شرح المقدمة من نونية ابن القيم - (15)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-: (فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك ثم أسرها في نفسه وخلا بشياطينه وبني جنسه، وأوحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال، وراموا أمرًا يستحمدون به إلى نظرائهم من أهل البدع والضلال، وعقدوا مجلسًا بيتوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون محيط، وأتوا في مجلسهم بما قدروا عليه من الهذيان واللغط والتخليط، وراموا استدعاء المثبِت إلى مجلسهم الذي عقدوه؛ ليجعلوا نزله عند قدومه عليهم ما لفقوه من الكذب ونمقوه، فحبس الله سبحانه عنه أيديهم وألسنتهم فلم يتجاسروا عليه، ورد الله كيدهم في نحورهم فلم يصلوا بالسوء إليه، وخذلهم المطاع فمزق ما كتبوه من المحاضر، وقلب الله قلوب أوليائه وجُنده عليهم من كل بادٍ وحاضر، وأخرج الناس لهم من المخبآت كمائنَها، ومن الجوائف والمنقَّلات).

منقِّلات منقِّلات.

طالب: (والمنقِّلات دفائنها، وقوَّى الله جأش المثبت وثبت لسانه، وشيد بالسنة المحمدية بنيانه، فسعى في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان، وحكَّم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين وأئمتهم المتقدمين، وأنه لا يستنصر من أهل مذهبه بكتاب ولا إنسان، وأنه جعل بينه وبينكم أقوال من قلدتموه ونصوص من على غيره من الأئمة قدمتموه، وصرح المثبت بذلك بين ظهرانيهم حتى بلغه دانيهم لقاصيهم فلم يذعنوا لذلك، واستعفوا من عقده، فطالبهم المثبت بواحدة من خلالٍ ثلاث: مناظرة في مجلس عام، على شريطة العلم والإنصاف تحضر فيه النصوص النبوية والآثار السلفية وكتب أئمتكم المتقدمين من أهل العلم والدين، فقيل لهم: لا مراكب لكم تسابقون بها في هذا الميدان، وما لكم بمقاومة فرسانه يُدان).

يَدان.

طالب: (وما لكم بمقاومة فرسانه يَدان، فدعاهم إلى مكاتبته بما يدعون إليه، فإن كان حقًّا قبِله وشكركم عليه، وإن كان غير ذلك سمعتم جواب المثبت وتبين لكم حقيقة ما لديه، فأبوا ذلك أشد الإباء واستعفوا غاية الاستعفاء، فدعاهم إلى القيام بين الركن والمقام قيامًا في مواقف الابتهال حاسري الرؤوس، نسأل الله أن ينزل بأسه بأهل البدع والضلال، وظن المثبت واللهِ أن القوم يجيبون إلى هذا، فوطَّن نفسه عليه غاية التوطين، وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه على كلام رب العالمين وعلى سنة خاتم المرسلين، ويتجرد من كل هوى يخالف الوحي المبين ويهوي بصاحبه إلى أسفل السافلين، فلم يجيبوا إلى ذلك أيضًا، وأتوا من الاعتذار بما دل على أن القوم ليسوا من أولي الأبدي والأبصار، فحينئذ شمَّر المثبت عن ساق عزمه، وعقد لله مجلسًا بينه وبين خصمه، يشهده القريب والبعيد، ويقف على مضمونه الذكي والبليد، وجعل عقد مجلس التحكيم بين المعطِّل الجاحد والمثبت المرمي بالتجسيم، وقد خاصم في هذا المجلس بالله، وحاكم إليه، وبرئ إلى الله من كل هوى وبدعة وضلالة وتحيُّز إلى فئة غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما كان أصحابه عليه، والله سبحانه المسؤول أن لا يكله إلى نفسه، ولا إلى شيء مما لديه، وأن يوفقه في جميع حالاته لما يحبه ويرضاه، فإن أزمَّة الأمور بيديه، وهو يرغب إلى من يقف على هذه الحكومة أن يقوم لله قيام متجرد عن هواه قاصدًا لرضا مولاه، ثم يقرأها متفكرًا ويعيدها ويبدئها متدبرًا، ثم يحكم فيها بما يرضي اللهَ ورسوله وعباده المؤمنين، ولا يقابلها بالسب والشتم كفعل الجاهلين والمعاندين، فإن رأى حقًّا قبله وشكر عليه، وإن رأى باطلاً رده على قائله وأهدى الصواب إليه، فإن الحق لله ورسوله، والقصد أن تكون كلمة السنة هي العليا جهادًا في الله وفي سبيله، والله عند لسان كل قائل وقلبه، وهو المطلع على نيته وكسبه، وما كان أهل التعطيل أولياءه، إن أولياؤه إلا المتقون المؤمنون المصدقون {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]).

