كتاب الإيمان (52)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سمِّ.

طالب: أحسن الله إليك. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 الله اغفر لنا ولشيخنا والسامعين يا ذا الجلال والإكرام.

قال الإمام أبو عبد الله -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-: بَابُ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ مِنَ الإِيمَانِ".

"بابٌ".

"بَابٌ: اتِّبَاعُ الجَنَائِزِ مِنَ الإِيمَانِ.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ المَنْجُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا؛ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ». تَابَعَهُ عُثْمَانُ المُؤَذِّنُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عنهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوَهُ".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيقول الشارح -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-: ("بَابٌ: اتِّبَاعُ الجَنَائِزِ مِنَ الإِيمَانِ". قوله: "بابٌ: اتباعُ الجنائز من الإيمان")، يقول الشارح -رَحمةُ اللهِ عَليهِ-: (ختم المصنف معظم التراجم التي وقعت له من شعب الإيمان بهذه الترجمة؛ لأن ذلك آخر أحوال الدنيا)، (لأن ذلك آخر أحوال الدنيا) اتباع الجنائز، يعني الجنازة انتهت من الدنيا وذهبت إلى الدار الآخرة، (وإنما أخَّر ترجمة أداء الخُمس من الإيمان لمعنًى سنذكره هناك)، يعني في موضعه، من يلتمس لنا ذلك المعنى؟ أداء الخمس من الإيمان، ما دام هذه الترجمة أُخرت، يعني المفترض أن تكون بعد أداء الخمس، إذا كان ما ألمح إليه عامًّا شاملاً لأنها آخر أحوال الدنيا فهي بعد الجهاد والجهاد من أمور الدنيا والخمس تبع الجهاد.

طالب: .......

الجهاد إلى قيام الساعة، والصيام؟

طالب: .......

نعم. أداء الخمس من الإيمان. طيب من المطالب بأداء الخمس؟ ترجمة "بابٌ: أداء الخمس من الإيمان"؟

طالب: فرض الخمس.

طالب: لأن الخمس لا يكون إلا بالجهاد.

طيب.

طالب: .......

أقل الأحوال ما دام احتمالًا، واحتمال أن يكون قبل الموت المحقق، فيكون قبل اتباع الجنائز.

الترجمة، الالتماس الذي ذكره، ذكره هنا: (لأن ذلك آخر أحوال الدنيا)، الآن اتباع الجنائز من الحي أم من الميت؟

طالب: من الحي.

من الحي، فهل يكون ذلك في آخر الدنيا؟

طالب: لا، وكذلك يا شيخ الجهاد ما فيه اتباع جنائز.

لا، هو فيه، احتمال أن يكون فيه جنائز.

طالب: الجهاد؟

نعم.

طالب: فيها اتباع؟

المقصود أنه فيه جنائز، وفيه خروج من الدنيا، المقصود أن كلام ابن حجر: (ختم المصنف معظم التراجم التي وقعت له من شعب الإيمان بهذه الترجمة؛ لأن ذلك آخر أحوال الدنيا)، هذا بالنسبة للميت، لكن المتبِع هل هذا آخر أحوال الدنيا منه؟

طالب: .......

خلاص.

طالب: .......

يمكن أن يتبع قبل صيام رمضان.

طالب: .......

لا .......

طالب: .......

المتبِع، من اتبع جنازة ملسم إيمانًا هذا هو المتصف بهذه الشعبة، المتبِع.

طالب: .......

يعني قد يوجد الإنسان في زمن لا يُحتاج فيه إلى الجهاد أو يعطل فيه الجهاد، أما لا يمر زمان ما يصوم الناس، أو ما يصومون أو ما يقومون رمضان أو غير ذلك من الشعب.

هل يقرأ أحد علينا كلام ابن حجر بالترجمة، وأيش يقول؟

طالب: (فإن قيل ظاهر ما ترجم به المصنف من أن أداء الخمس من الإيمان يقتضي إدخاله مع باقي الخصال في تفسير الإيمان والتقدير المذكور يخالفه؟ أجاب ابن رشيد بأن المطابقة تحصل من جهة أخرى، وهي أنهم سألوا عن الأعمال التي يدخلون بها الجنة، وأجيبوا بأشياء منها أداء الخمس، والأعمال التي تُدخل الجنة هي أعمال الإيمان، فيكون أداء الخمس من الإيمان بهذا التقرير).

نعم، لكن لماذا أخره عن الشعب الأخرى؟

يقول: (وإنما أخَّر ترجمة أداء الخُمس من الإيمان؛ لمعنًى سنذكره هناك)، كم رقم الترجمة؟

طالب: أربعون يا شيخ.

أربعون؟

طالب: نعم.

