كتاب الترمذي في (الشمائل النبوية) أفضل ما أُلِّف في بابه، وقد اشتمل على ما يقرب من أربعمائة حديث وأثر، وهو كتاب لا يستغني عنه متعلم ولا عالم. وممن اهتم بالشمائل الحافظ ابن كثير-رحمه الله- فقد خصص مجلداً كبيرًا من تاريخه (البداية والنهاية) لهذا الجانب المهم من السنة النبوية.
والشروح الموجودة لــ(شمائل الترمذي) لا تسلم من ملاحظات، وكثير ممن تصدى لهذا الباب لا يسلم من غلو وإطراء للنبي -عليه الصلاة والسلام- مما قد ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- النهي عنه، ويوجد في بعض البلاد الإسلامية من ترك هذا الجانب – تخصيص الشمائل- سواء كان بدرس أو إقراء أو تأليف أو ما أشبه ذلك؛ اكتفاءً بما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في (الصحيحين) وغيرهما، ولما اشتملت عليه شروح هذه الكتب من المبالغات والإطراء والمديح الزائد الذي ثبت النهي عنه، ولا شك أن هذا من باب حماية جناب التوحيد وسد الذرائع الموصلة إلى الشرك، لكن لو كُتب عليها شرح مبسط يحلل ألفاظها بنَفَس سلفي خالٍ من الشوائب لكان أمرًا مطلوبًا.