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

قرأنا فيما تقدم عرض المثبت لعقيدته المبنية على كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، على مراد الله -جل وعلا- وعلى مراد رسوله، وهذا هو ما عليه سلف الأمة وأئمتها. وتكلم في مسائل من أمات المسائل في هذا الباب، كالكلام والعلو وغيرهما من بقية الصفات سبيلها ومجراها واحد، والقاعدة عند أهل السنة والجماعة أن الله يوصَف بما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-. المعطِّل لما سمع هذه العقيدة وأصلها وأساسها الكتاب والسنة أُسقط في يده، ماذا عسى أن يقول إذا قال المثبت: قال الله تعالى، ماذا يقول؟ أيستطيع أن يقول: ما هو بصحيح؟

طالب: لا.

أو يعترف؟

عنده أصول وقواعد وضوابط يركن إليها، لكنها غير أصول المثبت التي هي الكتاب والسنة، ويعز عليه أن يرجع عما هو عليه، كما هو ديدن أهل البدع الذين درسوا هذه البدع وأُشربت قلوبهم حبها، ومشوا عليها، ودرجوا عليها، ونالوا الرياسة بسببها؛ لأن الإشكال في رؤوس المبتدعة قد يتبين لهم الحق، لكن بعد إيش؟ بعد أن شُيّوخوا وبُجِّلوا ونظر إليهم نظرة خاصة، والنفس تنازع في مثل هذا، إلا من غلبت عليه الهداية والسعادة، جعلنا الله منهم، وإلا فرؤوس البدع يقفون عند بدعهم ويدافعون عنها وينافحون عنها ويلزمون بلوازم ويلتزمون بها، لماذا؟ ما الذي حدك على أن تخالف القرآن والسنة وتستمسك بقواعد وأصول وافدة ليست من علوم المسلمين وأصولهم؟ لأنك بلغت منزلة من الرئاسة والشرف ما لا تستطيع أن تخلى عنه، وقد تنال شيئًا من الدنيا حظوة من المال، وقد تهدى إليك النساء، والمسألة ليست بالسهلة، في الحديث: «ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لهما من حب الشرف والمال لدين المسلم»، وانظر تر، الذين آثروا العزلة سلموا، نعم قد يحصل منهم نفع، وقد يكون النفع راجحًا، لكنها مخاطرة، ولذا كثير من أهل الورع رفضوا الولايات، ورفضوا القضاء، ورفضوا... لأنها تؤدي إلى الشرف والرئاسة، ثم لا يلبث أن يقع فيما كان يحذره شيئًا فشيئًا. هؤلاء الذين تصدروا من أهل البدع، وتصدروا الناس، وبلغوا مبلغًا يشار إليهم ويشاد بهم، هذا الرجوع وإن كان عندهم مثل ما عند بعض الطوائف من فتنة المال من خمس وغيره ونساء، هذا وقع في وحل عظيم الخروج منه لا بد أن يكون بعناية إلهية خاصة وإلا فصعب جدًّا، والتاريخ والواقع يشهدان بذلك.

المعطل هذا لما سمع من المثبت كلامه الذي عليه نور الوحي، لا يستطيع أن يرده. عدلوا إلى أمور يردونه بها من غير مواجهة، فحرفوا وأولوا، وترتب على ذلك التعطيل من غير مواجهة صريحة.

المعطل لما سمع من المثبت أُسقط في يده، ثم أسرها في نفسه قال: لا بد أن نبحث عن حل يخرجنا من هذا المأزق، أسرها في نفسه، وخلا بشياطينه وبني جنسه يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا.

أبو بكر الباقلاني وإن كان عنده أشعرية من النوع القديم الذي هو أخف بكثير من المتأخرين، ولذلك ابن القيم يطالبهم بكتبهم المتقدمة؛ لأن فيها إثباتًا، والنفي بالنسبة للإثبات قليل، والإجابة عنه يسيرة؛ لأنك إذا أثبت هذا يلزمك أن تثبت هذا، الحجاج سهل. أبو بكر الباقلاني من نظَّارهم، واستفيد منه في مناظرة من هو أعلى منهم بدعوى أشد من المعتزلة ومن النصارى، ومر بقوم من النصارى فقالوا: هذا شيطان، قال: نعم جئت لأؤزكم: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [مريم: 83]، جئت لأؤزكم، فله يد وباع طويل في المناظرة والحجاج، وكتبه موجودة، ومناظراته مدونة. هؤلاء، هذا المعطل لما سمع كلام المثبت زوّر في نفسه أنه سيأتي بالجواب، الآن ما استطاع ما عنده شيء.

