شرح المقدمة من نونية ابن القيم - (14)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وقفنا على العلو (ونقول إن الله تعالى).

طالب: .......

كله مقروء، نعم.

(فلما سمع المعطل) نهاية القراءة.

طالب: القراءة يا شيخ وقفنا (فلما سمع المعطل).

وبالشرح: (ونقول إن الله تعالى) مسألة العلو.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،

 فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: (ونقول) يعني مما نعتقده معاشر أهل السنة والجماعة، إضافة إلى ما تقدّم مسألة القرآن والكلام صفة الكلام لله -جل وعلا-، نقول أيضًا بعلوِّ الله -جل وعلا- على خلقه، والعلوُّ ثبت بالأدلة القطعيّة الكثيرة المتوافرة المتظاهرة التي أبلغها بعضهم إلى ألف إلى ما يقرب من ألف دليل، مسألة العلوّ، (ونقول) يعني نعتقد (إن الله تعالى فوق سماواته) السبع (مستوٍ على عرشه) ومسألة الاستواء جاءت فيها الأدلة من القرآن والسنة في سبع آيات من كتاب الله -جل وعلا- استواءً يليق بجلاله وعظمته، والاستواء معلوم بالنسبة لمعناه وهو في لغة العرب موجود معناه: علا وصعد واستقرَّ على عرشه {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، ولا يقتضي أنَّ العرش يُقلُّه، والعلوّ فوق السماوات من غير مماسّة كما سيأتي. (مستوٍ على عرشه) المبتدعة ينفون صفة الاستواء، ويؤولون استوى باستولى، ويريدون البيت المشهور لمن؟

طالب: .......

للأخطل.

طالب: النصراني.

النصراني، واسمه غياث بن غوث، الأخطل النصرانيّ الشاعر المعروف جاء ببيت ليس له شاهد من لغة العرب ولا دليل قال: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق. قالوا: معنى استوى هنا استولى، فيؤولون الآيات ويحرفون معناها ولفظها من استوى إلى استولى؛ فرارًا من إثبات هذه الصفة التي ثبتت بالقطع من الكتاب والسنة.

(فوق سماواته مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه) ما معنى بائن؟

طالب: منفصل لا .......

طالب: منفصل يا شيخ.

هو معناه منفصل، لكن تفسِّرها الجملة التي بعدها.

(ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته).

طالب: عدم الحلول.

وهذا يدلُّ دلالة واضحة على عدم الحلول الذي يقول به طوائف من المبتدعة: (ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته) هذا معنى (بائن من خلقه).

طالب: يا شيخ هل يستقيم في معنى العلو الجلوس أو القعود؟

استقرَّ.

طالب: .......

نعم، من معانيه من معاني الاستواء: الاستقرار.

طالب: والجلوس؟

فأجلسه.

طالب: بعض السلف قالوا بالجلوس.

فيه حديث: «فأجلسه بجانبه» هذا الحديث في كلام لأهل العلم.

طالب: إن صحَّ.

ماذا؟

طالب: إن صحَّ أثر ابن عباس.

إن صحَّ.

طالب: ....... حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.

نعم أجلس النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا إن صحَّ الخبر.

(وإنه تعالى إليه يصعد الكلم الطيب) يصعد الكلم الطيب، يترتّب عليه أجر من ذكر وإصلاح بين الناس وهداية ودلالة وإرشاد وتعليم، هذا الكلم الطيب. والصعود يكون من الأسفل إلى الأعلى، والصعود إنّما يكون من الأسفل إلى الأعلى، (وتعرج الملائكة والروح إليه) تعرض بمعنى؟

طالب: تصعد.

تصعد، والمعراج صعود بالنبي -عليه الصلاة والسلام- من الأرض إلى السماء، (وتعرض الملائكة والروح إليه) {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5].

طالب: خمسين ألف سنة.

طالب: كلا، الآيتان وردتا.

كلاهما، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4].

طالب: هذه المعارج يا شيخ.

هذه آية المعارض، وآية السجدة: {أَلْفَ سَنَةٍ}.

