شرح العقيدة الطحاوية (60)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول: تُنشر صور صور قبور يخرج منها دخان أو ما شابهه ويُقال عنها هذا قبر الفاسق فلان فما الموقف السليم منها وما حكم التصوير في المقابر؟

أولاً التصوير النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح البخاري لعن المصوِّر فالتصوير حرام لذوات الأرواح يعني القبور لا تحرَّم من أجل أنها تصوير ذوات أرواح إلا أنها مضادّة ومخالِفة للحكمة التي من أجلها شُرعت زيارة القبور هل هي التذكر والاعتبار والاتعاظ تذكر الآخرة تذكر الموت وصحبة هذه الآلات التي يتوصل بها إلى المحرم وسهل بها ارتكاب هذا المحرَّم إلى المقبرة.. شيء فيه منافاة لما شُرِعت من أجله زيارة القبور أما كونه يخرج منها دخان أو ما شابهه فهذا من باب التخييل ومن باب رؤية ما لا حقيقة له كالسراب وهذا لا يُبنى عليه حكم أم النبي -عليه الصلاة والسلام- كُشف له عن تعذيب بعض المقبورين وأما غيره فلا وهذه كلها دعاوى قبر الفاسق فلان يعني في حق الحي يتورع ويحتاط في مثل هذا نعم إذا ارتكب أمر محرَّم وجاهر به يحكم بفسقه لكن شخص مات ولو عرف بارتكاب محرَّم والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول «اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم» فلا شك أن مثل هذا لا يجوز.

يقول: متى يدرك المأموم إمامه إذا كان راكعًا هل هو عند قبضه لركبتيه قبل أن يرفع الإمام من الركوع أم عند انحنائه ويكفي ذلك؟

لا، لا بد أن يطمئن راكعة قبل أن يرفع الإمام يوافقه في قدر تمكن فيه الطمأنينة.

هذا يقول: استمعت لشرح العقيدة الواسطية في الدروس المسجَّلة وقلتم بأن ما نسب لشيخ الإسلام ابن تيمية في نزوله من المنبر على فرض صحته فهو لإثبات لحقيقة النزول كما أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- لسمعه وبصره لإثبات سمع الله وبصره.

أولاً القائل والناسب لشيخ الإسلام أنه نزل من المنبر وأن الله ينزل كنزول هذا أولا ابن بطوطة في رحلته وهو ليس بثقة صوفي مغرق في التصوُّف يصل في بعض أموره إلى الشرك الأكبر عند القبور وغيرها وهو مغرَم بزيارة القبور والمشاهِد والآثار التي مر بها عبد صالح أو ادُّعي ذلك فهو فهو ينظر إلى شيخ الإسلام منظر من وجهة نظر أنه مشبِّه ومجسِّم لأنه لا يثبت صفات ويغلو في التصوُّف غلوًّا يمكنه قرأ لشيخ الإسلام من يشدد في هذه المسألة وقد يحكم بأن من فعل هذا فقد أشرك ووقع في شيء منه فهو على النقيض من شيخ الإسلام وقد افترى عليه والشيخ رحمه الله حينما دخل ابن بطوطة دمشق في السجن الشيخ.. الشيخ مسجون هذا ليس بصحيح قطعًا أما توجيه الكلام على فرض صحته وهذا متى يأتي؟ يأتي إذا كان الكلام فيه نوع صحة يعني محتمِل يقال على فرض صحته في حديث أبي هريرة أشار بأصبعه إلى عينه وإلى سمعه حينما أثبت السمع والبصر لله جل وعلا لإثبات أن ذلك حقيقة وليس بمجاز وإن اختلف عن سمع المخلوق وبصر المخلوق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [سورة الشورى:11] فهذا من باب التقريب ومن باب التنزُّل قلت مثل هذا الكلام وإلا فالأصل أنه منفي مطلقًا.

