كتاب الإجارة (01)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

 فيقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: "بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب الإجارة، استئجار الرجل الصالح، وقول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}[القصص:26]، والخازن الأمين ومن لم يستعمل من أراده.

 حدثنا محمد بن سوف قال: حدثنا سفيان عن أبي بردة قال: أخبرني جدي أبو بردة عن أبيه أبي موسى الأشعرى -رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «الخازن الأمين الذي يؤدي ما أُمِر به طيبة نفسه أحد المتصدقين».

 قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن قرَّة بن خالد قال: حدثني حميد بن هلال قال: حدثنا أبو بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: أقبلت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعي رجلان من الأشعريين فقلت: ما علمت أنهما يطلبان العمل فقال: «لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده»".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد،

فيقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب الإجارة، وفي بعض النسخ: كتاب الإجارة، بسم الله الرحمن الرحيم، وهكذا في سائر الكتب في بعض الروايات يقدَّم البسملة، وفي بعضها تُؤخر، ولكلٍّ وجه، فتقديم البسملة كما هو الأصل البداءة ببسم الله، وبذكر الله هو الأصل، وهو في القرآن {بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]، وكذا باقي السور، وأما تقديم الترجمة على البسملة كما في بعض روايات الصحيح فمن باب ذكر اسم السورة قبل البسملة، كأنها في مقابل ذكر السورة، يقول: سورة الفاتحة، بسم الله الرحمن الرحيم، وهنا كتاب الإجارة، بسم الله الرحمن الرحيم، والأمر في هذا سهل.

 قال -رحمه الله-: كتاب الإجارة، الإجارة عقد مثل البيع إلا أن البيع تمليك للعين، والإجارة تمليك للمنفعة دون العين للمنفعة دون العين، استئجار الرجل الصالح، استئجار الرجل الصالح، ولا بد من الحرص على الرجل الصالح، القوي الأمين، هذه أمور لا بد منها؛ لأن الأمر إذا وُكِل ووُسد إلى غير أهله ضاعت الأمور، وفي الحديث: «إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، فلا بد أن يكون الرجل المناسب أن يُعيَّن ويُوظَّف ويُستأجَر للمكان المناسب، أما أن يُعيَّن أشخاص ليسوا بأكفاء للأعمال لا سيما العامة التي تهم الأمة فلا شك أن في هذا ضياع الدين والدنيا -نسأل الله السلامة والعافية-.

 استئجار الرجل الصالح في أمور الناس الخاصة، يعني إذا استأجرت غير صالح لأمر دنياك مثلاً لا شك أنك خسران من كل وجه، إن وُلي على مال سرقه وخان ما اؤتمن عليه، وإن وُلِّي على أسرة، وصار قائدًا لها، سائقًا بها لم تؤمن غوائله، فالرجل الصالح يريحك، وقول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص:26]، {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}[يوسف:55]، {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}[القصص:26] هذا في حق يوسف أم موسى؟

موسى، موسى -عليه السلام-، ولا شك أن القوة ظاهرة في موسى -عليه السلام- عُرِف بذلك من سيرته وما جاء عنه، وكذلك الأمانة عُرِف بها -عليه السلام-، فإذا أراد الإنسان أن يستأجر سواء لنفسه أو تبعًا لولايته فعليه أن يتحرى، وأن يقوم بالأمانة على خير وجه، وأن لا يولي إلا الصالحين، الذين يتصفون بالأمانة والقوة، والحفظ مع العلم أيضًا من شروط الولاية، ففي سورة يوسف: {إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[يوسف:55]، أما من يضيِّع ما اؤتمن عليه يوكَّل على أموال ولا على زروع ولا على ثمار ولا على تجارات، ويتركها من غير غلق الأبواب مشرعة لمن أراد أن يأخذ منها ما شاء، هذا ليس بحفيظ، هذا ليس بحفيظ ولا أمين، قد يكون في نفسه أمينًا، لكنه ليس بحفيظ لا يحفظ ما وُكِل إليه، والعلم بالأمور التي أسندت إليه أمر لا بد منه؛ لأن الجاهل يفسد أكثر مما يصلح، والخازن الأمين والخازن الأمين ومن لم يستعمل من أراده، الخازن الأمين الذي يوضع على العهد والمستودعات حتى المرأة في بيت زوجها خازنة، والولد في أموال والده في حكم الخازن لا بد أن يكون أمينًا، والخازن الأمين ومن لم يستعمل من أراده، لا نستعمل على عملنا من أراده، يعني من، هؤلاء الذين يتقدمون إلى الوزارات وزارة الخدمة وغيرها من الوزارات يطلبون العمل هل يحسن أن يقال لهم: إنا لا نستعمل على عملنا من أراده؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