يقول: (ثم أسرها في نفسه وخلا بشياطينه وبني جنسه، وأوحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال) يعني خلا بعضهم ببعض، لما خلا بشياطينه قالوا ما الحل؟ وهذه عادة من تحزبوا على شيء وعلى أحد ومعه نوع حق، لا بد أن يعاون بعضهم بعضًا في الإجابة عن هذا الحق الذي مع هذا الشخص.

(وأوحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال، وراموا أمرًا يستحمدون به) لذلكم من أضر الأمور أن يتصدى للمناظرات الضعفاء في العلم أو في الحجة والبيان أو في حضور البديهة؛ لأن بعض الناس عنده حجة، عنده علم، لكنه ليس بحاضر للبديهة، متى يفطن للجواب؟ إذا أوى إلى فراشه، وحكم الناس عليه بالعجز، ولا سيما في وقتنا هذا الذي يشاهد هذه المناظرات الملايين وعامة الناس وعجائزهم في منازلهم، الأثر عظيم، فينتبه لهذا، ولا كل واحد يصدر ولو كان عنده شيء من العلم، لا بد أن يُعرف بعلمه وديانته التي تكون عونًا له على الانتصار على خصمه، إلى غير ذلك.

(وراموا أمرًا يستحمدون به إلى نظرائهم)، يقول: (يستحمدون) أي يطلبون أن يحمدوهم عليه؛ لأن المسألة، والله هو العالم بالنيات، الذي يخالف الكتاب والسنة لن يسلم من حب المحمدة والمدح، وأن يقال: إنه خصم، وإنه غلب، فهم يلفقون قواعد ومقدمات ونتائج؛ ليحمدهم قومهم.

(يستحمدون به إلى نظرائهم من أهل البدع والضلال، وعقدوا مجلسًا بيتوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول)، في الليل، الليلة التي صبيحتها يعقد هذا المجلس، (وعقدوا مجلسًا بيتوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون محيط) يحسبونهم يخفون على الله، هم لا يتداولون هذه الكلمات في المجلس، لماذا؟ لأن الناس يطلعون عليهم ويعرفون، لكن في الليل في الظلام، وهم يحسبون أنهم يخفون على الله، الله الذي يعلم السر وأخفى.

(بيتوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون محيط) لا تخفى عليه خافية، (وأتوا في مجلسهم ذلك بما قدروا عليه من الهذيان واللغط) يظنون أن كثرة الكلام ورفع الأصوات وترتيب الكلام الذي لا أصل له ولا خطام له ولا زمام يحسبون أنهم يغلبون بهذا، كما قال الكفار لبعضهم: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت: 26]؛ لأن بعض الناس من السذج يرى أنه إذا ارتفع الصوت غلب وخصم، بعض السذج .......من حضور الخطباء إذا الخطيب رفع صوته، وأشار بيديه ويمينًا ويسارًا قال هذا ما الخطيب ذا الذي ما عمرنا شفناه، ولو حققت وبغيت فائدة من هذا الكلام كله..

طالب: لا يوجد.

لا يوجد، وسمعنا من يمدح الخطيب إذا خرج من الجمعة: هذا الخطيب الذي لا نظير له، يقال له: هات فائدة مما سمعت؟ ما يجيب؛ لأنه اغتر بترتيب الكلام وتصفيفه وتنميقه ورفع الصوت، ما ينفع هذا.

 (وأتوا في مجلسهم ذلك بما قدروا عليه من الهذيان واللغط والتخليط) كلام يختلط بعضه ببعض فلا تجد فيه الجملة المفيدة، بعضهم يأتي بكلام طويل لا يختمه بخبر، مبتدأ ويعطف عليه أشياء ثم لا يأتي الخبر، والخبر الجزء المتم الفائدة، ما باقي البيت؟ الخبر الجزء المتم الفائدة؟

طالب: .......

كالله بر والأيادي شاهدة.