عطف الروح على الملائكة من باب عطف الخاص على العام، والمراد بالروح جبريل -عليه السلام-.

طالب: وذلك للاهتمام؟

ماذا؟

طالب: يفيد الاهتمام؟

عطف الخاص على العام وعكسه من باب الاهتمام بالخاص والعناية به، هذا أمر معروف عند أهل العلم. وإن قلنا بجنس الروح، جميع الأرواح، لكن منها ما يصعد ومنها أرواح الكفار لا تصعد، أما أرواح المؤمنين تصعد.

(وإنه يدبِّر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) بمعنى أنَّ أمره ينزل من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه.

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ، بالنسبة لأرواح ....... في حديث آدم -عليه الصلاة والسلام- حديث...

معروف أنّه عن شمال آدم.

طالب: هل هذا يدل على أنه ....... تصعد؟

لا، تغلق دونها أبواب السماء.

طالب: تقفل؟

تقفل، تغلق دونها الأبواب نسأل الله العافية، وتسجن في بئر في الأرض السابعة.

طالب: يعرج إليه .......

بعدما يكون نُفِّذ، بُلغ أولاً ثم نُفذ، أو لم يُنفّذ، ما كلّ الأوامر تُنفَّذ.

طالب: يعني المراد ما أُثبت في ....... الملائكة الذي يعرج .......

عروجه؟

طالب: نعم.

يقول: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5]، ومعنى الآية إجمالاً المعلِّق يقول أن الله تعالى يتنزل أمره من أعلى السماوات إلى أقصى تخوم الأرض السابعة، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} [الطلاق: 12]، بين السماء والأرض المسافة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء خمسمائة عام، لا إله إلا أنت ما أعظمك.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ما اتضح لي المراد لما يعرج لله ....... فإنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه؟

هذا الأمر.

طالب: يعني الأمر هو أمر الرحمن -جل وعلا- .......

نعم هذا الأمر الذي نزل من السماء.

طالب: ....... العباد .......

نعم، لكن هل الذي يعرج الأمر بعد نزوله ثم يعرج إليه وتنفيذه بما في ذلك الأفعال التي هي آلة التنفيذ؟ الله أعلم، هذا التدقيق في مثل هذا ما يفيد كثيرًا.

طالب: أحسن الله إليك.

(وإن المسيح) عيسى ابن مريم -عليه السلام- (رُفع بذاته إلى الله)، المسيح عيسى ابن مريم اجتمع أو اتفق اليهود على قتله بعد أن رموه ورموا أمَّه بالعظائم، فاجتمع -عليه السلام- مع الحواريين، وألقى الله -جل وعلا- شبه المسيح على واحد منهم، فرُفع -عليه السلام- من البيت الذي اجتمعوا فيه، وخرج هذا المُشبِه للمسيح إلى هؤلاء الأقوام فقتلوه وقالوا: قتلنا المسيح، والواقع أن الله رفعه إليه، في أي سماء؟

طالب: .......

ابني الخالة.

طالب: الثانية.

الثانية، ابني الخالة عيسى ويحيى. من المؤسف أن بعض الكتاب لما تبرَّأ أو برّأ بعض النصارى اليهود من دم المسيح، كتب بعض الكتاب الذين ينتسبون للإسلام مع الخلاف بين العرب والمسلمين كما يقولون يثبت أنهم قتلوه، يقول: قتلوه! جهل، الجهل.

طالب: يكذب القرآن.

غاب عنه أو غفل عن هذا، ومن باب المحادّة للضدّ والعدو يقول: لا، كتب بعض النصارى يبرّئ المسيح فقال بعض سفهاء المسلمين ليثبت التهمة لليهود؛ لأنهم أعداء مواجهين ذاك الوقت قبل ثلاثين أو أربعين سنة، قال: لا لا لا، قتلوه، والله -جل وعلا- يقول: {وَمَا قَتَلُوهُ} [النساء: 157].

طالب: يقصد قتلوا شبيهًا.