يدخلون في العموم؟

طالب: لا، المقصود الولايات.

هم طلبوا، الذين ورد بخصوصهم الحديث هم طلبوا أن يُجعلوا جُباة على الزكاة، هذه ولاية؟

طالب:...

يعني هذا الأصل، لكن لو تُرِك هذا وقال: انتظروا حتى تكلفون بهذه الأعمال لتعانوا عليها، فإنك «يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها من غير مسألة أُعنت عليها، وإن أُعطيتها عن مسألة وُكلت إليها»، هل نقول: إن هذه عزيمة، وهذا الذي ينبغي للمسلم ألا يطلب الولايات ولا الأعمال حتى يُحتاج إليه ويُلزم بذلك أو نقول: إنه إذا رأى من نفسه الكفاءة لا يمنع، {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}[يوسف:55]؟

نقول مثل هذا بتفصيله أو نقول: كل إنسان بحسبه وورعه وديانته، أما الولايات فإنها نعمة المرضعة وبئست الفاطمة، تتطلب أن تكون واليًا على قطاع أو على جهة يترك ما بينك وبين أمور المسلمين تتصرف فيها، فتتعرض لمزلة قدم؛ لأن الإنسان إذا ما كان عليه رقيب فالنجاة عزيزة، أو القضاء مثلاً، يطلبون القضاء ما كانوا يُعَينون إذا طلبوا القضاء ما كانوا يُعَينون، وما كان طلاب العلم يطلبونه، وقد ضرب عليه بعض الأئمة ورفضوا، لكن مع ذلك في أيامنا هذه صار وظيفة من الوظائف، يطلب كما يطلب غيره.

 وعلى كل حال السلامة لا يعدلها شيء، السلامة لا يعدلها شيء، وهذه أمور لا بد من القيام بها، لا يصلح الناس فوضى، لا بد من القيام بها، ولا بد من الإلزام بها من قِبَل ولي الأمر لمن توافرت فيه الشروط.

 قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا سفيان هو ابن عيينة عن أبي بردة بُريد قال: أخبرني جدي أبو بردة عامر بن أبي موسى عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس -رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «الخازن الأمين الذي يؤدي ما أُمر به طيبةً نفسه أحد المتصدقين»، الخازن الأمين يعني بعض الناس يولى وظاهره الصلاح والاستقامة، ولا يتهم بشيء، ثم يولى على مستودع توزيع إما طعام وإما كتب، فيؤذي الناس، لا سيما الذي مرّ بنا على مستودعات الكتب التي توزع من قِبَل الدولة، تجد الناس لا يصلون إليه إلا بشق الأنفس، وإذا وصلوا إليه ما أعطاهم شيئًا، وليس من جيبه شيء، والكتب في النهاية تأكلها أَرْضة أو يتسرب إليها مياه وسيول، وتُرمى في البراري، هذا حرمان لنفسه ولغيره، ولذا قال: «الخازن الأمين الذي يؤدي ما أُمر به طيبة بها نفسه أحد المتصدقين».

