شرح ألفية الحديث للحافظ العراقي (66)

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح ألفية الحافظ العراقي (66)

الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ

الشيخ: عبد الكريم الخضير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.

قال الحافظ -رحمه الله تعالى-:

الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ

وَلَهُمُ الْمُتَّفِقُ الْمُفْتَرِقُ
لَكِنْ مُسَمَّيَاتُهُ لِعِدَّةِ
وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَدُّهُ
وَلَهُمُ الجَوْنيْ أَبُوْ عِمْرانَا
كَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
ثُمَّ أَبُوْ بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ لَهُمْ
وَصَالِحٌ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ
وَمِنْهُ مَا
فِي اسْمٍ فَقَطْ وَيُشْكِلُ
فَإِنْ يَكُ ابْنُ حَرْبٍ أوْ
عَارِمُ قَدْ
عَنِ التَّبُوْذَكِيِّ أَوْ عَفَّانِ
وَمِنْهُ مَا فِي نَسَبٍ كالْحَنَفِي
ج









مَا لَفْظُهُ وَخَطُّهُ مُتَّفِقُ
نَحْوَ ابْنِ أحْمَدَ الْخَلِيْلِ سِتَّةِ
حَمْدَانُ هُمْ أَرْبَعَةٌ تَعُدُّهُ
اثْنَانِ والآخِرُ مِنْ بَغْدَانَا
هُمَا مِنَ الأَنْصَارِ ذُوْ اشْتِبَاهِ
ثَلاَثَةٌ قَدْ بَيَّنُوا مَحَلَّهُمْ
ابْنُ أبي صَالِحٍ أتْبَاع هُمْ
كَنَحْوِ حَمَّادٍ إذَا مَا يُهْمَلُ
أَطْلَقَهُ فَهْوَ ابْنُ زَيْدٍ أَوْ وَرَدْ
أَوْ ابْنِ مِنْهَالٍ فَذَاكَ الثَّانِي
قَبِيْلًا أوْ مَذْهَبًا أو باليا صِفِ

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

أما بعد:

فيقول الناظم -رحمه الله تعالى- في باب المتفق والمفترق، وهو قريب جدًّا من الباب الذي قبله: المؤتلف والمختلف، الفرق بينهما أنه في الباب السابق الصورة والرسم متقارب، لكن النطق مختلف، وهنا اللفظ والنطق متحد، متفق، لكن ما يطلق عليه هذا اللفظ يختلف عما يطلق عليه اللفظ المتفق معه في الحروف، لو قال قائل: أنا لا أجد فرقًا في تعريف هذا الباب عن تعريف الذي قبله، ولو وضعت العنوان هذا هناك، والعنوان ذاك هنا؛ لأن المسألة مجرد اصطلاح، يعني هل تساعد اللغة على التفريق بين البابين، يعني حقيقة الباب الأول تختلف عن حقيقة الباب الثاني، لكن الحدود -التعاريف- هناك يقول:

واعنَ بما صورته مؤتلف خطًّا

 

...................................

وهنا أيضًا صورته مؤتلف خطًّا، حمّاد حمّاد صورة مؤتلفة، ولكن لفظه هناك مختلف، وهنا لفظه وخطه واحد، خطه ولفظه واحد، لكن الحقائق التي يطلق عليها هذا اللفظ غير الحقيقة التي يطلق عليها اللفظ الثاني، يعني سلام وسلَّام مثلًا الرسم واحد.

طالب: والنطق مختلف.

والنطق مختلف، والحقائق؟

طالب: تختلف.

مختلفة بلا شك، لكن عند من يجوّز اللفظين على ذات واحدة سلام وسلّام فتكون الذات واحدة.

طالب: يدخل عليه الباب الأول.

كيف؟ سلام وسلام واحد مثلًا أو شخص يطلق عليه سلاّم وسلام يخفف ويشدد.

طالب: ندرجه في الباب هذا يا شيخ؟

الباب الأخير. لكن....

طالب: هناك يختلف النطق يا شيخ.

مسمياته لعدة، هذا مسمياته لواحد، يختلف.

أقول: التفريق بين البابين دعونا من المباحث المدرجة تحت البابين مختلفة بلا شك، لكن العناوين لو جئنا بالمؤتلف والمختلف، وقلنا لهم: المؤتلف والمختلف ما لفظه وخطه...إلى آخره، يعني اللغة تساعد على التفريق أو نقول: هو مجرد اصطلاح؟ لكن لو جاء واحد، وقال: أنا أصنف في المصطلح وأضع هذا العنوان هناك والعنوان ذاك هنا.

