تعليق على تفسير سورة يونس من أضواء البيان (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى-: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [يونس: 45].

صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بِخُسْرَانِ الْمُكَذِّبِينَ بِلِقَائِهِ، وَأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُهْتَدِينَ، وَلَمْ يُبَيِّنْ هُنَا الْمَفْعُولَ بِهِ لِقوله: {خَسِرَ}، وَذَكَرَ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ أَسْبَابًا مِنْ أَسْبَابِ الْخُسْرَانِ، وَبَيَّنَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ الْمَفْعُولَ الْمَحْذُوفَ هُنَا، فَمِنَ الْآيَاتِ الْمُمَاثِلَةِ لِهَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي "الْأَنْعَامِ": {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا} [الأنعام: 31] الْآيَةَ).

مقصود الشيخ -رحمه الله- في عدم بيان المفعول الذي خسره هؤلاء، جاء بيانه في قوله -جل وعلا-: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11]، ليس خسران دنيا فقط، ولو كان الأمر كذلك كان الأمر سهلًا، لكنه مع خسران الدنيا خسر الآخرة، والله المستعان.

طالب: (وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي "الْبَقَرَةِ": {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27]، وَقَوْلُهُ فِي "الْبَقَرَةِ" أَيْضًا: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 121]، وَقَوْلُهُ فِي "الْأَعْرَافِ": {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]).

هذه من أسباب الخسران كما سيأتي في سورة العصر.

طالب: (وَقَوْلُهُ فِي "الْأَعْرَافِ" أَيْضًا: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 178]، وَقَوْلُهُ فِي "الزُّمَرِ": {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [الزمر: 63]. وَالْآيَاتُ فِي مِثْلِ هَذَا كَثِيرَةٌ، وَقَدْ أَقْسَمَ تَعَالَى عَلَى أَنَّ هَذَا الْخُسْرَانَ لَا يَنْجُو مِنْهُ إِنْسَانٌ إِلَّا بِأَرْبَعَةِ أُمُورٍ؛ الْأَوَّلُ: الْإِيمَانُ. الثَّانِي: الْعَمَلُ الصَّالِحُ. الثَّالِثُ: التَّوَاصِي بِالْحَقِّ. الرَّابِعُ: التَّوَاصِي بِالصَّبْرِ. وَذَلِكَ فِي قوله: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ...} [سورة العصر] إلى آخر السورة الكريمة، وَبَيَّنَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ أَنَّ الْمَفْعُولَ الْمَحْذُوفَ الْوَاقِعَ عَلَيْهِ الْخُسْرَانُ هُوَ أَنْفُسُهُمْ).

هذه المسائل الأربعة التي أكد عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه الأصول الثلاثة؛ الأول: الإيمان بالله، والثاني: العمل الصالح المبني على هذا الإيمان، والثالث: التواصي بالحق، ومن فعل هذه الأمور الثلاثة وعمل بها وحرص عليها لا بد أن يناله شيء من الأذى، فالرابعة: التواصي بالصبر {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. هذه السورة التي اشتملت على الأمور الأربعة يقول الإمام الشافعي: لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم، نعم، حيث اشتملت على الإيمان الذي هو الأصل بحيث لا يصح عمل إلا به، ثم العمل الصالح الذي يشمل شعائر الإيمان وأركان الإسلام، ثم بعد ذلك إذا آمن، وعمل الصالحات، واجتنب السيئات، فلا بد أن يوصي غيره بذلك ويدعوهم إليه، ثم يصبر على ما يناله من الأذى من جراء هذه الأمور، والله المستعان.

طالب: (وَبَيَّنَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ أَنَّ الْمَفْعُولَ الْمَحْذُوفَ الْوَاقِعَ عَلَيْهِ الْخُسْرَانُ هُوَ أَنْفُسُهُمْ، كَقَوْلِهِ فِي "الْأَعْرَافِ": {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ} [الأعراف: 9]، وَقَوْلِهِ فِي "الْمُؤْمِنُونَ": {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} [المؤمنون: 103]، وَقَوْلِهِ فِي "هُودٍ": {أُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [هود: 21]. وَزَادَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ خُسْرَانَ الْأَهْلِ مَعَ النَّفْسِ، كَقَوْلِهِ فِي "الزُّمَرِ": {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15]، وَقَوْلِهِ فِي "الشُّورَى": {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ} [الشورى: 45]).

طالب: .......

نعم؟

طالب: ....... تعالى: {خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأنعام: 12]، هل فعلاً خسروا أنفسهم.......؟

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2]، الإنسان المراد به الأصل فيه الجنس إلا من استثني، بدليل الاستثناء، العموم يدل عليه الاستثناء، ما الذي خسره هذا الإنسان؟ ما جاء بيانه في الآيات الأخرى.

طالب: قوله: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} [الحج: 11]، لكن كونه خسر نفسه هل هو يعتبر بيان أم يعتبر هو أيضًا موافقا للآية....... الآية خاسر، كونه يقول: خسر هذا الشخص أو خسر نفسه بمعنى؟

هذا أعظم الخسران، كونه يخسر نفسه هذا أعظم الخسران، ليس معنى هذا أنه يعرض نفسه لأمر يجتهد فيه ويترتب عليه وفاته خسران الدنيا، هو ما خسر شيئًا يُذكر بالنسبة لخسران الآخرة، وكذلك لو حصل لماله تلف حريق أو غرق أو شيء، ولأولاده حوادث وماتوا وقال: خسرهم، هذا ما هو بخسران؛ لأنه قد يربح من هذا الخسران أضعاف أضعاف هذا الخسران.