طالب: من قائله؟

ابن مالك يا أخي، ماذا تظنه؟ الشاطبي؟!

(وراموا استدعاء المثبِت) رتبوا أمورهم، وأخذوا مواضعهم من المجلس وأماكنهم، ورتبوا أدوارهم، قالوا: نادي المثبت خلاص الآن جاهزون، (وراموا استدعاء المثبت إلى مجلسهم الذي عقدوه؛ ليجعلوا نزله) ضيافته وما يقدمون له، (ليجعلوا نزله عند قدومه عليهم ما لفقوه من الكذب ونمقوه) هذا لو كان المثبت من عامة أهل السنة، وقد قيل: إن عاميًّا من أهل السنة يغلب ألف مبتدع؛ لأنه يأوي إلى ركن، يأوي إلى أصل، يستند إلى شيء قوي متين، (ليجعلوا نزله عند قدومه عليهم ما لفقوه من الكذب ونمقوه، فحبس الله سبحانه عنهم أيديهم وألسنتهم)؛ لأن أمثال هؤلاء والعموم عموم الجهلة في الخصام إذا اشتد الكلام طال النزاع والخصام قد تثور النفوس، وتمتد الأيدي، فالله -جل وعلا- (حبس الله سبحانه أيديهم وألسنتهم فلم يتجاسروا عليه)، محفوظ بحفظ الله، ومن توكل على الله كفاه.

 (وألسنتهم فلم يتجاسروا عليه) شيء اسمه هيبة، النبي -عليه الصلاة والسلام- نُصر بالرعب، ووجد هذا الرعب في ورثته من أهل العلم المحققين المتمسكين بسنته، وهذا شيء مشاهد، كم من شخص جاء ليسأل عالمًا فرجع ولم يسأل، ارتج عليه، ما يقدر، العالم لا عنده جنود ولا عنده سلاح وتجده من أضعف الناس بنية، (فلم يتجاسروا عليه، ورد الله كيدهم في نحورهم فلم يصلوا بالسوء إليه، وخذلهم المطاع) الذي يُرجع إليه، ويركن إليه في فض الخصومات والنزاعات، كبيرهم المطاع؛ لأنه أقرب ما يكون إلى العامي، وتبين له شيء من الحق، وأن هؤلاء ما عندهم شيء، يجادلون بغير علم، خذلهم قال: كيف أنصركم الآن؟ أنتم عندكم شيء؟ (فمزق ما كتبوه من المحاضر) قال هذا ما هو بشيء، (وقلب الله قلوب أوليائه وجُنده عليهم من كل بادٍ وحاضر) هؤلاء أهل الحق لما سمعوا المناظرة خواصهم وعوامهم تبين لهم الحق مثل الشمس، وأن خصومهم ما عندهم شيء؛ لأنك قد يكون عندك حق بدليله، فتنتظر ما يقوله الخصم؛ لئلا يكون عنده نظيره أو ما هو أرجح منه تنتظر، لكن إذا تبين لك أنه ما عنده شيء؟ (وقلب الله قلوب أوليائه وجنده عليهم من كل بادٍ وحاضر، وأخرج الناس لهم من المخبآت كمائنَها) المسألة مسألة خصام وحجاج، لكن إذا لم يُفد، عرفنا أن الخصام قد يؤول إذا زاد الشجار وارتفعت الأصوات، إلى مد الأيدي، وهذه مناظرة قد تكون واقعية كما هو الأصل، وقد تكون من نسج خياله -رحمه الله- وهو معروف بالمناظرات.

وذكرنا في أول الأمر أن هناك ما يخالف الواقع وينطبق عليه حقيقة الكذب، وتداوله العلماء بغير نكير، كالمناظرات والمبالغات والمقامات، كلها ما لها أصل، مبالغة قد يكون أصلها يسير ثم تستعمل في أضعاف أضعاف ما تدل عليه.

المقصود أنه (أخرج الناس له من المخبآت كمائنها) كأن عندهم أسلحة مخفينها فأخرجوها لهم لما تبين أن كلامهم لا قيمة له، وأنه مجرد ضياع وقت، (ومن الجوائف والمنقَّلات دفائنها) الجوائف الجائفة نوع من الجراحات والشجاج التي تصل إلى الجوف، وفيها؟

طالب: ثلث الدية.