لا لا هو يقصد .. هم يدَّعون قتل المسيح نفسه.

طالب: لا لا أعني رد هذا .......

لا لا، ما فيه خلاف.

طالب: ما يقول هذا إنكارًا للآية؟

هو مصادمة للآية بلا شك، لكن المسكين ما الذي حداه ليقول مثل هذا الكلام؟ ليثبت العداوة بين اليهود والنصارى والمسلمين.

طالب: ....... قتله حكمًا يقصد حكمًا.

يا ابن الحلال لا تعذر، جهل جهل هذا، وإلا فما معنى أن يقولوا: ما قتلنا المسيح، ويؤيدهم بعض النصارى أنهم ما قتلوه، ويقول: بل قتلوه، ما معنى هذا؟ لأنهم في حال حرب مع العرب، يسمونهم العرب أو المسلمين، في حال حرب فيثبتون التهمة، فيريد أن يثبت التهمة؛ لأنه على حد زعمه أنه لو نفيت التهمة خفت العداوة بينهم ونحن نريد أن العداوة تشتعل.

طالب: ....... يكفينا أن يقول قتلة أنبياء.

هم قتلة، ويقتلون في اليوم سبعين نبيًّا ما فيه إشكال، لكن بدلاً من أن تنفى العداوة بين اليهود وغيرهم، هذا يريد أن يثبتها عليهم على حساب النص القرآن. الله -جل وعلا- يقول: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157] يعني شبيهه هو الذي قُتل، وأن المسيح رُفع بذاته، أُلقي عليه السنة والنوم ثم رُفع. والمراد بذلك رُفع حقيقة. والموت المذكور في الآية المراد به النوم بالاتفاق.

طالب: ....... الوفاة.

الوفاة.

طالب: .......

لا، الوفاة، المراد بها النوم، ثم رُفع إلى السماء، وينزل في آخر الزمان، والأدلة على ذلك صحيحة وصريحة، وألَّف كتابًا اسمه التصريح بما تواتر في نزول المسيح، شيخكم شيخ الأزهر ماذا يقول محمود شلتوت؟

طالب: عن ماذا؟

عن المسيح ونزوله؟

طالب: نفى نزول المسيح.

نفى نزول المسيخ، نفى نزول المسيح وردّ عليه.

طالب: يا شيخ والذي قال اليهود قتلوا المسيح أليس هو مصريًّا؟

ما أدري عنك، أنت أعرف بقومك؟

طالب: .......

المقصود أن بعض من ينتسب إلى العلم ممن أعطى نفسه بعض الحرية في الرأي ضلَّ لبعده عن النصِّ وإعماله العقل أكثر وإعطائه العقل أكثر مما يستحق، ويكفيك أن تقرأ في تفسير الجواهر وتنظر، وبعض أفكار الشيخ محمد عبده.

طالب: وشيخه جمال الدين.

شيخه جمال الدين متهم بالتشيّع، وفيه نوع تأثير منهما على الشيخ محمد رشيد رضا.

طالب: مع أنه غير مصري.

ما هو؟

طالب: لبناني هو.

ماذا؟

طالب: محمد رشيد رضا.

سوري أصله.

طالب: لبناني.

لا لا، على كل حال أيًّا كان أصله الرجل على خير، وغالبه الإصابة، ومع دعوة التوحيد السلفية عليه بعض الملاحظات، والله يعفو عنا وعنه.

طالب: آمين آمين جزاك الله خيرًا.

(وإن المسيح رُفع بذاته إلى الله، وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) يعني نقول، فإن مكسورة في المواضع كلها؛ لأنها وقعت في مقول القول.

فضل الرحيم الودود في تخريج سنن أبي داود ....... لكم؟ معروف للمزي، المزي حقك، يقول ما رأيكم في .......؟ هو تفصيل، تخريج فيه نوع تفصيل وأيش هو؟

طالب: يسأل عن المزي .......

طالب: لا أنا أقول الشيخ قال ....

جمال الدين المزي.