طالب: يعني كونه يقول: خسر نفسه....... يساوي إن الإنسان خاسر.

لا لا.

طالب: .......

لا لا، جزء، بدليل العطف عليه.

طالب: هو الإشكال عندي أنه...

بدليل العطف عليه، لو كان مساويًا كان خسر نفسه فقط، لكن خسر نفسه وأهله...

طالب: لا، أريد أن أصل أن المفعول الذي يقع عليه الخسران هو الدنيا والآخرة، أما كونه خسر نفسه هو يساوي قوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 2] ما فيه بيان.......

هو من ذلك، خسر نفسه مفعول.

طالب: (وَبَيَّنَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ خُسْرَانَ الْخَاسِرِينَ قَدْ يَشْمَلُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ، وَهُوَ قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11]).

بيان الشمول للخسران والعموم أنه خسر من جميع الجهات، بدليل أنه خسر أهله ونفسه وماله وأهله، خسر نفسه وأهله وماله، هذه من جهة، وخسر جميع ما يترتب على ذلك من أمور الدنيا والآخرة، هذا هو الخسران المبين نسأل الله العافية.

طالب: .......

كله مبني، ومن فوائد حذف المفعول العموم؛ ليسرح الذهن في كل ما يحتمله اللفظ.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} [يونس: 46] الْآيَةَ.

بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُرِيَهُ فِي حَيَاتِهِ بَعْضَ مَا يَعِدُ الْكُفَّارَ مِنَ النَّكَالِ وَالِانْتِقَامِ، أَوْ يَتَوَفَّاهُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَمَرْجِعُهُمْ إِلَيْهِ -جَلَّ وَعَلَا- لَا يَفُوتُهُ شَيْءٌ مِمَّا يُرِيدُ أَنْ يَفْعَلَهُ بِهِمْ؛ لِكَمَالِ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِمْ، وَنُفُوذِ مَشِيئَتِهِ -جَلَّ وَعَلَا- فِيهِمْ، وَبَيَّنَ هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ، كَقَوْلِهِ فِي سُورَةِ "الْمُؤْمِنِ": {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77]).

يعني إن أدركت هذا في حياتك كما حصل في قتل من قُتل في مغازيه -عليه الصلاة والسلام- أو يكون مرجعهم إلينا فيحصل لمن لم يحصل له شيء في الدنيا يحصل له ذلك في الآخرة.

طالب: (وَقَوْلِهِ فِي "الزُّخْرُفِ": {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ} [الزخرف: 41، 42]، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ).

ولا فرق عنده -عليه الصلاة والسلام- بين ما حصل إنجازه في حياته وبين ما سيحصل لهم عند لقائه -جل وعلا-. قد يقول قائل: ليس الخبر كالعيان، لكن الوعد القطعي الذي جاء عن الله وعن رسوله بنص قطعي هو كالمشاهد في المرئي ما يختلف.

طالب: .......

النصر ليس بمجرد الانتصار، لا، قد تكون هزيمة وعاقبتها نصر كما حصل في أُحد، فوعد الله لا يُخلف ولا يتغير، والمؤمن {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 51] منصور على كل حال، والدين كما قال ابن القيم ممتحن ومنصور، ولكن هذا الامتحان يتبين به بنتيجته الصادق من الكاذب والمخلص من المخلط، وبذلك يُعرف حزبه من حربه، يتميزون، حزب الله -جل وعلا- يُعرفون في أوقات الشدائد والمحن وفي أوقات الابتلاء والفتن، ومن حربه الذين لا يُعرفون إلا وقت الرخاء وأما في وقت الشدة فيتبرأون من الدين وأهله.

طالب: (تَنْبِيهٌ: لَمْ يَأْتِ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِعْلُ الْمُضَارِعِ بَعْدَ "إِنْ" الشَّرْطِيَّةِ الْمُدْغَمَةِ فِي "مَا" الْمَزِيدَةِ لِتَوْكِيدِ الشَّرْطِ، إِلَّا مُقْتَرِنًا بِنُونِ التَّوْكِيدِ الثَّقِيلَةِ، كَقَوْلِهِ هُنَا: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ} [يونس: 46] الْآيَةَ، {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ} [الزخرف: 41] الْآيَةَ، {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} [الأنفال: 57] الْآيَةَ، {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ} [الأنفال: 58] الْآيَةَ).

يرى بعضهم أن هذا على سبيل اللزوم والوجوب، وأنه لا يأتي على غير هذه الصيغة، ويرى بعضهم أنه صحيح أن هذا هو الأصل وهو الكثير الغالب، ولكن قد يأتي في كلام العرب ما لم تقترن به نون التوكيد.

طالب: (وَلِذَلِكَ زَعَمَ بَعْضُ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةَ وُجُوبَ اقْتِرَانِ الْمُضَارِعِ بِالنُّونِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْحَالِ الْمَذْكُورَةِ، وَالْحَقُّ أَنَّ عَدَمَ اقْتِرَانِهِ بِهَا جَائِزٌ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ: فَإِمَّا تَرَيِنِّي وَلِي لُمَّةٌ.. فَإِنَّ الْحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا).

لِمَّة، أين؟

طالب: .......

لِمَّة لِمَّة، بالكسر.