ثلث الدية، (والمنقلات) التي تكسر العظم وتنقله من مكانه (دفائنها)؛ لأنها كانت مستورة بالجلد فظهرت، (وقوَّى الله جأش المثبِت) ربط الله على قلوبهم، وثبت أقدامهم، (وثبت لسانه، وشيد بالسنة المحمدية بنيانه، فسعى في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان)، (فسعى) هذا المثبت، (في عقد مجلس بينه وبين خصومه عند السلطان) لماذا؟

لأن السلطان يحكم الفريقين، فلا يعتدي بعضهم على بعض، ويقرر ما يسمع؛ لأنه لو لم يكن هناك سلطان صارت فوضى، في النهاية أنا ما قلت كذا، أنا قلت كذا، (وحكَّم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين) يعني إذا كانت المناظرة مع أشعرية قال المثبت: أنا أحتكم إلى كتب المتقدمين من قومكم، من أهل مذهبكم، وهم أهون وأخف بكثير منهم، لماذا؟ ليلزمه بما أثبته متقدموهم، (وحكَّم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين).

طالب: أحسن الله إليكم يا شيخ.

(وأئمتهم المتقدمين).

طالب: ما ....... المتأخرين والمتقدمين، يعني العادة جارية أن المتأخر دائمًا .......

لا لا هذه سنة إلهية، حتى في الفروع، هل تظن أن المذهب عند الحنابلة المتقدمون مثل المتوسطين والمتأخرين؟ هذا منصوص عليه، أو غيره من المذاهب الأخرى.

طالب: يا شيخ أحسن الله إليكم، وهل يختلف الحكم على الطائفة الموجودة الآن ويختلف الحكم عن القدماء؟ يعني الآن الأشاعرة يقولون: إن الله في كل مكان، وينكرون الصفات، هذا قول كفري..

نعم.

طالب: فهل يختلف هذا القول عن المتقدمين؟

نعم.

طالب: في الحكم عليهم .......

هم يحتكمون إلى أبي الحسن الأشعري الذي ينتسبون إليه، ويحاكمون إليه، ولا يعترفون بكثير مما يقول به، من بعد أبي الحسن الأشعري في القرن الرابع والخامس زادوا على مذهب الإمام، لكنهم أخف بكثير ممن جاء بعدهم؛ لأن المذاهب ما تستقر على حال، لماذا؟ لأن اللوازم، يدخلها التزام اللوازم، الذي ما طرأ على بال المتقدمين، فالمتأخرون نوقشوا وأكثروا المناظرات والمناقشات، وألزموا بلوازم التزموا بها، فحقت عليهم الحاقة، زاد عليهم الأمر.

(وأنه لا يستنصر من أهل مذهبه بكتاب ولا إنسان) أنا ما أحتج عليكم بكلام أهل السنة؛ لأنكم لا ترضونهم، ولا تعترفون بهم، الكتاب والسنة ما رضيتم بهما، فكيف لي أن أحاكمكم إلى قول أئمتنا؟

(وأنه جعل بينه وبينكم أقوال من قلدتموه) ممن ينتسب إلى نفس مذهبكم، (ونصوص من على غيره من الأئمة قدمتموه، وصرح المثبت بذلك بين ظهرانيهم حتى بلَّغه دانيهم لقاصيهم) كلهم عرفوا هذا الكلام، وأي إنصاف أكثر من هذا؟ فيه إنصاف أكثر من هذا؟ الآن أنت تناظر حنفيًّا في مسألة فقهية فتقول: نرجع إلى كتب الحنابلة، يقول لك: لا، وإن قال: نرجع إلى كتب الحنفية، قلت له: لا، لكن الحكم على الجميع، الذي يحكم على الجميع ويخضع الجميع هو كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.

 وهنا يقول: (وصرح المثبت بذلك بين ظهرانيهم حتى بلَّغه دانيهم لقاصيهم) كلهم سمعوا هذا الكلام الذي هو في حقيقته عين الإنصاف، ومن شرط الانتصار في المناظرة الإنصاف، (فلم يذعنوا لذلك واستعفوا)؛ لأنهم يعرفون ما الذي بكتب المتقدمين عندهم؟ يقرأونها، ويقرأون كتب المتوسطين والمتأخرين، ويعرفون كيف زاد الخلل شيئًا فشيئًا في مذهبهم إلى أن وصل إلى ما وصل إليه، والمثبت قصده أن تقرأ كتب المتقدمين وآراء المتقدمين، وفيها خير كثير أضعاف أضعاف ما عند هؤلاء، ومن خلالها يلزمهم بإثبات ما نفوه مما أثبته المتقدمون.

