كتاب بدء الوحي (093)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا يسأل عن مقصُود ابن حجر في "التقريب" عندما يقول: تمييز.
معروفُ أنَّ الكتابَ في رواةِ الكتبِ الستَّةِ، وكتبِ مؤلِّفي الكتب الستَّة، لكن قد يلتبس واحد من هؤلاءِ الرُّواة براوٍ ليست لهُ رواية في الكتب السِّتة، ولا في كتابٍ من كتبِ مؤلفي الكتب الستة، بأن يوافقه في اسمه واسم أبيه ونسبته، وقد يوافقه في كنيته أيضًا فيكتب تمييز؛ ليتميَّز من لهُ رواية في الكتبِ السِّتة وكتب مؤلفيها ممَّن لا رواية له ممَّن يُخشى التباسُ أمرِهِ على الطالب.
يقول: لو بيَّنتم الخلاصة في حكم رواية المبتدع سواءً كان ممن كبرت بدعته، أو ممَّن دعا لبدعته، وكذلك من رُمِيَ بالتَّشيُّع، مع توجيه كلامِ الإمام الشَّافعي عندما قَبِل رواية المبتدع مطلقًا إلَّا للخطابية من الرَّافضة.
البِدْعَة لا شكَّ أنَّها من أسبابِ الفِسْقِ، وهي قادِحَة في الرَّاوِي في الجُمْلَة، لكنْ يُشْكل على هذا روايةُ الشَّيْخَيْنِ لبعضِ المُبْتّدِعة، الإمامُ مالك لا يرى الرِّواية عن المبتدع مطلقًا؛ لأنَّ عدمَ الروايةِ عنْهُ فيها إخماد لبدعِتِهِ، فيها إخْماد لبدعَتِهِ، لكِنْ الإشْكَال مِنْ حيثُ التَّطْبيق في تَخْرِيج الشَّيْخَيْن لمَنْ رُمِيَ بالبِدْعَة، من: إرجاء، ونصب، وتشيُّع، وغيرِ ذلِك.
المُبْتَدِعَة منهمُ الغالِي فِي بِدْعَتِهِ، ومنْهُم المتوسِّط، منهم من يكفُر ببدعَتِهِ ومنهم من لا تُخرِجُهُ بدعته عن دائِرِة الإسلام، وإنْ كان الابتداع شَنيعًا، وأعظم منَ الذُّنوب الأُخْرى، لكنْ يبقى أنَّهُ الأصل في هذه المسألة، أنْ تُحسم المادة ولا يُروَى عن مبتدع، لكن يعكِّر على هذا الأصْل: تخريجُ الشَّيْخين لمن رُميَ بنوعِ بدعة، الحافظ الذهبي –رحمه الله- في مقدِّمَة "الميزان" فرَّقَ بيْنَ الشِّيعِي الغَالِي في زمنِ السَّلَف، والغالي فيمَن بعدَهُم، فرَّقَ بينهم، يقول: الغالي في زمنِ السَّلَف، مِن يفضِّل عليًّا على أبي بكرٍ وعمر، وأمَّا الغالي فيمن بعدَهُم فهو مَنْ يكفِّر خيارَ الأمَّة، هذا لا رِوايةَ لهُ في الكتُبِ ألبتَّة، ولا تحلُّ الرِّوايةُ عنْهُ ولا كرامة، أمَّا الغالي في عصرِ السَّلف ممن لا يكفِّر خيار الأمة كأبي بكر وعمر وغيرهم من الصَّحابة فإنَّمَا غايةُ ما عنده تفضيل عليّ على أبي بكرٍ وعمَر، هذا يسمى غاليًا في عهد السلف، من الغلاةِ في التشيُّع، لكنْ مع ذلكَ لا يصلُ بهذا الحدِّ إلى أنْ تُرفض روايَته عند هؤلاءِ الأئمَّة.