 الإنسان يتصور مثل هذا أنك مثل من تصدق بماله الذي تعب عليه، ثم بعد ذلك لا مصلحة لك في التضييق على الناس والتشديد في الشروط، نعم إذا وُضع من قِبل ولي الأمر شروط لا بد من تطبيقها، ولا شك أن التطبيق قد يكون فيه عُسر؛ لأنه قد يوجد الأكفأ ممن تنطبق عليه الشروط، اشترط شهادة مثلاً جامعية، ويجيئك طالب علم معروف ومتميز وحافظ لكتاب الله وسنة نبيه والمتون ونافع وباذل، ثم يجيئك واحد جامعي من أضعف الطلاب، ولا اهتمام له، ثم يأتي إلى هذا الخازن يقول: والله الشروط ما ينطبق عليك، مثل هذا عليه أن يسعى لاستثنائه، وإن كان الشرط ليس من قِبله، لكن رأينا بعض الناس سبحان الله كأنه ينفق من جسمه وجسده لا من ماله، أشد.

تأتي بعشرين كتابًا موافقًا عليها المسؤول الأكبر، ثم يأتي ويقول لك: الأول هذا نفد، هو ما نفد، وهذا ما يوزع إلا على القضاة أو المفتين أو شيء من هذا، وما في الشروط شيء من هذا، ثم ترجع بدون شيء، هو ما خسر شيئًا -نسأل الله العافية-، ولكنه الحرمان، ولا يتصور قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أحد المتصدقين»، ومثله بعض الناس على جمعيات خيرية، ولا شيء يضيق على الناس، وتعاد الأموال، بعض الدوائر الحكومية إذا جاءت الميزانية رُجِّع إلى المالية أشياء حُرِم منها من يستحقها، كأنه يقول: إنه أمين على ما اؤتمن، وهذا باقٍ ما صرفناه، هذا لا شك أنه إذا حُرِم من يستحق آثم، والله المستعان. لكن الذي يؤدي ما أُمر به طيبة به نفسه أحد المتصدقين، يعني له من الأجر مثل ما الباذل الأصلي صاحب المال من الأجر، قال: حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا يحيى من يحيى؟ القطان أم ؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

يحيى؟ ابن إيش؟

طالب:...

عندك؟

طالب:...

عن قُرّة بن خالد قال: حدثني حميد بن هلال قال: حدثنا أبو بردة عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: أقبلت إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعي رجلان من الأشعريين؛ لأنهم جاؤوا لأنهما جاءا إلى أبي موسى؛ ليشفع لهما عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، يعني يكلمونه في موضوع، فكان كلامه الموضوع أنهما يطلبان العمل، يطلبان العمل، التفت النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى أبي موسى فاعتذر، فقلت: ما علمت أنهما يطلبان العمل؛ لأن هذا في الصدر الأول ما هو مثل ما عندنا.

 الآن لو جاء واحد إلى صاحب جاه أو صاحب علم أو شيء من هذا يطلب عملًا، ثم كتب له ليشفع له، هل فيه من شيء من الإثم؟ لا سيما إذا رأى أنه كفء لما تقدم له.

 "ومعي رجلان من الأشعريين" يعني من جماعته، فقلت: ما علمت أنهما يطلبان العمل، أو هذه مبادرة من أبي سعيد؟ من أبي موسى هل هذه مبادرة من أبي موسى يقول: والله ما دريت أنهم يطلبون عملًا، ممكن، فقال: «لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده»، يعني إذا طلبه فإنه لا يُحقَّق طلبه، طيب ماذا عن يوسف -عليه السلام- حينما قال: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}[يوسف:55]، لا شك أنه رأى الأهلية في نفسه وقد يغلب على ظنه أن الأمر يضيع والمصلحة تفوت على المسلمين أو على الناس لو لم يتولَّ هو؛ لأنه لا يوجد كفء، فمثل هذا قد يتعين العمل على شخص، فيُلزَم به من قِبل ولي الأمر.