طالب:........

يقول: لا مشاحة في الاصطلاح، أنا أريد أن ننظر بدقة بين اللفظين، بين الترجمتين، هل يمكن أن يطلق على الباب الأخير حمّاد مثلًا ابن سلمة وحمّاد بن زيد؟ إذا قيل: حماد في موضع، وقيل: حماد في موضع آخر، هذا يختلف عن هذا، هذا يراد به ابن زيد، وهذا يراد به ابن سلمة، لفظه وخطه متفق، حتى أنه حصل الخلط، وفسر المبهم بأكثر من تفسير، حدثنا محمد في البخاري وحدثنا أحمد، يفسر بأكثر من واحد، فاللفظ والخط متفق ولننظر إلى مسألة متفق يعني يطابقه بدقة، ما فيه افتراق، بينما اللفظ في الباب السابق فيه نوع اختلاف، اللفظ فيه اختلاف، سلام وسلاّم مختلف، فإذا قلنا: إنه يطلق على شخص واحد بالتخفيف والتشديد صار عكس الباب الذي معنا، لفظان لذات واحدة، وهنا ذاتان للفظ واحد عندنا، نقول: فيه اختلاف، وهنا يشاحح في الاصطلاح، افترض أن ما فيه خلاف في مضمون البابين، مع أنه في اختلاف في البابين، لا ما في اختلاف إلا من حيث العنوان من أجل التنويع، يجوز أن تخالف كل كتب المصطلح ويأتي بشخص يعكس ما هم عليه ويقول: لا مشاحة في الاصطلاح؟ نعم إذا تقرر في علم من العلوم جادة عند أهل العلم بحيث سلكوها لم يختلفوا فيها، لا سيما إذا ترتب عليه اختلاف في الحقائق، اختلاف في الحقائق المرتبة على ذلك الاصطلاح، عن الحقائق المرتبة على هذا الاصطلاح فإنه يشاحح فيه، يعني فرق بين من يقول: أنا أرسم الخارطة -خارطة العالم- وأضع الشمال تحت، أهل الجغرافيا كلهم يضعون الشمال فوق، يقول: أنا أقلب الخارطة ماذا يصير؟ تغيرت الأرض؟ ما هي متغيرة، له ذلك أو ليس له ذلك؟

طالب: ليس له ذلك.

ابن حوقل أكبر جغرافي على وجه الأرض عكس، وضع الشمال تحت؛ لأن هذا ما يترتب عليه شيء تغيير في حقيقة، ما يترتب عليه شيء، لكن لو قال مثلًا: أنا أبو زوجتي أنتم تسمونه خال ونحن نسميه عم، يشاحح فيه وإلا ما يشاحح؟

طالب: ما يشاحح.

ما يشاحح، لماذا؟ لأنه ما يترتب عليه حكم شرعي، يغير حكمًا شرعيًّا، لكن لو قال: أنا أسمي عمي أخو الوالد خال، والخال أخو الأم عم قلنا: لا، تشاحح في الاصطلاح، عليه أحكام شرعية، وهنا نقول: يترتب عليه اختلاف حقيقي ما هو اختلاف لفظي، نقول: ما فيه مشاحة، اختلاف حقيقي فيشاحح حينئذٍ في الاصطلاح؛ لأن بعضهم قد لا يدرك الفرق الدقيق بينهم، يعني حماد مثل سلام وسلّام؟ فيهم فرق في النطق، وإذا ضبطت بدقة ظهر الفرق حتى في الصورة.

قال:

ولهم المتفق المفترقُ
لكن مسمياته لعدة
 

 

ما لفظه وخطه متفقُ
...................................

 

هذا اللفظ يطلق على ذات بعينها، ونفس اللفظ يطلق على ذات غيرها.

...................................

 

 

نحو ابن أحمد الخليل ستة

الخليل بن أحمد ستة، كلهم يقال لهم: الخليل بن أحمد، وزاد بعضهم أوصلهم إلى العشرة، لكن المقصود في كلام أهل العلم من تقاربوا في الطبقة والأخذ والرواية بحيث لو لم يفرق بينهم في مثل هذا الباب لالتبس أمرهم على طالب الحديث، أما يوجد الخليل بن أحمد في القرن الثاني والثالث يوجد الخليل بن أحمد في القرن الرابع عشر، يؤثر وإلا ما يؤثر؟ يعني هل يمكن أن يقال: بكر بن عبد الله المُزَني قد يلتبس على طلاب العلم مع بكر بن عبد الله أبو زيد؟ يمكن؟ ما يمكن؛ لبعد ما بين الشخصين، هذا أمر يعني على طالب العلم أن ينتبه له وإلا يقع في أوهام مضحكة.