 أمَّا من كفّر السلف وكفَّر خيار الأمَّة هذا لا عبرة به، ولا تحلُّ الرِّواية عنه ولا كرامة، وليسَ في الكتب رواية عن ِ هذا، ممن يكفِّر، هذا ما حرَّره الحافظُ الذهبي –رحمهُ الله- في مقدمة "الميزان".
وعلى هذا فكلامُ الشَّافعي –رحمة الله عليه- حينما يقول: أقبلُ شهادةُ الرَّافِضَة إلَّا الخطَّابيَّة؛ لأنَّهم يرون الشَّهادة بالزُّور لموافقيهم، فمثلُ هذا كذب عليه ظاهر، ديدنه وعادته الكذب إذا كان يشهد بالزُّور وما أعظم من  شهادةِ الزُّور فلا يُؤمَن على الحديثِ، أمَّا مَنْ وُصِف بالتشيُّع حتَّى ولو قيل بأنَّهُ من الغلاةِ في عصرِ السلف ممن يفضل عليًّا على أبي بكرٍ وعُمر، فإنَّ مثل هذا يقبله الشَّافعي، وتوجد له رواية في الكُتب، أمَّا من يكفِّر خيارَ الأمة، فهذا لا يُروَى عنه ولا كرامة.
الخوارِج، الخوارج موجودة روايتُهُم فِي الكتبِ الستَّة، بل بعضُ دُعَاتِهم خُرَّج لهم في الكتب الستة، مع أنَّ ابن حبَّان في مقدمة "الثِّقات" قال، نقل الاتفاق على أنَّه لا ينقل عن داعية، ولا يجوز الرواية عن داعيَة، ولعلَّ الاتفاق هذا في مذهبهم عندَ الشَّافعية؛ لأنَّه قال: عند أئمتنا، ويحتمل أن يكون عند أئمة الحديث، وأن يكون عند أئمة الشافعية.
المقصود: أن النقل هذا –نقل الاتفاق- يُشْكل عليه روايةُ البُخَاري عن عمران بن حطَّان، وهوَ منَ الدُّعاةِ إلى مذهبِ الخوارِج، لكن العُلماء يفرِّقُون بينَ المبتَدِعَة، فرقٌ بين مِمَن يرى الكذِب من عظائم الأمور ومكفِّر، وبين مَنْ يراه مُباح، ويشهدُ لموافقيه بالزُّور، فرقٌ بين هذا وهذا؛ لأنَّ مدارَ الرِّواية على الصِّدْق، والخوارِج فيما حكاه عنهم أهلُ العلمِ أنَّهُم من أصدقِ الناسِ لهجةً؛ لأنَّهم يرون تحريم الكذب، وحكمهم في رأي، في مرتكب الكبيرة معرُوف.
لمَّا ترجمَ، أو: لمَّا ذكَرَ الحافظ ابن حجر رواية عمران في "فتحِ الباري"، قال: وأيُّ مانعٍ من قبولِ روايتِهِ وقدْ عُرِفَ بصدْقِ اللهْجَة، وقد عُرِف بصدق اللهجة"، وهو من الخوارج الذين عرفوا بصدق اللهجة. تعقَّبَه العيني بقوله: وأيُّ صدقٍ في لهجةِ مادِحِ قاتلِ علي، وأيُّ صدقٍ في لهجةِ مادِحِ قاتلِ علي!
لأنَّ عمران بن حطَّان مدحَ ابن مُلْجِم، لكن فرقٌ بينَ مَنْ ينصُر ما يراهُ الحق، وما أدَّاه إليه اجتِهَادُهُ، فمثل هذا لا يتوقَّع منه كذب، وبينَ مَنْ يعرِفُ الحقُّ ويتنكَّبُ عنْهُ، ويخبرُ بخلافِهِ، فرقٌ بينَ هذا وهذا، على أنَّ العلماءَ خرَّجُوا تخريج البُخاري عن عمران بن حطَّان بأنَّهُ إنَّما رُوِيَ عنه ما حدَّثَ بهِ قبلَ الابتداع، وبعضُهم قال: إنَّهُ رجع عن بدْعَتِهِ؛ فروي عنه بعد الرجوع.
على كل حال: الرِّواية موجودة، ولَم يستقِلْ بها، بلْ هوا موافَقٌ عليها، ولا إشكال في تخريج البخاري لهُ.
على كلِّ حال: هذه أصول المسْأَلة، يبقى الخلافُ في المسألة على أقوالٍ كثيرةٍ لا داعي لذكرِها مع وجود رواية هؤلاءِ المبتدعة في الصحيحين وغيرِهما، ولكِن التَّخْريج كما ذكرنا.
يقول: متى يشرع طالبُ العلمِ في قراءةِ كتبِ الرِّجال، وتعريف، مدى درجة صدقه وحفظهِ مثل "سير أعلام النبلاء"، وغيرها.
طالبُ العلمِ في أوِّلِ الأمْرِ حكمه حكم المقلِّد، حكمه حكم العامي يقلد أهلَ العلمِ، لكنَّه إذا قرأَ كتبَ الاصطلاح النَّظَرِيَّة، وحفِظَ مِنَ السُّنَّة ما أمكنه حِفْظه، وتمرَّن وتدرَّب على التَّخْريج، والنَّظر في الأسانيد على طريقةِ أهلِ العلمِ لا بدَّ أنْ يَنْظر في كتبِ الرِّجال، ومثل ما ذكرنا تدرُّج في حفظِ الحديث والتَّدرج في كيفيَّة التفقُّه، أو في قراءة كتبِ التَّفسير أو في غيرها من العلوم يتدرَّجُ في كتبِ الرِّجال، وبإمكانِه أن يُدْرِكَ في هذا العلمِ ما يدْرِكه في غيره من العلوم على حسبِ ما أوتيَ من حفظٍ وفهمٍ، إذَا قرأَ في الشُّرُوحِ، ومرَّ عليهِ الرُّواةُ –شروح البخاري- يرددون، يرددون رجال البخاري، ما ينتهي من الشُّروح إلَّا وقد صارت لديه كمِّيَّة مِن رُوَاةِ الصَّحيح يعرفُ عنهم ما يعْرِف، ولو لم يعرِف إلا أنَّهم من رجالِ البخاري، هذه مهمَّة جدًّا، القراءة في كتبِ الشُّروح ترسِّخ حفظ الرجال؛ لأنَّ ما تأتي دفعة واحدة، تأتي على التَّدْريج، والرُّواة يُذكر فيهم لا سيَّما بعضُ الشُّرَّاح ينتقي في ترجمةِ الرَّاوِي ما يعينُ على المُتابَعَة، يعني مثل الكِرْمَانِي، تجدُه في كلِّ راوٍ من الرواة، وفي كلِّ علمٍ يمر، ينتقي في ترجمته أندر ما كُتِبَ، فهو مما يحفِّز على متابعةِ القراءَة.
"إرشاد السَّاري" يكرِّر ترجمةَ الرَّاوي وبيان نسبه في كلِّ مناسَبَة، يعني قد لا يُسعِف "فتح الباري" في هذا الباب إلَّا في المواضع المشكلَة، لكِن مثل الكرماني يشدُّك للقراءة، "إرشاد الساري" من التكرار تحفظ ولو لم ترد الحفظ.

 المقصود: أنَّ القراءة في الشُّرُوح تولِّد مَلَكة، وتقوِّي الحافظة وتُهيِّئ هذه الحافظة لمعرفةِ الرِّجَال.
أيضًا: كيفيَّة دراسَة الرِّجال من خلالِ كتبِ الرِّجال، طالبُ العلم -وقد بيَّنّاها في مناسبات- يَجعل "التقريب" بيده كالمحور الذي يدور حوله، يدور حوله، يقرأ الترجمة في "التَّقْرِيب" ويقارن بينها وبين ما قاله ابن حجر، وبين ما قاله الذهبي في "الكاشِف" مثلًا، وما ذكر في "الخلاصة" من هذه المختصرات الثلاثة.
إذا انتهى من الكتاب على هذه الطَّرِيقة وعلَّق من كلِّ كتابٍ على الآخر، الكتب كلُّها على مجلَّد مجلَّد، هي كتب صغيرة جدًّا، ما هي بشيء، الترجمة بسطر، ما تكلف شيئًا هذه.
لكن المرحلة التي تليها، يرجع إلى التَّعليق، التقريب وفيه هذه التعليقات من "الكاشف" و"الخلاصة" إلى أصولِ "التَّقْريب"، يرجع إلى "التهذيب" لابن حجر، ثمَّ يضيف إليه ما يُمكن إضافته، ثمَّ يرجع إلى "تهذيب الكمال"، و"تذهيب التَّهذيب"، وغيرها من كتبِ الرِّجال بهذه الطَّريقة يوازن بين الأقوال على ضوءِ ما درسه من علمٍ نظري في قواعِد الجَرْحِ والتَّعديل ما ينتهي من التَّقريب إلا إمام بهذه الطريقة، يدرك، يحصِّل خير عظيم.
ثمَّ بعدَ ذلك إذا انتهى من التَّقْريب يأتي إلى الزَّوائد –زوائد الرجال- الكتب الأخرى التي لم يُذكر رواتها في التَّقريب، بهذه الطريقة، تحتاج إلى وقت، وتحتاج إلى معاناة، لكن العلم كله بهذه الطريقة الذي يريد أن يأخذ العلم كله في سنة أو في سنتين هذا يضحك على نفسه، هذا لا يدرك شيئًا، العلم إنَّما يؤخذ بالتَّدْريج في جميعِ الفنون، ما يأتي طالب مبتدأ ويقول: أن يقرأ والله من الآن في "تاريخ ابن عساكر" من أجل هؤلاء الرُّواة الذين لم يذكروا في كتب رواة الكتب الستة، مثل عناية بعض طلاب العلم بالأجزاء الغريبة، ولو سألته عن حديث في الصحيحين ما يدري ماذا، ولو سألته عن إشكال في الصحيحين ما يدري أيش هو، وتجده يخرِّج ويعتني بالأجزاء والمشيخات والمسلسلات، هذا خلل في طريقة التَّحصيل.