طالب: (فَإِمَّا تَرَيِنِّي وَلِي لِمَّةٌ.. فَإِنَّ الْحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا

وَقَوْلِ الْآخَرِ: زَعَمَتْ تمَاضِرُ أَنَّنِي إِمَّا أَمُتْ.. يسددُ أُبَيْنُوهَا الْأَصَاغِرُ خَلَّتِي).

طالب: .......

إِمَّا..

طالب: .......

 ما هو؟

طالب: .......

لا، هو ورد هذا وهذا.

طالب: .......

يعني في الكتابة تقصد؟

طالب: في الكتابة.

نعم، في الكتابة يرد هذا وهذا.

طالب: .......

ما هو؟ عمَّا ألف لا ما فيه.

طالب: .......

طالب: مفصولة يعني.

هي الأصل عن وما، فإذا أدغم حرف في آخر فالأصل أن يُفك الإدغام في الكتابة، لكن جرت العادة والقاعدة أنهم يدغمونها.

طالب: .......

لا لا لا، إلا في الرسم رسم القرآن فلا يُتعدى.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} [يونس: 47]. صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ: أَنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً، وَبَيَّنَ هَذَا فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ، كَقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا} [النحل: 36] الْآيَةَ، وَقوله: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، وَقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ، وَقَدْ بَيَّنَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ عَدَدَ الْأُمَمِ سَبْعُونَ أُمَّةً فِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-).

ماذا عندك: رضي الله عنه؟

طالب: نعم.

عنهم لأنهم مجموعة، بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، هذا السند: بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، جده معاوية بن حيدة.

طالب: .......

لا، بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.

طالب: .......

ماذا؟

طالب: .......

لكن عنهم إذا ذُكروا، بهز وحكيم ومعاوية، بهز عن أبيه عن جده، فهذا هو منقول عندنا عنهم من الأصل الذي فيه الثلاثة، والذي عنده مبني على إفراد معاوية؛ لأنه اقتصر عليه.

طالب: .......

بهز؟

طالب: نعم.

ليس بصحابي.

طالب: يعني هو حتى.......

على كل حال هم يتبعون، الإتباع معروف، يعني صلى الله علينا تبعًا للرسول وصحابته، وعنا معهم. اللهم صل على محمد.

طالب: («أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ»، وَقَدْ بَيَّنَّا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي كِتَابِنَا "دَفْعُ إِيهَامِ الِاضْطِرَابِ عَنْ آيَاتِ الْكِتَابِ"، وَوَجْه الْجَمْعِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ قوله: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} [يس: 6] الْآيَةُ فِي سُورَةِ "الرَّعْدِ").

الآيةَ.

طالب: (وَبَيْنَ قوله: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} [يس: 6] الْآيَةَ فِي سُورَةِ "الرَّعْدِ").

مثل الحديث إذا لم يكمل وقلت: الحديثَ، يعني أكمل الحديث أو اقرأ الآية.

طالب: (فِي الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]).

دفع الإيهام موجود، انظر ماذا قال الشيخ فيه.

طالب: بسم الله، "سورة الرعد، قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، هذه الآية الكريمة فيها التصريح بأن لكل قوم هاديًا، وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هاد، سواء فسرنا الهدى بمعناه الخاص أو بمعناه العام، فمن الآيات الدالة على أن بعض الناس لم يكن...".

الهدى بمعناه الخاص هو الهداية إلى طريق الحق وإلى الصراط المستقيم، وأما الهدى بمعناه العام ففي قوله -جل وعلا-: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10]، هداية الخلق بمعنى الدلالة، دلّه إلى ما ينفعه فلم يهتدِ، أما الهداية الأولى التي هي هداية التوفيق والقبول فهذه خاصة بأولياء الله.

طالب: "فمن الآيات الدالة على أن بعض الناس لم يكن لهم هادٍ بالمعنى الخاص قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ} [الأنعام: 116]، فهؤلاء المضلون لم يهدهم هادٍ الهدى الخاص الذي هو التوفيق لما يرضي الله، ونظيرها قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [الرعد: 1]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103]، وقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 8]، إلى غير ذلك من الآيات. ومن الآيات الدالة على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هادٍ بالمعنى العام الذي هو إبانة الطريق قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} [يس: 6] بناءً على التحقيق من أن "ما" نافية لا موصولة، وقوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} [المائدة: 19] الآية، فالذين ماتوا في هذه الفترة لم يكن لهم هادٍ بالمعنى الأعم أيضًا.

والجواب عن هذا من أربعة أوجه؛ الأول: أن".

مثل هذا قد يتعارض مع قوله -جل وعلا-: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء: 15]، ولذا اختلف العلماء في أهل الفترة هل هم يدخلون النار باعتبار أنه لا بد أن يكون بلغتهم الحجة؛ لقوله- جل وعلا-: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ}، أو أن هذا من باب الحكم الشرعي أنهم لا يستحقون العذاب إلا إذا بلغتهم الحجة؛ ولذا اختلف العلماء في مآلهم وفي كيفية اختبارهم، وذكر ابن القيم -رحمه الله- في طريق الهجرتين في آخر الكتاب في طبقات المكلفين كلامًا طويلاً للنوع هذا -رحمه الله-.

طالب: "الأول: أن معنى قوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] أي داعٍ يدعوهم ويرشدهم إما إلى خير كالأنبياء، وإما إلى شر كالشياطين، أي وأنت يا رسول الله منذر هادٍ إلى كل خير، وهذا القول مروي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وقد جاء في القرآن استعمال الهدى في الإرشاد إلى الشر أيضًا كقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: 4]، وقوله تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 23]، وقوله: {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} [النساء: 168، 169]، كما جاء في القرآن أيضًا إطلاق الإمام على الداعي إلى الشر في قوله: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص: 41] الآية. الثاني: أن معنى الآية... ".