 (واستعفوا) اسمح لنا، لماذا؟ لأنهم يعرفون أن أقوال المتأخرين تخالف أقوال المتقدمين حتى في مذهبهم، (واستعفوا من عقده) يعني هذا المجلس مجلس المناظرة الذي ناظرهم به، (فطالبهم المثبت بواحدة من خلالٍ ثلاث) خيَّرهم بين أمور ثلاثة؛ الأولى من هذه الخلال: (مناظرة في مجلس عام على شريطة العلم والإنصاف تُحضر فيها النصوص النبوية والآثار السلفية وكتب أئمتكم من أهل العلم والدين)؛ لأن بعض الناس إذا لم يكن عنده علم ولا دين، وفي هذه المناظرات وهي في حقيقتها خصومات يفجر في الخصومة إذا لم يكن من أهل العلم والدين، (فقيل لهم: لا مراكب لكم تسابقون بها في هذا الميدان) إذا صار ما عندهم أصول شرعية يأوون إليها ويستندون عليها فما لهم مراكب، كساع إلى الهيجاء بغير سلاح، (فقيل لهم: لا مراكب لكم تسابقون بها في هذا الميدان، وما لكم بمقاومة فرسانه يَدان).

طالب: هل هذا الأمر متحقق في جميع الطوائف (وكتب أئمتكم المتقدمين) أم كل طائفة لها متقدمون على علم .......

لا، بعض الطوائف مخالفتهم مصادمة مع النصوص، هؤلاء ما فيهم علاج، ولا معهم حل.

طالب: هو يتكلم الآن عن طائفة معينة.......

طائفة معينة التي بين يديه ممن عندهم خير كثير، وعندهم مخالفات يمكن احتواؤهم بالرفق واللين الذي سلكه مع اعتماد النص والاحتكام إليه، هذا لو رضوا بذلك.

(فدعاهم)، الخلة الثانية، دعاهم (إلى مكاتبة بما يدعون إليه)، يكتب لهم عقيدته كما فعل شيخ الإسلام في الواسطية ويردون عليها، وحصل هذا في الواسطية وفي غيرها، وابن القيم يطلب مثل ذلك، يكتب له عقيدته، ويتلقى الردود عليها، مع العلم والإنصاف.

(فإن كان حقًّا قبِله وشكركم عليه) الحق يُقبل ممن جاء به، (وإن كان غير ذلك سمعتم جواب المثبت) يقول: نجيب على شبهكم التي تدعونها، (وتبين لكم حقيقة ما لديه)، يكتب الجواب بوضوح: هذه الشبه التي ذكرتم يجيب عنها المثبت، (فأبوا ذلك أشد الإباء)؛ لأنهم يعرفون أنه على حق أنه على حق، وأنه ليس عندهم جواب عما يقول، (فأبوا ذلك أشد الإباء، واستعفوا غاية الاستعفاء) طلبوا الإعفاء يعفيهم من هذا الطلب.

طالب: طيب أحسن الله إليكم، أليسوا ينشرون .......

بلى.

طالب: .......

بلى.

طالب: ....... تؤخذ عليهم .......

كيف؟

طالب: يعني لماذا يعني هم في مناظرتهم لهذا السني ينشرون بدعهم، ويقررون عقائدهم الباطلة .......

ونشروها سابقًا ولاحقًا، لكن من باب الإلزام؛ لكي تكون المسائل محددة يطلب شيئًا، ويردون عليه.

طالب: من جهة ثبوت أو بقاء ردهم وإبطاله لقولهم بعده؟

المسألة محددة، الكتب مملوءة من الأقوال التي يحتاج إليها، ومن الأشياء التي لا يُحتاج إليها، فهو يحدد مسائل معينة يطلب الإجابة عليها ويجيبون، واستعفوا من هذا، ما وافقوا لا على الأول ولا الثاني.

بقي أيش؟ الخلة الثالثة التي هي المباهلة: (فدعاهم إلى القيام بين الركن والمقام) بين الركن الذي فيه الحجر الأسود، والمقام مقام إبراهيم، بينهما، (قيامًا في مواقف الابتهال) الذي فيه الجهة التي فيها أيش؟ ما بين الركن والمقام.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: الملتزم.

نعم، صح، الملتزم، يكون الدعاء في ذلك المكان، في الملتزم، وهو بين الركن والمقام كما هو معلوم.

طالب: الحطيم يا شيخ.

ماذا؟

طالب: المكان هذا اسمه الحطيم.