وبالمهم المهم ابدأ لتدركه

 

وقدِّم النص والآراء فاتهم

لا بدَّ أن تبدأ بالمهم، أما أن تبدأ خبط عشواء، ما تدري أين تبدأ، مثل ما قلنا عمَّن أراد أن يقرأ في العقيدة: "درْء تعارض العقل والنقل"، وهو ما قرأ لا كتاب "التوحيد" ولا "الواسطيَّة"، يمكن ما قرأ "الأصول الثلاثة"، إلَّا إنْ كان يذكر شيئًا من الابتدائي، مثل هذا يدرك شيئًا؟ ما يدرك شيئًا.
يعني افترض أنَّ شخص قفز، أراد أنْ يقفز على سطح طوله عشرة أمتار، هذا مآله إلى السُّقوط والانكسار، ينكسر هذا، هذا لا بدَّ من درَج، يتدرج فيها إلى أنْ يصِل.
طَالِب:..

نعم.
"الزَّهرة" للأصبهاني موجودة، مطبوعة، طُبِعَ الثَّاني قديمًا، ثم طبع الأول، في رجالِ الكتب، موجودة.
طَالِب:....
لا، هوَ إذا أراد، هو لا بد أن يتواكب عندَه النَّظَري مع التَّطبيق والنَّظر في مواقِع استعمال الأئمة، لا بد من هذا وهذا؛ لأنَّه إذا نظرتَ إلى النَّظري فقط يعتريك إشكالات في التَّطبيق كثيرة جدًّا، والعكْس، فمثَلًا: حديث مخرَّج في صحيح البخاري من طريق عبيد الله بن الأخنس، إذا نظرت إلى "التقريب" قال: عبيد الله بن الأخنس صدوقٌ، قال ابن حبَّان: يُخطِئ.
كيف تضبط هذا الحديث المخرَّج في "صحيح البخاري" وابن حجر قال كذا؟ لكن لمَّا تنظر في الحديث في الصَّحيح، وتنظر إلى ما قاله ابن حجر في "فتح الباري" عرفتَ السِّرَّ في مقالة ابن حجر.

 يقول ابن حجر في "فتح الباري": عبيد الله بن الأخنس –في موضع التخريج، قارن بين موقع الاستعمال مع الكلام النَّظري- عبيد الله بن الأخنس ثقةٌ، وشذَّ ابن حبَّان فقال: يخطئ.
طالب:...
نعم
طالب:...
ماذا؟
طالب:.....
نعم؛ لأنَّه نظر إليه بمجموعِ رواياتِه في "الصَّحيح" وغيرها، وفي موقع الاستعمال من الصَّحيح نظر إليه في هذا الحديث، فمثل هذه الأمور لا بدَّ أنْ يكونَ طالبُ العلمِ على خبرةٍ ودُرْبَةٍ منها، ما يأخذ علمًا نظريًّا مجردًا؛ لئلا يقع في شيء من الوهم، ولا يترك هذا العلم النظري المجرد من غير مطابقةٍ له في مواقع الاستعمال، الأئمَّة يستعملون كلامًا قد يظنُّهُ بعضُ النَّاس في بادئ الأمرِ اضطرابًا، اضطرابًا في الأحكام، قد يوجد اضطراب؛ ليسوا بمعصومين، لكن كثيرٌ منهم موجَّه، لهُ توجيه، فمثل ما ذكرنا، إنْ كنتم تذكرون في مقدِّمَة "ألفيَّةِ العراقي" كيف يتعلَّم الإنسان علم الحديث من خلال علوم الحديث، وكتبِ الحديث، وكتبِ الرِّجال، مقدمة في ورقتين أو ثلاث تعتبر خطوطًا رئيسيَّة أو رؤوس أقلام -على ما يقولون- يستفيد منها طالبُ العلم، فيه خلاصة ما ذكرته الآن.
هذا في السِّؤَال أيضًا يقول: وتَعريف مدى درجة صدقه وحفظه مثل "سير أعلام النبلاء" وغيرها.
"سير أعلام النبلاء" صحيح فيه كثير من الرُّواة، لكنه في الجملة مؤلَّف للأئمَّة؛ المتَرْجَمون فيه هم الأعلام النبلاء، الأعلام لنبلاء، لكن ما تجد فيه كل الرُّواة أو تجد كثير من الرُّواة اللي ما هم بأعلام، فالقراءة في سير هؤلاء الأئمة الأعلام النبلاء، هذا يشحن ويشحذ همَّة طالبِ العلم لمواصلة الطلب، ويكفينا هذه الفائدة من هذا الكتاب، فيه فوائد كثيرة جدًّا، يستفيد منها طالب العلم في كثير من الفنون لكن لو لم يكن فيه إلا هذه الفائدة لكفت، يعني لمَّا يترجم الحافظ الذهبي في "التذكرة" –تذكرة الحفاظ- للإسماعيلي، الإسماعيلي ما ميزانه عند طلَّاب العلم اليوم؟
معروف؟
اسم فقط، يقول: "من عرف حال هذا الرجل جزم يقينًا أنَّ المتأخرين على يأسٍ تامًّ من لحاقِ المتقدمين". يعني مثل هذا الكلام ما يؤثر في طالب العلم؟ يؤثر.
يقول: ما حكم خروج المرأة في وسائل الإعلام المسموعة والمرئيَّة؟
أمَّا بالنسبةِ للمسموعة فعلى القولِ بأنَّ صوت المرأة عورة، هذا أمر مفروغ منه بأنه لا يجوز، وعلى القول أنه ليس بعورة –ومع الأسف الشديد- إنَّ كثيرًا من الأصوات التي تُسْمَع فيها خضوع فتمنع لهذا الأمر، أمَّا المرأة التي تتكلم بكلام عادي لا يفتن النَّاس، بعضُ النساء صوتهن فتنة، ولو لم يكن هناك خضوع، خِلْقَة، هذه لا يجوز أن يسمع كلامها الرِّجال ممن يفتتن بها، أمَّا مَنْ كان صوتُها عاديًّا لا يؤثِّر في الرِّجال فهذه تُمنع إذا وُجِدَ الخضوع، وأمّاَ لا فلا.
هذا بالنسبة للصوت.
والقول المرجح والمفتى به الآن أنَّه ليس بعورة، وإن كان الأحوط أن لا يسمع الناس صوتها من أجل أن لا يفتتن الرجال بها، والنَّاسُ في قلوبهم مرض، يعني إذا تداول الناس في كتب أهل العلم أنَّ الصَّوت ليس بعورة، على الخلاف فيه، يعني هل قلوب النَّاس اليوم مثل قلوبهم قبل مائة سنة، بعد وجود هذه المثيرات، فضلًا عن قلوبهم قبل ألف سنة، فضلًا عن قلوبهم في عصرِ النبّوَّة والجيل المثالي؟ يعني: كلُّ وقت له ظروفه.
بعض النَّاس لو يرى من بعيد كلب أسود ظنَّه امرأة فأغمِيَ عليهِ، يعني وصل الأمر إلى هذا الحدِّ، يعني مثل هذه القلوب التي موجودَة الآن بسبب المثيرات، المثيرات أهلَكَت النَّاس، هذه الوسائل الحديثة أخرجت النَّاس -كثير من النَّاس- عن عقولِهِم، حتَّى -نسأل الله السَّلامة والعافية- وجدت الفواحش في البيوت بين المحارم.