طالب: لا أنا أعرف المزي، لكن ما أعرف حضرتك ماذا قلت؟

الشيخ ياسر ما تعرفه؟ ولماذا ذكر المزي إذا جاء ذكره.

(وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عُرج به إلى الله حقيقة) للردِّ على من يقول: إن العروج به إلى السماء أو الإسراء قبله في المنام.

طالب: أو بالروح.

ومنهم من قال بالروح، لكن عُرج به حقيقة بروحه وجسده، أُسري به إلى بيت المقدس ثم عُرج به إلى السماء.

(وإن أرواح المؤمنين تصعد إلى الله عند الوفاة) في حديث البراء بن عازب الذي ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- مفصلاً فيه أحوال الأموات من المؤمنين والمنافقين فقال: أما المؤمن وأما الكافر والمنافق، إلى آخره حديث طويل. فأرواح المؤمنين تصعد إلى الله عند الوفاة عند موتهم، (فتُعرض عليه) يعني على الله، (وتقف بين يديه، وإنه تعالى هو القاهر فوق عباده) فوق هذا الشاهد: (فوق عباده) والفوقية تعني العلو، (وإن المؤمنين والملائكة المقربين يخافون ربهم من فوقهم) كذلك الفوقية تعني العلو: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل: 50]، (وإن أيدي السائلين ترفع إليه) السائلين جمع سائل، وهو الداعي، ومن سنة الدعاء ومن أسباب الإجابة رفع اليدين، وفي رفع اليدين أحاديث كثيرة جمعها السيوطي في كتاب اسمه.. فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء. ورفع داعٍ يديه إلى السماء فرآه جاهل فقال: ثكلتك أمك، ما تتناول؟

«وذكر الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب» هذه من أسباب الإجابة، كونه أشعث أغبر وكونه مسافرًا، ويمد يديه إلى السماء: «إن الله ليستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا».

طالب: الإشكال يا شيخ في صفة الرفع، فإن بعضهم يرفع يديه كذا فتصير مقلوبة، والبعض جاهل ....... يقولون: الرسول رفع يديه حتى وضعها، يعني صارت كفها على ظهر الأرض.

وجاهل هو؟

طالب: ماذا؟

هو جاهل؟

طالب: أهل العلم ....... في الاستسقاء ....... لماذا؟ قال لأن الرسول وضع كفه على الأرض .......

نعم.

طالب: وآخر فسرها بالطريقة .......

إذا جاء حديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- والحديث محتمل لأوجه، ومن أهل النظر من طلاب العلم أو من العلماء من طبَّقه على وجه من الوجوه المحتملة تقول له جاهل؟

طالب: .......

ورأى من هو أعلم منه ورأينا.

طالب: وابن رجب انتصر لهذا القول في فتح الباري.

رأينا من هو أكبر من ذلك من شيوخنا من يفعل، فكونك أنت ما اقتنعت أو سمعت شيخًا تقتنع بقوله قال ليس هكذا ما يعني أنه ليس بصحيح؛ لأن تطبيق الأمور التي اعتمادها على النظر من خلال القول يصعب، إلا لو وُصف بدقة. هو من المبالغة في الرفع وصل الأمر إلى أن كانت ظهورها إلى السماء، هذا المترجح. لكن كونه فهم أن ظهورها إلى السماء يقال فيها كذا فما يلام ولا يُغلط.

«يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب» هذه كلها أمور من دواعي الإجابة، ومن أسباب الإجابة، والدعاء بهذا الاسم الرب ذكر العلماء في تفسير آخر سورة آل عمران أن من دعا بيا رب استجيب له، لماذا يا أبا رضوان؟

طالب: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ} [آل عمران: 195].

طالب: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ} [آل عمران: 195].

الدعوات خمس أو أكثر، في السورة نفسها؟

طالب: خمس.

خمس، والله المستعان.

طالب: ما فيها أثر مرفوع أن من قال: يا رب خمسًا استجيب له؟

والله المسألة أنا أعرف أنها استنباط من أهل العلم من آخر سورة آل عمران.