في تفسير القرطبي مر بنا مرارًا القرطبي يقول: لقد سمعت شيخنا أبا العباس يقول مرارًا، مثل ما يقول ابن القيم عن شيخه أبا العباس بن تيمية، فينقلون رأي شيخ الإسلام من تفسير القرطبي؛ لأنه يقول: سمعت شيخنا أبا العباس نفس ما يقوله ابن القيم، لكن أبو العباس غير أبي العباس، يعني القرطبي المفسر قبل شيخ الإسلام، فضلًا عن شيخه أبي العباس القرطبي صاحب المفهم، فمثل هذا لا بد من الاهتمام به من قِبل طلاب العلم، وإلا وقعوا في الخطأ الشنيع، وقد ينسب إلى شخص من أهل السنة كلام مبتدع، كله بسبب الالتباس بينه وبين غيره ممن تلبس ببدعة، وقد ينسب إليه قول في مذهب مثل ما قلنا في السابق عن الكَرجي والكَرْخي، هذا شافعي وهذا حنفي، يقول: مذهب الحنفية كذا؛ لأنه قال به الكرجي وهو الكرخي مثلًا، أو العكس، فهذا الباب في غاية الأهمية لطالب العلم، عليه أن يضبطه، وهو في الحديث الذي يترتب عليه التصحيح والتضعيف أهم، فضبط أسماء الرجال وتنزيلها على حقائقها أمر مهم جدًّا، وإلا سوف يقع طالب العلم في هذا الوهم الشنيع.

...................................

 

 

نحو ابن أحمد الخليل ستة

أولهم: الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب العروض، مؤسس علم العروض، مبتكر علم العروض، البحور الشعرية، هو الذي أسسه، وجاءوا بعده، تتابعوا على هذه التسمية، ومثار التتابع وسببه هو الإعجاب، يعني متى تسمي على شخص؟ إذا كنت معجبًا به، كل من رأى هذا العالم سمى عليه، وقد يحصل اتفاقًا لكثرة الناس، قد يحصل اتفاقًا للمتعاصرين.

...................................

 

 

نحو ابن أحمد الخليل ستة

طيب الأخافش بضعة عشر، كثيرًا ما يقال في كتب التفاسير وشروح الحديث: قال الأخفش.

طالب:........

لا، لا أنا أقول من باب التفريق فقط، الأخفش وقد يرد علينا في القرطبي مرارًا اختاره أبو حاتم، قال أبو حاتم، فالذي لا يعرف أن يفرق بين هذه الأسماء وينزلها منازلها يقع في وهم عظيم، وأبو حاتم طالب العلم الحديث يعدل إلى أبي حاتم الرازي، وإلا ينقل عنه في غريب القرآن وغريب الحديث أبو حاتم السجستاني معروف لغوي أديب كبير من كبارهم.

