المحنة والنازلة في سب النبي صلى الله عليه وسلم، والنيل منه هي في حقيقتها وثمرتها خير، ولا يبتئس المسلمون في عموم الأقطار بهذه الأفاعيل، وإن كانت شرًّا في ظاهرها، فإذا كان الكلام في عرضه صلى الله عليه وسلم -كما في قصة الإفك- جاء في قول الله -جل وعلا-: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [النــور: 11] مع أنّ الكلام في العرض أشد من الكلام في ذات الشخص، فإنّ الكلام في ذاته صلى الله عليه وسلم خير في عاقبته من باب أولى، ومظاهر الخيرية في قضية سبه صلى الله عليه وسلم -فداه أبي وأمي والناس أجمعين- ظاهرة جدًّا، فبيوت المسلمين فضلاً عن غيرهم في غفلةٍ شديدة عن معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم، بل كثير من المسلمين لا أبالغ إذا قلت: إنه لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا مجرد اسمه، فلا يعرفون عن سيرته أكثر مما درسوه في المراحل الأولى من التعليم، وهو شيء لا يفي ولو بجزء يسير من حقه صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد لدى الناس اليوم اهتمام بالسيرة والشمائل، ولا بالخصائص والمعجزات ودلائل نبوته صلى الله عليه وسلم، وهو أكرم خلق الله على الله.