خلونا نشوف .......؟

بعد وفد عبد القيس؟

طالب:.... أداء الخمس من الإيمان.......

طالب: .......

نعم، لكن ابن حجر يقول: ذكرنا هناك لماذا أخر أداء الخمس عن بقية الشعب. أبدى مناسبة لما ذكر من اتباع الجنائز، وأن الجنائز آخر أحوال الدنيا، لكن أوردنا على هذا أن المتصف بهذه الشعبة حي، المتبع حي. قال...

طالب: .......

كلامه طويل. ما هي مرقمة عندكم؟

طالب: .......

عزو الفتح؟

طالب: .......

قال: (سنذكره هناك)، صفحة كم؟

طالب: .......

ما هو؟

طالب: ذكر، أحالنا على الباب نفسه.

ترجمة موجودة، لكن..

طالب: أحالنا على الباب نفسه.

ما أحال على كلام ابن حجر؟

طالب: لا، على الباب نفسه.

الباب موجود! هو حصل للحافظ -رَحِمَهُ اللهُ- إحالات.

طالب: .......

تقدم على الجهاد.

طالب: .......

لكن يبقى أنه وارد على التماسه.

طالب: .......

نعم. هو ما التزم ترتيب الفقهاء.

طالب: قيام ليلة القدر.

هو ما التزم ترتيب الفقهاء، يعني التماسه لتأخير اتباع الجنائز من الإيمان؛ لأنها آخر أحوال الدنيا، الجنائز آخر أحوال الدنيا. لكن ليس المقصود بالترجمة الميت الذي خرج من الدنيا، إنما المقصود المتبِع الذي قد يُعمر ويصوم رمضانات كثيرة بعد ذلك.

طالب: .......

الاتباع.

طالب: .......

أمرهم بأربع؟

طالب: .......

طيب.

طالب: .......

عندنا أكثر من إشكال، يعني ما أوردناه هناك واضح أن كون الترجمة تختلف عما التمسه من جهة.

الأمر الثاني: أداء الخمس من الإيمان، من الذي يؤدي الخمس؟ وأن تؤدوا الخمس ما غنمتم، يعني لو أن إنسانًا جاهد مع سرية أو سرية بكاملها أخفوا ما غنموا ولم يؤدوا منه شيئًا، فيمكن ألا يطلع عليهم أحد. فدل على أن أداء ما خفي من الإيمان كالغسل والوضوء والصيام من الإيمان.

طالب: .........

ما دخل ....... الدنيا في كتاب...

طالب: الجهاد.

طالب: الجهاد الآن .......

نعم.

طالب: فلما ينتهي الجهاد..

والصيام؟ الصيام ما هو بقائم إلى قيام الساعة؟

طالب: .......

على كل حال نشوف، لعلنا نكتشف شيئًا، إن وصلنا يظهر إن شاء الله شيء في وقته.

(ووجه الدلالة من الحديث للترجمة قد نبهنا عليه في نظائره قبل)، هو يريد أن يستدل على أن العمل من الإيمان، وليس هو مجرد التصديق كما يقوله المرجئة.

 (كما سبق في نظائره.

قوله: "المَنْجُوفي" هو بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وبعد الواو الساكنة فاء، نسبةً إلى جد جده منجوف السدوسي وهو بصري، وكذا باقي رجال الإسناد غير الصحابي، و"رَوْح" بفتح الراء هو ابن عبادة القيسي، و"عَوْف" هو ابن أبي جَميلة بفتح الجيم الأعرابي بفتح الهمزة)، (الأَعرابي بفتح الهمزة) نحتاج إلى ضبط فتح الهمزة؟

طالب: .......

حتى لا يُنسب إلى الإعراب الذي هو إعراب القواعد العربية.

طالب: .......

يقال، لكن لو اشتغل بالإعراب وأفنى عمره يقال: إعرابي، ينسب إليه.

(وإنما قيل له ذلك لفصاحته، وكنيته أبو سهل)، (لفصاحته) كأنه من الأعراب الذين لم تتغير لغاتهم بالاختلاط، (وكنيته أبو سهل، واسم أبيه بَنْدويه بموحدة مفتوحة ثم نون ساكنة ثم دال مهملة بوزن رَاهويه).

 ما يضبط الباقي للخلاف المعروف، اللغويون يقولون: وَيْه، بخلاف ما يُذكر عن أهل الحديث: بَنْدُويَه ورَاهُويَه وسَيْبُويَه، وأما بالنسبة للغويين فيقولون: بَنْدَوَيْه، رَاهَوَيْه، نِفْطَوَيْه، سِيبَوَيْه، وكل ما خُتم بوَيْه، وأهل الحديث يتحاشون هذا؛ لأنهم يروون بذلك حديثًا -وهو حديث باطل-: أن وَيْه من أسماء الشيطان.