الأخافش ثلاثة عشر من يميز بينهم؟ لكنهم في الغالب ما يطلقِون هذا اللقب إلا على الأوسط سعيد بن مَسعدة، يعني إذا أطلقوه فالغالب أنه هو، بل بعضهم يجزم أنه هو، وأما غيره فيقيد، إذا قيد ما في إشكال، لكن الكلام فيما إذا أطلق، نقل الأخفش عن شخص لا علاقة له بالأوسط كيف تحدده؟ يعني مثلما تحدد أسماء الرواة في الأسانيد من روى عنه، ومن روى عنه، ومن لقيه، ومن تعلم عليه، ومن أخذ عنه، فهذه مسألة تحتاج إلى مزيد عناية، ويرد علينا أسماء في تفسير القرطبي وفي غيره يعني قال ابن بحر، مر بنا مرارًا، يعني من باب التقصير في البحث أننا ما حققنا، حررنا المراد بابن بحر، ولذا قال بعضهم: الجاحظ، نحن نعرف عمرو بن بحر الجاحظ، لكن هل يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، يليق به، هل هو كلام أدب أو لغة؟ الله أعلم، عاد الآن ما هو بين يدي، فمثل هذا هذه فائدته، والموجود عندنا في الحديث وغيره من العلوم يترتب عليه من الضرر الشيء الكثير، يعني قد يستغلق عليك ترجمة، ما تجد ترجمة لهذا الرجل الذي ذكر قوله في كتب العلم، والسبب جهل الكاتب أو المحقق على ما يزعم، يقول: قال أبو الحسن الزازان، ووضع بعدها نقطتين، تبحث في كتب الدنيا ما تجد أبو الحسن الزازان هذا؛ لأن الألف والنون من المقول، النقطتين قبلها المفترض، أبو الحسن الزاز: إن كذا... إلى آخره، وذكرنا نظير هذا الوهم في الحديث وهم شنيع في الحديث من قبل محقق من المحققين، يعني في قصة..، في حديث اقتناء الكلب، هذا ذكرته مرارًا، في قصة اقتناء الكلب: ولمسلم: ((ينقُص من أجره قيراط)) وفي رواية له: ((قيراطان)) قال: وفي رواية ووضع نقطتين: "له قيراطان" فيقلب المعنى، وفي رواية له، يعني لمسلم: ((قيراطان)) يعني ينقص من أجره قيراطان، فهذه مسائل لا بد من الانتباه لها، سواءً كانت من المحقق أو من القارئ، لا بد من الانتباه لها، تجيء تقول: قال الخليل بن أحمد، أيهم؟ كيف تحدد؟ تحدد بمن نقل عنه الخليل، ومن نقل عن الخليل، لكنه في الغالب إذا أطلق في طبقته لا سيما إذا كان مما يتعلق بالأدب فهو هذا الخليل بن أحمد الفراهيدي؛ لأنه أشهرهم على الإطلاق، وهو مؤلف كتاب العين، أقدم معجم لغوي، يعني من المعاجم الموجودة التي وجدت إلى الآن، طيب هذا كتاب العين شكك بعضهم في نسبته إلى الخليل، لكن العلماء تتابعوا على النقل منه، ونسبوه إليه.

وأحمد بن جعفر وجده
 

 

حمدان.............................

أحمد بن جعفر بن حمدان.

هم أربعة تعدهم، أربعة كلهم يتفقون في الاسم واسم الأب والجد كلهم أحمد بن جعفر بن حمدان، الذي لا يعرف أن يفرق بينهم هذا يقع في وهم؛ لأن منهم من هو من الثقات، ومنهم من هو من الضعفاء، فلا بد من التفريق بينهم.

ولهم الجَوني أبو عمرانا

 

...................................

أبو عمران الجَوني "اثنان" أبو عمران الجوني معدود في البصريين.

"والآخر من بغدانا" يعني من بغداد، وبغدان لغة فيها، وكان الطلاب يحفظون قصيدة في المرحلة الابتدائية، ما أدري عاد هي موجودة إلى الآن:

بلاد العُرب أوطاني
 

 

من الشام لبغدانِ

نعم، ومن عرب -إلى ما أدري وإلى ماذا- إلى يمنٍ.

المقصود أن هذه لغة فيها، والقصيدة معروف أنها قومية، وإلا بلاد الإسلام بلاد لكل مسلم.

...................................
كذا محمد بن عبد اللهِ
 

 

..................والآخر من بغدانا

هما من الأنصار ذو اشتباهِ

 

محمد بن عبد الله الأنصاري أحدهما شيخ للبخاري والثاني ضعيف، الذي لا يستطيع أن يفرق بينهما قد يصحح الحديث الضعيف، وقد يضعف الحديث الصحيح، كلاهما يقال له: محمد بن عبد الله الأنصاري، "ذو اشتباه".

ثم أبو بكر بن عياش لهم
 

 

ثلاثة...............................

كلهم يقال لهم: أبو بكر بن عياش، الأول يتفقون في الاسم واسم الأب، والثاني يتفقون في الاسم واسم الأب والجد، والثالث يتفقون في الكنية والنسب، أبو عمران الجَوني، والرابع يتفقون في الاسم واسم الأب والنسبة، والخامس يتفقون في الكنية واسم الأب.

ثم أبو بكر بن عياش لهم
ج
 
ج

 

ثلاثة قد بينوا محلهم
ج

ج

بينوا يعني بيّن أهل العلم محلهم، محل كل واحد من الرواية قبولًا وردًّا.

