تناول الحبوب المنوِّمة؛ للتخفيف من عناء السفر

السؤال
أحد أصحابي أثناء سفره بالحافلة يتناول حبوبًا منوِّمة جالبة للنوم، وذلك لأن الرحلة تمكث قرابة يومين بشكل متواصل مما يسبب الكثير من التعب وعدم الراحة، فيخفف عن نفسه ويقطع المسافة بالنوم، فما حكم تناول مثل هذه الحبوب؟
الجواب

لا شك أن السفر متعب و«قطعة من العذاب» [البخاري: 1804] كما جاء في الحديث الصحيح، وما يخفف العناء والتعب إذا كان مباحًا فلا شيء فيه، ومن ذلك النوم إلا أن يكون سببًا في فوات أو تأخير الصلوات عن وقتها، فإذا كان سببًا في ذلك فلا يجوز بحال، فلا بد من أداء الصلاة في أوقاتها إلا في حال الجمع بين الصلاتين في السفر، فيكون وقت الصلاة وقتًا للصلاتين معًا، فلا يجوز مثل قول السائل هنا: (وذلك لأن الرحلة تمكث قرابة اليومين بشكل متواصل) إذا كان سيتناول هذه الحبوب لتنوِّمه هذه المدة فلا شك أنه يمر عليه أوقات للصلاة فلا يجوز، وإذا كان يتناولها في أوقات متباينة ومتقطعة إذا احتاج للراحة ويؤدي الصلوات في أوقاتها المحددة سواء كانت توقيتًا بأوقاتها أو جمعًا عندما يسوغ الجمع فلا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى- إذا كانت في أصلها مباحة ليست من العقاقير الممنوعة، أما لو ثبت ضررها فلا شك أن كل ما يضر يحرم تناوله.