الحطيم لا، الحطيم الحِجر.

(مواقف الابتهال) أماكن الدعاء (حاسري الرؤوس)؛ للدلالة على الخضوع والتذلل، (نسأل الله أن ينزل بأسه بأهل البدع والضلال)، لماذا؟

لأن أثرهم في الأمة كبير، وفسادهم في الأرض ذريع، وخطرهم وضررهم على الناس أشد من خطر الجيوش الفتاكة.

(وظن المثبت واللهِ أن القوم يجيبونه إلى هذا) خلاص ندعو، لأنهم يعرفون أنهم ما هم بعلى حق ويعرفون الأثر المرتب على المباهلة، وأن المباهل لا يمكن أن يعيش هو ونسله أكثر من عام، وهذا شيء مجرب. (وظن المثبت والله أن القوم يجيبونه إلى هذا، فوطَّن نفسه عليه غاية التوطين) عزم على أن يباهل، ويدعو على نفسه، متى يجزم الإنسان ويصل إلى هذه المرحلة أن يدعو على نفسه بين الركن والمقام؟

طالب: ....... عنده أشد اليقين.

إذا جزم بأنه على الحق، فراجع ما عنده، بات الليلة يحاسب نفسه؛ لأنه لا بد أن يحاسب في أمرين: في العلم، وأنه مطابق لما جاء عن الله وعن رسوله، وفي العمل، العمل إما أن يثبتك وإما أن يخونك، تتحدث لي في مسائل العلم وأنت تخالفها في عملك؟ تخذل، لا بد أن تخذل إذا كان هذا طريقك.

طالب: هل المباهلة .......

ماذا عندك أنت؟

طالب: ....... بالنسبة للمباهلة في هذا الزمان.

ما المانع؟ فيه ما يمنع؟

طالب: .......

ما فهمت.

طالب: يعني الشخص الذي يباهلك قد يصيبه بعض الشيء ويكون صادقًا فيقولون: إذًا هو على باطل .......

كلامك صحيح، لكن متى يجرؤ الإنسان ويباهل؟ إذا كان متيقنًا من علمه وعمله، والحاجة تدعو إلى ذلك.

 وسمعنا قبل سنين أن شخصًا من الدعاة جاء إلى قبيلة وثنية ودعاهم إلى الإسلام، قالوا: بيننا وبينك المطر إن دعوت الله أن يمطرنا واستجيب دعاؤك أسلمنا كلنا، ابتلاء، ماذا عما لو كانت النتيجة ما أجيبوا؟ بات ليلته يدعو الله -جل وعلا-، وأن لا يكون ضلالهم بسببه، فأجيب وأسلموا. المسألة فيها حذر كبير، ما كل أحد يجرؤ، مثل مسألة من أقسم على الله لأبره: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»، طيب حلف ولا صار شيء؟ لا بد أن يكون الإنسان على يقين مما يُقدم إليه ولو بغلبة الظن، اليقين مشكل، يمكن ما فيه أحد يحلف، والله يتوب علينا.

(وبات يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه على كلام رب العالمين وعلى سنة خاتم المرسلين، ويتجرد عن كل هوى يخالف الوحي المبين ويهوي بصاحبه في أسفل السافلين، فلم يجيبوا إلى ذلك)؛ لأنهم يعرفون أنهم ليسوا على حق، وإذا دعوا أو لعنوا أنفسهم في هذا المكان الذي هو مظنة إجابة، (فلم يجيبوا إلى ذلك، وأتوا من الاعتذار) اعتذروا عن القبول وأدلوا بأعذارهم.

 (بما دل على أن القوم ليسوا من أولي الأيدي والأبصار، فحينئذ شمر المثبت عن ساق عزمه، وعقد لله مجلسًا بينه وبين خصمه شهده القريب والبعيد ويقف على مضمونه الذكي والبليد، وجعل عقد مجلس التحكيم بين المعطل الجاحد والمثبت المرمي بالتجسيم)، شمر، يعني المشمر الذي يريد أن يُقدم على شيء يحتاج إلى عزيمة يشمر عن ثيابه في الغالب، هذا شمر عن عزيمته، (وعقد لله مجلسًا بينه وبين خصمه) والمجلس هو ؟

طالب: .......

النونية، القصيدة التي هي في حقيقتها في الانتصار للفرقة الناجية بين المثبتة والمعطلة.

