو ثلاث سنوات أقرأ كل يوم آية وأراجع عليها تفاسير بعشرين سنة ليس المراد من هذا التثبيط بقدر ما يكون المراد منه التأني والتريث ليستطيع الإنسان فهم ما يقرأ لأن العجلة حقيقة تحرم الطالب من التحصيل ووجدنا من يحاول جاهدًا أن يأخذ أكبر قدر من العلم ثم بعد ذلك في النهاية ينقطع يكون كالمنبت الذي لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى تجده يرهق نفسه يرهق حافظته التي لا تعينه على حفظ الكثير ثم في النهاية لا شيء نعم وجد من حفظ القرآن في ثمانين يوما كالزهري ووجد من حفظه في شهرين ووجد من حفظه في ثلاثة أشهر وأما ستة أشهر وسنة هذا كثير على كل حال التدريج مطلوب والعلوم لبنات بعضها مبني على بعض فلا يستطيع الطالب أن يفهم ما صُنّف للطبقة الثانية قبل أن يمر على ما صنف للطبقة الأولى نعود إلى طريقة الصحابة الصحابة يتلقون عن الرسول عليه الصلاة والسلام مباشرة وليس فيهم الكاتب إلا القليل النادر كعبد الله بن عمرو بل كلهم أو جلهم يسمعون ويحفظون ويفهمون ويسألون عما يشكل عليهم في أول الأمر نهوا عن الكتابة كما في حديث أبي سعيد في حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم وغيره: «لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن ومن كتب شيئًا غير القرآن فليمحه» لماذا؟ لأن الكتابة تؤثر في الحفظ الكتاب تؤثر في الحفظ وهذا شيء محسوس الذي يعتمد على حافظته ترسخ العلوم والفوائد التي يريدها في ذهنه وإذا كتبها واعتمد على الكتابة نسيها لما كان الناس بحاجة إلى دفاتر للأرقام التي يحتاجونها بعض الناس يعتمد على حفظه فلا يحتاج إلى هذا الدفتر ثم اعتمد الناس على هذه الدفاتر انتهى الحفظ ثم جاء التخزين في الجوالات والهواتف ثم تجد الإنسان يغلط في رقمه الخاص أما رقم أبيه ورقم أمه فهذا لا يكاد يحفظه لماذا؟ لأنه اعتمد على غيره وهكذا كان الحال في أول الأمر الاعتماد على الحفظ ونُهوا عن الكتاب من أجل ذلك كثر الناس واحتاجوا إلى تدوين العلم وتباينت محفوظاتهم منهم الذي يحفظ ومنهم الذي عنده ضعف في الحفظ فأذن بالكتابة أذن بالكتابة وإن كان لها أثر على الحفظ ما زالوا يحفظون ووجد من يكتب في الصدر الأول ثم بعد ذلك اعتمد الناس على الكتابة اعتمادا كليًا فضعفت الحافظة عند كثير من المتعلمين والسبب اعتمادهم على المكتوب في القرن الثاني بدأ التصنيف والتأليف والكتابة والحفظ موجود الحفظ موجود ثم انتشرت الكتابة في القرن الثالث ودُونت المصنفات من كتب الحديث الصحاح والسنن والجوامع والمسانيد والمعاجم وغيرها وما يخدم القرآن في الصدر الأول لم يكونوا بحاجة إلى ما يعينهم على فهم الكتاب والسنة لأنهم عرب ما تلوثت فطرهم ولا اختلطوا بغيرهم يفهمون مباشرة من الكتاب والسنة هذه طريقتهم لكن الدّعوى التي أثيرت حول التلقي من الكتاب والسنة في هذه الأيام هل هي مناسبة؟ هذه طريقة الصحابة لكن هل يناسب أن تقال في مثل هذه الأيام؟ يمكن أن يتعامل طالب علم مع نصوص الكتاب والسنة من غير نظر في علوم الآلة في علوم العربية التي تعينه على فهم الكتاب والسنة في علوم الحديث في أصول الفقه في قواعد التفسير؟ لا يمكن فالتفقه من الكتاب والسنة ومخاطبة آحاد الطلاب ومبتدئيهم الذين هم بالعوام أشبه هذا تضييع لهم ومازال العلماء من بعد القرون المفضلة يؤلفون فيما يعين على فهم الكتاب والسنة يعني الصدر الأول الصحابة والتابعون ما عندهم مؤلفات بدأ التأليف بعدهم حينما ظهرت الحاجة ظهر أناس ما يفهمون وأنزلوا النصوص في غير مواقعها وفهموا منها غير ما فهمه الصحابة والتابعون فاحتيج إلى قواعد تضبط لهم الفهم فهم النصوص يعني على سبيل المثال يكتب في الصحف يكتب من ينادي بالاختلاط يقول في الحديث الصحيح كان الصحابة يتوضؤون جميعًا الرجال والنساء يتوضؤون جميعًا رجال ونساء ويدعو إلى الاختلاط يقول في أماكن الوضوء يتوضئون جميعًا فأماكن العمل أسهل وأماكن الدراسة أسهل لأنه لا يترتب عليه انكشاف شيء من البدن لكن من يقول مثل هذا الكلام؟ يقول مثل هذا الكلام الجاهل الجاهل هناك قواعد تضبط الفهم فهم الكتاب والسنة العلماء قرروا أن مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفرادا فمعناه الرجال والنساء كل رجل مع امرأته مقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد يعني كل رجل مع زوجته يتوضؤون جميعًا كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يتوضأ مع عائشة ويغتسل مع ميمونة ويغتسل مع بقية نسائه فمثل هؤلاء يقال لهم تفقهوا من الكتاب والسنة؟ الكتاب والسنة فيها نصوص اعتمد عليها من غير فهم لمقاصدها طوائف البدع المرجئة وجدوا ما يؤيد بدعتهم نظروا إلى نصوص الوعد وتركوا نصوص الوعيد وعكسهم الخوارج والمعتزلة نظروا إلى نصوص الوعيد وتركوا نصوص الوعد لأنهم لم يوفقوا للتوفيق بين هذه النصوص رأوها متعارضة ومن الذي يستطيع أن ينظر للنصوص بعينيه كلتيهما؟ هو الذي سار على الجادة هو الذي سار على جادة أهل العلم الموثوقين منهم احتاج الناس إلى التأليف فيما يعينهم على فهم الكتاب والسنة والتأليف في هذه العلوم المعينة على فهم الكتاب والسنة ليس بحديث وليس بجديد يعني أصول الفقه قال أول من دونه الإمام الشافعي مولود سنة مائة وخمسين من الهجرة متوفى سنة أربع ومائتين علوم الحديث مبثوثة في كتب الأئمة جمعت في المحدث الفاصل وما جاء بعده من الكتب لكنها كانت قواعد محفوظة يطبقها أهل العلم ويتوارثونها ويتداولونها وهي موجودة في كتب الأئمة لكنها منثورة هل يعول على طالب علم مبتدئ يقال له اجمع هذه العلوم المنثورة من بطون الكتب الكبار؟ يستطيع؟ طالب علم مبتدئ يقال له اعتمد على الكتب القديمة جامع الترمذي فيه قواعد كثيرة منقولة عن أحمد والبخاري وغيرهما نقول لطالب مبتدئ اجمع هذه العلوم من هذا الكتاب؟ أو نؤلف له متن يجمع فيه هذه العلوم وييسر عليه الرجوع إليها؟ هذا الأصل يعني هذه العلوم ليست مبتدعة هي موجود أصولها موجودة في كتب أهل العلم لكن العلماء جمعوها تيسيرًا لطلاب العلم احتاج الناس إلى هذه العلوم فانبرى أهل العلم وصنفوها ومن الصدر الأول كل شخص يعطى ما يناسبها حدثوا الناس بما يعرفون محمد بن الربيع عقل المجة وهو ابن خمس سنين يعني ما يكلف أن يحدث بما هو فوق ذلك إنما مجة مجها النبي عليه الصلاة والسلام في وجهه فعقلها وأداها لما بلغ هذا مثل هذا يناسب هذا السن فالعلماء يعطون الطلاب على حسب ما يناسبهم ويناسب مستوياتهم ولذا صنفوا الطلاب إلى طبقات طبقات يسمونهم المبتدئين وطبقة تسمى المتوسطين والمتقدمين يعني الكبار على كل حال صنفوا لكل طبقة في كل فن ما يناسبها في كل فن ما يناسبها ولذا تجدون المؤلفات المختصرة والمؤلفات المتوسطة والمؤلفات المطولة يعني لو نظرنا إلى ابن قدامة مثلاً الموفق ابن قدامة ألف العمدة وكأنه يريده للمبتدئين لأنه على قول واحد وبأسلوب سهل وصدر كل باب من أبوابه بحديث صحيح من أجل أن يتعود الطالب على التعامل مع نصوص السنة والاستنباط منها ثم بعد ذلك ألف بعده المقنع على روايتين وهو كتاب أيضًا مختصر لكنه لا يناسب المبتدئين لأن فيه إلقاء للروايات من غير ترجيح ألف بعده الكافي وفيه روايات متعددة وفيه شيء من البسط ثم بعد ذلك ألف الكتاب الموسوعة المغني في شرح مختصر الخرقي وفيه ذكر المذاهب بأدلتها فلا يقال لطالب مبتدئ ابدأ بالمغني لأن فيه العمدة وفيه المقنع والكافي يكفيك المغني هذا تضييع تضييع لطالب العلم بل لا بد له من الجادة التي مشى عليها أهل العلم لا بد له من الجادة التي مشى عليها أهل العلم فإن كان مبتدئًا فله ما يليق به وإن كان متوسطًا له ما يليق به وإن كان متقدمًا له أيضًا من المؤلفات ما يليق به يعني يسمع بعض الطلاب ثناء الحافظ ابن كثير مثلاً وإشادة الحافظ ابن كثير بعلل الدارقطني شاب يحب الحديث ويسمع أن أهل الحديث هم إن لم يكونوا أهل الحديث الطائفة المنصورة إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم كما يقول الإمام أحمد فيسمع الإشادة بالعلل للدارقطني يذهب فيشتريه ثم يعكف عليه هل يكمل القراءة يوم واحد في هذا الكتاب؟ ما يمكن وآخر يحب العقيدة ويحب شيخ الإسلام ثم يسمع كلام ابن القيم.

واقرأ كتاب العقل والنقل الذي

 

ما في الوجود له نظير ثاني

ثم يذهب ليشتري العقل والنقل درء تعارض العقل والنقل ثم يقرأ فيه وحضرنا عند كبار أساتذة العقيدة من شيوخنا الراسخين يطوي مائة صفحة متتابعة يقول هذه ما تفهم من كتاب التعارض هل يستمر مثل هذا في طلب العلم؟ لن يستمر في طلب العلم هذا أمر مجزوم به مقطوع به ثم يأتي بعد يسمع ابن القيم يقول:

وكذلك التأسيس أصبح نقضه

 

أعجوبة للعالم الرباني           .