وصالح أربعة كلهم
  
ج

 

ابن أبي صالح أتباع هم
ج

 

يعني هم من طبقة التابعين، وهم أربعة كلهم يقال له: صالح بن أبي صالح، قد يقال مثلًا: لماذا نحصرهم في الأربعة، وكل صالح أبوه أبو صالح، ننظر كل من سمي بصالح أبوه أبو صالح.

طالب: هؤلاء لأن لهم رواية واشتهروا.

يعني اشتهروا بكنية الأب، لم يشتهروا باسمه مثلًا أو نسبته، اشتهروا بكنية الأب، ولا يوجد غيرهم ممن اشتهر بكنية الأب، مع أن في بعضهم نزاع، منهم من يقول: واحد منهم صالح بن صالح.

وصالح أربعة كلهم
  
ج

 

ابن أبي صالح أتباع هم
ج

 

يعني أحيانًا تجد في كتب التراجم يعني شيء ما يسمن ولا يغني من جوع، يقول لك مثلًا: فلان هو علي بن أبي علي ثم يأتي بالنسب قال: الآمدي مثلًا، هو علي بن أبي علي الآمدي، جاب جديد هو؟ علي أبوه أبو علي ويش صار؟ لكن ما اسم أبيه، جده، نسبته؟ يعني تحتاج المسألة إلى مزيد بيان، فبعضهم يقع في إشكال؛ لأنه لا يجد التعريف الكافي الذي يبين قيمة هذا المترجم.

طالب:........

إيه لأنه كأنه ما أضاف شيئًا إذا قال: صالح بن أبي صالح، كأنه لم يضف، لكن في الرواية اشتهر بها فصارت أشهر من العلم؛ لأنهم قالوا في أبي بكر بن عياش راوي القراءة عن عاصم نعم، راوي القراءة قالوا: إن اسمه كنيته، كما تقدم في الكنى، اسمه كنيته.

وصالح أربعة كلهم
ومنه ما في اسم فقط ويشكلُ

  
ج

 

ابن أبي صالح أتباع هم
كنحو حمّاد إذا ما يهملُ
ج

 

وجدت في السند حماد قد تبحث ولا تصل إلى نتيجة؛ لأن الحمادين اشتركوا في الرواية عن المذكور، واشترك عنهم في الرواية المذكورة بعدهم، الراوي يروي عن الحمادين، والشيخ يروي عنه الحمادان، هنا قد يشكل كما قال، ومثله سفيان، إذا أُهمل سفيان التبس، لكن هذا الإشكال سواءً كان بحماد أو في سفيان مشكل في الحقيقة وإلا في الشكل في الظاهر؟ في الظاهر، لماذا؟ لأن كلًّا منهما ثقة، يعني ما يترتب عليه شيء، عرفت أنه حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وعرفت أنه سفيان بن عيينة أو سفيان الثوري ما فيه إشكال، لكن هناك قواعد وضوابط ذكرها أهل العلم، ففي نهاية المجلد السابع من سير أعلام النبلاء ذكر بعض القواعد التي تميز حماد عن حماد وسفيان عن سفيان، وكذلك في ترجمة هؤلاء من تهذيب الكمال للحافظ المِزي أيضًا قواعد، وهنا ذكر شيئًا يميز بين الحمادين كنحو حماد إذا ما يهملُ، فإن يكن يعني الراوي عنه.

فإن يك ابن حرب أو عارم قد
 
ج

 

أطلقه فهو ابن زيد أو ورد

يعني الراوي عنه ابن حرب، ما اسمه؟

طالب: سليمان.

نعم سليمان بن حرب، أو عارم محمد بن الفضل السدوسي، قد أطلقه قال: سليمان بن حرب عن حماد، أو عارم عن حماد، إذا أطلقه فهو ابن زيد.

...................................
عن التبوذكي أو عفانِ
 
ج
 
ج

 

أطلقه فهو ابن زيد أو ورد
أو ابن منهال فذاك الثاني

ج

الثاني في الذكر وإلا في السِّن والوفاة والتقدم والوفاة؟ نعم؟ في الذكر؛ لأنه ما دام سمى ابن زيد فالثاني قطعًا ابن سلمة، ولا يلزم منه أن يكون متأخرًا عنه، بل هو متقدم عليه في الوفاة.