 لكن هل له أن يتقدم إلى ولي الأمر يقول: والله أنا ما أجد مثلي، ما فيه أحد مثلي، ويبرز نفسه له، يوسف -عليه السلام- قال: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ}[يوسف:55]؛ لأن الشروط متكافئة، وحفيظ عليم، وقد لا يوجد من هو بمثابته، فمن باب الحفظ للناس من غير التفات لدنيا؛ لأنه لا ينظر إلى مصلحة نفسه، قد يكون متضررًا هو بنفسه، قد يكون متضررًا، كان الناس في الصدر الأول يسمون الأمير عاملًا، عاملًا، كان عاملاً لعمر على كذا، كان عاملاً يعني أميرًا، حينما كانت الإمارة خدمة للمسلمين، ونظرًا في مصالحهم، ولا يعود إليه شيء، ما كانت جباية. أبو بكر -رضي الله عنه- لما تولى الخلافة انقطع عن أعماله التجارية، ما استفاد من أمور الدنيا شيئًا، ففُرِض له في كل يوم نصف شاة، له ولأولاده، هذا راتبه؛ لأنها عمالة، لكن لما تقادم العهد صارت مظنة ومزلة قدم.

 ولذا لما جاء ابن عمر لعبد الله بن عامر يزوره وهو مريض قال له: عظني أو انصحني، فقال: لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول، وكنت على البصرة، يعني انتبه لنفسك، أنت توليت هذا المنصب فانظر أنت خرجت منه كما دخلت؟ أو حصل شيء من الغلول، ولذا قال: ولا يقبل الله صدقة من غلول، أنت عليك التوبة والاستغفار وإخراج ما أخذته بغير حق، والله المستعان.

يقول الشارح -رحمه الله تعالى-: "بسم الله الرحمن الرحيم -الكرماني-، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، كتاب الإجارة، وهي تمليك المنافع بعوضٍ اصطلاحًا.

 قوله: (من لم يستعمل) أي الإمام، (من أراد العمل) أي لا يفوض الأمر إلى الحريص عليه، (وأبو بُردة) بضم الموحدة وسكون الراء في الموضعين، واسم الأول بُريد بضم الموحدة، والثاني عامر على الأشهر، تقدما في أول كتاب الإيمان.

 قوله: «طيبة» بالنصب، وفي بعضها: طيب".

لا، طِيب نفسه.

"وفي بعض: طِيب نفسه بنصبه مضافًا إلى النفس، فإن قلت: المعرفة لا تقع حالاً، قلت: هو إضافة لفظية، وفي بعضها برفعهما بأن يكون طيب خبر مبتدأ محذوف، ونفسُه فاعله أو تأكيد".

والحال إن عُرِّفَ لفظًا

والحال إن عُرِّفَ لفظًا فاعتقد تنطيره            معنىً كوحدك اجتهد

 لا يأتي الحال معرفة.

"قوله: «المتصدقَيْن» بلفظ التثنية، ومرّ الحديث في باب أجر الخادم. فإن قلت: ما تعلقه بالإجارة؟ قلت: خازن مال الغير كالأجير لصاحب المال. قوله: (قُرَّة) بضم القاف وشدة الراء ابن خالد، مرّ قبيل كتاب الأذان، و(حُميد) بلفظ مصغر الحمد بن هلال في باب: يرُدُّ المصلي من مرّ بين يديه".

يعني تقدمت ترجمته هناك.

"قوله: (ما علمت) بصيغة المتكلم، وكلمة (أو) لشك الراوي، وعَمِلْنا".

لا.

"وعَمَلِنا أي الحكومة والولاية، وذلك لما فيه من التهمة بسبب حرصه؛ ولأن من سأل الولاية يوكل إليها، ولا يعان عليها".

باب.

"بابٌ: رعي الغنم على قراريط:

 حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن جده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»".

قال -رحمه الله-: باب رعي الغنم على قراريط يعني بأجرة، قال: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا عمرو بن يحيى عن جدّه، عمرو بن يحيى ابن؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ابن أبي حسن الذي في كتاب الوضوء، عن جده عبد الله بن زيد بن عاصم عندك؟

طالب:...

ماذا يقول؟

طالب:...

عمرو بن يحيى.

طالب:...