طالب: .......

ماذا فيه؟

طالب: .......

يعم الهادي إلى الشر والهادي إلى الخير، أنه يضله ويهديه، والهدى هنا..

طالب: .......

في الآية إلى الشر، ومثل هذا وقد يغيب عن بعض المتكلمين على البلاغة، يقولون: إن وجود اللفظين المختلفين في سياق واحد نعم فيه تنافر يسمونه تنافرًا لفظيًّا {فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ} [الحج: 4] هذا رد عليهم، ولذلك حينما قال المحدثون أو أهل الحديث في تعريف المقطوع وهو أنه المضاف إلى التابعي، وتكلموا على المتصل قالوا لم يروا أن يدخل المقطوع، ما تقول: هذا مقطوع متصل، تقول هذا مرفوع متصل وهذا موقوف متصل على الصحابي، لكن ما تقول: مقطوع يعني منسوب إلى التابعي وتقول: متصل؛ للتنافر اللفظي بين القطع والوصل.

طالب: .......

بلى يترتب بلا شك.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

لكن هذا لفظي ليس بمعنوي، معنوي؛ لاختلاف الجهة ما فيه أدنى إشكال، الكلام مع اتحاد الجهة، نعم.

طالب: .......

{إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}.

طالب: .......

نعم، لكنه في اللفظ فيه تنافر على كلامهم.

طالب: "الثاني: أن معنى الآية: أنت يا محمد -صلى الله عليه وسلم- منذر، وأنا هادي كل قوم، ويروى هذا عن ابن عباس من طريق العوفي وعن محمد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد، قاله ابن كثير. وعلى هذا القول فقوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] يعني به نفسه -جل وعلا-، ونظيره في القرآن قوله تعالى: {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14] يعني نفسه كما قاله قتادة، ونظيره من كلام العرب قول قتادة بن سلمة الحنفي:

 ولئن بقيت لأرحلن بغزوة           تحوي الغنائم أو يموت كريم

 يعني نفسه، وسيأتي تحرير هذا المبحث إن شاء الله في سورة القارعة، وتحرير المعنى على هذا القول: أنت يا محمد...".

ولعل من هذا قول الله -جل وعلا- في المبالغة في إخفاء وقت الساعة: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] يعني عن نفسي، وإلا فعن جميع المخلوقين هي خفية ما يكون فيها إخفاء، {أَكَادُ}؛ لأن كلمة "أكاد" فرق بين لم يكد أو كاد، نعم، كاد: وصل إلى ما يريد لكنه مع بُعد، كاد يخفيها يعني أكاد يعني ما أخفيتها، وإذا قلنا كما قال بعض المفسرين {أَكَادُ أُخْفِيهَا} حتى عن نفسي استقام الكلام.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

يقول عن نفسه، {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] يعني وأنا لكل قوم هادٍ، والبيت فيه نفسي.

طالب: .......

لا، على حسب التنزل وإلا فهذا القول فيه ما فيه.

طالب: "وتحرير المعنى على هذا القول: أنت يا محمد منذر وأنا هادي كل قوم سبقت لهم السعادة والهدى في علمي؛ لدلالة آيات كثيرة على أنه تعالى هدى قومًا وأضل آخرين على وفق ما سبق به العلم الأزلي كقوله تعالى: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [النحل: 37]. الثالث: أن معنى {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] أي قائد، والقائد الإمام، والإمام العمل، قاله أبو العالية، كما نقله عنه ابن كثير، وعلى هذا القول في المعنى: ولكل قوم عمل يهديهم إلى ما هم صائرون إليه من خير وشر، ويدل لمعنى هذا الوجه قوله تعالى: {هُنَالِكَ تَتْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ} [يونس: 30] على قراءة من قرأها بتاءين مثناتين بمعنى تتبع كل نفس ما أسلفت من خير وشر، وأما على القول بأن معنى {تَتْلُو} تقرأ في كتاب عملها ما قدمت من خير وشر فلا دليل في الآية، ويدل له أيضًا حديث: «لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يتبع الطواغيت الطواغيت» الحديث.

الرابع: وبه قال مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد: أن المراد بالقوم الأمة، والمراد بالهادي النبي، فيكون معنى قوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] أي ولكل أمة نبي كقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} [يونس: 47]، وكثيرًا ما يطلق في القرآن اسم القوم على الأمة كقوله: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} [الأعراف: 59]، وقوله: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ} [الأعراف: 65]، وقوله: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ} [الأعراف: 73]، ونحو ذلك. وعلى هذا القول فالمراد بالقوم في قوله: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] أعم من مطلق ما يصدق عليهم اسم القوم لغة، ومما يوضح ذلك حديث معاوية بن حيدة القشيري -رضي الله عنه- في السنن والمسانيد: «أنتم توفون سبعين أمة» الحديث، ومعلوم أن ما يطلق عليه اسم القوم لغة أكثر من سبعين بأضعاف، وحاصل هذا الوجه الرابع أن الآية كقوله: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} [يونس: 47]، وهذا لا إشكال فيه لحصر الأمة في سبعين كما بين في الحديث، فآباء القوم الذين لم يُنذَروا مثلاً المذكورون في قوله: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} [يس: 6] ليسوا أمة مستقلة حتى يرد الإشكال في عدم إنذارهم مع قوله: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]، بل هم بعض أمة".