عن التبوذكي أو عفانِ
ج

 

أو ابن منهال فذاك الثاني

ج

يعني حماد بن سلمة، لكن لو افترضنا أن أحد الرجلين تُكلم فيه في الرواية عن شخص، يعني إذا لم نجد ما نميز به أحدهم عن الثاني هذا إشكال في الظاهر؛ لأن كلًّا منهما ثقة، فأينما دار فهو على ثقة، لكن إذا كان أحدهما تُكلم فيه في الرواية في شخص يبقى إشكال في المعنى، لا بد من الوقوف على حقيقته.

ومنه ما في نسب كالحنفي
 

 

قبيلًا أو مذهبًا أو باليا صفِ

الحنفي قبيلًا نسبة إلى بني حنيفة.

ومنه ما في نسب كالحنفي
 

 

قبيلًا ..............................

يعني نسبة إلى بني حنيفة، "أو مذهبًا" نسبة إلى مذهب الإمام أبي حنيفة، النعمان بن ثابت.

...................................
 

 

.............أو مذهبًا أو باليا صفِ

اللفظ واحد، فإما أن يقال: حنفي، أو حنيفي، تضيف الياء؛ لأنها موجودة في الأصل، هل يوجد مبرر لحذفها؟ وجمع حنفي المذهب أحناف، وإلا حنفية؟ أو حنفاء؟

طالب: حنفاء مفردها حنيف.

مثل كريم وكرماء، تقول: حنفاء.

طالب: والحنفي أحناف حنفية.

هم تتابعوا على حنفية، وأكثر كتب الطبقات تقول: في طبقات الحنفية، وفلان من أئمة الحنفية، ومذهب السادة الحنفية... إلى آخره، لكن هل تقول: نسبة إلى بني حنيفة هذا من الحنفية؟ أو من ينتسب إلى إمام الحنفاء إبراهيم، كمن بعث بالحنيفية السمحة يقال له: حنفي؟

طالب:........

كيف؟

طالب:........

لا، هي كل النسبة متقاربة، كلها الحنيفة والحنيفية كلها متقاربة، لكن هل اللفظ واحد.

طالب: يعني ما جاءت في القرآن يا شيخ؟

ما هي؟

طالب: حنيفي وحنفاء، حنيفًا مسلمًا.

جاءت في القرآن مثل حنيف وحنيفة، الهاء تحذف معروف عند النسب، ويبقى أن اللفظ واحد، والنسبة ينبغي أن تكون واحدة، يعني ما يفرُق أن تنسب إلى قبيلة أو إلى مذهب، هل تستطيع أن تقول: طَلْق بن علي؟ تقول: الحنفي كما قالوا؛ لأنه من بني حنيفة، نعم، وأبو يوسف مذهبه حنفي نعم هذا ما فيه إشكال؛ لأن هذا تتابعوا عليه، سواءً كان بالقبيلة أو المذهب على لفظ واحد.

"أو باليا صفِ" كلام الناظم يدل على أن كلًّا من القبيلة والمذهب يقال له: حنفي وحنيفي، لكن ابن طاهر في كتاب له: ا(لأنساب المتفقة) لأبي الفضل ابن طاهر قال: الحنفي والحنفي الأول: منسوب إلى قبيلة بني حنيفة وفيهم كثرة، الأول، كلهم حنفي باللفظين، الحنفي والحنفي فيأتي باللفظين متفقين، الحنفي والحنفي، ثم عاد يأتي هو بالتفريق من تلقاء نفسه أو ينقله عن أحد.

الحنفي والحنفي الأول منسوب إلى قبيلة بني حنيفة، وفيهم كثرة، منهم إسماعيل بن سُميع الحنفي، طلق بن علي الحنفي، وأيوب النجار الحنفي، وخُليد بن جعفر أبو سليمان الحنفي البصري، وسماك بن الوليد أبو زُميل الحنفي، وغيرهم.

الثاني: الحنفي الثاني: منسوب إلى مذهب أبي حنيفة -رحمه الله-، والصحيح في هذه النسبة الحنيفي، وفيهم كثرة من الفقهاء والمحدثين وأئمة الدين.

طالب: يصح إطلاق الحنيفي الحنفية.

يعني وجه التفريق عنده قال: والصحيح في هذه النسبة -يعني إلى المذهب- الحنيفي، يعني من بني حنيفة ما يقال له: حنيفي، لكن في المذهب يقول له: حنيفي فقط، ما يقال: حنفي؟ أنت صادمت القوم كلهم، كتب تراجمهم كلها حنفية، وواحد الحنفية حنفي، هل يتابع على كلامه هذا؟ هو تابع فيه واحد من أئمة اللغة، ما أدري ابن الأنباري أو ما أدري من؟ وفرّق هذا التفريق، نعم؟

طالب:........