(و"الحسن" هو ابن أبي الحسن البصري، و"محمد" هو ابن سيرين، وهو مجرور بالعطف على الحسن)، قال: "حدثنا عوف عن الحسنِ ومحمدٍ". (فالحسن وابن سيرين حدثَا به عوفًا عن أبي هريرة إما مجتمعين وإما متفرقين، فأما ابن سيرين فسماعه عن أبي هريرة صحيح، وأما الحسن فمختلَف في سماعه منه)، يعني ولذلك احتاج الإمام إلى قرنه بمحمد بن سيرين المؤكد سماعه من أبي هريرة.

(فأما ابن سيرين فسماعه عن أبي هريرة صحيح، وأما الحسن فمختلَف في سماعه منه، والأكثر على نفيه وتوهيم من أثبته)، طيب ذُكر عن الحسن أنه يقول: حدثنا أبو هريرة، يصرح، ألا يؤخذ من هذا أنه سمع منه؟ يعني الخلاف لمن أثبته هذا معوله، وهذا عمدته أنه سمع منه، وصرح بالتحديث، وهو ثقة، والتدليس لا يدخل في مثل هذا؛ لأنه إذا صرح وما سمع صار كذابًا، لكن الحسن يتجوّز تجوّزًا شديدًا في مثل هذا ويقول: حدثنا أبو هريرة، ومقصوده أنه حدَّث أهل المدينة وهو فيها.

طالب: وهذا يا شيخ .......

(وهو مع ذلك كثير الإرسال، فلا تُحمل عنعنته على السماع)، لأنه قال هنا: "عن الحسن عن أبي هريرة"، فعنعنته لا تُحمل على السماع، (وإنما أورده المصنف كما سمع)، يعني أورده كما سمع مقرونًا بابن سيرين.

 (وقد وقع له نظير هذا في قصة موسى، فإنه أخرج فيها حديثًا من طريق رَوح بن عبادة بهذا الإسناد، وأخرج أيضًا في بدء الخلق من طريق عوف عنهما عن أبي هريرة حديثًا آخر، واعتماده في كل ذلك على محمد بن سيرين)، (على محمد بن سيرين)؛ لأنه صح سماعه من أبي هريرة. (والله أعلم.

قوله: «من اتَّبع» هو بالتشديد، وللأصيلي: «تَبِع» بحذف الألف وكسر الموحدة، وقد تمسك بهذا اللفظ مَن زعم أن المشي خلفها أفضل)؛ لأن المتبِع يكون خلف المتبَع، التابع خلف المتبوع.

طالب: شيخ أحسن الله إليك، ما فائدة ذكر البخاري لرواية الحسن عن أبي هريرة وهي عنده .....

كذا سمعها من شيخه فأوردها كما سمع.

(ولا حجة فيه؛ لأنه يقال: تَبِعه إذا مشى خلفه أو إذا مر به فمشى معه، وكذلك اتَّبَعه بالتشديد، وهو افتعل منه، فإذا هو مقول بالاشتراك)، (مقول بالاشتراك) يعني بين التابع وراء بعد وبين من يمشي معه، يكون هذا هو الأصل وذاك يمشي تبعًا له. (فإذا هو مقول بالاشتراك، وقد بيَّن المراد الحديث الآخر المصحح عند ابن حبان وغيره من حديث ابن عمر في المشي أمامها. وأما أَتْبَعه)، {فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ} [الأعراف: 175]، (وأما أتْبعه بالإسكان فهو بمعنى لحقه إذا كان سبقه، ولم تأتِ به الرواية هنا.

قوله: «وكان معه» أي مع المسلم، وللكشميهني: «معها» أي مع الجنازة)، يعني التذكير والتأنيث للميت والجنازة حتى في الدعاء، إذا خفي الحال هل هو ذكر أم أنثى جاز التذكير والتأنيث، اللهم اغفر له يعني الميت ذكرًا كان أو أنثى، اللهم اغفر لها يعني الجنازة ذكرًا كان أو أنثى.

(قوله: «حتى يصلي» بكسر اللام ويروى بفتحها)، «يصلَّى»، (فعلى الأول لا يحصل الموعود به إلا لمن توجد منه الصلاة)، «حتى يصلِّي» (لا يحصل الموعود إلى لمن توجد منه الصلاة)، «تبعها حتى يصلي» هو، وأما الرواية الثانية «يصلَّى» فلا يلزم أن يصلي عليها هو، يفوته قيراط الصلاة، لكن ما يفوته قيراط الاتباع، و«حتى يصلي» هذا قيراط الاتباع مربوط بقيراط الصلاة.