(وإن أيدي السائلين تُرفع إليه) بعضهم يقول: إنه رأى بعض الدوابّ إذا مرضت رفعت رأسها إلى السماء!

طالب: سبحان الله!

(وإن أيدي السائلين تُرفع إليه، وحوائجهم تُعرض عليه).

طالب: عرض الحوائج ....... السابق كله إثبات لصفة العلو.

بلا شك.

طالب: لكن هنا (وحوائجهم تعرض عليه) .......

طالب: مقترنة بما قبلها.

نعم، الجملة تقرأ مع التي قبلها.

طالب: وترفع .......

والحوائج ترفع.

طالب: لفظ العرض لا يفيد العلو؟

(وإنه سبحانه هو العلي الأعلى بكل اعتبار) الله -جل وعلا- له صفة العلو المطلق، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر، أنواع العلو كلها له -جل وعلا-.

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ ....... علو الذات فقط؟

أين؟

طالب: .......

نعم؛ لأن علوّ الذات هم الذين يحتاجون إلى تأويله.

طالب: .......

ما يستطيع من ينتسب إلى الإسلام أن يقول: ليس بعلي القدر مهما كان في بدعته، والأمر الذي يحتاجونه في تقرير عقائدهم الفاسدة هو علوّ الذات. من يتصوّر أنَّ مسلمًا ينتسب إلى الإسلام يريد أن يقول سبحان ربي الأسفل! مَن يتصوّر أنّ مسلمًا يقول هذا الكلام، نسأل الله العافية. من الذي قاله يا أبا رضوان؟

طالب: ما أذكر لكن ....... أن أحد المبتدعة قال سبحان ربي الأسفل .......

طالب: ابن عربي؟

لا لا.

طالب: .......

لا لا، هي نقلت عن بشر بن غياث المريسي هو الذي قال: سبحان ربي الأسفل، وهذا يوجد في قلب طالب العلم وقفة، ويضع له حواجز تحجزه من الاسترسال في اتّباع العقل والنظر، فيكون قائده وسائقه الدليل؛ لأن بشرًا هذا أو غيره، والذي يقول: ألا بذكر الله تزداد الذنوب وتنطمس البصائر والقلوب. والذي يقول: وقد كنت امرأً من جند إبليس فارتقى بي الحال حتى صار إبليس من جندي. هؤلاء تُعتَقد فيهم الولاية، ويُعبَدون من دون الله؟ نسأل الله العافية، ما الذي أوصلهم إلى هذا الحد؟

خالفوا قول الله وقول رسوله، وتعدوهما، وأجروا عليهما على قوليهما قواعد جُلبت من فلاسفة لا يمتُّون إلى الأديان بصلة، واستُدرجوا، قالوها وألزموا بلوازمها فالتزموها، فعوقبوا بما هو أشدّ منها. فطالب العلم الذي ما يجزم به الآن ما هو بملزوم، ما هو ضروري أن تقوله، الذي ما عندك عليه نص تحرَّ فيه، ولا تعط لنفسك، أو ترخي لنفسك العنان وتستدرج من حيث لا تشعر.

 يقول: وقد كنت امرأً من جند إبليس. يعني مَن العاقل الذي يغتر بمثل هذا؟ لكنه المسخ للقلوب، ويقرر شيخ الإسلام وغيره وابن القيم أن مسخ القلوب أشد من مسخ الأبدان، الناس ما يقدرون هذا الأمر قدره، لكن لو أنه يرى شخصًا سويًّا ويراه من الغد قردًا كان الأمر أعظم بكثير. وذكر ابن القيم أنه في آخر الزمان يذهب الرجلان لمعصية، يذهب الرجلان لمعصية فيمسخ أحدهما خنزيرًا، ويمضي الثاني إلى معصيته.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: ولا يتعظ.

ما يتعظ، ممسوخ. والمسخ والخسف يكثران في آخر هذه الأمة، وذكر ابن القيم في إغاثة اللهفان آثارًا كثيرة تدل على هذا. نسأل الله السلامة والعافية.