 يعني يشكّ إنسان في أن العصر الذي نعيشه أسوأ بكثير مئات المرَّات من العصر الذي سبقه بخمسين سنة؟ ما يشك أحد ولا يتردَّد، {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب:32]، هذا في عصر النبوَّة، فكيف عصرنا الآن، يا إخوان، الكلام من واقع وتجربة، وشكاوى كثيرة من كثير من الغيورين، فرّط بعض النَّاس، وأدخل هذه القنوات في بيته، فوقعت الكوارِث، ثمَّ يُقال: والله وُجِد امرأة في عصر النبوة كذا، أو تمشي الظعينة من كذا إلى كذا، ما هذا الكلام الفاضي؟ أين العقول؟
لولا الهوى، أين العقول، يعني عصرنا يقارن بعصور مضت؟ نحن أدركنا النساء والله ما تفتن- وهي تمشي في الشَّارع- العباءة عليها مثل الخيمة، سمكها يقرب من السنتيمتر، سمك العباءة لو يجيء أشد أنواع الرياح ما تأثرت، ولا رأيت شيئًا منها، الآن من وراء العباءة تبين الملابس الداخلية، يعني ما نفرِّق بين هذا وهذا!
والله المستعان.
أمَّا بالنسبة للوسائل المرئيَّة فهذا معروف أنَّه لا يجوز؛ لأنّه يتضمَّن أو يكشف عن محاسنِ المرأة ووجهِ المرأة وغيره، حتَّى لو خرجتْ متنقِّبَة، الِّنقاب هذا هو الشَّرعي؟ الذي تلبسه النساء، هذا سفور، النِّقاب مجرَّد نقب في غطاءِ الوجه لا يبين منه إلَّا سوادُ العين، ورأينا بعضَ المتنقِّبَات بهذا الحدِّ حقيقةً موحشَات، المَنْظَر مقلِق، لا أقول تنفيرًا منه، لكنه ما يفتِن أبدًا بخلافِ ما، من تُبدِي مع عينِها شيئًا من بشرَتِها، وإذا ظهر من بشرتها ولو مليم واحِد، ملِّلمتر، هذا سفور وليس بنقاب.
يقول: أيُّهما أفضل لطالبٍ يحفظ القرآن وبعض المتون الصغيرة "كالأجرومية" و"نظم الورقات" و"الأربعين" و"البيقونية" مع قراءة شروحها أنْ يتابع مع شيخٍ راسخ في العلم بعضَ الدروس المتقدمة التي يصعبُ فَهْمُها عليْهِ، ويفهمُ الأغلب وذلك لتحصيل بركةِ العلمِ من هذا الشَّيخ الكبير مع قراءة الكتب المناسِبة لمرحلته وحده، أمْ يذهب ليحضر الدُّروس المناسبة لمرحلته مع شيوخٍ آخرين لتثبيتِ العلمِ والتَّدرُّج في الطلب.
هو إذا كان يفهم الأغلب فليزم هذا الشَّيْخ؛ لأنَّ القناعة أنَّ الشُّيوخ الكِبار إذا مضوا لا يعوَّضون، فيجمع بين الحضور عند هذا الشَّيْخ وإن تيسَّر له أن يحضر عندَ غيرِهِ فبها ونعمت، إنْ لم يتيسَّر مع حفظه هذه المتون يسمع الشُّروح المسجَّلَة ويناقش ويسأل عمَّا يُشكِل عليه.
النسبة إلى المدينة والمدائن، هنا في كتابِ "اللباب في تهذيب الأنساب" لابن الأثير، يقول: "المدايني: بفتح الميم والدّال وكسر الياء المثنَّاة من تحت، وفي آخرِها نونٌ، هذه النِّسبة إلى المداين، وهي مدينة قديمةٌ على دِجْلة تحت بغداد بينهما سبعةُ فراسِخ، يُنْسَبُ إليها كثيرٌ من العلماءِ والمحدِّثِينَ منهم: أبو عبد الله المدائِني يروي عن ربعيِّ بن حِرَاش". إلى آخر ما قال.
"وأبو الحسَن عليُّ بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي صاحب "التَّصانيف" المشهورة، يروي عنه الزبير بن بكار، وأحمد بن أبي خيثم وغيرها، وكان عالمًا بأيام الناس، صدوقًا صام ثلاثين سنةً متتابِعَة، وهو بصريٌّ انتقل".
يعني يصوم رمضان ثلاثين سنة، أم يصومُ الدَّهْر ثلاثين سنة؟
طالِب:...
نعم؟
يصومُ الدَّهر، كون إنه ينبه على صيام رمضان ثلاثين، كل المسلمين يصومون ثلاثين سنة، أربعين سنة، خمسين سنة، بخلافِ ما لو قال: حجَّ ثلاثين سنة متتابعَة.
"وهو بصريٌّ انتقل إلى المدائن فُنسب إليها، ثم انتقل إلى بغداد، وتوفي بمكة سنة أربعٍ وعشرين ومائتين، وقيل: سنة خمس وعشرين، وله ثلاثةٌ وتسعون سنة".
"المديني بفتح الميم وسكونِ الدَّال، وسكونِ الدَّال: مَدْيَنٍي، وفتح الياء"، يعني: المَدْيَنِي، نعم، "المَدْيَنِي: بفتح الميم وسكون الدال وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخرها نونٌ هذا نَسَبُ أبي مسلم عبد الرَّحمن بن محمَّد بن مدين الأصبَهَاني المَدْيَنِي، نُسِبَ إلى جدِّه، ويروي عن أبي بكر بن أبي عاصم، روى عنه أبو بكر بن مردَوَيْه، المَدِيني: بفتح الميم وكسر الدال وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها نون، هذه نِسْبة إلى عدَّةٍ من المُدُن، فالأولى: مدينة رسول الله –صلى الله عليه وسلَّم-، وأكثرُ ما يُنسَبُ إليها: مَدَنِيّ، وقد يُنْسَبُ إليها بإثبات الياء، فمن نُسب كذلك: أبو الحسن علي.

أبو الحسن عليُّ بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السَّعْدي، المعروف بابن المَدِينِي". هذا إمام، إمام من أئمَّةِ الحديث، معروف بابن المديني، كان أصله من المدينة ونزل البصرة، روى عن ابن عيينة، وحماد بن زيد، وغيره، روى عنه البخاري وغيره من الأئمة، وكان من أعلمِ أهلِ زمانِهِ بعلل حديثِ رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ومات ليومين بقيا من ذي القعدة سنة أربعٍ وثلاثين ومائتيْن، وكان مولده سنة اثنتين وستين ومائة.

والثَّانية: مدينة مَرْو الدَّاخلة، وينسب إليها كثير". مدينة مَرو الدَّاخلة، وينسب إليها كثير، منهم: أبو روح حاتم بن يوسف المديني العابد المروزي.

 والثَّالثة: إلى مدينةِ نيسابور وهي التي لم تقدِر الغزُّ على نهبِها.

 والرَّابعة: إلى مدينةِ أصبهان، وينسب إليها جماعة منهم أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم المديني الأصبهاني.

 والخامسة: إلى مدينة المبارك بقزوين، منها أبو يعقوب يوسف بن حمدان المديني.

 والسَّادسة: إلى مدينةِ بُخارى، خرجَ منها جماعةٌ من الأئمَّة والعلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عثمان المديني الغزنوي شيخٌ صالحٌ ورِع، صحبَ الزاهد الصفَّار، وسمع الحديث من أبي محمد الزهري.