يقول: أما النزول من المنبر فيستلزم التجسيم لله وخلو عرشه منه سبحانه فما جوابكم؟

شيخ الإسلام يرى أنه في حال النزول في الثلث الأخير من الليل لا يخلو منه العرش فهمنا هذا استوعبناه صار محيِّر لعقولنا ما يُستبعَد وش المانع؟!

طالب: .........

كلام شيخ الإسلام هذا ينزل حقيقة ولا يخلو منه العرش لئلا تتعارض أدلة العلو والاستواء مع حديث النزول هو يريد أن يقطع الطريق على مَن يريد أن يقرر أنها متعارضة فينفي الأمرين.

طالب: .........

أيهم؟

طالب: .........

أنت عندك أمامك نصوص ادعى الخصم أنها متعارضة فإما أن تنفي هذا أو تنفي هذا أثبت الجميع خلاص كما يليق بجلاله وعظمته وينتهي الإشكال.

طيب الشمس الشمس تجري لمستقر لها والعلم الفلك وغيره من من ممن يخوضون في علوم الهيئة يقولون إن الشمس لا تغيب في فلكها أربعة وعشرين ساعة وحديث في مسلم وغيره أن تسجد تحت العرش وتستأذن مثل هذا تدركه عقولنا؟! ما تدركه عقولنا رضينا سمعنا وأطعنا ورضينا وسلمنا وقدم الإسلام لا تثبت كما مر في هذا الكتاب لا تثبت إلا على قنطرة التسليم أما شخص يقول أني أستطيع أن أفهم كل شيء ما هو بصحيح.

طالب: .........

وأورده شيخ الإسلام اقرأ حديث النزول لشيخ الإسلام وتفهم إن شاء الله وساعة الجمعة احنا عندنا العصر عند غيرنا الفجر وليلة القدر قد تكون عندنا كذا وعند غيرنا كذا أنت ما أنت مطالب إلا في بيئتك ومجتمعك وما تستطيعه مما كلفت به.

سم.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا واجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الشارح رحمه الله تعالى:

وللناس في سؤال منكر ونكير هل هو خاص بهذه الأمة أم لا؟ ثلاثة أقوال الثالث التوقف وهو قول جماعة.."

القول أنه خاص بهذه الأمة والقول الثاني أنه عام لها ولسائر الأمم والثالث توقف يذكرون الثالث لأن الأول والثاني معروفان القولان المتقابلان النفي والإثبات إن وأن والثالث أصلان يعني يختصرون في الكلام اختصار مثل إلى حد الإلغاز إن وأن والثالث أصلان وش معنى هذا الكلام؟

طالب: .........

نعم، إن هي الأصل وتفتح همزتها لعارِض هذا قول أن هو الأصل وتكسر همزتها لعارض هذا القول الثاني الثالث هما أصلان كل واحد أصل في بابه.

"وهو قول جماعة منهم أبو عمر ابن عبد البر فقال وفي حديث زيد بن ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها» منهم من يرويه تسأل وعلى هذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة قد خصت بذلك وهذا أمر لا يقطع عليه ويظهر عدم الاختصاص والله أعلم وكذلك اختلف في سؤال الأطفال أيضًا."

نعم كلام ابن عبد البر ما فيه قطع وجزم بأن السؤال خص والابتلاء خاص بهذه الأمة وإن كان النص كالصريح إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ولكن ما فيه ما ينفي ابتلاء غيرها من الأمم يعني وإن كان ظاهر النص كذلك ومع ذلك هذا لا يقطع به وإذا تقرر هذا فهل هذا من من مزيَّة هذه الأمة على غيرها من الأمم أن تبتلى أو لا؟ لأنه يحتمل أن يكون من فضائل هذه الأمة أن تبتلى وبالمقابل يحتمل أن يكون ليس من باب الفضائل بل من ضدها أنها تبتلى وتمتحن لكن كونها تبتلى وتختبر وتمحَّص كالمصائب في الدنيا كالمصائب في الدنيا يحصل هذا الابتلاء ويحصل هذا التمحيص هذا الضغطة في القبر ويحصل المقصود أنها على تقدير أنه خاص بهذه الأمة فهذه مزية له ولا يُظن بها وهي خير أمة أخرجت للناس أنها تبتلى لزيادة ابتلاء لا يكون فيه فضل من وجه ما هو بصحيح هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله فكونها تبتلى وعلى القول بأنه خاص بها هذه مزية لها.