طالب: .......

هذا كلامه الأخير، والذي كلامه الأخير المتجه أنه لكل أمة من الأمم نذير، يعني رسول.

طالب: .......

هو الاختلاف بين الأمة والقوم؛ الأمة أعم من أن يكونوا قومًا، أعم، يعني تشمل أكثر من قوم، فيكون في هذه الأمة الذين جاءهم النذير من الأقوام من تبلغهم دعوى هذا النذير في أفرادهم.

طالب: لكن كجملة؟

جاءهم نذير بلا شك، نعم.

طالب: .......

لا لا.

طالب: يعني تصير أمة محمد ابتداؤها؟

من بعثته -عليه الصلاة والسلام-، ولكن يبقى أنه في أمة محمد الذين هم أمة الدعوة أقوام لم يبلغهم الدعوة، نعم.

طالب: "وقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] لا يشكل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا} [الفرقان: 51]؛ لأن المعنى: أرسلنا إلى جميع القرى، بل إلى الأسود والأحمر، رسولاً واحدًا هو محمد -صلى الله عليه وسلم- مع أنا لو شئنا أرسلنا إلى كل قرية بانفرادها رسولاً، ولكن لم نفعل ذلك ليكون الإرسال إلى الناس كلهم فيه الإظهار لفضله -صلى الله عليه وسلم- على غيره من الرسل بإعطائه ما لم يُعطه أحد قبله من الرسل -عليه وعليهم الصلاة والسلام- كما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح من أن عموم رسالته إلى الأسود والأحمر مما خصه الله به دون غيره من الرسل.

وأقرب الأوجه المذكورة عندنا هو ما يدل عليه القرآن العظيم وهو الوجه الرابع، وهو أن معنى الآية: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] أي لكل أمة نبي، فلست يا نبي الله بدعًا من الرسل، ووجه دلالة القرآن على هذا كثرة إتيان مثله في الآيات كقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، وقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ} [يونس: 47]، وقوله: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24]. وعليه فالحكمة في الإخبار بأن لكل أمة نبيًّا أن المشركين عجبوا من إرساله -صلى الله عليه وسلم- إليهم، كما بينه تعالى بقوله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} [يونس: 2]، وقوله: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولاً} [الإسراء: 94]، فأخبرهم أن إنذاره لهم ليس بعجب ولا غريب لأن لكل أمة منذرًا، فالآية كقوله: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9]، وقوله: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء: 163]، والعلم عند الله تعالى".

طالب: .......

هو مهم، في غاية الأهمية؛ لأن فيه إشكالات يستشكلها كثير من الناس، والشيخ -رحمه الله- تعرض لذلك.

طالب: .......

إن شاء الله ما يكون إلا خيرًا.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [يونس: 47]. أَوْضَحَ اللَّهُ تَعَالَى مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ فِي سُورَةِ "الزُّمَرِ" بِقوله: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} [الزمر: 69، 70].

قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}. صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ بِأَنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلاً، وَأَنَّهُ لَا يَسْبِقُ أَحَدٌ أَجَلَهُ الْمُحَدَّدَ لَهُ، وَلَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ).

في آية الزمر في قوله -جل وعلا-: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} [الزمر: 69]، الإشراق غير الشروق، ونبه على ذلك القرطبي في تفسيره ورأى أن الإشراق هو انتشار النور والشروق هو بزوغ الشمس، ولذلك في التقويم يقولون: الشروق على كذا، الشروق متى؟

طالب: 6.25.

الشروق 6.25، هذا الشروق بزوغ الشمس، ولذلك يخطئ من يصلي على التقويم؛ لأنه هو وقت النهي المغلظ، وارتفاع الشمس يحتاج إلى ما بين اثني عشرة دقيقة إلى ربع ساعة لترتفع ويكون الإشراق، ولذلك التنصيص على هذا في {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ} [الزمر: 69]، ليس بزغت، انتشر النور فيها.

طالب: .......

في آية الزمر، نعم.

طالب: (وَبَيَّنَ هَذَا الْمَعْنَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ كَقوله: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} [الحجر: 5]، وَقوله: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [نوح: 4]، وَقوله: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} [المنافقون: 11] الْآيَةَ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ).

يُستشكل حديث: «من أراد أن ينسأ له في أثره ويبسط له في رزقه فليصل رحمه» يُفهم منه أن صلة الرحم تزيد في العمر عن الأجل المحدد الذي لا يتقدمه الإنسان ولا يتأخر، وللعلماء أجوبة كثيرة عن هذا ذكروها في الشروح، فمنهم من قال: إن هذه الزيادة زيادة بركة وليست زيادة عدد، زيادة بركة يعني مثل النووي كم عمره يوم يموت؟ نعم، وغيره عاش ضعف هذا العمر وما أنتج واحدًا من عشرة مما أنتجه النووي، وقل مثل هذا في علماء كثر، شيخ الإسلام ابن تيمية وفلان وفلان من العلماء، يعني ليسوا أطول الناس أعمارًا، الحافظ الحكمي كم عمره يوم يموت؟ خمسة وثلاثين، انظر العمر الذي نشره والخير الذي بذره، فـ«يبسط له في رزقه» قد لا يكون بكثرة المال، قد يكون في البركة فيه، «وينسأ له في أثره» في البركة هذا ظاهر، وأما قول من يقول: إنه يكتب له أجله وهو في بطن أمه وأنه يعيش كذا ويكون ذلك موقوفًا على صلة الرحم، قال بعضهم هذا، فإذا وصل رحمه أضيفت إليه هذه الإضافة.