 والسَّابعة: مدينة سمرقند". والإشكال الإضافة إلى المضاف، أو النسبة إلى المضاف؛ يمكن نقول: مديني نسبة إلى مدينة الرياض، مثل ما جرى عليه الآن، مدينة نيسابور، مدينة أصبهان، مدينة بخارى، نقول: مديني، يمكن أن تنسب إلى مدينة الرياض تقول: مديني؟ إلى الرياض، إلى المضاف إليه.
لكن وُجِد شخص يبيع خضارًا من يسوم، ومن يزيد، يقول: نعناع المدينة، نعناع المدينة. يوم شمَّه واحد قال: ليس بنعناع المدينة، قال: نقول: يعني مدينة الرياض، هذا تدليسه ذا، تدليس شديد.
المقصود: أنَّ النِّسبة إلى المضاف ليست بوجيهة، وذكر أناس نسبوا إلى هذه البقعة، وإلى هذا، لكن هذا يطَّرد في كلِّ المدن، فلا تميز هذه النسبة إلى بلدٍ بعينه.
طالِب:....
ماذا؟
طالب:....
نعم، لكن هل تَنسب إلى مدينة الرياض وتقول: مديني، مثل مدينة بخارى تقول: مديني؟
طالِب:....
لكن هل يمكن أن تقول للإمام البخاري: مديني، إلَّا إذا كان هناك أماكن، تُسمَّى بهذه الاسم: مدينة، وهي قريبة لِمَا نسبت إليه، يعني مدينةٌ قريبةٌ بقعةُ تسمى: مدينَة، وهي قريبةٌ من بخارى، فتضاف إليها؛ لقُربِها منها، ما هو معقول أنه بعد ينسبون إلى مدينة بخارى يقولون: مديني! إلا بهذا الاعتبار، إن كان بهذا الاعتبار، وقرب نيسابور مدينة، وقرب قرية يقال لها: مدينة، وقرب بخارى قرية يقال لها... يمكن؟
طالِب:....
ما يبعُد، التسميات تتوافق، يعني: مدن الشام كلها لها نظائِر في الأندلُسِ، توجد دمشق بالأندلس، وحمص بالأندلس، وحلب بالأندلس.
"والسَّابعة: مدينة سمرقند، منها: أبو بكر إسماعيل بن أحمد المديني السَّمرقندي.

 والثَّامنة: مدينة نسَفْ، منها جماعةٌ أحدهم: أبو محمد حامد بن شاكر بن سورة، إلى آخره: الوراق المديني النسفي، ثقة جليل، روى عن محمد بن إسماعيل البخاري "الجامع".
حامد، حمَّاد، حماد بن شاكر، هنا يقول: حامد، لا، لا، حمَّاد بن شاكر، هو الذي يروي الصَّحيح، انتهى كلامه –ابن الأثير-.
"اللباب" هذا للمؤرخ، المؤرِّخ: عز الدين، صاحب "الكامل"، كنا وضَّحنا فيما تقدَّم أنهم ثلاثة، منهم: الأديب صاحب "المثل السائر" الذي أحضرناه في الدَّرْسِ الماضي، ومنهم: نجم الدين أبو السعادات، صاحب: "النِّهاية" و"جامع الأصول".
يقول: كيف نحمي مكتباتنا من الأرَضَة؟
الأَرْضَة بالاستقراء التَّام تقول بلسانِ حالِهَا: اقرأوا وإلَّا قرأتُ، الكتاب الذي يستعمل ويُقرأ ما تجيئه الأَرضة، لكن الذي يُهجر في الرَّف أشهرًا وسنين، هذا إذا ما قرأت، قرأت هي، قرأت هي.
طالب:....
نعم.
طالب:....
ماذا؟
طالب:....
والله، هذا، فيه علاجات عند أصحاب الطِّب البيطري عندهم، ومن يبيعون  الأسمدة، وما الأسمدة، والمواد الزراعية، عندهم علاجات، لكن أقوى شيء في القضاءِ عليها برائحته فقط، وما هو؟
طالب:....
لا
طالب:...
ماذا؟
طالب:....
لا، وهذا جربته، فتحت القارورة فقط وخليتها وفي السَّقف أرضة، لمَّا كان السقف خشبًا سقطت مباشرةً.
طالِب:....
هذا الذي يستعملُهُ أهلُ الإبلِ في علاجِ الجرَب، ماء قطِرَان، قطِرَان، يُباع أيْضًا، قَطِران يستعمله البادية وأصحابُ الإبِلِ في علاجِ الجربِ، واستشكلنا هذا في حديث النَّائِحَة إذا لم تتب.

طالِب:.....
«سِرْبالٌ من قطِران، ودِرعٌ من جَرَب»،  قد يقول قائل: الدَّاء والدَّواء موجوداء، نداوي بها هذا الجرب بهذا القطِرَان، يتِّجِه هذا؟ لا يتَّجِه؛ لأنَّ هذا وعيد شديد، إذا كان داءً ودواءً فسهل، تُعالِج هذا بهذا، لكِن القطِرَان هَذَا مُرَكَّز، وكوْنُهُ دواءً للجرب حينَمَا يُحلّ بنسبَة واحِد بالمائَة، يعني: تأتِي بِكأْسِ الشَّاي وتصُبُّهُ علَى سَطْلٍ كبيرٍ من الماءِ، وتعالِج به الجرَب، لكِن لَوْ بالمُركَّز لا تقوم لهُ قائِمَة، هذا يمزِّقها تمزِيقًا.
طالِب:....
لماذا؟
طالب:....
لا، سريعًا، هذا يمزِّقها تمزيقًا، هذا يمزق، انظر الماءَ، الماءَ الذي في البطَّارية الأسيد هذا، هو أشد منه، أنَا مجرَّد ما فتحت القارورة ووضعتها في المكتَبَة سقطت من كلِّ جانِب، لكِنْ بقيت رائحته إلى أنْ هُدمت المكتبة، كان مركَّزًا، فهذا علاج، لكن هناك علاجات أخفّ منه، تُوجَد في الأماكِن التي تبيع المواد الزِّرَاعيَّة.
الجملة التي أشكلَت: "هذا يمْلِك".
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
في قولِه: "هذا مُلْك هذه الأمَّة قد ظهر"، وقلنا في درسٍ مضى: رواية القابسي بالفتْح: مَلِك، ثمَّ بالكسر، يقول: "وكذا الضبطين" يعني: هذا مُلْك ومَلِك، "كلا الضبطين في الفرعِ للأصيلي، رواه أبو ذرًّ عن الكشميهني وحده: يملك بالمضارع، يملِك بالمضارع". وعرفنا الإشكالات حول هذا اللفظ، حتَّى قال بعضهم: إنَّه تصحيف، ووجَّهه بعضُهُم، وذكرنا كلام الحافظ ابن حجر، وتعقُّب العيني حينما نقل عن السُّهيلي وعن شيخِه، وتوجيه العيني.