طالب: .........

التوقف إذا ما ترجح شيء.

طالب: .........

من هو؟

طالب: .........

لا، لأنه أجاب هذا أمر لا يُقطَع عليه.

طالب: .........

يظهر يعني ما هو بصريح في الترجيح.

طالب: .........

عندك شيء؟ هذه نسختك؟ وش يقول؟

طالب: .........

أنت مراجعه أنت؟ راجع كلام ابن عبد البر يقول وعدم الاختصاص ما هو من كلام ابن عبد البر..

طالب: .........

لا، والكلام في قوله إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وأما الكافر والمنافق من هذه الأمة التي بعث فيها محمد -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .........

أمة الدعوة والإجابة في وقته -عليه الصلاة والسلام- الذين بعث فيهم أما الأمم السابقة الذين لم يدركوا بعثته -عليه الصلاة والسلام- هذا هو محل الخلاف.

طالب: .........

السؤال السؤال السؤال الذي يترتب عليه ما يترتب {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ} [سورة الأنبياء:35] وكله ابتلاء.

"وهل يدوم عذاب القبر أو ينقطع؟ جوابه أنه نوعان منه ما هو دائم كما قال تعالى {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [سورة غافر:46] وكذا في حديث البراء بن عازب في قصة الكافر ثم يفتح له.."

يعني بالنسبة للكافر فهو دائم وعذابه دائم في البرزخ وعذابه دائم في النار نسأل الله العافية وأما بالنسبة للعاصي والفاسق أن هذا إذا عذب فإنه لا يدوم سواء كان ذلك في قبره أو في دخوله النار.

طالب: .........

صحيح.. صحيح..

"وكذا في حديث البراء بن عازب في قصة الكافر «ثم يفتح له باب من النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة» رواه الإمام أحمد في بعض طرقه والنوع الثاني أنه مدة ثم ينقطع وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذَّب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما تقدم ذكره في الممحِّصات العشر قد اختُلف في مستقر الأرواح ما بين الموت إلى قيام الساعة فقيل أرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكافرين في النار وقيل إن أرواح المؤمنين بفَناء.."

بفِناء.

أحسن الله إليك.

"بفِناء الجنة على أبوابها.."

على بابها..

أحسن الله إليك.

"وقيل إن أرواح المؤمنين بفِناء الجنة على بابها يأتيهم من رَوحها ونعيمها ورزقها وقيل على أفنية قبورهم وقال مالك: بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت وقالت طائفة بل أرواح المؤمنين عند الله عز وجل ولم يزيدوا على ذلك وقيل إن أرواح المؤمنين بالجابية من دمشق وأرواح الكافرين ببرهوت بئر بحضرموت وقال كعب أرواح المؤمنين في عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت خد إبليس."

هذا متلقّى من أهل الكتاب كعب معروف أنه يهودي يحدث بأحاديث إسرائيلية ويتلقاها عنه بعض الصحابة والتابعين مما يجوز الحديث فيه قد جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج».

"وقيل أرواح المؤمنين ببئر زمزم وأرواح الكافرين ببئر برهوت وقيل أرواح المؤمنين عن يمين آدم وأرواح الكفار عن شماله وقال ابن حزم.."

في حديث المعراج أنه -عليه الصلاة والسلام- مر بآدم وعن يمينه أسودة وعن يساره أسودة إذا نظر إلى يمينه ضحك وإذا نظر إلى يساره بكى أرواح ولده هذا كالنص في الموضوع.