(ويقف على مضمونه الذكي والبليد) هو يكتبها ويتركها للناس ينظرون فيها ويستفيدون منها، وقد هدى الله بسببها أقوام من الناس، وما زال الناس ينهلون من معينها ويستفيدون منها من العامة والخاصة، (ويقف على مضمونه الذكي والبليد)، وجعله (وجعل عقد مجلس التحكيم بين المعطل الجاحد والمثبت المرمي بالتجسيم، وقد خاصم في هذا المجلس بالله) خاصم بالله (وحاكم إليه) يعني تجرد، ما التفت لا يمينًا ولا شمالًا، خصومته بالله وحكومته إليه، (وبرئ إلى الله من كل هوى وبدعة وضلالة وتحيُّز إلى فئة غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما كان أصحابه عليه، والله سبحانه المسؤول أن لا يكله إلى نفسه ولا إلى شيء مما لديه) يعني من علم، (وأن يوفقه في جميع حالاته لما يحبه ويرضاه، فإن أزمَّة الأمور بيديه) بيدي الله -جل وعلا-، (وهو يرغب إلى من يقف على هذه الحكومة) يعني من العلماء وطلاب العلم (أن يقوم لله قيام متجرد عن هواه قاصدًا لرضا مولاه، ثم يقرأها متفكرًا) بعين الإنصاف محتكمًا في ذلك إلى الدليل: قال الله، وقال رسوله، ثم تبين له النتيجة. ولكن من طمس الله قلبه وأعمى عينه عن الحق كتبوا كتابات وردوا عليها بردود قاسيات، وهي موجودة، والسبكي له كلام كثير، وكذلك خلَفه ..

طالب: الكوثري.

الكوثري، ولهم ردود مطبوعة.

 (قاصدًا لرضا مولاه، ثم يقرأها متفكرًا ويعيدها ويبدئها متدبرًا) ما يكفي أن تقرأها قراءة أو تسجل بشريط وتسمع وأنت ماشٍ، (ثم يحكم فيها بما يرضي اللهَ ورسوله وعباده المؤمنين، ولا يقابلها بالسب والشتم) يعني كما فعل السبكي وغيره ممن سلك مسلكه (بالسب والشتم كفعل الجاهلين والمعاندين، فإن رأى حقًّا قبِله وشكر عليه)؛ لأن الحق يُقبل ممن جاء به، ويدعى لمن جاء به؛ لأن الحق هداية، فإذا ذكر لك من الكلام الذي هو حق في حقيقته مؤيد بكتاب الله وبسنة رسوله تقول: جزاك الله خيرًا، دللتنا على الحق.

 (فإن رأى حقًّا قبله وشكر عليه، وإن رأى باطلاً رده على قائله)؛ لأن الحق يقبل ممن جاء به، والباطل مردود، (على قائله وأهدى الصواب إليه) هذا الذي قال الباطل يُرد ويوجه إلى الصواب، ما يكفي أن ترده وتسكت، لا بد أن توجهه إلى الصواب، وأن تدعوه إلى الحق، (فإن الحق لله ورسوله، والقصد أن تكون كلمة السُّنة هي العليا)، ومن جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، والجهاد كما يكون بالسنان يكون باللسان كما تقدم.

 (جهادًا في الله وفي سبيله، والله عند لسان كل قائل وقلبه) رقيب، الله رقيب عليه، إن قال الحق، ودل الناس عليه أُثبت في ديوان حسناته، وإن قال خلافه أُثبت في ديوان سيئاته، (وهو المطلع) -جل وعلا- (على نيته) نية هذا القائل (وكسبه، وما كان أهل التعطيل أولياءه، إن أولياؤه إلا المتقون المؤمنون الصادقون) {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال: 34]، والمتقي هو الذي يفعل ما أُمر به ويجتنب ما نُهي عنه، وأهل التعطيل خالفوا ما أُمروا به وارتكبوا ما نُهوا عنه، ({وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]).

والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يقول هذا: التمهيد في الرد على الملاحدة والمعطلة والرافضة والخوارج للباقلاني، هل يستفاد منه في الرد على متأخري الأشاعرة؟

هذا مما دعا إليه المؤلف -رحمه الله- وأنه يُحتكم إليه، فيه رد عليهم، على متأخريهم، وأما الفرق المذكورة الملاحدة والمعطلة والرافضة فهو في صميم الرد عليهم. والله أعلم.

طالب: الرؤية صفة للرائي أم المرئي؟

كل منهما له ما يخصه منها.