عمرو بن يحيى، يعني ابن عمرو بن سعيد، نعم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «ما بعث الله نبيًّا إلا رعى الغنم» فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»، يعني اقتناء الغنم ورعاية الغنم فيها من البركة كما جاء في ذلك النصوص، وفيها أيضًا من مخالطتها من السكينة والوقار، بخلاف اقتناء الإبل ورعيها، ولذا رعاها الأنبياء، ولم يرعوا الإبل ولا البقر، والسكينة في أهل الغنم، وقال أصحابه: وأنت؟ فقال: «نعم» يعني رعيت الغنم، «كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»، بعض من يتكلم على الأحاديث ومن غير رجوع إلى مصادر أو غيرها يقول: يلحق بذلك أهل السيارات الكبيرة مثل رعاة الإبل، ترلات وغيرها، والسيارات الصغيرة أقرب إلى...

طالب:...

ما هو بصحيح، ما هو بصحيح، هذا ما هو بصحيح؛ لأنها قد تكون من أصغر السيارات بقيمة عالية، وتورثه من الكبر والعجب الشيء الكثير، فما لها دخل هنا، لها دخل هنا؟

طالب: لا.

الترلات أصحاب شدة وبأس؟

طالب: هو فيهم.

ماذا؟

طالب:...

لكن الليموزينات فيهم تواضع وفيهم..

طالب:...

نعم.

طالب:...

تعود على.

طالب:...

نعم، لا أقول ما لها علاقة بالحديث، لكن من حيث الواقع، انظر عبد الرحمن يقول: رعى الترلة بدل ما يقطع الصغيرة المشوار بساعة هذا يقطع بساعتين فهو تعود الركود.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ماذا؟ من علو؟

طالب:...

لا لا، ما لها علاقة بالحديث، يعني أنا جئت بها؛ لأنها قيلت.

طالب: الشارح؟

نعم؟

"قوله: (أحمد) أي الأزرُقي".

الأزرَقي.

"الأزرَقي المكي مرّ الإسناد بعينه في باب الاستنجاء بالحجارة. قوله: «قراريط» جمع القيراط، وقد يبدل أحد حرفي التضعيف ياءً، وهو نصف الدانق، وقيل: هو نصف عُشر الدينار، وقيل: هو جزء من أربعة وعشرين جزءًا، أي كان أجرة الرعي القراريط، وقال بعضهم: هو موضع بمكة".

القيراط جزء من أربعة وعشرين جزءًا، وجاء أيضًا في حديث الصلاة على الجنازة أنه بمنزلة الجبل في بعض الروايات مثل أُحد، وجاء أيضًا القيراط في نقص أجر من اقتنى الكلب، ويختلفون في مقدار هذا القيراط؛ لأنه لم يبين فهل يلحق بجزء من أربعة وعشرين جزءًا من الدينار، ولا يقال مثل جبل أحد؟

والله المستعان.

"وقال بعضهم: هو موضع بمكة، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا القول".

يعني مثل ما قيل في: اختتن إبراهيم -عليه السلام- وهو ابن ثمانين سنة بالقدّوم، منهم من يقول: موضع، ومنهم من يقول: الفأس.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

لا لا. نعم.

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

لا حجامة، إما أن يكون الفك، أو موضعًا.

"وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تواضعًا لله وتحدثًا بمننه عليه، حيث جعله بعد ذلك سيد الكائنات -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا: الحكمة في رعيهم أنهم إذا خالطوا الغنم زاد لهم الحلم والشفقة، فإنهم إذا صبروا على مشقة الرعي وعلى جمعها مع اختلاف طباعها، ومع تفرقها في المرعى، ومع ضعفها واحتياجها، فعلى صبرهم على مشاق الأمة مع الاختلافات التي في أصنافهم وطباعهم، وعلى الاهتمام بشأنهم، وحفظ أحوالهم أولى، فلا تتضجر نفوسهم من ذلك؛ لتعودهم عليه".

 باب؟

تعرف من هذه صفته من رعاة الغنم؟

طالب:...

كم عندك؟

طالب:...

ألف؟

طالب:...

كم؟

طالب:...

سبع مائة؟

طالب:...

ماذا؟

طالب:...

ملك ويزاول يعني من باب الاقتداء.

طالب:...

ماذا؟

طالب: يحاول التأسي.

لا إله إلا أنت سبحانك.

طالب: نقف هنا.

ليتنا نقف على هذا.