(وعلى الثاني قد يقال: يحصل له ذلك ولو لم يصلِّ، أما إذا قصد الصلاة وحال دونه مانع فالظاهر حصول الثواب له مطلقًا، والله أعلم)، وما أكثر الموانع بالنسبة للجنائز المشهودة، تركب سيارتك تريد أن تصلي وتفوتك الصلاة وقد تفوتك الفريضة وهي أهم، لكن إذا كان الترك لأمر خارج عن الإرادة فالأجر ثابت، إن شاء الله.

طالب: .......

صار هذا مانعًا على حسب الروايتين، «يصلي» و«يصلى»، والرواية الثابتة هنا في الباب: «يصلي».

طالب: .......

هو على حسب الروايتين، إذا كانت «يصلى» ثابتة فما علينا من ابن حجر، لكن الرواية هذه ضُبطت بالضبطين، من روايته «يصلى»؟ ما عندكم؟

طالب: .......

لا، لا، عندك الشرح، ابن حجر الذي معك ذا؟

طالب: نعم.

 اقرأ كلام ابن حجر يرد الذي في الحديث، هذا ضبط الطابع للحديث، ضبط الطابع ما يُرد به على العلماء، وما أكثر ما يخطئون.

طالب: .......

وهنا أيضًا: «حتى يصلى» رقم واحد وعشرين، كذا ضُبط «يصلى» «ويُفرَغ» في الفرع، وللأصيلي بحذف الياء وكسر اللام، وكأن مراده أنه بالبناء للفاعل، وفي القسطلاني أنه بالبناء للمفعول فيهما أو للفاعل.

قصدي أنه إذا خالف المتن ما في الشرح فالعبرة بالشرح، لأن ابن حجر لو وضع متنًا، هو ما وضع متنًا أصلاً ابن حجر، لو وضع متنًا، فما يمكن أن يضع متنًا يخالف شرحه، صح أم  لا؟

طالب: نعم.

ما يمكن، فكون الطابع يخطئ أو يعتمد رواية ثانية غير ما اعتمده الشارح هذا خطأ، وإلا ما، عندك الآن في طبعة بولاق التي هي فرع عن اليونينية هذه نفس الشيء، رقم واحد وعشرين: «يصلى عليها»، لكن كتاب مفرد ما له علاقة بشرح ما يلام، لكن إذا جيء به مع الشرح وخالف المتن الشرح وتقرير الشارح فهذا خلل، ونبهنا على هذا مرارًا، أنهم ليتهم لما أدخلوا المتن، أدخلوا متنًا يوافق الرواية التي اعتمدها ابن حجر.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

سيجيء الكلام كله إن شاء الله.

طالب: .......

يصلي، لازم أن يصلي هو.

طالب: .......

بعد الاتباع.

طالب: بعد الاتباع؟

نعم ما ينفع، يثبت له قيراط الصلاة.

طالب: لو صلى عليها ....... ما يحصل له أجر الاتباع؟

أجر الاتباع لا، إلا «حتى يصلى عليها»، «وتبعها». ما هو بجائٍ من بيته للمقبرة ما تبع الجنازة ولا شيء ما تحصل له .......

طالب: .......

أجر الصلاة فقط.

طالب: .......

أين يمشي به؟

طالب: .......

على حسب ثبوت الرواية: «يصلي» و«يصلى». عندنا فرق بين رواية: «من حدَّث عني بحديث يَرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين»، وبين رواية: «من حدَّث عني بحديث يُرى أنه كذب»، هذا ثبوت الوعيد لمن رأى لمن عرف أنه مكذوب، وعلى الرواية الثانية ولو لم يعرف أنه مكذوب، أي شخص يراه أو يراه أهل العلم أنه مكذوب، وحدَّث به على أنه صحيح آثم حتى يتحقق ويتأكد.

(قوله: «ويُفرَغ» بضم أوله وفتح الراء، ويروى بالعكس)، «يَفرُغ» (وقد أثبتت هذه الرواية أن القيراطين إنما يحصلان بمجموع الصلاة والدفن، وأن الصلاة دون الدفن يحصل بها قيراط واحد، وهذا هو المعتمد خلافًا لمن تمسك بظاهر بعض الروايات فزعم أنه يحصل بالمجموع ثلاثة قراريط)، (ثلاثة قراريط)!

طالب: .......

ما هو؟

طالب: .......

لأن عندك ثلاثة قراريط: الصلاة والاتباع والدفن، ثلاثة أعمال.

(وسنذكر بقية مباحثه وفوائده في كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى. قوله: "تابعه" أي رَوح بن عبادة).

طالب: .......

هو يقول: «حتى تُدفن».