"وقال ابن حزم وغيره: مستقرها حيث كانت قبل خلق أجسادها وقال أبو عمر ابن عبد البر: أرواح الشهداء في الجنة وأرواح عامة المؤمنين على أفنية قبورهم وعن ابن شهاب أنه قال بلغني أن أرواح الشهداء كطير خضر معلقة بالعرش تغدو وتروح إلى رياض الجنة تأتي ربها كل يوم تسلِّم عليه وقالت فرقة مستقرها العدم المحض وهذا قول من يقول إن النفس عرَض من أعراض البدن كحياته وإدراكه وقولهم مخالف للكتاب والسنة.."

ويرون أنها كالأبدان تفنى.

"وقالت فرقة مستقرها بعد الموت أبدان أخر تناسب أخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها."

هذا قول أهل التناسخ ولا يزال لهم وارث في شرق آسيا يرون القول بالتناسخ وأن الشخص إذا مات أو قُتل دخلت روحه في جسد آخر ولذلك يسهل عليهم القتل ما فيه شيء اسمه موت خلاص تطلع الروح من هذا وتذهب إلى غيره فيسهل عليهم القتل نسأل الله العافية.

"فتصير كل روح إلى بدن حيوان يشاكل تلك الروح وهذا قول التناسخية منكري المعاد وهو قول خارج عن أهل الإسلام كلهم ويضيق هذا المختصر عن بسط أدلة هذه الأقوال والكلام عليها."

بسط الأقوال بأدلتها ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ولعلنا في الدرس القادم يحضَر الكتاب ونقرأ ما فيه من الأدلة وما فيه من توضيح هذه الأقوال أطال ابن القيم رحمه الله كعادته في بسط هذه الأقوال بأدلتها بس لا بد أن نحيل على معيَّن لنطالبه به أو على أكثر من واحد لئلا يغيب أن يَنسى يصير له بديل كتاب الروح..

طالب: أحضره إن شاء الله.

وأبو عبد الله كذلك كلاكما.

"ويتلخص من أدلتها أن الأرواح في البرزخ متفاوتة أعظم تفاوت فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم ومنها أرواح في.."

لأنهم متفاضلون لأن الله فضل بعضهم على بعض فأرواحهم متفاوتة.

"ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح بالجنة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا كلهم."

الأصل أن الشهداء هذا وصفهم إلا من حُبس بسبب دَين إلا من حُبس بسبب دين لأن الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين.

"بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين لدَين عليه بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة لدَين عليه كما في المسند عن محمد بن عبد الله بن جحش أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال يا رسول الله ما لي إن قتلت في سبيل الله؟ قال «الجنة» فلما ولَّى قال «إلا الدين سارّني به جبريل آنفًا» ومن الأرواح من يكون محبوسًا على باب الجنة كما في الحديث الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «رأيت صاحبكم محبوسًا على باب الجنة» ومنهم من يكون محبوسًا في قبره ومنهم من يكون محبوسًا في الأرض ومنها أرواح تكون في تنُّور الزناة والزواني وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتُلقَم الحجارة."

كما في حديث الرؤيا حينما جاء رجلان إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وذهبا به في الرؤيا واطلع على أمور من أمور الآخرة من الجنة والنار إلى آخر ما جاء في الحديث الصحيح.

"كل ذلك تشهد له السنة والله أعلم وأما الحياة التي اختص بها الشهيد وامتاز بها عن غيره في قوله تعالى {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران:169] وقوله تعالى {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} [سورة البقرة:154] فهي أن الله تعالى جعل أرواحهم في أجواف طير خضر كما في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لما أُصيب إخوانكم يعني يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب مذللة في ظل العرش» الحديث."

يعني معلَّقة كما جاء في الرواية الأخرى ومدلاة.