فيبحث عن نقض التأسيس وقد طبع كامل مؤخرًا ثم بعد ذلك يقرأ فيه صفحة صفحتين ثم يسجر به التنور ما يفهم شيء هذا الذي جعل العلماء يصنفون الطلاب إلى طبقات ويؤلفون لكل طبقة ما يناسبهم يعني قالوا في تفسير الرباني كما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره يعني بالمتون الصغيرة بالمسائل السهلة قبل المسائل العويصة يبدأ طالب العلم بالكتب الصغيرة لأنه مبتدئ سواء كان كبير السن أو صغير السن لأنه لا علاقة للتحصيل بالسن يتأخر في بداية الطلب ثم يكون مبتدئ ولو كانت لحيته بيضاء وش اللي يمنع؟ مبتدئ وقد يكون منتهيًا متقدمًا وإن كان صغير السن الإمام مالك لسبع عشرة سنة أو أكثر ما قيل عشرين سنة يفتي المقصود أنه لا ارتباط بين السن وطبقات المتعلمين المبتدئين ثم المتوسطين ثم المقصود أن الإنسان يبدأ يحرص يحرص وليه على إلحاقه بدروس العلم وأولى ما يعتنى به كتاب الله جل وعلا أولى ما يعتنى به كتاب الله جل وعلا فإذا كانت الحافظة تسعف فيستطيع أن يحفظ فلا يقدم عليه شيء ولا يخلط معه شيء يبدأ بحفظ القرآن حتى إذا ضمنه التفت إلى العلوم الأخرى لأنه لو خلطه أو خلط معه كتب أو فنون أخرى يخشى أن يسترسل مع العلوم الأخرى ويضعف نصيبه من القرآن ثم يجد في النهاية أنه انشغل بأمور أخرى عن القرآن وكثير من هذا الصنف كبروا وتصدروا وهم لا يحفظون القرآن لأنهم خلطوا معه غيره طريقة المغاربة كما ذكر ابن خَلدون المغاربة يبدؤون بالقرآن فيحفظونه كاملاً يحفظون القرآن كامل قبل أن يبدؤوا بأي علم من العلوم ويكونون بهذا قد ضمنوا حفظ القرآن وحفظ القرآن خير ما يعين على التحصيل في جميع الفنون حنا جربنا هذا في طلاب الجامعة يجي طالب حافظ ما شاء الله يعان على كل شيء ويأتي طالب نصيبه من الحفظ ضعيف يتعثر في كل شيء طريقة المغاربة كما قال ابن خَلدون في مقدمته الشهيرة أنهم يحفظون القرآن كاملاً قبل أن يبدؤوا بشيء من العلوم وهذه أيضًا طريقة المصريين إلى وقت قريب كنا نقرأ في الكتب يقول شرح الكفراوي مطبوع ومكتوب عليه مقرر السنة الأولى الابتدائية في الأزهر الشريف الكفراوي ما هو المتن الآجرومية الكفراوي شرح الكفراوي مقرر السنة الأولى الابتدائية شرح القطر مقرر السنة الثانية الابتدائية شرح شذور الذهب مقرر السنة الثالثة الابتدائية شرح ابن عقيل على الألفية مقرر السنة الرابعة الابتدائية سبحان الله ولا الدراسات العليا هذه عندنا الآن في كلية اللغة العربية سألت الشيخ عبد الرزاق قلت أي جامعة قبل هذه الابتدائية نسأله هل تخرجوا من الجامعة والا قال لا الابتدائية أول الدراسة لكن يشترط لدخول الابتدائي حفظ القرآن إذًا انتهى العجب الطالب حافظ القرآن معناه بيستطيع أن يعالج هذه الكتب ترى القطر فيه وعورة يا إخوان يعني متنه فيه شيء من الوعورة يقرر على ثاني ابتدائي ما هو من عبث وليس من فراغ يعني بعد تجربة طويلة وليس المراد من ذلك تعذيب الطلاب أو تكليفهم ما لا يطيقون لا لكن حملهم على مثل هذا هو الذي خرج منهم من خرج من العلماء ثم بعد ذلك صار التعليم عندهم مثل غيرهم شاع بينهم شيوعًا كما قرر في قبل ستين سنة أن التعليم يشاع بين الناس كالهواء والماء ثم ذاب وضاع صاروا مثل غيرهم أو أقل من غيرهم كانوا يعني يأتينا منهم فحول لأنهم درسوا على الطريقة اللي ذكرت ثم بعد ذلك لما صاروا مثل غيرهم صاروا مثل غيرهم أيضًا بعد التخرج المنهجية والتخطيط له دور في التحصيل المشارقة طريقتهم كما ذكر ابن خَلدون أنهم يتدرجون في حفظ القرآن مع العلوم الأخرى يعني للمبتدئين يجعلون المفصل وكتاب مختصر في العقيدة وكتاب مختصر في الحديث كتاب مختصر في الفقه كتاب مختصر في النحول كتاب مختصر في كذا وكذا إلى آخره ثم الطبقة التي تليها يجعلون له مثلاً إلى نصف القرآن مع كتب الطبقة الثانية ثم بعد ذلك يتدرجون في الحفظ إلى أن ينتهي القرآن وهكذا لكن أقول الشاب الصغير الذي تسعفه حافظته يحرص والده على أن يكمل القرآن قبل أي علم لأنه يمكن أن يكمل القرآن بسنة هذه السنة سوف تضيع في القيل والقال ولاحق إن شاء الله على خير بعض الناس تسعفه الحافظة يستطيع أن يحفظ جزء من القرآن في اليوم هذا موجود إلى وقتنا هذا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وبعض الناس لا يستطيع أن يحفظ آيتين هل نقرر للمجموعة كلهم حفظ ورقة؟ كما هو حاصل الآن في التعليم الذي لا يفرق بين أذكى الناس وأغباهم كلهم لا بد أن يبدؤوا من الأولى الابتدائي إلى الجامعة ستة عشر سنة يحشر هذا الذكي الذي يمكن أن يتخرج في سنتين مع هذا الغبي الذي يمكن أن يبلغ الخمسين وما حصل شيء أليس هضمًا لحق هذا وتحطيم له يعني مطلوب من من من القائمين على التعليم أن يعيدوا النظر في هذه الكيفية الشيخ حافظ الحكمي جاءهم الشيخ القرعاوي رحمة الله عليه في الجنوب سنة ألف وثلاثمائة وثمان وخمسين وطلب من الشيخ حافظ أن يلتحق بدروسه فرفض أبوه يضيع رعاية الغنم فلما مات الأب سنة ستين التحق بالشيخ سنة ستين متى ألف معارج القبول سنة ثنين وستين بسنتين ولذلك يقولون أول سن لبداية الطلب جمهور أهل الحديث يقولون خمس سنين ويجعلون حديث محمود بن الربيع أصل لهذه المسألة لأنه عقل المجة وجرى على هذا عموم أهل الحديث فيحضرون الصغار للسماع فيكتبون لمن بلغ الخمس سمع ولمن لم يبلغ الخمس حضر يثبتونه في الطباق يثبتونه في السماع إذا كان أكمل الخامسة لكن هل هناك سن مطرد يجمع الناس لصحة التلقي؟ المحققون منهم قالوا المعوّل في ذلك على التمييز المعول في ذلك على التمييز ومن الصغار من يميز الخمس منهم من يميز لأربع ومنهم من يميز لسبع ومنهم من قد يبلغ العشر ما ميز فكل على ما وهبه الله جل وعلا تكون منزلته ويصنفون على هذا الأساس لكن مثل هذا التفاوت مع كثرة الراغبين في التحصيل فيه فيه صعوبة يعني يصنف كل شخص بمفرده له مرحلة خاصة والذي أقل منه في الفهم له مرحلة هذا صعب لكن جمعوا ذلك كما جاء في الحديث «مروا أولادكم بالصلاة لسبع» يعني جعل السبع غاية يميز لها أكثر الناس نعم قد يوجد من يميز لخمس ولست وقد يوجد من لا يميز ولا لسبع ولا لثمان ولا لتسع لكن هذا السن باعتبار أن التشريع عام يشمل الناس كلهم فلا ينظر إلى كل شخص بمفرده لأن هذا فيه صعوبة جعلت السبع حد للأمر بالصلاة والعشر حد للضرب على الصلاة لماذا ما ترك التقدير للأب متى ما ميز ولدك تأمر بالصلاة؟ لأن الآباء عندهم شفقة على أولادهم شفقة على أولادهم فمنهم صاحب التحري الذي يجيب ولد له ثلاث سنين ليؤذي الناس والله ولدي مميز وهذا من شدة حرصه على الخير والثاني لا عنده شيء من التساهل عند باب المسجد ولده عمره عشر سنين يقول والله ما ميز فجمع الناس كلهم لسبع هذا في التشريع العام لكن في الأمور الخاصة كل إنسان له ما يخصه كل إنسان له مواهبه فلا يحشر هذا الذكي مع ذلك الغبي وهذا السريع الفهم مع بطيء الفهم هذا قوي الحافظة مع ضعيف الحافظة فيهاب يهيب بالقائمين على التعليم أن ينتبهوا لمثل هذا أن يراقبوا الطلاب من أول سنة يدخلون في هذه المدارس فالموهوب لا يحشر مع الضعاف والغبي جدًا لا يحشر مع المتوسطين وهذا أمر سهل يعني تقسيم الناس إلى ثلاث فئات أمر سهل يعني فئات متقاربة لا يلزم أن يكونوا بدقة هذا عنده من الذكاء عشرين بالمائة لا تزيد ولا تنقص وهذا عنده خمسين وهذا عنده سبعين لا ما يلزم لكن التقارب مطلوب أهل العلم صنفوا للمبتدئين كتب تناسب عقولهم وهذه الكتب مختصرة جدًا ثم هذه الكتب شرحت ليرجع إليها المعلمون ويحضرون منها الدروس وقد يرجع إليها بعض الطلاب النابهين طيب هذا الطالب المبتدئ يقرأ هذا المتن ويحفظ هذا المتن ثم بعد ذلك يسمعه الشيخ طيب الشيخ ما يسمع الطلاب كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يسمع الصحابة القسم الأول من أقسام التحمل السماع من لفظ الشيخ هو الأصل لما كان بالمقدور أن يجمع الناس ويلقي عليهم الشيخ لكن كثر الناس كثرة تجعل هذا شبه متعذر وصار الطلاب يأتون أفواج ويصعب أن كل فوج يجلس لهم الشيخ ويسمعهم الحديث فاتخذ الناس طريقة أخرى وهي العرض والقراءة على الشيخ القراءة على الشيخ وهي المعمول بها الآن في في الدروس يقرؤون على الشيخ والشيخ يشرح ويقرر ويستدل لها بما جاء في الصحيح من حديث ضمام بن ثعلبة وهو الأصل في الطريق الثاني من طرق التحمل..، القراءة على الشيخ وهو العرض اعتمد الناس على هذه الطريقة وصارت معتمدة أكثر من السماع لا لأن السماع قليل الفائدة والجدوى يبقى السماع هو الأصل يبقى السماع هو الأصل ثم بعد ذلك يليه العرض ومنهم من فضل العرض والإمام مالك رحمه الله تعالى لا يعرف عنه أنه قرأ الحديث على أحد وإنما يقرأ عليه يعني يتلقى عنه بطريق العرض وغيره من من العلماء في الصدر الأول يسمعهم يعني يقرؤون على الطلاب الحديث سواء كان من حفظهم أو من كتبهم زاد الناس وكثر الطلاب كثرة لا يمكن ولا يتصور أن الشيخ يسمعهم ولا يقرؤون عليه فاحتاج الناس إلى ما يسمى بالإجازة الإجازة لا يسمعون من الشيخ ولا يقرؤون على الشيخ يأتون للشيخ فيختبرهم إذا كانوا يعني أهل لأن يجازوا برواية الكتب يجيزهم يقول أجزت فلان بن فلان أن يروي عني صحيح البخاري أو الكتب الفلانية المدونة في فهرستها وما أشبه ذلك هذه طريقة من طرق التحمل يعني احتيج إليها وإلا فالأصل ليست يعني في في الواقع لا يجود ما يسندها من لغة ولا شرع لكن الحاجة داعية إليها وهي نظير ما يسمى الآن في الدراسات النظامية الانتساب قريبة من الانتساب يعني كثير من الناس ظروفهم ما تمكنهم من الانتظام السماع من الشيوخ ولا القراءة على الشيوخ ينتسبون إلى محاضن العلم الشرعي فيعطون إجازة يعطون شهادات بهذا بهذا الانتساب يختبرون ويعطون شهادات الإجازة على وجهها والانتساب على وجهه من طالب حريص مؤهل أفضل من الانتظام الرديء يعني تجد طالب منتسب مثلاً فإذا طلع انتهت النتائج فإذا به مع الأوائل تجد كثير من المنتظمين نتائجهم رديئة لماذا؟ لأن هذا انتساب كما يسميه أهل العلم على وجهه مثل الإجازة على وجهها يعني لشخص أهل لهذه الإجازة يحفظ ويفهم وحريص على التحصيل ومر بنا مرارًا أن الأول يكون منتسب ما فيه مانع أو الثاني أو الثالث ومع ذلك يكون ثلة كبيرة من المنتظمين الذين يحضرون الدروس تجدهم اللي حامل مواد واللي راسب واللي درجاته ضعيفة لماذا؟ لعدم الإهتمام يعني تصور طالب يقرأ جريدة أثناء الدرس أو يقرأ في كتاب آخر أو ينعس أو يكلم جاره أي هذا والا الانتساب أفضل الانتساب أفضل هذا لا يشغل نفسه ولا يشغل غيره ولذلك قال أهل العلم أن الإجازة على وجهها خير من السماع الرديء فينتبه لمثل هذا كثير من الطلاب تجده إما ينعس في الدرس أو يلتفت لزميله أو يكلم في الجوال أو يقرأ رسائل هذا يا أخي هذا يتأذى ويؤذي ويرجو مع ذلك أن يحصّل ويرجوا أن يكون ممن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا هذا ما سلك طريق هذا يضحك على نفسه فالوعد الذي جاء في الحديث «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» ليس بهذه الطريقة يلتمس العلم إنما بالحرص ومزاحمة الشيوخ والانتباه لما يقولون والسؤال عما يشكل والاستفهام عما يستغلق هذا الذي جاء يلتمس علم أما جاء إما يتكئ على عمود وينعس أو يلتفت إلى زميله ويتحدث معه أو يقرأ في جوال أو في كتاب آخر هذا لا نصيب له من الوعد ولا ولا من التحصيل أيضًا قد يقول قائل مثلاً الإمام الدارقطني رحمه الله في مجلس التحديث ينسخ معه كتاب وينسخ ما هو بينسخ الأحاديث التي تلقى ينسخ في كتاب آخر لماذا ما نصير مثله؟ نقرأ رسائل جوال ونصير مثل الدارقطني شخص جالس بجوار الدارقطني قال أنت بس جاي تضيق على الناس انسخ في بيتك قال لماذا؟ قال الشيخ يحدث وأنت تنسخ في كتاب آخر قال له الدارقطني كم قرأ الشيخ من حديث؟ كم قرأ الشيخ من حديث؟ قال والله ما أدري لا أدري قال الدارقطني قرأ ذكر العدد من الأحاديث وسردها بأسانيدها ومتونها من أولها إلى آخرها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء بعضهم يقول أن مثل هذا مستحيل لأن الله جل وعلا ما جعل لرجل من قلبين في جوفه لكن هناك فضل يؤتيه الله جل وعلا من يشاء فيجعله يحفظ وإن وجدت المؤثرات تجده يحفظ وإن وجدت المؤثرات وبعض الناس بيده الكتاب ويحاول يحفظ وفي مكان ضيق جدًا محصور وهذا هو المناسب للحفظ المناسب للحفظ أن يكون المكان ضيقًا لئلا يتشتت النظر يمين وشمال ويعالج الحفظ ولا يستطيع وإذا هبت ريح والا النافذة تحركت أو الباب حركت ما يدري وين هو به هل هو في الصفحة اليمنى أو في الصفحة الأخرى؟ ولا يدري أين وقف فالناس يتفاوتون فمثل هذا عليه أن يزيد في حرصه وتحفظه وتفهمه ومراجعته للنص الشروح والحواشي وسؤال أهل العلم من أجل أن يثبت العلم في صدره يعني الطلاب كما قال أهل العلم في القسمة الرباعية منهم من يحفظ ويفهم هذا لا يتعب كثيرًا ولا يلبث مدة طويلة إلا أن يكون معدودًا في العلماء هذا إذا وُفق وإلا وجدنا كثير من هذا النوع يكون جلده على التحصيل ضعيف عنده فهم وعنده حفظ فلا يلبث أن ينقطع لماذا؟ لأنه يحضر والمدرس يعيد يكرر هو حفظ من أول مرة فتجده يمل وفي الغالب الله جل وعلا يوزع المواهب ويقسمها بعدل تجد هذا أعطاه الله حفظ وأعطاه أيضًا جلد وصبر للحفظ وهذا أعطاه الله فهم لكن ما عنده صبر ذاك فالقسم الأول الذي يحفظ ويفهم الثاني الذي يحفظ ولا يفهم والثالث الذي يفهم ولا يحفظ والرابع الذي لا هذا ولا هذا من أعطي الفهم والحفظ هذا تيسر له السبيل يسر الله له السبيل ولا عذر له في الجد والاجتهاد ليحصل في أقرب مدة وأقصر وقت الثاني الذي يحفظ ولا يفهم يحفظ مستعد يحفظ أي مقطع تعطيه إياه ذكروا عن عن شخص ترجم له في كتب تواريخ الأندلس أنه قال من فضول محفوظاتي كتاب الأغاني يعني ما بقي إلا كتاب الأغاني ثلاثين مجلد حفظه ما بقي إلا هو وتجد بعض طلاب العلم الحريص على التحصيل يعالج الأربعين النووية أشهر ويا الله يكمل وهذا يقول من فضول محفوظاتي الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني وهو معدود في أهل العلم وماذا عن الكتاب والسنة والشروح والحواشي هذا حفظ كل شيء الذي وصل به الحد إلى أن يحفظ الأغاني ما بقي له شيء هذا النوع الذي يحفظ من دون فهم هذا كيف يستفاد منه؟ أولاً ليس المراد من ذلك التقليل من شأن الحفظ العلم الشرعي عماده الحفظ لأنه مبني على الكتاب والسنة فالكتاب لاسيما القرآن لا يمكن أن ترويه بالمعنى إن لم تحفظ خلاص انتهى ما عندك شيء السنة أيضًا الموضحة المفسرة للقرآن لا تجوز روايتها بالمعنى إلا بشروط وأهل العلم يقولون ذكروا من الأمثلة الذي علمه في صدره كمثل من زاده التمر زاده التمر وهو مسافر يحتاج ينزل من الدابة من أجل أن يطبخ ما يحتاج يأخذ من الخرش ويأكل يأخذ من الإناء ويأكل مباشرة لكن الذي لا يحفظ والآلات موجودة عنده كتب وعنده مكتبة ومراجع الذي لا يحفظ هذا قالوا مثل من زاده البر يحتاج إلى تنظيف ويحتاج إلى طحن ويحتاج إلى عجن ويحتاج إلى طبخ يحتاج إلى معاناة فأنت إذا كان العلم في صدرك مباشرة إذا سئلت أجبت لكن إذا كان في الكتب فإن كنت عالمًا بالقوة القريبة من الفعل كما يقول أهل العلم لأن الذي يحفظ مع الفهم هذا عالم بالفعل والذي عنده المراجع متيسرة ويحسن التعامل معها لكن حفظه ضعيف يقال هذا عالم بالقوة القريبة من الفعل بالقوة القريبة من الفعل بمعنى أنه إذا سئل مباشرة يذهب إلى الكتاب الذي فيه المسألة ويفتح الكتاب مباشرة يكون تقدم ورقة أو ورقتين أو تأخر هذا هذا قريب من الفعل هذا ما يكلفه شيء على طول يرجع إلى المراجع ويصدر بالقول الصحيح هذا عالم لكنه ليس بالفعل وإنما بالقوة القريبة من الفعل يعني إذا حرم الإنسان من الحفظ عليه معاناة الكتب والنظر فيها وإدامة النظر فيها من أجل إيش أن يعرف مواطن المسائل بعض الناس يسأل عن مسألة في الحدود فيأتي إلى المجلد الأول ويبدأه من أوله هذا عالم بالفعل أو بالقوة القريبة من الفعل لا هذا ولا هذا لكن بعض الناس ما شاء الله من قوة الخبرة والدربة على الكتب يفتح إن قدم ورقة أو أخر ورقة إلا على المسألة يعني هذه ليست مبالغة لأن الإنسان يعرف ما يهتم به تجد بعض الناس يحفظ من أرقام الهواتف الشيء الكثير لكن لو تسأله عنه سورة ما حفظها يحفظ الخمس سيارات سواء كانت لمعارفه وأصدقائه وأقاربه أو لبعيد الناس أي سيارة تمر يحفظ الأرقام والرموز الحروف ليش؟ لأنه يهتم بهذا عنده اهتمام منصب إلى معرفة السيارات موديلاتها وأرقامها فتجد يحفظ إلى الهواتف إلى أي نوع من أنواع متع الدنيا تجده إذا صب اهتمامه عرف لكن تسأله عن مهمات الدين لأنه لم يهتم بها ما يسعفه الجواب ما عنده جواب ومع الأسف أن نجد في شبابنا من تجده يحفظ أسماء أعجمية ما تدري كيف استطاع أن ينطقها لأنهم كما يقال نجوم نجوم فن أسماء أعجمية عويصة يعني تحتاج إلى دربة طويلة للنطق بها وتسأله عن أبي هريرة وعن ابن عباس وغيرهما من الصحابة ما يعرف شيء تجده في المرحلة الثانوية لماذا؟ لأنه انصب اهتمامه بهذا الجانب واعتنى به فحفظ ولم ينصب اهتمامه ولم يقم لم يرفع رأسه للاهتمام بهم مع ذلك ما يحفظ شيء من أخبارهم ولا أقوالهم وكذلك العلم إذا انتبه الإنسان إليه واهتم به وجعله نصب عينيه أعانه الله جل وعلا على تحصيله أما شخص يقول والله يبي يصير عالم ومع ذلك الليل سهر والنهار نوم يؤذيك حر المصيف وبرد الشتاء ويبس الخريف فأخذك للعلم قل لي متى؟ اليوم والله ربيع والله نبي نطلع وبكرة ما أدري إيش وين متى العلم؟ هذا ما يحصل علم من طلب العلى سهر الليالي يعني العلم تبذل فيه المهج يعني ذكرنا مرة قصة لواحد من شيوخ شيوخنا الذي لم ندركهم قالوا في ليلة عرسه ليلة زواجه ليلة الزواج لما دخل على المرأة تذكر آية قرأها في الصلاة وأشكل معناه عليها فنزل إلى المكتبة ومن تفسير إلى تفسير إلى أن أذن لصلاة الصبح ليلة العرس بهذا يحصل العلم نحن نقول لا إفراط ولا تفريط يعني يمكن ليلة بهذه الطريقة لكن لا ينبغي أن يكون كل العمر بهذه الطريقة لأن «لنفسك عليك حق ولزوجك عليك حق ولزورك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه» فالعلم يؤخذ بالتدريج لكنه يؤخذ بحزم وعزم ما يؤخذ بالتراخي والذي يسوّف لا يحصل علم تجده يقول نبني نبدأ من أول الشهر أو يقول من أول السنة أو من أول الأسبوع وإذا جاء أول الأسبوع والله فات هاليوم ... من الأسبوع الثاني وهكذا ثم يذهب العمر لا شيء فالتسويف آفة من العوائق عن التحصيل فإذا حدثتك نفسك بطلب العلم فمن الآن ورتب نفسك ورتب وقتك لأن كثير من طلاب العلم يتخبط ما يدري كيف يقرأ ولا