طالب: .......

«حتى توضع» في بعض الروايات، إذا وضعت خلاص، على هذه الرواية يكفي: «حتى توضع».

طالب: .......

هو الدفن نعم.

طالب: «ويفرغ من دفنها».

هنا «حتى تدفن».

طالب: «ويفرغ من دفنها».

نعم. «ويفرغ من دفنها»، هذه مفسرة. أما رواية «حتى توضع» فمجملة ولا تنافي هذا.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

قبل وبعد إلى القبر.

طالب: .......

هذا اتباع الممكن.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

«ومن اتبع» عليه الشرط، والجواب معلق بالاتباع «من اتبع جنازة»، والترجمة: "اتباع الجنائز".

طالب: .......

لكن رواياته أخرى ما فيها من بيت.

طالب: .......

أو يقول بدل ما أمشي معهم نصف ساعة، والطريق خمس دقائق أصلي الراتبة وأقرأ جزءًا من القرآن، وأصل معهم، هذا ما له أجر الاتباع.

("تابعه" أي روح بن عبادة، و"عثمان" هو ابن الهيثم، وهو من شيوخ البخاري، فإن كان سمع هذا الحديث منه فهو له أعلى بدرجة، لكنه ذكر الموصول عن رَوح؛ لكونه أشد إتقانًا منه، ونبَّه برواية عثمان على أن الاعتماد في هذا السند على محمد بن سيرين فقط)؛ لأن المتابعة ليس فيها "الحسن"، إنما فيها "محمد بن سيرين" فقط.

(لأنه لم يذكر الحسن، فكأن عوفًا كان ربما ذكره وربما حذفه، وقد حدث به المنجوفي شيخ البخاري مرةً بإسقاط الحسن، أخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريقه، ومتابعة عثمان هذه وصلها أبو نعيم في المستخرج، قال: حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، قال: حدثنا أبو طالب بن أبي عوانة، قال: حدثنا سليمان بن سيف، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، فذكر الحديث ولفظه موافق لرواية رَوح إلا في قوله: «وكان معها»، فإنه قال بدلها: «فلزمها»)، «فلزمها» يعني هذه أخص من رواية «معها».

طالب: .......

في الصلاة؟

طالب: في الصلاة أو في الاتباع.

نعم. وفي الاتباع إذا تبعها الجميع. هو الإشكال في الدفن؛ لأنه ما يمكن أن يدفن الجميع.

طالب: .......

فضل الله واسع، فضل الله لا يُحد.

(وفي قوله: «ويُفرَغ من دفنها» فإنه قال بدلها: «وتدفن»، وقال في آخره: «فله قيراط» بدل قوله: «فإنه يرجع بقيراط»، والباقي سواء، ولهذا الاختلاف في اللفظ قال المصنف: نحوَه، وهو بفتح الواو أي بمعناه)، (بمعناه) وأما لو قال: مثله فإنه يكون بلفظه، أما إذا قال: نحوه فهو بمعناه.

نعم.

طالب: .......

يكفي الحضور، الدفن والحثو.

طالب: .......

معروف «حثى على عثمان بن مظعون ثلاثًا»، هذا ضعيف، لكن يبقى أن ما فيه مشاركة، مجرد وقوف، إلا أن الغاية مذكورة: «حتى تدفن»، ولعل ابن حجر ضعَّف القول بأنه يحصل بمجموعه ثلاثة قراريط لأنه ما له علاقة بالدفن، لكن من دفن فله أجره، يحصل له القيراطان إذا حضر الدفن «حتى تدفن»، لكن ما شارك. ثم يبقى أيضًا أن بعض المشاركات وجودها مثل عدمها، بل قد يكون عدمها أنفع وأيسر للناس من مجرد المزاحمة.

طالب: .......

هو المشاركة أجرها معروف، من شارك في فرض الكفاية لا شك أنه مأجور.

نعم.

طالب: أحسن الله إليك.

طالب: "بَابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ".

جمعوا بين حسن العمل والوجل، بخلاف من عكس، أساء العمل وأمن من مكر الله، والله المستعان.

طالب: .......

الصلاة ....... الصلاة فقط.

طالب: .......

الصلاة لها أجرها، الكلام في الاتباع هو المرتب على الصلاة، وليست الصلاة مرتبة على الاتباع.

طالب: "وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاَثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ: إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ. وَيُذْكَرُ عَنِ الحَسَنِ: مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلاَ أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ. وَمَا يُحْذَرُ مِنَ الإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ المُرْجِئَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»".

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاَحَى فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، التَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ»".