ابن الأنباري؟ نعم هو فرق هذا التفريق، لكن يعني كونه يخالف جماهير الناس...

طالب: يحدث إشكال.

ما فيه شك أنه حتى بما فيهم الحنفية أنفسهم، ما يقولون: نحن حنيفية، فلان حنيفي وإلا...، وعبارة يتداولها أهل العلم: "خطأ مشهور خير من صحيح مغمور" هذا إذا قلنا: إنها خطأ، لكنها ليست بخطأ اللفظ واحد، والنسبة إليه واحدة، ويبقى أن التفريق يجب أن يكون بين الذوات، وقد يحصل اللبس؛ لأن ممن صنّف في طبقات الحنفية أدخل بعض من ينتسب إلى القبيلة في طبقات الحنفية، يمكن يكون قبل أبي حنيفة هو، يعني نظير ما فعل الديلمي في تاريخ همذان -على ما تذكرون- أنه أدخل بعض من ينتسب إلى قبيلة همدان إلى بلدة همذان، وهذا لا شك أنه يوقع في إشكال كبير، يعني صنّف في طبقات الحنفية، يعني هل يمكن أن يدخل طلق بن علي الحنفي وهو صحابي؟ أدخلوا بعض من كان قبل الإمام أبي حنيفة، طيب طبقات المعتزلة لعبد الجبار، وهو من أئمتهم، الطبقة الأولى: أبو بكر وعمر، أنا ما أعجب من كونه يُدخل أبا بكر وعمر مثل عجبي من كونه يدخل الحسن البصري، الذي طرد رأس المعتزلة من حلقته، وسموا معتزلة بهذه الفعلة، أدخله في الطبقة الثانية من المعتزلة، يعني عجب، يعني كون أهل المذاهب يتشرفون بانضمام فلان إليهم كما فعل من ترجم في المذاهب في البخاري أدخلوه في المذاهب الأربعة، كل من ترجم جعل البخاري حنفيًّا، وجعلوه...، مع أنه قال بعضهم يرد عليهم في أكثر المواضع المراد بهم الحنفية، وأدخلوه في طبقات الشافعية، وأدخلوه في طبقات المالكية، وكذلك الحنابلة.

طالب: وارد ما فيه إشكال.

أين؟

طالب: أن ينسبوا البخاري لهم يا شيخ.

على شان؟

طالب: إمامته وجلالته وأيضًا...

إيه لكن هو حنفي وإلا مجتهد؟ مجتهد مطلق ما عندنا إشكال في هذا، لكن كونهم يفتخرون في إدخال فلان في طبقاتهم هو من هذا الباب وإلا قد يكون الواقع خلاف ذلك، يتقوون به ويتكثرون به، وأن مذهبهم مذهب أثر بدليل أن إمام الصنعة منهم، لكن قد يقبل لو قيل: مالكي مثلًا؛ لأنه يروي عن مالك بكثرة ويجله ويعظمه، لكن ما يقبل أن يكون حنفيًّا البتة، وكل الأئمة على هذه الطريقة، يعني أُدخلوا في كتب تراجم المذاهب الأربعة من أجل هذا، من أجل التكثر بهم، وقد يكون سببه التقليد، يقلد بعضهم بعضًا، وإلا لو نظروا إلى واقع الرجل ونظروا في فقه الرجل ما أدخلوه؛ لأنه يخالف الحنفية في مواضع كثيرة جدًّا، يخالف المالكية في مواضع، يخالف الشافعية، يخالف الحنابلة وهكذا، وإن كان هو إلى بعض المذاهب أقرب من بعض؛ لأن أصوله تتفق مع أصولهم في كثير من المسائل، يعني مثلما يقال: الشافعية أقرب إلى الحنابلة من الحنفية وهكذا، وذلك لتقارب الأصول، لكن ما يمكن أن يقال: الإمام أحمد شافعي المذهب، ومما يلغز به بعضهم يقول: الله مالكي، وإبراهيم حنفي، ومحمد شافعي، عاد يبغي يكمل يتمم العدة يقول لك: ابن تيمية حنبلي، من أجل أن يتمم العدة، الله مالكي يملكه نعم، هذا صحيح، الله يملكه لكن لفظ موقع في إيهام، وإبراهيم حنفي، بل هو إمام الحنفاء، يعني مثل ما قال: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} [(83) سورة الصافات] ترجموا لإبراهيم -عليه السلام- في طبقات الشيعة، قالوا: إبراهيم إمام الحنفاء شيعي من شيعته، يعني شيء مضحك، يعني الحسن البصري من الطبقة الثانية من المعتزلة، شيء ما يقبله عاقل إطلاقًا.