من أين يبدأ ولا من وتجده اليوم في كتاب كذا وغدا لا هذا طويل نبدأ بالكتاب الثاني لا هذا صعب نبدأ بالكتاب ثم ينتهي عمره لا شيء من توفيق الله جل وعلا لطالب العلم أن يدله الله على شيخ يرسم له الطريق من أوله كثير من طلاب العلم إذا تخرج في الجامعة من كلية الشريعة أو غيرها وجد نفسه محرجًا الناس تنظر إليه على أنه شيخ متخرج من الشريعة فتجده يستفتى فإذا به لا شيء لا شيء يسأل ولا يجيب ثم تحدثه نفسه بطلب العلم فيجد نفسه في مفترق طرق هل يبدأ مع الطبقة الأولى الصغار يقرأ الأصول الثلاثة وآداب المشي إلى الصلاة والآجرومية والأربعين النووية والبيقونية هذه كتب صغيرة جدًا يعني كأنه يحتقرها ويحتقر من يعانيها لأنه عنده شهادة خريج فإن وفق بدأ من هنا يبدأ ولا ولا يحتاج إلى وقت لأنه عنده الآن عنده اختصارًا للوقت يعني يستطيع أن يتعامل مع هذه الكتب بمفرده يستطيع أن يحفظها إن مر عليه شتات علم وفتات في من كل فن وعلم مشوش يستطيع أن يضبطه بهذه المتون الصغيرة فيحفظ هذه المتون ويراجع عليها الشروح ويسمع عليها ما سجل من شروح ويفرغ على حواشيه ما يحتاج إلى تفريغ يعني تحتاج هذه المتون إلى أقل من شهر ثم يتخطاها إلى مرتبة إلى كتب الطبقة الثانية ما يحتاج إلى أن يحضر شيوخ مادام متخرج في كلية الشريعة يعني عنده شيء من المفاتيح الطبقة الثانية قد يوجد ما يشكل عليه في كتبها يكتبها عليها الخطوط بعد أن يراجع الشروح والأشرطة وغير ذلك يكتب عليها خطوط بأقلام ويسأل عنها أهل العلم ثم إذا أنهاها في شهرين أو ثلاثة ينتقل إلى كتب المتقدمين ويجلس معهم على الشيوخ الآن أدرك لكن إذا قال والله هذي كتب صغيرة للمبتدئين للأطفال للأطفال كيف أبدأ مع أطفال خلنا مع المتقدمين مع أسناننا وأقراننا ثم إذا حضر الدرس إذا ما عنده أرضية ولا عنده مفاتيح ولا شيء يتلفت يمنة ويسرة ولا يفهم شيء يعني تتصورون يا إخوان إنه وصل الحد أن واحد عندنا حاضر فتح الباري ومعه النووي على مسلم حاضر الدرس لفتح الباري الدرس لفتح الباري وحاضر معه النووي على مسلم يعني هذا عنده مفاتيح الإنسان إذا عرف قدر نفسه ارتاح لا بد أن يعرف الإنسان قدر نفسه ما يتطلع إلى مرتبة لم يصل إليها يعني هذا يحرج نفسه ويحرج غيره فعليه أولاً أن يعرف قدر نفسه ثم بعد ذلك يضع نفسه في المرتبة اللائقة بها لئلا يتعب ولا يُتعب وينتج أما إذا لم يعرف قدر نفسه فإنه حينئذٍ سوف يتعب نفسه ويتعب غيره ولا يحصل على شيء.

قلت في البداية أن الحديث عن المنهجية في طلب العلم ذو شجون وذو فروع لا يمكن أن ينهى في جلسة أو جلستين وتناولنا كثيرًا من فروعه في محاضرات وفي لقاءات لها أشرطة مسجلة فإن أردنا تصنيف الطلاب إلى طبقات وذكر ما لكل طبقة من الكتب في الفنون المختلفة فهذه موجودة في مجموعة من الأشرطة سميت كيف يبني طالب العلم مكتبته وهذه الكتب التي صنفت لطبقات المتعلمين تختلف من بلد إلى آخر ومن مذهب إلى آخر فالبلدان لكل بلد اختياره من كتب توارثوها ومشى عليه علماؤهم وعلموها طلابهم فالذي يكاد يتفق عليه مثلاً الآجرومية بالنسبة لطبقة المبتدئين في علم النحو لكن إذا جئنا إلى الطبقة الثانية فبعض البلدان بلادنا هنا يفضلون القطر قطر الندى لابن هشام وفي الجهات الأخرى كاليمن مثلاً كافية ابن الحاجب وملحة الحريري وهناك اختيارات في بلدان أخرى المقصود أن الإنسان عليه أن يعتني بما جرى عليه علماء بلده لماذا؟ لأنه قد يعسر عليه فهم جملة ولا يجد له من يحلها له لأن الكتاب غير مطروق في بلده قد يحتاج إلى الحضور عند شيخ فلا يجد شيخ يشرح له هذا المتن لأنه غير مطروق في بلده فطالب العلم عليه أن يعنى بالكتب التي عُرفت في بلده لكن لا مانع أنه إذا انتهى من كتاب وصار عنده حفظ هذا الكتاب وصار عنده فضل في الوقت ورأى أن يطلع على الكتب الأخرى الأمر له ما يضر فإن أراد أن يحفظ الملحة بعد الآجرومية لسهولتها واختصارها أيضًا وأراد أن يستغني بها عن الألفية لأن عندنا الآجرومية ثم القطر ثم الألفية الإشكال أنه إن كان يريد حفظ الألفية فحفظ متنين كلاهما نظم في فن واحد مشكل على كثير من طلاب العلم لأنه يوقعه في لبس النظم يقتصر على واحد إلا إذا كان عنده قوة في الحافظة بحيث يميز له هذا المتن من ذلك المتن يعني على سبيل المثال حفظنا البيقونية ونظم الصنعاني وألفية العراقي نريد أن نتكلم عن مسألة ونريد كلام العراقي يهجم عليك كلام الصنعاني تشعر أو لا تشعر أو العكس هذا إذا كانت الحافظة ليست من المتانة بحيث يستطيع أن يميز ويستحضر كل نص يريده لأن النظم النظم يهجم على القلب فإذا أردته أحيانًا يسبق إلى اللسان غير ما تريد