يقول الشارح -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-: (قوله: "بابُ خوفِ المؤمن من أن يَحبط عمله وهو لا يشعر")، يعني هل يشترط في ترتب الإثم القصد أو لا؟ يعني شخص عمل عملاً ما قصده، يترتب عليه إثم أم لا؟

طالب: هو القصد يا شيخ أول قصد الحبطان.

ماذا؟

طالب: أن يحبط وهو لا يشعر، ....... هو قصد العمل، قصد السوء ولكن ما علم أنه من هذا السوء يحبط العمل.

قد يقول الكلمة ما يلقي لها بالاً.

طالب: لكن قصد الكلمة وما علم أثر الكلمة هذه.

«لا يلقي لها بالاً»، خرجت منه من غير أن يلقي لها بالاً، «يهوي بها في النار سبعين خريفًا». {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2].

طالب: القصد الإساءة والجفاء معه -صلى الله عليه وسلم- في هذا الباب؟

نعم، ماذا فيه؟ كل هذا يجعل المسلم يتحرى فيما يأتي وفيما يذر، ولا يتكلم بكلام إلا يحسب له حسابًا، ولا يعمل عملاً إلا له عليه مستند.

طالب: .......

الأمور بمقاصدها.

طالب: «إنما الأعمال بالنيات».

تخالف هذا؟ هذا مفاد حديث «الأعمال بالنيات»، يعني ما لك شيء إلا إذا قصدت، وليس معنى هذا أنك لا تؤاخذ إلا إذا قصدت. عندك تحصيل السيئات أمره سهل، السقوط سهل، لكن النجاة؟ يعني ما فيه فرق بين أن تقع في بئر وبين أن تخرج منه؟

طالب: بلى.

سهل السقوط، الكلام في النجاة منه، والسيئات ما تحتاج إلى نية، لكن الحسنات ما تعتبر إلى بنية وقصد.

طالب: «من هم بسيئة»؟

كيف؟ «إنما تركها من جرائي».

طالب: .......

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225]، يعني هذا فضل من الله -جَلَّ وعَلا-، وإلا يؤاخذ بالكلمة ولو لم يلق لها بالاً: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفًا».

طالب: طيب يا شيخ، المؤاخذة ليس كفارة .......

ماذا؟

طالب: اللغو من اليمين لا يلزم فيه الكفارة، كما قالت عائشة: وقول الرجل: لا والله، بلى والله.

نعم، لكن الحكم، ما أعرف، لكن هو داخل من جهة أخرى في النهي عن جعل الله عرضة للأيمان. أما كونه فيه كفارة، ما فيه كفارة.

قال -رَحِمَهُ اللهُ-: ("بَابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ"، هذا الباب معقود للرد على المرجئة خاصةً، وإن كان أكثر ما مضى من الأبواب قد تضمن الرد عليهم)؛ لأنه في الأعمال والأعمال من الإيمان، (لكن قد يشركهم غيرهم من أهل البدع في شيء منها بخلاف هذا، والمُرجِئة بضم الميم وكسر الجيم بعدها ياء مهموزة، ويجوز تشديدها بلا همز)، مُرْجِيَّة (نُسبوا إلى الإرجاء وهو التأخير؛ لأنهم أخروا الأعمال عن الإيمان فقالوا: الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، ولم يشترط جمهورهم النطق)، هؤلاء غلاتهم، يكفي المعرفة القلب، هذا قول غلاة المرجئة الذين يزعمون إيمان إبليس وإيمان فرعون؛ لأنهم يعرفون الله -جَلَّ وعَلا-.

يقابلهم الكرامية الذين اكتفوا بالنطق ولو لم يعتقد، لذا عندهم المنافق الذي ينطق بالشهادتين مؤمن.

(فقالوا: الإيمان هو التصديق بالقلب فقط، ولم يشترط جمهورهم النطق، وجعلوا للعصاة اسم الإيمان على الكمال، وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب أصلاً، ومقالاتهم مشهورة في كتب الأصول)، يعني في كتب العقائد أصول الدين وكتب الفرق. (ومناسبة إيراد هذه الترجمة عقب التي قبلها من جهة أن اتباع الجنازة مظِنة لِأَنْ يُقصد بها مراعاة أهلها أو مجموع الأمرين)، كيف (مراعاة أهلها)؟

طالب: أنه ما قصد الأجر.

أنه خرج مجاملة كما هو حالنا في كثير من الأحوال، تجد الإنسان ما يخرج إلا لمن يعرف، لا يخرج إلا مع من يعرف، أو بينه وبين أهله وذويه ود، وقد يصرح بشيء من هذا، وقد يُسأل لماذا لم تخرج مع جنازة فلان؟ قال: والله ما شاركنا بجنازة أبي، ما يقولون هذا؟

طالب: بلى.

