الحكمة من جعل عقوبة من يكتم العلم أن يلجمه الله بلجام من نار

عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» [أحمد (8533)، وأبو داود (365)، وابن ماجه (261)، والحاكم (345)].

يقول المناوي في شرح هذا الحديث: «أي: أدخل في فيه لجامًا من نار؛ مكافأةً له على فعله، حيث ألجم نفسه بالسكوت في محل الكلام، فالحديث خرج على مشاكلة العقوبة للذنب، يعني: الجزاء من جنس العمل؛ وذلك لأنه -سبحانه وتعالى- أخذ الميثاق على الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه، وفيه حث على تعليم العلم؛ لأن تعلم العلم إنما هو لنشره والعمل به، ودعوة الخلق إلى الحق، والكاتم يزاول إبطال هذه الحكمة وهو بعيد عن الحكيم المتقن، ولهذا كان جزاؤه أن يلجم تشبيهًا له بالحيوان الذي سخر ومنع من قصد ما يريده» [فيض القدير (6/189)].

فحينما سكت في موضع الكلام، أو في وقت يتعين عليه فيه الكلام أشبه العجماوات، والحيوان يحتاج إلى لجام، وكذلك من كتم هذا العلم يحتاج إلى أن يُلجم بلجام من نار.