 توجيه العيني،  قال: "فنقول بعون الله تعالى: أمَّا وجه الرِّواية الأولى التي فيها يملِك بالفعل المضارع، فإن قولَه هذا مبتدأ، وقـوله: يملك، جملة من الفعل والفاعل في محل الرفع خبره، وقـوله: هذه الأمة، مفعول يملك، يملكُ هذه الأمَّة- وقوله: قد ظهر، جملةٌ وقعت حالًا، وقد عُلم أن الماضي المثبت إذا وقع حالًا لا بد أنْ يكونَ فيهِ: قدْ، ظاهرة أو مقدَّرة –يعني: قد ظهر- وأمَّا وجهُ الرِّواية التي فيها مُلْكُ هذه الأمَّة بضمِّ الميم وسكونِ اللام، فإنَّ قوله: هذا، يحتمل وجهين من الإعراب، أحدهما: أن يكون مبتدأً محذوف الخبر تقديره: هذا الذي نظرتُهُ في النُّجوم، هذا الذي نظرتُهُ في النُّجوم –مُلك هذه الأُمَّة- والآخر: أن يكونَ فاعلًا لفعلٍ محذوف تقديره: جاء هذا، أشار بهِ إلى قوْلِهِ: مَلِك الخِتَان أو مُلْك –؛ لأنه ما زال في هذا الضبط- ، أشار بهِ إلى قوْلِهِ: مُلْك الختان قد ظهر، ويكون قوله: مُلْكُ هذه الأمَّة: مبتدأ، وقوله: قد ظهر خبره، وتكون هذه الجملة كالكاشفة للجملة الأولى، فلذلك تَرَك العاطف بينهما، وأمَّا الرَّواية التي فيها: مَلِك هذه الأمَّة قد ظهر، بفتح الميم وكسر اللام فإن قوله هذا يكون إشارة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويكون مبتدأً، وقوله ملِك هذه الأمَّة خبره. وقوله: قد ظهر، حال، حالٌ منتظَرَة والعامل فيها معنى الإشارة".
وقلنا: ما يستفاد من الإشارة من فعل كأنُّه قال: أشير إلى ملِك هذه الأمَّة وقد ظهر.
وفي "مصابيح الجامِع" للبدر الدماميني نقلًا عن الزَّركشي، "قوله: قد ظهر جملةٌ مستأنفةٌ لا في موضِعِ الصِّفَة ولا في موضِعِ الخبر، قد ظهر جملةٌ مستأنفةٌ لا في موضِعِ الصِّفَة ولا الخبر، قلتُ: أمَّا الخبريَّة فلا يظهرُ لمنعها وجه، أمَّا الخبريَّة فلا يظهر لمنعها وجهٌ على القولِ بجوازِ تعدُّدِ الخبر وهو الأصح، ولا على القولِ بمنعِهِ؛ وذلكَ لأنَّ صاحبَ هذا القولِ يجعلُ الثَّاني خبرَ مبتدأٍ مُضمَر، فلْيكن هذا مثله، ولا فرق، قال: ويجوز أنْ يملِك نعتًا، أي: هذا الرجلُ يملِكُ هذه الأمَّة، وقد جاء النَّعتُ بعدَ النَّعتِ". الرَّجُل يملِكُ هذهِ الأمَّة، "وقد جاء النَّعت بعد النَّعت، وعرفنا أنَّ الرَّجُل مثل اللئِيم"، نعم، مثلُ اللئيم "لا يكتَسِبُ التَّعريف:

ولقد أمرُّ على اللئيمِ يسبُّني

 

فمضَيْتُ ثّمَّة قلتُ لا يعنيني

اللئيم، والرجلُ مثله؛ لأنَّهُ لا يقصِد لئِيمًا بعيْنِه، وهنَا هذا ملكُ هذه الأمة".
ماذا؟ "تقدَّم هذا، ما تذكرون يا إخوان؟

ولقد أمرُّ على اللئيمِ يسبُّني

 

فمضَيْتُ ثّمَّة قلتُ لا يعنيني

ماذا؟
طالِب:....
في ماذا؟ في التَّفسير، في رواية حاتم، صدقت، لكن حتَّى هُنا قال: "ويجوز أنَّ يملِك نعتًا، أي: هذا الرجلُ يملِكُ". إذا قلنا: إنَّ هذا الرَّجل المعهود، وهو الرسول –عليه الصلاة والسلام-، نعم، كيف نقول: نعت، وهو معرِفَة، والجُمَل بعد المعارِفِ أحوال؟
طالِب:.....
قال: "ويجوز أنَّ يملِك نعتًا". يعني أن يكون لفظ يملك نعتًا، "أي أن هذا الرجل يملك هذه الأمة، وقد جاء النعت بعد النعت، ثمَّ حُذِفَ المنعوت في قولِ الشَّاعر:

لو قلتُ ما في قومها لم ييثَمِ

 

يفضلها في حسبٍ وميسَمِ

أي: ما في قومها أحدٌ يفضلها، وهذا إنَّما هو في الفعل المضارِع لا في الماضي، قاله ابن السَّرَّاج، وحكاه عنِ الأخفش. انتهى."
هذا نقل البدر الدماميني عن الزَّرْكَشي.
يقول الدماميني: "استشهاده بالبيت على حذف المنعوت بنعتٍ بعدَ نعت غيرُ متأتًّ؛ إذ ليسَ فيه إلَّا نعتٌ واحد، ثمَّ حذفُ المنعوتِ بجُمْلةٍ بابه الشِّعر، بابه الشِّعر" يعني إنما يكون في حال الضَّرورة الشِّعْرِيَّة. "بابه الشِّعر إلَّا إذا كانَ بعدَ مجرورٍ بفي كما في البيتِ، أو بمن كما في قوله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُوم} [الصافات:164]، {وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُوم}،
"ثمَّ كتبَ هرقْلُ إلى صاحبٍ له بروميَّة"، يقول هنا: "ثمَّ كتبَ هرقْلُ إلى صاحبٍ له بروميَّة"، ورقم عشَرَة؟ بالرُّوميَّة، "وكان نظيرَه في العلم" "وكان نظيرَه في العلم"، وفي بعض النسخ: "وكان هرقل نظيره".
"كتبَ إلى صاحبٍ له بروميَّة"، قال النَّوَوِي: "هي بتخفيف الياء، رومِيَة، هي بتخفيف الياء المدينةُ المعروفة للرُّومِ، وكانتْ مدينةَ رياسَتهم، وقال القسطلاني: إنَّ دَوْرَ سورها –يعني استدارته- دورَ سورها أربعةٌ وعشرون ميلًا، وفي "معجم البلدان" استدارتها أربعون ميلًا، استدارتها أربعون ميلًا"، يعني قطر الدائرة، يعني سور البلد أربعةٌ وعشرون أو أربعونَ –على ما قاله ياقوت-، وفي رواية ابن عساكر "بالرُّوميَّة" بدل بروميَة.
طالب:.....
لا، موجود، موجود، موجود عند العَرَب، والفرسخ موجود، الكيلو هو الذي لم يكن موجودًا، الكيلو غير معروف.
في "التنقيح" لابن الملقِّن "يقال: إنَّ روماس بناها" وفي "معجم البلدان" لياقوت، "رومِيَة بتخفيف الياء تحتها نقطتان، كذا قيَّده الثِّقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية وأفَامِيَة ونيقِيَة وسلوقيَة ومَلْطِيَة". كلها بلدان، "وهو كثيرٌ في كلامِ الرُّوم"،  لكنَّها لو كانت ياءَ نسبٍ عندَ العربِ فلا بدَّ من تشديدها؛ يقال: هذه امرأةٌ روميَّة ما يجوز: روميَة.