ولا يعني هذا أننا نقر إدخال أبي بكر أئمة أهل السنة يعني أفضل الأمة بعد نبيها في طبقات المعتزلة، لكن الإنسان يعجب من بعض التصرفات التي لا يقبلها عقل ولا نقل، يعني متى ظهر الاعتزال؟ يعني بدايته من طرد الحسن البصري عمرو بن عبيد من حلقته، وسموا معتزلة، هذه التصرفات لا شك أنها ينفع فيها معرفة هذا الباب وما صنف، ومن أفضل ما صنف كتاب أبي الفضل بن طاهر (الأنساب المتفقة) هذا خاص بالأنساب.

يقول: السّكسكي والسكسكي، الأول منسوب إلى السكاسك قبيلة من اليمن، والثاني منسوب إلى جده الأعلى وهو الحسن بن الأزهر بن الحارث بن سكسك.

السَّلمي والسلمي الأول منسوب إلى بني سلِمة من الأنصار، والثاني: منسوب إلى بلدة سلمية من مدن الشام، السِّندي والسندي، أربعة السندي والسندي والسندي والسندي، كل نسب، أو كل لفظ يختلف الانتساب إليه من واحد إلى واحد.

السندي الأول: منسوب إلى السِّند -الإقليم المعروف-، والثاني: أسماء جماعة من المحدثين منهم رجاء بن السندي، ومن ولده أبو بكر... إلى آخره.

والثالث: لقب سهل بن عبد الرحمن المعروف بالسندي، والرابع: منسوب إلى السندي بن شاهك، وهو كشاجم الشاعر المعروف.

مثلها: السوسي والسوسي، والسلامي والسلامي، القزويني والقزويني، والقصري والقصري والقصري والقصري والقصري خمسة ألفاظ، كلها متفقة مفترقة، الأول: منسوب إلى قصر بجيلة، ويكتب بالسين والصاد، منهم خالد بن عبد الله القسري، وقد يقال: القصري، الثاني: منسوب إلى قصر بن هبيرة، وهو أبو المثنى... إلى آخره، والثالث: منسوب إلى قصر عبد الجبار، والرابع: منسوب إلى قصر اللصوص، والخامس: منسوب إلى سكناه قصر رافع... إلى آخره.

يعني هذه النسب قابلة للزيادة إلى ما لا نهاية له، لو قيل: جاءنا فلان القصري، منسوب إلى القصر بن عقيل، موجود الآن، نعم، لكن مع التباين في المدة لا يمكن أن يلتبس، ما يمكن إذا جاءك شخص الآن تراجع له كتب الأنساب المتفقة، يمكن؟ ما يمكن، الكُندري والكندري والكندري، يعني الجَريري مثل ما قلنا في الحنفي الأول: منسوب إلى جرير بن عبد الله البجلي، والثاني: منسوب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري، نعم؟

طالب:........

الخطيب، الخطيب ما فيه باب إلا وألف فيه، وكل من جاء بعده عيال عليه، كما قال أهل العلم.

طالب:........

باب المتفق والمفترق مع المؤتلف والمختلف؟

طالب:........

هناك فرق في اللفظ، وهنا اتحاد في اللفظ، نعم، والذوات مختلفة، وهناك قد يوجد الاختلاف في اللفظ والذات واحدة، والخطأ في البابين من أن يُجعل الواحد اثنين أو الاثنين واحد، وفيه: (موضح أوهام الجمع والتفريق) من أعظم ما صُنف في الباب، يفرق لك بين من جعله البخاري اثنين، ومن جعل الاثنين واحد، البخاري وغير البخاري من الأئمة، لكنه قصد البخاري وصدَّر به كتابه، ومع ذلك خشية أن يقال: إن الخطيب يتطاول على البخاري قدم بمقدمة يتعين على كل طالب علم أن يقرأها.

طالب:........

كيف؟

طالب:........

الآن ما في شيء يناسب الوقت، ونحيلكم على ما ذكره الحافظ الذهبي والمزي في آخر الجزء السابع من سير أعلام النبلاء، وفي ترجمة الحمادين من التهذيب -تهذيب الكمال-، والله أعلم.

 

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"