والله ما أطلع وعياله بجنازته ....... نطلع نحن. مثلها صارت مجازاة، ما صارت طلبًا للأجر والثواب من الله -جَلَّ وعَلا-.

طالب: .......

على كل حال هذا له أجره، وفاته ثواب الاتباع.

(وسياق الحديث يقتضي أن الأجر الموعود به إنما يحصل لمن صنع ذلك احتسابًا أي خالصًا، فعقَّبه بما يشير إلى أنه قد يعرض للمرء ما يُعكر على قصده الخالص فيُحرم به الثواب الموعود وهو لا يشعر، فقوله: «أن يحبط عمله» أي يُحرم ثواب عمله؛ لأنه لا يُثاب إلا على ما أخلص فيه، وبهذا التقرير يندفع اعتراض من اعترض عليه بأنه يُقوي مذهب الإحباطية الذين يقولون: إن السيئات يبطلن الحسنات)، لا شك أن الحسنات يذهبن السيئات، لكن العكس؟

طالب: لا.

ماذا؟

طالب: تبقى.

ما هو؟

طالب: تبقى إذا عُملت السيئات تبقى الحسنات لا .......

نعم، تبقى الحسنات، لكن عند المقاصة؟

طالب: يؤخذ منها.

ألا يأتي أحيانًا على جميع ما عمل؟

طالب: بلى.

في حديث المفلس قد يأتي، لكن ما هو مطرد، ما هو مثل الحسنات.

طالب: .......

الحسنات تذهب، {الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ} [هود: 114] بالنص.

طالب: .......

ماذا فيه؟

طالب: .......

ما ينفع معها شيء، مثل ما تقدم، المرء إذا أسلم وحسن إسلامه، تقدم هذا. في الخطب التي كان يسمعها الناس في كل جمعة خطب المخضوبي، الخطبة الأولى من شهر شوال، كنا نسمع لما كنا صغارًا الخطباء يقولون: فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فكذلك السيئات يبطلن صالح الأعمال، من أجل شوال. هذا الكلام صحيح أم غير صحيح؟ لا، ليس بصحيح.

(وقال القاضي أبو بكر بن العربي في الرد عليهم: القول الفصل في هذا أن الإحباط إحباطان؛ أحدهما إبطال الشيء للشيء وإذهابه جملةً كإحباط الإيمان للكفر، والكفر للإيمان، وذلك في الجهتين: إذهاب حقيقي)، ما يبقى معه شيء، الكفر ما يبقى معه حسنة.

(ثانيهما إحباط الموازنة إذا جُعلت الحسنات في كفة، والسيئات في كفة، فمن رجحت حسناته نجا، ومن رجحت سيئاته وقف في المشيئة إما أن يغفر له، وإما أن يعذب، فالتوقيف إبطال ما؛ لأن توقيف المنفعة في وقت الحاجة إليها إبطال لها)، لكنه إبطال مؤقت ما هو إبطال دائم، لكن حديث المفلس إذا أتت سيئاته على جميع حسناته، بل قد يؤخذ من سيئاتهم ويلقى عليه، فيطرح في النار، ويبقى أنه مسلم تحت المشيئة.

طالب: .......

وما معنى «يأتي بأعمال أمثال الجبال يأخذ هذا من حسناته»، يأخذ من حسناته وتبقى، هذا يأخذ من حسناته، وهذا من حسناته، تبقى له حسناته؟

طالب: .......

أين؟ يبقى عنده كلمة التوحيد.

طالب: .......

ما يجيء عليها مقاصة، لا، ولذلك ما قال جاء بتوحيد وجاء بإيمان، «بأعمال أمثال الجبال» من صلاة وصدقة وصيام وبر وصلة وجهاد، ما ذُكر من الإيمان.

طالب: .......

على كل حال هذه مسألة معروفة ومقررة أن المقاصة تأتي على الحسنات، والنص ثابت فيها.

طالب: .......

وتؤخذ، خلاص يأخذ الذي اغتابه هذا.

طالب: .......

لا المسألة في المقاصة بين الحسنات والسيئات، هذا جاء بأعمال كالجبال وجاء بسيئات تتعدى من حقوق العباد، فعند المقاصة هذا يأخذ من حسناته، مثل الرصيد ينتهي.

(لأن توقيف المنفعة في وقت الحاجة إليها إبطال لها، والتعذيب إبطال أشد منه إلى حين الخروج من النار، ففي كل منهما إبطال نسبي أطلق عليه اسم الإحباط مجازًا، وليس هو إحباطًا حقيقةً؛ لأنه إذا أخرِج من النار وأدخل الجنة عاد إليه ثواب عمله، وهذا بخلاف قول الإحباطية الذين سووا بين الإحباطين، وحكموا على العاصي بحكم الكافر، وهم معظم القدرية والله الموفق.