طالِب:....
لا بدَّ، ياءٌ كيا الكسري زيدت للنسب
لابد أن تكون مشدَّدة تقول: "هذه امرأةٌ يمنيَّة بالياء المشددة، لكن إذا قلت: يمانيَّة، لا تشدد؛ لأنَّ الألف بدل من الياء المحذوفة إحدى الياءين في المضعف أُبدِل مكانها الألف، ولا يجوز الجمعُ بين البدل والمبدل، فتقول: يمانيَة، «الإيمان يمانٍ والحكمةُ يمانيَة».
نسمع كثيرًا على ألسنةِ كثيرٍ من المثقَّفين: ابن تيميَة، ابن تيميَة، خطأ؛ ياء النَّسب لا بدَّ أن تكون مشدَّدة إلَّا إذا عوِّض عنها بحرفٍ آخر؛ لئلا يُجمع بين البدل والمبدل منه.
"وهو كثيرٌ في كلامِ الروم وبلادهم، وهما رُوميتان: إحداهما بالرُّوم، والأخرى بالمدائِن بُنيَت وسميَّت باسم ملك". يعني هذا اسمُه، "فأما التي في بلاد الرُّوم فهي مدينةُ رياسةُ الرُّومِ وعلمِهِم"؛ لأنَّ النووي قال فيما تقدم: "كانت مدينة رياستهم"، "فأمَّا التي في بلاد الرُّوم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم، قال بعضهم: هي مسمَّاةٌ باسم رومي بن لَنْطِي بن يونَان بن يافِث بن نوح –عليه السَّلام-، وذكر بعضُهم أنما سُمي الروم رومًا؛ لإضافتهم إلى مدينة رومِيَة، ذكر بعضهم أنما سمي الروم رومًا؛ لإضافتهم إلى مدينةِ رومِيَة، واسمُهَا روماس، رومانس بالرّوُميَّة، رومانس بالرُّوميَّة". يكثر استعمال هذا اللفظ، رومانس، رومانسي، وكذا.
طالِب:....
ما هي بطليانية.
طالب:....
نعم.
طالب:...
نعم، "واسمها رومانس بالرُّومية، فعرِّبَ هذا الاسم، فسمي مَن كان بها روميًّا، نسبة إلى روما روميا هذه، وهي شمال وغرب القسطنطينية بينهما مسيرَةُ خمسينَ يومًا أو أكثَر، بينهما مسيرةُ خمسين يومًا أو أكثر، وهي اليوم بيد الإفرنْج".
يقول ياقوت: "وبها يسكن البابا، وبها يسكن البابا". روما، هي روما الآن، "وبها يسكنُ البابا".
الهاء هذه ما حُذَفت إلَّا متأخرة، القارَّات فيها هاء، أوروبة، إفريقيَة إلى وقتٍ قريب، كتب الأطالس التي قبل خمسين أو ستين سنة مكتوب فيها الهاء، آسية، أفريقية، كلها موجودة الهاء. "وبها يسكن البابا الذي تطيعه، الذي تطيعه الإفرنجية، وهو لهم بمنزلَةِ الإمام، وهو لهم بمنزلة الإمام؛ متى خالفه أحدٌ منهم كان عندهم عاصيًا مُخطئًا يستحقُّ النَّفْيَ والطَّرْد والقَتْل، يحرِّم عليهم نساءهم، وغُسْلهم، وأكلهم، وشُرْبهم، فلا يمكنُ أحدًا منهم مخالفتُهُ، فلا يمكنُ أحدًا منهم مخالفَتُهُ".