بخلاف النثر النثر كأن فيه شيء من السعة النثر لو ما عزوته إنما تتكلم به كلاما مرسلاً سهل لأنك أحيانًا قد يقول وش الفرق وش المانع أنت تريد من الألفية فهجم عليك الصنعاني نظم النخبة وجئت أقول ما فيه مانع إذا كانت المسألة محددة وليس لها ذيول استوفاها العراقي ولم يذكرها الصنعاني لكن إن كان لها ذيول وشروط وأقسام وأمثلة استوفاها العراقي وما استوفاها الصنعاني لأن الصنعاني خمس ألفية ميتين بيت ما يمكن أن يستوفي ما يستوفيه العراقي فكيف تأتي بهذه الشروط وأنت أتيت بأصل المسألة من الصنعاني هذا يصعب جدًا فأقول من المنهجية في العلم التركيز على كتاب واحد يكون هو المحور الذي تدور عليه الكتب الأخرى وشرحنا هذا فيما يتعلق بعلم الحديث في طريقة بسطت وسجلت وعليها أمثلة ضرب عليها أمثلة تراجع يعني في مضانها ما يحتاج إلى أن نعيد ونكرر فيعتني طالب العلم بالكتب المعروفة في بلده بعد أن توسع الناس وكثر الطلاب وكثر أهل العلم وكثرت أنظارهم وتباينت وجهات أنظارهم تجد أدخل على بعض البلدان الكتب التي تقرأ في بلدان أخرى يعني فقه الحنابلة مثل في هذه البلاد المعتمد الزاد المعتمد زاد المستقنع الدليل متى عرف؟ ما عرف إلا بعد أن توسع الناس وشرح بشرح مبسط اسبه منار السبيل وخرجت أحاديثه يعني خدم من كل جهة فرأى كثير من الناس أن عبارته أسهل من الزاد ومخدوم من حيث التحليل اللفظي ومن حيث الاستدلال رأى بعض العلماء أن يشرحه لطلابه وإلا في هذه البلاد فهو معروف عند حنابلة الشام الدليل معروف عند حنابلة الشام لكن لما خدم وتيسر معاناته سهل يعني الأمر سهل والا ما فيه ولا نصف مسائل الزاد قد يقول قائل لماذا لا نعمد إلى هذا الكتاب السهل الميسر ونترك الزاد الصعب الذي يشكل على كثير من الطلاب؟ نقول لا يا أخي ترى السهولة ليست مقصد ولا يربى طالب علم على أساليب سهلة لا يمكن أن يربى طالب علم يدخر للمستقبل ليكون عالمًا ينفع الله به الأمة إلا إذا ربي على أساليب أهل العلم التي فيها شيء من الصعوبة والوعورة لأنه إذا هضم هذا الكتاب وفهم هذا الكتاب الذي فيه صعوبة يسهل عليه ما عداه يعني تفهم الدليل يشكل عليك مسائل في الزاد تفهم الزاد لا يشكل عليك شيء من الدليل وأبعد من ذلك إن فهمت مختصر خليل هذا ليس من كتب الحنابلة إنما معروف عند المغاربة المالكية إن فهمت مختصر خليل فلن يشكل عليك شيء من أساليب الفقهاء في الحديث مثلاً إن فهمت شرح ابن دقيق العيد على عمدة الأحكام فلن يشكل عليك شرح تقول والله أنا أدرس عمدة الأحكام أو أدرس عمدة الأحكام أبكتفي بتيسير العلام تيسير العلام كتاب مدرسي يفمه طالب العلم وهو في بيته يستلقي على قفاه في الملحق ويقرأ تيسير العلام ويفهم ما فيه إشكال لكن ما يربى طالب علم يدخر للأمة على مثل هذه الكتب يعني نفع الله به نفعًا عظيمًا سهل يعني المثقف العادي يستفيد منه ويوصى به لكن طالب علم يرجى للمهمات يدَّخر للملمات يشرح للناس مسائل العلم هذا ما يمكن أن يربى على كتب المعاصرين ولذا أذكر أنه أقيم دورة في هذا المسجد وفي غيره من المساجد انتقي كتب لشيوخ معاصرين ووكل إليهم شرحها وش كانت النتيجة؟ كم عدد الحضور؟ لا شيء أنا أدركتهم يعني يعني أحيانا ما يصلون إلى عشرة لماذا؟ لأن كتاب الشخص هذا المعاصر مع علمه وفضل وجلالة قدره أفهمه في البيت ما يحتاج إلى أن أركب السيارة وأجي للمسجد لكن لما انتظمت الآن الدورات ونظمت بدقة فأقبل الناس عليها عشنا حوالي عشر سنين في الدورات العلمية تخبط كل واحد يقترح عليه كتاب ويقترح عليه باب من كتاب أو الشيخ يقترح كتابه هذا ما يجدي مثل هذا رتبت الدورات الآن وأنهي متون وأعرف في مناطق كتب الطبقة الأولى كلها شرحت وحضرة ثلة من طلاب العلم حضروا بعدها كتب الطبقة الثانية وكلها شرحت وسجلت وكتب الطبقة الثالثة كذلك المتقدمين انتهوا منها والآن الذين حضروا من الأول يدرّسون في المساجد يعني أهل للتدريس ومرة تدعى لشرح كتاب النكاح هذا في الصيف لأن يكثر فيها الزواج تدعى لشرح كتاب النكاح من كتاب كذا، طيب أوائل الكتاب وين؟ ما شرح منها شيء قالوا له مناسبات أخرى ثم تدعى مرة ثانية لكتاب النكاح من كتاب ثاني تدعى لشرح كتاب المناسك من كتاب هذا تخبط هذا عشنا عشر سنوات ما لمسنا نتيجة ثم بعد ذلك انتبه الإخوان القائمون على الدورات المنظمون لها فرتبوا جداول ونفع الله بها نفعًا عظيمًا وأجدت وأثمرت وبنى الطلاب واستفيد منهم من هذه التجربة في مناطق أخرى وعم غيرها ولله الحمد والمنة.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم  وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.