قوله: "وقال إبراهيم التيمي" هو من فقهاء التابعين وعبادهم، وقوله: "مكذبًا" يروى بفتح الذال يعني خشيت أن يكذبني من رأى عملي مخالفًا لقولي فيقول: لو كنت صادقًا ما فعلتَ خلاف ما تقول، وإنما قال ذلك؛ لأنه كان يعظ الناس. ويروى بكسر الذال) "مكذِّبًا" (وهي رواية الأكثر، ومعناه أنه مع وعظه الناس لم يبلغ غاية العمل، وقد ذم الله من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وقصَّر في العمل، فقال: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]، فخشي أن يكون مكذبًا أي مشابها للمكذبين.

وهذا التعليق وصله المصنف في تاريخه عن أبي نعيم وأحمد بن حنبل في الزهد عن ابن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري عن أبي حيان التيمي عن إبراهيم المذكور.

قوله: "وقال ابن أبي مُليكة" هذا التعليق وصله ابن أبي خيثمة في تاريخه، لكن أبهم العدد)، يعني هنا قال: "ثلاثين"، وهناك: أدركت جماعة أو شيء من هذا، يعدد المبهم.

(وكذا أخرجه محمد بن نصر المروزي مطولاً في كتاب الإيمان له، وعيَّنه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه من وجه آخر مختصرًا كما هنا)، يعني عيَّن العدد.

(والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلِّهم عائشة وأختها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وأبو هريرة وعقبة بن الحارث والمسور بن مخرمة، فهؤلاء ممن سمع منهم، وقد أدرك بالسن جماعةً أجلّ من هؤلاء: كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص، وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، ولم يُنقل عن غيرهم خلاف ذلك، فكأنه إجماع؛ وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم).

 يعني كون الإنسان يخاف من شيء لا يلزم أنه واقع فيه، بل خوفه منه يدل على هربه منه وبعده عنه، بخلاف من أمنه.

(ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى -رضي الله عنهم-، وقال ابن بطال: إنما خافوا؛ لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه ولم يقدروا على إنكاره، فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت.

قوله: "ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل")، يعني كما تزعمه المرجئة؛ لأن منهم من يقول: إيمانه كإيمان جبريل.

(قوله: "ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل" أي لا يجزم أحد منهم بعدم عروض النفاق لهم كما يجزم بذلك في إيمان جبريل)، وفي الصديقين وغيرهم بمنزلة واحدة (أي لا يجزم أحد منهم بعدم عروض النفاق لهم كما يجزم بذلك في إيمان جبريل، وفي هذا إشارة إلى أن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان)، وإلا لمثلوا بأدنى واحد، لو صار الإيمان واحدًا، جبريل والتقي والمسلم الفاسق كلهم إيمانهم واحد، لو أن الإيمان ....... أدنى واحد، أدنى واحد يمثل به ما يخص جبريل وميكائيل.

(خلافًا للمرجئة القائلين بأن إيمان الصديقين وغيرهم بمنزلة واحدة، وقد روي في معنى أثر ابن أبي مليكة حديث عن عائشة مرفوع رواه الطبراني في الأوسط، لكن إسناده ضعيف. قوله: "ويُذكر عن الحسن" هذا التعليق وصله جعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق).

طالب: .......

الكلام طويل ....

اللهم صل على محمد.

طالب: .......

بلى.

طالب: .......

لا، ينتفع، ما فيه شك أنه ينتفع، لكن مع ذلك راحت عليه.

طالب: .......

لا، فرق بين المحو الذي يشبه تلف المال بحريق مثلاً، وبين ذهابه بالمقاصة الذي يشبه تسديد الديون، نعم فيه فرق بينهم.

طالب: .......

نعم مثل قضاء الدين.

طالب: .......

عمل.

طالب: .......

عمل نعم، عمل اللسان، والاعتقاد عمل القلب.

طالب: .......

من ابتدائها؟

طالب: من ابتدائها.

حابطة.

طالب: .......

أين؟

طالب: .......

لا، المقصود بعد استقرارها حسنة، وكتابتها في ديوانه، ما صارت حسنة أصلاً، ما بعد أُثبتت.

طالب: .......

هو من حيث التخصيص لأهميته ينص عليه، وإلا فاللسان جارحة، وكلامه عمله، لكن هو يُنص عليه؛ لأهميته.

طالب: .......

لا، ما يخرج، يبقى أن العمل العرفي يقصد به عمل الجوارح غير اللسان؛ لأنه مقابل بعمل اللسان، عمل الأركان مقابل بعمل اللسان.

طالب: .......

"