 ثمَّ أطال في وصفها -ياقوت أطال في وصف هذه المدينة- بما يُعقل وما لا يُعقَل، "أطال وصفها بما يعقل وما لا يعقل، واعتذر عن عدمِ نقلِه جميعَ ما ذكرُوا، وإنَّما اختصر بعضَهُ، وذكر أنَّ جميعَ ما قاله منقولٌ مِن كتَابِ أحمَد بن محمَّد الهَمَدَاني المعروف بابن الفقيه، ثمَّ قال: وليسَ في القصَّةِ شيءٌ أصْعبَ منْ كونِ مدينةٍ تكونُ بهذهِ الصِّفَة منَ العِظَم على أنَّ ضِياعها إلى مسيرةِ أشْهُر"، بساتينهم ومزارعها، "على أن ضياعها إلى مسيرةِ أشهرٍ لا تقومُ مزدرعاتها بميرةِ أهلها". يعني ما عندهم اكتفاء، "بميرة أهلها وعلى ذلِكَ فقد حكى جماعةٌ من بغداد أنَّها كانت من العِظَم والسَّعة". يصفون مدينَتَهم: بغداد، دار السَّلام، أو مدينة السَّلَام، "أنَّها كانت من العِظَمِ والسَّعَةِ وكثرةِ الخَلْقِ والحمَّامات ما يقَارِبُ هذا". يعني ما ذُكر عن روما، أو روميَة، "وإنَّما يشكل فيه أنَّ القارئ لهذا لمْ يرَ مثله، والله أعلم". يعني إذا قرأ.
طالِب:.....
وما هي؟
طالب:...
الآن صغيرة.
الطالب:...
لا، لا كان بوصف مدينة، يقول: "وإنَما يشكل فيها أنَّ القارئ لهذا لم يرَ مثله".
النَّاس لِمَا رأوا، ما رأوا سَعَة البلدان قد يستغرب أن في هذه المدينة –ثلاث- ستة آلاف حمام، وفيها ما أدري كم قالوا من باب يدخل من هذا السُّور إلى هذهِ البلدة، ذكرو أشياءـ يعني منها ما يعقل ومنها ما لا يُعقل، لكن مَن نظر إلى العواصم الموجودة الآن في سَعَتها وازدحامها وكثرةِ مرافِقِهَا قد يصدِّق بشيءٍ مِنْ هذا، أيَّام الطَّلبِ قال واحد من الأساتذَة: إنَّ القاهرَة مساحتُها عشرون كيلًا في عشْرِين، قلنا: هذا مبالغ، مبالغ، أهو معقول عشرون، أربعمائة كيلو مساحتها! أظنُّها الآن عشرة أضعاف أو أكثر.
طالِب:....
عشرة أضعاف أو أقل؛ لأن الرياض الآن مائة في مائة، عشرة آلاف كيلوا، نعم التَّوسُّع في الرِّياض على ما يقولون أفقي، وفي غيره قد بكون رأسيًّا لكن يبقى، يعني القاهرة كم فيها من السُّكان، لعلهم عشرون الآن أو أكثر، بينما في تواريخ مصر في آخرِ القرن الثَّالِث عشَر في كتابٍ مطبوع سنة ألف ومائتين وثمانين، يقول: وبلغَ سكان القطر ثلاثة ملايين ونصفًا، ويتوقَّع أنْ يكون، أنْ يبلغوا على رأس القرنِ الذي يليه الخمسة. يعني سنة ألف وثلاثمائة، خمسة ملايين، يعني التطور السَّريع والانفجار الذي يسمونه: انفجار ًا سُكَّانِيًّا بهذهِ المدَّة الوجيزة، يعني في قرن واحد وصلوا إلى قريب المائة الآن، قريب مائة مليون، يمكن ما بين ألف ومائتين إلى ألف وثلاثمائة  الزِّيَادَة يسيرة، لكِن بين ألف وثلاثمائة إلى ألف وأربعمائة الزيادة كبيرة جدَّا.
المقصود: أنْ كلَّ هذا لا يبرِّر الدَّعاوى التي تطالب بتحديد النَّسْل؛ لأنَّ الهَدَف من هذا إضعاف الأمَّة، الهدف من هذا كله إضعاف الأمة والقضاء عليها؛ ليسهل القضاء عليها، وأرزاق النَّاس على الله –جل وعلا- وكلُّ مَنْ جاء، جاء برزقه وكل من جاء يعين أباه ويشتغل ويعمل لتحصيلِ الرِّزْقِ، والله المستعان.
طالِب:.....
نعم.
طالِب:....
ولا تنظيم إلا لضرورة، التنظيم تترك الأمر لله –جل وعلا-؛ والرسول –عليه الصلاة والسلام- مكاثِرٌ بِكُمُ الأمَم؛ «تناسلوا تكاثروا فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة».
طالِب:......
هذا من أجل أن يبيع الجارِيَة، إذا صارَت أم ولد ما يقدر أن يبيعها.
طالِب:....
هذا، ما نقول: خاص، يجوز، لكن يبقى أنَّه لحاجة.
طالِب:.......
طيِّب، ما يخالف، ثلاثة، سنتان ونصف، ما يخالف، ما فيها إشكال.
طالِب:.....
الأمر الذي يشقُّ على الأمِّ ما فيه شك أنَّه مبرر لهذا التَّنظيم، أمَّا شيء لا يشقُّ على الأم، ولا يشق على الأب، إنَّما يلاحظ فيه أنهم: هؤلاء من يستطيع تربيتهم، من يستطيع إعاشتهم؟ كلها اعتراضات على مراد الله –جل وعلا-.
طالب:.....
نعم.
طالب:....
ما يعتبرون، ما يعتبرون ممن نظَّم قال: يكفيني ولد وبنت، أو ولدان بالكثير حتى كتب بعض من هو منسوب إلى قادة الصَّحْوَة، قال: أنا، ولدان واحد طبيب وواحد مهندس، أو: واحد طيار وما أدري أيش، أفضل من أجيء بعشرين وأشردهم بالشوارع. يعني إمَّا هذا أو هذا!
يعني ما تتوقع من العشرين عشرة كلهم أولاد صالحون يدعون لك!
يعني من الذين نظَّمُوا واقتصر على ولد وبنت، لمَّا جاء وقتُ الحاجة إليهِ حصَل لهذا الولد حادث ومات، الأمُّ توقفت عن الولادة والأب ليس به حركة ليتزوج ثانية. يعني ما يعتبرون، ما يتعظون!
ولد صالح يدعو لك، أنت احرص وابذل السَّبب، والباقي على الله –جل وعلا-، أنت مأجور على بذل السَّبب، والباقي ما عليك منه.
طالب:....
نعم.
طالب:....
الموانع للحاجة، أمَّا ما تُمنع للحاجة.
طالِب:.....
تحديد لأنَّ هذا يؤثِّر في الأم، لأنَّ الأم تضرر بكثرة الحمل والولادة لا إشكال، وباتِّفاق الطَّرَفين، لكن كثير ًا من النِّساء تتذرَّع، تقول: والله أنا تعبت، واحدة اتصلت قالت: أنا وزني ستة وثلاثون، ولا أستطيع الحمل في كل سنة، وزوجها يطالِبها أن تحبل كل سنة، تقول: لا أستطيع، قلت: عندك تقرير طبي إنك ما تستطيعين؟ قالت: نعم. وبقوَّة، قلت: لا يجوزُ له أن يُلْزِمَكِ بالحَمْل. لا يجوز أن يلزمك بالحمل، لكن عنده حلول، يتزوَّج ثانية للحمل، قالت: لا أستطيع أن أقاوم، أجيء بتوأم توأم كل سنة.
قال ...
طالِب:....
أين؟
طالِب:...
لا، ما فيه إلَّا سين، وصح.
طالِب:.....
عشَرَة، خاء وأيش؟ ما فيه.
طالِب:....
نعم ، لكن لعل هذه أوضح، خاء وفاء، خاء وفاء، شوف، شوف الرموز، ما الذي معك أنت.
طالب:...
لا، لا، أقصد الشَّيْخ، نفس هذي؟
طالب:....
ما وجه الكتاب؟ صفحة العنوان.
طالِب:....
نعم.
الصفحة، العنوان، هذا، عليه الرموز.
طالب:....
ماذا؟
طالِب:.....
هي فاء على كلِّ حال، لكن هذه الرُّموز غير متفق عليها، وقد وُجِد رموز ما حلَّها وأيش اسمه هذا (اليونونية) لعلَّ هذه منها، "الهاء لأبي ذر، والصاد للأصيلي، والسين لابن عساكر، والطاء لأبي الوقت، وهاء للكشميهني، وحاء للحموي، وسين للمستملي". تختلف عن سين ابن عساكر، "وكاف لكريمة، وحاء هاء لاجتماع الحموي والكشميهني". المستملي وتارةً توجد تحت أو فوق حاه وحس أو غيره إشارة للرواية عنهما، وتارة توجد قبل الرمز لا إشارةً لسقوط الكلمة الموضع عليها، ومن الرموز عين، ولعلها لابن السمعاني، وجيم ولعلها للجرجاني، وقاف ولعلها للقابسي، وحاء" يعني شوف: لعلها، مجرد التماس، وحاء، وعق، وسع، ولم يعلم أصحابها، وربما وجدت رموز غير ذلك أيضًا لم تعلم أيضًا، وربما وجد رموز غير ذلك لم تعلم أيضًا، ويوجد على بعض الكلمات خاء، أو، خاء وهي إشارة إلى نسخة أخرى، وقد يوجد فوق الكلمةِ أو تحتها لفظة صح؛ إشارة إلى صحة سماع هذه الكلمة عند المرموز له أو عندَ الحافظ اليونيني، والله سبحانه وتعالى أعلم.
يقول: "ثم كتب هرقل إلى صاحبٍ له بروميَّة". هذا الصَّاحب المذكور
طالِب:.....
هذا عليه  يلزم الدور، يعني هل المدينة سميت باسم روم بن لنطي بن يافث، ثم نسب إليها من جاء بعدهم، ما فيه ما يمنع إن شاء الله.
"الصاحب المذكور يُسمَّى ضَغَاطر، بالضاد والغين، الألف، طاء، راء، ضَغَاطر الأُسقف،
"وكان نظيره في العلم"، "وكان نظيره في العلم، وفي رواية ابن عساكر والأصيلي: وكان هرقل نظيره في العلم، وكان هرقل نظيره في العلم.

 نقف على قوله: "وسار هرقل إلى حمص".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه

"