"رواه الإمام أحمد وأبو داود وبمعناه في حديث ابن مسعود رواه مسلم فإنهم لما بذلوا أبدانهم لله عز وجل حتى أتلفها أعداؤه فيه أعاضهم منها في البرزخ أبدانا خيرًا منها تكون فيها إلى يوم القيامة ويكون تنعمها بواسطة تلك الأبدان أكمل من تنعم الأرواح المجردة عنها ولهذا كانت نسمة المؤمن في صورة طير أو كطير ونسمة الشهيد في جوف طير وتأمل لفظ الحديثين ففي الموطأ أن كعب بن مالك كان يحدِّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «إن نسمة المؤمن طائر يعلَق في شجر الجنة حتى يُرجعه الله..»."

يَرجعه..

"«حتى يَرجعه الله إلى..»."

من رجع الثلاثين {فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ} [سورة التوبة:83] ثلاثي.

"«حتى يَرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه» فقوله نسمة المؤمن تعم الشهيد وغيره ثم خص الشهيد بأن قال هي في جوف طير خضر ومعلوم أنها إذا كانت في جوف طير صدق عليها أنها طير فتدخل في عموم الحديث الآخر بهذا الاعتبار فنصيبهم من النعيم في البرزخ أكمل من نصيب غيرهم من الأموات على فرشهم وإن كان الميت على فراشه أعلى درجة من كثير منهم فله نعيم يختص به لا يشاركه فيه من هو دونه والله أعلم."

على حسب أعمالهم ونياتهم فهم درجات متفاوتون.

طالب: .........

روحه في صورة طير وهذا في جوف طير في جوف طير أكمل يعني في وعاء في ظرف لا شك أن هذا أكمل.

"وحرَّم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.."

قوله "أكمل" أعلى درجة ممن مات على فراشه يعني الشهيد قد يكون من مات على فراشه أكمل منه وهذا واضح في التمثيل بالصحابة مثلاً بالشهداء عموما في ساحات القتال من الصحابة على فضلهم ومزيتهم وما جاء فيهم هل هم أكمل ممن مات على فراشه كأبي بكر مثلاً؟ الأعمال متفاوتة.

"وحرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء كما روي في السنن وأما الشهداء فقد شوهد منهم بعد مُدَد مَن.."

مِن دفْنه..

"بعد مُدَد مِن دفْنه كما هو لم يتغير فيحتمل بقاؤه كذلك في تربته إلى يوم محشره ويحتمل أنه يبلى مع طول المدة والله أعلم."

والد جابر عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح دفنا في قبر واحد في أحد فاحتيج لنبشهم من أجل أن السيل والمياه غمرتهم وخشي من تأثيره على أبدانهم فبعد ست وأربعين سنة حُفر وأخرجوا من قبورهم كما دفنوا الله المستعان.

"وكأنه والله أعلم كلما كانت الشهادة أكمل والشهيد أفضل كان بقاء جسده أطول."

الكلام في الإيمان بالبعث وما يتعلق به طويل جدًا والأسبوع القادم ليس فيه درس فلعلنا نؤجله إلى بداية الدراسة بعد الإجازة القصيرة الله المستعان.

طالب: .........

اثنا عشر سنة إذا أذن اثنا عشر سنة جاء في الحديث.

طالب: .........

الأرض تشهد له.

طالب: .........

وإذا أذن اثنا عشر سنة له أجر زائد لو تراجع الترغيب شفت.. وفي تفسير القرطبي ذكر أحاديث وآثار عن المؤذن إذا أذن مدة معينة وأكثرها على ما قيل اثنا عشر سنة {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً} [سورة المائدة:58] يعني تفسير هذه الآية ذكر أشياء الله المستعان.

طالب: .........

على طول إيه لأن ما يقال أنه الأسبوع الثاني من الدراسة في بداية الفصول هذا ما هو بداية فصل.

طالب: .........

أسبوع واحد التوقف.