طالب: .......

لكن ما كُتبت وهو فيه.......

طالب: .......

{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، لكن مع ذلك أمور مربوطة من باب ربط الأسباب بمسبباتها.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس: 51]. بَيَّنَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ الْكُفَّارَ يَطْلُبُونَ فِي الدُّنْيَا تَعْجِيلَ الْعَذَابِ كُفْرًا وَعِنَادًا، فَإِذَا عَايَنُوا الْعَذَابَ آمَنُوا، وَذَلِكَ الْإِيمَانُ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ وَحُضُورِهِ لَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ، وَقَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ هُنَا بِقوله: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} [يونس: 51]، وَنَفَى أَيْضًا قَبُولَ إِيمَانِهِمْ فِي ذَلِكَ الْحِينِ بِقوله: {آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} [يونس: 51]).

طالب: .......

ذكروا هذا.

طالب: .......

والعلماء أشاروا إلى الآية.

طالب: (وَأَوْضَحَ هَذَا الْمَعْنَى فِي آيَاتٍ أُخَرَ).

في قول عمر -رضي الله عنه-: اللهم إن كنت كتبتني شقيًّا فامحني واكتبني سعيدًا، نعم.

طالب: .......

في سجلات الملائكة، لا في علم الله -جل وعلا-، ما في علم الله لا يتغير.

طالب: .......

ما في علم الله لا يتغير، وما في أيدي الملائكة هو الذي يمكن أن يزاد وينقص، نعم.

طالب: نحو.......

نعم.

طالب: (وأوضح هذا المعنى في آيات أخر، كَقوله: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 84، 85]، وَقوله: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 90، 91]).

في قوله بعد ذلك: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} [يونس: 92]، اليوم ننجيك ببدنك، أنتم يا مصريين، أنت اعتبرت ورأيت هذه الآية أم ما شفتها؟ شيخكم وهو من المفسرين المصريين طنطاوي جوهري في تفسيره وضع صورة فرعون، ووضع صورة الكواكب السبعة، أُمرنا بالتفكر؛ لنعتبر {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً} بفرعون، وأيضًا {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 191] كيف نتفكر ونحن ما رأيناهم؟ كيف فرعون لنا آية ونحن ما شفناه؟ فهذا دليل على جواز التصوير، ما يمكن أن نراهم إلا بتصوير! سمعت هذا؟ ما شفت من الغرائب إلا هذه! أنت تعرف التفسير هذا الجواهر؟

طالب: .......

لا.

طالب: محمد سيد طنطاوي؟

لا، طنطاوي جوهري متقدم، هذا كله مملوء بالصور، وهو إلى علوم الطبيعة من كيمياء وفيزياء وهندسة كله صور، ويعد مجددًا في هذا الباب، ولما طُبع منع الملك عبد العزيز من دخوله السعودية، والتقاريظ التي جاءته أكثرها من إيران يمدحونه ويثنون عليه، كتب رسالة للملك عبد العزيز يعني يتعجب من كونه يُمنع من دخوله بلاد الحرمين ويفسح في بلاد العجم وفي بلاد البوسنة والهرسك وأقطار الدنيا! ليس على سَنن السلف ولا على طريقتهم ولا على هديهم.

طالب: .......

ما فيه، ما فيه، مع أني قرأت منه على الشيخ ابن باز وقلت: إنه فيه كل شيء إلا التفسير، وقد قيلت في تفسير الرازي هذه وهو أمثل منه وأقرب منه إلى التفسير، قال الشيخ: ظلموه؛ لأنه فيه تفسير كلمات وغريب القرآن وفيه أشياء يسيرة، يعني في نصف صفحة أو ربع صفحة والباقي عشرون، ثلاثون صفحة كلها من هذه الصور.

المقصود أنه استدل على التصوير بأننا أُمرنا أن نأخذ من غرق فرعون عبرة وآية، فكيف نأخذ منه عبرة وآية ونحن ما رأيناه؟ إذا صار قومه ما رأوه.

طالب: لكن مبني على إشكال هو لمن خلفه هل المراد به قومه أو المراد بنو إسرائيل فقط؟

أنت الآن ركزت على الرجل؟

طالب: ....... بنو إسرائيل أم قومه عمومًا؟

فيه غيره، لا تظنه وحيدًا.

طالب: .......

نعم، صح.

طالب: لكن يا شيخ الآن.......

المقصود أنا أقول: الضلال يصل إلى هذا الحد، وبعد الشقة عن هذا المنهج وهذه الطريقة عن طريقة السلف الصالح وهديهم في فهم القرآن. الآن فيه أناس أقرب بكثير إلى فهم القرآن وعُدوا من التفسير بالرأي وبعضهم أخرجهم من دائرة التفسير.

طالب: أقول فكيف.......

فكيف....... كتاب علوم هو.

طالب: بعضهم....... يعني هذا الموجود الآن في مصر أنه هو المقصود في الآية {لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ} [يونس: 92] والباقي وما يدرون عنه أين أصلاً؛ لأن الآية {لِمَنْ خَلْفَكَ} أي بني إسرائيل، قالوا وأما غير بني إسرائيل رأوه ....... وأما الموجودون الآن...

هو صوره، صور صورته.

طالب: لكن هذا الذي صوره هو فرعون؟

الجان! لا وتصوير الكواكب السبعة والأجرام السماوية وكذا من أجل تطبيق: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190، 191].

