سنة النبي صلى الله عليه وسلم في (أما بعد) وإعرابها وأول من قالها

قول القائل: (وبعد) الواو هنا قائمة مقام أما، لكن الاقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- حينما يقولها في خطبه وفي رسائله لا يتم إلا باللفظ الذي قاله –عليه الصلاة والسلام-: «أما بعد» [البخاري: 922]، وقد جاءت في أكثر من ثلاثين رواية عنه –صلى الله عليه وسلم-.

وقولهم: (أما بعد) (أما): حرف شرط. و(بعد): قائم مقام الشرط مبني على الضم؛ لأنه حذف المضاف إليه ونُوِي معناه. و(قبل) و(بعد) والجهات الست كلها على هذا، إذا حُذف المضاف مع نيته يُبنى المضاف على الضم، قال تعالى: {لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ} [الروم:4]، لكن لو ذكر المضاف إليه مثل قوله تعالى: {قد خلت من قبلِكم} [آل عمران:137] فإنه يُ عرب، وإذا حذف المضاف إليه مع عدم نيته أعرب مع التنوين:

فساغ لي الشراب وكنت قبلًا

 أكاد أغص بالماء الفرات

وقد اختلف العلماء في أول من قال: (أما بعد)، على ثمانية أقوال، قيل في نظمها:

جرى الخلفُ أمَّا بعدُ مَن كان

بادئًا بها، عُدَّ أقوالٌ وداودُ أقربُ

ويعقوبُ أيوبُ الصبُور وآدمٌ

وقُسٌّ وسَحبانٌ وكعبٌ ويَعرُبُ

 لكن المرجَّح عند الجمهور أنه داود –عليه السلام-، وهي فصل الخطاب الذي أوتيه.