طالب: .......

ماذا؟

طالب: على قوله.......

هو من أعظم الناس تفكر الذين لا يقرأون ولا يكتبون وينامون في البراري والقفار وإذا استلقى على ظهره في فراشه نظر في السماء، هذا الذي يورث الإيمان واليقين.

طالب: (وَقوله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} [النساء: 18] الْآيَةَ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ. وَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى قَوْمَ يُونُسَ دُونَ غَيْرِهِمْ بِقوله: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98].

قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ} [يونس: 81] الْآيَةَ. ذَكَرَ تَعَالَى عَنْ مُوسَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُ سِحْرَ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ. وَصَرَّحَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ بِأَنَّ ذَلِكَ الَّذِي قَالَ مُوسَى إِنَّهُ سَيَقَعُ مِنْ إِبْطَالِ اللَّهِ لِسِحْرِهِمْ أَنَّهُ وَقَعَ بِالْفِعْلِ، كَقوله: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} [الأعراف: 118، 119]، وَنَحْوِهَا مِنَ الْآيَاتِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} [يونس: 93] الْآيَةَ. ذَكَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّهُ بَوَّأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي آيَاتٍ أُخَرَ كَقوله: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف: 137] الْآيَةَ، وَقوله: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الشعراء: 57، 58]، إِلَى قوله: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 59]، وَقوله: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ} [الدخان: 25، 26]، إِلَى قوله: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان: 28]).

هذا تكرر.

طالب: نعم؟

هذا تكرر.

 طالب: .......

 فيه تكرار.

(وَمَعْنَى {بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ}: أَنْزَلْنَاهُمْ مَنْزِلاً مَرْضِيًّا حَسَنًا.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96، 97]. صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ، أَنَّ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ، وَسَبَقَتْ لَهُ فِي عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاوَةُ، لَا يَنْفَعُهُ وُضُوحُ أَدِلَّةِ الْحَقِّ، وَذَكَرَ هَذَا الْمَعْنَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101]، وَقَوْلِهِ: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا} [القمر: 2] الآية، وَقَوْلِهِ: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} [الأنعام: 4]، وَقَوْلِهِ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف: 105]، وَقَوْلِهِ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6]. وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [يونس: 98].

ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ إِيمَانَ قَوْمِ يُونُسَ مَا نَفَعَهُمْ إِلَّا فِي الدُّنْيَا دُونَ الْآخِرَةِ؛ لِقَوْلِهِ: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}. وَيُفْهَمُ مِنْ مَفْهُومِ الْمُخَالَفَةِ فِي قَوْلِهِ: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أَنَّ الْآخِرَةَ لَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ تَعَالَى أَطْلَقَ عَلَيْهِمُ اسْمَ الْإِيمَانِ مِنْ غَيْرِ قَيْدٍ فِي سُورَةِ "الصَّافَّاتِ"، وَالْإِيمَانُ مُنْقِذٌ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ، كَمَا أَنَّهُ بَيَّنَ فِي "الصَّافَّاتِ" أَيْضًا كَثْرَةَ عَدَدِهِمْ، وَكُلُّ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 147، 148]).

ما ذكره الله -جل وعلا- عن قوم يونس وأنهم آمنوا بعدما عاينوا العذاب، وأنه ما فيه أمة استفادت من إيمانها بعد رؤية العذاب غيرهم، يبقى السؤال هو: ما سبب استثنائهم وما السبب في استثنائهم من سائر الأمة {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [يونس: 98]؟ لماذا استثنوا؟

طالب: .......

لكن رأوا العذاب بالنص، يعني عندهم لكن الإشكال أن الكلام في هذا قد يُفهم منه التعرض ليونس بن متى، ولذا جاء التأكيد على عدم تفضيل النبي -عليه الصلاة والسلام- عليه ليُعرض عن جميع ما حصل منه -عليه السلام-، ولذا لا شك أن ما حصل ذهب مغاضبًا وترك قومه، يعني كان فيه هذا التصرف كان فيه نوع عذر لقومه، مع أنه رسول ما حدا به أن يقول: «لا تفضلوني على يونس بن متى»، لماذا؟

لأن يونس -عليه السلام- إذا حصل مجال التفضيل بينه وبين غيره من الأنبياء الذين ما حصل منهم نظير ما حصل منه قد يتطاول عليه بعض الناس يدعوه، ويجره الكلام إلى أن يفضل عليه غيره وهو رسول من الرسل.

طالب: .......

مائة ألف.

طالب: .......

ما هو؟

طالب: .......

وهل مائة ألف كثيرة بالنسبة... يعني فيه من الأنبياء من يأتي ومعه الرجل والرجلان، ومن الأنبياء من يأتي وليس معه أحد، هذا تبعه مائة ألف.

طالب: هذه الآية قال....... ولقد أرسلنا.

طالب: {فَآمَنُوا}.

{فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} [الصافات: 148]، نعم.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: 99] الْآيَةَ. صَرَّحَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهُ لَوْ شَاءَ إِيمَانَ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَآمَنُوا كُلُّهُمْ جَمِيعًا، وَهُوَ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى أَنَّ كُفْرَهُمْ وَاقِعٌ بِمَشِيئَتِهِ الْكَوْنِيَّةِ الْقَدَرِيَّةِ، وَبَيَّنَ ذَلِكَ أَيْضًا فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا} [الأنعام: 107] الْآيَةَ، وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة: 13]، وَقَوْلِهِ: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام: 35]، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99].

 بَيَّنَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَلَا يُمْكِنُ أَحَدًا أَنْ يَقْهَرَ قَلْبَهُ عَلَى الِانْشِرَاحِ إِلَى الْإِيمَانِ إِلَّا إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ ذَلِكَ. وَأَوْضَحَ ذَلِكَ الْمَعْنَى فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ، كَقَوْلِهِ: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41]، وَقَوْلِهِ: {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ} [النحل: 37] الْآيَةَ، وَقَوْلِهِ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] الْآيَةَ).

يعني أقرب الناس إليه وأنفعهم له عمه أبو طالب، لما حضرته الوفاة قال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: «يا عم، قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» ما كتب الله له الهداية، ونزل قول الله -جل وعلا-: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56]، وآخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب.

طالب: (وَقَوْلِهِ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] الْآيَةَ، وَقَوْلِهِ: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186]، وَالْآيَاتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا كَمَا تَقَدَّمَ فِي "النِّسَاءِ". وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا غَيْرُ مَنْسُوخَةٍ، وَأَنَّ مَعْنَاهَا أَنَّهُ لَا يَهْدِي الْقُلُوبَ وَيُوَجِّهُهَا إِلَى الْخَيْرِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى، وَأَظْهَرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَتْبَعَهُ بِقَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [يونس: 100]، الْآيَةَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس: 101] الْآيَةَ.

 أَمَرَ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا- جَمِيعَ عِبَادِهِ أَنْ يَنْظُرُوا مَاذَا خَلَقَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى عِظَمِ خَالِقِهَا، وَكَمَالِهِ، وَجَلَالِهِ، وَاسْتِحْقَاقِهِ لِأَنْ يُعْبَدَ وَحْدَهُ -جَلَّ وَعَلَا-. وَأَشَارَ لِمِثْلِ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53] الْآيَةَ، وَوَبَّخَ فِي سُورَةِ "الْأَعْرَافِ" مَنْ لَمْ يَمْتَثِلْ هَذَا الْأَمْرَ، وَهَدَّدَهُ بِأَنَّهُ قَدْ يُعَاجِلُهُ الْمَوْتُ فَيَنْقَضِي أَجَلُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْظُرَ فِيمَا أَمَرَهُ اللَّهُ -جَلَّ وَعَلَا- أَنْ يَنْظُرَ فِيهِ؛ لِيُنَبِّهَ بِذَلِكَ عَلَى وُجُوبِ الْمُبَادَرَةِ فِي امْتِثَالِ أَمْرِ اللَّهِ -جَلَّ وَعَلَا-، وَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ} [الأعراف: 185] الْآيَةَ.

 تَنْبِيهٌ: آيَةُ "الْأَعْرَافِ" هَذِهِ الَّتِي ذَكَرْنَا تَدُلُّ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ يَقْتَضِي الْفَوْرَ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْأُصُولِيِّينَ، خِلَافًا لِجَمَاعَةٍ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ.

 قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ} [يونس: 105] الآيةَ. أَوْضَحَ هَذَا الْمَعْنَى فِي قَوْلِهِ: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] الآيةَ. قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ} [يونس: 106] الآيةَ. أَوْضَحَ مَعْنَاهُ أَيْضًا بِقَوْلِهِ: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 88]).

كون الأصل في الأمر أنه يقتضي الوجوب، وأنه يقتضي الفورية للإسراع بإبراء الذمة لا يعني أن الأمور الموقتة بوقت ومأمور بها على سبيل الوجوب أنه يُتعدى ويتخطى على الوقت، قد يقول قائل: إن الوجوب في أول الوقت وترك أول الوقت رخصة، هذا مثل مواقيت الصلاة إذا قلنا على الفور سمعت الأذان تتوضأ وتصلي ما تتأخر، وهذا كونه على الفور هذا قول الجمهور كما نص عليه المؤلف، لكن أبيح للإنسان ورخص له أن يصلي في أثناء الوقت من أوله إلى آخره، وبينت هذه المواقيت من قوله -عليه الصلاة والسلام- وفعله، ويبقى أن ما تُترك فيه فرصة لسعة الوقت أنه يبقى على الفور.

طالب: (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [يونس: 109]. لَمْ يُبَيِّنْ هُنَا مَا حَكَمَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ نَبِيِّهِ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِ، وَقَدْ بَيَّنَ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ حَكَمَ بِنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ، وَإِظْهَارِ دِينِهِ عَلَى كُلِّ دِينٍ، كَقَوْلِهِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [سورة النصر] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَقَوْلِهِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] إِلَى آخِرِهَا، وَقَوْلِهِ: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41] الْآيَةَ. إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ).

 انتهى الجزء الثاني من هذا الكتاب المبارك، ويليه الجزء الثالث إن شاء الله.

 وصلى الله على نبينا وآله وصحبه.

أجمعين.

اللهم صل على محمد.

هذا الاختصار على مِثل، يعني اختصار الآيات والاقتصار على بعضها إذا اكتمل المعنى فهذا ما فيه إشكال، كما هو في اختصار الأحاديث، بحيث لا يكون الموجود متعلق بالمحذوف أو يتوقف فهمه على المحذوف، وعندنا: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ} [الرعد: 41] هذا خارج عن قاعدتنا، عندك {وَهُوَ}؟

طالب: .......

طالب: لا.......

بدليل أن الذين قطعوا الآية ولصقوها ما أحسنوا.

طالب: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41].

نعم.